منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  عالمنا العربي موبوء بفيروس التقليد والتبعية للغرب ونظرياته في الاقتصاد والسياسة والاجتماع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  عالمنا العربي موبوء بفيروس التقليد والتبعية للغرب ونظرياته  في الاقتصاد والسياسة والاجتماع Empty
مُساهمةموضوع: عالمنا العربي موبوء بفيروس التقليد والتبعية للغرب ونظرياته في الاقتصاد والسياسة والاجتماع     عالمنا العربي موبوء بفيروس التقليد والتبعية للغرب ونظرياته  في الاقتصاد والسياسة والاجتماع Emptyالثلاثاء 28 سبتمبر 2021, 9:16 am

عالمنا العربي موبوء بفيروس التقليد والتبعية للغرب ونظرياته  في الاقتصاد والسياسة والاجتماع

د. طارق ليساوي
يوم أمس كتبت على صفحتي الرسمية، تدوينة بعنوان لماذا بعض أصحاب المناصب و المكاسب يعادون صحيح الإسلام …؟ و هي في الواقع ليست مقال، و إنما مجرد تعليق على حديث نبوي شريف ورد بصحيح البخاري و مسلم ، و مضمون الحديث عن  أبى حُمَيْد الساعدى رضي الله عنه قال: (استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا على صدقات بنى سليم يدعى ابن اللُّتْبِيَّة، فلما جاء حاسبه، قال: هذا مالكم، وهذا هدية، فقال رسول الله صل الله عليه وسلم: فهلَّا جلستَ في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كُنْتَ صادقا؟! ثم خطبنا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله، فيأتي فيقول: هذا مالكم، وهذا هدية أهديت لي! أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته؟! والله لا يأخذ أحد منكم شيئاً بغير حقه إلا لقِيَ الله يحمله يوم القيامة، فلَأعرِفَنَّ أحداً منكم لقي الله يحمل بعيراً له رُغاء (صوت)، أو بقرة لها خُوار, أو شاة تيعر (تصيح)، ثم رفع يديه حتى رؤى بياض إبطيه يقول: اللهم هل بلغت) رواه البخاري …
و اثار إنتباهي و فضولي تعليق  أحد الإخوة  مشكورا  قال في تعليقه:  “حديث نبوي شريف مع احترامي اظن انك لست على دراية بالتاريخ الاسلامي منذ ظهوره لأن الحقيقة تناقض كل هذه الروايات” و ردي لا اوجهه بالضرورة لصاحب التعليق و إنما مثل هذا الرد يصادفني كلما كتبت مقالا او ألقيت محاضرة، تناولت فيها جانبا من جوانب الإسلام في السياسة أو الإقتصاد، و هذا الحديث يتحدث عن استغلال المنصب و الوظيفة العمومية، و الحصول منها على مكاسب غير شرعية لخدمة مصالح العامة..و ما تعانيه بلداننا العربية و الإسلامية من غثائية و تأخر تنموي و تخلف شامل في السياسة و الاقتصاد و الأخلاق،  راجع بالأساس إلى فساد النخب الحاكمة، و زواج السلطان بالتجارة، و سيادة الداروينية الاجتماعية، و الريع السياسي و الاقتصادي و أن المناصب العامة و خدمة عامة الناس، أصبحت مورد رزق و إثراء غير مشروع لغالبية أصحاب المناصب و الكراسي، من رأس هرم السلطة إلى أدنى موظف عمومي في إحدى القرى أو البوادي العربية… ففي الحديث النبوي ردع لمثل هذه الممارسات ، فأحيانا البعض يعتقد عن جهل أن ما يؤخده من المنصب العام من غير الراتب هو عبارة عن هدية ، و هذا أحد الصحابة و ما أدراك ما الصحابة و قع في لبس و خلط، تولى نبي الرحمة و القائد الحازم النزيه تصحيح الغلط و توضيحه بل وزجره بشديد الوعيد في الأخرة…
أما وأني لست على دراية بالتاريخ الإسلامي، فتحقيق هذه الدراية الفعلية لا الشكلية او الوراثية أو المحاكاتية، دفع كاتب التدوينة و المقال إلى الإنتقال من تخصص دقيق وشاق وهو  الاقتصاد الصيني ، إلى البحث في كتب التراث الإسلامي ، “المقريزي” و ابو يوسف يعقوب و ابن خلدون و غيرهم كثير ، بل بحثي هذا أملاه علي الإقتصاد الصيني نفسه..
ذلك أن دارسة الفكر الاقتصادي عند العلماء المسلمین من المواضیع التي تعین على تدقیق كثیر الأفكار في میادین العلوم الإنسانیة و الاقتصادیة… فمثلا  يعد المقریزي أحد رواد الفكر الاقتصادي الإسلامي في العصور الوسطى، فقد اهتم بدراسة المشكلات الاقتصادیة والمجاعة التي حلت بمصر في عصر الممالیك، وأشتهر بالنظریة الكمیة في قیمة النقود، و قد سبق أن صاغ  “قانون كريشام” بقرون، عندما أكد أن النقود الرديئة تخرج النقود الجيدة من التداول، ومن كتب المقريزي كتاب «إغاثة الأمة بكشف الغمة» الذي يحكي فيه تاريخ الغلاء أو التضخم في مصر ويحلل أسبابه وآثاره، و”الغمة” هي ما نسميه اليوم ب “التضخم الجامح” الذي اجتاح مصر في حياته، وأراد من خلال تحليله التمييز بين الأسباب الهيكلية والنقدية وتلك المتعلقة بالسياسات العامة..
أما الهيكلية فأهمها نقص الإنتاج الزراعي والحيواني، وأهم أسبابه شح مياه النيل ثم الاحتكارات التي تنتهز فرصة نقص الناتج الزراعي، ثم الرشوة للحكام، خاصة حينما يتولى منصب “المحتسب” المسؤول عن الأسواق.  فالمقريزي رحمه الله   ملك القدرة على النقد الایجابي والتحلیل العلمي والإبداع…و سنحاول من خلال نموذج المقريزي تلميذ إبن خلدون أن نعطي نموذجا  للإقتصاد السياسي لدى علماء المسلمين ، و من دون شك هؤلاء لم يعتمدوا نظريات سميث و ريكاردو و إنجلز و كينز و ماركس ، و إنما كانت مرجعيتهم الأولى  الكتاب و السنة و إعمال الفكر النقدي بعيدا عن التحيز و الأحكام المسبقة:   فماهي المشاكل الاقتصادیة التي أدت إلى تفاقم المجاعة في مصر في زمن الممالیك حسب المقریزي؟ ما هي أهم الوقائع الاقتصادیة التي تطرق إلیها المقریزي في كتابه “إغاثة الأمة بكشف الغمة”؟
تناول المؤرخ المصري تقي الدين أحمد بن علي المقريزي (1364-1442م) من خلال  كتابه “إغاثة الأمة بكشف الغمة” تاريخ المجاعات التي نزلت بمصر منذ أقدم العصور إلى سنة 808 هـ، التصدي لأسباب الغمة، واقتراح العلاج الاقتصادي الصحيح لدرئها.
فقد حلل في فصل بعنوان “في بيان الأسباب التي نشأت عنها هذه المحن”،  النواحي الاقتصادية والاجتماعية التي كانت وراء ما حل بمصر من بلاء في زمانه؛ وقد قدم  دراسة تحليلية اقتصادية واجتماعية سابقة لعصرها تتجاوز سرد الأحداث إلى التركيز على  أهم الأسباب وعلاج هذا الواقع الشنيع الذي يعود بدرجة أولى  إلى “سوء تدبير الزعماء والحكام وغفلتهم عن النظر في مصالح العباد، لا أنه كما مر من الغلوات وانقض من السنوات المهلكات”، موضحاً أن “أصل الفساد” بنظره، يتجلى في ولاية الخطط السلطانية والمناصب الدينية بالرشوة، كالوزارة والقضاء ونيابة الأقاليم وولاية الحسبة وسائر الأعمال، حيث لا يمكن التوصل إلى شيء منها إلا بالمال الجزيل، دون الاكتراث بكيفية الحصول على هذا المال والعواقب الوخيمة المترتبة على ذلك، كما يشير المقريزي إلى غلاء الأطيان، ورواج الفلوس وما ترتب على ذلك من آثار سلبية….
وسبب ذلك كله ثلاثة أسباب:
السبب الأول، وهو أصل هذا الفساد، ولاية الخطط السلطانية والمناصب الدينية بالرشوة، كالوزارة والقضاء ونيابة الإقليم وولاية الحسبة وسائر الاعمال، حيث لا يمكن التوصل إلى شيء منها إلا بالمال الجزيل. فتخطى لأجل ذلك كل جاهل مفسد وظالم وباغٍ إلى ما لم يكن يؤمله من الأعمال الجليلة والولايات العظيمة، لتوصله بأحد حواشي السلطان، ووعده بمال للسلطان على ما يريده من الأعمال، فلم يكن بأسرع من تقلده ذلك العمل وتسليمه إياه، (و) ليس معه مما وعد به شيء قل ولا جل، ولا يجد سبيلاً إلى أداء ما وعد به إلا باستدانته بنحو النصف مما وعد به، مع ما يحتاج إليه من شارة وزي وخيول وخدم وغيره؛ فتتضاعف من أجل ذلك عليه الديون، ويلازمها أربابها. لا جرم أنه يغمض عينيه ولا يبالي بما أخذ من أنواع المال، ولا عليه بما يتلفه في مقابلة ذلك من الأنفس، ولا بما يريقه من الدماء، ولا بما يسترقه من الحرائر،ويحتاج إلى أن يقرر على حواشيه وأعوانه، ويتعجل منهم أموالاً، فيمدون هم أيضاً أيديهم إلى أموال الرعايا…
فلما دُهِيَ أهل الريف بكثرة المغارم وتنوع المظالم اختلفت أحوالهم، وتمزقوا كل ممزق، وجلوا عن أوطانهم، فقلت مجابي البلاد ومتحصلها، لقلة ما يزرع بها، ولخلو أهلها ورحيلهم عنها لشدة الوطأة عليهم، وعلى من بقي منهم. وكان هذا الأمر كما قلنا مدة أيام الظاهر (برقوق) إلى أن حدث غلاء سنة ست وتسعين، كما مر ذكره، فظهر بعض الخلل لا كله في أحوال عامة الناس لأمرين: أحدهما البقية التي كانت بأيدي الناس فاحتملوا الغلاء لأجلها، والثاني كثرة صلات الظاهر وتوالي بره مدة الغلاء في سنة سبع وثمان وتسعين، حيث لم يمت فيه أحد بالجوع فيما نعلم….وانسحب الأمر في ولاية الأعمال بالرشوة إلى أن مات الظاهر برقوق، فحدث لموته اختلاف بين أهل الدول إلى تنازع وحروب (..) فاقتضى الحال من أجل ذلك ثورة أهل الريف وانتشار الزعار وقطاع الطريق، فخيفت السبل، وتعذر الوصول إلى البلاد إلا بركوب الخطر العظيم. وتزايدت غباوة أهل الدولة، وأعرضوا عن مصالح العباد، وانهمكوا في اللذات لتحق عليهم كلمة العذاب. وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا.
السبب الثاني غلاء الأطيان: وذلك أن قوماً ترقوا في خدم الأمراء يتولفون إليهم بما جبوا من الأموال إلى أن استولوا على أحوالهم، فأحبوا مزيد القربة منهم، ولا وسيلة أقرب إليهم من المال، فتعدوا على الأراضي الجارية من إقطاعات الأمراء، وأحضروا مستأجريها من الفلاحين، وزادوا في مقادير الأجر. فثقلت لذلك متحصلات مواليهم من الأمراء، فاتخذوا ذلك يدا يمنون بها إليهم، ونعمة يعدونها إذا شاؤوا عليهم. فجعلوا الزيادة ديدنهم كل عام، حتى بلغ الفدان لهذا العهد نحوا من عشرة أمثاله قبل هذه الحوادث. لا جرم أنه لما تضاعفت أجرة الفدان من الطين إلى ما ذكرناه، وبلغت قيمة الأدب من القمح المحتاج إلى بذره ما تقدم ذكره، وتزايدت كلفة الحرث والبذور والحصاد وغيره، وعظمت نكاية الولاة والعمال، واشتدت وطأتهم على أهل الفلح، وكثرت المغارم في عمل الجسور وغيرها – وكانت الغلة التي تتحصل من ذلك عظيمة القدر زائدة الثمن على أرباب الزراعة، سيما في الأرض منذ كثرت هذه المظالم- منعت الأرض زكاتها، ولم تؤت ما عهد من أكلها؛ والخسارة يأ باها كل واحد طبعا. ولا يأتيها طوعا…
أما السبب الثالث:  وهو رواج الفلوس ، أو ما نصطلح عليه اليوم بسوء الإدارة النقدية التي سمحت بزيادة المتداول النقدي بعدما عممت الدولة التعامل بالفلوس، والفلوس بالمعنى الفقهي هي: كل النقود المعدنية الاصطلاحية المتخذة من غير الذهب والفضة، ومثل هذه النقود لم يكن بالإمكان الحد من عرضها، لأن المعادن التي تُسك منها وافرة قياساً بالذهب والفضة، وتجد السلطة النقدية في إصدارها وإتاحتها للجمهور مصدر تمويل رخيص.
 ومن المعلوم أن النقود الذهبية والفضية لها قيمة استعمالية أو ذاتية بجانب قيمتها التبادلية أو قوتها الشرائية، وبالتالي لا يؤثر أي تغير فيها على مالكها أو على الأداء الاقتصادي في الدولة، بينما النقود الاصطلاحية – الفلوس-ليست لها قيمة ذاتية، ويأتي أثر ذلك عــلى أداء النقود لوظائفها بكفاية ذلــك أنه في حالة النقود  الذهبية تعتبر نقداً وسلعة ، فإذا حدث تغيير في القوة الشرائية لها حدث تغيير مقابل وبنفس النســبة في قيمتها كسلعة، وبالتالي يعود التوزان والاستقرار لهــا كقوة شرائية مما لا يحدث معه تقلبات عنيفــة في قيمتها تؤثر على أدائها لوظائفها النقدية… أما بالنسبة للنقود من غير الذهب أو غير المرتبطة به، فإن ماليتها، متمثلة في قوتها الشرائية، مستمدة من الاصطلاح والقبول العام لها وليس من قيمتها الذاتية، وبالتالي فإنها عرضة لحــدوث تقلبات عديدة في هذه القوة الشرائية..
و الأزمات المالية الدورية و التضخم الجامح  في النظام الرأسمالي، سببها العلاقة بين المادة المتخذة منها النقود وقوتها الشرائية وصلاحيتها لأداء وظائفها بكفاية ،و هو ما أشار إليه المقريزي و الإمام السرخسي  و العديد من فقهاء المســلمين منذ زمن بعيد.
و نتيجة للانخفاض الحاد في القوة الشرائية الحقيقية للفلوس، فقد الناس ثقتهم فيها كعملة ورفضوا التعامل بها، يقول المقريزي: ” اتخذوا أنواعاً من السلع كعملات يتعاملون بها، وبعض الناس استخدموا أنواعاً من الصدف أو القواقع كنقود.. وهذا نفس ما حدث في بداية عشرينيات القرن الماضي حينما أسرفت الحكومة الألمانية في إصدار “المارك” فحدث التضخم الجامح، مما أدى الى فقدان قوته الشرائية، ثم فقدان ثقة الناس فيه تماماً ورفضوا التعامل به….و هذا الإنتاج المبدع في الاقتصاد السياسي و فروعه المختلفة كما تطرق لها المقريزي و غيره من الفقهاء المسلمين  إرتكز  على الأصول العامة المستمدة من نصوص القران الكريم، والسنة النبوية الشريفة  و ما ورد بهما من مبادئ عامة ناظمة  لقضايا المال والأعمال، والتي في الغالب محكومة بالمعادلة التالية  جلب منفعة معتبرة، أو درء لمفسدة معتبرة…
و لعل بحثي في تجربة الصين و شرق أسيا،  دفعني كمفكر و باحث مسلم أن انطلق من قيم الأمة و مبادئها السامقة، لأن نهضة الصين و قبل ذلك اليابان قامت على مبدأ الروح الصينية أو اليابانية و التقنية الغربية..تجربة ماليزيا و باكستان و خاصة الدعوة الإسلامية في الهند توسعت و إجتهدت كثيرا من أجل  الموائمة بين نصوص الوحي و الفقه الإسلامي من جهة و بين القضايا المعاصرة التي فرضتها الممارسة…و هذا الإحتكاك و الرغبة  في الجمع بين الدين و الدنيا، و الإلتزام بمقتضيات الإستخلاف دفعني إلى تغيير بوصلة إهتمامي ، و إنتقلت تدريجيا بإتجاه ماليزيا لإستكمال تعليمي، و ربما هذا كان بالصدفة، فقد راودتني منذ سنوات رغبة جامحة  في حفظ كتاب الله ، و إذا صح القول أني كنت  أحسد حامل القران في صدره، و قد حاولت في بداية 2010 حفظه على يد فقهاء مغاربة لكن للأسف و جدت بعض الصعوبات الفنية و التقنية، بل إن بعضهم إستغرب ذلك ، كيف لأستاذي جامعي و دكتور في الإقتصاد الصيني، و إعلامي و رجل إقتصاد يرغب في حفظ كتاب الله…
إستغراب لم أفهمه حقا ، و لكن الممارسة العملية أوضحت لي ان كثير من الزملاء الأكاديميين في عالمنا العربي الموبوء بفيروس التقليد للغرب و نظرياته  في الاقتصاد و السياسة و الاجتماع، في الموضة و اللباس في النطق و الإتكيت،  يعتبرون أن الاستدلال مثلا بأيات تحريم الربا و بالزكاة و غيرها من النصوص من قبل إقتصادي هو نوع من  اللاعقلانية الاقتصادية، إن لم نقل نوع من الرجعية و التخلف بنظرهم..ووفق هذا المنطق الخاطئ و المقلوب، فإن محمد مهاتير متخلف و رجعي، خاصة و ان أسلوب الذي تبناه في نهضة بلاده و في إدارة الأزمة المالية للعام 1997 لازال يدرس في كبريات الجامعات و ليس بجامعاتنا المغربية او العربية التي لازالت لم تصنف بعد…
لكن إرادة المولى تدعم إرادتنا عندما يكون القصد سليم، و النوايا حسنة و خيرة، فعندما تسجلت بالجامعة في ماليزيا و جدت نفسي ملزما بحفظ على الأقل ربع القران الكريم، لأني أردت التخصص في الإقتصاد الإسلامي ، و ركزت على دور الزكاة في تشجيع الإستثمار و خلق دورة تنموية حميدة… و كانت بداية الرحلة   حفظ القران على يد شيخ له مكانة علمية سامقة خصص لي يوميا ساعة من وقته طيلة سنتين ، و الغريب ان هذا الشيخ الجليل  لم يكلفني دولارا واحدا بل لعل نصائحه و توجيهاته غيرت مجرى حياتي…و بفضل المولى حضرت بالجامعة الماليزية دكتوراه في الاقتصاد الإسلامي، و في جامعة مصنفة من ضمن أفضل 50 جامعة في العالم بحسب مؤشر شانغهاي و بها أصبحت أستاذ محاضر…
فعندما أدافع عن الإسلام فإني أدافع عن علم…و ارجو من شبابنا و شيبنا ، نساءنا و رجالنا، ان يكلفوا أنفسهم عناء قراءة و فهم هذا الدين عبر مصادره الصحيحة و النقية و ما أكثرها ، و بداية الطريق فهم  القران و السنة النبوية الصحيحة و هذا امر متاح و لاشك في ذلك…
أما العودة للخلافات السياسية التاريخية و الروايات المتضاربة، فلفهم ما حدث تاريخيا يكفي ما يحدث في عصرنا من هجوم شرس على الإسلام و من يدافع عنه، بل إن تناسل الجماعات الجهادية، و بعض جماعات الإسلام السياسي المتطرفة او المائعة القصد منها إبعاد عموم المسلمين و البشرية عن منبع الإسلام الصافي القران و السنة الصحيحة…أكيد أن المقال طويل لكن في مثل هذه الأمور لابد من الشرح المفصل لتفنيد الشبهات و تصحيح الرؤية… و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون..
إعلامي وأكاديمي متخصص في الاقتصاد الصيني والشرق آسيوي، أستاذ العلوم السياسية و السياسات العامة..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  عالمنا العربي موبوء بفيروس التقليد والتبعية للغرب ونظرياته  في الاقتصاد والسياسة والاجتماع Empty
مُساهمةموضوع: رد: عالمنا العربي موبوء بفيروس التقليد والتبعية للغرب ونظرياته في الاقتصاد والسياسة والاجتماع     عالمنا العربي موبوء بفيروس التقليد والتبعية للغرب ونظرياته  في الاقتصاد والسياسة والاجتماع Emptyالثلاثاء 28 سبتمبر 2021, 9:17 am

ماذا يحدث في العالم العربي؟

ساتطرق في هذا المقال الى الحالة التي وصل اليها العالم العربي، في ظل هذه التغيرات الدولية، وهذا كوني أعيش في الغرب وإلى حد ما تعرفت على طبيعة التفكير الغربي وعقلية الناس والعلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصاد في هذه المجتمعات الكبيرة، المليئة بالتعدديات العرقية والدينية والاثنية والثقافية.

وأبدأ بهذه التساؤلات: من الذي يدمر ويقسم العالم العربي؟ من الذي يهدم المجتمع العربي؟ من الذي يتسبب في نسف وتدمير الانسان والأرض والثقافة، وهذا التراث العربي؟

إنني أرى بانه هناك جملة من العناصر التي أجتمعت لتؤدي إلى هذه الصراعات والى هذا التراجع والتخلف بالعالم العربي والتي تتمثل بالآتي:

أولا ً: النخب غير الوطنية ، تلك النخب التي ارتبطت منذ زمن بعيد بالاستعمار، تقوم بادواره وتعمل لصالحه ومستعدة لتدمير الوطن والمجتمع من اجل خدمة مصالحها ومصالح الاستعمار، وهي ليست مقصورة على فئة محددة، بل تبدأ من رتبة رئيس دولة إلى صحافي صغير مروراً بمن يدعي التدين " ممن يطلق/ون على انفسه/م "برجل الدين" الذي يقتات من خلال فتاوي او كما اسميها شعوذات لا علاقة لها بالدين ، بل وبالخرافات وبفتاوي تحمل في طياتها خطورة اكبر من رجل الحرب، فتاوي منها السياسية ومنها الاجتماعية، واخرى اقتصادية، تمدح وتبجل المستعمر وكانه المخلص ، وتعطي الضوء الاخضر تحت مسميات الفتوى الدينية بقصف دولة او تدمير مجتمع وثقافة من خلال أمر حاكم أو ملك، أمير او رئيس وزراء أو زعيم أو غيره ...والحبل عالجرار...

ثانيا: ثقافة الخرافات والشعوذات وغياب العلم: حيث أن العلم أصبح في حالة يرثى لها، أصبح في حالة من التراجع والتخلف لم تشهده العصور السابقة، العلم في العالم العربي ليس بمستوى التطور والتقدم الذي يحصل عند الغرب والعالم عموما، بل هناك دول صغيرة أصبحت متقدمة علمياً وتكنلوجياً أكثر من أغنى الدول العربية، وهنا اشير إلى اختفاء "العالم، والعلماء" من المشهد في الوطن العربي، وإن وجد، فانه يهرب للعالم الغربي الذي يتبناه ويستوعبه ويقدم له الفرصة تلو الاخرى، والاهم إحترام كرامة العلماء وحقوق الانسان. فقد إختفى في العالم العربي عالم السياسة، وعالم الادارة، وعالم التربية، وعالم الاقتصاد، وعالم الاجتماع، وعالم الانسان، وعالم التاريخ، وعالم الجغرافيا، وعالم الطب، وعالم الهندسة، وغيرهم، الا من رحم ربي، واهم اقلاء ومحاصررين، ومفروضة عليهم قيود ، بل منهم من عو اما مسجون او مطارد لاجهزة الامن والمخابرات العربية، لقد اختفى المؤرخ والباحث والمكتشف، لقد اختفوا علماء آخرون في العديد من الاختصاصات، الذين تميزوا في مختلف المجالات على فترات متعاقبة من الزمن، كل على حسب اهتماماته سواء كانت علمية تطبيقية أو دينية أو لغوية أو فلسفية أو اجتماعية.

وبدأ يحل محلهم من يسموا "بالنخب" السياسية، والدينية، الذين ارتبطوا بحقبة الطفرة النفطية منذ فترة السبعينيات، وبالجانب الاخر بدأ يحل ويسيطر على وسائل الاعلام، والثقافة، ممن يحتلون المشهد بدون منازع، هؤلاء ما أسميهم بالاعلاميين الفهلويين، هؤلاء أصبحوا كثر من جحافل الإنتهازيين من أتباع روافد الإستعمار، إعلاميو خدمة رجل الحكم، وصاحب المال، والقوة، هؤلاء ممن ارتبط/وا، ومازال/وا يرتبطون بالمستعمر ...

لقد إختفى فكر ابن خلدون، وابن رشد وابن سيناء، والجازري، والزهراوي، والكواكبي، وابن بطوطة، وابن فرناس، وابن حيان، الجواهري، وابن الهيثم، والخوارزمي، والادريسي، وغيرهم كثر... وأيضا إختفى الاصلاحين والمجددين من أمثال عبدو، والافغاني، ورضا، وغيرهم الكثير الذين تمت ترجمة مؤلفاتهم إلى الاتينية واللغات الأجنبية الأخرى. وقد كان هنالك من هم رعاة للعلم والعلماء، وغيرهم من الذين عملوا على دعم العلماء في علومهم. أما النخب العلمية الحقيقية فقد همشتها السلطة أولا وأنزوت هي ثانياً في ندوات ومؤتمرات علمية نادرة ومعزولة ولم تقدر على مخاطبة العامة لصعوبة استيعاب الخطاب العلمي أولا ولعدم اجتهادها هي ثانياً.

وهنا أتساءل كم دورية علمية مختصة ومؤثرة (على مستوى علمي نظري، وتطبيقي)، مثلا في علم الاجتماع وفي علم الاقتصاد والسياسة تنشر في الوطن العربي ذات مدلولات علمية وتطبيقية وبمستوى التطور العالمي في مجال البحث والدراسات؟ مقابل موجة كبيرة من قنوات الفضائيات التي منها ما هو مبتذل لا علاقة له لا بالفن ولا بالتراث، ولا بالثقافة العربية الاصيلة، بل منها قنوات تبجل وتمجد وتعظم في الحاكم، واخرى فضائيات الدعاة من الشيوخ، ومطبوعات من الكتب ومن المواقع الإلكترونية الكهنوتية الممولة من نفس الجهات التي تريد الثأر من كل ما هو علمي مبدع. لقد قطعت الثورة الفرنسية رؤوس كهنة الكنيسة التي كانت فاسدة كما قطعت رؤوس الملوك والأمراء الفاسدين، وانهت على نظام الظلم والفساد والاستغلال لأنهم كانوا سبباً في دعم الدكتاتورية وفي انتشار الجهل وفي محاربة العلم والتقدم، كما طاردت الثورة الفرنسية كل كاهن يبيع "صكوك الغفران" للبسطاء الفقراء السذج من الناس ليدخلوا بها الجنة مثلما يفعل بعض ممن يدعي التدين ويعطي الفتاوي تقريبا مثل حالنا اليوم، بل ويهدد "بالموت وقطع الرؤوس، تحت ذريعة تفسيرات دينية ليس لها علاقة بالدين نفسه وبعبادة الخالق، بل وينشرون الشعوذة والخرافات التي اصبحت تدق باب كل انسان كالمرض المزمن الذي لا يمكن علاحه، بل ينشرون الشعوذات والخرافات التي من اجلها ينتفعون من طبقة الحكام، واصحاب المصالح، ويمنعون التقدم والتطور العلمي وبناء الانسان وتحريره من الظلم والظلام.

ثالثا: الشركات الدولية العملاقة ذات الاقتصاديات الرأسمالية الكبرى: منذ أزمة الرهن العقاري في الولايات المتحدة الأمريكية في أواخر سنة 2007 والتي إعتبرها البعض أشد من أزمة سنة 1929، حيث تعاني مجموعة من الشركات الدولية العملاقة أزمة صعبة، بل انها خانقة. أزمة بحاجة إلى كثير من العقود التجارية لإنعاش نفسها، وأوضاعها الدخلية

وكما تم حل أزمة سنة 1929 بحرب عالمية ثانية ما بين سنة 1939 إلى سنة 1945 فإن هذه الأزمة الجديدة يتطلب حسب الرؤية العالمية حلها في العالم العربي، ومن خلال العرب وعلى أراضيهم. الحروب تدمر كل شيئ فيحدث بعدها البناء، أي عقود ضخمة… إن مشهد تدمير مدن ، وبلدان، تدمير بنى تحتية، تدمير إقتصاد، تدمير حضارة، تدمير خطوط الاتصالات والجسور والمصانع وكل مايفيد من اجل ترتيب وصمان المزيد من العقود التجارية للشركات العملاقة العابرة للقارات. ان ما يحدث من تخريب وغيره من اشكال التدمير والدمار، على سبيل المثال تدمير المطارات وخطوط الهواتف والاتصالات والكهرباء، والجسور والمصانع في مناطق كثيرة من العالم العربي، كله ياتي بالنفع على هذه الشركات العملاقة.

رابعا: هناك من يقوم بتخطيط من خلال أجندات داخلية وخارجية، أو من خلال الجهل في استغلال الشباب العربي صغير السن، حيث يتم التلاعب بهم وبعقولهم، من اجل استخدامهم لتنفيذ مصالح خاصة، ومن اجل ان يكونوا اداه من ادوات القتل والتدمير والعنف والخراب والحروب الطاحنة التي تاكل الاخضر واليابس، وهذا تحت مسميات متنوعة، ومن خلال تغذية النعرات تارة منها الدينية/المذهبية بين شيعي وسني أو مسلم ومسيحي وتارة اخرى اثنية: كردي/عربي، أو عربي/أمازيغي، او عربي/افريقي،… وتارة اخرى الى نعرات مناطقية/جغرافية: شمال/جنوب أو ساحل/داخل.//وغيرها، بمعنى اخر أي شيئ يغذي الاختلاف يتم النفخ فيه حتى تصبح نارا ملتهبة تأكل الاخضر واليابس/الجميع…

وهنا اشير على أن هذه الاختلافات موجودة في كندا، ولكنها أصبحت مصدراَ للتنوع والقوة الثقافية، وليس للتناقض والاقتتال والتدمير الداخلي مثلما يحدث الآن في العالم العربي.

إن ما تقوم به القوى العظمى وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية يشكل تحول في ادارة المعركة مع العالم العربي...فقد انتهت القوى العظمى من حربها الباردة بين الغرب والمعسكر الاشتراكي بزعامة روسيا، انتهت من هذا العدو الاخر مايسمى الحرب على الشيوعية، واختلقت عدو آخر، جديد يسمى "الاسلام" والارهاب الاسلامي، والاسلام السياسي وفتحت حربها عليه، وخصوصا في ظل تغذية وتحريض اعلامي ممنهج، بدءا بحربها على مايسمى بالارهاب ومنظمة القاعدة التي اعلن عن انتهاء دورها التاريخي وظهور فجائي وسريع لتنظيم جديد اسمه "داعش"على المسرح الدولي....حيث أن ما يحدث ليس من الصدفة، فان أجهزة الاستخبارات الدولية الكبرى لا تعمل او تعيش على الصدف… وإنما تعمل بشكل منهجي وتستشرف المستقبل وتخطط له، بل وتصل خطة التنفيذ على مستويات متنوعة، منها الداخلي واخرى الخارجي، لدرجة انها اصبحت وسيلة من وسائل التحريض والاعلان والدعاية الانتخابية في كثير من بلدان العالم الغربي.

هناك الكثير من التساؤلات عما يحدث بالعالم العربي الذي يتطلب منا التفكير فيها بعيدا نظرية وضع اللوم على الاخرين.

إن الحالة العربية تختلف في المضمون والجوهر والشكل عن غيرها، وما حدث باوروبا وامريكيا والعالم الغربي يختلف عما يحدث بالعالم العربي...

حيث ان حاملات الطائرات واساطيل البحر والبر لا تتحرك من أجل سواد عيون العرب او من اجل نشر الديموقراطية والحرية و الكرامة او الرفاهية والتقدم والاستقلال للعالم العربي، بل من أجل مصالح الشركات العالمية الكبرى، ومن اجل الحفاظ على امن مصالح النخب الاقتصادية ومن اجل حماية مشروع العالم الغربي بالمنطقة العربية. ان ماتم تجزئته في سايكس بيكو، اصبح الان في طريقه الى التجزأه الأكبر.

لقد عاشت أوروبا حالة الصراعات والعنف والحروب الاهلية من خلال سلاح هي التي صنعته، هذا السلاح قد ساهم في تقدمها من طائرات إلى وسائل اتصالات… أما العالم العربي فهو يقاتل من خلال السلاح المستورد، هذا السلاح الذي يدفع ثمنه من الموارد والمدخرات الطبيعية من مواد خام وبترول وغاز… وايضا ان مصير العالم العربي ليس بأيديه وخصوصا في استمرار منهجية التدخل الخارجي في شئونه مما يفقده السيادة على بلدانه.

الكاتب: د. جهاد حمد، استاذ علم الاجتماع بكلية كينج الجامعية، جامعة وسترن، لندن، اونتاريو، كندا، رئيس المعهد الكندي لدراسات الشرق الاوسط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
عالمنا العربي موبوء بفيروس التقليد والتبعية للغرب ونظرياته في الاقتصاد والسياسة والاجتماع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات-
انتقل الى: