منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 اعرف عدوك - أصول اليهود العرقية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

اعرف عدوك - أصول اليهود العرقية Empty
مُساهمةموضوع: اعرف عدوك - أصول اليهود العرقية   اعرف عدوك - أصول اليهود العرقية Emptyالأحد 04 يوليو 2021, 3:02 pm

اعرف عدوك - أصول اليهود العرقية


اولا وقبل كل شئ :



مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ
تفسير الآيات من 65الى 68 :ـ لما ادعى اليهود أن إبراهيم كان يهوديا، والنصارى أنه نصراني، وجادلوا على ذلك، رد تعالى محاجتهم ومجادلتهم من ثلاثة أوجه، أحدها: أن جدالهم في إبراهيم جدال في أمر ليس لهم به علم، فلا يمكن لهم ولا يسمح لهم أن يحتجوا ويجادلوا في أمر هم أجانب عنه وهم جادلوا في أحكام التوراة والإنجيل سواء أخطأوا أم أصابوا فليس معهم المحاجة في شأن إبراهيم، الوجه الثاني: أن اليهود ينتسبون إلى أحكام التوراة، والنصارى ينتسبون إلى أحكام الإنجيل، والتوراة والإنجيل ما أنزلا إلا من بعد إبراهيم، فكيف ينسبون إبراهيم إليهم وهو قبلهم متقدم عليهم، فهل هذا يعقل؟! فلهذا قال { أفلا تعقلون } أي: فلو عقلتم ما تقولون لم تقولوا ذلك، الوجه الثالث: أن الله تعالى برأ خليله من اليهود والنصارى والمشركين، وجعله حنيفا مسلما، وجعل أولى الناس به من آمن به من أمته، وهذا النبي وهو محمد صل الله على وسلم ومن آمن معه، فهم الذين اتبعوه وهم أولى به من غيرهم، والله تعالى وليهم وناصرهم ومؤيدهم، وأما من نبذ ملته وراء ظهره كاليهود والنصارى والمشركين، فليسوا من إبراهيم وليس منهم، ولا ينفعهم مجرد الانتساب الخالي من الصواب. وقد اشتملت هذه الآيات على النهي عن المحاجة والمجادلة بغير علم، وأن من تكلم بذلك فهو متكلم في أمر لا يمكن منه ولا يسمح له فيه، وفيها أيضا حث على علم التاريخ، وأنه طريق لرد كثير من الأقوال الباطلة والدعاوى التي تخالف ما علم من التاريخ

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

اعرف عدوك - أصول اليهود العرقية Empty
مُساهمةموضوع: رد: اعرف عدوك - أصول اليهود العرقية   اعرف عدوك - أصول اليهود العرقية Emptyالأحد 04 يوليو 2021, 3:12 pm

من موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية


التعرف على الديانة اليهودية

 
​​الله الواحد الأحد
اليهودية، وهي أول وأقدم الأديان التوحيدية الثلاث الكبرى، وهي ديانة وطريقة حياة الشعب اليهودي؛ وتستمد اليهودية شرائعها وعقائدها الأساسية من التوراة، وهي أول خمسة أسفار من الكتاب المقدس.

إن أهمّ تعاليم وعقيدة الديانة اليهودية هي الإيمان بالله الواحد الأحد، الفرد الصمد الذي يريد لجميع الشعوب أن تفعل ما هو عادل ورحيم. وقد خلق جميع الناس على صورة الله الذي يستحق المعاملة بكرامة واحترام. 

شع​ب معاهد

يخدم الشعب اليهودي الله بالدراسة والصلاة ومراعاة الوصايا التي اوردتها التوراة. ويمكن أن يفهم هذا الإيمان بالعهد التوراتي "كعهد" "وشهادة" "ورسالة" الشعب اليهودي.

لا تؤمن اليهودية، بالعكس من بعض الديانات الأخرى، أنه يجب على الشعوب الأخرى أن تعتنق عقائدها الدينية وطقوسها لكي تحظى بالافتداء. فبالأفعال لا بالعقيدة يحكم على العالم؛ والامة الصالحة من بين الأمم هي التي لها نصيب في "عالم الآخرة".

ولهذا السبب فان اليهودية ليست ديانة تبشيرية نشطة، ويتقبل المجتمع أشخاصًا يعتنقون الديانة اليهودية، لكن ذلك يتم بقرار السلطات الدينية اليهودية صاحبة الشأن. ومسألة اعتناق الديانة ليست مجرد مسألة تحقيق معرفة ذاتية شخصية. 

ك​تب دينية ومقدسة

إن أهم نصوص الديانة اليهودية هو التوراة ذاتها (ما يسميه بعض المسيحيين "العهد القديم")، والتي تتألف من أسفار التوراة والأنبياء والكتب.

في أعقاب تخريب الهيكل المقدس في أورشليم القدس على يد الرومان عام 70 ق.م، جمع علماء الديانة اليهودية في أرض إسرائيل مجلدات المشناة الستة لتسجيل وحفظ سنن الشريعة والقوانين والعادات الدينية اليهودية. وخلال القرون الخمسة التالية ألحقت بالمشناة، الغمارا في فقه الشريعة، وهي عبارة عن شروح مسهبة وحواشي ومناظرات وتفاسير دوّنها حاخامات في أرض إسرائيل وفي بابل. ويشكل هذان النصان التلمود الذي يظل مصدرا حيا للدراسة والفكر والتفسير اليهودي. 

ال​حياة اليهودية

يتركز قدر كبير من المراعاة الدينية اليهودية داخل البيت، ويشمل هذا الصلوات اليومية التي تُتلى ثلاث مرات في اليوم – في الصباح وبعد الظهر وبعد غروب الشمس. أما صلوات الرعية فتقام في الكنيس وهو دار العبادة والدراسة اليهودية في أيام الاثنين والخميس والسبت، أيام الاحتفالات والأعياد اليهودية. وهي تشمل الصلاة في الكنيس وقراءات بالعبرية من التوراة وأسفار الأنبياء. الصلاة في الكنيس يمكن أن يؤمها أي فرد عليم من الرعية. وفي معظم الكنس يتولى هذه المهمة مرتل مفرد أو حاخام، وهو معلم ديني مرسم، درس في "اليشيفاه"، وهي المدرسة الدينية اليهودية. 

ومن بين واجباته المهنية، يتوقع من الحاخام أن يدير جلسات دراسة أسبوعية أو يومية لأفراد الرعية. ويمكن أيضا الاستعانة بالحاخام لإصدار قرارات محَتلنة تتعلق بتطبيق القوانين والتقاليد الدينية اليهودية على شؤون الحياة اليومية. وقد يشمل هذا حل نزاعات شخصية. أما المسائل الأكثر جدية كالطلاق الديني، فتحال إلي "بيت دين" وهي محكمة دينية يهودية محلية. 

الختان(بري​ت ميلاه)​

إذا كانت صحة الولد اليهودي تسمح بذلك، يتم ختانه في اليوم الثامن من ولادته، والختان سنة شائعة منذ أيام إبراهيم، والختان (بريت ميلاه) هو علامة العهد العضوية

طقو​س البلوغ (بار وبات متسفاه)

عندما تبلغ البنت اليهودية 12 عاما، ويبلغ الولد اليهودي 13 عاما فانهما يبلغان سن الرشد من حيث التكليف بالواجبات والمسؤوليات الدينية. وبهذه المناسبة يدعى ولد "البار متسفاه" لأول مرة ليتلو الجزء من التوراة وقراءة من أسفار الأنبياء. وفي تجمعات تشترك فيها المرأة في إقامة الصلاة، تدعى بنات "البات متسفاه" للقراءة من "التوراة وأسفار الأنبياء". 

قو​انين التغذية

يراعي اليهود المتدينون شرائع التغذية المستمدة من سفر اللاويين. وتشمل هذه الشرائع تحريم أكل اللحم ومنتجات الألبان في وجبة واحدة، كما تشمل طقوس ذبح الحيوانات بطريقة إنسانية، وتحرم تحريما قطعيا أكل الدم,أو لحم الخنزير, السمك الصدفي وغيره من الأطعمة المحرمة.
ومع أن شرائع التغذية قد تكون ذات فائدة صحية، يبدو أن الدافع الرئيسي لسنها هو الرغبة في غرس المبادئ الأخلاقية والسلوكية، وضبط النفس ونكران الذات في الحياة الشخصية لشعب يتوقع منه مراعاة قوانين التوراة حتى في أسوأ الأحوال.
غير أنه في هذا الأمر كما في أمور أخرى من أمور الشريعة والعبادة الدينية اليهودية، تختلف درجة وطريقة المراعاة بين التيارات اليهودية الرئيسية الثلاث المعاصرة – وهي الأرثوذكس,والمحافظون والاصلاحيون. 

الاحت​فالات وأيام الذكرى

اليوم السابع من الأسبوع هو يوم السبت وهو يوم راحة توراتي مقدس، ولا يُسمح القيام بأي عمل يوم السبت باستثناء العبادة أو الحفاظ على الحياة والصحة. ومن الطقوس المركزية في مراعاة السبت القراءة الصباحية في الكنيس للفصل الأسبوعي من التوراة، الأيام المقدسة العالية (تراعى في أيلول / سبتمبر – أكتوبر / تشرين الأول) وهي وقت للصلاة والاستبطان. ويسجل يوم رأس السنة ("روش هشناه") اليهودية الجديدة، أول الأيام العشرة المكرسة لمحاسبة النفس والمنتهية بصوم يوم الغفران ("يوم كيبور").
والاحتفالات الرئيسية الثلاثة في السنة الدينية اليهودية  مصدرها توراتي وهي عيد الفصح (بيساح) الذي يحيي ذكرى النجاة والخروج من مصر، وعيد الأسابيع (شفوعوت) ويحيي ذكرى نزول القوانين على جبل سيناء؛ وعيد المظلة (سوكوت) إحياء لذكرى الإقامة في الصحراء. وفي أيامنا، كما كان في الأزمنة الغابرة، تعتبر هذه الأعياد الثلاثة مناسبا​ت للحج إلى اورشليم القدس مع الصلاة عند حائط المبكى، وهو بقايا الجدار الاستنادي الخارجي لجبل الهيكل. ويعلن الحداد على خراب الهيكلين المقدسين يوم التاسع من آب (حسب التقويم العبري).​​
وتضم الأعياد اليهودية الأخرى عيد الانوار (حانوكاه)، إحياء لذكرى انتصار المكابيين واعادة تكريس الهيكل في أورشليم القدس؛ وعيد المساخر (بوريم)، إحياء لذكرى إنقاذ الشعب اليهودي في أيام الملكة إستر؛ ويوم ذكرى ضحايا وأبطال الهلوكوست (الكارثة) إحياءً لذكرى 6 ملايين يهودي قتلهم النازيون؛ ويوم استقلال دولة إسرائيل، الذي يحتفل فيه باستعادة إسرائيل للسيادة القومية. 

مرك​زية اسرائيل

أرض إسرائيل مركزية بالنسبة لتاريخ وحياة وآمال وأماني الشعب اليهودي. ويتوجه اليهود المتدينون في صلواتهم نحو أورشليم القدس​. وفي أرض إسرائيل وهي الأرض التي وعدتها التوراة يمكن للعادات والتقاليد وكذلك لهوية الشعب اليهودي أن تتحقق بالكامل. 

عصر المخلص

جرت عادة الشعب اليهودي أن يعيش على توقع مجيء عصر المخلص الذي يسود فيه السلام العالمي على الأرض وفقا لرؤيا أنبياء اسرائيل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

اعرف عدوك - أصول اليهود العرقية Empty
مُساهمةموضوع: رد: اعرف عدوك - أصول اليهود العرقية   اعرف عدوك - أصول اليهود العرقية Emptyالأحد 04 يوليو 2021, 3:14 pm

النصوص اليهودية المقدسة
تحتل القصص والأفكار والمبادئ الفلسفية الكامنة في النصوص المقدسة والتي تمتد على آلاف السنين من الفكر والدراسة مكاناً بارزاً في الجزء الأكبر من الثقافة الاسرائيلية الحديثة، إذ أن هذه الثقافة تستمد الكثير من مضامينها من التراث القديم
التوراة هي أساس كافة النصوص اليهودية المقدسة. إن الرسالة الرئيسية للتوراة هي وحدانية الله المطلقة
 التوراة هي أساس كافة النصوص اليهودية المقدسة. إن الرسالة الرئيسية للتوراة هي وحدانية الله المطلقة
إن أهمية النصوص المقدسة لليهودية تتجاوز مغزاها الديني بكثير. إذ أن ما تحمله هذه الوثائق القديمة في طياتها لا يقتصر على تعاليم الدين اليهودي فحسب، بل يشمل كذلك التراث التاريخي والثقافي والاجتماعي للشعب اليهودي. وترى مختلف الفئات في اسرائيل في النصوص المقدسة معاني متباينة. فالفئات المتزمتة تعتبر هذه النصوص دليلاً روحياً وأخلاقياً وعملياً في الحياة اليومية، في حين تعتبرها الفئات العلمانية ذخراً تاريخياً وحضارياً يمكن أن تجري بشأنه أبحاث ودراسات نقدية.

وتحتل القصص والأفكار والمبادئ الفلسفية الكامنة في النصوص المقدسة والتي تمتد على آلاف السنين من الفكر والدراسة مكاناً بارزاً في الجزء الأكبر من الثقافة الاسرائيلية الحديثة، إذ أن هذه الثقافة تستمد الكثير من مضامينها من التراث الحضاري القديم، وإن كانت تعبر في نفس الوقت عن مواضيع وقضايا الحاضر.

التوراة

التوراة هي أساس كافة النصوص اليهودية المقدسة. وتشمل التوراة، بالمفهوم الأساسي المحض، الأسفار الخمسة لسيدنا موسى عليه السلام، التي تسرد قصة الخليقة، وعهد الله مع سيدنا إبراهيم وذريته، وقصة الخروج من مصر، والتجلي على جبل سيناء (حيث أنزل الله الوصايا العشر)، وتجوال بني اسرائيل في الصحراء، وتكراراً لتلك التجربة قبل دخول بني اسرائيل إلى الأرض المقدسة بوقت قصير.

إن الرسالة الرئيسية للتوراة هي وحدانية الله المطلقة، خلقه للعالم وسهره عليه، وعهده الخالد مع شعب اسرائيل. وتشمل التوراة تراث الشعب اليهودي، إذ أنها تعيد سرد تاريخه، وتحدّد التعاليم الأساسية التي ترشده، وتتنبأ بمصيره. وتحمل التوراة في نفس الوقت رسائل عالمية تتعلق بوحدانية الله وبالسلوك الاجتماعي، كانت لها تأثيرات عظيمة على الحضارة الغربية. لذلك، فإن التوراة هي مصدر لبعض التقاليد التي لا تقتصر على اليهود، مثل اعتبار يوم السبت يوم راحة.

كلمة "توراة تعني" "التعليم" أيضاً. وتستعمل الأسفار الخمسة كلمة توراة بمعنى مجموعة معينة من التشريعات؛ وبهذا الاستعمال يكون معناها "قانون"، وكثيراً ما تُترجم على هذا النحو.

بموجب تعاليم اليهودية تُعتبر التوراة، كما اعتُبرت على مرّ القرون، نصاً مُنزلاً من عند الله. من جهة أخرى، يعتقد الكثير من الدارسين والمفكرين اليهود المحدثين بأن التوراة هي نصوص وضعها عدد من المؤلفين وجمعت بالتدريج على مر فترة طويلة، أي أنهم يعتقدون بأن التوراة بلورت التاريخ اليهودي، وأنها تشكل حصيلة هذا التاريخ أيضاً. 

الكتاب المقدّس (The Bible)

الكتاب المقدس (العهد القديم) معروف بالعبرية بالـ "تاناخ"، وتتكوّن الكلمة من الحروف الأولى لمجموعات الكتب الثلاث التي يشملها الكتاب المقدس: الأسفار الخمسة (توراة)، الأنبياء (نفيئيم) والكتب المدونة (كتوفيم). ويشمل الكتابان الأخيران تسعة عشر سفراً، معظمها بالعبرية. ومع ذلك فإن أجزاء كبيرة من الـ "كتوفيم" وردت بالآرامية، وقد تم تأليفها خلال مئات السنين، منذ الفترة التي سبقت دخول بني اسرائيل لأرض اسرائيل (القرن الـ 13 ق.م.) وحتى بعد عودة اليهود من بابل إلى مملكة يهودا وأورشليم (القرن الـ 6 ق.م.).

تشمل أسفار الأنبياء نصوصاً تاريخية تمتد على الفترة ما بين توطّن الشعب اليهودي في أرض اسرائيل وطرده إلى بابل، كما تشمل العِظات الأخلاقية والدينية للأنبياء (بينهم ارميا، اشعيا وحزقيال). وتنطوي هذه النصوص على قطع شعرية دينية وعادية، وقطع من أدب الحكمة والكتابات التاريخية.

والـ "تاناخ" هو مجموعة القوانين اليهودية، التي تمت بلورتها بصورتها النهائية في الفترة الواقعة بين الهجرة إلى بابل والقرن الأول الميلادي. ولم يشمل الحاخامون الذين شاركوا في تحديد المضمون النهائي للكتاب المقدس بعض النصوص التي تُعرف بالكتب الخارجية، أي غير المدرجة في الكتاب المقدس (apocrypha)، إذ لم يعتبروها ذات إيحاء الهي. ويختلف الكتاب المقدس اليهودي (العهد القديم) عن الكتاب المقدس المسيحي (الانجيل) بأنه لا يشمل العهد الجديد، كما أن هناك اختلافاً طفيفاً في ترتيب تقديم الانبياء. وتم تحديد العلامات الصوتية المميزة (لتبيين النطق والإنشاد) في القرن العاشر.

يستعمل الناسخون لنصوص الكتاب المقدس، التي تستعمل لأغراض الطقوس الدينية في الكُنُس، أدوات عتيقة (الرقّ والريشة) ويحرصون أشد الحرص على عدم إدخال أي تغيير على النصوص. وأكثر المخطوطات قِدماً المعروفة لدينا هي مخطوطات البحر الميت، التي كُتبت قبل العصر الميلادي بقليل، وهي مطابقة تماماً للنصوص التي يتم نسخها في أيامنا هذه.

الكتاب المقدس هو الكتاب الذي حظي بأكبر عدد من الترجمات في العالم. فقد تُرجم بأكمله إلى أكثر من مائتي لغة، في حين تُرجمت أسفار معينة منه إلى حوالي ألف لغة لتقرأها شعوب مختلفة. وكانت أول ترجمة للكتاب المقدس "الترجمة السبعينية" في بداية القرن الثالث ق.م.، وهي ترجمة إلى اليونانية قام بها 72 عالماً يهودياً في 72 يوماً، ليستخدمها اليهود في مصر القديمة.

ومع أن أحداً لا يُدخل أي تعديل أو تغيير على نصوص الكتاب المقدس لكونها نصوصاً دينية، فقد نشأ في القرن التاسع عشر فرع أكاديمي جديد يدعى الدراسة النقدية للكتاب المقدس، ينتهج نهجاً تاريخياً نقدياً. وأنتج الدارسون في هذا المجال كمية هائلة من الدراسات والتحليلات.

تفاسير للكتاب المقدس

لقد ظهرت في أعقاب التوراة تفاسير عديدة، تُعدّ ضمن النصوص اليهودية المقدسة. وتعود التفسيرات اليهودية الأولى إلى القرن الثاني ق.م.، حين حلّت الآرامية محل العبرية كلغة متداولة. ومع أن هذه التفاسير تُعرف بإسم "تارجوميم" (ترجمات)، فإنها تحمل صبغة تفسيرية وتشتمل على مقطوعات من التفسير ومن الأساطير. وتوجد تفاسير (تارجوميم) لجميع أسفار التوراة، ما عدا تلك التي تم تدوين الجزء الأكبر منها بالآرامية.

انتقلت تفاسير الحاخامين من عصر التلمود (أنظر فيما يلي) إلى يومنا هذا. وكانت الغاية منها، في كثير من الأحيان، التسهيل على الجمهور في القرون الوسطى، وبعد ذلك في العصر الحديث، في استيعاب نصوص الكتاب المقدس والتفاسير المتعلقة به. وتتناول التفسيرات نواحي مختلفة تتراوح بين النص الحرفي والمعنى الباطني، كما أنها تعلق أهمية بالغة على كافة التفاصيل المتعلقة بالنص المقدس سواء كان ذلك حذفاً أو ظاهرة نحوية غريبة، أو "خطأ في الكتابة"، أو حتى ظهور حرف ذي حجم مختلف. وقد تتولد مثل هذه الأمور عن كميات كبيرة من التفسيرات. ويعتبر الحاخام سليمان بن يتسحاق المعروف بـ "راشي" (1040-1105) أشهر المفسّرين للكتاب المقدس؛ وقد حاول ايجاد توازن بين التفسير الحرفي للنص والمواعظ الأخلاقية التقليدية للحاخامين.

التوراة الشفاهية

المشناه

التوراة الشفاهية هي تفسير تحليلي للتوراة المدوّنة. وتفيد التقاليد الموروثة أن التوراة الشفاهية أنزلت على سيدنا موسى في جبل سيناء، ثم نقِلت أباً عن جد بواسطة خيرة القوم والزعماء الدينيين. مع بدء القرن الثاني ق.م.، وخاصة بعد تدمير الهيكل المقدس الثاني (عام 70 ميلادي)، أخذت تقاليد وتفاسير مختلفة تنتشر بين الناس، فبادرت الزعامة الدينية إلى تصنيف التفاسير وتحريرها. وأسفرت هذه المبادرة عن مؤلَّف قام بتحريره وتنظيمه الحاخام يهودا هاناسي (في القرن الثاني للميلاد)، وسمي المشناه، وهي كلمة تعني "التكرار" أو "التعليم". والحكماء الذين ترد تعاليمهم في المشناه يُعرفون بإسم "تنائيم". واستمر عصر التنائيم، الذي تم خلاله جمع مواد المشناه، منذ تدمير الهيكل المقدس الثاني حتى بداية القرن الثالث للميلاد.

وتنقسم المشناه إلى ستة أبواب، يضم كل منها فصولاً، يقدر عددها بـ 63 فصلاً. ويشمل كل فصل عدة فصول ثانوية، تنقسم بدورها إلى عدد متباين من التعاليم، يُعرف كل منها أيضاً باسم مشناه (جمع: مشنايوت).

هناك مواد أخرى من تلك الفترة لم تُدرج في المشناه، ولكنها توجد ضمن التوسفتا أو في التعاليم الإضافية المعروفة بإسم برايتوت، والواقعة ضمن مجموعتي التلمود. وتكاد كتابة المشناه والمادة الاضافية تقتصر على اللغة العبرية.

وتُعتبر المشناه كذلك مصدراً هاماً فيما يتعلق بطقوس الهيكل المقدس والعادات والتقاليد التي كانت متبعة في تلك الفترة.  

التلمود

حين ظهرت المشناه، قامت مجموعة من الحاخامين عُرفوا بالأمورائيم (بين القرنين الثالث والسادس للميلاد) بمناقشة هذا المؤلّف، والزيادة عليه، وإدخال التعديلات والتوفيق بين أمور كانت تبدو كأنها متناقضة. وحصيلة هذا الاجتهاد هي الغمارا. وتشكل الغمارا والمشناه معاً التلمود (جمع: تلموديم)، وتعني هذه الكلمة: الدراسة.

في الواقع يوجد تلمودان: التلمود الأورشليمي (تمّ جمعه في أرض اسرائيل) والتلمود البابلي​. ويشمل التلمود البابلي 37 من مجموع الـ 63 باباً القائمة عادياً، كما يرد فيه العديد من المؤلفات المتأخرة؛ وهو يشمل 2.5 مليون كلمة في 4,894 صفحة. أما التلمود الأورشليمي فإنه يختلف في مبناه، وهو أقصر من التلمود البابلي، بالغ الإيجاز، وقد يكون مُلغزاً احياناً، ويتركز في الأمور القانونية. أما التلمود البابلي، فإنه يحوي كمية أكبر من مواعظ الكتاب المقدس وتفسيراته، ومن الأسهل مواكبة مناقشاته.

تلتزم الغمارا عادة بمبنى المشناه، ولكنها تتفرع بالاستطراد وتداعي الأفكار إلى شؤون أخرى، وهكذا يتكون مزيج من الملاحظات ذات الطابع الحر، قد تكون في القانون أو الأخلاق أو في طرائف مختلفة.

وجاءت صياغة جزء كبير من التلمود بالآرامية، خلافاً للمشناه. ونظراً للطابع الخاص للتلمود وكونه القاعدة للافتاءات الدينية التي ينطبق الكثير منها على الحياة اليومية، فان التفاسير بشأن هذا المؤلف وافرة وغزيرة.

والأسلوب المتبع في التلمود يتّسم بطابع المحادثة أو بأسلوب الحذف، على غرار "ملاحظات للمحاضرة". وقد تكون لنصوص التلمود، خلافاً لنصوص الكتاب المقدس، أوجُه مختلفة للقراءة، كما تكثر فيها أخطاء الناسخين، والاقتباسات غير الصحيحة، والتعابير المنمقة التي تهدف أحيانا إلى التملص من رقابة متربصة.

ويحوي كل من التلمود الأورشليمي والتلمود البابلي، اضافةً إلى الهدف الديني الأساسي، معلومات هامة عن الأحداث، والعادات واللغة في ذلك العصر. لذلك، فقد كانا موضع دراسة مفصلة وعميقة من جانب دارسين محدثين في التاريخ وعلم الديانات وعلم اللغات.

بدأت عملية التنظيم المنهجي للتلمود قبل أن يظهر في صيغته النهائية في بداية القرن السادس الميلادي بعدة أجيال. وتعود أقدم المخطوطات القائمة اليوم من التلمود إلى القرن التاسع. وأصدر دانيال بومبرج، وهو مسيحي، أول تلمود كامل مطبوع بين عامي 1520-1523. وابتكرت دار نشره شكلاً هيكلياً للتلمود ظل قائما حتى الآن دون أن يطرأ عليه أي تغيير، بما في ذلك ترتيب الصفحات والنموذج الطباعي للتفاسير الرئيسية.

إلى جانب المشناه والتلمود تراكمت مجموعة من النصوص المخصصة لتفسير الكتاب المقدس والمعروفة باسم ميدراش (جمع: ميدراشيم). وأقدم نصوص الميدراش تحوي نصوصاً تفسيرية للحكماء من عصر التنائيم. وتخوض هذه النصوص في الهلاخا (الفتاوى الشرعية) والأغادا (الأساطير).

في عصر الأمورائيم كان تفسير التوراة يقتصر على الشؤون المتعلقة بالأساطير (أغادا). وأهم مجموعة لتفسيرات الأمورائيم هي ميدراش رابا، وتأتي فصوله حسب ترتيب أسفار الكتاب المقدس، وتحوي تفسيرات حسب السطور (مثلاً: بريشيت رابا - عن الخليقة) وتفسيرات أوسع تتميز بالطابع الوعظي (مثلا: فايكرا رابا – عن اللاويين).

تفاسير التوراة الشفاهية

ما إن اكتمل إعداد المشناه، حتى تبينت الحاجة إلى "تفسير" لها، فجاءت الغمارا. فيما بعد، حين ظهر التلمود في صيغته النهائية، اتضح أن هناك حاجة لشرح له. وتبلورت التفاسير المنظمة الأولى للتلمود (وهي تختلف عن الملاحظات المحدودة) في القرن العاشر. ويعتبر تفسير راشي (الحاخام سليمان بن يتسحاق)، من القرن الحادي عشر، أكثر المؤلفات من نوعه انتشاراً وأعظمها تأثيراً.

كتب الحاخام موسى بن ميمون (1135-1204) أول تفسير شامل للمشناه بكاملها، وهو مؤلف بالعربية تُرجم إلى العبرية في أواخر القرن الثالث عشر.

وتفاسير التلمود، بما فيه المشناه، ضافيةً إلى حد أنها تطبع بحروف صغيرة للغاية، فتحتل نصف، إن لم يكن جلّ الصفحات في مجلد عادي للتلمود. وفي صفحة عادية للتلمود، يكون نص قصير محاطاً بتفسيرين: تفسير راشي، وتفسير التوسافوت، وهو حصيلة مجهود الحاخامين في الفترة بين القرنين الثاني عشر والرابع عشر. ويشير هؤلاء إلى مواضيع أخرى في التلمود لإيضاح أمور يبدو أن فيها التباساً. وفي هوامش الصفحة، تحيط بالتفاسير المذكورة تصحيحات للنصوص، وإشارات إلى نصوص من الكتاب المقدس، وملاحظات تخصصية مختلفة. 

الكتابات المتعلقة بالهلاخا (أي بالشرع)

لا تشكل المشناه، ولا التلمود، مجموعة قوانين. ونظراً إلى أن الزعامة الدينية والجمهور العادي كانا معنيين بمثل هذه المجموعة للأغراض الدينية ولإدارة الطوائف المستقلة، فقد قامت الزعامة الدينية في فترة ما بعد التلمود بتطوير نوع من "التحكيم"، سار في مسارين: الاسئلة والأجوبة، ووضع مجموعة الفتاوى الرسمية. ويستهدف كل من المسارين إدخال تحسينات على التلمود وصياغته في فتاوى واضحة في مجال السلوك الديني والمدني، تكون مصحوبة برسائل ذات صفة روحية وأخلاقية.

الأسئلة والأجوبة

الأسئلة والأجوبة هي بالنسبة لليهود "القانون غير المكتوب" (common law). وتعود نشأتها إلى أسئلة وجّهها أشخاص عاديون إلى الحاخامين في فترة التلمود. مع حلول القرن العاشر الميلادي، ومع نمو الطوائف اليهودية في أماكن متفرقة من العالم، ازداد عدد الأسئلة والأجوبة حتى بلغ عشرات الآلاف.  وظهرت أول مجموعة مدوّنة من الأسئلة والأجوبة في النصف الأول من القرن الثامن، إلا أن الحاخامين ذوي صلاحية البت لم يصدروا مثل هذه المجموعات في شكل كتاب، كما يفعل الكثيرون الآن.

وزيادة على كون الأسئلة والأجوبة توفر شرحاً لتفاصيل السلوك الشرعي والطقسي، فإنها تلقي ضوءاً كبيراً على التاريخ اليهودي. وكلما كان قانون من قوانين الهالاخا يحظى بقبول واسع، اتسع المجال وزادت الحاجة لمزيد من الأسئلة والأجوبة. وتم إصدار مجموعات من الأسئلة والأجوبة تتلاءم مع ظروف الحياة المتباينة، وحتى لمواجهة الأوضاع في الغيتوهات ومعسكرات الإبادة النازية. وحظيت بعض هذه المجموعات بدراسة عميقة حتى أصبح المؤلِف يعرف بإسم الكتاب الذي أصدره.

مجموعات القوانين

مهما كانت مجموعات الأسئلة والأجوبة شاملة، فإنها لا تشكل بديلاً لمجموعة قوانين ثابتة ومرجعية. وكانت الغاية من بلورة مجموعة قوانين تكوين جهاز قانوني للاستعمال العادي، يكون له طابع حاسم وتمتد جذوره إلى المصادر الأولية.

كانت أول مجموعة قوانين ملزمة ومرتبة حسب المواضيع، والمعروفة باسم "هالاخوت بسوكوت" (أي فتاوى) قد ظهرت في القرن الثامن. ويعتبر سيفر هاهالاخوت (كتاب القوانين) الذي وضعه الحاخام يتسحاق بن يعقوب الفاسي (1013-1103) من معالم الطريق في هذا المجال. فقد تم ترتيبه في 24 فصلاً تلمودياً وهو يعالج القوانين التي كانت مستعملة في ذلك العصر فقط. فهو يخرج عن نطاق البحث، مثلاً، الطقوس الخاصة بالقرابين. بعد ذلك بفترة قصيرة صدر المؤلف القيِّم للحاخام موسى بن ميمون (هرامبام) "مشنيه تورا". هذا الإسم في حد ذاته يشير إلى تكرار التوراة الشفاهية، وجاءت صياغته بالعبرية المميزة للمشناه. وعنصر الإبداع في مشنيه تورا يكمن في أنه يتطلع لأن يكون قائماً في حد ذاته. وكان هارامبام يعتقد بأنه بعد أن يصبّ التلمود كله في فتاوى حاسمة، لن يحتاج اليهود إلى أي مؤلف سوى المشنيه تورا.

تعرض عمل موسى بن ميمون (هرامبام) لنقد شديد من بعض الأوساط بسبب ما اعتبروه تهوّراً من جانبه. وخلال القرون التي تلت صدور مؤلَّفه، عكف الكثيرون من المهاجمين، والمدافعين، والمعلقين الحياديين على فحص ومناقشة المصادر التي استند اليها في بعض فتاواه، ولكنه لم يذكرها. هذه العملية في حد ذاتها فعلت فعلاً معاكساً لما طمح اليه هارامبام: ذلك أن الطوائف اليهودية عامةً، باستثناء يهود اليمن، لم تتبنّ مجموعة قوانينه على أنها المصدر الوحيد لفتاوى الهالاخا.

ويعتبر الحاخام يوسيف كارو (1488-1575) أعظم واضعي مجموعات القوانين في الفترة اللاحقة، فقد جمع بين عناصر كتاب هارامبام وكتاب الفاسي، إلى جانب مؤلَّف يضم أربعة أجزاء للحاخام يعقوب بن أشير، فأصدر مجموعة قوانين جديدة عنوانها: "شولحان عاروخ"، (مائدة معدّة لتناول الطعام). والشولحان عاروخ يتميز بأسلوب أكثر اقتضاباً وهو أكثر شمولاً حتى من مشنيه تورا؛ وهو يستغني عن ذكر المصادر، كما يستغني عن الملاحظات الأخلاقية وتفاسير القوانين. كذلك فانه يتجاهل العادات والفتاوى الخاصة بيهود أشكناز. وبغية إصلاح هذا النقص، وضع الحاخام موشيه ايسرلس، (عاش في بولندا-1525 أو 1530-1572)، كتاباً أسماه "مفرش" لمائدة الحاخام كارو.

نتيجة لهذه الخطوة، ولتفسيرين صدرا في القرن السابع عشر، ماغين افراهام وطوريه زاهاف، أصبح الشولحان عاروخ الصلاحية المُلزِمة لجميع اليهود المتدينين تقريباً. 

المذهب الباطني (أو التصوّف)

يهتم المذهب الباطني في اليهودية بشؤون تقتصر على فئات صغيرة، وتتجاوز الكتابات المعتمدة على العنصر القانوني. وتُعتبر القبالا مجموع الدراسات في اليهودية في هذا المجال، خاصة تلك التي ظهرت في القرن الثاني عشر، وبعده. (وكلمة قبالا مصدرها "لقابيل" (أي "تلقّي")، ومعناها المعرفة التي تنتقل بطريق التراث). حين تستخدم بهذا المعنى الأكثر شمولاً، تعني كلمة قبالا المذهب الباطني اليهودي في كلّيته.

الكتابات القبالية أدت إلى بلورة "ثيولوجيا باطنية" يهودية، لها فروعها الثانوية ومصطلحاتها الخاصة بها. وهي تبحث عن الألوهية في كل الأشياء، وتتقصى أسرارها وتبحث في العلاقة بين ما هو الحياة الالهية والحياة البشرية. ومن مجالات الدراسة الهامة في القبالا علم الملائكة وعلم الشياطين، أوصاف الله وأسماؤه الخفية، وعلم الآخرة (أي يوم القيامة).

أهم المؤلفات في القبالا هو الـ "زوهر" (أي "تألق")، وهو مجموعة من الكتابات التي تشمل بيانات تفسيرية، وعظات، ومناقشات انتقائية تعتبر مقابلة لأجزاء التوراة التي تُقرأ وتُفسًّر كل أسبوع، وللجزء الأول من نشيد الإنشاد. وفي حين ترى التقاليد القبالية أن الزوهار يعود إلى الحاخام شمعون بار يوحاي وزملائه من فترة المشناه، فإن الدارسين المحدثين يعتقدون بأنه تم تأليفه في القرن الـ 13 وهي الفترة التي عُرف فيها. وهم يعتقدون بأن مؤلف الزوهر هو موشيه بن شيم طوف ديه ليون الذي عاش في غوادا لاخارا، إلى الشمال الشرقي من مدريد.

بعد مرور عدة أجيال على ظهور الزوهر، أسفر الأمر عن إنطلاقة جديدة في تطور القبالا في اسبانيا، بما في ذلك انتشار التفاسير. حين طرد يهود اسبانيا (عام 1492) تغلغلت في القبالا تيارات مرتبطة بمجيء المخلص وبيوم القيامة، كما امتد تأثيرها إلى إيطاليا، أفريقيا الشمالية، تركيا وأرض اسرائيل. من هناك، انتشرت القبالا إلى بولندا وليتوانيا، حيث كان لها تأثير على حركة "الحاسيديم" (المتّقين)، التي توصف أحياناً بأنها "القبالا التطبيقية".

إن الزعامة الدينية الأشكنازية المعتدلة لا تشجع على دراسة كتابات المذهب الباطني، خاصة لدى الشباب، وربما كان ذلك نتيجة ما ورد في التلمود من تفاسير بشأن القوة والخطر الكامنين في التفكير القبالي. أما اليوم، فإن القبالا هي موضوع لدراسة أكاديمية حديثة. ويعود أكبر فضل في ذلك إلى أبحاث البروفسور جرشوم شالوم، وهو صاحب شهرة عالمية في القبالا.

 كيف تستعمل النصوص اليهودية المقدسة

تنقسم التوراة (الأسفار الخمسة) إلى أربعة وخمسين "جزءاً"، تتم تلاوتها في الكنيس كل يوم السبت على مدار السنة، إذ تبدأ هذه التلاوة وتنتهي بعد عيد رأس السنة العبرية بقليل. وتتم تلاوة أجزاء من كتب الأنبياء ونصوص أخرى من الكتاب المقدس في أيام السبت والأعياد. ويستعمل قارئو هذه النصوص علامات الإنشاد التي حددت قبل ألف عام في أنماط إنشادية تتباين بين طائفة وأخرى.

وتكون دراسة التلمود واسعة النطاق في المعاهد الدينية (يشيفوت)، كما يُدرّس التلمود في الكُنُس وفي البيوت الخاصة، حيث تعتبر هذه الدراسة أحياناً نشاطاً اجتماعياً، وفي الجامعات. وتوجد في معظم الجامعات الآن أقسام للتلمود أو لدراسة المؤلفات الدينية اليهودية. وظهرت في القرن العشرين فكرة، يقوم بموجبها أناس عاديون بدراسة صفحة من التلمود كل يوم، وهكذا يفرغون من دراسته خلال سبع سنوات تقريباً.

وتحتفظ معظم الكُنُس بمكتبات فيها العديد من النصوص المقدسة القيِّمة، ومجموعات من الكتب الدينية.

نصوص مقدّسة في البيت اليهودي

في كثير من البيوت اليهودية توجد نصوص وكتب مقدسة على رفوف المكتبة. فكتاب التاناخ (التوراة، الأنبياء، الكتب المدونة)، ومعه كتاب تفسير، قد يكون موجوداً لدى معظم العائلات العلمانية (كثيراً ما يقدَّم التاناخ كهدية في المناسبات مثل إنهاء الدراسة أو إنهاء فترة التدريب في الجيش). وفي كثير من العائلات المتدينة (وغير المتدينة أيضاً) كثيراً ما توجد، إلى جانب الكتب الأساسية، كتب إضافية مثل كتب التاناخ مصحوبة بتفاسير إضافية، والمشناه (مصحوبةً بتفاسير أساسية)، والتلمود (وكتب تفاسير ضخمة)، الشولحان عاروخ وغيره من مجموعات القوانين والفتاوى والكتب الخاصة بالفرائض الدينية مثل كتب الفلسفة، الأخلاقيات، والأحداث العادية، وكذلك مؤلفات تتمشى مع الإنتماء الخاص للعائلة (حاسيدي، سفارادي، أشكنازي). ويحتفظ الحاخامون بمجموعات شاملة من التفاسير التلمودية، وكتب الأسئلة والأجوبة ومجموعات القوانين والفتاوى.

أما كتب الصلاة فهي متواجدة في كل بيت يهودي تقريباً. والسيدور (جمع: سيدوريم)، وهو مصحف الصلاة اليومية وصلاة السبت، يعكس تطوراً يمتد على أكثر من ألف عام، كانت الصلوات قبله تعتبر جزءاً من تراث شفاهي وتتم تلاوتها عن ظهر قلب. ومع أن تحويل الصلوات إلى نصوص مدونة بدأ في نهاية عهد التلمود، فإن أول سيدور حقيقي، وهو سيدر الحاخام عمرام غاؤون، الذي تم تأليفه بناءاً على طلب يهود اسبانيا، يعود إلى القرن التاسع. في البداية كان يقتصر استعماله على يوم الغفران (يوم كيبور) وأعياد أخرى، ولكنه اكتسب مع مرور الوقت اقبالاً واسعاً. حتى أن التعليم الديني في أيامنا هذه لم يعد يشجع على تلاوة الصلاة عن ظهر قلب. في بعض السيدوريم توجد نصوص للطُقس الاحتفالية، وإرشادات من الهالاخا تتعلق بالطقوس الدينية، وكذلك تفاسير بشأن نصوص الصلوات. وهناك صيغ مختلفة للطقوس الدينية، وفقاً للطوائف المتباينة (اليهود الأشكناز, والحاسيديم، والسفاراديم، واليمنيين). وفي بعض كتب الصلاة، أُضيفت صلاة خاصة لعيد استقلال اسرائيل، ادخلتها إدارة الحاخامية الكبرى لاسرائيل.

ومن النصوص الدينية المقدسة التي لا يكاد يخلو منها بيت يهودي الهاغادا (قصة عيد الفصح) ونشيد ليوم السبت (تصحبه عادةً صلاة الشكر بعد وجبات الطعام).

ونظراً إلى أن مضمون هذه الكتابات يجعلها مقدسة، فإنها حين تصبح بالية، توضع في "غنيزا" (مخزن أو أرشيف)، وبعد ذلك يتم دفنها في طقوس خاصة.

العصر الحديث والنصوص المقدسة

في أعقاب تبلور مجتمع يتكلم العبرية في اسرائيل، ويشمل الملايين من الناس، أصبحت النصوص اليهودية المقدسة في متناول اليد، وظهرت كمية كبيرة من المؤلفات الجديدة باللغة المتداولة الحديثة. ومن أهم هذه المؤلفات تفسير الحاخام عدين شتاينزالتس للتلمود (البابلي والمقدسي) وتفسير الحاخام بنحاس كيهاتي للمشناه. ومن بين المواضيع التي تتناولها الكتب والتحاليل والمجلات والنشرات المتخصصة في الشؤون الدينية في العصر الحديث، الحياة في دولة يهودية، ووجود جيش لهذه الدولة، والعلاقات مع أبناء الديانات الأخرى، والتجارة الدولية، والزراعة الحديثة، ومعالجة موضوع الأغذية، وغير ذلك.

ولعبت النصوص اليهودية دوراً هاماً في إحياء الثقافة العبرية في اسرائيل. فدراسة الكتاب المقدس هي الآن جزء من برنامج الدراسة لجميع تلامذة المدارس، العلمانيين والمتدينين على حد سواء (وإن كانت هذه البرامج تُعدّ بحيث تتلاءم مع النهج التربوي ومجالات الإهتمام الخاصة). وتعرض الجامعات إمكانيات متنوعة لدراسة هذه النصوص في إطار مناهج متشابكة. ويتجلى تأثير النصوص اليهودية المقدسة في الأدب والفن الاسرائيليين الحديثين، إذ يتم صب القصص والمفاهيم والصور القديمة في صيغ أدبية وفنية جديدة. ومن أبرز المبدعين في الأدب العبري الحديث الشاعر القومي حاييم نحمان بياليك، والأديب الحائز على جائزة نوبل للآداب، ش.ي. عاغنون، وقد استقى كل منهما من المصادر التوراتية في إبداعه الذي حظي بإعجاب عالمي.

ولم تبق النصوص اليهودية المقدسة في منأى عن تأثير ثورة الحاسوب. وفي جامعة بار إيلان الدينية في رمات جان، تم قبل حوالي أربعين عاماً جمع معطيات أساسية بشأن مجموعات الأسئلة والأجوبة. وفي الآونة الأخيرة، قامت جهات خاصة بالمبادرة إلى إنشاء "برامج حاسوب في التوراة"، إلى جانب منتجات مثل التلمود على سي.دي.روم (CD-ROM). وأصبح الكثير من الإرشادات والنصوص الدينية، مثل الجزء من التوراة الذي يُدرَّس كل أسبوع بالتناوب، والنصائح بشأن الالتزام بالفرائض الخاصة بالطعام، من الأمور التي يمكن العثور عليها في الإنترنت.

وتتواصل الجهود في اسرائيل الآن لدراسة النصوص اليهودية المقدسة وملاءمتها لظروف الحياة الحديثة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

اعرف عدوك - أصول اليهود العرقية Empty
مُساهمةموضوع: رد: اعرف عدوك - أصول اليهود العرقية   اعرف عدوك - أصول اليهود العرقية Emptyالأحد 04 يوليو 2021, 3:14 pm

مقدمة عن اليهودية للمسلمين

تأليف: روبن فايرستون

https://top4top.io/downloadf-2011pr5711-pdf.html




تمهيد
لماذا ننشر هذا الكتاب: مقدمة عن الديانة اليهودية للمسلمين لروبن فايرستون، ولماذا الآن؟ إن ظهور هذا العمل يلقي الضوء على فترة مهمة في العلاقة التي امتدت حوالي 1500 سنة بين الإسلام واليهودية. كانت هذه الفترة محفوفة بالمخاطر ومشحونة بالفرص. ونحن في اللجنة اليهودية الأمريكية ميالون تماما نحو هذا الواجب بسبب عاصفة التحضر التي تلوح في الأفق الآن، وبسبب الأهمية الهائلة لما نراهن عليها في حوار الأديان. وبعد أحداث الحادي عشر من أيلول 2001, ساد الحديث بأن ״الحرب ضد الإرهاب״ هي ״حرب ضد الاسلام״, لكننا لم نقبل بهذا التفسير ولا يمكن أن نقف ولن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا التحدي الكبير. فعلينا واجب تعزيز التفاهم المتبادل وتقليص الجهل والشكوك المتبادلة في عالم يتسم بالإنكماش والتقوقع وتختفي فيه الحدود بين المحلي والعالمي.
نتمنى بكل جدية أن نقدم هذا الكتاب خدمة جليلة لليهود والمسلمين، بتذكيرنا إياهم بأهمية إنعاش وتوحيد الحقائق التي تحتوي على بذور التطور المستقبلي.
وفي المقام الأول فهو يبين لنا التشابه الديني والأخلاقي المدهش بين الإسلام واليهودية، وبالفعل فلا توجد ديانتان أقرب من بعضهما مثل الإسلام واليهودية. فمن بين الديانات التوحيدية الثلاث تعتبر اليهودية والإسلام، أكثر قرابة. فكلتاهما تنحدر بالفعل من إبراهيم، أبينا الطبيعي والروحي المشترك. إن العلم بهذا الارتباط مجهول في معظمه بين اليهود والمسلمين وقد وقع ضحية العداوة في العصور الحديثة.
يذكرنا الكتاب أيضا بالعلاقات التأريخية الطويلة والغنية والمفيدة في كثير من الأحيان بين اليهود والمسلمين في كثير من البلدان كما يذكر بالعطايا الهائلة للإنسانية التي أثمرها تفاعل المسلمين واليهود في تقدم المعرفة والثقافة. وحقا فإن التأريخ بينهما معقد كما يبين الكتاب وأنه لم يصل إلى مستوي الجنة الأرضية التي تخيل بعضنا وجودها في العصر الذهبي لا سيما في العصرالأندلسي، وحتى في الفترات التي تعد أقل مجداً وتنويراً فيما بين الديانتين، فهي على الأغلب أقل خطرا بكثير مما جرى في التأريخ اليهودي المسيحي.
يشكل هذا العمل نقطة تحول في أكثر من وجه:
يقدم عمل البروفيسور فايرستون لقاءً مميزاً مع الديانة اليهودية وهو موجه بخاصة للمسلمين. والمؤلف باحث في الإسلام وحاخام له شأن في الديانة اليهودية ويأخذ في عين الاعتبار المنطلق وأحاسيسه من الفكر الإسلامي؛ وهكذا فإن عمله يؤسس علاقة حميمة منقطعة النظير بين الوعي اليهودي والإسلامي وبين وجهات النظر العالمية. وبالفعل فإنه يمثل أول عمل من نوعه يعطي معلومات شاملة عن الديانة اليهودية مع تركيز خاص على القضايا ذات الاهتمام الخاص لدى المسلمين. ويستكشف بحساسية وصراحة موضوعات صعبة مثل مفترق الطرق بين إبراهيم وولديه إسحاق وإسماعيل، ودور القبائل اليهودية في المدينة المنورة في معارضتها النبي محمد، كما ويسلط الضوء على الحركة الصهيونية، وظهور دولة إسرائيل.
إن مشروع اللجنة اليهودية الأمريكية الأساسي في العلاقات الإسلامية اليهودية – في الكتاب الحالي وما سيتبعه من أعمال، بما في ذلك كتاب عن الديانتين موجه لطلاب الثانوية، وكذلك ترجمة كل الكتب إلى اللغة العربية – ما كان ليتمّ لولا العمل الرائد الذي بذله معهد هارييت وروبرت هايلبرن لتفاهم الأديان العالمي للجنة اليهودية الأمريكية الذي تأسس دعماً منهما للتفاهم بين الأديان وخصوصاً في تحسين العلاقات الإسلامية اليهودية. فقد كان التزامهما حجر الزاوية الضروري لجدول الأعمال داخل اللجنة اليهودية الأمريكية.
وقد ساهم عدد من زملائي في اللجنة اليهودية الأمريكية في هذا العمل الطموح. أود أن أعترف بخاصة بمجهودات د.ستيفن ستاينلايت والحاخام جيمز أ. رودين، وكذلك شولا بهات، ورالف جرونولد، وروبرت روزنباوم، وليندا كريج، وميل ليفر، ويهوديت بارسكي، ولاري غروسمان، وأليدا رودريغز, وبراندا رودزين؛ وبالإضافة إلى هؤلاء فإن بورني شرفستاين من مطبعة الكتاب كانت كالعادة شريكة رائعة. ولا أنسى في هذا المقام الجهد الكبير الذي ساهم به وصفي كيلاني, محرر هذه الطبعة العربية.
قال المرحوم أسقف نيويورك المحبوب أوكونور مرة: ״لم تقم أي منظمة أعرفها في هذه المدينة على أهميتها وفي هذا العالم بأكثر مما قامت به اللجنة اليهودية الأمريكية في تحسين العلاقات اليهودية المسيحية.״
دعونا نأمل، من هذه المبادرات ذات المدى البعيد والتي أصبحت ممكنة بفضل هارييت وروبرت هايلبرن بأن هذا الكلام نفسه سيقال يوما ما من قبل زعماء الدين عن رغبتنا في بناء عهد يتسم بتعزيز التفاهم وتقوية الارتباط بين المسلمين واليهود حول العالم.
دافيد أ. هاريس
المدير التنفيذي
اللجنة اليهودية الأمريكية


https://top4top.io/downloadf-2011pr5711-pdf.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
اعرف عدوك - أصول اليهود العرقية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: اعرف عدوك - أصول اليهود العرقية :: اعرف عدوك-
انتقل الى: