منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 المغرب العربي على صفيح ساخن (تحليل)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

المغرب العربي على صفيح ساخن (تحليل) Empty
مُساهمةموضوع: المغرب العربي على صفيح ساخن (تحليل)   المغرب العربي على صفيح ساخن (تحليل) Emptyالخميس 07 أكتوبر 2021, 8:50 am

المغرب العربي على صفيح ساخن (تحليل)
الأزمة الجزائرية المغربية، والوضع السياسي الاقتصادي الهش في تونس التي تتجه لتصبح "لبنان المغرب العربي"، والاستفزازات الفرنسية للجزائر يضع المنطقة على صفيح ساخن..

تصاعدت أزمات دول المغرب العربي في الفترة الأخيرة بشكل يهدد استقرار المنطقة، خاصة أنه أخذ أبعادا سياسية وأمنية واقتصادية، مع دخول أطراف خارجية على غرار فرنسا في الصراعات القائمة بالمنطقة؛ ما من شأنه تعميق حدة هذه الأزمات.

وإذا استبعدنا ليبيا وموريتانيا، لخصوصيتهما، وركزنا على الجزائر والمغرب وتونس، فإن المنطقة مُقبلة على سيناريوهات مفتوحة بعضها يهدد بزعزعة استقرار دولها إن لم يتم احتواء أزماتها قبل انفلات عقالها.

** إقليم الصحراء.. ملف شائك

أزمة إقليم الصحراء، تعتبر من أهم الملفات الشائكة بين المغرب من جهة، وجبهة "البوليساريو" والجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم‎ من جهة أخرى.

ويشهد إقليم الصحراء منذ 1975 نزاعا بين المغرب و"البوليساريو"، منذ إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده بالمنطقة؛ حيث تقترح الرباط حكما موسعا تحت سيادتها، فيما تدعو الجبهة إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر‎.

ومع إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، فتح بابا جديدا من المناوشات بين الرباط و"البوليساريو".

وإن كانت هذه المناوشات تبدو محدودة، ولم تصل إلى مرحلة "الحرب الشاملة"، إلا أن استمرارها يهدد باستقرار المنطقة.

ملف إقليم الصحراء تسبب أيضا في تعقيد الأزمة بين الجزائر والمغرب بشكل غير مسبوق، مع تصريحات متبادلة حين طرح وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، الملف خلال اجتماع "دول عدم الانحياز الافتراضي" بأذربيجان في 13 و14 يوليو/تموز الماضي، ليرد مندوب المغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال، بالدعوة إلى "استقلال شعب القبائل" بالجزائر.

بعد تداعيات ذلك، شرعت الجزائر في سلسلة إجراءات ضد الرباط بدءا من استدعاء السفير، وقطع العلاقات الدبلوماسية، وعدم تجديد عقد نقل الغاز الجزائري إلى إسبانيا عبر أنبوب يمر بالأراضي المغربية، ثم غلق الأجواء الجزائرية أمام الطيران المغربي.

** إسبانيا والمغرب.. مد وجزر

وغير بعيد عن شمال إفريقيا، تبقى العلاقات بين إسبانيا والمغرب تعرف حالة من المد والجزر.

فالعلاقة بين البلدين شهدت أزمة على خلفية استضافة مدريد بين 21 أبريل ومطلع يونيو/حزيران الماضيين، رئيس جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي بـ"هوية مزيفة" بدعوى تلقي العلاج من كورونا، وهو ما أغضب الرباط، التي تتهمه بارتكاب "جرائم حرب".

وزاد من تعميق الأزمة تدفق نحو 8 آلاف مهاجر غير نظامي منتصف مايو/ أيار الماضي، بينهم قاصرون، من المغرب إلى سبتة (تابعة لإدارة إسبانيا)، وهو ما اعتبره مسؤولون إسبان وأوروبيون محاولة من الرباط للضغط على مدريد، بعد استقبالها "غالي".

وفي يوليو/تموز الماضي، عيّن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، خوسيه مانويل وزيرا للخارجية بدلا من أرانشا غونزاليس لايا​​​​​​​؛ لتحسين العلاقات مع المغرب، حسب وسائل إعلام البلدين.

وفي 20 أغسطس/آب الماضي، قال العاهل المغربي الملك محمد السادس، في خطاب متلفز إن بلاده تتطلع لتدشين مرحلة "جديدة وغير مسبوقة" في العلاقات مع إسبانيا.

وأضاف: "صحيح أن هذه العلاقات مرت في الفترة الأخيرة بأزمة غير مسبوقة هزت بشكل قوي الثقة المتبادلة وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها، غير أننا اشتغلنا مع الطرف الإسباني بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية".

** الجزائر في قلب الحملة الانتخابية الفرنسية

بشكل مفاجئ، أقحم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجزائر ضمنيا في حملته الانتخابية المقررة ربيع 2022، عندما طعن، في تصريحات الشهر الجاري، في وجود "أمة جزائرية" قبل الاستعمار الفرنسي للبلاد عام 1830، وتساءل مستنكرا "هل كانت هناك أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي؟".

وجاء الرد الجزائري سريعا باستدعاء سفيرها لدى باريس وغلق أجوائها أمام الطائرات العسكرية المتجهة إلى مالي.

كما صدر بيان من الرئاسة الجزائرية ندد بتصريحات ماكرون، التي وصفها بـ"اللامسؤولة"، والتي تمثل "مساسا غير مقبول بذاكرة 5 ملايين و630 ألف شهيد ضحوا بأنفسهم عبر مقاومة شجاعة ضد الاستعمار الفرنسي (1830-1962)".

فماكرون، الذي وصف الاستعمار الفرنسي خلال حملته الانتخابية في 2017، بأنه "جريمة ضد الإنسانية"، واعتبره حينها وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة بأنه "صديق" لبلاده، غير ملعبه هذه المرة، وتوجه نحو مغازلة اليمين المتطرف.

فمع تصاعد التيار اليميني في فرنسا، يراهن ماكرون عليه للفوز بولاية رئاسية ثانية، وأقرب طريق إلى أصوات اليمينيين هو التضييق على المهاجرين خاصة المغاربة.

وجاء قرار ماكرون بتقليص التأشيرات لكل من الجزائر والمغرب وتونس، في إطار التقرب من الناخبين اليمينيين المعادين للمهاجرين، رغم أن الناخبين الفرنسيين من أصل جزائري يبلغ عددهم أكثر من مليون صوت ناهيك عن الناخبين المغربيين والتونسيين، الذين كان دورهم حاسما في صعود ماكرون للدور الثاني من رئاسيات 2017.

وكلما اقتربنا من موعد الرئاسيات الفرنسية في أبريل/نيسان المقبل، كلما زاد الاحتقان بين باريس والجزائر، خاصة وأن الأخيرة في عهد الرئيس عبد المجيد تبون، أصبحت أقل تسامحا مع التجاوزات الفرنسية، ومن المتوقع أن تلغي الاجتماعات الثنائية رفيعة المستوى المتعلقة بـ"الذاكرة المشتركة" للبلدين.

ومن المرتقب أن نشهد في المرحلة المقبلة تحالف الجزائر مع روسيا في مالي، لتقليص النفوذ الفرنسي في منطقة الساحل الإفريقي.

لكن الاحتقان بين الجزائر وباريس قد يتراجع بعد انتخاب فرنسا رئيسا جديدا، بالنظر إلى حجم المصالح المشتركة بين الطرفين، التي لا يريد أي منهما التفريط فيها.

** تونس على صفيح ساخن

ولم تنج تونس من الوضع المتأزم في شمال إفريقيا، فالمعقل الأول للربيع العربي يشهد نكوصا عن الإنجازات التي حققتها ثورة الياسمين التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي في 2011.

فتعليق الرئيس قيس سعيد عمل البرلمان، ورفع الحصانة عن النواب، وإقالة حكومة هشام المشيشي، ثم تعيينه رئيسة وزراء جديدة بعد تمديد الإجراءات الاستثنائية، وعزمه تغيير قانون الانتخابات وفق رؤية جديدة مختلفة بشكل جذري عما هو متعارف عليه في عدة بلدان "تمهد لإلغاء الأحزاب تلقائيا".

لكن هذه الإجراءات الاستثنائية لا تلقى إجماعا من الشعب التونسي، بل قسمته إلى طائفتين، الأولى مع الرئيس والثانية ضد إجراءاته، تجلت من خلال المظاهرات الأخيرة في شارع لحبيب بورقيبة وسط العاصمة.

وتتزامن هذه الإجراءات مع أزمة مالية خانقة بحسب محافظ البنك المركزي التونسي مروان العباسي، تهدد البلاد بالإفلاس، خاصة بعد بلوغ ديون البلاد 90 بالمئة من الناتج الداخلي الخام نهاية 2020، بينما لم تكن تتجاوز 43 بالمئة في 2009.

بينما يحتاج الرئيس سعيد تأمين 2.82 مليار دولار، لتجنب عجز الميزانية، بحسب مجلة "جون أفريك" الفرنسية، في حين مازالت المؤسسات المالية الدولية تتلكأ في منح تونس قرضا جديدا بضمان أمريكي، في ظل الوضع السياسي الضبابي، وضغوط واشنطن من أجل عودة البلاد إلى وضعها الطبيعي.

وفي ظل اجتماع أزمة سياسية حادة مع أخرى اقتصادية خانقة تتجه تونس لتصبح "لبنان المغرب العربي" خاصة مع تداعيات جائحة كورونا صحيا واقتصاديا واجتماعيا.

هذا الغليان السياسي في كل من الجزائر والمغرب وتونس إما أن يتم احتواؤه بشكل ثنائي أو داخلي، وتجنب التصعيد والبحث عن خيارات للتهدئة والحلول العقلانية، أو أن المنطقة قد تنزلق إلى متاهات أكثر تعقيدا مما هي عليه الآن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

المغرب العربي على صفيح ساخن (تحليل) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المغرب العربي على صفيح ساخن (تحليل)   المغرب العربي على صفيح ساخن (تحليل) Emptyالخميس 17 فبراير 2022, 1:15 am

المغرب العربي على صفيح ساخن (تحليل) 2-22-730x438
من جنى على اتحاد المغرب العربي؟

لا يتحمس القادة المغاربيون كثيرا لاتحادهم. ومع أن لكل واحد منهم أسبابه ودوافعه وراء ذلك إلا أنهم يتفقون 

جميعا على أمر واحد وهو أنهم ليسوا مستعدين على أن يصفقوا الباب وراءهم وينسحبوا من اتحاد المغرب 

العربي. إنهم يعلمون جيدا أنهم قد لا يكسبون ظرفيا من بقائهم فيه لكنهم يرون، وعلى الأرجح، أن ما يمكن أن 

يخسروه جراء خروجهم منه قد لا يكون بالشيء الهين والقليل. لكن إنْ كان ذلك الهيكل الإقليمي لايزال قائما اليوم 

فما العلامة التي قد يستدل بها على أن هناك، بالفعل، كيانا راسخا وموجودا يدعى اتحاد المغرب العربي؟ قد يقول 

البعض إنها الأوراق الرسمية أو إنه ذلك المبنى المغمور في إحدى ضواحي الرباط والذي ترتفع فوقه راية خفاقة 

عليها نجوم مع ألوان حمراء وبيضاء وخضراء وصفراء تشير إلى أعلام دول الشمال الأفريقي الخمس. لكن 

المفارقات تستعصي على الحصر. وآخرها قد يكون أنبوب الغاز الذي يربط الجزائر باسبانيا ويمر عبر المغرب 

ويحتفظ حتى الآن بتسمية «أنبوب الغاز المغاربي الأوروبي» رغم أن الجميع يعلم أن الجزائر كانت قد أعلنت نهاية 

أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن عدم تجديد العقد المتعلق بتصدير غازها الى مدريد عبره، ولن يكون مستبعدا أنها 

تنظر بانزعاج وعدم رضا الى قرار السلطات الايبيرية مطلع الشهر الجاري الرد بالإيجاب على طلب الرباط «

الحصول على الغاز الطبيعي المسال من الأسواق الدولية وإيصاله الى مصنع لإعادة التحويل في شبه الجزيرة 

الاسبانية واستخدام خط أنابيب الغاز المغاربي لنقله الى أراضيها «مثلما أعلنت عن ذلك وزارة التحول البيئي 

الاسبانية. وبالمثل فإنه لا تكاد تخلو عاصمة من العواصم المغاربية من ساحة أو ميدان أو شارع يحمل اسم أو 

صفة المغاربي مع أنه يبدو من غير الوارد أبدا أن يوجه أحد سؤالا أو استفسارا بسيطا للمسؤولين الحكوميين عما 

باتت تعنيه مثل تلك العبارات والأوصاف بالنسبة لهم. إن ما يحدث هو أن الأشياء أخذت باستمرار معنى عكسيا. 

فبدلا من أن يكون أنبوب الغاز العابر للمغرب تجسيما حيا وثابتا لقيم التضامن المغاربي قبل التضامن المغاربي 

الأوروبي والتي لا مكان فيها للتقلبات السياسية تحول الى أداة للزجر والانتقام تستخدمه دولة مغاربية ضد أخرى. 

وبدلا من أن تذكر الشوارع والساحات والميادين المارين بها والعابرين منها بقوة الروابط التي تجمع المغاربيين 

باتت لا تحرك فيهم أي شيء، بل تثير تجاهلهم، وفي أفضل الأحوال ازدراءهم وغضبهم. وهكذا فإن قليلين جدا 

سينتبهون اليوم الى أن اتحاد المغرب العربي سيقفل غدا الخميس عامه الثالث والثلاثين. وليس من قبيل المفاجأة 

أبدا أن يكون آخر ما قد يشغل بال الليبيين والتونسيين والجزائريين والمغاربة والموريتانيين في هذا الظرف هو 

بقاء ذلك الاتحاد، الذي تأسس رسميا في السابع عشر من شباط/فبراير 1989 في مدينة مراكش المغربية، أو 

غيابه واختفاؤه. لقد باتت أزمات ومشاكل إقليمية وعالمية كثيرة، وربما حتى بعيدة جغرافيا كالحرب المتوقعة في 

اوكرانيا مثلا، فضلا عن القضايا الداخلية والمحلية التي تخص كل قطر من الأقطار المغاربية الخمسة أقرب لهم من 

اتحاد لم يعد له منذ سنوات سوى وجود كرتوني باهت. لكن ما الذي يفسر في تلك الحالة إذن تمسك القادة 

المغاربيين، رغم كل خلافاتهم وكل التناقضات الموجودة في سياساتهم وحتى كم العداوات التي تحكمهم، بهذا 

الهيكل حتى الآن؟ وما مصلحتهم في بقائه بالحال الذي هو عليه اليوم؟ من الواضح أنهم يجدون صعوبة في 

التخلص مما يلوح الآن لكثيرين مجرد خيال مآتة. إن كل واحد منهم ينتظر من الآخر أن يطلق رصاصة الرحمة 

على الاتحاد ويعلن انسحابه منه بشكل رسمي لكنه لا يجرؤ بالمقابل على أن يقوم هو بتلك الخطوة. وربما 

يستعصي ذلك التناقض على الفهم. لكن لنتصور مثلا أن واحدة من الدولتين الكبيرتين والمحوريتين في ذلك التجمع 

الإقليمي، أي المغرب والجزائر، أقدمت على أخذ قرار سيادي بالخروج منه ألن يقدم ذلك في نظر الأخرى كمبرر 

إضافي على زيادة حدة التصعيد والتوتر بينهما ويستغل كأداة لكيل كل أشكال الاتهامات لها بتنكرها لحلم أجيال من 

المغاربيين طمحت للتقارب والوحدة؟

 ليس من قبيل المفاجأة أبدا أن يكون آخر ما يشغل بال الليبيين والتونسيين والجزائريين والمغاربة والموريتانيين 

في هذا الظرف هو بقاء ذلك الاتحاد

إن الكلمات التي قالها العاهل المغربي قبل خمس سنوات من الآن في خطابه أمام القادة الافارقة خلال قمتهم في 

أديس أبابا هي أقوى تعبير رسمي صدر حتى الآن عن واحد من القادة الخمسة عما يخالجه من شعور عميق 

بالخذلان والإحباط من أداء ذلك الاتحاد. لقد قال محمد السادس في ذلك الوقت وبكثير من الالم: «من الواضح أن 

شعلة الاتحاد المغاربي قد انطفأت في ظل غياب الايمان بمصير مشترك. فالحلم المغاربي الذي ناضل من أجله جيل 

الرواد في الخمسينيات من القرن الماضي يتعرض اليوم للخيانة ومما يبعث على الأسى أن الاتحاد المغاربي يشكل 

اليوم المنطقة الأقل اندماجا في القارة الافريقية إن لم يكن في العالم أجمع» مختتما الفقرة الطويلة التي تحدث فيها 

المغرب الكبير بإطلاق صيحة تحذير قوية بأنه «إذا لم نتحرك ونأخذ العبرة من التجمعات الافريقية المجاورة فإن 

الاتحاد المغاربي سينحل بسبب عجزه المزمن عن الاستجابة للطموحات التي حددتها معاهدة مراكش التأسيسية». 

والمؤسف حقا أن الرجة التي أحدثها ذلك التحذير سرعان ما ضعفت بالتدريج امام قوة وحدة المناكفات والنزاعات 

بين الدول الأعضاء. لقد كان المنطق الذي حرك القادة الأربعة الباقين، وبشكل ما، هو ليس هناك داع أو حاجة 

للتغيير، والأفضل هو بقاء الوضع القائم على ما هو عليه. والسؤال الذي قد يطرحه البعض هنا هو ما الذي حمل 

المغرب إذن على أن لا يفض الشراكة مع جيران فقد الثقة أو الأمل في أنهم لازالوا يتمسكون بوحدة المصير 

المغاربي في وقت وجه أنظاره فيه نحو افريقيا التي وصفها العاهل المغربي في ذلك الخطاب ببيته؟ لا شك إن فك 

الارتباط نهائيا بين المغرب وبين الاتحاد المغاربي ليس بالعمل السهل، ففي طنجة بدأت في خمسينيات القرن 

الماضي النواة الأولى للتجمع المغاربي، وفي مراكش وضع ميثاق الاتحاد المغاربي، كما أن مقره يوجد في الرباط. 

وسيبعث تجاهل المغرب لكل ذلك الإرث، ومن دون شك، بإشارة قوية لمن يعملون الآن على تكريس سياسة 

المحاور بين الدول المغاربية للمضي بها الى الحد الأقصى. لكن هل يعني ذلك أن الرباط لا ترغب بعد بقطع شعرة 

معاوية مع الاتحاد؟ إن بعض الإشارات الأخيرة مثل المكالمة الهاتفية التي جرت بين وزير الخارجية المغربي 

ومسؤول الخارجية التونسي أو لقاء الوزير الأول المغربي على هامش قمة بريست الفرنسية مع نجلاء بودن قد 

تعطي انطباعا بذلك. غير أن تلك التحركات تبقى محدودة الأثر ما لم يتوصل المغاربة والجزائريون لاتفاق على 

الحوار فيما بينهم لأنه في غياب ذلك سيتأكد للجميع أن بقاء الاتحاد المغاربي أكثر من ثلاثة وثلاثين عاما لم يكن 

سوى مظهر آخر للعبثية التي تسيطر الآن على الشمال الافريقي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

المغرب العربي على صفيح ساخن (تحليل) Empty
مُساهمةموضوع: رد: المغرب العربي على صفيح ساخن (تحليل)   المغرب العربي على صفيح ساخن (تحليل) Emptyالخميس 17 فبراير 2022, 8:14 pm

حذر خبراء من أن الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا قد يؤدي إلى صراع طويل الأمد 

يزعزع استقرار أوروبا مع عواقب بعيدة المدى على الولايات المتحدة، وأشاروا إلى أن الغزو قد يتخذ أشكالاً 

متعددة.
وقال السيناتور الأمريكي ماركو روبيو في مقطع فيديو مؤثر على تويتر إن “هذا الوضع خطير للغاية لأنه يمكن 

أن يتصاعد بسرعة بطرق قد تؤدي إلى كارثة”.

روبيو: الوضع خطير للغاية لأنه يمكن أن يتصاعد بسرعة بطرق قد تؤدي إلى كارثة

وأشار موقع “ذا هيل” القريب من الكونغرس إلى أن روسيا ذكرت أنها منفتحة على المشاركة في الجهود 

الدبلوماسية للحد من التوترات في المنطقة، ولكنها في الوقت نفسه حشدت ما يقدر من 130 ألف جندي على طول 

الحدود مع أوكرانيا.
وقال ليستر مونسون، وهو مدير سابق في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إن الرئيس الروسي فلاديمير 

بوتين يحاول توسيع نطاق مرونته الخطابية والميدانية في جميع الأوقات، وأشار إلى أن بوتين “سيقول أي شيء 

لإبقاء الخيارات مفتوحة”.
وأوضح مونسون أن بوتين مهتم جداً برؤية رد فعل الجانب الآخر، بما في ذلك الولايات المتحدة والغرب 

وأوكرانيا، خاصة عندما يقوم بخطوات استفزازية أو يقدم تأكيدات غير صادقة بشكل صارخ.
ومما زاد الأمور تعقيداً أن روسيا أجرت ايضاً تدريبات مشتركة مع جيش بيلاروسيا، في حين قام حلف شمال 

الأطلسي بإرسال قوات إلى المنطقة، بما في ذلك حوالي 6000 جندي أمريكي.

العالم سيتذكر أن روسيا اختارت الحرب والدمار

وقال روبيو عن التعزيزات من الجانبين:” هناك احتمال لسوء التقدير، حيث يعتقد أحد الأطراف أن الخطوة التي 

يقوم بها الجانب الآخر هي هجوم، وفجأة يكون لديك حرب”.
وحتى الهجوم المحدود للاستيلاء على الأراضي في شرق أوكرانيا سيكون بمثابة مهمة كبيرة للقوات الروسية، 

في حين أن الجهود الأكثر طموحاً ستتحرك غرباً وتستولي أيضاً على الموانئ في أوديسا.
وبحسب ما ورد، ستحرم هذه الخطوة أوكرانيا من الموانئ الاقتصادية الحيوية على طول ساحلها الجنوبي، 

وستجعل أوكرانيا دولة غير ساحلية، وستحل المشاكل اللوجستية لروسيا التي طال أمدها فيما يتعلق بتوفير 

الإمدادات، بما في ذلك المياه لشبه جزيرة القرم.
وأفاد الخبراء أن روسيا ستضطر إلى الانخراط في جهد مكلف لاحتلال المدن الأوكرانية الكبرى، مما يعرض قواتها 

لحرب حضرية صعبة وحملة عسكرية طويلة الأمد وتمرد مكلف.
وقد يكون هناك خيار آخر يتمثل في غزو واسع النطاق لأوكرانيا، وهو أمر قال الخبراء إنه لن يؤدي على الأرجح 

إلى احتلال طويل الأمد لأنه ” سينطوي على مستويات خطيرة من حروب المدن وخسائر إضافية قد يرغب الجيش 

الروسي في تجنبها”.
ويمكن أن يؤدي غزو البلاد إلى أزمة لاجئين، حيث خلصت المخابرات الأمريكية إلى أن ما يصل إلى 5 ملايين 

شخص قد يحاولون مغادرة البلاد.
وإذا غزت روسيا أوكرانيا في الأيام والأسابيع المقبلة، فإن التكلفة البشرية ستكون هائلة، وقال الخبراء إن العالم 

سيتذكر أن روسيا اختارت الحرب والدمار بلا داع، ولاحظوا أن الصين قد تستغل روسيا بشكل كبير أثناء الأزمة.




المغرب العربي على صفيح ساخن (تحليل) Putin-1-730x438


في أزمة أوكرانيا خوف دول الشرق الأوسط من موسكو سيجبر بايدن على تغيير حساباته


لندن- “القدس العربي”: نشرت مجلة “فورين أفيرز” مقالا لمارتن إنديك، الزميل في مجلس العلاقات الخارجية 

الأمريكي ومؤلف كتاب “استاذ اللعبة: هنري كيسنجر وفن الدبلوماسية في الشرق الأوسط”، أشار فيه إلى أثر فك 

أمريكا علاقاتها مع الشرق الأوسط، وما تكشفه أزمة أوكرانيا عن الشرق الأوسط. وقال فيه إن إدارة الرئيس 

الأمريكي جو بايدن قامت بجهد تشكر عليه لبناء جبهة أوروبية موحدة ضد روسيا وحشودها العسكرية على 

الحدود الأوكرانية، وبعد تردد أكدت ألمانيا على وقوفها مع الأمريكيين وحلفائهم.

وفي منطقة الباسيفيك عبرت اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا عن دعم للموقف الأمريكي. أما الهند والبرازيل فقد 

وقفتا موقف المتفرج، وحصل بوتين على دعم الصين في حملته لمعارضة توسع حلف الناتو.

أما في الشرق الأوسط، فقد استفاقت امريكا على مفاجأة. فحلفاؤها متعاطفون مع أوكرانيا ومجبرون على دعم 

أمريكا لكنهم لم يعبروا عن استعداد لاتخاذ مواقف ضد روسيا. وتعكس هذه المواقف، القرار الذي اتخذه باراك 

أوباما وتبناه دونالد ترامب ويطبقه بايدن الآن وهو وضع الشرق الأوسط في أدنى قائمة السياسة الخارجية 

الأمريكية.

وخفضت الولايات المتحدة توقعات شركائها من راعيتهم، وعليها الآن التكيف مع التداعيات. ولمعرفة كيف تغيرت 

الأمور، فما عليك إلا النظر إلى حليفة واشنطن الأقرب في الشرق الأوسط، إسرائيل. ففي منتصف كانون الثاني/ 

يناير عقدت الولايات المتحدة جولة من المحادثات مع إسرائيل، تركزت بشكل كبير حول طموحات إيران النووية 

التي تحاول أمريكا وحلفاؤها الأوروبيون دفعها للعودة إلى الاتفاقية النووية الموقعة في عام 2015 وألغاها ترامب 

عام 2018.

ورغم الجهود التي تقوم بها إدارة بايدن للضغط على موسكو لم يذكر البيان الختامي عن المحادثات اسم أوكرانيا، 

بل والتزمت إسرائيل الصمت القاتل منذ بداية الحشود العسكرية الروسية الخريف الماضي، باستثناء عرض رئيس 

وزراء إسرائيل نفتالي بينيت التوسط بين روسيا وأوكرانيا، وهي فكرة رفضتها موسكو بشكل قاطع. وقبل فترة 

خالف وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد الموقف الأمريكي من أن الغزو الروسي بات محتوما. وناقش بينيت مع 

بايدن في مكالمة هاتفية بداية شهر شباط/فبراير موضوع أوكرانيا، إلا أن البيان الصحافي عن المكالمة أكد على 

التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل دونما ذكر لأمن أوكرانيا.

وتقيم إسرائيل علاقات قوية مع أوكرانيا وبخاصة الجالية اليهودية هناك التي يبلغ تعدادها 300 ألف شخص. 

والرئيس الأوكراني فولدمور زيلنسكي هو يهودي. وكانت هذه الرابطة كافية لتأكيد دعم إسرائيل للولايات المتحدة 

في موقفها من روسيا والتزامها بالحفاظ على النظام الليبرالي الدولي الذي استفادت منه إسرائيل وتفاخرها بأنها 

الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط وانشغالها بتأمين حدودها الصغيرة من القوت المعادية. لكن نفس المعلقين 

الإسرائيليين الذين ناقشوا أنه يجب ألا يكون هناك خلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل عندما يتعلق الأمر بأمن 

الأخيرة يطالبون بحيادية إسرائيل في مسألة أوكرانيا.

تقيم إسرائيل علاقات قوية مع أوكرانيا وبخاصة الجالية اليهودية هناك التي يبلغ تعدادها 300 ألف شخص. 

والرئيس الأوكراني فولدمور زيلنسكي هو يهودي. وكانت هذه الرابطة كافية لتأكيد دعم إسرائيل للولايات المتحدة 

في موقفها من روسيا

وفي منطقة الخليج، فالكويت هي حليف أقل للولايات المتحدة بقدر ما تتسم علاقاتها بالتبعية، ومنذ تحرير الولايات 

المتحدة الكويت من مخالب صدام حسين في 1990-1991 فقد دعمت كل أولويات واشنطن في الشرق الأوسط 

والأماكن الأخرى. وعلى كل دول المنطقة، والكويت بالتحديد أن تكون حساسة لمخاطر قبول المجتمع الدولي بغزو 

دولة قوية لجارتها الأصغر. ولكن عندما زار وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر محمد الصباح واشنطن في 

منتصف كانون الثاني/يناير للمشاركة في الحوار الإستراتيجي مع الولايات المتحدة بحضور وزير الخارجية أنتوني 

بلينكن، حاول الدبلوماسي الكويتي جهده تجنب الموضوع. ومثل البيانات التي صدرت عن لقاءات الأمريكيين مع 

الإسرائيليين، لم يكن هناك ذكر لأوكرانيا في البيان الختامي. وذكر بلينكن بالمؤتمر الصحافي نظيره الكويتي 

بالرهانات العالية في أوكرانيا “لا يمكن أن تغير دولة حدود دولة أخرى بالقوة”. لكن الوزير الكويتي تجنب الحديث 

عن هذه النقطة في رده.

وبنفس المقام سكت حلفاء أمريكا بالمنطقة. فمصر الحليف الإستراتيجي القديم للولايات المتحدة والتي تنتفع من 

السخاء الأمريكي، وتشتري السلاح الروسي وبحاجة لموسكو من أجل استقرار الجارة ليبيا، لم تعبر هي الأخرى 

عن اهتمام باتخاذ مواقف ضد بوتين وتحركه في أوكرانيا، وبخاصة في هذا الوقت الذي قررت فيه إدارة بايدن 

تعليق 130 مليون دولار من المساعدة الأمريكية السنوية لمصر لأن هذه لا تريد السماح لمواطنيها بممارسة 

حياتهم بحرية.

وبنفس السياق فالتكتيات التي يمارسها الديكتاتور عبد الفتاح السيسي تشبه تلك التي يستخدمها بوتين وعلى تضاد 

مع القيم الأمريكية التي تحاول إدارة بايدن يائسة إقناع الديكتاتور بتبنيها.

مصر الحليف الإستراتيجي القديم للولايات المتحدة والتي تنتفع من السخاء الأمريكي، وتشتري السلاح الروسي 

وبحاجة لموسكو من أجل استقرار الجارة ليبيا، لم تعبر هي الأخرى عن اهتمام باتخاذ مواقف ضد بوتين وتحركه 

في أوكرانيا

وتعتبر السعودية حليفا قويا وثابتا للولايات المتحدة في عمليات احتواء الاتحاد السوفييتي في الشرق الأوسط 

واستخدمت قدراتها الضخمة لإنتاج النفط وزيادته كلما طلبت منها واشنطن لتخفيض أسعار. وفي الأزمة الأوكرانية 

لم تتعاون السعودية، على الأقل في الوقت الحالي. فقد دفع السوق النفطي العالمي المقيد- الإنتاج السريع أكبر من 

المتوقع بسبب الانتعاش من وباء كوفيد- 19 وما يمكن أن تخلقه الأزمة الأوكرانية من أثر على الطلب أسعاره إلى 

90 دولارا للبرميل. ولو غزت روسيا أوكرانيا فقد يرتفع سعر البرميل إلى 120 دولارا. وهذه أخبار سيئة لبايدن 

الذي يحاول الحد من التضخم في الاقتصاد الأمريكي وقبل الانتخابات النصفية نهاية العام الحالي. لكن السعودية 

تبدو غير مكترثة لنداءات حليفتها الأمريكية. وواحد من الأسباب هو غضب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان 

من الطريقة التي عاملته فيها إدارة بايدن. وخلال الحملة الانتخابية في 2020 أشار بايدن إلى السعودية بـ”

المنبوذة” وبعد وصوله إلى البيت الأبيض عام 2021 تجاهل محمد بن سلمان كثمن على أمره بقتل الصحافي في 

“واشنطن بوست” جمال خاشقجي. ورغم توقف بايدن عن معاقبته إلا أنه رفض التعامل معه، وكلف وزير دفاعه 

لويد أوستن بالمهمة. وبعد عام على هذه المعاملة قرر بن سلمان إلغاء زيارة لأوستن إلى السعودية في 

أيلول/سبتمبر الماضي وقبل يوم من الزيارة. وبحسب عدد من مسؤولي الإدارة فهم ينتظرون مكالمة من الرئيس 

قبل الرد على مطالبه. ولن يرفع بايدن سماعة الهاتف بدون مواجهة تداعيات سلبية من التقدميين في حزبه وفريق 

التحرير في صحيفة “واشنطن بوست”. وليس من الواضح إن كان بن سلمان سيرد بطريقة إيجابية عند ذلك. 

فروسيا تحوم بشكل كبير في حساباته بطريقة لم تكن واضحة للسعودية قبل عقود. وتنتج روسيا نفطا بمقدار ما 

تنتجه السعودية وأصبح لها دور قيادي في أوبك+ وهي المنظمة للدول المنتجة والمصدرة للنفط التي تحدد 

حصص الإنتاج لكل دولة وتتحكم بأسعاره. وكانت السعودية تقود اوبك لكنها وقبل بداية الوباء عام 2020 خاضت 

حرب أسعار مع روسيا أدت لتدهور سعر البرميل إلى صفر. وتدخل ترامب وتوسط في حل بين السعودية وروسيا 

وحدد أسعار النفط جعل من موسكو شريكا في اللعبة. والرد على بايدن يعني كسر محمد بن سلمان اتفاقه مع 

بوتين والتخلي عن أرباح زيادة أسعار النفط التي يحتاجها لتحقيق مشاريعه الطموحة.

وفي الماضي لم تكن السعودية لتتردد في تنفيذ طلب حليف معتقدة أن هذا ضمان بأن الولايات المتحدة ستكون إلى 

جانبها ساعة الشدة. ولكن العهد انهار في عام 2019 عندما تعرضت المنشآت النفطية السعودية للهجمات 

الإيرانية وأدت لوقف 50% من انتاج النفط. وبدلا من المسارعة لنجدة السعودية قال ترامب إن الهجوم كان على 

المملكة وليس الولايات المتحدة، ولو كان يريد التدخل فعلى السعودية دفع الكلفة. وترافق تردد ترامب وعدم 

احترامه للحلف التقليدي مع قرار باراك أوباما عام 2013 بعدم فرض الخط الأحمر الذي وضعه حالة استخدم 

النظام السوري السلاح الكيماوي.

واصل بايدن الموجة بعدم جعل الشرق الأوسط أولوية بل والتأكيد على محاربة الصين كمبدأ رئيسي في سياسته 

الخارجية. وعندما سحب ما تبقى من القوات الأمريكية في أفغانستان في خروج فوضوي، توصل قادة الشرق 

الأوسط إلى أن الولايات المتحدة لم تعد شريكا يعتمد عليه في المنطقة

وواصل بايدن الموجة بعدم جعل الشرق الأوسط أولوية بل والتأكيد على محاربة الصين كمبدأ رئيسي في سياسته 

الخارجية. وعندما سحب ما تبقى من القوات الأمريكية في أفغانستان في خروج فوضوي، توصل قادة الشرق 

الأوسط إلى أن الولايات المتحدة لم تعد شريكا يعتمد عليه في المنطقة. وبسبب انكماش الاهتمام الأمريكي في 

الشرق الأوسط وحساسية قادته لتغير ميزان القوى فقد كانوا يبحثون ومنذ وقت عن ضامنين لأمنهم. وسارعت 

روسيا لمد يدها وتدخلت في الحرب الأهلية السورية عام 2015 لإنقاذ نظام بشار الأسد. في وقت كانت فيه أمريكا 

تبحث عن تغيير الأنظمة في مصر وليبيا وسوريا. ولم تفت المقارنة قادة المنطقة بحيث أصبحت روسيا قوة الأمر 

الواقع في الشرق الأوسط، فيما نظر للولايات المتحدة كقوة تروج لعدم الاستقرار. ولم يؤد هذا إلى مسارعة 

الأنظمة إلى موسكو، فذكريات الاتحاد السوفييتي لم تختف، ولهذا مارست الدول الحذر ووضعت آمالها على 

انتخاب رئيس جديد في واشنطن. ومع مرور الوقت أصبحت الدولة العربية مرتاحة باستراتيجية التحوط وإقامة 

علاقات دافئة مع روسيا. ولم تكن حسابات إسرائيل مختلفة، فرغم تبعيتها الكبرى على الولايات المتحدة في ضمان 

أمنها، إلا أن انشغال إسرائيل كان إيران، فعلى ثلاث جبهات قريبة منها وكلاء لطهران، حماس في غزة وحزب الله 

في لبنان والميليشيات الموالية لإيران في سوريا. وتقول إسرائيل إنها تخوض “معركة بين المعارك” لمنع نقل 

الأسلحة الإيرانية المتقدمة عبر سوريا إلى لبنان وإحباط محاولات فتح جبهة جديدة على حدود مرتفعات الجولان. 

وجعل الوجود العسكري الروسي في سوريا لاعبا في هذه الحرب، مقارنة مع الوجود الأمريكي المحدود في شمال 

شرق وجنوب سوريا والذي يهدف لمواجهة تنظيم الدولة.

بسبب انكماش الاهتمام الأمريكي في الشرق الأوسط وحساسية قادته لتغير ميزان القوى فقد كانوا يبحثون ومنذ 

وقت عن ضامنين لأمنهم. وسارعت روسيا لمد يدها

والطريقة الوحيدة لمواصلة إسرائيل هجماتها ضد وكلاء إيران في سوريا هي موافقة روسيا على استخدامها 

للمجال الجوي السوري. ولهذا السبب زار رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو موسكو عشر مرات 

ما بين 2015- 2020 لكي يقبل خاتم بوتين والحصول على تعاونه والتأكد من عدم تصادم الطيران الإسرائيلي 

والروسي. وقام نفتالي بينيت بتأكيد هذه الالتزامات في زيارة لموسكو في تشرين الأول/أكتوبر 2021. وفي كانون 

الثاني/يناير أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن مناورة عسكرية مشتركة مع الطيرات السوري فوق الجولان، وكان 

هذا بمثابة سهم في جعبة إسرائيل أن بوتين يمكنه إلغاء التعاون لو أراد.

ولو فكرت إسرائيل بالميل نحو الموقف الأمريكي من أوكرانيا، فقد أرسلت موسكو رسالة أنها قد تدفع ثمنا 

استراتيجيا باهظا. ومع ذلك فحلفاء واشنطن في الشرق الأوسط ليسوا في وارد نقد الجهود الأمريكية في أوكرانيا، 

وهم مستعدون للعب دور من الهامش، فقطر يمكن أن تحول الغاز من زبائنها في آسيا نحو أوروربا، وربما قامت 

السعودية والإمارات بتخفيف الضغط على أسعار النفط حالة غزت روسيا أوكرانيا، أما إسرائيل فستواصل نقل 

الرسائل بين واشنطن وموسكو من أجل خفض التوتر. لكن الصمت العام لهذه الدول يقول الكثير عن الوضع 

الجيوسياسي في المنطقة. وملأت روسيا الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة. ولمدى معين يرى حلفاء واشنطن 

في روسيا حليفا يعتمد عليه. ولا يمكن التحايل على هذه المقايضة الأساسية في ظل صعود الصين والموقف 

الشرس من روسيا، مما يستدعي انتباها أمريكيا. وبدلا من مطالبته لهم بمواقف علنية، فيجب التراخي معهم، وهذا 

يمتد أبعد من الشجب والدعم لأوكرانيا. وربما كان ثمن هذا إخراج محمد بن سلمان من قفص الاتهام لو أراد بايدن 

تخفيض أسعار النفط. وكذلك وقف الضغوط على السعودية والإمارات بشأن الحرب في اليمن. وربما اضطر لتقديم 

الدعم لهما في جهود ردع إيران وحلفائها هناك. وبالنسبة لإسرائيل فقد يضطر بايدن لإطلاق يدها في مواجهة 

إيران ووكلائها في المنطقة، حتى في ظل محاولاته العودة إلى الاتفاقية النووية. وربما حل التعاون مع مصر في 

ملفي غزة وليبيا محل المطالب بوقف السيسي القمع ضد المعارضين في الداخل.

ويرى الكاتب ان أزمة أوكرانيا سلطت ضوءا قاسيا على التناقض الظاهري داخل السياسة الأمريكية في الشرق 

الأوسط. وحتى لو قللت أمريكا من من مصالحها مما سمح لها بالتأكيد على قيمها إلا أن عودة الجيوساسية تجبر 

بايدن على تبني واقعية جديدة، فمهما كانت نوايا أمريكا جيدة نحو المنطقة إلا أن مصالحها تتقدم في النهاية على 

قيمها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
المغرب العربي على صفيح ساخن (تحليل)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: عبر التاريخ-
انتقل الى: