رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري:
بقي عبداللطيف عربيات لآخر يوم رمزا إسلاميا هادئا صبورًا ملتزما يقود الاعتدال والواقعية
الوزير الأسبق سميح المعايطة:
كان الدكتور عبداللطيف عربيات وطنيا حقيقيا يوظف خطه السياسي لخدمة بلده
الوزير الأسبق د. محمد أبو رمّان:
مذكرات عبداللطيف عربيات إرثٌ كبير ومسيرته حافلة بالعطاء وشخصيته هادئة متواضعة
د. فتحي ملكاوي:
مذكرات الراحل ليست مذكرات رجل حزب وجماعة فحسب بل رجل وطن وأمّة
النائب صالح العرموطي:
مذكرات عربيات دليل على قوته وشجاعته وفروسيته ومروءته
استضاف معهد السياسة والمجتمع في مجمع اللغة العربية، مساء اليوم السبت، حفل إشهار مذكرات الدكتور عبداللطيف عربيات “صفحات من حياتي”.
وتحدث على هامش الحفل عددٌ من الشخصيات الوطنية والسياسية والنيابية والأكاديمية مشيدين بالمذكرات كقيمة مضافة للعمل الحزب والسياسي والعمل العام لأحد رموز الأردن الذي كان له إسهاماته الكبيرة وبصماته الواضحة في كافة المجالات التي عمل فيها منذ كان مدرسًا وتدرجه في المناصب بوزارة التربية والتعليم وصولاً لقيادته لرئاسة مجلس النواب الأردني في أدق الظروف والأوقات التي مر بها الأردن خلال الحرب على العراق.
د. محمد أبو رمان: لدينا إرثٌ كبير من الراحل عربيات يحمل قيمة تربوية وفكرية وسياسية
وافتتح حفل الإشهار الوزير السابق الدكتور محمد أبو رمّان بتذكر مناقب الدكتور عبداللطيف عربيات كأحد أبرز الشخصيات السياسية الأردنية التي تقلدت مناصب بالغة الحساسية في ظروف بالغة الدقة مر بها الأردن خاصة بعد عودة الحياة الديمقراطية عام 1989.
ورحب أبو رمان بالضيوف معتبرًا أن هذه الأمسية الجميلة والحزينة في الوقت ذاته، فهي حزينة لأنها تذكرنا برمز من رموز الحركة الإسلامية والأردن وجميلة لأن لدينا هذا الإرث من الراحل الكبير.
ونوه بالقول: إن هذا الإشهار الأول للكتاب الذي صدر مؤخرا وحالت ظروف الكورونا دون إشهاره بشكل علني.
وأضاف، هذا الكتاب من خلاله نتحدث عن القيمة السياسية والتربوية والفكرية لأحد رموز الحياة السياسية الأردنية لفترة طويلة، وهو الذي كان رئيسا لمجلس النواب بعد عودة الحياة السياسية في مرحلة من أدق المراحل السياسية وكيف لا وكان من مؤسسي حزب جبهة العمل الإسلامي وأمينا عاما له ورئيسا لمجلس شورى الحزب وكان أمينا عاما لمجمع اللغة العربية
وقال أبو رمّان: صفحات من حياتي يتناول كافة هذه الصفحات من الطفولة والعائلة والظروف السياسية في السلط والدراسة في المدرسة والجامعة والانضمام للحركة الإسلامية ومعلما في التربية والتعليم ورئيسا للمناهج وأمينا عاما لوزارة التربية والتعليم وصولا للانتخابات النيابية ورئاسته لمجلس النواب في مرحلة حرب الخليج والمراحل السياسية المهمة ولاحقا عضوا في مجلس الأعيان.
وأشار إلى أن مسيرة الدكتور عبداللطيف عربيات حافلة بالعطاء فهو تميز بهدوئه وتواضعه وتجنب الحديث عن كثير من الأمور داخل الحركة الإسلامية والأمور التي قام بها، كان من أوائل من تبنّى الخط الديمقراطي والذهاب للعمل السياسي وهو ممن استحدث مصطلح الشيروقراطية (الشورى والديمقراطية)، ومن أوائل من حذر من حركة حمد (حركة مقاومة الديمقراطية)، مشيدًا بالدكتور عبداللطيف عربيات باعتباره “قامة فكرية ورمز سياسي نحترمه ونجله”.
طاهر المصري: عبداللطيف عربيات أحد أعمدة الحياة السياسية الأردنية
بدوره أشاد رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري بالدكتور عبداللطيف عربيات ومذكراه مؤكدًا أنه رحمه الله كان من أعمدة الحياة السياسية في الأردن من بداية هبة نيسان 89 إلى يوم وفاته.
وأضاف أنه كان قائدا في الحركة الإسلامية وترشح على قوائمهم وقاد السلطة التشريعية باقتدار تحت مظلة الدستور والشرعية.
ونوه المصري إلى أن الراحل عبداللطيف عربيات قاد مجلس النواب بطريقة جرئية وأثبت دور مجلس النوةاب في الرقابة والمساءلة، وشارك في اللجان الملكية ولم يكن يعكس فكره الأيدولوجي يقدم آراء وطكنية اسلامية عروبية وتلك ميزة هامة في بلد كالأردن خصوصا في تلك الظروف.
وأضاف أن عبداللطيف عربيات قاد مجلس النواب لثلاث دورات متتالية، وكانت قراراته ذكية وفي الاتجاه الصحيح، مستدركًا بالقول: ليس لأني مؤيد للإخوان ولكني أقبل بحكم الشعب وأرفض الإقصاء، والناس يستطيعون تصحيح المسار حسب مصلحتهم.
وأشاد بالمجلس النيابي الحادي عشر، منوها إلى أنه كان ممثلا لكافة الفئات حسب قناعات الناس ضم القوميين والإسلاميين واليساريين والمستقلين والمحافظين وكلهم انتخبوا بإرادة ناخبيهم.
وشدد المصري على أن تلك الحقبة مهمة وناصعة في أهدافها نحو التغيير والإصلاح ومراجعة كل السياسات ووضعنا لبنة في بناء ديمقراطية تشاركية بالتدريج ولكن بوضوح كبير.
وأضاف بالقول: كان لعربيات نصيب واضح في كل ذلك من خلال اعتداله وهدوئه ودوره كرئيس للمجلس وعضو قيادي في الحزب الأقوى أمسك بخيوط سياسية هامة وأبقاها في مسارها المسؤول.
واستدرك المصري بالقول: لكن هناك آخرين لا يشاركونني الرأي وظلوا يتهمون عبداللطيف عربيات بالاختباء خلف اعتداله ليحقق ما يريد لجماعته، محذرين من أن خطره كونه الشخص الأهم في اختراق وزارة التربية وجعلها خزانا للإسلاميين، فما كان من رئيس الوزراء آنذاك إلا أن أصر على إقالته من التربية.
وتحدث رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري عن تجربته الشخصية في المجلس الحادي عشر لا سيما وأن الأردن كان يمر بظروف صعبة للغاية وذلك بسبب تداعيات احتلال العراق للكويت، ومقاطعة الدول العربية الثرية والدول الصديقة للأردن بما فيها بريطانيا وأمريكا وفرنسا وكاد الأمر أن يصل لنقطة الصدام واتفقنا كل مؤسسات الدولة أن نعمل على خطين متوازيين أن نحمي الأردن من التآمر والخطرومحاولات خنق الأردن بسبب موقفه الشجاع والجريء مع الأشقاء.
وأشاد المصري بعبد اللطيف عربيات معتبرا أنه بقي ملتزما ببقائه ضمن الحزب والجماعة رغم الخلافات، وبقي لآخر يوم رمزا إسلاميا هادئا صبورًا ملتزما إذ أنه قاد الاعتدال والواقعية.
وختم المصري بالقول: “رحم الله رجلا فاضلا تقيا ووطنياه وليكن نهجه وخلقه مثالا يحتذى، المرحوم كان كلما رآني يواجهني بالجملة هي لكم هي لكم، وأنتم تعلمون ماذا تعني هذه الكلمة”.
سميح المعايطة: عبداللطيف يحمل كلمة سر بوطنيته وخدمته لبلده ولا يختلف عليه اثنان
من جانبه أشاد وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة بالدكتور عبداللطيف عربيات، مؤكدًا أن كل من تعامل مع أبي سليمان ينظر له من زاوية محددة.
وأضاف بالقول: كنا شبابا في الحركة الإسلامية عندما كان رمزا وعلما في الأردن وكنا ننظر له برمزيته وله كلمة سر في تعامله مع كل القضايا التي أدارها.
وأكد المعايطة أن أبو سليمان شخص لا يختلف عليه إثنان حتى كارهوه لا يجدوا شيئا من العيوب لينتقدوه، فهو يحظى بإجماع كبير في الأردن وليس فقط في تياره الإسلامي.
وشدد على أن “هذه ميزة كبيرة له، فكان وطنيا حقيقيا وكان رغم وجود خط حزبي معارض، لكنه مؤمن بالأردن ومؤمن بالوطن، والخط السياسي الذي انتمى إليه يفعل ذلك لخدمة بلده وهي كلمة السر فيه”.
ونوه المعايطة إلى أن عربيات صاحب مبدأ فحين عرض عليه وهو رئيس المشاريع في التربية أن يعمل في البنك الدولي فرفض منصبا وعرضًا كبيرًا كهذا من أجل خدمة بلده.
وشدد على أن عربيات كان رجلاً موثوقًا مقنعا وطنيا حقيقيا كسب ثقة الملك الكبيرة بسبب حبه وخدمته وتفانيه لوطنه، فكانت كلمة السر التي بقيت معه حتى فارق الحياة.
وأشار إلى أن عربيات رغم كونه سياسيا معارضًا إلا أنه في الوقت ذاته ابن الإدارة الأردنية والبيروقراطية الأردنية وأقصد هنا (المؤسسية المستندة للقانون والتشريع وليس الإهمال والتعطيل)، وكان يعرف مفاصل الدولة ويعرف كيف تدار المؤسسات والوزارات.
وتابع المعايطة بالقول: ولذلك تدرج في نجاحه من معلم إلى أن وصل لمنصب أمين عام لوزارة التربية والتعليم.
وعبر المعايطة عن دهشته حين قرأ مذكرات الراحل عربيات لا سيما وأنه ابن العمل السياسي، فهو ابن الإخوان منذ كان في الصف السابع، مؤكدًا أنه ليس غريبًا أن كان محترفا في مجلس النواب فدرس في العراق وذهب لأمريكا، ومنذ الطفولة وهو في العمل السياسي.
وشدد المعايطة على أنه كان من القلائل محترفي السياسة في عام 1989، فكان من السدة الأولى التي استطاع من خلالها خدمة الحركة الإسلامية دون أن يتعارض مع خط الدولة بأدائه الرفيع الذي تميز به.
وقال المعايطة عن ذكرياته مع الراحل عربيات: في إحدى المرات التي جالسته كان يتحدث عن التربية والتعليم كأنه يتحدث عن أحد أبنائه، وكيف ساهم في بنائها وتطويرها من الستين وحتى 1986، ويتحدث بفخر عنها وإنجازاتها، وهو ابن المؤسسة التربوية في الأردن، ولديهم رسالة وبنية أخلاقية وليست وظيفة فقط.
وختم حديثه بالقول: عبداللطيف عربيات يستحق الوفاء وأن يذكر ويقدر بشكل كبير، وكل ما تعلمناه منه سيكون صدقة جارية في ميزان أعماله، فرجل بمثل حجمه لا يمكن أن يخسر، ولو كانت الظروف مختلفة لما خسر الانتخابات، ولذلك عينه الملك حسين رحمه الله في مجلس الأعيان، فمثله لا يمكن أن يبقى جالسا في بيته.
د. فتحي ملكاوي: عبداللطيف عربيات كفاءة متميزة كانت تكافح التصحر البيئي والتصحر الاجتماعي والتصحر الفكري
أما مدير معهد الفكر الإسلامي الدكتور فتحي ملكاوي فقال في بداية حديثه عن الراحل الدكتور عبداللطيف عربيات: اسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة، فقد سعدت في ثقته بقراءة هذه المذكرات وهي مكتوبة بخط اليد، حتى قبل طباعتها وتقبل براحبة صدر كل ملاحظاتي.
وأضاف بالقول متحدثًا عن تواضعه: عرفته بوقت مبكر من حياتي في الصف العاشر، وقدمت نفسي إليه في مدرسة الزرقاء الثانوية، ومع ذلك قدم نفسه وأنا مثلك طالب في السنة الرابعة من كلية الزراعة في جامعة بغداد، ولعلكم تقدرون قيمة هذا التواضع، من شخص بهذا المستوى بذلك الوقت،.
وقال: صلتي لم تنقطع به وعملت معه في المناهج عندما كان رئيسا، وكنت عضوا بمجلس الأمناء في جامعتة الزرقاء عندما كان رئيسا، وعملت معه في هذا المجمع اللغة العربية وعدد من الأماكن، وسافرت معه إلى عدد من البلدان المختلفة.
وأشار الملكاوي إلى أن الدكتور عبداللطيف عربيات كان يعتب علي دائما بأني لا أشتغل في السياسة ولا عضوا في الجماعة ولا الحزب، وأخيرا سعدت بأن يكون سكني قريبا من سكنه وأن أصلي الجمعة في المسجد نفسه، ونلتقي على فنجان قهوة بعد صلاة الجمعة حيث يجتمع بعض الجيران في بيته للحديث بمواضيع مختلفة.
وشدد على أن “هذه مذكرات رجل دولة وأمّة”، مشيرًا إلى أنك إذا كنت تعرف شيئا عن كاتب المذكرات فإنك تبحث في سيرة الكاتب عن الفجوات التي لديك به، وتفاجئك بعض المواقف الجديدة والغريبة عليك”.
ونوه إلى أن “ما يسجله صاحب المذكرات قد يكون مجرد ذكر للخبر والحدث ويكون فائدة للقارئ ولكن الفائدة الأكبر عندما تكون خبرة وتجربة تشكلت عن طريق التعامل مع الأحداث وما رافقها من ظروف ومعاناة”.
وتابع بالقول: “لذلك لا عجب أن نجد الكاتب يرحمه الله يكتب في مقدمة مذكراته: إن أعظم ظلم للإنسان هو ظلمه لنفسه عندما يستطيع تسجيل الحقائق والأحداث كما يراها ولا يفعل”.
وأكد أن عبداللطيف عربيات يجد في ههذه المذكرات نوعا من اختبار الكاتب لنفسه ليراجع محطات حياته ويختبر مدى حضور المبادئ التي يؤمن بها وكيف تجلت وهي حساب للنفس عما قد يكون فيها من العبرة للقارئ.
وتساءل الملكاوي: ماذا ينقص كتاب المذكرات عند عبداللطيف: سوف يكتشف خلوها من كثير من الإنجازات التي لها قيمتها وفائدتها للقارئ قدمها في العمل العام في العمل الإسلامي وفي وزارة التربية والتعليم ومجلس النواب والأعيان والجمعيات الأهلية في الأردن والندوات واللقاءات الكثيرة في عشرات البلدان.
وقال: مؤكد لو جمعت هذه المواد لكانت عددا من المجلدات، وكشف عربيات الأسباب التي لم تمكنه من ذلك حيث أشار بمذكراته إلى أن “حجم العمل العام الذي أمارسه على مدى طويل مستمر في قطاعات سياسية وتربوية جعلني أستغرق ولا أجد الوقت لجمع هذه المواد”.
وذكر الملكاوي في حديثه نماذج من مذكرات عربيات: أولها نموذج القوي الأمين وبعض المذكرات تكشف بعض المزايا الشخصية لكاتبها الموظف القوي الأمين يكشف ما ينتاب بعض الأعمال من فساد مالي وأخلاقي ودرجة التصدي للضغوط التي تمارسها جهات خارجية أو داخلية لتوظيف توجهات فكرية تنتقص من استقرار القرار الوطني وتغير الثقافة المحلية.
وشدد على أنه يجب أن يكون القوي الأمين سدًا منيعا أمام ذلك، وظهر جليا ذلك في قسم المشاريع في التربية وتصديه للتعامل مع البنك الدولي.
وأضاف: في رصد عبداللطيف عربيات للتضييق على الحركة الإسلامية يكشف عن حالات متعددة لم يكن للحكومة فيها الولاية مما هو مكلف فيه، ويرصد حالات يطلب فيها رئيس الوزراء تنفيذ ما لا يمكن تنفيذه دون ميزانية وأدوات، لكن مع ذلك يمكن القيام بهذه المهمة على أكمل وجه.
وذكر الملكاوي النموذج الثاني بمذكرات عربيات حول موضوع المعارضة: معظم من يعرفه يصنفه ضمن المعارضة لكن المذكرات تكشف عن أمرين بشأن المعارضة التي يتبناها، الأمر الأول أنها معارضة إيجابية إن صح التعبير، لا تتخذ مواقف متصلبة من أصحاب المواقف الأخرى ولا تحتكر المعارضة للإسلاميين، ولكن تتشارك مع مكونات المعارضة الأخرى.
وأضاف أنه في مذكراته يطفح بأمثلة من الثناء على مواقف حكومية وشخصيات حكومية قلما نجد من أنواع الثناء عند شخصيات معارضة أخرى، فهي معارضة ليست كالمعارضة التي تتخذ موقفا مسبقًا.
وشدد على أن صاحب المذكرات لم يكن رجل حزب أو جماعة فقط بقدر ما كان رجل وطن ورجل أمّة، وأن فقده كان كذلك.
وختم الملكاوي بالقول: أما الذين يعرفونه عن قرب وفي هذه المرحلة بالذات سيتأكد لهم أنه من الكفاءات المتميزة التي كانت تكافح التصحر البيئي والتصحر الاجتماعي والفكري في آنٍ واحد، وسيتأكدون من صحة مقولة في الليلة الظلماء يفتقد البدر.
صالح العرموطي: عبداللطيف عربيات زعيم وطني وسياسي محنك من الدرجة الأولى
وفي ذكره مناقب وسمات شخصية الفقيد ورجولته وفروسيته قدم النائب صالح العرموطي الشكر والتقدير لعائلة الدكتور عبداللطيف عربيات التي يجب أن ترفع رأسها عاليا به، لا سيما وأنه يعز نظيره في هذا الزمن.
واقتبس العرموطي في بداية حديثه من مذكرات الراحل قوله: يجول في خاطري الكثير من المعاني والصور التي أتوق لشرحها والتعليق عليها، معلقًا على ذلك: “قرأت الشرح وقرأت التعليق فما أجمل الشرح وما أجمل التعليق”.
وشدد على أن “هذا الرجل انسجم مع نفسه وشهادته وتارخيه، ولم يعطل نصًا أو يقترح لو كنت كذى لقلت كذى وهو دليل على القوة والشجاعة والفروسية والمروءة.”
وقال العرموطي: أبو سليمان ليس شخصية وطنية فحسب، بل هو زعيم وطني وسياسي محنك من الدرجة الأولى ولم يغفل الجانب السياسي أو المهني أو الزراعي ولا عشق الوطن والانتماء له”.
وشدد على ان المعارضة التي يفهمها راشدة ضمن الثوابت والقيم والوطن، مستدركًا بالقول: وأحزنني في مذكراته: “إنها سلسلة من التحديات والسباحة ضد التيار في عملي في بقية مراحل حياتي ولا تزال”.
وعلق العرموطي على ما سبق بالقول: “ضلوا ورى أبو سليمان حتى فارق الحياة”.
وأضاف، “أذكر موقف عندما ذهبت إلى إيران معه في وفد برلماني وحزبي للتضامن مع الأقصى والقدس، لم يوضع العلم الرسمي على السارية لأن الوفد الرسمي غائب، لا يمكن أن ألقي كلمتي أمامكم إلا بعد وضع العلم الأردني على السارية”.
وفي معرض حديثه عن موقف آخر “لهذا الرجل الذي نعتز به ونفخر أنه في تاريخ حياته كان شجاعًا لا يجامل”.
وذكر أن الملك حسين كان يحتمي برجاله ويشاورهم وعندما طلب منه الرئيس الأمريكي للموافقة على إنشاء قاعدة أمريكية وإرسال مدير مخابراته ليتشاور مع الملك، فاستشار الملك رئيس مجلس النواب عبداللطيف عربيات في حينه فقال له: اترك الأمر عليّ.
وخرج عربيات في اليوم التالي بمؤتمر صحفي وأعلن أن مجلس النواب الأردني يرفض وجود قوات أمريكية على أرض الأردن لأنها تهدد أمنه واستقراره وسيادته، بحسب العرموطي.
وتابع حديثه: إن الملك قال لمدير المخابرات الأمريكية إن البرلمان يرفض وجود قوات أمريكية على الأرض الأردنية وأنتم تحترمون الديمقراطية، فما كان منه إلا أن قال للملك “معك حق”.
وختم العرموطي حديثه بالقول: نترحم على هذا الرجل العملاق والسياسي المحنك الذي لم يطعن في حركته الإسلامية بل أشاد بها ورجالها وقال إنها حركة راشدة.. غادر الدنيا وهو يتغنى بالحركة الإسلامية، نم قرير العين فسنبقى نتغنّى بك دائمًا.
من جانبه ختم نجل الدكتور عبداللطيف عربيات الحديث في الجلسة بشكر الحضور وضيوف حفل الإشهار وما صدر منهم من ثناء على الراحل الكبير.
وأكد أن العائلة كجزء من الوفاء للدكتور عبداللطيف عربيات ستجمع محاضراته وندواته في كتيب أو كتاب ليتحقق الفائدة منها لا سيما وأنه في مذكراته كان حريصًا فقط على أن يعلي من القيمة والمبادئ في القصص التي ذكرها والتجارب التي تحدث عنها.
https://www.facebook.com/watch/?ref=external&v=421122456181551