';'
كيف سيُنهي الجيل الجديد من طائرات “سوخوي 35 و57″ الروسيّة التفوّق الجوّي الأمريكي و”يَهُز” سُمعة طائرات “الشّبح”؟ ولماذا قد تُغيّر منظومات صواريخ “إس 500” قواعد الاشتِباك العسكري في الحُروب المُستقبليّة؟
الخُبراء في الشّؤون العسكريّة في الصين ينشرون مقالات ودراسات بين الحين والآخر مُعظمها يُؤكّد أن التفوّق الأمريكي في مجالات الطّيران الحربي بدَأ يتآكل، والسّبب الرئيسي نجاح روسيا في مجالين رئيسيين:
الأوّل: فشل الجيل الخامس من الطائرات الحربيّة الأمريكيّة، وخاصّةً طائرة الشبح “إف 35” في الحِفاظ على مكانتها في التربّع على عرش الصّدارة، لمصلحة الطّائرات الحربيّة الروسيّة مِثل طائرة “سو 35 و”سو 57” التي أثبتت تَفَوُّقًا “ملحوظًا” في هذا الميدان، علاوةً على اكتِشاف عُيوب تقنيّة عديدة فيها، أيّ الطّائرات الأمريكيّة.
الثاني: تطوير المؤسّسة العسكريّة الروسيّة لصناعةٍ صاروخيّة اعتراضيّة جبّارة في الأعوام العشرين الماضية، مِثل صواريخ “إس 400” وصواريخ “إس 500” القادرة على اعتِراض مُعظم، إن لم يكن كُل أنواع الطّائرات الأمريكيّة المُقاتلة.
أحدث الدّراسات العسكريّة الغربيّة تقول إن الولايات المتحدة تحتاج إلى عشرين عامًا لتطوير جيل جديد لطائراتٍ مُقاتلة من منظومة “أ ف” علاوةً على مئات المِليارات، بينما لا تحتاج روسيا إلا لبضعة أعوام لتطوير ترسانتها الصاروخيّة، واستِثمار عشَرات المِليارات فقط، وهذا ما يُفَسِّر عُزوف مُعظم الدّول عن شِراء الطّائرات الأمريكيّة الحديثة، لعُيوبٍ فيها، والتوجّه إلى أنواعٍ أوروبيّة مُنافسة مِثل طائرة “رافال” الفرنسيّة، وهذا ما فعلته دولة الإمارات العربيّة المتحدة في الأسابيع الأخيرة (عقدت صفقة بـ16 مِليار دولار لشِراء 80 طائرة من الجيل الجديد)، وتوجّه دولة مِثل تركيا عُضو في حلف “الناتو” لشِراء منظومات صواريخ “إس 400” من روسيا في تَحَدٍّ سافِر للحليف الأمريكي.
الطّائرات المُقاتلة والقاذفة الأمريكيّة من الجيل الرّابع مِثل طائرتيُ “إف 16″، و”إف 15” كانت تَحسِم الحُروب في أيّام، وربّما ساعات، في منطقة الشّرق الأوسط على سبيل المِثال، ولكنّ الصّورة تتغيّر بسُرعةٍ هذه الأيّام مع زيادة الإقبال على شِراء طائرات “سوخوي” الروسيّة المُتقدّمة، ومنظومات صواريخ “إس 400″، وصواريخ “إس 500” النّسخة الأحدث القادرة على إسقاط الطّائرات على بُعد 500 كيلومتر وفور انطِلاقها من قواعِدها.
أربع دول تُعتبر حاليًّا الأكثر تطوّرًا في ميدان الصّناعات هي روسيا والصين وكوريا الشماليّة وإيران، ولعلّ نجاح إيران في إطلاق صواريخ قادرة على حمل أقمار صناعيّة في الفضاء، وإسقاطها طائرة “غلوبال هوك” الأمريكيّة المُسيّرة على ارتِفاع أكثر من 20 كيلومترًا فوق مضيق هرمز قبل عامين تقريبًا أحد أكبر الإنجازات “الصّادمة” لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكيّة.
هذه المنظومات الصاروخيّة المُتطوّرة، وخاصَّةً النّسخة الأحدث منها التي طوّرتها كُل من الصين وروسيا، وباتت أسرع من الصّوت عشر مرّات على الأقل، أحدثت انقلابًا في السّيطرة على الأجواء، وإنهاء التفوّق العسكري الأمريكي في هذا المِضمار، في الوقت الرّاهن على الأقل، الأمر الذي يعني انقلابًا في موازين القِوى العسكريّة لصالح كُل من الصين وروسيا، وهذا ما يُفَسِّر القلق الأمريكي الإسرائيلي المُتفاقم في هذا المَيدان.
إصرار الولايات المتحدة والدّول الأوروبيّة على إدراج البرامج الصاروخيّة الإيرانيّة على قمّة جدول أعمال مُفاوضات فيينا النوويّة الحاليّة يعكس حجم هذا القلق، ومدى خُطورة هذه البرامج الأقل كُلفةً ماديًّا، ولعلّ رفض إيران لكُل الضّغوط من قِبَل هذه الدّول، وحصْر المُفاوضات في مسألة رفع العُقوبات الاقتصاديّة أوّلًا، والتّعويضات، والانتِقال بعد ذلك إلى التّفاوض حول العودة إلى البرنامج النووي الذي انسحبت منه إدارة دونالد ترامب عام 2018، أحد أبرز الهزائم الأمريكيّة والإسرائيليّة حتى قبل أن تبدأ المُفاوضات المذكورة.
صحيفة “سوهو” الصينيّة، وما نشرته من دراسات قبل أيّام حول التفوّق الروسي من حيث إنتاج الجيل الخامس من طائرات “سو 57” العملاقة، ودعمها بصواريخ “إس 500” المُتطوّرة جدًّا، يُؤكّد أنّ الزّمن الذي كانت تُسيطِر فيه الولايات المتحدة على الأجواء في الحُروب قد انتهى إلى غير رجعةٍ.. واللُه أعلم.
صحيفة صينية: هجوم طائرات “إف-35” على روسيا سيؤدي إلى كارثة للأمريكيين
استنتج محللون من الصين أن غارة جوية لمئات من مقاتلات “إف-35” التابعة للقوات الجوية الأمريكية على روسيا ستكون بمثابة كارثة للأمريكيين.
يكتب صحفيو صحيفة “سوهو” الصينية في مادتهم أن الجيش يعتبر التفوق الجوي هو مفتاح النصر في الحرب الحديثة. على خلفية العلاقات المتدهورة بشكل دائم بين واشنطن وموسكو، قد يركز البنتاغون على طيرانه في حالة تصعيد الصراع.
وأشار الخبراء إلى أن “القوات الجوية الأمريكية لديها آلاف الطائرات المقاتلة تحت تصرفها، بما في ذلك الجيل الخامس من مقاتلات F-35و F-22”.
وأشاروا إلى أن الأمريكيين يستثمرون مليارات الدولارات في تطوير قوتهم الجوية، مما يمنحهم بعض التفوق على روسيا في هذا المجال.
في الواقع، تمتلك القوات الجوية الروسية عددًا أقل بكثير من الطائرات الموجودة تحت تصرفها، وبدأت موسكو مؤخرًا فقط في الإنتاج الضخم لمقاتلات الجيل الخامس من طراز سو-57. ومع ذلك، فإن روسيا لديها ورقة رابحة أخرى في جعبتها في حالة هجوم القوات الجوية الأمريكية.
وقال الصحفيون: “خلال القتال الجوي، ستتصل المقاتلات بأنظمة الدفاع الجوي الأرضية مثل إس -400 وإس -500، والتي ستسقط هذه الطائرات”.
حتى لو أرسل الأمريكيون مئات من طائرات F-35 إلى حدود روسيا الاتحادية، فإن موسكو ستجهز ردًا صارمًا للولايات المتحدة، الأمر الذي سيكون له عواقب وخيمة. خلص المحللون الصينيون إلى أنه في مثل هذا السيناريو، ستواجه الطائرات المقاتلة الأمريكية كارثة. (سبوتنيك)