منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  العلاقات السعودية – الإيرانية: الدوافع والنتائج

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  العلاقات السعودية – الإيرانية: الدوافع والنتائج Empty
مُساهمةموضوع: العلاقات السعودية – الإيرانية: الدوافع والنتائج     العلاقات السعودية – الإيرانية: الدوافع والنتائج Emptyالأربعاء 17 نوفمبر 2021, 9:05 am

الخلاف مع السعودية عقدة إيرانية

فاروق يوسف*

الحديث عن تسوية الخلافات بين إيران والسعودية يُراد منه التغطية على سلسلة الاعتداءات التي تعرضت لها السعودية من قبل إيران.

في ذلك المجال يمكن التركيز على أن ملف ضرب المنشآت النفطية السعودية لا يزال مفتوحاً على طاولة مجلس الأمن في انتظار اتخاذ القرار المناسب. ولن يكون ذلك القرار كما هو متوقع بأقل من إدانة دولية وفرض تعويضات سيكون على إيران أن تدفعها مقابل ما أحدثه عدوانها من خسائر مادية.

إذا قلنا إنه ليس هناك خلاف بين الطرفين فذلك القول لا يعبر إلا عن نصف الحقيقة. أما النصف الثاني فيحتويه قولنا إن ذلك الخلاف يقوم على عدوان طرف على طرف آخر.

الطرف المعتدي صار معروفاً، فالسعودية لم تقم بأي فعل عدواني ضد إيران. ناهيك عن أن السعودية لم ترد على الإعتداءات الإيرانية بمثلها بل اختارت أن تسلك الطرق القانونية في مواجهة العدوان الإيراني المستمر.

في نظرتها إلى إيران تتبنى السعودية سياقاً قانونياً يفرض على إيران عدم التدخل في شؤون الدول المجاورة لها واحترام سيادتها. وجهة النظر تلك التي تعبر عن سياسة دولية قائمة لا تعد تدخلاً في الشؤون الداخلية لإيران.

وإذا كان ذلك السياق القانوني يفرض على إيران التخلي عن سياساتها التوسعية في المنطقة، فإن السعودية ليست وحدها من تقول ذلك بل إن هناك إجماعاً دولياً عليه. وما العقوبات الأميركية المفروضة على إيران إلا انعكاس له.

الخطاب السياسي الإيراني يتجاهل كل تلك الحقائق ويحفر خندقاً طائفياً ليس له محل من الإعراب لا في علم السياسة ولا في القانون الدولي. ذلك خطاب لا يسمح بأي مقاربة ممكنة ذلك لأنه منقطع عن الواقع ولا يقدم وجهة نظر إيجابية يمكن من خلالها التعرف على جذور وأصول المشكلة، إن كانت تلك المشكلة موجودة أصلاً.

يخلط الإيرانيون بين نزعتهم الطائفية والسياسة. ذلك ما أضفى على طريقتهم في التعامل مع العالم العربي مزيداً من التعقيد. وفي سياق ذلك الخطاب، فإن إيران لا تملك حلولا لمشكلاتها وبالأخص المترتبة من جراء أزماتها المفتعلة مع العالم الخارجي. فحتى اللحظة، لم تفهم إيران أن فكرتها عن قوتها ليست إلا أوهاماً وأن لغة تلك القوة إن كانت نافعة في زمان ومكان معينين فإنها قد تكون منزلقاً خطيرا نحو الهاوية إذا ما تم اعتمادها في كل الحالات.

رسائل إيران إلى العالم الخارجي لا تبشر بخير

أما رغبتها في وساطة تنهي خلافاتها مع السعودية، فإنها ما لم تقم بتغيير في سياساتها الخارجية فإن تلك الرغبة تظل نوعاً من الدعاية المضللة التي تهدف إلى اللعب في الوقت الضائع. ذلك لأنها لن تستفيد شيئاً من خدمة الوسطاء المجانية حين تجردهم من مصداقية، كان في الإمكان أن تفتح أمامها أبواب العالم لو أنها حظيت بتفاعل إيراني إيجابي.

سيكون ضرورياً بالنسبة لإيران أن تتحرر من عقدة التفوق وتتخلص من لغة الاستعلاء لتفهم أن خلافها مع السعودية قائم على الأسس نفسها التي يقوم عليها خلافها مع العالم وإن كانت السعودية قد مثلت هدفا مباشراً لعدوانها المتكرر. فالسعودية لا تريد من إيران سوى أن تكون دولة طبيعية تلتزم حدودها السياسية وتحترم سيادة دول المنطقة ولا تتدخل في شؤونها الداخلية بحجج لا علاقة لها بالسياسة.

لا ترغب السعودية بأكثر من أن ترى إيران دولة جارة مكتفية بعلاقاتها الطيبة مع العالم الخارجي، يعنى نظامها بشؤونها الداخلية من غير أن تضع نفسها في الموقع الذي يدفعها إلى إلحاق الضرر بالآخرين. أما برامج التسلح التي ما فتئت إيران تنفق أموالها هدراً عليها، فإنها شأن صار العالم يتعامل معه بمهنية واحتراف، بحيث صار واضحاً للإيرانيين أن كل ما فعلوه في سابق أيامهم لن يكون له مكان في المستقبل.

