منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  قراءة أولية في نتائج “سيف القدس”: “إن عدتم عدنا”

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 قراءة أولية في نتائج “سيف القدس”: “إن عدتم عدنا” Empty
مُساهمةموضوع: قراءة أولية في نتائج “سيف القدس”: “إن عدتم عدنا”    قراءة أولية في نتائج “سيف القدس”: “إن عدتم عدنا” Emptyالثلاثاء 25 مايو 2021, 10:24 am

قراءة أولية في نتائج “سيف القدس”: “إن عدتم عدنا”

منذ لحظات الأولى في المواجهة الأخيرة بين أهلنا في فلسطين، كل فلسطين، والعدو الصهيوني المتمثل بعصابات المستعمرين وقوّات الاحتلال، كنّا على يقين أن الأحداث بحد ذاتها كانت بضخامة تحرّك الصفائح التكتونية التي تخلق الزلازل والبراكين وتخفي القارات بأكملها.  وبغض النظر إذا كانت المواجهة إحدى أو جميعها من مظاهر التحرّك التكتوني فمما لا شك فيه أن المعادلات الفلسطينية والعربية والإقليمية والدولية تغيّرت إلى ما لا رجعة.  فمحو عار النكبة ومن دعمها أصبح في متناول اليد والمسألة لم تعد مسألة “إذا” بل مسألة “متى” وأن ذلك ال “متى” أصبح قريبا جدا.  فللمرّة الأولي لا يمكن القول إن هذه الحرب على غزّة التي شنّها العدو بل وحّدت فلسطين أجمع حيث كانت صواريخ المقاومة تدّك كل معاقل العدو في كل فلسطين، فلم يعد الكلام عن “غزّة” أو الضفّة الغربية، أو القدس، أو فلسطين المحتلّة يحمل معاني التجزئة بل مقاطعات لكيان واحد وهو فلسطين العربية من البحر إلى النهر.
وبالتالي كان لا بد لنا من وقفة تأمل لمقاربة بعض دلالات الحرب ونتائجها لأنها مفصلية في تاريخ الصراع العربي الصهيوني وليس فقط من منظور المواجهة بين الفلسطينيين والعدو التي تتصدّر المشهد.  فصحيح أن الميدان العسكري كان بين الفلسطينيين والعدو ولكن المشاركة الشعبية من المحيط إلى الخليج التي ظهرت خلال العشرة الأيام المجيدة من تلك الحرب أعادت ذكرى الجماهير العربية التي كانت تهبّ في المناسبات الكبيرة في الخمسينات والستينات من القرن الماضي نافية بشكل مطلق كافة الادعاءات التي تبجحت بتغييب الجماهير العربية لتدعم زعمها بخروج فلسطين من الوعي القومي.  فالمجابهة الأخيرة أكدّت أن المعركة معركة قومية بكل أبعاد الكلمة رغم أنف كل من تباهى بتراجع القضية أو أراد حصرها بين “فلسطينيين” والكيان.  ففلسطين البوصلة، وفي طليعتها القدس، كانت وما زالت وستستمر القضية المركزية الأولى في امتنا العربية.  بل نؤكّد أكثر من ذلك أن لن يكتمل الاستقلال العربي، السياسي والاقتصادي والثقافي، إلاّ مع تحرير فلسطين من البحر إلى النهر.  فتحرير فلسطين هي قضية وجود ليس لفلسطين فحسب بل الأمة العربية بأكملها.
وفيما يتعلّق بالدلالات والتداعيات للمواجهة الأخيرة هناك شبه اجماع على العديد منها عند المراقبين سواء كانوا من المؤيّدين لخيار المقاومة والمقاومة نفسها أو من الطرف الآخر.  والدلالات هي على مستويات عدّة: أولا المستوى الفلسطيني، وثانيا مستوى الكيان المحتلّ، وثالثا المستوى العربي، ورابعا المستوى الإقليمي، وأخيرا المستوى الدولي، وجميع هذه المستويات متداخلة يصعب الفصل بينها.
فعلى صعيد المستوى الفلسطيني نجد أنه للمرة الأولى كانت المبادرة العسكرية منذ بداية المجابهة بيد المقاومة حيث استطاعت الرد بندّية لم يكن يتوقّعها العدو وحلفاؤه الدوليون ومن بعض العرب.  وهذه المبادرة كانت في مبادرة المقاومة على تسمية المواجهة ب “سيف القدس” بينما في السابقة كان العدو في جميع مواجهاته في فلسطين ولبنان يطلق الأسماء.  لم يفلح الكيان المحتلّ هذه المرّة لأنه أُستدرج إلى مواجهة لم يكن متحضّرا لها وبالتالي غابت عنه فرصة التسمية المسبقة.  لكن بعيدا عن حرب المبادرات في التسمية تظهر الحقيقة أن المبادرة الميدانية والسياسية كانت لأول مرّة في تاريخ الصراع بيد المقاومة.  فوقف إطلاق النار بشكل احادي من قبل الكيان المحتلّ دون تحقيق أي هدف عسكري وسياسي هو بمثابة إقرار بالهزيمة وإن لم يجرؤ رئيس وزراء الكيان المحتلّ على ذلك.  بل جاء الإقرار من خصومه السياسيين كافيغدور ليبرمان على سبيل المثال وليس الحصر.  وتصريحات نتنياهو حول “تدمير كل البنية التحتية الصاروخية” و”قتل جميع قيادات المقاومة” تثير السخرية، فكيف يمكن لاستشهاد الأطفال والنساء “قتل القيادات”؟  هذا برسم المحكمة الجنائية الدولية للتحرّك في هذا الموضوع.
وهذه الظاهرة الجديدة في اتخاذ زمام المبادرة لقصف مواقع الكيان أظهرت أيضا فاعلية القدرات العسكرية الفلسطينية المقاومة كما كشفت الإخفاقات الاستخباراتية لدى الكيان المحتل الذي لم يستطع إسكات منصّات إطلاق الصواريخ رغم كثافة الغارات ولم تستطع “قبته الحديدية” بمنع سيل الصواريخ.  وهذه الظاهرة ستكون لها انعكاسات خاصة على صعيد أمن الكيان المحتل وعلى صعيد تسويق الشبكة من قبل الأميركيين خاصة أنها تأتي على اعقاب الإخفاقات في منع صواريخ الحوثيين من الوصول إلى أهدافها في بلاد الحرمين.  من جهة أخرى، فإن دقّة الصواريخ دلالة على وجود تقنّيات متطوّرة تملكها المقاومة تلغي فرضيات الحصار على قطاع غزّة خاصة إن تأكّد وجود العقول التي تستطيع أن تصنّع وتطوّر ما لديها من إمكانيات عسكرية.  وما لفت نظرنا كمراقبين غير عسكريين هو استيعاب المقاومة للتكنولوجيات المتقدمّة المتمثلة بشبكة الصواريخ وعدم التخلّي في آن واحد عن التكنولوجيات البدائية إضافة إلى استراتيجية ذكية في إطلاق الصواريخ التي استنزفت قدرات “القبةّ الحديدية” ومنعت في آن واحد فعّالية تلك القبة.  فمن جهة هناك الصواريخ الدقيقة المتطوّرة ومن جهة أخرى هناك الشبان الفلسطينيين يرشقون شرطة الكيان المحتّل بالحجارة عبر المقالع.  فداوود الفلسطيني يهزم جالوت الصهيوني دون أن يستطيع الأخير أن يعدّل شيئا!  هذا وقاد أشار العديد من الخبراء العسكريين أن كلفة الصواريخ هي جزء بسيط من الكلفة التي يتكبدّها الكيان المحتل بكل طلعة لطائراته ولإطلاق صواريخه الأميركية.
الظاهرة الأخرى على المستوى الفلسطيني هي وجود غرفة عمليات مشتركة ليست فقط بين الفصائل الفلسطينية المقاومة لكن أيضا بين مكوّنات محور المقاومة في المنطقة، ما يدل على الجهوزية والتقدّم في التنسيق وأن المواجهة لم تعد بين الكيان المحتل وفلسطين بل مع كل محور المقاومة.  من جهة أخرى ما يدعم فعّالية تلك الغرفة وحدة الموقف الفلسطيني الداعم بشكل كامل للمقاومة ولخيارها في مواجهة الكيان المحتل.
الظاهرة الثالثة على المستوى الفلسطيني هي أن المواجهة المستمرّة بين أهلنا في فلسطين وعصابات المستعمرين المستوطنين ووحشية تلك العصابات ساهمت إلى حد كبير في كشف الزيف الصهيوني لدى الرأي العام الدولي.  والمواجهة المستمرة التي لم تتوقف يوما وإن كانت تمر بوتائر مختلفة تدلّ للقاصي والداني في الغرب أن هناك شعبا يناضل من أجل التحرّر من الاحتلال وليس للحصول على “حقوق”.  فحقيقة المشهد هي أن المعركة معركة تحرّر وليست معركة نبذ العنصرية كما يريد بعض المريدين اختزال بل حصر الصراع في مواجهة العنصرية في الكيان دون المساس بوجود الكيان المحتل.  فلا تعايش ممكن مع كيان استعماري استيطاني محتل وإن نزع عن نفسه العنصرية!
الظاهرة الرابعة على صعيد المستوى الفلسطيني هي أن وقف إطلاق النار من قبل كيان العدو المحتل دون أن “يقبض” ثمنا سياسيا وعسكريا هو إقرار بالهزيمة.  ما يميّز هذه الجولة من الصراع مع الكيان المحتل هو غياب قرار أممي بوقف إطلاق النار وغياب “شروط” لتثبيته.  ما تقول المقاومة للكيان الصهيوني وللمجتمع الدولي هو “إن عدتم عدنا”.  قرار 1702 الذي أوقف العمليات العسكرية وليس وقف إطلاق النار) للعدوان الصهيوني على لبنان عام 2006 كان مرفقا ب “شروط” بينما القرار الأحادي الصهيوني لم يحمل أي شرط إلا ادعاءات فارغة ومضحكة من “نصر” حققّه رئيس وزراء الكيان.  هذا دليل واضح أن ميزان القوّة قد بدأ يميل لمصلحة المقاومة وهذا هو المتغيّر الاستراتيجي الذي افرزته معركة “سيف القدس”.  وهذا التحوّل في ميزان القوّة على الصعيد الفلسطيني هو أحد مظاهر التحرّك التكتوني الذي أشرنا إليه في مطلع هذه المقاربة.
الظاهرة الخامسة التي تدلّ بشكل قاطع على التحوّل التكتوني هو تصريح أحد القادة العسكريين للكيان المحتل لصحيفة “معاريف” الصهيونية هي خشيته من أن تقتحم المقاومة في غزّة الشريط الفاصل مع فلسطين المحتلة وأن تتوغّل المقاومة وتحتل مواقع في الغلاف الغزّاوي.  والمفارقة هنا هي بين كلام رئيس وزراء الكيان المحتل الذي يهدد تسوية غزّة بالأرض وخشية القادة العسكريين من “احتلال” المقاومة للغلاف العزّاوي.  فلأوّل مرّة نشهد ثقافة الهزيمة تغزو عقول القادة العسكريين في الكيان المحتل.
الظاهرة السادسة التي تؤكّد على ما نقوله في الفقرتين السابقتين تصريح الرئيس الأميركي جوزيف بايدن بإن “لا سلام في المنطقة” دون الاعتراف بحق الوجود للكيان المحتل وإن الحل هو “حل الدولتين”.  فبهذا التصريح ينسف الرئيس الأميركي اتفاقيات كامب دافيد، واتفاقية أوسلو، واتفاقية وادي عربة، والاتفاقات الابراهيمية التي اعترفت بحق الوجود وكأنها لم تعد كافية أو صالحة! فبالنسبة للرئيس الأميركي ما زال القبول بوجود الكيان مسألة جوهرية لإحلال سلام وأن هذا القبول غير موجود رغم الاتفاقات التي تقول عكس ذلك!
الظاهرة السابعة على المستوى الفلسطيني هو إلغاء مفاعيل وعد بالفور وإلغاء مفاعيل النكبة وإلغاء مفاعيل نكسة 1967 ليس على صعيد الانتصار فحسب بل على صعيد توحيد الأرض الفلسطينية التي أصبحت موحدّة وإن كانت تحت الاحتلال.  هذا متغيّر استراتيجي ينقض قرنا من الفرضيات والتعامل السياسي العربي والإقليمي والدولي.  فكيف يمكن للخارج أن يميّز اليوم بين غزّة واللد والضفة الغربية؟  وحدة المقاومة تلازمت مع وحدة الأرض، ووحدة الأرض في فلسطين تنذر بحتمية وحدة أرض الأمة العربية وإلغاء مفاعيل سايكس بيكو في المشرق العربي وإرث التجزئة الاستعمارية في المغرب العربي وفي الجزيرة العربية.  فالجماهير العربية التي خرجت لنصرة فلسطين في الأمس واليوم وفي الغد تقول ذلك، فوحدة الأمة هي تحرير فلسطين وتحرير فلسطين يوحّد الأمة.  ليست هذه أحلام كما سيسارع البعض ومروّجو ثقافة الهزيمة بل قراءتنا الموضوعية للتحوّلات التي نشهدها.  من كان ليصدّق أن العدو سيخرج مذلولا من لبنان، وها نحن على عتبة الاحتفال بذكرى الحادية والعشرين للتحرير؟  من كان يصدّق أن المقاومة في العراق ستفشل المشروع الأميركي الذي أعد في المنطقة لصالح الكيان؟ من كان يعتقد أن بإمكان المقاومة الصمود أمام العدوان الصهيوني في تموز 2006 رغم التآمر الداخلي والعربي عليها؟  من كان يعتقد أن سورية ستصمد وتنتصر على العدوان الكوني عليها خلال عشرية سوداء مدمرّة؟ من كان يعتقد أن قوى التحالف العدواني المدجّج بالسلاح الفتاّك سيفشل في اليمن؟  من كان يعتقد أن صواريخ اليمن ستدكّ آبار النفط في أنحاء بلاد الحجاز ونجد وإنها قد تصل إلى فلسطين؟  كل ذلك تحقّق وكنّا على يقين من تحقيقها منذ اللحظات الأولى.  فلماذا التشكيك بإمكانية النصر وتوحيد الأمة؟
وأخيرا وليس آخرا فإن المواجهة مع الكيان المحتّل أظهرت أن قرار المقاومة هو القرار الصحيح وأن التفاوض مع الكيان هو أمر عبثي يجب التخلّي عنه اليوم قبل الغد. وفي رأينا سيتم التخلّي عن ذلك النهج بسبب تآكله من جهة وبسبب عدم صدق من يروّج لذلك على الصعيد الدولي والعربي وبسبب عجز العدو وحلفائه عن تقديم أي شيء.  فمن يدّعي التمسّك بالشرعية الدولية وقف ساكتا أمام انتهاكات الكيان المحتل لتلك الشرعية كما أن الداعم الأكبر للكيان أقر بأن الاتفاقيات المبرمة مع بعض الدول لم تف بغرضها، وأن ليس لها ما تقدّمه كم سنشرحه في مقاربة لاحقة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 قراءة أولية في نتائج “سيف القدس”: “إن عدتم عدنا” Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة أولية في نتائج “سيف القدس”: “إن عدتم عدنا”    قراءة أولية في نتائج “سيف القدس”: “إن عدتم عدنا” Emptyالثلاثاء 25 مايو 2021, 10:26 am

بإيجاز: هل إنتصرت المقاومة؟
 

سؤال اعتدنا سماعه و استماعه بعد كل مواجهة بين المقاومة في غزة و بين الكيان الغاشم. و مما لا شك به أنه سؤال من الأهمية بمكان. غير أن ما يبُزّه أهمية هو الإجابة الصحيحة عليه. فقد رأينا ، و ما زلنا نرى كثيرا ممن يندفعون للإجابة عليه في إطار عاطفيّ بامتياز، أو في إطار تخاذليّ و تشكيكي مفضوح. بين من يتغنى بنصر لا يقبل الشك ، و بين من يذهب إلى التشكيك و التساؤل عن نصرٍ وسط دمارٍ و دمٍ و ثكالى ، و يتامى يودّعون قوافلا من الشهداء بشكل يومي و مأساوي! ثم ما يلبث أن يتحول كل هذا إلى صخبٍ من التراشق بين مؤيد لنصر مزعوم ، و مروج لهزيمة نكراء ، دون أن يتمكن أيّ من الطرفين من التعبير بشكل ثوري و غير تقليدي عن رأيه و مرتآه.  فهناك من يرى أن اتساع رقعة ما تصله صواريخ المقاومة هو انجاز بحد ذاته ، و هناك في المقابل من يرى أن ما تدفعه غزة من كُلفة ما هو إلا ثمن باهظ بلا مقابل! و هنا فقد ترددنا كثيرا قبل أن نخُطَّ هذه السطور ، إذ أن جلَلَ الموقف و قدسيته تجعلنا نستشعر الحرج ، و قُصارى ما لدينا لنقدمه ما هو إلا جهد المُقِلّ من كلمات و آراء نطلقها من فوق فراش وثير في غرفٍ مُكيَّفةٍ. بينما يقف مجاهدون و مرابطون على ثغور الأمة اصطفاهم الله للذود عن الأرض و العِرض بأصابع على الزناد لا ترتخي و لا تلين ، و بعيون لا تغفل ، و إرادة لا تستكين. فأين نحن و ما نقوله أو ما نقدمه ، من أولئك الرّهط الذين اشتروا آخرتهم بدنايهم ، و كرامتهم و كرامتنا بدمائهم ، و هم يرابطون تحت الأرض و فوقها للذود عنا جميعا و عن كل حرّ على هذا الكوكب! و بالتالي فقد وجدنا أنه لِزاما علينا أن نعرض رؤيتنا لنتيجة المواجهة الأخيرة (سيف القدس) التي لا يمكن عرضها و استعراضها بمعزل عن سياقها التاريخي ، و ارتباطها الطبيعي بما سبقها من مواجهات مع العدوّ عبر سنوات الصراع الطويل.

ففي كل مرة خضنا فيها معركة مع العدو كانت خسارتنا و هزيمتنا واضحة و جليّة، بل و تؤكدها ردود الفعل الشعبية العفوية. و برغم ذلك كان الخاسرون و المنهزمون يتجهون إلى توظيف كل إمكاناتهم لِصبّ جام أذرعهم و أبواقهم الإعلامية علينا، لإقناعنا بنصر غير مشهود، و إطلاق العنان لجوقاتهم للتشدق بإنجاز لم نستشعره! ففي كل مرة كان الكيان الغاشم يحقق نجاحا مُهمّا في كيّ الوعيّ لدى طيف عريض من هذه الأمة ، و تسريب الشك و اليأس ، و ربما العَدَمِيّة ، إلى صدور كثيرين منا. فلَهَجَ كثيرون بالعبارات الانهزامية ، و روّج بؤساءٌ لنظرية عجزنا عن المواجهة و المبادرة ، حتى سقط كثيرون في فخ أن قوّة الكيان الغاشم ما هي إلا أمرٌ واقع لا قِبَلَ لنا به. بل و ذهبوا بعيدا في الترويج لفكرة الزمن الصهيوني و أن الخروج بأقل الخسائر هو السبيل المثالي و الأمثل حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا. ساعدهم في هذا كله غياب النموذج و المثال لأي نصر مَهْمَا كان بسيطا على مدى عقود طويلة قبل بزوغ فجر المقاومة. و في هذا السياق ، نجد الترويج المستمر ، من جانب الساقطين المُتساقطين على عَتَبَات الفُتات الصهيوني، لأهمية البنية التحتية ، و التركيز عليها كخسائر لا تُعوّض كلما اندلعت معركة مع هذا العدوّ ، بل و الذهاب بعيدا في تعظيم حجم هذه الخسارة المزعومة في إطار التركيز على إلغاء فكرة التضحية و الفداء من وجداننا. و هنا فإننا نتسائل، هل البنية التحتية و الأبنية الإسمنتية أكثر أهمية ، أو هي أعظم شأنا من تراب الوطن و كبرياء أبنائه! و في سياق متصل ، فأين هو واجبنا في الوفاء لأولئك الشهداء الذي قدّموا أرواحهم رخيصة في سبيل فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر. نعم ، إنه صراع طويل ليس له من نهاية إلا تلك التي آمن و تمسك بها كل واحد من أولئك الشهداء الذين قضوا منذ اليوم الأول للنكبة و حتى يومنا هذا. و عليه فإننا نؤكد بهذه المناسبة أنه ليس بيننا من لديه الحق أو التفويض في التفريط بحق أجيال مضت أو تلك التي ستأتي. كما أن الحرب مع هذا العدوّ ، و الوفاء لدماء شهدائنا ليست من الخيارات التي بمقدور أحد منا أن يتجاهلها ما دام هناك شبرٌ واحدٌ محتلٌ و مُستباح.

و حيث أننا من أولئك الذين حباهم الله بالإيمان المطلق بأن المقاومة هي السبيل الوحيد نحو الكرامة المرتجاة ، و الأنَفَةِ المبتغاة في الطريق الشاق نحو النصر المبين ، فإننا نقول و بما لا يدع مجالا للشك أو الريبة ، و بما لا يقبل التأويل أو التفسير ، بل و بثقة أكيدة و عين قريرة، نقول أن المقاومة مدعومة بحاضنتها الشعبية و الشرعية قد حققت نصرا عظيما ، و إنجازا محوريا يُضاف إلى ما كانت قد حققته عبر العقدين الأخيرين. و يدفعنا إلى التمسك بهذا الرأي مجموعة علمية و واقعية من الأسباب التي نُجملُها فيما يلي:

أولاً: فإنه مع الأخذ بعين الاعتبار الفارق الهائل في الظروف بين عدوٍّ مُحاصِرٍ ، و مقاوِمٍ مُحَاصَرٍ تواطأت على حصاره الدنيا ، فقد بدا واضحا للعيان ذلك المستوى المتطور الذي باتت تتمتع به المقاومة من كفاءة و قدرة على إدارة المعركة بشقها العسكري بالذات. فأسعدتنا المقاومة بتوظيفها لأسلحة و تقنيات ، بالإضافة إلى استخدامها لأساليب و مهارات تظهر للمرة الأولى على ساحة الصراع. و قد كان لافتا تلك الكفاءة في الإعلان عن كل ما هو جديد ، و تقديمه و ترسيخه في وعي الجماهير المتلهفة. فبعد مرور سنوات طويلة من هذا الصراع بمرّها و مرارها، و هي تزحف ثقيلة على صدورنا ، نجد أن القدرة على مواجهة العدوّ قد غدت متطورة ، و أن التحوّل آخذٌ في الازدياد بشكل تصاعدي. فأين أولئك الذي سخروا مرارا من البدايات المتواضعة لمشروع المقاومة العظيم، و أغاظونا بتهكمهم و ترويجهم لمشروع التخاذل المضاد؟!

ثانيا: إن الفكر الذي قدمته المقاومة كان فكرا ناضجا إلى أبعد الحدود ، متجاوزا ما هو مألوف عن المليشياوية ، و يقترب كثيرا من مستوى الجيوش النظامية بمفهومها الحديث و الرشيق. فلاحظنا إنضباطا واضحا على مختلف جبهات القتال ، و تنسيقا عاليا بين مختلف الفصائل، و توقيتات و أهداف ، إلى جانب أسباب و مسببات. و مما يؤكد هذه الحقيقة هو ما شوهد من مركزية للقرار خصوصا عند بدء سريان قرار وقف العمليات ، حيث لم يُسجَّل و منذ اللحظة الأولى أيما تجاوز أو خرق من جانب المقاومة. مما يؤكد على التنظيم العالي و الراسخ لمختلف الكوادر و العناصر ، و عملية الاتصال و التواصل بفعالية و اقتدار.

ثالثا: و هنا سنتحدث و ربما بإسهاب عن الدليل الدامغ ، و القاطع ، ذلك الذي يؤكد على النصر المؤزر الذي تحقق ، و المتمثل بحالة الردع الإعلامي التي شهدناها خلال العقد المنقضي و تكرست في المواجهة الأخير. فالمتابع الحثيث لتصريحات العدوّ و انتقاله من مستوى لآخر في عدوانه ، لَيَلْحَظُ أن هناك ما تجنب العدوّ أن يقوم به و منذ اليوم الأول ، و ذلك على العكس تماما من كل مُجريات المواجهات السابقة. و هنا فإننا نتحدث عن الأهداف المعلنة و المنشودة من هذا العدوان. ففي كيان كهذا الكيان الغاشم ، و قبل الإقدام على أي عمل عسكري، فإنه لابد لأي حكومة أن تقوم بتحديد أهدافها ، بل و الإعلان عنها ، و ذلك في سياق حشدها للتأيد السياسي و الشعبي داخليا و خارجيا. و لإعداد ما يلزم من جداول زمنية تراعي تطوير العملية أو اختزالها وفقا لما يتحقق من أهداف و لما يستجد من أحداث. و إذا ما عدنا إلى الوراء فإننا نجد أنه في كل مرة خاضت فيها الآلة العسكرية لهذا العدوّ المغرور عدوانها ، كانت تُحدد و بشكل مسبق و دقيق الأهداف التي تسعى لتحقيقها. غير أن هذا الأمر لم يعد ممكنا ، خصوصا بعد أن وضعت المعركة أوزارها عام 2006 بين الكيان و بين الشعب اللبناني ممثلا بمقاومته الباسلة. فقامت حكومة الكيان آنذاك بتحديد أهداف لعمليتها و بغيِهَا تمثلت بتفريغ جنوب لبنان من جميع مظاهر التسلح حتى نهر الليطاني شمالا ، و تفكيك المقاومة اللبنانية و مطاردة و تشريد قياداتها و كوادرها ، بالإضافة إلى استعادة الأسرى الصهاينة دون حوار أو تبادل من أي نوع. و بعد استمرار المعركة لأكثر من ثلاثين يوما ، وسط صمود خرافي و أداء بطولي من جانب المقاومة في لبنان، توقفت العمليات العسكرية على جانبي الحدود دون أن يتمكن العدوّ المتغطرس من تحقيق أي هدف كان ، بما في ذلك عجزه الواضح و الفاضح عن احتلال أي شبر من أرض لبنان. إن تحديد الأهداف آنذاك و إعلانها من جانب الصهاينة ، و على رؤوس الأشهاد ، فتح الباب واسعا لتشكيل لجنة تحقيق “فينواغراد” لتحديد أسباب ما شهدته المعركة من إخفاقات كارثية لأدء كيان الإحتلال بأسره و ليس جيشه فحسب. و من الجدير ذكره هنا أن عدوّنا هذا هو من الخطورة بمكان أنه يتعلم و يعتبر من تجاربه. فنلاحظ أنه تجنب بعد تلك المعركة و في جميع مواجهاته التالية ، و مع المقاومة في غزة بالذات ، تجنب المبالغة في تحديد الأهداف من عدوانه. و استمرت هذه السياسة بالتبلور حتى تكرست في العدوان الأخير. فالمتابع الموضوعي ، ليَلْحَظُ أن الأهداف التي جائت على لسان العدوّ و زبانيته كانت من خلال عباراة فضفاضة ، قابلة للتأويل و القولبة و التأطير لاستيعاب نتائج المعركة كيفما كانت. فالهدف المُعلن لهذا العدوان كان: تحقيق الأمن الطويل للكيان، و هكذا هدف بصياغة كتلك ، يمكن أن يتحقق بوقف لإطلاق النار من أي نوع ، حتى و إن كان ينطوي على استسلام من جانب العدوّ نفسه! مما يعني أن نتيجة المعركة كيف ما كانت ، فإنها لن تتناقض مع هذا الهدف المُعْلَن، مما يُدَلّل بوضوح على ارتباك العدوّ ، و انعدام درايته بإمكانيات المقاومة و قدراتها ، إلى جانب عدم يقينه من حقيقة قدرته هو. و إذا ما نظرنا إلى هذه الجزئية بشكل شمولي ، فإن تجنب تحديد أهداف و إعلانها ، من شأنه أن يضمن لقادة الكيان مَخرجا مهما من تبعات المعركة. فغياب الأهداف المحددة يعني بالضرورة غياب الأساس القانوني لتشكيل لجان داخلية للتحقيق بمجريات المعركة ، كما أنه يضمن أن أقصى ما يمكن أن يحدث من تبعات هو تحقيق على المستوى العسكري دون أن يتطور و ينتقل إلى المستوى السياسي ، مما من شأنه أن يُطمئِن ساسة الكيان أن أحدا منهم لن يغادر الساحة السياسية كنتيجة لأدائه و تعهداته أثناء المعركة. و فوق هذا كله ، فإن غياب هكذا أهداف سيُعفي الكيان من أي ضغط داخلي أو حرج خارجي قد يتعرض له من جانب شعبه ، و من جانب العالم و خصوصا أولئك المتساقطين أمام إغراءات و أوهام تفوق العدو و امتيازه من أبناء جلدتنا. كما أن ذلك سينأى بتوقيت نهاية المعركة بعيدا عن أي ضغوط ، بل إنه سيجعل أيما توقيت لنهاية المعركة هو توقت مناسب. و هنا ، فإننا نؤكد أن ما وَرَدَ في التحليل الأخير هو نتيجة للعِبَرِ التي اكتسبها العدوّ بعد حرب لبنان 2006 ، و لكنها أيضا نتيجة للإخفاق الاستخباري للعدو و المقترن بالتطور الكبير و الأداء الاحترافي للمقاومة في غزة.

رابعا: إن ما أقدمت عليه الجماهير في غير مكان داخل فلسطين المحتلة ، أو خارجها من احتفالات بالنصر ، و ابتهاج بما أُنجِز ، ليؤكد على أن العدوّ خسر معركة لا تقل أهمية عن نظريتها العسكرية ، و هي معركة كيّ الوعي. فالشعور بالعجز و الانكسار و الإذلال بعد هذه المعركة تلاشى تماما. و خير دليل على ذلك عفوية تلك الاحتفالات و صدقها. فكلنا يعلم أن المقاومة تسيطر على قطاع غزة بشكل مُطلَق، و إذا ما ادعت القلّة القليلة من شُذّاذ الآفاق أن الاحتفالات في القطاع لم تكن غير استجابة للآلة الأمنية و العسكرية للمقاومة ، فإن ردنا هو بالتساؤل عن الجماهير التي اندفعت في الداخل الفلسطيني المحتل و الخاضع بالكامل لبطش الصهيانة ، كما نتسائل أيضا عن الحشود العريضة تلك التي اندفعت ابتهاجا في الضفة الغربية الخاضعة للسلطة و الاحتلال معا. كما نشير للشعوب العربية و لكل الأحرار الذين احتفلوا في مشارق الأرض و مغاربها ، و كل أولئك كما نعلم جميعا لا يخضعون و لا بأي شكل لتأثير المقاومة و “بطشها المزعوم”. إن ردة الفعل الجماهيرية بعفويتها التي اتسمت بها ، لتؤكد أن العدوّ فقد تأثيره في كيّ وعي الشعوب و دفعِها نحو اليأس و العدمية. و هنا فإننا على قناعة راسخة أن خطاب المقاومة و ما لازمه من صدق و دقة و موضوعية قد أسهم و بشكل كبير في عملية التوجيه المعنوي للجماهير، سواء تلك القابضة على جمر الهزائم و التخاذل و العار من جماهير العُرْبِ و الأحرار في غير مكان. أو حتى تلك الجماهير في الكيان الغاصب نفسه ، و التي باتت تصدّق تصريحات و بيانات المقاومة أكثر من تلك التي تصدر عن حكومتها و جيشها.

و هنا فإننا نختم بالسبب الخامس ، حيث رأينا بأم أعيننا جنوح العدو عن الإقدام على الدخول و لو بمقدار شِبر واحدٍ داخل قطاع غزة ، و الذي كان بشكل أساسي نتيجة لأحد سببين لا ثالث لهما. حيث أن السبب الأول يتمثل بانعدام اليقين لدى العدوّحول طبيعة و حجم الاستعدادات التي أعدتهما المقاومة للتعامل مع الخيار البَرّيّ. بينما يتلخص السبب الثاني بعدم إدراك العدو للإمكانيات الحقيقية للمقاومة و مدى جاهزيتها للتعامل مع هكذا خيار. و في كلتا الحالتين ، فإن ذلك ليعد و بشكل قاطع أخفاقا جديدا يُضاف لإخفاقات الكيان الغاشم و بمختلف مكوناته و إمكاناته. و مما لا شك به أن ما هو أخفاق بالنسبة للمحتل ، ما هو إلا إنجاز عظيم و نصر مبين للمقاومة المباركة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 قراءة أولية في نتائج “سيف القدس”: “إن عدتم عدنا” Empty
مُساهمةموضوع: رد: قراءة أولية في نتائج “سيف القدس”: “إن عدتم عدنا”    قراءة أولية في نتائج “سيف القدس”: “إن عدتم عدنا” Emptyالثلاثاء 25 مايو 2021, 10:26 am

بالارقام.. غزة تكبد الكيان الإسرائيلي خسائر إقتصادية ضخمة

د. علي النمر
يُصنف “الكيان الإسرائيلي” في مرتبة عليا في المجالين العسكري والإقتصادي، مما يعني أنَّه كيان قوي ومتقدِّم تقنياً، كما يُصنَّف غاصباً لاحتلاله أرض فلسطين، ومسيطراُ على مواردها الطبيعية ومعابرها، ومهيمناً على إقتصادها، وحارماً فلسطين من الإستفادة من المصادر المالية، ومكبداً إقتصادها خسائر وصلت إلى 48 مليار دولار خلال الفترة ما بين 2000 و2017 م.
النظام الإقتصادي في الكيان الإسرائيلي يعتمد على السوق الحرة، القائم على القطاعات الإنتاجية والخدماتية، ويتميز بقطاع صناعي متنوع ذات تقنية عالية، بما في ذلك الطيران والإتصالات والمنتجات المعدنية والمعدات الإلكترونية والأجهزة الطبية الحيوية، والمنتجات الزراعية والأغذية المصنعة، والمواد الكيميائية. ومن أهم صادراتها الأسلحة والألماس، حيث بلغت قيمة صادراتها من الألماس 4.5 مليار دولار في عام 2018. ويستورد كيان الاحتلال النفط والمواد الخام والقمح والسيارات والألماس الخام ومدخلات الإنتاج. وتتركز أنشطته في مجال البرمجيات والإتصالات وأشباه الموصلات المتطورة.
كما يعتبر وجهة سياحية، وأستقبل في العام 2019 أكثر من 4.5 مليون سائح أجنبي، فقطاع السياحة إذاً أحد محركات الإقتصاد الرئيسية للكيان.
ويتفوق الكيان الغاضب على كل من الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي في مجال البحث العلمي، ويعتبر من الدول الأوائل المصدِّرة للسلاح في العالم، ويتميز في سيطرته على الغاز الطبيعي (حقل “تمار” في شرق البحر الأبيض المتوسط)، وتقدر إحتياطياته من الغاز بنحو 275 مليار متر مكعب، وينتج 8.2 مليار متر مكعب من الغاز سنويا.
يتبنّى “الكيان الإسرائيلي” إستراتيجية تقضي بتعزيز صورته وزيادة ترتيبه الإقليمي والدولي في نماذج القياس الدولية، من خلال تطوير إمكاناتها العسكرية والإقتصادية عبر إبرام الصَّفقات التِّجارية على غرار اتفاقيّات التَّطبيع مع الدول العربية لأجل الإستثمار والتصدير .
لكن هناك عدة عوامل أضعفت هذه الإستراتيجية، أهم هذه العوامل هي فيروس كورونا والحرب الأخيرة على قطاع غزة.
السؤال المطروح:
كم بلغت الخسائر الإقتصادية والمالية بفعل انتشار فيروس كورونا وضربات المقاومة الفلسطينية؟
بعد انتشار فيروس كورونا في الكيان شلَّت العديد من القطاعات الإنتاجية والخدماتية، فازداد العجز المالي في الموازنة، وسجلت إسرائيل في عام 2020 أعلى معدل عجز مالي في الموزانة بتاريخها، وصل إلى 160.3 مليار شيكل(بحدود 52 مليار دولار)، بثلاثة أضعاف مقارنةً بعجز عام 2019، الذي بلغ 15 مليار دولار. تعود أهم أسباب العجز المالي في موازنة 2020 إلى تقليص عائدات الضرائب بـ22.9 مليارات شيكل (نحو7مليارات دولار)، والإرتفاع في الإنفاق الحكومي من أجل مواجهة فيروس كورونا بمقدار 68.6 مليار شيكل(حوالي 21.5مليار دولار)، وقفز الدين العام لإسرائيل 20% خلال عام 2020، ليصل إلى 984 مليار شيكل (302 مليار دولار).
 اليوم، يخوض الكيان الإسرائيلي أعنف حرب ضد قطاع غزة، ولكن كان لهذه الحرب تداعيات وآثار سلبية على الإقتصاد الإسرائيلي.
نتيجة إستهداف المقاومة الفلسطينية  لمطاري “بن غوريون” و “رامون”  وبعض الموانئ حيث تم عزله عن العالم، وهذا ما دفع الشركات العالمية إلى تعليق جميع الرحلات الجوية وإلغاء آلاف حجوزات الفنادق مما أدى إلى تعطيل الحركة السياحية كلياً، علماً أنَّ قطاع السياحة يعتبر مصدرا مهما من مصادر الدخل القومي، وبلغت عائداته في عام 2019  حوالى 6.66 مليار دولار.
كما أدّت صواريخ المقاومة الفلسطينية إلى توقف العمل في منصة إستخراج الغاز الطبيعي”تمار”، وتعود منصة تمار على الميزانية بدخل قيمته 1.8 مليار دولار سنوياً، مما يعني أنَّ كل يوم تعطيل عن العمل يقابله خسارة تقدَّر بحدود 5 ملايين دولار يوميا، بالإضافة إلى توقف حركة القطارات والنقل والعديد من المرافق الإقتصادية الحيوية، ووصلت الخسائر  إلى منشآت الطاقة الجنوبية، بالاضافة إلى الممتلكات العامة والبنى التحتية.
كما أعلن إتحاد المصنِّعين في الكيان الإسرائيلي، أن “الضَّرر في القطاع الصناعي وصل إلى 540 مليون شيكل(160 مليون دولار) خلال الأيام الثلاثة الأولى.
 كما أنَّ هناك أعباء وتكاليف العمليات العسكرية المترتبة باهظة الثمن، بالإضافة إلى تكلفة تشغيل القبة الحديدية، حيث تشير التقارير أنَّ كل صاروخ واحد تطلقه تلك القبة، فإنّ معدل كلفته 150 ألف دولار، لكن الخسارة الكبرى تكمن في عدم دقة وفعالية هذه القبة التي تعتبر” فخر الصناعة العسكرية الإسرائيلية”، حيث كانت إسرائيل تسعى إلى توريدها للعالم. مما سيساهم في انخفاض أو ربما عدم بيعها للخارج مستقبلا (كما حصل مع دبابات الميركافا في لبنان عام 2006)، حيث يقدر بيع الأسلحة المعلنة قرابة 9 مليار دولار سنوياً.
كذلك سُجّل تراجع غير مسبوق في المعاملات التّجارية والإقتصادية في سوق المال والبورصة والمصارف الإسرائيلية وسعر العملة الإسرائيلية.
 تكبد إقتصاد الكيان الناتجة عن العدوان الأخير على غزة ووباء كورونا خسائر ضخمة، مما يعني أنَّ الإقتصاد الإسرائيلي في حالة متعثرة، فقد أشار البنك المركزي الاسرائيلي في شهر أيلول 2020 إلى أن كلفة الإغلاق لمدة أسبوع واحد بسبب جائحة كورونا وصلت إلى 9 مليارات شيكل ما يعادل 2.63 مليار دولار، وكانت تقديرات البنك تشير إلى أنَّ الإقتصاد لن يبدأ بالتعافي قبل نهاية عام 2021.
أما فيما يخص العدوان الأخير على غزة، فالخسائر الإسرائيلية تقدر بقرابة 1.8 مليار دولار، وذلك خلال الأسبوع منذ بدء العمليات العسكرية ضد قطاع غزة.
هناك تكتم اسرائيلي كبير على حجم الخسائر، لكن بحسب تقدير الخبراء فإنّ خسائر العدوان بالإضافة إلى كورونا تقدر بحدود 4.83 مليار دولار خلال أسبوع واحد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
قراءة أولية في نتائج “سيف القدس”: “إن عدتم عدنا”
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» زياد حافظ: قراءة أولية في نتائج “سيف القدس”:
» غزه تقول .... وان عدتم عدنا
» عاصفة الحزم.. قراءة أولية
» قراءة أولية في قانون الضمان الاجتماعي
» "انتفاضة القدس".. قراءة "إسرائيلية" لنصف عام من العمليات

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات-
انتقل الى: