31 مارس 1978..
عيزرا وايزمان عن السادات بعد اجتماعهما :"السادات لم يكن مهتما بدولة فلسطينية"!
فاجأ الرئيس السادات الأمير سعود الفيصل فى لقائهما يوم 28 مارس 1978..وبحضور وزير الخارجية المصرى محمد ابراهيم كامل ..بخبر زيارة وزير الدفاع الاسرائيلى عزرا وايزمان للقاهرة ..بينما كان وزراء الخارجية العرب يجتمعون فيها..فى محاولة لعلاج الشروخ المترتبة على مضى السادات فى طريقه للسلام مع اسرائيل ..وتعجب الفيصل من مجىء وايزمان اثناء انعقاد الاجتماع وفى نفس الوقت كان الجيش الاسرائيلى يقوم بعدوانه على لبنان ..وظلت هذه الزيارة لغزا كبيرا امام "كامل"..الذى فشل فى صرف السادات عنها...لكنه عرف قصتها كاملة بعد ثلاث سنوات ..كما يقول فى مذكراته "السلام الضائع "(كتاب الاهالى -القاهرة)..
يذكر كامل ان ثلاث سنوات مضت دون ان يعرف بما حدث فى لقاء يومى 30 و31 مارس 1978 ..خلاف ماذكره له السادات الى ان تلقى مذكرات "وايزمان ".."المعركة من اجل السلام".."الصادرة فى مارس 1981..ويعبر كامل عن مشاعره بعد قرائتها قائلا :"كم تمنيت لولم يكتب وايزمان كتابه او لو كان قد اسقط منه مادار بينه وبين السادات او لم يقع الكتاب فى يدى واطلع عليه فقد اثار فى نفسى مرارة كبيرة وشعرت انه كان يغرر بى واطعن من الخلف..او بالاحرى تطعن الجهود المخلصة الصادقة التى كنت ابذلها مع زملائى فى الوزارة على حساب اعصابنا وصحتنا ..عسى ان نحقق للسادات وبلدنا وقضيتنا من قبله ما نعتقد انه تعزيز لموقفنا فى المفاوضات بما يكفل لنا النجاح او على الاقل الا يصيبنا الا اقل الخسائر"..
يقول "كامل"..ان السادات اخبره ان وايزمان هو الذى طلب حضوره الى القاهرة ومقابلته ..فى حين يذكر وايزمان فى مذكراته نصا"نقلت الينا محطتنا فى القاهرة "زاهانا"..رسالة شفوية احيت الامل فقد كان زملائى فى وزارة الدفاع يرون انه ليس هناك ثمة امكانية لاستئناف محاداثات السلام طالما قواتنا تقوم بعملية نشطة فى لبنان ولكن الرسالة ذات السرية القصوى اربكت كل تنباؤتنا فقد كان الرئيس المصرى يطلب منى الحضور ومقابلته فى يوم 30 مارس ويقول وايزمان انه اتصل على الفور برئيس الوزراء بيجن واخبره بمحتوى الرسالة فدعا بيجن مجلس الوزراء لاجتماع عاجل ..ويضيف وايزمان "فى الوقت الذى ابرق فيه السادات كانت القاهرة مكتظة بوزراء الخارجية العرب لحضور مؤتمر الجامعة العربية ودعوة وزير دفاع اسرائيل بينما القوات الاسرائيلية ترابط على الاراضى اللبنانية كانت تحديا سافرا للعالم العربى"..
فى اجتماع الحكومة الاسرائيلية سال وايزمان عما يقوله للمصريين فى زيارته ..فرد بيجن "قل انه ليس هناك فى اسرائيل احد يقبل فك المستوطنات وان ماتطلبونه ايها المصريون هو الانسحاب الكامل واقامة الدولة الفلسطينية غير مقبول فهل هم مستعدون لشىء اخر.."ويشرح وايزمان لحظة قدومه الى القاهرة قائلا:"ان السادات صافحه بحرارة امام عدساات التليفزيون رغم حرج مركزه ودولته بسبب الهجوم العسكرى على لبنان ..قائلا :"ارحب بوزير الدفاع واسعد بوصوله ويجب ان تعلم انه كانت هناك معارضة لحضورك الى هنا ..كان ملك السعودية خالد وحتى وزارة خارجيتى ..كانت ايضا ضد ذلك ولكنى اردت لن اراك"..
ويكشف وايزمان مناقشاته مع السادات وهما تحت شجرة "السكامور" الفارعة فى استراحة القناطر وفى نهايتها يقول "عندما لخصت حديثى مع السادات شعرت بمزاج افضل ..فهو كان غير مهتم بدولة فلسطينية وكان مستعدا ان يترك مستوطناتنا فى الضفة الغربية فى مكانها وكان مستعدا للحلول محل الملك حسين فيما لو رفض هذا الاشتراك فى المفاوضات "..
قبل مغادرته القاهرة فى مثل هذا اليوم 31 مارس 1978 تلقى مكالمة عاجلة من وزير الدفاع المصرى المشير محمد عبد الغنى الجمسى للذهاب الى القناطر الخيرية لمقابلة السادات وعندما قابله لاحظ توتره بشكل غير عادى"..وقال له "قابلت بالامس ممثلين من غزة ورفضوا افكارى انهم يريدون تقرير المصير وسيكون هناك استفتاء .."فرد وايزمان "الاستفتاء غير مقبول و اقترح عقد معاهدة سلام مع مصر كمرحلة اولى ..انك رجل شجاع لقد طردت الروس وقمت بمبادرة السلام ويجب ان يكون لديك الشجاعة للوصول بهذا الى نتيجة والامر قد انتهى" !