ذلك درس لو فهمه الإيرانيون لإكتشفوا أن علاقات طيبة بدول المنطقة ومنها السعودية سيكون لها أكبر الأثر في مشاريع التنمية والإستثمار لدول المنطقة ومنها إيران.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  العلاقات السعودية – الإيرانية: الدوافع والنتائج Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات السعودية – الإيرانية: الدوافع والنتائج     العلاقات السعودية – الإيرانية: الدوافع والنتائج Emptyالأربعاء 17 نوفمبر 2021, 9:05 am

العلاقات السعودية – الإيرانية: الدوافع والنتائج


من سياق تطورات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، يبدو أنها جاءت متوافقة ومتسارعة بشأن إمكانية حسم الخلافات السعودية – الإيرانية، حيث يدور الحديث حالياً حول إمكانية حدوث التقارب بين الدولتين في ظل تطورات أسهمت بشكل فاعل في تقريب وجهات النظر المختلفة بينهما طيلة الأعوام السابقة، إذ ترجع الخلافات الى حادثة إعدام الشيخ نمر النمر – وهو من الوجوه الشيعية المعارضة – ما أدى إلى إقتحام السفارة السعودية في العاصمة الإيرانية طهران، وفاقم من حالة التدهور في علاقاتهما الثنائية.

لكن مع التطورات في معطيات المنطقة – ولا سيما بعد إنتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن على رأس الإدارة الأمريكية – نرى بأن السياسة الأمريكية قد إعتمدت اسلوب التهدئة على جميع الملفات في المنطقة وذات العلاقة المباشرة بتدهور العلاقات بين الجانبين السعودي والإيراني؛ فالرئيس بايدن يعتمد سياسة الحلول الدبلوماسية وتغليب لغة الحوار والتفاوض من أجل الخروج بنتائج إيجابية، كما أن لكل طرف من الأطراف دوافعه في تهدئة الوضع في المنطقة.

فالجانب الإيراني يسعى بكل جهده الى تقليل الآثار التي طبعت عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني ولا سيما بعد تطبيع بعض دول الخليج – ومنها مملكة البحرين ودولة الإمارات العربية المتحدة مؤخراً – وهذا ما يسهم في تقليل جهد المواجهة في منطقة الخليج، والعمل على تثبيت الدور الإيراني فيها. بينما يكمن الدافع السعودي في تهدئة الأوضاع إلى رغبته في تعزيز دوره ومكانته لا سيما بعد الحرب في اليمن ودور التحالف العربي بقيادتها وتجنيب المنطقة خطر التقاتل بينهما، إذ تبدو الرغبة السعودية متجاوبة مع إمكانات التقارب مع إيران لا سيما بعد وصول إدارة أمريكية جديدة – المتمثلة بالرئيس بايدن خلفاً للرئيس دونالد ترامب – إذ تخشى المملكة من توّصل الولايات المتحدة إلى إتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، بعد خروجها من جانب واحد العام 2018 في عهد الرئيس ترامب، فضلاً عن تداعيات جيو – إستراتيجية خلّفها الإنسحاب الأمريكي من أفغانستان بعد قرابة عقدين من الزمن؛ من هنا، نجد أمامنا فرصة لحدوث تقارب تاريخي بين الرياض وطهران في ظل تلك المعطيات والرغبة المتبادلة التي مثلّتها جولات التفاوض الثنائية التي تهدف بشكل اساسي إلى تهدئة “الحروب بالوكالة” بينهما في المنطقة عبر وكلائهما.

أما فيما يخص الجانب الأمريكي، فأيضاً له دوافعه من إتمام التهدئة المرتقبة بين الجانبين، حيث تسعى واشنطن إلى مواجهة النفوذ الصيني المتنامي في المنطقة لا سيما بعد مساعي بكين الجدية، التي تكللت بتوقيعها لإتفاق مع إيران لمدة 25 عاماً قادمة ضمن إطار مبادرة “الحزام والطريق” في مارس/آذار 2021، وهو ما يشكل – من وجهة النظر الأمريكية – تهديداً مباشراً لمصالحها في الخليج مع إقتراب الصين من مناطق نفوذها التقليدية.

هذا الوضع من الممكن أن يرتب تغييراً في أولويات السياسة الخارجية الأمريكية إزاء منطقة الخليج وما تشهده من توترات مزمنة وصراعات مستدامة أدت إلى إستنزاف القوات الأمريكية وتواجدها في مناطق تلك النزاعات والصراعات بشكل دائم، مع الأخذ بنظر الإعتبار تنامي القوة الصينية في منطقة بحر الصين الجنوبي وهذا ما جعل الرؤية الأمريكية بأن تكون اقل حزماً إزاء التوتر الحاصل في المنطقة ونقل تركيزها وقوتها إلى منطقة النفوذ الجديدة في منطقة شرق آسيا لمواجهة التنامي المستمر لبكين ومحاولات فرض نفوذها في تلك المنطقة، وهو ما أسفر عن تكتيك جديد اتبعته واشنطن تمثّل في دعم الدول القريبة من الصين سواء عسكرياً أو إقتصادياً لتكون منافساً للصين في تلك المنطقة الحيوية والتي ستكون- حسب وجهة النظر الأمريكية – منطقة التوترات القادمة بينها وبين الصين، وهو ما أنسحب بدوره على تواجد القوات الأمريكية في أفغانستان وإتخاذ قرار الإنسحاب منها.

كل تلك الأمور بدورها إنسحبت على إمكانية تبدل الرؤى والتوجهات بشان تهدئة الأوضاع في منطقة الخليج بين المملكة العربية السعودية وإيران والتوصل إلى تفاهمات جديدة تعتمد المصلحة بالدرجة الأولى وتبادل الأدوار الإقليمية بين الطرفين؛ لذا، يبدو أنه من المرجح أن يكون حل الملفات العالقة ممكناً في حال توافر الإرادة لذلك، وهو ما يمكن تلمُّسه مؤخراً بعد جولات تفاوضية بين مسؤولي الدولتين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  العلاقات السعودية – الإيرانية: الدوافع والنتائج Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات السعودية – الإيرانية: الدوافع والنتائج     العلاقات السعودية – الإيرانية: الدوافع والنتائج Emptyالأربعاء 17 نوفمبر 2021, 9:06 am

المحادثات الإيرانية – السعودية: 
هل تتجه الرياض إلى الدبلوماسية بدلاً عن شراء الأمن؟

بالطبع، كان حديث ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية صادماً. فاذا عدنا بالزمن حوالي 4 أعوام، بالتحديد إلى العام 2017، سنجد أن ولي العهد تبنّى خطاباً تحريضياً ضدّ إيران، فقد قال “نعلم أننا هدف رئيس للنظام الإيراني، لن ننتظر حتى تصبح المعركة داخل المملكة، سنعمل على أن تكون المعركة داخل إيران”، وزاد من حدة لهجته متهماً النظام الإيراني بـ “التطرف”، معتبراً أنه لا يوجد بينه وبين بلاده أي نقاط مشتركة للحديث أو التفاوض.

تتبدل العلاقات بين الدول، ومعها تقل أو تزيد التوترات، ولكن هذا التحول الكبير في النبرة السعودية تجاه إيران ملفتٌ للنظر، خاصةً لكون البلدين خصمين إقليميين منذ عقود، فما الدافع وراء هذا التغير؟ وإلى أي حد يمكن أن يصل التعاون والتفاهم بين البلدين؟

محادثات سرية في بغداد

في الآونة الأخيرة نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” عن مسؤولين عراقيين – لم تسمهم – أنّ العاصمة العراقية بغداد استضافت محادثات سرية بين إيران والسعودية، بالإضافة إلى الإمارات.

ووفقاً لتقرير الصحيفة، فإن مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى من الجانبين السعودي والإيراني اجتمعوا في بغداد بتنسيق من رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، الذي تربطه صلات بكلا الجانبين.

وأشار التقرير إلى أن الاجتماع عُقد في 9 أبريل/نيسان 2021، باعتباره الاجتماع الأول بين البلدين، ولكن كشفت تقارير إخبارية أخرى أن اجتماع شهر أبريل/نيسان لم يكن الأول من نوعه، وسبقه حوالي 5 أو 4 اجتماعات، منذ يناير/كانون الثاني 2021؛ ولكن بعد انتشار هذه الأخبار، نفت المملكة إجراء أية محادثات مع الجارة الإيرانية، واكتفت الخارجية الإيرانية بالترحيب بالحوار مع الرياض، دون التعليق على أخبار المحادثات السرية بين البلدين.

والجدير بالذكر أن المحادثات السرية بين الطرفين تناولت العديد من الملفات في المنطقة، ولكن كان على رأسها الحرب في اليمن.

وفي حديث مع “ساسه بوست”، قالَ مسؤول من المجلس الاعلى للامن القومي الإيراني شارك في الاجتماعات السرية بين الرياض وطهران، وفضّل عدم ذكر اسمه “كانت الاجتماعات جميعها على مستوى المسؤولين الأمنيين ومسؤولي المخابرات من كلا البلدين، بالإضافة إلى مسؤولين أمنيين من دولة الإمارات، وقد حضر الجنرال إسماعيل قاآني قائد قوة القدس أحد هذه الاجتماعات مع رئيس المخابرات السعودية خالد الحميدان.” ويضيف المسؤول الأمني الإيراني قائلاً “تناولنا العديد من الملفات في اليمن، وسوريا، ولبنان، وحتى العراق، وكان السعوديون مهتمين بمطلب واحد أكثر من باقي المطالب، وهو وقف هجمات الحوثيين التي تستهدف بلادهم.”

المطالب المتبادلة

وفي العام 2017، قال ولي العهد السعودي إنه لا يمكن التواصل بين السعودية وإيران؛ لأنه ببساطة وعلى حد تعبيره، النقاط المشتركة بين البلدين شبه معدومة.

رغمَ تصريحات ولي العهد القطعية ضدّ إيران، يبدو أن الظروف الإقليمية تغيّرت اليوم، وكاد يصل الطرفان إلى نقطة يمكن الانطلاق منها للتفاهم والتشاور، ويقول نفس المسؤول في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في حديثه مع “ساسه بوست” إن “الحرب في اليمن هي بداية المفاوضات بين البلدين… لكن آن الأوان للعمل سوياً لإنهاء الصراع اليمني”.

وزاد الحوثيون، بدعمٍ إيراني، من هجماتهم التي تستهدف المنشآت النفطية وغيرها داخل السعودية، خاصةً في الفترة الماضية مع تكرر الاستهداف بشكل يومي، ونفّذت بعض الهجمات على الأراضي السعودية من داخل العراق، على يد فصائل مسلحة موالية لإيران. وبحسب المسؤول الأمني الإيراني، طلبَ الجانب السعودي من نظيره الإيراني وقفَ كافة الهجمات من اليمن أو العراق.

وفي المقابل، طرحت إيران مطالبها على الوفد السعودي، ويقول المسؤول الأمني الإيراني إن “الجمهورية الإسلامية ترحب بالحوار مع دول الخليج، وفي نفس الوقت هناك العديد من المطالب الإيرانية التي نوقشت في الاجتماعات، على سبيل المثال تقاسم السلطة في اليمن، ووجود تمثيل حكومي قوي للحوثيين، وَوقف السعودية والإمارات للحملة المضادة للاتفاق النووي.”

وبحسب المسؤول الأمني الإيراني، فإن طهران طلبت من الرياض العمل لإيجاد حل للأزمة السياسية والاقتصادية في لبنان، مقابل السماح للسعودية بإقامة العديد من المشروعات الاستثمارية في العراق.

وتعقيباً على هذه المفاوضات يقول حسن عابديني، الخبير الإيراني في الشؤون الدولية، في حديث مع “ساسه بوست” إن “هناك تفاؤل كبير بسبب التقارب بين طهران والرياض، وهناك الكثير من الملفات التي إذا عمل البلدان على حلها، فسنشهد هدوءاً في المنطقة.”

ويرى السيد عابديني أن الصراع بين السعودية وإيران كان واسع النطاق ومكلفاً لكلا البلدين، ويقول “كان من الممكن إنهاء الحرب في اليمن منذ أعوام لو جلس البلدان إلى طاولة المفاوضات، ولم نكن لنشهد هذه الصراعات في لبنان وسوريا، وإهدار الكثير من الوقت، ولكن يجب التفاؤل الآن، صحيح أن المحادثات لم تسفر عن نتائج إيجابية بشكل سريع، لكن مجرد الاتفاق على التفاوض أمر إيجابي.”

وفي محاولة لرسم موقف إيراني أقوى في المفاوضات، يتحدث المسؤول الأمني الإيراني عما وصفه بـ “رغبة سعودية حقيقية في التفاوض”، ويؤكّد “لمسنا رغبة حقيقية في التوصل إلى حلول في أغلب الملفات التي تمت مناقشتها، هذه المرة الرياض منفتحة على المحادثات مع إيران، ونحن نرحب بالتقارب مع جميع الدول العربية.”

هذا التوجه المُتفائل لحل المشاكل بين البلدين يطرح سؤالاً مهماً: ما السر وراء هذا التغير الكبير الآن؟ وما الذي دفع البلدين إلى الجوء للدبلوماسية بدلاً عن المتابعة في الصدامات المستمرة كما حدث طوال العقود الأربعة الماضية؟

البداية من هجوم “أرامكو”

قد تكون الإجابة البديهية على السؤال السابق هي وصول الرئيس الديمقراطي جو بايدن إلى البيت الأبيض، خاصة أنه خلال حملته الانتخابية تعهد بقطع التعاون الأمريكي مع السعودية في حرب اليمن، وتعهد بسحب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط لتنفيذ أجندته في تقليص تواجد بلاده في المنطقة.


وبعد أن وصل إلى السلطة، أمر بايدن بنشر تقرير استخباراتي أمريكي يقول إنّ محمد بن سلمان “وافق على خطة، إما للقبض على أو قتل الصحافي السعودي” المعارض جمال خاشقجي.

ووفقاً للمعطيات السابقة سيكون من المنطقي أن يكون الدافع لتوجّه السعودية إلى الدبلوماسية والحوار مع إيران هو السياسة الأمريكية الجديدة لإنهاء الدعم غير المشروط لحلفائها العرب، مثلما فعلت إدارة دونالد ترامب في الأعوام الأربع الماضية.

ويقول أمير مسعود، الباحث السياسي المقيم في طهران، ومؤيدٌ للمحادثات الإيرانية – السعودية، في حديث لـ “ساسه بوست” إن إدارة بايدن تسعى “للخروج من الشرق الأوسط، وعدم الانجرار إلى مغامرات حلفائها في الخليج مرة ثانية، لكن ليس هذا هو الدافع الأول والأخير وراء التقارب الإيراني – السعودي، أعتقد أن الرياض اتخذت هذا القرار في آخر فترة ولاية دونالد ترامب.”

ففي سبتمبر/أيلول 2019، شنّ الحوثيون هجمات بطائرات بدون طيار على منشآت نفطية لشركة أرامكو، ويقول تقرير لصحيفة “فاينانشال تايمز” إن الهجوم كلّف السعودية حوالي ملياري دولار. انتظرت الرياض من إدارة ترامب الحليفة أن ترد نيابةً عنها على الهجوم الذي تمّ برعاية طهران، ولكنه اكتفى باتهام إيران بالوقوف وراء هذا الهجوم.

ويقول الباحث مسعود أيضاً إن “رد فعل واشنطن بعد هجوم أرمكو كان صدمة للرياض وباقي حلفاء أمريكا في الخليج، فقد أظهر ترامب لا مبالاة في الدفاع عن أهم حلفائه في المنطقة، حينها فقط أدركت السعودية والإمارات أن الدعم الأمريكي غير المشروط، وشراء ترسانة الأسلحة الأمريكية لن يجدي نفعاً، ولا بد عن اللجوء إلى حل بديل.”

وقبل 41 عاماً عندما فقدت الولايات المتحدة حليفها الأهم في المنطقة، محمد رضا بهلوي، بعد نجاح الثورة الإيرانية العام 1979، وخوف الدول العربية المجاورة لإيران من الجمهورية الثورية الوليدة، لجأت السعودية إلى الولايات المتحدة لحمايتها باستقبال القواعد العسكرية الأمريكية، وتكديس الأسلحة بكميات هائلة، بمعنى آخر لجأت الرياض إلى شراء أمنها بدلاً عن حل النزاعات وتهدئة الاوضاع في المنطقة عن طريق الدبلوماسية.

توجّه جديد في السعودية

على ما يبدو، إن السعودية بدأت في توجه دبلوماسي جديد بالتفاوض والحوار مع إيران، خاصةً مع وصول الرئيس بايدن ورغبته الواضحة في عدم توريط بلاده أكثرَ في ملفات الشرق الاوسط، وإثبات رغبته الجادة في التفاوض مع طهران للعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، وهو ما يحدث حالياً في فيينا في مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين، قد دفع الرياض إلى إقامة حوار إقليمي، والتمسك بالمبادرة الدبلوماسية مع الجارة الإيرانية.

ويقول الباحث السياسي الإيراني مسعود إن “إدارة بايدن لا تولي اهتماماً كبيراً بالشرق الأوسط، وتريد الخروج منه بأسرع وقت، فلديها معاركها مع الصين وروسيا، ولا تريد أن تقف خلافات حلفائها في الخليج في طريق هذه المعارك.”

وفي نفس الوقت، تحتاج إيران لتهدئة الأوضاع في المنطقة خاصة مع حاجتها لإنهاء العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بعد إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، ومع رغبتها الجادة في عدم توجّه السعودية للتطبيع مع إسرائيل حتى لا تجد نفسها محاصرةً من جميع الجهات بحلفاء لإسرائيل.

ويرى السيد مسعود، أن لكلا البلدين الكثير من الدوافع لإنجاح هذا التقارب، فيقول “طوال عقود المنافسة على النفوذ في المنطقة بين البلدين لم يحقق أي طرف انتصاراً كبيراً، البلدان لديهما الكثير من المشاكل في الداخل والخارج، ولذا لا بد عن الخروج من هذه الورطة بأسرع وقت، وهذا يعني أنه يجب على الجانبين تقديم تنازلات للتوصل إلى التسوية المرجوة.”

وعلى مدار 41 عاماً لم تقترب الرياض وطهران من بعضهما البعض بشكل كبير، كانت المنافسة على فرض النفوذ والسيطرة، وهي الحالة الدائمة لعلاقاتهما، بدايةً من دعم السعودية للرئيس للعراقي الراحل صدام حسين في الحرب مع إيران، مروراً بالصدام في اليمن، وسوريا، ولبنان، وقطع العلاقات الدبلوماسية تماماً العام 2016، بعد أن اقتحم عدد من المتظاهرين الإيرانيين السفارة السعودية بطهران احتجاجاً على إعدام الرياض لرجل الدين الشيعي السعودي البارز نمر النمر، وانتهاءً بتصعيد الحوثيين بهجومهم على أرامكو العام 2019، وصولاً لنقطة توتّر لم تصل لها العلاقات من قبل.

وبالعودة إلى المحادثات بين طهران والرياض، وبالرغم من أنه إلى الآن لم يتم الإعلان عن أية نتائج لها، إلا أن هذه المرة هناك بعض التفاؤل الحذر، صحيح أنه ليس من السهل تجاوز العداوة السابقة، ولكن مجرد جلوس الطرفين إلى طاولة المفاوضات أكثر من مرة، يعني وجود فرصة تحسن نسبي في العلاقات.

ويرى السيد مسعود، أن التقارب الإيراني – السعودي، سيعود بالنفع على المنطقة بأكملها، ويقول “لن تتحول العداوة إلى صداقة في ليلة وضحاها، ولكن أي تطور إيجابي ولو بسيط من شأنه أن يغير خارطة الصراع في المنطقة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  العلاقات السعودية – الإيرانية: الدوافع والنتائج Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات السعودية – الإيرانية: الدوافع والنتائج     العلاقات السعودية – الإيرانية: الدوافع والنتائج Emptyالأربعاء 17 نوفمبر 2021, 9:06 am

العلاقات الإيرانية – السعودية في عهد بايدن: فيلم أميركي طويل؟

بعد أشهر قليلة على الإتفاق النووي الذي عقدته إيران مع دول مجموعة 5+1 في يوليو/تموز 2015، أبدت السعودية رغبةً في تليين النزاع مع إيران. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2015، كانت الأمور لا تزال في بدايتها عندما أطلق عادل الجبير، وزير الخارجية السعودية آنذاك، سلسلة تصريحات اعتبرت بمثابة الدعوة للإيرانيين لإجراء مفاوضات تتسم بطابع التصالح بين البلدين.

لم تتأخر إيران في الردّ، واقترحت عبر وزير خارجيتها الذي كان جديداً يومها، محمد جواد ظريف، إجراء مفاوضات مباشرة مع السعودية؛ وبالتالي، رفضت جميع الوساطات المقترحة، إن كانت عربية أو إقليمية أو دولية، رغم رغبة التيار الذي يمثله ظريف في ابداء نسبة أعلى من الانفتاح على الغرب في ذلك الوقت. كان واضحاً أن الإيرانيين، على اختلاف تياراتهم السياسية، ليسوا في وارد التراجع عن فكرة أساسية تضبط تباينات النظرة إلى العلاقات الدولية فيما بينهم: الاعتراف بإيران كقوة إقليمية في المنطقة.

الموقف الأميركي: حدود “الاستابلشمنت” وحدود الرئيس

بعد الاتفاق النووي، اتبع الإيرانيون سياسة واقعية لتأكيد توازن القوى داخل حدودهم القومية وجعلوا من الرغبة في تحديدها في الخارج أولوية. وبالعودة إلى كتابات رئيسية في العلاقات الدولية، سيتضح أن تحديد ميزان القوى هو عامل أساسي لفهم درجة الاستقرار والتغيير في الدولة القومية. من دون تعقيدات كثيرة، في تلك المرحلة، نجح الإيرانيون في عزل خلافاتهم لمصلحة الأمن القومي الإيراني، خاصةً وأن النمو في القوة ليس سوى نمو ينبع من سياسات القوة، والصراع عليها. لذلك؛ كان موقفهم حاسماً: إذا أراد السعوديون التفاوض فعليهم أن يدخلوا في مفاوضات مباشرة مع إيران. وهذا ما رفضه السعوديون.

تتابعت التوترات بين البلدين باتساع رقعة النزاع في المنطقة. التحول الجيو – سياسي الأول حدث عند وصول دونالد ترامب إلى الرئاسة، حيث بادر إلى الغاء الاتفاق النووي، ما ترك انطباعاً عند القادة السعوديين بتراجع الحاجة إلى التفاوض مع إيران، وافتراض حدوث رغبة معاكسة تحت الضغوط الأميركية وسياسة ترامب المعادية لإيران. في البداية، كان الخلاف في ظاهره خلافاً على الشروط بين الوساطة والمفاوضات المباشرة، لكنه خلاف استراتيجي وتاريخي كبير.

وكما في السعودية، كان هناك تيار في إيران، شعر بعد الاتفاق النووي، أن ثمة إمكانية لتوثيق العلاقة مع أميركا على حساب السعودية، وحسب التعبير الذي يستخدمه بعض الصحافيين الغربيين “تحلّ إيران مكان السعودية في علاقاتها الوثيقة بأميركا”. ومن المعروف أن الرئيس حسن روحاني لطالما كان من أنصار عقد صفقة كبيرة مع الولايات المتحدة منذ كان أميناً عاماً للمجلس الأعلى للأمن القومي بين العامين 1989 و2005. لكن في الوقت ذاته، هناك تيار كبير يرفض هذه الفكرة من أساسها، وما زال يرفضها، من دون إقامة وزن جدي لأي اختلافات بين الرؤساء أوباما، ترامب، وبايدن. وبين التيارين توجد تيارات كثيرة، ولا سيما النخبة الأكاديمية التي تحاول عقلنة النظرة إلى الغرب، على أن يكون تحسن العلاقة مع السعودية من نتائج هذه العقلنة.

ليس وجود دوائر لاتخاذ القرار، تتجاوز قدرة الرئيس على اتخاذها لوحده، مسألة إيرانية وحسب. فالرئيس الأميركي باراك أوباما نفسه عبّر عن امتعاضه من النظرة التي وجدها سائدة حوله، لجهة التعامل الدائم مع السعودية بوصفها حليفاً دائماً. وهناك من يحيل هذه النظرة إلى “الاستابلشمنت” وإلى هيمنة الحسابات الاقتصادية على نظرية الهيمنة الأميركية نفسها، من ضمن عدة عوامل أخرى تحتاج إلى تفصيل.

على الأرجح، ورغم توجيه بايدن إشارات إيجابية لإيران تمثلت باللين تجاه الحوثيين، وبالإفراج عن بعض الحسابات الإيرانية بمليارات الدولارات، فإن ذلك لا يعني أن الرئيس الجديد سيستبدل التحالف مع السعودية بالتحالف مع إيران. وما يطغى على سلوكه من لهفة واضحة لمحو الأثر الشعبوي الهائل لتركة دونالد ترامب، لا يعني بالضرورة إمكانية التخلي عن السعودية، بل ينطلق من فهم مشابه لفهم ترامب للدور السعودي، ومفاده أنه يمكن الضغط على السعوديين دائماً في قضايا إعلامية، مثل حقوق الإنسان وغيره، من دون أن يؤدي ذلك إلى قطيعة معها، ومع حلف التطبيع مع إسرائيل الذي تقوده.

ومثال على ذلك، عقيدة أوباما نفسها. فرغم الضجيج الذي أحدثه الجانب العربي من “عقيدة أوباما”، والمتمثل بموقفه السلبي في آخر أيام ولايته من القادة السعوديين، فإن أوباما نفسه لم يعترف بأن انحياز بلاده الدائم للسعودية في المنطقة ترك آثاراً سلبية على إيران وعلى المنطقة عموماً، فقد حافظت الولايات المتحدة على سياستها الخارجية المعتادة، لجهة ضمان أمن السعودية والمضي قدماً في محاصرة إيران. ويعتبر التيار الأكثر تشدداً في إيران أن بايدن سيذهب في هذا الاتجاه أيضاً، أما الفريق المتفائل، فليس بغافل هو الآخر عن صفقات السلاح التي أنجزت في عهد أوباما، وبلغت كلفتها مليارات الدولارات، كما أن أوباما لم يتدخل في اليمن أو في البحرين، رغم الانتهاكات الكبيرة لحقوق الانسان هناك، بل طغت الاعتبارات الجيو – سياسية المتمثلة بالحلف التاريخي مع السعودية على قرارته دائماً، ويتوقع أن ينسحب الأمر نفسه على بايدن، ويمكن الاستدلال إلى ذلك بمسارعة إعلان الولايات المتحدة التزامها أمن حلفائها، على أن يكون أي انفجار مشروطاً بموافقتها وضمن الحدود التي تضعها.

مستقبل النزاع أم مستقبل العلاقات؟

رغم أهمية وصول رئيس أميركي جديد، وأهمية تناقضه مع ترامب، لقراءة المشهد الإيراني – السعودي، فإن ذلك لا يعني حدوث تغيرات جوهرية في العلاقة بين البلدين. لم يكن وجود ترامب بحد ذاته سبباً للتوتر بين إيران والسعودية. التوتر في العلاقات سببه النزاعات الممتدة في المنطقة، حيث توجد فراغات كبيرة في الأنظمة اليوم، وتخضع السلطة لحسابات متباينة، في مناطق النزاع، مثل اليمن، لبنان، سوريا، والعراق.

وفيما يصرّ السعوديون على خطابهم بشكله القومي، الذي يطالب إيران بالابتعاد عن المناطق العربية، يتمسك الإيرانيون بخطاب جيو – سياسي واضح، مفاده أن تدخل إيران في العالم العربي هو ضرورة استراتيجية لضمان أمنها القومي، ولتنفيذ عدة مصالح أخرى. ويمكن الجزم أن وصول بايدن لن يحدث تغييراً في أي من الرؤيتين، والنقاش سيكون في التفاصيل، وفي حدود الغلبة وفي تأثير الدور الأميركي على العلاقات.


القول بوجود دوائر متعددة لاتخاذ القرارات في إيران، لا يعني تعطيل دور دائرة لحساب أخرى. وتخضع العلاقات الإيرانية مع السعودية لهذه النظرة. لذلك، فإن هوية الرئيس المقبل لإيران، ستكون عاملاً مساعداً لفهم مستقبل هذه العلاقات، ولكنها لن تكون عاملاً نهائياً وحاسماً، كما هي الحال مع التغيّر الذي أعلنه وصول بايدن، أو حتى في حال اضعاف موقف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في الطرف الآخر.

وحسب ما تشير إليه المصادر الإيرانية، فإن إيران سترفض دائماً رفضاً مطلقاً مشاركة السعودية وحلفائها في أية مفاوضات لإعادة العمل بالاتفاق النووي، ذلك أن أحد أبرز أسباب قيام هذا الاتفاق في الأساس كانت التفاوض بصورة مباشرة مع الغرب، ما يضع إيران في موقع قوة إقليمية حاضرة وجاهزة؛ وتالياً، فإن أي تراجع عن هذه الصيغة، يفرغ الاتفاق بالنسبة إلى الإيرانيين من معناه، ويفقدهم الوحدة والاجماع أو القبول باحتمالات حدوثه أو عودته.

الاتفاق النووي موجود أصلاً، وما ينتظره الإيرانيون هو إشارات أميركية أكثر جدية في مسألة رفع العقوبات، بينما يبحث الأميركيون عن صيغ ومخارج من شأنها طمأنة المصالح الإسرائيلية، المختزلة بخطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يبدو امتداداً بطيئاً لصوت ترامب الآفل، بشعبويته التي تحاول تصدير مشاكل الداخل إلى الخارج، أكثر من بحثه عن طمأنة السعودية، التي يبدو حتى الآن أنها لم تستخدم جميع أوراقها في الضغط على الأميركيين بعد، واكتفت بتقديم إشارات اعتبرتها إيجابية هي الأخرى، مثل المسارعة للإفراج عن الناشطة المعتقلة لجين الهذلول.

عقيدة نيكسون X عقيدة أوباما

هناك من يرى بأن إيران والسعودية، يتشاركان صفة واحدة، وهي أن علاقتهما مع الولايات المتحدة الأميركية هي الضابط والمحدد الأساسي للعلاقة بينهما، وهي البديل عن تصور جديد للعلاقات يبدأ بالتفاهم وقد يصل إلى الشراكة، على غرار ما حدث بين إيران وتركيا. وإن كانت الإشارة واجبة إلى أن أي تفاهم إيراني – سعودي هو تفاهم حسّاس.

لكن في جميع الحالات، تبدو التيارات المحافظة في إيران على قناعة بأن السعودية لن تذهب إلى مفاوضات مباشرة مع إيران، أو إلى أي نمط من شأنه تغيير طبيعة العلاقات بين البلدين. ويمكن الاستفادة من تلميحات مستشار الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، في وقت سابق عن الموضوع، عندما قال”عندما تصبح العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران علاقات طبيعية، ستكون العلاقات بين إيران والسعودية كذلك علاقات طبيعية”. حتى أن أحمدي نجاد نفسه، وهو ليس بعيداً عن المرحلة، شكك دائماً في إمكانية نسج علاقة جديدة بين إيران والسعودية بمعزل عن التأثير الأميركي.

يمكن الافتراض، إلى حد معقول، أنه عندما يتبنى المحافظون هذه الفكرة، فهم يقصدون غالباً التأثير السلبي للأميركيين وعدم قدم قدرة السعوديين على خوض مفاوضات منفردة. أما عندما يتبناها جزء من التيار الذي صار يحسب اصلاحياً رغم تاريخه المحافظ، مثل الرئيس روحاني تحديداً، فهو يتبنى غالباً شهية العلاقة مع الولايات المتحدة أكثر منها مع السعودية.

كانت “عقيدة أوباما” تقوم على الصبر والانتظار، وكانت في جوهرها محاولة دائمة للتركيز على الداخل وتقليص القوة الأميركية في الخارج. ورغم أن نظرة أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج مايسن، كولين دويك، إلى استراتيجية أميركا في العلاقات الدولية، تبدو محاولة لإعادة إحياء الشكل الإمبريالي القديم، إلا أنه يقدّم مجموعة تفسيرات دقيقة عن “العقيدة الأوبامية” لجهة اهتمامها بالداخل الأميركي وحسب. أما ما يفهمه العالم، أو ما يفهمه دويك نفسه من هذه العقيدة في الخارج، فليس دقيقاً تماماً، ذلك أن أوباما يميل إلى الاستخدام الدقيق للقوة، ولا يميل إلى عدم استخدامها. يتضح هذا في سلوكه تجاه إيران والمنطقة عموماً، لأنه عندما تعلق الأمر بالتدخل في الشرق الأوسط، أصر أوباما دائماً على استخدام استراتيجية التعامل مع كل حالة على حده. والحديث عن العودة إلى عقيدة أوباما، لا يقصد به المعنى الذي يقصده أوباما، بل يقصد به صب الاهتمام الأميركي على الداخل، وتغيير أشكال استخدام القوة في السابق.

يمكن القول إن العقيدة الوحيدة التي أمكنها الجمع بين علاقات إيرانية – سعودية برعاية أميركية كانت عقيدة نيكسون العام 1972، وليست عقيدة أوباما، انطلاقاً من قاعدة استعمارية تاريخية، اعتبرت الأمن في الخليج مسألة ضرورية لمصالح المستعمِرين. لم يكن اعتبار إيران والسعودية “ركنين توأمين”، في هذه المعادلة سهلاً، وسرعان ما انهارت لعدة أسباب، قبل أن تتبعها عملية ترسيخ ممنهجة للحلف بين السعودية والولايات المتحدة.

لا يمكن تجاهل التيارات التي تملك نظرة ثابتة للعلاقات التاريخية بين البلدين، تحديداً في إيران. فعندما اندلعت حرب الخليج، على سبيل المثال، وقبل وفاة الإمام الخميني ببضعة أشهر، نادت جماعة “أتباع خط الإمام” بسياسة خارجية أكثر تشدداً مع الرياض. ورغم آثار الحرب الإيرانية – العراقية الهائلة، كانت هناك شخصيات متشددة، ضغطت للوقوف مع العراق، ضدّ الولايات المتحدة والسعودية، مثل محتشمي بور، الذي عُزل من منصب وزير الداخلية، وعاد فائزاً في الانتخابات النيابية من ضمن تحالف “مجمع علماء الدين المجاهدين” بين العامين 1988 و1992، بينما كان هناك تيار يدعو للوقوف إلى جانب السعودية ضدّ نظام الرئيس الراحل صدام حسين، ومع حكومة الكويت في المنفى؛ وبالتالي، مع الولايات المتحدة. مثل هذا الاستقطاب، لم يعد موجوداً في إيران اليوم، لكن التباين في رؤية التيارات للعلاقة مع السعودية ما زال قائماً، كذلك من ضمن التباين على تحديد العلاقة مع الولايات المتحدة، كما لو أن السعودية ليست بلداً قائماً بذاته، بل كائن بغيره.

برفض السعوديين الذهاب إلى مفاوضات مباشرة مع الإيرانيين، لا يبدو أنهم يفعلون شيئاً لتغيير هذا الواقع، في المقابل ينتظر الإيرانيون تسليماً من السعوديين بأن إيران باتت قوة إقليمية كبيرة في المنطقة، لا يمكن تجاهلها، أو التحدث معها عبر قوى أخرى “أكبر منها”. إن كان ذلك في المناطق العربية التي تشهد نزاعاً واضحاً بين المصالح الإيرانية – السعودية، مثل اليمن، لبنان، والعراق، أو حتى في الحدائق الخلفية لإيران، مثل أفغانستان، حيث يبدو أن الدور السعودي تراجع هناك كثيراً لحساب قوى أخرى مثل قطر والهند وباكستان، بينما استطاعت إيران تعزيز قوتها وحضورها التاريخي هناك. وتلك قصة أخرى.

المراجع:

(1) كي نوش، بَنَفْشِه. (2017) العلاقات السعودية – الإيرانية منذ بدايات القرن العشرين حتى اليوم، دار الساقي، بيروت
(2) أنظر:
Dueck, C (2015), The Obama Doctrine: American Grand Strategy today, Oxford University Press
(3) أنظر:
Fitzgerald, D. and D. Ryan (2014) Obama, US Foreign Policy and the Dilemmas of Intervention , New York: Palgrave
(4) أنظر:
Dodge, T. (2012) ‘US Foreign Policy in the Middle East’, in M. Cox and D. Stokes (eds) US Foreign Policy, Oxford: Oxford University Press
(5) أنظر:
Gelvin, James L. (2003), The Modern Middle East: A History, New York, Oxford Unniversity Press
(6) أنظر:
Hajjar, S. (2002) U.S Military Presence in the Gulf: challenges and Prospects, Carlisle Barracks, PA: The strategic Studies Institute, Army War College
(7) أنظر:
Waltz, Kenneth. (1986) Theory of International Politics, New York: Columbia university Press
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
العلاقات السعودية – الإيرانية: الدوافع والنتائج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث متنوعه-
انتقل الى: