منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 الرأسمالية: قصة حب آخر أفلام مايكل مور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

الرأسمالية: قصة حب آخر أفلام مايكل مور Empty
مُساهمةموضوع: الرأسمالية: قصة حب آخر أفلام مايكل مور   الرأسمالية: قصة حب آخر أفلام مايكل مور Emptyالجمعة 16 يوليو 2021, 1:18 am

الر اسماليه
الرأسمالية: قصة حب آخر أفلام مايكل مور




يواصل مخرج الأفلام الوثائقية الأمريكي مايكل مور فضح السياسات الأمريكية داخلياً وخارجياً من خلال أفلامه الوثائقية المذهلة والمثيرة للجدل. فبعد الأفلام التي جلبت له الشهرة العالمية مثل "روجر وأنا"، و"بولينغ فور كولمباين"، و"فهرنهايت 11/9" يأتي فيلمه الأخير تحت عنوان "الرأسمالية: قصة حب" ليبرهن لمشاهديه أن الرأسمالية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، هي شر مطلق، ووباء على الشعوب، وبالتالي لابد من القضاء عليه.
 يبدأ الفيلم بكلمة قصيرة يقدمها أحد الرواة ينبه فيها المشاهدين إلى أن الفيلم يحتوي على مشاهد ربما لن يتحملها المتفرجون ذوي القلوب الضعيفة أو السريعو التأثر، لذا ينصح المتفرجين من هذا النوع بمغادرة صالة السينما، خاصة إذا كانوا يصطحبون معهم أطفالاً، وبالتالي يضعنا المخرج منذ البداية في جو من الترقب والتوجس. بعد ذلك تنطلق أغنية عن شخص أسمه لوي يرافقها مشاهد سطو على البنوك وسرقتها. يعقبها فيلم قصير عن الحياة في روما القديمة تتم من خلاله، وعبر مونتاج متوازي، عقد مقارنة بين الإمبراطورية الرومانية والأسباب المحتملة التي أدت إلى انهيارها والإمبراطورية الأمريكية والأسباب المماثلة التي ستؤدي إلى انهيارها بدورها. وأحداث الفيلم التالية هي كلها مأخوذة من الواقع الأمريكي، بوصفها وثائق، أو أدلة بصرية، وفق تعبير باري هامب، مؤلف كتاب "صناعة الأفلام الوثائقية" (يصدر قريباً بترجمة كاتب هذه السطور عن مشروع كلمة في أبو ظبي)، وهي التي برأي المخرج ستفضي إلى انهيار الإمبراطورية الأمريكية. إنها، بكلمة أوضح، أدلة بصرية على انهيار هذه الإمبراطورية.




إن أول هذه الأدلة هو الأزمة الاقتصادية الشهيرة التي عصفت بالمجتمع الأمريكي، أي أزمة الرهن العقاري، التي أدت إلى طرد ملايين المواطنين من منازلهم وتحويلهم إلى مشردين، لا لشيء إلا لخدمة أصحاب البنوك ومضاعفة ثرواتهم على حساب الشعب البائس. ومشاهد طرد المواطنين ورمي عفشهم في الزبالة تتكرر في طول البلاد وعرضها، من ليكسينغتون في كارولاينا الشمالية إلى ديترويت في ميتشيغان. المنازل التي ولدوا وتربوا وعاشوا فيها طوال حياتهم (أحدهم طرد من منزله الذي يعيش فيه منذ 41 عاماً). وهذا في نظر أحد الضحايا من إلينوي قد يؤدي إلى "ثورة بين هؤلاء الفقراء الذين لم يعد يملكون شيئاً وبين الأغنياء الذين يملكون كل شيء". فهذا المواطن يطرد من المنزل الذي بناه بيديه على الأرض التي ورثتها زوجته من والديها. إنهم كادحون من الطبقة الوسطى لا يريدون شيئا سوى البقاء على قيد الحياة وفق تعبير الزوجة التي تحكي قصتها وهي تشهق بالبكاء. لقد بيع البيت لشخص آخر، وما على أصحابه إلا إخلاءه على الفور. هذه هي الرأسمالية وفق تعبير راوي الفيلم، وهو المخرج مايكل مور نفسه. إنها نظام الأخذ والعطاء، والأغلب نظام الأخذ من المواطنين متوسطي الدخل دون إعطائهم شيئاً إلا ما يبقيهم على قيد الحياة كي يستمروا في العطاء للأغنياء. "فمتى ستبدأ الثورة؟" يتساءل راوي الفيلم. المواطن الذي طرد من منزله فعل كل ما بوسعه ماعدا سرقة البنوك. فماذا عليه أن يفعل الآن؟ هل يسطو على أحد البنوك لاسترداد ماله؟ يتساءل. لكنه لا يستطيع. الشخص الذي يشترى المنازل بأسعار بخسة ويبيعها بأرباح عالية يشبِّه نفسه بالنسر الذي ينقضُّ على الجثة لينظفها بعدما نهشتها الوحوش المفترسة. إنها الرأسمالية. يعود المخرج إلى أحد الأفلام القديمة (بالأبيض والأسود) الذي يطرح مسألة الرأسمالية على بساط البحث. وذلك بمونتاج متوازي أيضاً مع مشاهد حوارية مع أحد أصدقائه الممثلين الذين درسوا الاقتصاد والسياسة إلى جانب التمثيل ويناقش طبيعة النظام الرأسمالي وقوانينه. ثم يتحدث المخرج عن نفسه بوصفه ابن عائلة أمريكية متوسطة الدخل في الخمسينات تتمتع بمستوى من الرفاهية الاجتماعية مثل الضمان الصحي والقدرة على شراء سيارة كل ثلاثة أعوام وإرسال الأولاد إلى الجامعة دونما حاجة للاستدانة من المصارف، وقضاء عطلة الصيف خارج الولاية التي يعيشون فيها، وغير ذلك… وإذا كانت الرأسمالية هكذا فهو يحبها، كما يحبها الجميع، ومن هنا أتى عنوان الفيلم. لكن كل هذه الرفاهية الاجتماعية تغيرت مع حقبة كارتر عندما أعلن عن تحول تاريخي في النظام الرأسمالي الأمريكي. حيث لم تعد قيمة الإنسان بما يعمل وإنما بما يملك. ومن ثم ضرورة تعيين زعيم جديد ليصنع التغيير ويواصل هذا التحول ويقضي على كل أحلام المواطنين بتحسين حياتهم. وكان أن جاء هذا الزعيم من عالم التمثيل، ولكن أي تمثيل؟ إنه التمثيل الرخيص، تمثيل الإعلانات عن المنظفات، وبعض المنتجات الاستهلاكية، إنه الرئيس رونالد ريغان، الذي يظهره المخرج في لقطة أرشيفية وهو يعلن عن أحد منظفات الأيدي "الذي ينظف بالفعل". هذا هو الرجل الذي يجيد الكلام ليجد أصحاب وول ستريت ضالتهم فيه. رجل يستطيع إقناع الأمريكيين بأن عليهم أن يصبحوا خدماً لأصحاب وول ستريت والبنوك والشركات الكبرى. وكان أن تم تنصيبه في الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1980، وفي حفل التنصيب كان يقف على يمينه داون ريغن رئيس ماريل رينش أكبر وأغنى شركة سمسرة في العالم. والذي استلم في حقبة ريغن منصب وزير الخزانة ليلغي اقتطاع الضرائب من الأغنياء.




 ومن هنا بدأت أمريكا تدار كما تدار الشركة. فأصبحت الشركات الكبرى هي المستفيد الوحيد، بينما كان المتضرر الأكبر هم الملايين من عامة الناس الذين طردوا من وظائفهم، ليطلب من زملائهم المتبقين مضاعفة ساعات عملهم لكن بالأجر نفسه. يقارن المخرج وضع الشركات والعمال في أمريكا مع نظرائهم في أوروبا واليابان، ويقول إن صناعة السيارات وشروط العمل وحقوق العمال هناك أفضل من مثيلاتها في أمريكا. فهناك لا يريدون تدمير الطبقة الوسطى. بينما في الولايات المتحدة تم طرد الملايين من وظائفهم خلال السنوات الأخيرة. يجري المخرج مقابلات مع بعض الذين طردوا من وظائفهم، يروون مأساتهم وينتحبون على المصير الذي وصلوا إليه. ثم ينقلنا مباشرة إلى مشهد للرئيس بوش وهو يرقص ويغني ويلهو غير آبه بهذا الانهيار الاقتصادي الذي عصف بالبلد، والكوارث التي نزلت بعشرات الملايين من المواطنين. ثم يظهره في مشهد آخر وهو يتحدث عن "المزايا العظيمة" للرأسمالية. يتداخل هذا المشهد مع مشاهد تكذِّب ما يقوله الرئيس، عندما تظهر سعي الناس الحثيث للحصول على فرصة عمل، لكن دون جدوى. ثم يتابع مايكل مور إظهار أوضاع الناس في ظل هذا النظام الرأسمالي الذي يتغنى به بوش. يجري مقابلة مع طيار اضطر أن يمارس عملاً إضافياً أثناء قيادته للطائرة، وهو ختم المعلبات، لا لشيء إلا لتأمين قوت يومه لا أكثر. هذا الطيار يتحدث عن زملاء له اضطروا لبيع بلازما دمهم كي يشتروا حاجياتهم اليومية.
يتابع الفيلم عرض القصص عن ضحايا هذا النظام الرأسمالي المتوحش. فالبنوك تربح حتى من الأموات، بل إن موت أحدهم هو فرصة للبنك كي ينقضّ على أسرته ويسرق عنوة ما تبقى لديها من مال عبر سندات وهمية. مثلما حدث لإيرما جونسن التي مات زوجها الذي كان موظفاً إدارياً في أحد بنوك هيوستن/ تيكساس. لقد مات بسب مرض السرطان تاركاً وراءه زوجته وولدين. ادعى البنك أنه هو الذي يجب أن يكون المستفيد من التأمين على حياة الزوج. ثم بلّغت شركة التأمين زوجته بأنها أعطت البنك شيكاً بمبلغ مليون ونصف مليون دولار بعد أسابيع من وفاة الزوج. ولم يخبروها متى أو لماذا اشترى الزوج سند أمانة بهذا المبلغ. وبالتالي فإن موت زوجها، كما يعلق الراوي خلال مقابلته لها، زاد ثروة البنك مليون ونصف المليون من الدولارات كان يجب أن تعود إلى أسرة الفقيد. لقد صعقت الزوجة بهذه الحادثة ولم تتلق منهم أي جواب على أي سؤال طرحته عليهم. مثل هذه الحادثة يمكن أن تقع كل يوم في أمريكا. حيث يعرض المخرج قصة مماثلة حدثت مع عائلة أخرى. مما يدفع بالمخرج لمواصلة بحثه عن جواب لسؤال عن ماهية هذه الرأسمالية. يطرح السؤال على أحد رجال الدين الذي يجيب بأن: "الرأسمالية هي شر. هي ضد كل ما هو جيد وخيّر في العالم، ضد الأديان السماوية، وأن الكتاب المقدس يخبرنا أن الله سينزل ويبيدها بطريقة ما. إنها خطيئة وعلينا إبادتها"، بينما يقول عنها رجل دين آخر: "إنها الشر نفسه" وأنه من خلال الدعاية تم إقناع الناس بأن هذا النظام جيد. وهنا يعرض مايكل مور مشاهد من أرشيف التلفزيون والسينما كأمثلة على هذا النمط من الدعاية.
وماذا عن التعليم في ظل النظام الرأسمالي الأمريكي؟ في الماضي كانت الإنجازات العلمية توضع لخدمة الصالح العام. أما اليوم فإنها توضع لخدمة فئة قليلة من أصحاب البنوك والشركات الكبرى. فالبروفيسور الذي اخترع لقاحاً لشلل الأطفال رفض بيع الترخيص بصناعته لشركات الأدوية الاحتكارية وفضل وضعه في خدمة الصالح العام مكتفياً بالراتب المتواضع الذي يتلقاه من مهنته كبروفيسور. وعندما سأله أحدهم لمن ستعطي الترخيص أجاب: "للناس. فهل يمكن ترخيص الشمس مثلاً؟" لكن الأمور انقلبت بعد ذلك. فالطالب يتخرج اليوم من الجامعة وهو تحت عبء دين يبلغ أكثر من مئة ألف دولار، وأفضل طريقة لتسديد هذا الدين هو العمل لدى الشركة أو البنك الذي أقرضه، بدل العمل للصالح العام، وعليه الاستمرار في هذا العمل لنحو عشرين عاماً حتى ينتهي من التسديد.
يكشف مايكل مور في فيلمه هذا كيف يتم تدويخ المجتمع بمصطلحات اقتصادية يعجز حتى موظفو البورصة وأساتذة الاقتصاد في الجامعات عن شرحها، مثل مصطلح Derivatives . يقول مور إنهم أوجدوا هذا المصطلح ليكون غامضاً عن قصد، ويعجز أحد عن فهمه، وهو ليس أكثر من مكيدة لتوريط الناس في المراهنة على كل ما يملكونه، ورهن كل ما يملكونه بما في ذلك بيوتهم، ومن ثم قيام البنك أو الشركة الراهنة ببيعه والإفلات من الجريمة. والمنظّر لكل هذه المكائد هو آلان غريسبان الذي يوصف بأنه أذكى رجل على الأرض.




في الخامس عشر من أيلول 2008 انهار الاقتصاد الأمريكي الذي كان "مبنياً على الرمال، بينما هو متعفن من الداخل" حسب تعبير أحد الخبراء الاقتصاديين. وبعد نقاش طويل، وتبيان كيف أن السلطة لجأت إلى تخويف الشعب كي تحصل على ما تريد، مثلما حصل تماماً بعد الحادي عشر من أيلول، يتوصل الفيلم إلى النتيجة التي تقول إن المسؤول هو وول ستريت وليس الكونغرس. أين ذهبت أموال الشعب؟ يتساءل المخرج؟ لا أحد في موقع المسؤولية يجيب. فماذا على مايكل مور، كمخرج وكمواطن أمريكي أن يفعل؟ لا يجد أمامه سوى أن يقود شاحنة كبيرة ويذهب إلى البنوك لاستعادة المال إلى الخزانة الأمريكية واعتقال السارقين المتمثلين بأصحاب هذه البنوك ومدرائها. إنه الحل الفردي في ظل العجز العام لدى الشعب عن القيام بأي شيء لإنقاذ البلد. وفي هذا الحل نجد مايكل مور أقرب إلى دون كيشوت، فنكون بذلك أمام مشاهد أقرب إلى الكوميديا السوداء، إن مايكل مور يطلب من حراس البنوك مساعدته على اعتقال هؤلاء السارقين. وعندما لا يتمكن من الولوج إلى البنوك يصرخ بالموظفين من الشارع بأن يعيدوا الأموال ويلقوها إليه ليعبأها في الأكياس التي يحملها ويضعها في الشاحنة.
لقد بدأ الشعب الأمريكي بالاحتجاج، وهنا أتى أوباما بحملته الانتخابية رافعاً شعار التغيير، وهذا ما لم يعجب وول ستريت، فبدأ أصحاب المال والأعمال  بالتشويش ونشر الخوف من أن أوباما سيحول أمريكا إلى بلد اشتراكي، لكن حملات التخويف هذه أتت بنتائج عكسية، فالشعب الأمريكي يريد أن يجرب الاشتراكية ويريد الديموقراطية، بعدما أنهكته الرأسمالية. هنا بدأت البنوك وشركات الأموال تغدق عليه الأموال، وهنا بدأ التفكير بتغيير القيم. عضو الكونغرس الأمريكي الاشتراكي الديمقراطي بيرنارد ساندرز يحتج على تركيز الثروة بأيدي فئة قليلة من المجتمع، كما يحتج على الصحف التي لا تتصدر أغلفتها سوى رجال المال والأعمال الذين يجنون مليارات الدولارات وتهمل المنتجين الحقيقيين في المجتمع مثل رجال الشرطة والإطفاء والمدرسين والممرضات، وبالتالي يجب تغيير نظام القيم. لقد فاز أوباما، وكان فوزه كما يقول المخرج/ الراوي بمثابة "وداع لأمريكا القديمة". وملهماً للناس كي يفكروا بطريقة مختلفة، مثلما حدث لضابط الشرطة (الشيريف) الذي أراد كسر القوانين والعمل لخدمة الناس العاديين بدل خدمة الأغنياء. والذي يؤمن بأن اقتصاد السوق الحر أسقط البلد إلى الهاوية. كما أن الناس الذين طردوا من منازلهم عادوا للاحتجاج مطالبين باستعادتها. ونجح الاحتجاج وفشلت الشرطة وغادرت المكان وعاد عدد من المواطنين إلى منازلهم. في الوقت الذي انطلق صوت امرأة في الكونغرس مطالبة المواطنين بالتشبث بمنازلهم. بينما في شيكاغو بدأ إضراب عمال بنك أمريكا، إضراب أيده الرئيس أوباما. وانتقل الاحتجاج إلى ميتشيغان و ماساتشوستيس وكارولاينا الشمالية. واستمر الإضراب أسبوعا إلى أن تحققت مطالب العمال.
يعود المخرج إلى التاريخ القريب، ليستعيد أحداثاً مماثلة، عبر مشاهد أرشيفية، ففي آخر يوم من عام 1936 أضرب العمال في الولايات المتحدة واحتلوا المصانع لأربعة وأربعين يوماً. وقتها أعلن الرئيس روزفلت أن للعمال الحق في الإضراب، ويجب تلبية مطالبهم. وبعد سبع سنوات أعلن عن تعديل للدستور يتم بموجبه توسيع الحقوق العامة للمواطنين، مثل حق امتلاك منزل لائق، وحق العمل، والضمان الصحي، والتعليم، والعيش بأمان، وغيرها… لكن لم يتحقق أي شيء من هذا، في حين تحقق ذلك في أوروبا واليابان. "بعد 65 عاماً لم نصبح البلد الذي أراده روزفلت"، يعلق الراوي، وبدل ذلك غرقت أمريكا بالكوارث، وهنا، وكاستعارة، يعرض الفيلم مشاهد من الفيضانات التي غمرت أمريكا جراء إعصار كاترينا. ويتساءل لماذا يجب على الفقراء دوماً دفع الثمن وحدهم. ثم يعلن رفضه العيش في بلد كهذا. لكنه مع ذلك لن يتركه. ثم نجد المخرج يقوم بنفسه بإغلاق المنطقة التي يقع فيها مصرف سيتي بانك، ونقرأ على شريط الإغلاق: "موقع الجريمة، لاتعبر"، يقوم بذلك وهو يقول: "نحن نعيش في أغنى بلد في العالم، ونستحق جميعاً وظيفة لائقة، وتعليماً جيداً، ورعاية صحية، ومنزلاً يقال عنه منزل، وجريمة أننا لا نحصل على ذلك، ولن نحصل عليه طالما أن لدينا نظاماً يزيد غنى الأغنياء على حساب بقية الشعب. إن الرأسمالية شر، ولا يمكننا إصلاح الشر. عليك القضاء عليه أو استبداله بشي آخر يعمل لصالح الناس، وهذا الشيء اسمه الديمقراطية". ثم يحمل بيد مكبراً للصوت وهو ينادي بأن جرائم ارتكبت هنا. وهو الآن قادم لاعتقال المجرمين. ويدعو الناس الذين يشاهدون الفيلم للانضمام إليه والمشاركة في اعتقال المجرمين.
هذه هي قصة الرأسمالية في الولايات المتحدة الأمريكية، في البداية كانت قصة حب، وفي النهاية صارت قصة كراهية. من هنا أنصح زعماء دول العالم الثالث ورؤساء الحكومات ووزراء الاقتصاد والتخطيط في هذه البلدان مشاهدة هذا الفيلم كي يعرفوا كيف أن خيار النظام الرأسمالي لن يقود مجتمعاتهم إلا إلى المزيد من الكوارث، وهذه هي التجربة الرأسمالية في أسطع وأقوى نماذجها، النموذج الأمريكي. إنها تجربة ماثلة أمامهم. تجربة نظام لا يحمل إلى المجتمعات إلا الشر المطلق. ولا يقودها إلا إلى الكوارث.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الرأسمالية: قصة حب آخر أفلام مايكل مور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فيديوات :: افلام-
انتقل الى: