منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 المـطـران كـابوتشى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

المـطـران كـابوتشى Empty
مُساهمةموضوع: المـطـران كـابوتشى   المـطـران كـابوتشى Emptyالثلاثاء 05 أكتوبر 2021, 7:28 am

المـطـران كـابوتشى 2017-636489750751692394-169

المـطـران كـابوتشى


من هول الهجمة الأمنية بالأسلحة الثقيلة تكاد تنخلع أبواب العربة القادمة من مدينة حلب التاريخية: التى يمتد تاريخها إلى أبعد بكثير من ذاكرة الإنسان التاريخية، وتمتد حدودها من وادى الفرات إلى وادى العاصي.. بلد سيف الدولة الحمدانى من علت ذكراه عن الخلفاء والسلاطين بمن اجتمع لديه من أدباء وشعراء وعلماء ومفكرين فى العصر الإسلامى الأول إلى عصر حديث برز فيه مؤرخ حلب الشيخ كامل الغزى والعلاّمة خير الدين الأسدى، والأب الباحث جبرائيل رباط.. حلب التى تنطق لفظة «سدّاجة» بدلا من سجادة فيقولون «اشترى سدّاجة عجمية»، ويقولون «انجعز» وأصلها «انزعج» فيقولون «لا تنجعز، وايش جعزك، وليش مجعوز»، و«هكل» والأصل فيها «هلك»، ويحوّلون حرف الـ«ش» إلى «س» فبدلا من شجاع يُقال «سُجاع»، وبدلا من الحرف «م» يُقال «ب» مثل مسمار التى تُقال «بصمار»، وتكثر كلمة «إشو» فى الكـلام فيقول الحلبيون «إشّو الخبر، وإشى الحكاية».. حلب المشهورة بالمخطوطات النادرة التى بلغت 5240 مخطوطا دينيًا بدار الكتب الوطنية وحدها..

من هول الهجمة الأمنية تكاد تنخلع أبواب العربة التى تقل نيافة المطران هيلاريون كابوتشى القادم مع مساعده من منبت رأسه بمدينة حلب إلى مدينة عمله مطرانا لكنيسة الروم الكاثوليك فى القدس، لتقاد تحت الحراسة المشددة براكبيها إلى مركز الشرطة بعدما نما إلى السلطات الإسرائيلية ــ التى ترصد تحركات المطران ــ بوجود أسلحة مهربة فى سيارته التى يتم تفكيكها ليُكتشف العديد من قطع السلاح منها 4 رشاشات كـلاشينكوف، ومسدسان، وعدة طرود تحتوى على متفجرات بلاستيكية، وصواعق كهربائية، وعشرات القنابل اليدوية وغيرها.. ويصمد المطران أمام عذابات الصفعات والركـلات واللعنات التى لا تنتزع رغم شراستها اعترافه بأسماء الفدائيين الفلسطينيين المنتظرين لحمولته مدافعًا بأنه قد تم نقل تلك الوسائل القتالية إلى سيارته دون علمه، إلا أن تفتيش الأمتعة قد أسفر عن خطاب موقع بخط يده كتب عليه رقم المسئول الفتحاوى «أبوفراس» فى لبنان، مما أثبت ضلوعه فى تهريب السلاح، وبالتالى أتى اعتراف كابوتشى بأنه تلقى فى ابريل 1974 من المدعو أبوفراس حقيبتين، ونقلهما بسيارته إلى الضفة الغربية حيث أخفاهما ــ كما أوعز إليه ــ داخل مدرسة الكنيسة اليونانية الكاثوليكية فى «بيت حنينا»، وتوالت اعترافات كابوتشى من أنه قد طُلب منه فى يوليو من نفس العام نقل رسائل أسلحة متتالية أخرى تم إخفاؤها فى أماكن مختلفة داخل سيارته.. و..هذه المرة تم ضبط السيارة.


https://gate.ahram.org.eg/daily/Media/News/2017/12/15/2017-636489750751692394-169.jpg

وتمت محاكمة المطران وفُرضَ عليه السجن لمدة 12 عاما قضى منها أربعة فى زنزانة انفرادية لم تكن تتسع لفرد ساقيه، فأضرب عن الطعام سبعة وثلاثين يومًا لينخفض وزنه 35 كيلوجراما حتى بلغ هزاله حافة الموت.. وبلغت أخبار معاناة رجل الدين المسيحى جدران الفاتيكان فقام بابا روما بالوساطة للإفراج عنه، فقبلت إسرائيل بشرط الخروج من إسرائيل بلا عودة، فخرج فى 8 نوفمبر 1978 إلى روما واعدًا بألا تكون له أية صلة فى المستقبل بالقضية الفلسطينية.. لكنه المطران الذى لم يقبع جبانًا فى منفاه بعيدًا عن أرضه وناسه وقضيته، فقد ظهر اسمه بعد عامين لا غير فى قائمة المطلوبين فى عملية احتجاز رهائن، وخطف طائرة «إير فرانس» بأوغندا والتى أحبطتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ولم يمنعه منفاه القسرى المراقب فى روما من متابعة مناصرته للفلسطينيين فشارك فى عام 2009 فى رحلة متن سفينة الإغاثة «أسطول الحرية» التى تحمل الأمتعة والغذاء لأهالى غزة المحاصرين على يد السلطات الإسرائيلية، وتمت مصادرة كل ما فيها، وطرد كل من تواجد هناك إلى لبنان وبعدها فى 2010 اعتلى المطران متن السفينة «مرمرة» فى محاولة لكسر الحصار البحرى الإسرائيلى على قطاع غزة.

.. ومن منفاه ورغم تعليمات الفاتيكان مكث المطران كابوتشى أحد دعائم القضية الفلسطينية لتطير رسائله عبر وسائل الاتصال إلى دعاة الإنسانية فى العالم أجمع، والتى حملت توضيحات للممارسات والاعتداءات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطينى، والتى جمعها الكاتب الراحل محسن زايد ليضمها متن رواية فيلمه «المطران كابوتشي» فى عام 2002 الذى رُشح لبطولته النجم العالمى عمر الشريف لينتجه ويخرجه الراحل شهيد الإرهاب العقاد مصطفى العقاد ليتوقف المشروع لأسباب مجهولة، ويظل النجم الكبير يحلم لسنوات بالدور الإنسانى الذى لعبت فى مصيره الأيدى التى تستحق بترها من فوق خريطة القدس العربية.

من أقوال كابوتشى: «لم أزل حتى اللحظة مهما بعدت المسافات مطرانًا للقدس الشريف.. المطران ليس سيدًا، المطران هوالخادم. المطران أب، والأب عندما يرى ابنه معذبًا يهب لنجدته مهما يكن الثمن، مضحيًا بالغالى والنفيس لمساعدته.. المطران راع، والراعى عندما يلمح الذئب مقبلا يضحى بحياته من أجل واحد من رعيته.. منذ دخولى القدس فى عام 1965 والشعب الفلسطينى كله أبنائى. شعب مناضل رأيته بعينى رأسى يعانى جور الظلم والاحتلال والتعسف الإسرائيلي.. شعب حقوقه مهضومة، وأرضه منهوبة، وحريته سجينة، فكيف تريدون منى الوقوف مكتوف اليدين بينما ضميرى ودينى يفرضان على أن أهب لمساعدة الشعب الذى أنتمى إليه.. لم أزل رغم تقدمى فى السن فى انتظار نهاية لغربتى لعودتى إليه.. إلى شعبى.. إلى الجليل.. إلى الأرض المباركة.. إلى أرض الانتفاضة والجهاد المقدس، إلى كنيسة القيامة.. المثل العربى يقول (الغربة كربة، والهم فيها حتى الركبة)، وأنا أقول: لا ليس حتى الركبة وإنما حتى الرقبة، فعندما تعلم بوفاة إنسان فإن تعليقك أنه فارق الحياة، فما الموت إذن إلا فراق العزيز. العائلة. الأولاد. المال.. فهل أعز للأسقف مثلى من أبريشيته.. من شعبه.. من أرضه.. من قدسه؟! يا بلدى يا بلد السلام والزيتون.. إن هذا الفراق القسرى المفروض هو الموت المعنوي. يموت الإنسان مرة واحدة فقط جسديًا، ويموت مائة مرة فى اليوم معنوياً، وأنا أموت الميتتين فجسدى بعيد عن القدس. عن فلسطين وأبنائها.. أعيش من دون ذكرياتى، والذكريات تُولد الحنين، والحنين مبعث للعذاب.. يا قدس يا مدينة الصلاة.. القدس عروس عروبتكم»..

يرحل المطران كابوتشى فى أول يناير 2017 عن 95 عاما.. أى على حافة القرن الذى شاهد فوز ترامب، وأول الشهر الذى شاهد قهر القدس على يديه.. رجل كنيسة الروم الكاثوليك فى القدس، وتزغرد طوابع البريد فى الوطن العربى: فلسطين ومصر والسودان والعراق وليبيا بصورته، وطنيًا، عربياً، مستنفرا مسيحيى العالم للدفاع عن حرمات القدس المنتهكة.. عن مدينة البتول.. لينعاه كل فلسطينى أينما كان داخل المعتقل جارًا للمناضل مريد البرغوثى أو خارجه فى جميع الميادين العربية، حيث يعلو بصوت الرفض على ترامب الذى نقل سفارة بلاده إلى القدس.. القدس المحتلة ــ التى أعلنتها القمة الإسلامية العاجلة بالأمس باسطنبول ــ عاصمة لدولة فلسطين، واعتبرت أنه لم يعد من الممكن أن تكون الولايات المتحدة بـ«دونالد ترامب» وسيطا بين إسرائيل وفلسطين.. رحل المطران لتنعاه حكومة الوفاق الوطنى: ترك حزنا عميقا فى كل بلد فلسطينى للسيرة النضالية العطرة الحافلة بالمواقف الوطنية إلى جانب مكانته وسمو منزلته الدينية»، وفى مستشفى «كارول فوتيلوا» بروما حيث قضى المسيحى المناضل أنفاسه الأخيرة قالت مى كيلة سفيرة فلسطين بإيطاليا «بقلوب يعتصرها الحزن ننعى إلى شعبنا الفلسطينى وإلى الشعب السورى الشقيق وبلدته حلب وإلى كافة أحرار العالم وفاة المناضل القومى والعروبى نيافة المطران كابوتشى الذى سجل اسمه فى قائمة الشرف فى كافة المحافل التى تدافع عن حرية الشعوب وحقوق الإنسان»، وأذاعت حركة حماس فى بيان صحفى «أن المطران كابوتشى كرّس جزءا كبيرا من حياته للدفاع عن الشعب الفلسطينى وقضيته العادلة».. ويا آل إسرائيل.. لا يأخذكم الغرور.. عقارب الساعة إن توقفت.. لابد أن تدور، وحتما سوف يأتى من يقولون:

نأتى لكى نصحح التاريخ والأشياء

ونطمس الحروف فى الشوارع العبرية الأسماء

وإذا ما كان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد قام بنسف فرص السلام بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل بنقل السفارة الأمريكية إليها، تلك الخطوة التى وعد بها رؤساء أمريكا السابقون، لكنهم أبدًا لم يقدموا عليها نظرًا لتبعاتها التى نراها الآن على الساحة العربية والدولية من رفض صارم وغضب عارم.. فقد كان هناك من رؤساء أمريكا من استطاع أن يقول «لا» لإسرائيل وعلى رأسهم الرئيس دوايت أيزنهاور (1890 ــ 1969) الذى أرسل إلى بن جوريون رئيس وزراء إسرائيل مذكرة شديدة اللهجة عام 1957 يطالبها بضرورة انسحابها السريع من جميع الأراضى المصرية التى احتلتها عام 1956 خلال العدوان الثلاثي، وكان بن جوريون يتلكأ فى الانسحاب مُوجِهًا النيران تجاه جميع المبانى على طريق القرى الصغيرة بأبوعجيلة والقسيمة، وفى المنشآت العسكرية حول العريش، وبلغ عدد الرسائل النارية من ايزنهاور ثلاثا وبن جوريون لا يستجيب وإنما أخذ يحرك أصابعه المتآمرة داخل أمريكا ومبنى الكونجرس لكى يعدل الرئيس الأمريكى عن قراره، وفى هذا المجال قام إسرائيليو الكونجرس بجمع التوقيعات على مذكرة يطالبون فيها بتأييد موقف إسرائيل للبقاء على الأراضى المصرية، وقام بالتوقيع 41 من الجمهوريين و57 من أعضاء الحزب الديمقراطي، فذهب أيزنهاور إلى عقد اتفاق مع قيادات الكونجرس للوقوف إلى جانبه فخذلوا جميعهم الرئيس ليُصرح وزير خارجيته جون فوستر دالاس فى الدوائر الإعلامية بأنه قد أصبح من المستحيلات اتخاذ قرار يخص منطقة الشرق الأوسط دون الحصول مبدئياً على موافقة السفارة الإسرائيلية فى واشنطن، ويقرر أيزنهاور التصدى وحده لجميع من خذلوا موقفه، وبعيدًا عن أعضاء الكونجرس المنقادون، يقف فجأة أمام الكاميرات بلا موعد مسبق ليُعلن «إذا ما نحن نقوم بمسامحة أى دولة تهاجم دولة أخرى وتحتل أراضيها عنوة رافضة الانسحاب إلا بشروط مسبقة فمعنى ذلك تسليم منا بالموافقة على مبدأ العدوان والاغتصاب وشريعة الغاب، ولو تساهلنا مرة واحدة فى استخدام القوة أساسا لحل المنازعات نكون قد أهدرنا الآمال فى إقامة نظام عالمى عادل يعطى الحق لأصحابه».. وما أن ترك ايزنهاور منصة الخطابة حتى أرسل من جديد إلى بن جوريون تهديدًا بعقاب رادع يشمل قطع جميع المساعدات المالية الأمريكية التى كانت يومها قد بلغت 40 مليون دولار معفاة من الضرائب، إلى جانب 90 مليون دولار سنويا على هيئة سندات، وأمام منطق القوة والكبير كبير، انسحبت إسرائيل ليغدو المشهد العالمى بمثابة انتصار للعدل يكتب بحروف النصر للدبلوماسية الأمريكية.

https://gate.ahram.org.eg/daily/Media/News/2017/12/15/2017-636489750871969159-196.jpg


هذا وقد همست دوائر المعلقين السياسيين ــ المغرضين ــ بأن تلك القوة الايزنهاورية قد اكتسبت قبسًا من نور ما قد جرى على أرض الشهامة والبطولة العربية عندما بدأ العدوان الثلاثى من اتصال الملك سعود هاتفيا بالرئيس عبدالناصر وكان قد أعلن التعبئة العامة فى المملكة ليقول له: «إن المملكة حكومة وشعبا جاهزة لتقدم كل ما تطلبه مصر» ثم ألحق الاتصال الهاتفى ببرقية قال فيها: «إننا وقواتنا وكل إمكاناتنا حاضرون للمقاومة لرد العدوان فعلى الباغى تدور الدوائر»، وفى خطوة لاحقة وجه الملك سعود بقطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع بريطانيا وفرنسا، ومنع الطائرات المدنية الفرنسية والبريطانية من الطيران فى الأجواء السعودية، مع إيقاف شحن النفط إلى الدولتين، وكان إيقاف ضخ النفط لمعامل التكرير فى البحرين التى كانت وقتها تحت الحماية البريطانية، أما بالنسبة إلى إسرائيل ثالث دول العدوان فإن المملكة هددت بتأميم حقول النفط الأمريكية، فى حال واصلت أمريكا دعمها اقتصاديا وعسكريا لإسرائيل!!

ومن الأسماء المضيئة على شاشة البيت الأبيض الرئيس الأمريكى فرانكلين روزفلت (1882 ــ 1945) الذى وقف فى وجه الصهيونية الداعية لإقامة الدولة اليهودية، وفى فلسطين بالذات.. وذلك بمشروعه بتوطين اليهود فى دول العلام بوجه عام، أى أينما كانوا يحملون جنسية البلد الذى يعيشون تحت سمائه.. وحققت الصهيونية نجاحا كبيرا فى جمع توقيعات ثلث أعضاء الكونجرس إلى جانب توقيعات 1500 شخصية أمريكية أخرى على بيان يطالب بإنشاء جيش يهودى.. وفى أكتوبر 1943 نجح الضغط اليهودى المنظم فى جعل الكونجرس يصل إلى حد إصدار قرار رسمى بتأييد إقامة دولة يهودية فى فلسطين، لولا أن الجنرال جورج مارشال القائد العام للجيش الأمريكى، تدخل مطالباً بإيقاف القرار لأنه قد يؤثر على المجهود الحربى فى المنطقة العربية الحساسة.. وتترك مهمة إدارة الحركة الصهيونية إلى رجلها المحنك حاييم وايزيمان الذى قابل روزفلت للمرة الأولى عام 1940 ويومها حاول جس نبضه حول مطلب إقامة دولة يهودية فوجده من الساسة الدهاة واسعى الأفق، حيث رفض أن يقع فى شراك مصيدته، قائلا له إنه يعتقد أن أى حل لمشكلة فلسطين يجب أن تكون حلا عربيا يهوديا، وفى عام 1941 ذهب وايزمان للمرة الثانية إلى أمريكا ولكنه لم يتمكن من مقابلة روزفلت، فقابل وزير خارجيته «سمنر ويلز» الذى كانت الصهيوينة قد كسبته إلى جانبها بالفعل، فانضم إلى وايزمان فى محاولة للف على روزفلت.. وفى عام 1942 أرسل روزفلت إلى حاييم وايزمان يطلب منه القدوم للمساعدة فى الأبحاث العلمية لإنتاج المطاط الصناعى، فسافر ليمكث لمدة عام، وقبل عودته إلى لندن تمكن من مقابلة روزفلت مرة أخرى بحضور وزير خارجيته سمنرويلز، ليجده مازال مصممًا على أن أى حل يجب أن يتم بموافقة العرب واليهود معاً، فقال له وايزمان: «لو انتظرنا موافقة العرب فلن نصل إلى أى حل أبدًا»، وأكد له أن خير وسيلة هى أن تقف أمريكا وبريطانيا معا وراء إنشاء الدولة الصهيونية، فلا يجد العرب مفرًا من الرضوخ إزاء القوة الهائلة التى تواجههم.. وأضاف له: إن هذا هو ما حدث بالضبط يوم أصدرت بريطانيا وعد بلفور، ولم يقدر العرب وقتها على عمل أى شيء.

ولكن روزفلت لم يتزحزح.. كان يرى مصالح أمريكا البترولية البازغة فى الشرق العربى، وكان ذاهبا وقتها إلى رحلة يجتمع فيها مع الملك عبدالعزيز آل سعود.. فبدأت النقمة الصهيونية تتحول ضده.. أصبح روزفلت العدو الأول.. وفى 18 أغسطس 1943 بلغ الأمر تهديد روزفلت نفسه بعدما أعلن «ايمانويل سيلر» العضو اليهودى البارز فى الكونجرس أنه سيطالب بإجراء تحقيق فورى فى أسباب معارضة الخارجية الأمريكية لمطالب الصهيونية المشروعة.. وكان ذلك يمثل ضغطا غير مباشر على الرئيس الأمريكى روزفلت، عن طريق التلويح بإثارة تهمة معاداة السامية، التهمة التى ترفعها الصهيونية فى وجه كل من يجسر على الاختلاف مع مخططاتها الشيطانية.. ولكن روزفلت مات!!!

وجاء هارى ترومان (1884 ــ 1972) الذى سلم موافقته للصهيونية تسليم مفتاح لتضع يدها على البيت الأبيض، والرأى العام وعلى الكونجرس!!!

ويسعد الرئيس بيل كلينتون باتفاقية أوسلو 1993 بين إسرائيل والفلسطينيين، وتأتى اللحظة التى ينتظرها الجميع بإقامة مراسم تصديق كل من عرفات ورابين رسميا على الاتفاق فى حديقة البيت الأبيض، وقام كلينتون بالتوقيع بالأحرف الأولى كشاهد، وأصبح الأمر من بعد توقيع الاتفاقية يتطلب ترجمتها على أرض الواقع، إلا أن نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل كان مُصرًا على عدم تطبيقها وتحدى أمريكا ورئيسها مُصرحًا أمام الصحفيين: «واشنطن تلك سأحرقها لهم!!» وكان يعنى ما يقول إذ نشرت صحيفة «واشنطن بوست» فى الصباح التالى أن الرئيس الأمريكى على علاقة غرامية بموظفة مؤقتة ممن يتدربن فى البيت الأبيض! وفى الموعد المحدد فى المكتب البيضاوى دخل نتنياهو ولم تخرج أنباء من المتحدث الرسمى للبيت الأبيض حول ما جرى، ومثلها فعل ياسر عرفات، وضاعت أخبار اتفاقية أوسلو وتطبيقاتها فى خضم الفضيحة الكبرى حيث ظهرت جميع الصحف بعناوين ضخمة حول مونيكا لوينسكى وحكاية الكرافتة الحمراء التى أهدتها للرئيس فارتداها فى جولاته الميدانية، وقد ضم كتاب الصحفى جوردون توماس حول التاريخ السرى للموساد أن المخابرات الإسرائيلية قد قامت بتسجيل المحادثات التليفونية بين الرئيس والمرءوسة فى أنصاف الليالى لتستخدمها وقت الحاجة، وقد جاءت الحاجة الـمُلّحة عندما أراد نتنياهو حرق واشنطن بحاكمها!

ويبدأ تنفيذ مراحل المؤامرة على العالم العربى بأجمعه بدفع باراك أوباما للمجىء فى السنة الثانية من ولايته إلى مصر كبرى الدول العربية شعبا وكيانا ودورا ليُعلن فيها مشروع حل لأزمة فلسطين بقيام دولتين، فيلقى صدى جيدا فى العالم العربى والفلسطينى، ولا تمضى بضعة أشهر إلا ويأتى الحادى عشر من يناير 2010 بربيعه العربى لتصفع شرطية بائع خضار فى تونس لعدم تجديد رخصة عربته فيوقد فى ملابسه النار التى تودى بحياته لتشتعل الثورة التى تؤدى لفرار زين العابدين بن على رئيس الجمهورية،ومن تونس الشرارة إلى مصر ليتخلى حسنى مبارك عن منصبه ليوجه إليه الاتهام الذى يضعه خلف القضبان، ثم إلى ليبيا ليُقتل القذافى رئيس الجمهورية داخل ماسورة صرف صحى، ومنها إلى مظاهرة طلابية فى مدينة درعا تمتد إلى العاصمة دمشق لينتشر حريق الموعد المخطط له مسبقا وتم الترويج له عبر الفيس بوك إلى جميع مناطق سوريا وتسرى النار التى يزرعها الدواعش المرتزقون الجدد الذين يهبطون كالغربان السود تحت راياتهم السوداء على الأخضر واليابس فيحيلون مظاهر الحياة إلى موات ودمار.. باراك حسين أوباما الذى تمناها يومًا أن تكون دماؤه مصرية المنبت، وأن يكون سليل الفراعنة الأمجاد، وأن يكون منشأ قبيلته «لوو» على ضفاف النيل الخالد، وأن يكون جده قريبا ونسيبا للمصريين الفراعنة ذوى اللون البرونزى المشع والأبدان الرشيقة السامقة الذين يركبون فى اللوحة التاريخية ــ التى احتفظ بها جده ــ عربة ذهبية تجرها جيّاد مرمرية، ويشهرون سهامهم فى رحلة الصيد الملكية مجندلين الوحوش والسباع لتطأها العجلات.. وعلى هدى تلك الأمنية المستعرة فى الصدر انكب أوباما فى بداياته ــكما كتب فى مذكراته ــ على تاريخ الممالك الفرعونية العظيمة وأهراماتها وملكاتها نفرتيتى وكيلوباترا مهتديًا بمعلومات أمه «ستانلى آن دانهام» الأيرلندية الأصل، من أن قبيلة والده «لوو» كانت ضمن شعب نيلى هاجر إلى كينيا من موطنه الأصلى على ضفاف أطول أنهار الدنيا.. ويذهب باراك يحدوه الأمل فى رحلة البحث عن جذوره إلى المكتبة العامة فى مدينة هاواى آملا أن ينتهى نسبه إلى آمون رع بالذات، وبمساعدة أمين المكتبة العجوز صاحب الصوت المبحوح المتفهم لجدية الصغير فى بحثه الدءوب عثرا معًا على كتاب صغير عن شرق افريقيا، وللأسف لم يجد به ذكرًا للأهرامات أو مراكب الشمس أو توت عنخ آموت الذهبي، أو أى من المسلات الفرعونية، بل اقتصرت السطور على فقرة موجزة عن قبيلة «لوو» موضحة أن تعبير الشعوب النيلية ليس سوى مصطلح فضفاض يصف العديد من القبائل المتنقلة التى نشأت أصلا فى السودان على ضفاف النيل الأبيض فى أقاصى جنوب الإمبراطورية المصرية، وأن «لوو» على سبيل المثال كانت ترعى الماشية وتعيش فى أكواخ على هيئة أقماع من الطين بلا نوافذ، ويقتصر طعامها على الذرة وفصيل من البطاطا اسمها «اليام» وزيها التقليدى للجنسين مجرد شريط يغطى العورة يتدلى من حزام جلدى يحيط بالخصر، وأبدًا لم تركب «الوو» العربات الذهبية بجيادها المطهمة، ولا كانت يومًا من نسل فرعونى مصرى مجيد..

ومن هنا ترك أوباما محبطًا الكتاب المحبط وخرج مقطباً، ويبدو من يومها أن الإحباط قد زرع فى صدر أوباما شيئا ما ضد مصر بالذات ليُلازمه هذا الشعور طيلة رئاسته فى البيت الأبيض لينالنا منه ما تجاهلناه بصبر بالغ على أمل لم يتحقق فيمن أتانا من بعده!!

دونالد ترامب.. المتهور الذى لن يجديه النفخ فى أبواق الحروب الدينية التى تجاوزها العالم منذ عصر النهضة.. ترامب المتهور بشأن القدس الذى أذنب وشاركه فى ارتكاب الذنب بنيامين نتنياهو الذى ترفض سلوكه النخب الإسرائيلية ونُخب اليهود فى العالم.

ترامب.. الذى لم يحظ قراره بتأييد أحد سوى الفلبين، وعليه أن يعلم أنه لن يبقى لبلده صديق، خاصة أن دولا كبرى ومتوسطة تتهيأ للانقضاض على الدور الأمريكى المركزى العالمي، وفى صدارة الطابور المتحفز الصين وروسيا والاتحاد الأوروبى وأمريكا اللاتينية، وستلحق بها بالضرورة اليابان وكوريا والهند.. وبالأمس كانت الصلاة قائمة فى مسجد الروضة بعد تجديده ببئر العبد، حيث فجرت طلقات الإرهاب الغاشمة رءوس مئات الراكعين الساجدين، ذلك الحقد الدفين المستعر فى قلوب الإرهابيين ضد الركع السجود، وكان رأس الأفعى الإرهابى «باروخ جولد شتاين» المستوطن الإسرائيلى الذى وقف خلف أحد أعمدة الحرم الإبراهيمى بالقدس، وانتظر حتى سجد المصلون وفتح نيرانه عليهم وهم سجود، فاخترقت الشظايا الرءوس والرقاب والظهور... ويظل الأقصى وكنيسة المهد أكثر استهدافا من بعد القرار المتهور المشئوم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

المـطـران كـابوتشى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المـطـران كـابوتشى   المـطـران كـابوتشى Emptyالثلاثاء 05 أكتوبر 2021, 7:29 am

كبوجي وحّد مشاعر الأمة على اختلاف قومياتها وأديانها -آداب وفنون

النضال الراسخ والموقف الثابت بالتمسك بإنسانيتنا رسالة لابد أن تستمر وترى النور حتى لو كان حاملها قد غادرنا. وفي السنة الثالثة على رحيل المطران هيلاريون كبوجي وبمناسبة نشر كتاب «ذكرياتي في السجن» للكاتبين سركيس أبو زيد وأنطوان فرنسيس، كرّمت دار النشر(دلموند) المطران بإقامة ندوة في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، تخلّلها فيلم وثائقي للدار، وفيلم توثيقي عن المطران كبوجي. بعدها تقدّمت مديرة الدار بكلمة، ولتتتالى بعدها كلمة كل من: الأب إلياس زحلاوي، د. حسن حمادة، الكاتب سركيس أبو زيد. مع كلمة مسجلة للمناضلة الفلسطينية ليلى خالد ثم تم توزيع أدرع تكريمية، واختتمت الندوة بتوقيع كتاب«ذكرياتي في السجن».
للمزيد حول الندوة نقدم لكم:

كلمة الدار

بينت مديرة دار(دلمون الجديدة) السيدة عفراء هدبا بأن كتاب «ذكرياتي في السجن» الذي أصدرته الدار هو تأكيد على أن شخصية المطران كبوجي لا يمكن اعتبارها شخصية دينية، بل هي تجاوزت الرسالة الكهنوتية المتعارف عليها للبطاركة والآباء المسحيين، فلقد تجاوزها للدفاع عن الشعوب والدفاع عن الكرامة، مضيفة: «لقد تصدى المطران كبوجي للمحتل الإسرائيلي في حياته للدفاع عن فلسطين أولا، ومن ثم سورية وكل الدول العربية، وحتى للدفاع عن القضايا الإنسانية، فهو شخصية عالمية تجاوزت حدود الوطن الواحد».

صداقة ووحدة بالموقف

بدأ الأب إلياس زحلاوي كلمته بالتعبير عن أن بوح الكلمة هو كالنافذة إزاء ما شاهدنا وسمعنا من مواقف المطران كبوجي، مشيراً إلى أن الحديث يطول حتى لو أراد فقط أن يشير ولو قليلاً إلى مسيرته الطويلة مع المطران والتي امتدت من عام 1952 وحتى وفاته، متابعاً بأنه ارتأى أن يكتب كلمته في جوهر رسالة المطران كبوجي، لعلها توقظ ما يحصل اليوم ولاسيما في كنائس الغرب والشرق من مواقف تستدعي دفن الرأس كالنعامة خجلاً، على عكس المطران كبوجي الذي بقي رافعاً رأسه وفق تعاليم السيد المسيح، بأن يرفع الإنسان رأسه لأنه خليفة اللـه على الأرض، وفي كلمته تابع: «أجل، كان من حقّ المطران إيلاريون كبوجي، ومن واجبه في آن واحد، أن يكون مقاوماً…
وإلاّ، فقد كان عليه، في الحدّ الأدنى، أن يتنحّى ويعتزل! ولكن، هنا، هنا بالذات، كان ذنبه!
لم يكن ذنبه في أنه قاوم!
بل كان ذنبُه الذي لا يُغتفَر، فقط في أنه قاوم الصهيونية!
وإني لأصرّ على ذلك.

فالحقيقة أن للصهيونية في الغرب، كلّ الغرب دون استثناء، جذوراً عميقةً، في تاريخٍ طويل ومرير. وهي جذورٌ تعود إلى يوم، لم تكن فيه الصهيونية، لألفي سنة خلت، سوى مجرّد ديانة يهودية، تبطش بأتباع السيد المسيح، دون رحمة، وأينما كانوا… وكانت لها اليد الطولى في الإمبراطورية الرومانية!

وكان أن جاء الإمبراطور قسطنطين، في مطلع القرن الرابع، وأقرّ للمسيحية، عام 313، بحقّها في الوجود.

ثمّ شيئاً فشيئاً، أقام معها، بوصفها القوّة الجديدة الصاعدة، حلفاً عجيباً… اختلطت فيه أمور الدنيا بأمور الله، على نحو غريب!

وكان أن انزلقت المسيحية في منزلقات السلطة الزمنية، وتحوّلت في ما تحوّلت إليه، إلى مؤسّسة ظنّت أن في سياسة التضييق على اليهود، والبطش بهم، سبيلاً إلى إرغامهم على اعتناق المسيحية…

ومن هنا، كانت اللاسامية المشؤومة، التي استطالت مئات السنوات، وذهبت في تفاقمٍ واتّساع، لا يهدأان، حتى بلغت ما بلغته في عهد هتلر!

وعندها فقط، أجل عندها، أخذت الكنيسة الغربية تستيقظ من سقطاتها المروّعة، ولاسيما بشأن اللاسامية، فركبت جميع مسؤوليها، كباراً وصغاراً، عقدةُ ذنبٍ مَرَضيةٌ رهيبة، فأخذوا يبحثون معها عن وسيلة ما، للتكفير عن خطيئتهم تلك!

وانصبّ هذا التكفير على الشعب الفلسطيني أوّلاً، ومن ثمّ على الشعوب العربية، كما رأينا، وكما نرى، وكما سوف نرى!

تلك هي، في نظري، خطيئة المطران كبوجي الكبرى… والوحيدة!

وإنّها لَخطيئةٌ لا مغفرة لها، من منظور الكنيسة الغربية، وعقدة ذنبها الرهيبة.

والدليل على ذلك، أن المقاومة في غير فلسطين بطولة!

هي بطولةٌ يُكافَأ عليها بعضهم، من قبل الكنيسة الكاثوليكية إيّاها، بالتكريم، مثل المطران الألماني «كليمنت فون غالن»، الذي اشتُهر بمقاومته الصريحة لهتلر، وهو على رأس عمله، في مدينة مونستر، حتى إنه لُقِّب بأسد مونستر.
ويُكافَأ بعضهم الآخر بالتقديس، مثل المطران «أوسكار روميرو»، مطران السان سلفادور، الذي قُتل عام 1980، وهو يُقيم القداس الإلهي، لأنه كان أبداً يدافع بقوة كلمته، عن فلاحي السلفادور، ضد الطغمة العسكرية، المتحالفة مع الولايات المتحدة».

ظاهرة تشجب الاتجار بالدين

الإعلامي والكاتب د. حسن حمادة في كلمته لفت إلى العلاقة الوطيدة التي ربطته بالمطران كبوجي، وخلالها كيف تعرّف عليه كرجل دين وإنسان وصديق، مؤكداً أن الدول الغربية هي دول منتهجة للكذب والخداع لشعوبها في كسب تأييدهم بقضايا سامية، في حين أنه بواقع سياساتها تنتهج كل قمع وتسلّط مع احتلال وسرقة ونهب الشعوب الأخرى وهذا بطبيعته منافٍ لمبادئها، كما أشار إلى أن الفيلم التوثيقي الذي تم عرضه خلال الندوة ومدته نحو ربع ساعة، هو فيلم رائع جداً، وسلّط الضوء على أمور لم نرها من قبل، ومن كلمته نقدم لكم «ما أؤكد عليه بأن المطران كبوجي حتى يومنا هذا لم يأخذ حقه على الإطلاق، فهو رجل بسيط ومكافح، وباختصار لا أجد كلمة أهم من أن تمثله، من أنه كان رجلاً (مسيحياً)، وبصفته الكنسية دُرج على تسميته كرجل دين».

الطريق إلى فلسطين كدرب الجلجلة

تحدث عضو مجلس الشعب أ. نبيل صالح عن عزيمة المطران كبوجي في تأقلمه مع اعتقاله عندما أدرك أن وجوده في المعتقل يشكل جوهر نضاله الإنساني، متابعاً: «لقد تأقلم معه، وكأنه باقٍ إلى الأبد، فكانت مرافعاته أمام جلاديه، بمنزلة صلاة للرب والشعب، كما ورد في مذكراته القيّمة التي دونها الزميلان سركيس أبو زيد وأنطوان فرنسيس في روما، وطبعتها درا (دلمون) السورية مؤخراً، لتعيد تذكيرنا بالرجل الذي حاصر حضارة وهزم سجانيه ووحّد مشاعر الأمة على اختلاف قومياتها وأديانها، إلى أن جاءنا الإخونج وفصائلهم التي فككت الصف المقاوم، إذا أسلموا القضية الفلسطينية، وأعادونا إلى (سقيفة بني ساعدة)، واختزلوا قدسنا المسجد الأقصى، وحولوا صراعنا القومي الموحد لنا، إلى صراع ديني مفرّق بيننا، فخدموا منطق الإسرائيليين ومزاعمهم التاريخية المبنية على الأساطير الإبراهيميّة، وهذا أسوأ ما مرت به القضية الفلسطينية، حيث بات المطبّعون يستشهدون بها ليعيدوا سيرة يهوذا، ويبيعوا فلسطين ببراميل من النفظ الأسود، يؤكد ذلك إعلان أكبر أعدائنا بنيامين نتنياهو الذي قال مفتخراً قبل بضعة أيام: لقد تغلبنا على التهديد الكبير الذي تمثّل بالقومية العربية».

كبوجي رائد المقاومة العربية

من جانبه أكد الباحث سركيس أبو زيد صاحب كتاب «ذكرياتي في السجن» والذي تم الاحتفال بتوقيعه بمناسبتنا هذه بأن المواقف المقاومة لمطران القدس انطلقت منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية في عام 1967، متابعاً: «في هذا العام أسس مطران القدس هيلاريون كبوجي أول خلية فدائية في المدينة المقدسة، جاعلاً من عباءته الكهنوتية درعاً لمقاومة سلطات الاحتلال، وتحوّل راعي الأبرشية إلى همزة وصل سرية بين المقاومين في الداخل، متسلّحاً بإيمانه وشجاعته وحصانته الدبلوماسية، معتبراً أنه لا يستطيع أن يكون محايداً وهو يرى رعيته تتبدد وشعبه يقهر ويقتل، فقرر مقاومتهم بكل ما أوتي من قدرة، وبشتى الوسائل، فسار على طريق المسيح الذي استعمل القوة لطرد لصوص الهيكل.

وفي هذا التكريم نستذكر معاً نهج المقاومة القومية الذي جسده، فقد مثّل المطران من خلال مسيرته مجموعة قيم أبرزها(لاهوت المقاومة)، وهو مفهوم ونهج نضال سبق لاهوت التحرير والمواقف البابوية المتحررة من قيود التقليد والتحالف مع الاستبداد والسلطة وقد تكرس هذا النهج ببناء (وقفة حق) التي سجلها ممثلون عن الطوائف المسيحية في فلسطين ضد الاحتلال ومع شرعية المقاومة».

لاهوت التحرير

من جانب الحضور جمعنا الحديث مع الكاتب سامي سماحة الذي جاءنا من لبنان لحضور الندوة، حيث أشاد بشخصية المطران كبوجي، معتبراً إياها حدثاً عابراً في بلادنا، وشخصية خارجة عن الألقاب والأوصاف، وتحت العنوان أعلاه تابع: «إن تعبير(لاهوت التحرير) هو التعبير المناسب لعملية التجديد التي أطلقها المطران في عمل الكنائس والمطرانيات، لأنه أخرج اللاهوت من معنى فقه الأديان، إلى معنى وظيفة الأديان في عملية تقرير مصائر الشعوب، ودور الأديان في حركات المقاومة التي تدافع عن حقوق الشعوب في أرضها وأوطانها.
(لاهوت التحرير) الذي أطلقه المطران كبوجي أعطى المسيحية بعدها الحقيقي في الصراع القائم في العالم بحيث لم تعد المسيحية، من ضربك على خدك الأيمن أدر له الأيسر، ولم تعد المسيحية مشروع مساعدات عينية تقتصر على المواد الغذائية والثياب والأحذية، بل أصبحت المسيحية مع المطران الفدائي، موقفاً نضالياً معلناً ضد الظلم واغتصاب الأرض في أي بقعة من بقع الأرض.
وأخيراً لقد أعاد إلى المسيحية فكرة الفدائي في سبيل الوطن والقيم الذي لا يساوم ولا يهن حتى لو اضطر أن يدفع حياته ثمناً لمواقفه».
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

المـطـران كـابوتشى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المـطـران كـابوتشى   المـطـران كـابوتشى Emptyالثلاثاء 05 أكتوبر 2021, 7:30 am

المـطـران كـابوتشى 2660

مطران القدس في المنفى ايلاريون كبوتشي.. أيقونة المقاومة
لم تكن مشاركته في أسطول الحرية، كسراً لحصار غزة الظالم، ونصرة أهلها، سوى واحدة من محاولات كثيرة للعبور إلى فلسطين، برمزية ودلالة ذلك العبور الجسور لمطران القدس المناضل ايلاريون كبوتشي، المنفي عن فلسطين منذ عام 1978، إلى روما، نفياً دام طويلاً جداً...
رحلة كثفت أبعاده كمقاومٍ فذّ، مقاومٍ حالمٍ بالتغيير، وطاعن بعشق القدس، ليصبح سادنها الكبير، وقد ألقت ضوءً باهراً على محطاته الكفاحية الباذخة. وبرغم آلامه العميقة ونصائح الأطباء صعد إلى "سفينة الحرية" إلى جانب المتضامنين من كل أنحاء العالم، ليحوَل كلماته لفعل، أكمله الفداء.

جهينة- أحمد علي هلال:

في البدء.. كانت المقاومة
رغم نفيه عن القدس، مازال كبوتشي مطران القدس،هي هاجسه الأعلى منذ دخلها أول مرة عام 1965 ليرى بأم عينه شعباً تحت الاحتلال مهضوم الحقوق، شعباً مضطهداً، ليهبَ لمساعدته بوازع الضمير والوجدان والانتماء، مدافعاً عنيداً ومؤمناً برسالة الحق ورسالة التحرير وبقيمة الفرد وحبَ الإنسان ليصوغ أشكالاً مقاومة متعددة، لنذهب في قوة مثال ذلك الفدائي وتجليات وعيه بقوة الحق، وفي لحظة نُسج منها خيطٌ رفيعٌ أصبح نسيج حياة كبوتشي بعلاماتها النضالية والكفاحية لنصرة القضية الفلسطينية، مشروعه الذي وقف له عمره المديد، ونبضات أيامه الخافقة.
صيف1974 وعلى الحدود الشمالية بين لبنان وفلسطين، استوقفت سيارة كان بها رجل مهيب ملتحٍ يرتدي زيَ مطران، كان هذا الرجل هو"ايلاريون كبوتشي" الذي طُلب منه فتح الحقيبة الخلفية للسيارة، ففتح المطران الحقيبة، ليجدوا فيها سلاحاً في طريقه إلى رجال المقاومة.
وأحيل المطران كبوتشي إلى المحكمة، ليواجه حكماً بالسجن مدى الحياة، لكن تدخل قداسة البابا بولس السادس، بابا الفاتيكان، حال دون استمراره بالسجن سوى أربعة أعوام أضرب خلالها عن الطعام، لمدة سبعةٍ وثلاثين يوماً، فقد كانت حياته في خطر نتيجة الاعتقال وانخفاض الوزن..
كان شرط الاحتلال الإسرائيلي قبول إطلاق سراح المطران كبوتشي أن يخرج دون عودة، وهكذا خرج للحرية في الثامن من تشرين الثاني عام1978، لكنه خرج للمنفى، ليعيش دورة انتظار ليعود للقدس، التي لم تغب حواريها عن عينيه، كما كنائسها ومساجدها،وطرق الجلجلة، ما يلبث منتظراً أن يعانق مدينة السلام، كان صليب انتظاره بوصلته ليجوس بالرؤيا والرؤية، آلام شعبه ويتحسسها بيده المباركة، نفي من القدس لكن القدس لم تنفَ من عقله ووجدانه وصلابته، لأنها الناس والتاريخ والذاكرة المفتوحة، جدلية حضور مستمر من الكلمة، إلى الموقف، حضور حق لا يموت، يجوب مطران القدس العالم، ليشهده أن السلام يبدأ من فلسطين، متماهياً مع إيمانٍ مطلقٍ بعودتها إلى الجسد العربي، وصوته لا يهدأ في المؤتمرات العالمية المكرَسة لفلسطين والشرق الأوسط، شارحاً عدالة القضية، في براغ وألمانيا وبلغاريا وأرمينيا وغيرها، صوت يجهر بالحق ويترجم آلام ومعاناة من اقتلعوا من أرضهم قسراً، ومن ظلَوا هناك، خط مواجهة قصوى لا عنوان لها سوى برهان الدم.
نبض الحنين
ايلاريون كبوتشي ينتظر نهاية غربته، يقول دائماً: "فهل أعزّ للأسقف مثلي من أبرشيته، من شعبه، من أرضه، هذا الفراق القسري المفروض عليّ هو الموت المعنوي.. يموت الإنسان مرة فقط جسدياً، ويموت مائة مرة في النهار معنوياً، لأني أنا جسم فقط بعيد عن فلسطين وأبناء فلسطين، إنما بقلبي، بضميري، بروحي، بصلاتي، أنا دائماً هناك معهم وبينهم، أعيش من أجل ذاكرتي، والذكريات تولّد الحنين، والحنين كذلك مبعث للعذاب".
هو حنين إلى القدس، بوصفها قلب فلسطين النابض، فدونها لا حياة ولا قيمة - يقول المطران- ليؤكد قناعته العربية والإسلامية والمسيحية، وبالمقابل فإن محاولات الاحتلال الإسرائيلي تدنيس مقدساتها الإسلامية والمسيحية، مازال يؤلمه، وهو الذي رأى حجاج القدس الآتين من العالم كله، يسيرون في شوارع القدس العتيقة، يصلون، يبتهلون، يتضرعون، رآهم راكعين رافعين أيديهم إلى السماء يتوسلون، يقرأ على وجوههم التقى، وفي عيونهم يرى النور يشعّ من محياهم، يخيّل إليه بأن السماء قد هبطت على الأرض، هذه الصورة الجميلة القدسية للقدس، قد ضاعت وطابعها المقدسي اندثر، يقول كبوتشي ذلك بأسى، إذ أن قلبه يكاد ينفطر على ذكرى تكاد تمحى، لكنها الأبقى في ذاكرته المحرضة لصيرورة عشقه وإحساسه بالمكان ليغفو في حكاياتها ويشق في الصدور والقلوب دربه الجديد، يتوكأ على عصاه يهشّ بها العتمة السادرة، يكسر زمان الصمت يلج محرابه الأزلي محمولاً على صلواته لحواري القدس العتيقة، ولندائها البعيد- القريب، وعلى شفتيه يتردد إيقاع السر والعيد والحكمة "لا نزوح للفلسطينيين من فلسطين بل حق الفلسطينيين بالعودة".
معنى التحرير..
يستذكر المطران كبوتشي أنه عندما وصل إلى القدس عام 1965، وكان يقيم مهرجانات ومسيرات ومظاهرات، مطلبها تحرير الأرض التي احتلت عام 1948 بالقوة، تحرير هذه الأرض معناه إزالة دولة إسرائيل، ونحن اليوم لا نطالب إلا فقط بـ 21% من فلسطين، فقرار التقسيم أعطى لليهود 52% وأعطى للعرب 46%، لكن "إسرائيل" في حرب 1948 لم تكتفِ بـ 52% بل احتلت الجليل الأعلى، وأصبح مجموع ما احتلته 79% من فلسطين، يقول مذكراً ومستشرفاً آفاق الصراع وجدليته: إذاً الأرض المحتلة يجب أن تحرر وتعود إلى أصحابها الشرعيين، وإزالة المستوطنات التي قطّعت أوصال الضفة الغربية، وفرّقت بين مدينة ومدينة وقرية وقرية، أما القدس فينطبق عليها ما ينطبق على أي شبر من الأراضي المحتلة، لطالما القدس هي جزء من هذه الأراضي المحتلة رغم قدسيتها ومكانتها، والقدس هي مهد الديانات السماوية الثلاث ولا يمكن لأي كان أن يحتكرها لنفسه، ويضيف كبوتشي: نحن لا نستجدي، نحن أصحاب حق نطالب بكامل حقنا، والحق يعلو ولا يعلى عليه، ولا مساومة في الحق، المساومة هي الدنايا وأنا أقول: المنايا ولا الدنايا، وإن لم يكن للموت بدّ فعار عليك أن تكون جباناً.
الكرامة وطن...
وكثيراً ما وصف المطران كبوتشي أن الندوات التي دُعي إليها أنها مضيعة للوقت والمال.. يذهب إلى أن يكون في قلب الأحداث كما هو دائماً، يصنع لحظته التاريخية بصمت وهدوء، مؤثراً اختراق المستحيل حاملاً قنديل زيته، مصباحه، رؤيته الواضحة، قدره ليسري إلى رحلة كبريائه ويتسع في المكان والزمان كمرايا الصحو معمّد الوجع، يصطفي من بلاغة الفعل ما يحمله على أن يقول: "إن العيش ليس أكلاً وخبزاً، الكرامة هي الحياة وعنوان الكرامة وطن فنحن مصممون، إما أن نعيش أحراراً أسياداً كراماً في وطننا الفلسطيني وعاصمته القدس، وإما أن نموت دفاعاً عن حقنا".
ويتساءل: كلنا يتغنى بالقدس، عملياً ما الذي نعمله للقدس، المحبة إذا بقيت مجرد عاطفة ولم تتجسد بالأعمال، المحبة نفاق، لكنه لا يقف عند حدود التشاؤم، أو اليأس فهو محكوم بالأمل في تضامن عربي يجسد حقيقة الأمة العربية الواحدة، وحقيقة رسالتها الخالدة، لم يحنِ رأسه لإكليل الشوك، بعد أن أمضى ثلاث سنوات في المعتقل ظلت رأسه مرفوعة، هكذا هي مأثرة المطران ايلاريون كبوتشي، وهو يتعرض من جديد لاعتداء قوات الاحتلال بتكبيل يديه، ومحاولة طرحه أرضاً، لكنه واصل خلاصه نشيداً للبحر والريح وجمر القلب، مسكوناً بشغف الوصول لشاطئ أو ظل سنديانة مثقلة بالحنين.
حكاية عبور يتجدد..
ايلاريون كبوتشي ذاكرة وطنية وكفاحية ممتدة بلا ضفاف من الماضي إلى الحاضر إلى المستقبل ملهماً وموحداً الآلام يزهو بصوته وبتجربته وبتوهج الدروب التي حملته في غربته ليشعل زمانه باسمه المحفوظ، اسمه اليقظ الأشدّ حضوراً في سفر الحياة بوصفها مقاومة ليبدد قسوة المنفى ويكسر اشتراطاته الموجعة، هناك في أرض القمح والزيتون، والدم البهي يقف عرّاف الجهات وحارس فصول الخصب على مسافة مشتهاة، قمراً ينتظر العابرين إلى جذورهم، وأقحوانة شديدة الانتباه على مداخل القدس.
كبوتشي حامل السرّ في سعيه للعودة، وفي خلاصة توقه للحرية ليعبر إليها سيفاً ولهباً، ويوم تقدم مئات الأحرار على تلك السفينة ليشهد اقتحامها وامتزاج البحر بنزيف الشهداء، لم يكن ثمة كهل موجع الروح والقدمين، وفي الثمانية والثمانين من عمره، كان رمحاً عربياً فلسطينياً عالياً، رمحاً من نار تماهى في الأشرعة، في النوارس والمطر يقلص المسافة بين البرتقال ورائحته، بين الأرض وحبات المطر بين الصخور وعروقها، كان اسمه ايلاريون كبوتشي.. ومازال اسمه كذلك ليشهد التاريخ على تاريخه المتصل الجسور البالغ الحضور وساماً على صدر الأبجدية في رحلة لا تنتهي إلى الحرية.

ايلاريون كبوتشي.... علامات فارقة

ولد المطران ايلاريون كبوتشي في حلب عام 1922.
أصبح عام 1965 مطراناً لكنيسة الروم الكاثوليك في القدس.
عرف بمواقفه الوطنية المقاومة للاحتلال الصهيوني في فلسطين، وعمل سراً على دعم المقاومة الفلسطينية إلى أن اعتقلته سلطات الاحتلال في آب 1974، أثناء نقله أسلحة للمقاومة في سيارته وحكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن 12 عاماً.
أفرج عنه بعد ضغوط عالمية، بتدخل الفاتيكان ونفي من فلسطين في تشرين الثاني عام 1978.
رفض طيلة حياته أي منصب ديني خارج القدس، وعُرف بلقبه مطران القدس في المنفى.
بعد تجربته في أسطول الحرية قال: إننا نعدّ لأسطول جديد وسأكون في المقدمة، لأن الحصار على غزة يجب أن يكسر بمساعدة كل الأحرار والشرفاء في العالم.
وصيته أن يدفن في القدس خيار واختيار من مطرانها المنفي.
حكاية المطران كبوتشي كادت أن تصبح فيلماً سينمائياً، فقد خطط التلفزيون المصري- في الثمانينيات لدراسة وإنتاج مشروع فيلم روائي عن حياته ومسيرته كرمز ديني مناضل من أجل القضية الفلسطينية وقضية القدس، وكان النجم العالمي عمر الشريف مرشحاً ليلعب دور كبوتشي بطلب من المخرج العالمي الراحل مصطفى العقاد، إلا أن النجم فاروق الفيشاوي كان أكثر حظاً، ولعل زيارة كبوتشي المرتقبة لمصر- آنذاك- فرصة لإتمام المشروع منذ بدأ التفكير فيه.
في مطلع الثمانينيات، عادت قصة إنتاج فيلم عن المطران كبوتشي بالتعاون بين المخرج الراحل صلاح أبو سيف والسيناريست محسن زايد، كذلك كانت محاولات من المخرج حسام علي القيام بعمل تسجيلي عن كل محطات المقاومة في حياته، بتكلفة تقدر بنحو 14 مليون جنيه، لكن وفاة الكاتب محسن زايد أوقفت المشروع.
في لبنان، كادت قصة كفاح ونضال المطران كبوتشي تتحول إلى عمل سينمائي ضخم على يد المنتج السينمائي إبراهيم المدلل، لكن حرب لبنان عام 1975 عطلت إنجاز الفيلم.
وفي أعقاب أحداث أسطول الحرية يدور في خلد المخرجين وصانعي الأفلام من غزة توثيق تلك التجربة / الحدث، فقد طرح رئيس ملتقى الفيلم الفلسطيني المخرج سعود مهنا فكرة عمل فني يتناول قافلة الحرية، يليق بحجم التضحيات التي قدمها المتضامنون الدوليون الذين أتوا على متن أسطول الحرية باتجاه غزة المحاصرة، إلا أنه تواجه المخرج مشكلة كاتب السيناريو المحترف نظراً لندرته في قطاع غزة.
يقول المطران كبوتشي: عندما أسأل عن هويتي أجيب: أنا عربي، الدين لله والوطن للجميع، نحن العرب نؤلف جسماً واحداً، نحن أعضاء في الجسم الواحد، كلنا عرب نحن طلاب سلام والسلام هو إستراتيجيتنا.
كتبت الأديبة الكبيرة مهاة فرح الخوري في استقبال المطران: كتاب مفتوح إلى المناضل صاحب الكلمة الحق والمواقف المشرفة: "ألا تسمح لي أيها الحبر الجليل، أقول الأب المحترم، ألا أدعوك مطران القدس في المنفى.. سيدي، كيف تكون في المنفى وأنت في قلب كل واحد منا، والقدس حاضرة في قلبك وفي فكرك وفي وجدانك... لابد أن نجتمع كراماً أعزاء في وطننا فلسطين على أصوات تكبيرات المساجد وأجراس الكنائس، حياتك في روما لم تزدك إلا إيماناً بعروبتك وبمقدسيتك وبنظرتك الشمولية، آمنت بالفداء وعملت لأجله".
"التاج الأسقفي الذهبي المرصع، الذي زيّن الرأس المرفوع كان إكليلاً مزروعاً بالشوك لا بالأحجار الكريمة، كان إكليل عذاب ومعاناة أدمت الرأس والجسم إلى أخمص القدمين وما لبث أن تحول إلى إكليل غار، يعلو جبهة ناصعة البياض دائماً وأبداً".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

المـطـران كـابوتشى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المـطـران كـابوتشى   المـطـران كـابوتشى Emptyالثلاثاء 05 أكتوبر 2021, 7:35 am

فيلم ( المطران الفدائي ) للمخرج الفلسطيني رامي السعيد عن حياة هيلاريون كبوجي








الفيلم الوثائقي المطران المناضل "المطران الفدائي" لرامي السعيد.. 
ندوة ثقافية عنه وعن العمل الفني "حارس القدس" في النادي العربي الفلسطيني

أقام النادي العربي الفلسطيني بالتعاون مع اتحاد الكتاب الصحفيين الفلسطينيين ندوة ثقافية حول الفيلم الوثائقي (المطران الفدائي) للمخرج رامي السعيد الذي أنتجه لواء القدس عام ٢٠١٧، وحول مسلسل "حارس القدس" في مقر النادي في شارع اسكندرون، شارك فيها كل من ( د. عبد الحميد ديوان - الفنانة سلوى جميل - الفنان غسان الدهبي - الفنان أسامة عكام - الفنانة أديل برشيني - والمهندس باسل قس نصر الله- ورياض كبوجي ابن أخ المطران كبوجي) قدم وأدار الندوة أمينة تحرير صحيفة الجماهير للشؤون الثقافية بيانكا ماضيّة.
وافتتح الندوة الشاعر محمود علي السعيد بإلقاء قصيدة شعريّة لروح المطران كبوجي، ومن ثم تم عرض الفيلم الوثائقي الذي تناول المحطات الأساسيّة في حياة المطران النضاليّة المقاومة للعدو الصهيوني في مدينة القدس واعتقاله ونفيه.
وأوضح المهندس قائد لواء القدس محمد السعيد للـ"الجماهير"، بعد أن ألقى في بداية الندوة كلمة عن الدور الريادي للواء القدس في إنتاج الفيلم الوثائقي، ومسلسل حارس القدس: أن الندوة كانت حول حياة المطران، وأن الفيلم الوثائقي من إنتاج النادي العربي الفلسطيني ولواء القدس، وإخراج رامي السعيد، وهو فيلم يوضّح مسيرة المطران والعمل الفدائي والأعمال البطولية التي قام بها أثناء وجوده في مدينة القدس، ومساعدته الفدائيين ومناصرته القضية الفلسطينية، حتى سجنه ونفيه إلى مدينة روما، ومن ثم وفاته في ١/ ١/ عام ٢٠١٧،مشيراً إلى أن مدة الفيلم لاتتجاوز ٢٤ دقيقة، ويعد نموذجاً وثائقياً رائعاً تناول حياة المطران كبوجي المشرّفة، الفدائي البطل مطران القدس وسفير القضية الفلسطينية.
بدوره لفت المهندس باسل قس نصر الله مستشار مفتي الجمهورية العربية السورية إلى أنه سلّط الضوء في كلمته خلال الندوة على ما أسمته الكنيسة الكاثوليكية "لاهوت التحرير" وهو المفهوم الذي انبثق منه "لاهوت المقاومة والتحرير الفلسطيني"، وأن الندوة تحدثت عن أشياء ونقاط مهمة عن سيدنا المطران كبوجي، وركزت على مسلسل حارس القدس، مقدماً الشكر العميق للمعنيين والنادي العربي الفلسطيني وبيت الذاكرة الفلسطينية.



ومن جانبها بيّنت أمينة تحرير جريدة الجماهير ماضيّة أن عمل حارس القدس كان نقلة نوعية في تاريخ الدراما السورية، أعاد لها ألقها ووجهها الوطني المشرق بعد أن قاربت حكايات لاتمت إلى المجتمع الدمشقي العريق، كما في مسلسل "باب الحارة"، فمسلسل "حارس القدس" جاء في الوقت المناسب الذي ظهرت فيه عناوين التطبيع التي عرضتها قنوات عربية بعرضها أعمالاً تسعى إلى نشر ثقافة التطبيع. ولفتت إلى أن المسلسل بمفتاحي قراءته السيميائيّة (السكين والمفتاح) قدم الطريق الذي من خلاله سيتم تحرير القدس، وبمعنى آخر من غير المفتاح والسكين لا عودة لفلسطين، فبالمقاومة والنضال يتم تحرير الأرض المقدسة المغتصبة.
كما أبدى الفنان الدهبي سعادته العارمة لمشاركته بمسلسل حارس القدس، والندوة التي أتاحت له الحديث عن المطران كبوجي بعد انقضاء أربعين عاماً على لقائه الأول به، وأنه استمد ثقافته الفنية والمسرحية في بداية حياته من النادي العربي الفلسطيني، معبراً عن شكره العميق للكاتب والمخرح ولمؤلف الموسيقا التصويرية التي كانت الرافد الحقيقي لكل مشهد ولقطة في المسلسل.
فيما أشار الفنان عكام إلى أن مسلسل "حارس القدس" هو من الأعمال الخالدة التي قدمت الأحداث بأمانة وثائقية درامية وفنية عالية جداً، معبراً عن شكره لكل القائمين على العمل وعلى رأسهم المخرج باسل الخطيب الذي استطاع بخبرته العملية أن يعرّف الناس على رمز مقاوم وقامة فلسطينية حلبيّة المولد حملت الجانب النضالي والعرفاني والوجداني، وهي امتداد لوحدة التجربة الروحية النضالية لدى شعوب المنطقة العربية .
أما الأديبة برشيني التي ألقت خلال الندوة قصيدة شعرية، وتحدثت عن مشاركتها في المسلسل فقد قالت: أنا سعيدة اليوم بمشاركتي في الندوة التي تحدثت عن المطران المقاوم كبوجي الذي قدم حياته لأجل القضية الفلسطينية، وعزز دور المقاومة، وسعدت أيضاً بالفيلم الذي عرض في بداية الندوة. وأشارت إلى أن عمل حارس القدس الذي كان لها الشرف الكبير في أن يكون لها دور فيه، قد أشعل فيها وفي الجميع روح الوطنية من جديد وأنه كان لابد من إنتاج أعمال كهذه، لكي يتعرف الجيل الذي لم يسبق له معرفة شخصية المطران كبوجي على دوره في المقاومة الفلسطينية، مؤكدة ضرورة إحياء ذكرى هذه الروح الوطنية، ومتمنية من كتّاب الدراما السورية بأن يسيروا على نهج المخرج باسل الخطيب والمؤلف حسن م يوسف بتسليط الضوء على شخصيات وأعمال بطولية مشرفة. فالمجتمع اليوم بحاجة لمثل هذه الأعمال أكثر من أي وقت مضى ليقف في وجه المؤامرة التي تحاك ضد الوطن الغالي.
بعد ذلك قرأت أمينة تحرير جريدة الجماهير ماضيّة كلمتي الصحفيين اللبنانيين سركيس أبو زيد الذي قام بتسجيل ذكريات المطران كبوجي في السجن مع صديقه أنطوان فرنسيس، بعد خروج المطران منه، ومن ثم طبع هذه الذكريات في كتاب بعد وفاته حمل عنوان (المطران إيلاريون كبوجي ... ذكرياتي في السجن). وكلمة الصحفي جان داية الذي كانت له ذكريات مع المطران كبّوجي.



ومما قاله أبو زيد: "كان المطران كبوجي رمزاً للحياة المشتركة، بقدر ماهو مطران مسيحي، فقد كان مسلماً لرب العالمين بالتقوى والتسامح، وكان مع حوار الحياة المسيحي الإسلامي ومع القضايا المحقة .إنه شخصية قومية بفكره ونهجه نحتاج إليها اليوم من أجل تحرير الأرض وحرية الإنسان، ومن هنا جاءت أهمية مسلسل حارس القدس الذي أعاد الاعتبار للمطران كبوجي، وكان دعوة من أجل إنتاج أعمال ومبادرات أخرى تكرمه وتعمم تجربته، لذلك أعمل مع مجموعة من الأصدقاء والمخلصين على تشكيل هيئة قومية لتكريمه ونشر تجربته الرائدة للأجيال الشابة. إنه قوة تحتاج اليوم للاستنهاض خاصة وأنه خصّنا أنا وصديقي أنطوان فرنسيس بإملاء ذكرياته علينا والتي صدرت في كتاب مع مقدمة من الصديق حسن حمادة وقد صدرت طبعة خاصة مع حفل تكريم في دمشق عن دار دلمونة للصديقة عفراء هدبا، نشكر فريق حارس القدس على عمله المبدع، ونشكر أهل حلب لأن ابنهم البار المطران كبوجي جمعنا وعلى طريقه نسير ".
ومما جاء في كلمة الصحفي جان داية: "فرحت حين طلبت مني الزميلة الكبوجيّة بيانكا المشاركة في هذه الندوة الحلبية التي يكرم فيها النادي العربي الفلسطيني حارس القدس ، وكيف لا أفرح وأنا أتشرف بالمشاركة في تكريم مجاهد كبير ضد تهويد القدس وعموم فلسطين في زمن تباهي بعض الحكام العرب في التطبيع مع سارقي فلسطين وعاصمتها، ويبقى أن المطران كبوجي كان في كل عمل وحوار يتغزل بحلب وناسها وقدودها وكرابيجها لذلك أقترح بنقل رفاته إليها في حفل مهيب يتم فيه إزاحة الستار عن تمثال له في إحدى ساحاتها أسوة بتمثال المطران جرمانوس فرحات".
وختمت الندوة بكلمة لابن أخ المطران كبوجي رياض كبوجي شكر فيها النادي العربي الفلسطيني وقائد لواء القدس على هذه اللفتة الكريمة في إقامة هذه الندوة. مثنياً على دور كل من المخرج باسل الخطيب والكاتب حسن. م يوسف؛ لأنهما أسهما في تعريف الناس على جزء كبير من حياة المطران كبوجي لم يكن يعرف به أحد.
وعلى هامش الندوة التقت الجماهير ببعض الحضور؛ إذ قال المخرج صالح السلتي: إن الندوة كانت أكثر من رائعة، وهي تعكس حالة صحية وثقافية متمنياً عودة الحياة الثقافية من جديد لمدينة حلب، لافتاً إلى أنه كان يأمل أن يتاح له الوقت للمشاركة والتحدث عن عمله المسرحي الذي أنتج في عام ١٩٧٨ بعنوان "الحق المصلوب "والذي كان يسلط الضوء على حياة المطران كبوجي في المعتقل .



بينما قال رياض الخطيب من سكان مخيم "النيرب": إن الندوة فيما يتعلق بالأعمال الفنية بنيافة المطران كبوجي قدمت عرضاً رائعاً عن تاريخ المقاومة الفلسطينية ودور المطران كبوجي في النضال وإبداع مفهوم اللاهوت الذي اشتقه المطران من معاناته ومن مقاومته ضد المحتل الصهيوني، مؤكداً وحدة أحرار العالم من مسيحيين ومسلمين في مواجهة الغزو الصهيوني للمنطقة العربية، واليوم يحتاج الجميع إلى مثل هذه القامات العظيمة لتكون قدوة ولنستمد منها العبر والدروس لمواجهة صفقة القرن، والمشاريع الإمبريالية كافة والتي تستهدف تفتيت المفتت من الأمة العربية.
وقد لاقت هذه الندوة التي حضرها كل من مدير المركز الإذاعي والتلفزيوني رئيس فرع اتحاد الصحفيين بحلب عبد الكريم عبيد، ومدير اعلام حلب سعد الراشد ومدير إذاعة حلب عبد الخالق قلعه جي، وعدد من الأدباء والشعراء والمثقفين وحشد من الحضور الثناء والاستحسان من الجميع، لإبرازها مفهوم المقاومة في سبيل التحرير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

المـطـران كـابوتشى Empty
مُساهمةموضوع: رد: المـطـران كـابوتشى   المـطـران كـابوتشى Emptyالثلاثاء 05 أكتوبر 2021, 7:37 am

المـطـران كـابوتشى -e1591348053443
“المطران الفدائي”.. فيلم تاريخي بوثائق نادرة للمخرج الفلسطيني رامي السعيد عن حياة المطران هيلاريون كبوجي/ فيديو

في ذكرى النكسة لا نذرف دموع الحسرة والانكسار، بل نراهن على صحوة امتنا العربية العريقة، ونستدعي معاني التضحية والشجاعة والصمود، ونستحضر نموذجا من نماذج البطولة والفداء العربي سبق ان جسّده مطران سوري على ارضٍ  فلسطينية، واثبت ان الدين لله والوطن العربي للجميع ومن مسؤولية الجميع، وليس مسؤولية اهل فلسطين وحدهم.
هذا فيلم وثائقي مدة 25 دقيقة، من انتاج بيت الذاكرة الفلسطينية والنادي العربي الفلسطيني، واخرج رامي السعيد، وهو يسرد سيرة المطران هيلاريون كبوجي النضالية، مع وثائق نادرة جدا جدا من محاكمته واعتقاله وغيرهما.






فيلم المطران الفدائي ( هيلاريون كبوجي) 
تم انتاج الفيلم 
بتوجيه واشراف : قائد لواء القدس  الدكتور محمد السعيد 
 واخراج رامي السعيد 
 انتاج لواء القدس   ..  عام ٢٠١٦  
مقتطفات خلال عرضه الاول في جامعة حلب بحضور رسمي وجماهيري كبير 
وهو اول فيلم يتم انتاجه عالميا  عن المطران كبوجي وتم استخدام ارشيف نادر جدا وخاص بالفيلم .. تم جمعه بعناية ودقة 
رابط الفيلم على اليوتيوب 
للمشاهدة 
https://youtu.be/IOx5mWnVA2A

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
المـطـران كـابوتشى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: شخصيات :: شخصيات دينيه-
انتقل الى: