[ltr]
الخلاصة:
شكلت القدس موضوعاً رئيسياً، ورافعةً ثورية لمختلف الهبّات الشعبية الفلسطينية، منذ هبة النبي موسى سنة 1920، مروراً بهبة البراق سنة 1929، وهبة سنة 1967، وهبة سنة 1982، والانتفاضات الفلسطينية المختلفة منذ 1987.
سجلت سنة 2015 تحولاً نوعياً في مسار الهبات الشعبية الفلسطينية، إذ انطلقت هبة فلسطينية شعبية شاملة، شكلت القدس كمساحة جغرافية ساحة أغلب أحداثها، واستمرت تلك الهبة عبر موجات متفاوتة من الحدة حتى نهايات سنة 2017، التي سجلت ولادة شكل جديد من النضال الفلسطيني في القدس، والمرتبط في اعتماد نظام “اللاحركة” والمقاومة بممارسة أعمال الحياة الطبيعية في حيز جغرافي يضغط على الاحتلال الصهيوني لتحقيق مطالب محددة، أو ما يُعرف باسم الاعتصامات الجماهيرية، على غرار اعتصام ميدان التحرير في القاهرة سنة 2011. جاءت الترجمة الفعلية لتلك الحالة المعيارية في هبة باب الأسباط سنة 2017، فيما شهدت سنة 2019 تكريساً لهذا النمط من المقاومة الشعبية في هبة باب الرحمة، التي عاودت الجماهير تكريس نموذجها عبر حملة الفجر العظيم التي بدأت بتكريس معادلةً جديدة تسعى لتقويض مخططات تقسيم المسجد الأقصى، لا مقاومتها وحسب.
مارست الجماهير الفلسطينية، من المقدسيين وأهالي الداخل الفلسطيني المحتل، خلال تلك الهبّات ممارساتٍ طبيعية، كالصلاة وتناول الطعام وعقد القران، في المناطق الأكثر استهدافاً من الاحتلال الصهيوني في القدس، وبشكل جماهيري تم الحشد له بوسائل مختلفة عن وسائل التنظيمات التقليدية، في ابتداعٍ لبديلٍ في ظلّ ملاحقة الاحتلال الصهيوني ووكلاءه لأي عمل شعبي جماهيري منظم في القدس والضفة الغربية بشكل عام، وهو ما يعرف بالمقاومة بالحيلة.
لم تنحصر أنماط المقاومة الشعبية في القدس بالهبّات والحراكات الشعبية الجماهيرية، بل عاد الشعب الفلسطيني لممارسة نمط استخدموه سابقاً من أنماط وأساليب العنف الثوري، وهو العمليات الفردية، التي عجز الاحتلال الصهيوني في كثير من فصول المواجهة، عن وقفها أو تقويضها، لعدم ارتباط تلك الظاهرة عنقودياً بأي تنظيم أو فصيل من فصائل المقاومة الفلسطينية، لتشكل الهبّات الشعبية، المترافقة مع العمليات الفردية، ونقاط وبؤر المواجهة شبه اليومية مع الاحتلال، ملامح انتفاضة فلسطينية مقدسية، ما تزال تداعيات أحداثها حاضرةً في الميدان بقوة، ولتثبت عبر عددٍ السنين التي مرت بها مدى نجاعتها في عرقلة التقدم الصهيوني في القدس.
الهوامش:
[1] باحث في قسم الإعلام في مؤسسة القدس الدولية، ومحرر في موقع مدينة القدس، أسهم في مشروع كتاب العالم في مدينة مع ملتقى القدس الثقافي، في عمّان. له عدة أوراق معلومات وأبحاث منشورة مع مؤسسة القدس الدولية، وموقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين، ومركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني.
[2] هبة النفق 1996، موقع مركز المعلومات الوطني الفلسطيني – وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، في:
http://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=3482[3] مروان درويش وأندرو ريفني، الاحتجاج الشعبي في فلسطين – المستقبل المجهول للمقاومة غير المسلحة (بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2018)، ص 89.
[4] أحمد طربين، فلسطين “في عهد الانتداب البريطاني،” في الموسوعة الفلسطينية، المجلد الثاني، الدراسات التاريخية (بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1990)، ص 1021.
[5] سميح حمودة، “هبة البراق 1929 – ملحق وثائقي،” حوليات القدس، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، العدد 11، صيف 2011، صفحة 65.
[6] إلياس شوفاني، الموجز في تاريخ فلسطين السياسي – منذ فجر التاريخ حتى سنة 1949 (بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1996)، ص 435.
[7] إلياس شوفاني، الموجز في تاريخ فلسطين السياسي – منذ فجر التاريخ حتى سنة 1949، ص 435.
[8] معاذ الزعتري وجوناثن مولوني، سياسة هدم المنازل في قرية سلوان – تهويد مدينة القدس (القدس: مؤسسة المقدسي لتنمية المجتمع، 2010)، ص 11.
[9] مايكل دمبر، سياسة إسرائيل تجاه الأوقاف الإسلامية في فلسطين 1948–1988 )بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، (1992، ص 197-198؛ وانظر أيضاً: عبد الحميد السائح، فلسطين لا صلاة تحت الحراب – مُذكرات الشيخ عبد الحميد السائح )بيرت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2001)، ص 80–85.
[10] باسل الأعرج وزيد الشعيبي، “الحراك الشبابي وحزب الكنبة الفلسطينية،” مجلة الدراسات الفلسطينية، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، المجلد 90، العدد 118، ربيع 2012، ص 117، و122-123.
[11] أحمد عزم، الشباب الفلسطيني من الحركة إلى الحراك 1908–2018 (رام الله: المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات والاستشارات السياسية – مسارات، 2018)، صفحة 116.
[12] ياسين عز الدين، الحراك الشبابي بالضفة في قفص الاتهام، موقع فلسطين.نت، 10/9/2016، في:
http://palestine.paldf.net/news/2016/9/10/الحراك-الشبابي-بالضفة-في-قفص-الاتهام[13] تم استخراج هذا الرقم من الأوراق التحضيرية التي أعدها الباحث كمال الجعبري لفصل “الأرض والمقدسات” في كتاب التقرير الاستراتيجي الفلسطيني 2017–2016، الصادر عن مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات.
[14] الاحتلال يحظر الحراك الشبابي في القدس والضفة، موقع مدينة القدس، مؤسسة القدس الدولية، 13/7/2016، في:
http://alquds-online.org/index.php?s=1&id=19578[15] جميل هلال، الحراكات الشبابية الفلسطينية – رؤية نقدية استشرافية (رام الله: المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية – مسارات، 2013)، صفحة 74.
[16] مؤتمر اللجان الدولية لمسيرة القدس العالمية ينهي أعماله في بيروت، موقع مدينة القدس، 20/1/2012، في:
http://alquds-online.org/news/14080[17] الاحتلال يخشى من مسيرة القدس العالمية ويتوعد المشاركين، موقع مدينة القدس، 29/3/2012، في:
http://alquds-online.org/index.php?s=1&id=14777[18] 55 ألف أردني يهتفون لنصرة القدس والاقصى، موقع مدينة القدس، 30/3/2012، في:
http://www.alquds-online.org/index.php?s=news&id=14787[19] إدارة الإعلام والمعلومات، “تقرير حال القدس 2012،” مؤسسة القدس الدولية، بيروت، 2013، ص 4.
[20] عبد الوهاب الأرناؤوط، “القدس 2016: إجراءات تهويدية تبقي عوامل الانفجار قائمة،” مجلة الدراسات الفلسطينية، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، العدد 160، ربيع 2016، ص 165.
[21] إدارة الإعلام والمعلومات، مؤسسة القدس الدولة، “تقرير حال القدس 2012،” ص 6.
[22] مقابلة أجراها الباحث مع خالد زبارقة، محامي الشيخ رائد صلاح، عبر الهاتف، 27/4/2019.
[23] مقابلة أجراها الباحث مع هنادي الحلواني، إحدى المرابطات في المسجد الأقصى، ومسؤولة مشروع مصاطب العلم في المسجد الأقصى في العام 2012، 1/4/2019.
[24] محسن محمد صالح (محرر)، التقرير الاستراتيجي الفلسطيني 2012–2013 (بيروت: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2013)، ص 244.
[25] إدارة الإعلام والمعلومات، مؤسسة القدس الدولة، “تقرير حال القدس 2012،” ص 14.
[26] مقابلة أجراها الباحث مع هنادي الحلواني، 1/4/2019.
[27] أبرز الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى 2011-2014، موقع مركز المعلومات الوطني الفلسطيني – وكالة وفا، في:
http://info.wafa.ps/userfiles/server/pdf/a_q_2011-2014.pdf[28] محسن محمد صالح، التقرير الاستراتيجي الفلسطيني 2012–2013، ص 261.
[29] قسم الأبحاث والمعلومات، (انتفاضة القدس) في شهرها الثالث: إطلالة على الخلفيات والتوقعات، مؤسسة القدس الدولية، بيروت، 2014، ص 1؛ وانظر أيضاً: خالد أبو عرفة، المقاومة الشعبية الفلسطينية للاحتلال الإسرائيلي في بيت المقدس 1987–2015 (بيروت: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2017)، ص 113-114.
[30] محسن محمد صالح (إشراف وتحرير)، اليوميات الفلسطينية لسنة 2014 (بيروت: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2015)، ص 195.
[31] إسرائيل تعثر على جثث المستوطنين الثلاثة، موقع الجزيرة.نت، 30/6/2014.
[32] محسن محمد صالح، التقرير الاستراتيجي الفلسطيني 2014–2015 (بيروت: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2015)، ص 292.
[33] “حصاد فلسطين – تقرير بالأرقام عن أهم أحداث فلسطين خلال عام 2014،” شبكة فلسطين للحوار، 2015، ص 5.
[34] باسل الأعرج، “الهبة الفلسطينية: تحديّات وفرص،” دائرة سليمان الحلبي للدراسات الاستعمارية والتحرر المعرفي، القدس، 2015، ص 3.
[35] قسم الأبحاث والمعلومات، مؤسسة القدس الدولية، (انتفاضة القدس) في شهرها الثالث: إطلالة على الخلفيات والتوقعات، ص 3.
[36] خرسا هي إحدى قرى الخليل التابعة لبلدية دورا وتقع على بُعد 20 كم جنوب غرب الخليل بين بلدة دورا وقرية طرامة.
[37] موقع سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، 22/9/2017، انظر:
https://saraya.ps/[38] محسن محمد صالح (إشراف وتحرير)، اليوميات الفلسطينية لسنة 2015 (بيروت: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2016)، ص 381.
[39] قسم الأبحاث والمعلومات، مؤسسة القدس الدولية، (انتفاضة القدس) في شهرها الثالث: إطلالة على الخلفيات والتوقعات، ص 4.
[40] “حصاد فلسطين – تقرير بالأرقام عن أهم أحداث فلسطين خلال عام 2015،” شبكة فلسطين للحوار، 2016، ص 5.
[41] المرجع نفسه، ص 6.
[42] المرجع نفسه، ص 9.
[43] استخرجت هذه المعلومات خلال متابعة يوميات صحيفة القدس، والوكالة الفلسطينية للإعلام، ومركز المعلومات الفلسطيني – وفا، خلال الفترة 2016–2017 من قِبل الباحث كمال الجعبري.
[44] محسن محمد صالح، التقرير الاستراتيجي الفلسطيني 2016–2017 (بيروت: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2017)، ص 177.
[45] “حصاد فلسطين – تقرير بالأرقام عن أهم أحداث فلسطين خلال عام 2016،” شبكة فلسطين للحوار، 2017، ص 7.
[46] ثلاثة شهداء وقتيلان إسرائيليان باشتباك في الأقصى، الجزيرة.نت، 14/7/2017.
[47] وكالة وفا، 17/7/2017، في:
http://www.wafainfo.ps/ar_page.aspx?id=20090[48] المرجع نفسه.
[49] محسن محمد صالح وربيع محمد الدنان ووائل عبد الله وهبة (إعداد وتحرير)، اليوميات الفلسطينية لسنة 2017 (بيروت: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2018)، ص 300.
[50] مستمرون بالاعتصام صلاة الظهر على بوابات الأقصى، موقع المركز الفلسطيني للإعلام، 15/7/2017.
[51] أكثر من 40 إصابة في مواجهات باب الأسباط واعتقال شابين، موقع مدينة القدس، 16/7/2017.
[52] عيسى عيسى قواسمي، انتصار الغضب 7/2017 (القدس: عيسى عيسى قواسمي، 2018)، ص 26.
[53] المرجع نفسه، ص 41.
[54] المرجع نفسه، ص 50.
[55] المرجع نفسه، ص 78–79.
[56] هشام يعقوب (محرر)، حال القدس 2017 (بيروت: مؤسسة القدس الدولية، 2017)، ص 128.
[57] مقابلة أجراها الباحث مع هنادي الحلواني، 1/4/2019.
[58] محسن محمد صالح وربيع محمد الدنان ووائل عبد الله وهبة، اليوميات الفلسطينية لسنة 2017، ص 310.
[59] المرجع نفسه، ص 314.
[60] المرجع نفسه، ص 318.
[61] وسام محمد، “هبة باب الأسباط – عزيمة وصمود ونصر قابل للتكرار،” مؤسسة القدس الدولية، بيروت، 2017، ص 9.
[62] أحمد سعد، سيسولوجيا المقاومة والحراك في فضاءات مدينة القدس المُستعمَرة، سلسلة أوراق بحثية 11 (رام الله: مركز الأبحاث، منظمة التحرير الفلسطينية، 2018)، ص 32؛ وانظر أيضاً: نظمي الجعبة، مذبحة الحرم الإبراهيمي في الخليل – معاقبة الضحية ومكأفاة المجرم (بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2018)، ص 12-13.
[63] سامي محمد الصلاحات، الأوقاف الإسلامية في القدس ودورها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي (بيروت: مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، 2011)، ص 49.
[64] أبرز الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى 1967-2000، موقع مركز المعلومات الوطني الفلسطيني – وكالة وفا، في:
http://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=9551[65] “باب الرحمة – محطات تاريخية من المشهد وأحداث شهري شباط وآذار 2019،” الجمعية الأكاديمية الفلسطينية للشؤون الدولية PASSIA، القدس، أيار/ مايو 2019، ص 5.
[66] أبرز الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى 2001-2010، موقع مركز المعلومات الوطني الفلسطيني – وكالة وفا، في:
http://info.wafa.ps/ar_page.aspx?id=9552[67] تل أبيب تخطط لتحويل غرف داخل الأقصى إلى كنيس يهودي، جريدة الدستور، عمّان، 15/3/2003.
[68] مقابلة أجراها الباحث مع هنادي الحلواني، 1/4/2019؛ وانظر أيضاً: ماجدة إبراهيم عامر، أمة في حركة – الرباط في الأقصى بين التحدي والتصدي (طهران: مركز الحضارة للدراسات والبحوث، 2017)، ص 10 -11.
[69] زياد ابحيص، مخطط التقسيم والمخاطر المحدقة بشرقي فناء المسجد الأقصى المبارك، ورقة مقدمة لندوة المسجد الأقصى والمآلات، ملتقى القدس الثقافي، مركز هيا الثقافي، عمّان، 2/5/2016، ص 8. (ورقة غير منشورة)
[70] إغلاق “باب الرحمة”… السهم “الإسرائيلي” في قلب الأقصى، المركز الفلسطيني للإعلام، 12/9/2017.
[71] المركز الفلسطيني للإعلام، 10/12/2017.
[72] قسم الأبحاث والمعلومات، “تقدير موقف: هبة باب الرحمة أين تقف؟ خيارات الجماهير والدولة الأردنية،” مؤسسة القدس الدولية، بيروت، 2019، ص 6.
[73] نصب نقطة مراقبة فوق سطح قاعة باب الرحمة داخل الأقصى، وكالة قدس نت للأنباء، 18/6/2018.
[74] باب الرحمة: مواجهة متجددة في الأقصى، موقع متراس، 20/2/2019، انظر:
https://metras.co/[75] نشرة فلسطين اليوم، مركز الزيتونة للدراسات والاستشارت، بيروت، العدد 4876، 28/2/2019، ص 26.
[76] براءة درزي، “مصلى باب الرحمة: التطورات والمآلات،” قسم الأبحاث والمعلومات، مؤسسة القدس الدولية، بيروت، 2017، ص 2.
[77] براءة درزي، “مصلى باب الرحمة: التطورات والمآلات،” ص 3.
[78] مجلس أوقاف القدس: نعمل على ترميم مصلى باب الرحمة لافتتاحه أمام المصلين، الدستور، 20/2/2019.
[79] موقع مدينة القدس، 18/2/2019.
[80] فتح مصلى الرحمة.. الوعي الفلسطيني ينتصر مجدداً، المركز الفلسطيني للإعلام، 22/2/2019.
للاطلاع على ورقة العمل بصيغة بي دي أف، اضغط على الرابط التالي:
https://www.alzaytouna.net/arabic/data/attachments/AcademicArticles/PA-KamalJabari_Jerusalem_PopularResistance_12-19_5-21.pdf[/ltr]