بعد القدس وجنين.. استشهاد ثالث فلسطيني اليوم في غزة
استشهد مواطن ظهر الخميس برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي المتمركزة شرقي مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وأفاد مراسل “صفا” نقلًا عن مصدر طبي باستشهاد المواطن محمد محمد عبد الكريم عمار، البالغ من العمر 41 عامًا، بعد إصابته برصاصة مباشرة في الرقبة أطلقها تجاهه جنود الاحتلال أثناء تواجده شرقي البريج.
وكان جنود الاحتلال أطلقوا صباح اليوم الرصاص الحي صوب المزارعين شرقي محافظة خان يونس جنوبي قطاع غزة، فيما توغّلت عدّة آليات عسكرية إسرائيلية بشكلٍ محدود شرقي مدينة غزة.
وباستشهاد المواطن عمار شرقي غزة يرتفع عدد الشهداء منذ ساعات الصباح إلى ثلاثة بعد استشهاد شاب وسيدة في جنين والقدس.
واستشهد فجر اليوم الشاب علاء زيود (٢٢ عامًا)، من بلدة السيلة الحارثية غرب جنين خلال مواجهات واشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في بلدة برقين.
فيما أعدمت قوات الاحتلال الشهيدة إسراء خزيمية (30 عامًا) من بلدة قباطية قضاء جنين، قرب باب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، بزعم محاولتها تنفيذ عملية طعن.
اختفاء 7 فلسطينيين في تركيا بظُروفٍ غامضة.. لغز مُخيف حيّر الجميع وأثار القلق والتساؤلات.. هل قُتِلوا أم خُطِفوا؟ ومن المسؤول عن اختفائهم؟.. خليّة أزمة للبحث عن المفقودين دون نتائج أو أدلّة ودعوات للحذر
غزة – خاص بـ” رأي اليوم”- نادر الصفدي:
في شهر واحد فقط اختفت آثار 7 فلسطينيين مقيمين داخل الأراضي التركية، بصورة غامضة ومخيفة، ودون توفر أي دليل واحد أو طرف حتى خيط صغير لدى الأجهزة الأمنية، يكشف عن مصيرهم الذي بات مجهولا، أو حتى عن الجهة المسئولة عن تنفيذ هذا الحدث الأول من نوعه.
اختفاء الفلسطينيين السبعة، آثار حالة من الفزع والخوف لآلاف الفلسطينيين الآخرين المقيمين داخل الأراضي التركية، فيما لا تزال الأسئلة الكثيرة تطرق بلا هوادة أبواب السفارة الفلسطينية والأجهزة الأمنية التركية، علها تجد حلولا منطقية تُفسر غموض وتفاصيل هذه الحادثة التي طالما تم مشاهدتها فقط أفلام هوليود.
ففي ظروف يُحيط بها الكثير من السرية والغموض، بدأت القصة المثير للجدل باختفاء أربعة فلسطينيين في مدينة إسطنبول قبل أسابيع، ورصد حالة اختفاء أخرى لفلسطيني في مدينة قونيا، وثالثة على الحدود التركية اليونانية، إضافة إلى اختفاء الفلسطيني السابع يوم السبت الماضي.
والمختفين هم “محمد سهلب فلسطيني من مدينة الخليل، علاء الدين عبد اللطيف محمد حماده من مدينة جنين، عبد الرحمن أبونواه (الجابري)، ناهض صابر الكفارنة، أحمد القيشاوي، فاطمة جيتاوي”.
محمود أبونواه شقيق المفقود عبد الرحمن، روى اللحظات الأخيرة قبل اختفاء شقيقه؛ حيث قال “كان عبد الرحمن على موعد لمقابلة شخص في منطقة “بيليك دوزو” يعمل في العقارات”، مضيفًا أن شقيقه يعمل في مجال العقارات منذ 8 سنوات، لخدمة الجالية العربية والفلسطينية في تركيا، مؤكدا أن العائلة كانت في حالة تواصل يومي مع شقيقه إلى لحظة اختفاءه.
وفي تفاصيل الاختفاء، تابع أبونواه قوله “أن شقيقه فقد قبل لحظات من مقابلة الشخص في منطقة “بيليك دوزو”، حيث تواصلت العائلة معه مؤكدا عدم وصول عبد الرحمن للمكان، مشيرًا إلى أنه بعد بحث طويل عثر على سيارة شقيقه حيث وجدت مغلقة وبداخلها كافة الأوراق ولا توجد أي شبهات فيها، موضحا أنه لم يشكوا مسبقا من أي تهديدات من أي جهة في تركيا”.
وعبر أبونواه عن أسفه لعدم وجود أي مؤشرات حول مصير شقيقه، على الرغم من استمرار تحقيقات الشرطة وتدخل الانتربول الدولي وسفارة فلسطين في تركيا.
السفير الفلسطيني في تركيا فائد مصطفى علي، أكد أن جهات فلسطينية عدة تتابع عن كثب اختفاء عدد من الفلسطينيين على الأراضي التركية، مشيرا إلى أن اتصالات تجرى مع الجهات الرسمية التركية بهذا الخصوص رغم ما أسماه “ضبابية الموقف”.
ولفت مصطفى إلى أن 7 أشخاص اختفوا تباعاً منذ بداية الشهر الجاري، من بينهم 3 من قطاع غزة، و4 من الضفة الغربية المحتلة، بينهم سيدة واحدة، موضحاً أن بعضاً منهم تواجد في تركيا بغرض العمل، وآخرون بهدف الدراسة، مشددًا على أن 5 من المختفين فقدت آثارهم في مدينة اسطنبول، وآخر في ولاية قونيا وسط تركيا، وسابع قرب الحدود مع اليونان، مرجعا أسباب الاختفاء قرب الحدود اليونانية إلى ملفات الهجرة وهو ما يحمل تفسيرات تبدو واقعية حول الاختفاء، مبدياً في الوقت ذاته استغرابه من تتابع حالات الاختفاء في أماكن أخرى.
وقال: “نتابع مساعي الكشف عن مصير جميع المختفين في أقرب وقت ممكن.. تابعنا مع الجهات الرسمية التركية كل حالة على حدا، وتتبعنا وقت حدوثها، وعقدنا سلسلة اجتماعات رسمية طالبنا فيها ببذل جهود أكبر للكشف عن مصيرهم”، مضيفًا “طالبنا السلطات التركية التي أبدت تعاوناً كبيرا بالمساهمة في الكشف عما إذا كانوا قد فقدوا أو تم توقيفهم بموجب القانون، وفي الحالتين عليها أن تتحمل مسؤوليتها”، منوهاً بأن هناك تواصلا مستمرا مع ذويهم”.
أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية كذلك دخلت على الخط وأعلنت أن خلية الأزمة التي شكلتها في قضية اختفاء 7 فلسطينيين في تركيا عقدت 3 اجتماعات ومشاورات منفصلة في أنقرة.
في بيان صدر عنها قالت: “إنه وفي إطار الجهود والمتابعات التي تقوم بها سفارة دولة فلسطين في تركيا وبالتنسيق مع الرئاسة ووزارة الخارجية والمغتربين والمؤسسة الأمنية في ملف المفقودين خلال هذا الشهر على أراضي الجمهورية التركية والذين زاد عددهم إلى 7 مواطنين بعد اختفاء مواطن آخر يوم السبت الماضي، أجرت السفارة هذا اليوم في إطار خلية الأزمة التي تعمل في هذا الموضوع على مدار الساعة 3 اجتماعات ومشاورات منفصلة في أنقرة مع وزارة الداخلية ووزارة الخارجية والمؤسسة الأمنية التركية”.
وتابعت: “في هذه الاجتماعات أكد ممثلو السفارة على أهمية قيام الجهات المعنية في الجمهورية التركية ببذل كل جهد ممكن من أجل الوصول إلى المفقودين وعودتهم إلى أهاليهم سالمين وبأسرع وقت”، وأنه تم تزويد الجهات الرسمية التركية بكل المعلومات المتوفرة عن حالات الاختفاء كافة”.
وأضافت الوزارة: “أكدت الجهات الرسمية التركية أنها تولي هذا الموضوع اهتماما كبيرا، ووعدت بمواصلة المتابعة وبذل كل جهد ممكن من اجل الوصول إلى المفقودين”.
وأمام هذه المعطيات وحالة الغموض القائمة، تبقى الأسئلة تبحث عن إجابات واقعية من الجهات المختصة.. أين الفلسطينيين 7 وما مصيرهم؟ ومن المسؤول عن اختفائهم؟ وهل أصبحت تركيا أرضًا غير آمنة للفلسطينيين؟