منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 العالم وسرديات كوفيد ـ 19

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

العالم وسرديات كوفيد ـ 19 Empty
مُساهمةموضوع: العالم وسرديات كوفيد ـ 19   العالم وسرديات كوفيد ـ 19 Emptyالجمعة 08 أكتوبر 2021, 10:25 am

العالم وسرديات كوفيد ـ 19

جائحة كورونا، وفيروسها العتيد كوفيد- 19 تحولا إلى مركز عنفي وإكراهي، له سلطته، ورهابه، وله سردياته أيضا، فهذا المُركّب ـ المابعد الحداثي- الذي فرض نمطا جديدا وقاسيا للحياة، ولتشظي علاقة الناس بعضهم بالبعض الآخر، ولطرق تداولهم للحريات، وللعلاقات الحميمة، ليس بعيدا عن السياسة، ولا عن الأمن بمفهومه المخبري، أو بمفهومه المخابراتي، وكذلك ليس بعيدا عن الاقتصاد والثقافة، إذ فقدت هذه التوصيفات «أمنها العلمي» والأخلاقي والبضائعي، لتتحول إلى مصادر «تحت السيطرة» لإثارة الرعب، ولإعادة النظر بكثير من المفاهيم، بما فيها مفاهيم الجسد والحرية، والسلطة والحظْر، والهيمنة والضبط، والإخضاع..
فهل ستحمل كورونا معها مصلاً مضاداً للديمقراطية؟ وهل ستجعل المثقفين يبحثون في طلاسم «عيادة فوكو» و«صيدلية أفلاطون» عن حلول، وعن «ترياقات» تصلح لمواجهة مركزية إدارة أجهزة الصحة والسياسة والخدمات، ولمقاربة ما هو خفي في «الأنساق العيادية» للثقافة، والعلم والفلسفة، فمركزية كورونا تحولت سلطة، وإلى جهاز لضبط الجسد والمكان، ولقسر استعمال الحرية فيهما، إذ فرض هذا الجهاز سياسة لتقنين السلوك والحركة، عبر الحظر ومنع السفر والاختلاط وفرض سياسة التباعد ومنع التظاهر والتجمع، وتحت يافطة وقائية تدّعي صيانة النوع البشري من العدوى ومن الانقراض، بسبب العمومية القاتلة للفيروس، وتحول تمرده الصاخب من المختبر إلى الشارع والمكان العمومي..
ما حدث للبشرية جرّاء الجائحة، يشبه أفلام الخيال العلمي، والخيال السياسي، الذي روّجت له سرديات السينما الأمريكية، لكن هذا الحدث كشف في المقابل، هشاشة الوجود الإنساني، وطبيعة التحديات الكبرى التي أطاحت بمركزيته الانطولوجية المتعالية، وأضحت مصدر تهديد «غير أيديولوجي» لمراكز طغيان مجاورة مثل الرأسمال، والسوق والقوة النووية، والنظام المخابراتي والسبراني، مقابل استعمالات عبثية، لقيم مدنية مثل الديمقراطية والحقوق العامة في الفردانية والاحتجاج والتظاهر وغيرها.

كورونا ورعب الاستبداد

الترويع الفيروسي تحول إلى حربٍ مفتوحة، دون أعداء وجيوش وجبهات، لكن الجميع فيها محكومون بسلطة «الثكنة»، عبر رمزية البيت، والمشفى، إذ تحوّلت فكرة العزلة إلى سياسة في الترويع، وإلى تصفية حسابات مع حقوق «المعارضة» و«الاحتجاج» و « الرأي»، مثلما باتت خاضعة إلى ما تفرضه تلك الثكنة من انضباط، ونمط وقائي، ومن فضاء أوامري، تبدلت فيه المرجعيات والوظائف، فوزارة الدفاع تخلت عن دورها لوزارة الصحة، ومعسكر الجند تحول إلى مشفى، الجنرال صار طبيبا، والأركيولوجي صار بايولوجيا. الكل استسلم، وخضع إلى فوبيا السلطة الفائقة، حتى النمط المحلي للحرب تحول إلى مجال عصابي محكوم بنواهي وموانع عالمية تلك السلطة، فالمطارات تعطلت، والحدود أغلقت وعروض الأزياء والموسيقى توقفت، وشركات السينما ودور العرض أغلقت، ومباريات كرة القدم المشهورة بحميميتها منعت جمهورها من الدخول إلى الثكنة الجديدة.
استبداد تلك الأوامر والموانع الكبرى، أثار ريبة البعض عن وجود ما هو عميق وخفي في خلط بعض الأوراق، وفي تشبيك القرار الصحي بالقرار السياسي والأمني، وأن ما تصنعه السلطة الصحية يمكن أن يكون له قناع سياسي، لاسيما مع تفشي قسوة وعمومية أوامرها في الردع، والمنع، إذ بات الخلط تمييعا، وغريزة الخوف صارت خطابا، والأقنعة التمثيلية والنسقية تحولت إلى وجوه سرية لتسويغ الاستبداد، وحتى الدفاع عن الحقوق الشخصية للحرية والحق، والإرادة، صار شأنا خاضعا للمراجعة والتدقيق، وكأنه سلوك أمني، وقد يُفضي إلى شيء من العنف والإكراه، تحت عنوان الحفاظ على الأمن القومي والحقوق العامة، ومنع الفرد من أن يكون كائنا ضديا، لأن ضديته ستُفسّر على أنها عنف، ونقل قصدي للعدوى، أي ستجعله شبيها بالإرهابي الذي يحمل حزاما ناسفا، أو قنبلة مؤقتة، إذ يتشابه التفجير الفيروسي مع التفجير الإرهابي..
أنسنة الاستبداد قد تكون تورية لإعادة إنتاج مفهوم الخضوع للنظام العام، وقد تكون محاولة لنزع أوهام قوته التي كرستها الحداثة والرأسمالية والتفوق العنصري، لكنها في الجوهر ستكون مفارقة، أو نوعا من التعرية، وفضحا أخلاقيا للأقنعة المسلحة التي توهمها الرأسماليون، في أمريكا والغرب، والبيروقراطيون في مؤسساتهم وشركاتهم وأسواقهم، وعلى نحو يكشف عن هزالة علاقتهم بالإنسان والطبيعة، وأن تاريخ الهيمنة الثقافية بمفهومها الكولونيالي المتعالي لم تشفع لهم، وأعادتهم إلى «الضبط والربط» وإلى الإطاعة، والالتزام بالقانون والانخراط القهري بالنظام العام.
الثنائية القديمة بين الطبيعة والثقافة أو الحضارة صارت محكومة بالتغالب، والبشاعة، إذ أعادتنا إلى دروس قديمة لشتراوس وفرويد حول الصراع الجنسي بين الطبيعة والحضارة، لتكون الغريزة فيها نافرة وشاطحة، ومن العناصر المهددة للحضارة، بما فيها غريزة التمرد، والجنس، وأن ما تفعله الثقافة بعيدا عن تعريفاتها الأنثروبولوجية ستكون وجها آخر للقمع، ولضبط الجسد وحظره، وقمعه، ليكون جزءا من النسق الآمر، ومن سلطته، تماهيا مع فكرة صيانته المؤسساتية، وتفاديا لفنائه في الطبيعة المتوحشة، ومنها طبيعة الإنسان ذاته، وشهواته بالحروب، والانقلابات والغزو والاحتلال والعنف، فضلا عن شغفه بصناعة الأمن السيبراني والمختبرات والقنابل ذات التوصيف النووي والهيدروجيني والجرثومي.

أنسنة الاستبداد قد تكون تورية لإعادة إنتاج مفهوم الخضوع للنظام العام، وقد تكون محاولة لنزع أوهام قوته التي كرستها الحداثة والرأسمالية والتفوق العنصري، لكنها في الجوهر ستكون مفارقة، أو نوعا من التعرية، وفضحا أخلاقيا للأقنعة المسلحة التي توهمها الرأسماليون، في أمريكا والغرب.

خطر الإفناء الفيروسي هو قرين بسلسلة إفناءات كونية، باتت تهدد العالم، عبر تضخم الترسانة النووية، وعبر التغيرات المرعبة في المناخي، والبعض يقول إن الإفناء الاستهلاكي لا يقل خطورة عن الأخرى، إذ أسهم في تحويل العالم إلى سوق، والناس إلى متبضعين، وقدرة الشراء تعتمد على ما (في الجيب) والتلازم بين الإفناء الفيروسي والإفناء الاستهلاكي دفع منظمة الصحة العالمية إلى مراجعة السياسات التلقيحية للدول المنتجة، إذ سيجد الفقراء أنفسهم أمام عواصف وبائية، لا تملك الأجساد الخاوية، ولا الاقتصادات الرثة، ولا سياسات العسكر والعنف و«الهويات القاتلة»، مجالا للإنقاذ، سوى التوسل، والطاعة ومزيدا من التابعية، التماسا للحصول على «فتات» تلقيحي، للمساعدة في إنقاذ دول كثيرة في افريقيا، وفي أمريكا الجنوبية، من النهايات جرّاء الإفناء الفيروسي..

الهوية والإفناء العصابي

والإفناء السيبراني، قد يكون وجها آخر للإفناء العولمي، إذ سيكون الجميع عراة أمام التسلل والتلصص المعلوماتي، والتدخل في الشؤون الداخلية، وليس السياسية والأمنية فقط، وربما ستكون سرانية الكائن لا أغطية لها، وصولا إلى ما يحدث في المطبخ أو في السرير، وطبعا هذه الإفناءات الرمزية لا ترتقي إلى واقعية الإفناء البايولوجي، الذي بات يهدد العالم بعد تغول كوفيد-19 كنتيجة للتلوث ولزيادة نسب الكبريت والكاربون في الهواء، أو لاقتراب التصحر من المدينة، أو ربما لتغول المختبر ليتحول إلى مصدر غامض للعدوى، ولوضع الجميع في أفق غائم لحرب مفتوحة، اسمها حرب كورونا…
حرب كورونا، غيرت هوية الحرب ذاتها، وربما سخرت من ذاكرة الحروب القديمة، بما فيها حروب الاستعمار، والغزو، والاحتلال، والاستشراق والتبشير، وسياسات الإفناء الثقافي واللغوي، فما عادت الولايات المتحدة قادرة على أن تمارس شغفها بخوض حرب إفنائية من أجل قيمها، كما يقول منظروها الأيديولوجيون، وحتى المتطرفون ما عادوا يملكون شهوة الإعلان العقائدي والعصابي، عن إعلان حرب كونية من أجل طهرانية خطابهم، وحتى الدول العنصرية، فقدت أهليتها العنصرية، على الترويج لنظرية التطهير العرقي، وإفناء الآخر تحت أوهام أسلحتها وبلطجيتها، وأوهام سياساتها التطبيعية، وستكون الديمقراطية أكثر الضحايا التراجيديين لهذا الإفناء البايولوجي الكبير…
كل شيء أصابه الفصام والتغيير، حتى المفاهيم التي تخص العنف والحرب تغيرت هي الأخرى، وصار الحديث عن الإفناء الفيروسي مخيفا، ومرعبا، لاسيما مع الشكوك التي تقول إن فيروس كوفيد- 19 قد تم تهريبه من أحد المختبرات، وأنه قابل للتحوّر، والتنوع، وأن توظيفه السياسي والأمني والأيديولوجي سيكون مفيدا- من وجهة نظر مخابراتية – في تغيير قواعد السيطرة والاشتباك وغيرها، وصولا إلى ما يمكن المجاهرة به، بأن الحروب المقبلة ستكون سيبرانية ومختبرية وفيروسية، وأن الأدلجات ستخضع إلى ما يشبه الجراحة العميقة التي تخصّ تغيير نظامها الجيني التعبيري والبلاغي واللوني، حدّ أن الإرهاب المقبل سيلبس أقنعة فيروسية، وسيتم تجهيز الإرهابيين والتكفيريين بمختبرات لإنتاج الفيروسات، وليس بكتب للفقه ولعلم الكلام والعقائد، إذ فقدت هذه الكتب جدواها، وصار المختبر أكثر أهمية، لأنه سريع الإفناء والقتل بدلا من الأفكار التي تقتل ببطء وبأثر بعيد المدى..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
العالم وسرديات كوفيد ـ 19
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ألمانيا الشرقية وسرديات زمانها وزماننا
» لقاحات كوفيد-19 المستخدمة
» مرض فيروس كورونا (كوفيد-19): سؤال وجواب‏
» دليل الحماية الذاتية للأسر ضد فيروس كوفيد-19 Free لـ تساو تشاولونغ
» الفيديو الاخطر في العالم .. تلخيص ما يجري في العالم العربي بدقائق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث طبيه-
انتقل الى: