(أمة إقرأ)

(أمة إقرأ)

(اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) سورة العلق.
في ظل انتشار التعلق البشري بالإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي أكاد أجزم أن بعضها وصل لدرجة التعلق المرضي، نبحث عن عادة قيمة كادت تنقرض، وهي القراءة.
أمة سيدنا محمد (أمة إقرأ) أين هي الآن مع القراءة؟ وما حالها؟ ابتداءً من الأطفال وانتهاءً بالكبار عمراً.
أصبحنا نشعر أن مفهوم القراءة بات رفاهية أو عملة نادرة في مجتمع لا يجد الوقت الكافي على حد زعمهم للقراءة، فهل حقاً العائق والسبب الرئيسي هو عدم وجود الوقت الكافي؟! أو أن أوقاتنا أصبحت تهدر وتسرق في أشياء لا قيمة لها ولا فائدة دون دراية منا بذلك.
والسؤال الجوهري هنا ما هي فوائد القراءة؟ أهي فقط للثقافة وزيادة المعرفة فحسب؟ حتمًا لا فناهيك عن قراءة أطهر الكتب؛ معجزة سيدنا محمد وكلام الله، الذي هو حياة المؤمن وبوصلة المسلم، ومؤنس للقلوب وكنز من الحسنات، كما قال رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم ((من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)).
فأيضا القراءة المتنوعة في شتى مجالات الحياة لها العديد والعديد من الفوائد، فلها ما لها من الآثار الإيجابية على العقل، التي تتمثل في تحفيز الدماغ وتقوية الذاكرة وزيادة التركيز، وحسب الدراسات التي نشرت مؤخرًا، فإن القراءة تقلل من خطر الإصابة بالزهايمر مع التقدم بالسن، إضافة إلى التقليل من التوتر وزيادة الطمأنينة والهدوء، الذي أصبحنا بأمس الحاجة له في وقتنا هذا في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد والعباد.
وهنا لابد من الحث الدائم والحرص الشديد على القراءة المنتظمة النافعة المجدية، فهي أنفع للعقل والجسد والروح، وخير جليس في هذا الزمان، وكما قال أحمد شوقي :
أنا من بدل بالكتب الصحابا
لم أجد لي وافيا إلا الكتابا
صاحب إن عبته أو لم تعب
ليس بالواجد للصاحب عابا