لم ينزل عن ظهر خيله وأدخل 15 بلداً في الإسلام ..
قصة “أبو بكر بن عمر اللمتوني” فاتح إفريقيا
إذا كنت تتجول في بلد إفريقي غير عربي وسمعت الأذان يرفع في تلك البلاد فأعلم أن المجـ.ـاهد أبو بكر بن عمر مر من هنا.
رجل لم يره أحد يسير على قدميه، وأفنـ.ـى عمره في الجـ.ـهاد، 15 بلدًا دخلت في الإسلام بفضل هذا الرجل.
أبو بكر بن عمر اللمتوني
هو أبو بكر بن عمر اللمتوني أمير جماعة المرابطين في المغرب العربي، تسلم قيادة جماعة المرابطين بعد وفـ.ـاة أخيه يحيى بن عمر اللمتوني.
وهو من قبيلة معروفة بين البربر في المغرب العربي، وكانت إحدى القبائل التي بايعت عبد الله بن ياسين لإنشاء دولة المرابطين.
وقـ.ـاتلـ.ـت مع القبائل التي عـ.ـادت دولة الإسلام في الغرب، والتي تعاقب على قيادتها أمراء جمعوا بين الفروسية والفقه.
وكان أبو بكر بن عمر أكثرهم حبًا للإسلام وعشقًا لنشره، ومنذ استـ.ـشـ.ـهاد أخيه شرع الأمير الجديد بإكمال الطريق لنشر الدعوة الإسلامية.
فكان قتـ.ـاله لقبائل “بورغواطة” التي كانت تدين لمذهب إسلامي يصفه الفقهاء بالشـ.ـاذ، حيث تأسس على يد رجل يهودي ادعى أنه المهدي المنتظر.
واستطاع الأمير أبو بكر إعادة الإسلام الصحيح لأبناء هذه القبيلة، ثم تابع قتـ.ـاله واستطاع الاستـ.ـيلاء على سجلمانة وبلاد المصامدة، وفتح بلاد أغمـ.ـات وتادلة وتامسنا.
كل هذا كان أثناء قتـ.ـاله في حياة عبد الله بن ياسين مؤسس دولة المرابطين الذي أصـ.ـيب أثناء القـ.ـتال مع قبيلة “بورغواطة”.
والذي أوصى جماعته بأن يتفقوا على قيادة واحدة، وأن لا يتفرق شملهم، فأجمعوا جميعهم على أبو بكر بن عمر الذي بات أمير دولة المرابطين.
والذي قرر مواصلة ما بدأه من سبقوه، حتى قيل أنه لم ينزل عن ظهر الخيل كناية عن استمرار المعـ.ـارك التي كان يخوضها.
ولم يعرف المرابطون فارسًا بمثل شجاعة أبو بكر، فقد كان حماسه للجـ.ـهاد و بأسه ضـ.ـد الأعـ.ـداء دافعًا لجنوده أمام الاعـ.ـداء.
وبالرغم من كونه الأمير إلا إنه لم يُشاهد يومًا إلا في قلب المعـ.ـركة متقدمًا للصفوف الأمامية.
وبينما كان أبو بكر يواصل انتصاراته، جاءه رسول بأخبار أزعجته من الجنوب، حيث أغـ.ـارت قبيلة جيدالة على قبيلته لدمونة وغوت القبائل الوثنية مدن الجنوب.
فما كان من الأمير إلا سحب نصف جيشه باتجاه الجنوب يتقدمهم هو، وترك أمر الدولة الناشئة لابن عمه يوسف بن تاشفين.
الذي يُعرف أنه من شيد أسس دولة المرابطين، وثبت حكمها وأقام لها المدن والحصون والمؤسسات
وأثناء انهـ.ـماك بن تشفين بتأسيس الدولة وبنائها، كان ابن عمه أبو بكر قد قضى على الفتـ.ـنة بين القبائل المسلمة ودحـ.ـر القبائل الوثنية.
وهناك وجد قبائل إفريقية ما زالت تعبد الأشجار والأحجار، فقرر استكمال الحملة واستطاع إدخال هؤلاء بالإسلام.
واستتب الأمر غرب إفريقيا لدولة المرابطين، بعد أن توسعت حدودها وأصبحت تمتد من تونس حتى أقصى المغرب
ثم قرر العودة لمركز الدولة وخرج له ابن عمه يوسف بن تشفين ليلاقيه بمنتصف الطريق.
وفي حين ظن الجميع أن أبو بكر عاد ليطالب بحكمه وإمارة الدولة، تنازل فجأة عن الحكم لابن عمه وقرر العودة للجنوب لمواصلة الجـ.ـهاد.
وفي أدغال إفريقيا أكمل أبو بكر بن عمر ما بدأه سابقًا، حيث كان يغـ.ـزو في السنة مرتين، وفي إحدى معـ.ـاركه كان له ما أراد.
حيث باغته سهمًا من العدو سقط على إثره شهـ.ـيدًا، ورحل أبو بكر اللمتوني تاركًا خلفه 15 بلدًا في إفريقيا تدين بالإسلام.
هي غينيا، بيساو، سيراليون، ساحل العاج، مالي، بوركينا، فاسو، النيجر، غانا، توجو، الكاميرون، إفريقيا الوسطى والغابون.
واستحق الأمير بذلك لقب ناشر الإسلام الثاني في إفريقيا، والمجـ.ـاهد الذي لم يشاهده أحد يسير على قدميه كناية على مواصلته للجـ.ـهاد في سبيل الله.