ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: الزواج بسن الأربعين الخميس 05 سبتمبر 2013, 2:12 am | |
| [rtl]الزواج بسن الأربعين[/rtl] [rtl]
[/rtl] [rtl]
د. كميل موسى فرام أستاذ مشارك/ كلية الطب - الجامعة الأردنية استشاري النسائية والتوليد/ مستشفى الجامعة الأردنية
استضافتني الاعلامية المتألقة لانا العطيات بحلقة صباحية من البرنامج المتميز «يوم جديد» على شاشة التلفزيون الأردني للحديث عن عقدة اجتماعية مزمنة تنخر بهيكل التكوين الاجتماعي بما تسببه من جرح وإيلام لفئة شبابية اختارت التضحية أو فُرضت عليها بتأخر سن الزواج، حتى إذا تهيأت الظروف للحدث، فتصطدم بالواقع الذي يحمل تساؤلات وهواجس تؤخر أو تحجب أو تمنع اتمام المشروع الاجتماعي وتحديدا عندما يكون هناك دور مؤثر لراعية المنزل إنطلاقا من الحرص الزائد على مستقبل الابن/الابنة بفصل الحمل والانجاب أو بفصل التوافق والعطاء الزوجي بما يسمح بترجمة شيفرة الفطرة الانسانية بين الزوجين لتساعد على هبوب نسمات الدفء فتلطف المشاعر على أنغام فيروزية ورحبانية، وتجعل من الوقت صباحا ربيعيا مشرقا كل الوقت.
قارب الزواج يمثل وصول الفتاة لشاطىء الأربعين، بدون إمتطاء قارب الزواج، واحدا من تحديات العمر التي تترجم معانيها وكلماتها بقاموس اجتماعي مؤذٍ يستخدم تفسير عبارات الظلم بأولوية على افتراض ذلك جريمة اجتماعية تعاقب عليها الفتاة، حتى لو كانت بريئة من الظروف التي فُرضت عليها وجعلتها تتأخر عن الربع أحيانا، خصوصا أن الظروف الشخصية تترجم ويجب أت تترجم بظروف السرية لأن الافصاح والاعلان عن مفرداتها سيشكل غيمة ماطرة من العتب والتشفي وفرصة لموضوع نقاشي في الجلسات العائلية والاجتماعية بل ويمثل بركانا يهدد مستقبل الفتاة وبالتحديد ضمن عاداتنا التي تسمح لنا بالاجتهاد في التفسير مع الجنح لفقرة الشك أحيانا، فننسى التضحية لاسعاد العائلة أو حملها لشاطىء الأمان وقبل الاقدام على فصول الارتباط والزواج. تتعدد أسباب التأخر بالزواج لكلا الجنسين.
قائمة الأسباب الشخصية هناك ظروف عائلية تمنع الارتباط بالتوقيت المثالي لأبجديات الزواج، وهناك قائمة من الأسباب الشخصية التي تساهم بهبوب الرياح بعكس تيار الارادة على أن اذكر ولو من باب الأمانة والتذكير بحصرية الاختيار لشخصية معينة ضمن روابط ووعود فرضتها ظروف أو مبررات فجعلت فكرة الارتباط تترجم بقالبها الضيق حتى لو تطلب الأمر التضحية بسنوات من العمر لترجمة الوعود بدون الادراك أن القارب قد أبحر وينهل من الأيام وقودا لاستمرار المسيرة فرصيد العمر لن يعوض أبدا لمن يؤمن بفكرة التأجيل للغد، كما أن هناك الظروف الاقتصادية الصعبة التي جعلت من التفكير على الزواج والارتباط مغامرة بعالم بعيد عن الواقع تسببت بزيادة نسبة الفشل والاقامة بقصر الأوهام انتظارا لمفاجأة بدولاب الحظ، وهناك أيضا عائق يحتل مساحة شاسعة من ثواني العمر مغلفا بالمتطلبات غير محددة النهاية لاتمام الصفقة كشرط وفاء للاخلاص تساهم بعزوف مقدر عن التفكير بالزواج أو الاقدام عليه بقرض بنكي يسدد على أقساط بفوائده عبر مساحة العمر الباقية. ربما الحلم بفارس العمر يشكل حاجزا ماثلاً بين الأمنية والواقع مع الاعتراف واليقين بعامل مشترك أننا نطمح دائما بتفصيل الشريك الحياتي بمواصفات مثالية حتى لو كانت غائبة عنا أو أننا نتخبط بصحرائها الخالية بدون الاعتراف بمقومات التكافىء الشخصية والعائلية التي تمثل حاضرا لدستور المستقبل، ففي فترة النشوة يقفز الفارس عن حواجز الدهر لاعتبارات البرهة مستخدما سلاح التنازل والتضحية ويرسل إشارات الاطاعة بشكلها المطلق أو الأعمى بصورة سطحية كفيلة بالانصهار والاندثار مع أول امتحان واقعي حيث الاخفاق والخوف من التعامل عبر البوابات الرسمية للارتباط بتبرير ركيك ولكنه ينطلي، حيث الفارس بالشكل والمركز الاجتماعي والوضع المادي بوظيفة عملية أو إدخار أو مستقبل وريث يسمح بحلم امتلاك لبن العصفور عندما يصبح لحن حفيف الأشجار بسيمفونية زغردة العصافير على أزهار العمر سلاما عائليا ينشد يوميا بكل صباح، فقراءة التاريخ قد برهنت بزيادة نسبة الضحايا بين هذه الفئة تحت عنوان الغدر؛ غدر الشريك الذي ارتضى بنسج الأعصاب شبكة للتسلية أو استنزافا للمؤهلات وغدر الزمن الذي حجب شمس الحقيقة بغروب مبكر يعالج بدموع الندم ليرطب جفاف القدر، ولكن اللدغة قد لا تكون كافية لإيصال الرسالة فتبدا أحداث الحلقة التالية بسيناريو مشابه لنفس البطل الذي يغني لحنا لا يطرب ولكنه يجذب.
تكاليف الزواج الباهظة تكاليف الزواج الباهظة تمثل سببا رئيسا لتأخر سن الزواج لكلا الطرفين، ولكن الخسارة من هذه الظروف لا توزع بالتساوي بين الطرفين، فتراها مضاعفة بالنصف الأنثوي خصوصا أن عاداتنا الاجتماعية وثقافتنا العائلية الممزوجة بكبرياء تمنع على الفتاة وأهلها بمشروع المبادرة للزواج إلا بحالات التمرد والاجتهاد الذاتي التي تصنف للنقد، يقابلها تردد من النصف الذكوري لضيق ذات اليد أو عدم القدرة على الوفاء بمتطلبات اتمام الزواج، ليتضاعف الأمر عند المقارنة بالأقران والأصدقاء بما صرفوا وعملوا، فالظروف الاقتصادية والدخل المادي عوامل مؤثرة على قرار الارتباط بفترة عمرية مثالية لبناء العائلة بالتوقيت المناسب، حتى إذا وصلت بنود التحليل لأسباب الفشل وزيادة نسبة الهجر والانفصال لتشكل عائقا أمام الفئة المتشجعة على الارتباط عندما تندرج اسس المقارنة التي تشكل صدمة للجانبين، بل ويمثل العامل الزمني لفترة الزواج بصورتها الفاشلة نقطة الارتكاز للبحث عن قارب الهروب من الارتباط، وأي كان السببب وصاحب القرار، فإن ذلك يترك أثراً مماثلاً على شريك النصف الآخر. ربما وجود مشاكل صحية بدرجات معينة عند الفتاة يمثل سببا مهما للتريث خصوصا المشاكل الصحية المرتبطة بالدورة الشهرية وتطورات البلوغ واكتمال الأنوثة بالتوقيت المناسب، سببا مستترا لتأجيل فكرة الارتباط ، مشددا على أن فكرة التأخر بالبحث عن النصيحة الطبية سوف يضاعف بالخسائر الصحية والشخصية والاجتماعية على مستوى الفتاة والعائلة. هناك أمثلة لضحايا التفكير بين جرأة الاعتراف بوجود خلل صحي يعالج ولا يمنع الارتباط بكافة متطلباته، وضحايا الانكار اعتمادا على الأيام كوسيلة شفاء علاجية بعد اختلاط المشاعر وانصهار معادنها بقالب الزوجية المقدس، فالحيرة بعدم العدالة بتحليل معطيات هذه الفقرة بين الطرفين تجعل من عادات المجتمع وفقرات العيب شريكا بجريمة التأخر بالزواج حتى إذا وصلت الضحية لمشارف الأربعين لتصطدم بوابل من سهام المجتمع التي تشكك بقدرتها على النجاح في الزواج والانجاب أو النجاح بأداء دورها الزوجي بشكوك خلل هرموني أو نضوب مستودع البويضات الممتازة، بواقع يفرض حاجز التردد والشك. التحليل العلمي الذي يكفل التوضيح للاجابة على هذه الأسئلة المرتبطة والمترابطة سيكون مجال الحديث في هذه الزاوية من أبواب الرأي في الاسبوع القادم ليقدم إجابات شافية، فالحلم بمثالية المستقبل وتضاريسه حق شخصي ضمن أفق التفكير الصحيح، وحلم الزواج والإنجاب يشكل عامود البنيان الأساسي ويحتاج لجهد متواصل لتذليل صعابه بالتوقيت المناسب، فالاقتصاد والتوفير والتأجيل يمثل نخرا بجذر العائلة سيشخص بيوم ما وقد يكون توقيته بعد نفاذ فترة الاستئناف والتصرف للاستدراك، فليس من حكمة بتحقيق الحلم بالمجان إلا لمن يؤمن بأبراج الحظ كسبيل وحيد لقطار العمر معتقدا أن المحافظة على رصيد الورثة سيضمن له ذكرى طيبة بين المستفيدين[/rtl] |
|