قصيدة أبي العتاهية الخالدة التى أبكى بها الرشيد
يحكى أن أبا العتاهية لما كبر سنه اعتزل الشعر، فطلب منه الرشيد أن يُنشد شعراً فرفض،
فأمر الرشيد بحبسه، وكان الرشيد يحب غناء الملاحين في سفن النزهة.
ولكنه كان يتضـ.ـايق مما يسمع منهم من شعر مرذول يزيده سوءا بلحنهم، ويحكى أنه قال
مَن مِن شعرائنا يصنع لهم شعراً.
قالوا: ليس لهم إلا أبو العتاهيه ولكنه محبوس، فبعث له الرشيد أن يصنع لهم شعراً، ولم
يفرج عنه فغضب أبو العتاهية وأقسم ليصنع له شعرا يورثه الحزن والغم بدلاً من السرور.
فقال أبو العتاهية:
خانَكَ الطّرْفُ الطّموحُ أيّها القلبُ الجَموحُ
لِدواعي الخَيرِ والشّـ.ـرِّ دنوٌّ ونـ.ـزوحُ
هل لِمطلوبٍ بذَنْبٍ تَوبةٌ منه نَصوحُ؟
مَوتُ بعضِ الناسِ في الأرضِ على بعضٍ فتوحُ!
سيصيرُ المرءُ يوماً جسداً ما فيه روحُ
بين عيني كلِّ حيٍّ عَلَمُ الموتِ يلوحُ
كلُّنا في غَفلةٍ والمـ.ـوتُ يغدو ويروحُ
نُحْ على نفسِكَ يا مِسكينُ إنْ كنتَ تنوحُ
لتموتَنّ وإنْ عُمِّرْتَ ما عُمِّرَ نوحُ
ويروى أنه لمى غنى الملاحون بهذا الشعر، فإذا الرشيد يبكي بكاء مرا، وكان من أكثر الناس
بكاء وأغزرهم دموعا عند الموعظة ومن أشدهم عسفا عند الغـ.ـضب.
ويحكى أنه لمى رأى الفضل ابن الربيع بكاء الرشيد على هذا النحو أشار للملاحين ان يسكتوا.
https://www.youtube.com/watch?v=zd6gsQZJxvA