| المهندس خالد شــحام | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: المهندس خالد شــحام الأربعاء 24 نوفمبر 2021, 9:20 am | |
| بيكا وحاحا وكزبرة.. قاع البئر وأدنى قليلا! المهندس خالد شــحام في واحد من أخبار المستنقعات التي تغرق فيها المنطقة العربية ويغرق فيها العالم بأكمله تصدر خبر قيمته خمسة قروش عن منع قائمة من المغنيين المصريين المشهورين في الأحياء الشعبية وبالنكهة الشعبية من ممارسة الغناء على يد نقابة الفنانين المصريين التي يرأسها الفنان هاني شاكر ، أسباب المنع المعلنة تتعلق بعدم حصولهم على تصاريح ومخالفات ( لقواعد ) المهنة وربما لغايات في نفس هاني وهنية . ربما خبر كهذا لا يستدعي حتى أن نقف عنده أو نتفكر فيه قليلا ولكن لو علمنا حجم السلطان والهيمنة الاجتماعية التي يقف أمثال هؤلاء على حوافها لفهمنا أن خبرا كهذا إنما هو يتكلم عن أداة وسلاح اجتماعي داخلي خطير يعمل بصمت ورتابة واطمئنان ولا يلتفت أحد إلى الخطورة والأهمية الهائلة التي يلعبها . ظاهرة الغناء والمغنيين والفن والفنانيين في العالم العربي تحديدا ظاهرة تستحق الوقوف عندها لفهم كل أبعادها في الفلك الاجتماعي والاقتصادي والسياسي كذلك ، خلال رحلة طويلة لظاهرة الأغنية العربية تم تسجيل نجاحات تاريخية لفنانين يتمتعون بالموهبة الكافية والقوة الكافية في طرح الأغنية ذات الكلمات الجميلة والمغزى الجميل والأهداف السامية نسبيا ، وبعد رحلة التطور بكل أشكاله عبر عقود القرن الماضي إلى المعاصر طرأت تشعبات وتغيرات جذرية في طبيعة الأغنية العربية الاجتماعية وتنازلت عن كثير من مكانتها وغايات وجودتها لتخدم أغراضا أدنى وأهدافا لا تتعدى الكسب المادي والهيمنة الفكرية السياسية على الشعوب وتوجهاتها وطبيعة مساراتها . وجود ظاهرة الغناء عبر التاريخ اقترن بحالة من رقي المشاعر الإنسانية التي عكست وجسدت من خلال الصوت والكلمة والموسيقى المعاني العالية للوجدان البشري والهموم التي تجتاح القلب ، ولهذا السبب كانت الأغنية وسيلة للتعبير والتفسير لكل ما يثقل كاهل الشعوب وكانت وسيلة إرشادية أيضا توعي وتضع النقاط على الحروف وكانت ولا زالت أيضا وسيلة تعبوية وتحشيدية في ضمائر الشعوب حيال قضاياها المصيرية وهمومها المعيشية كذلك ، في حالات كثيرة كانت الأغنية وسيلة مقاومة ومعارضة سياسية لنهج حكم او ناقلة لإيديولوجيا معينة . الحكم العربي الرشيد تنبه لقيمة وأهمية وخطورة الظاهرة الفنية والغنائية وأثرها في تشكيل وعجن الوعي العام عند الشعوب العربية والسحر الكامن في تسخيرها لغسيل العقل وإحلال العقيدة السياسية التي يطرحها مكان العقيدة العامة للأمــة العربية الإسلامية ، وفي ظل سياسات عمرها عقود من الهزيمة والفشل والتخريب الممنهج لمظاهر الدولة العربية كان لا بد من لي عنق الأغنية العربية لتصبح أداة في يد الحاكمية العربية تؤلف وتغنى وتذاع وتبث بما يتفق مع روح الهزيمة العظيمة التي تملأ الحيز الفراغي للكيان العربي على سعته ، تم تحوير الأغنية العربية لتتحول إلى تأليه الحكم وتقديسه ومنحه الخلود والمجد الدائمين ومناعته وحصانته على الموت والفقر والهزيمة وأنه هو صانع الحضارة وسبب الحياة الأول ، تم تحوير الأغنية العربية لتصبح قنينة خمر تثمل بها الشعوب المغيبة في دهاليز الأفيون المعيشي والثمالة الحضارية وغرسها عميقا في تربة التخلف والجهل وتكريس القبلية والعنصرية والعفن الحضاري والمعيشي والإعتداء السافر على اللغة العربية رمز الحضارة والهوية ، تم إطلاق اليد الأمنية في الأغنية العربية لتحلل منها ما يتفق مع سياسات الهزيمة والتمجيد وخسف وتحييد ما يمكن أن يكون مدعاة لليقظة والصحوة العقلية والسياسية او مناصرة الإنسان العربي في اليمن أو غزة أو سوريا أو العراق أو أي مكان من محطات الموت والموات والعلقم ، لهذه الأسباب كلها تحولت الأغنية العربية إلى مستنقع آسن من الفساد الفكري والذوقي والسياسي ، طبعا التعميم ليس من الحكمة في شيء ولكن يكفي للمرء أن يسمع أو يحاول السمع إذا استطاع ليكتشف بنفسه المستوى الحالك الســواد لواقع و لحالة الفن والأغنية العربية وخاصة في لسانها المصري والشعبي تحديدا حيث برزت مجموعة ممن يسمون أنفسهم نجوم الفن الشعبي ونجوم الطبقة السفلية من البئر والذين لا يتعدون في الحقيقة رموز شؤم وتهاوي للمنظومة الأخلاقية الاجتماعية والمعيشية ويمعنون في تعزيز قيم التطفل والعيش غير المسؤول وإعدام العقل وترسيخ منطق السطحية والمادة ، امثال هؤلاء مهم جدا وجودهم لدعم وتعزيز أفيون الفقر والبؤس والتغني بلذة شــقاء الحال و يتم الاستفادة غير المباشرة من وجودهم كظاهرة غنائية واستخدامهم كطلقة مسدس سياسي في رأس الشعب المصري والعربي عموما لقتل أية بارقة أمل في النهوض وإبقـــاء كل الشباب في حالة السلطنة الدائمة والزعرنة المعززة بإيديولوجيا بيكا وشاكوش و كزبرة و جزمة كذلك ! “حمو بيكا، وحسن شاكوش، وكزبرة وحنجرة ، أبو ليلة، و فيلو، وأحمد موزة ، وحمو طيخة، وريشا كوستا وسمارة ، وشواحة، وولاد سليم، والعصابة، والزعيم، وعلاء فيفتي، وفرقة الكعب العالي، ومجدي شطة، ووزة، وشكل، وعمرو حاحا” هذه هي الأسماء كما نسختها لكم من صفحة ( رأي اليوم ) ذات العلاقة تشي لكم بكل ما ذكرناه سابقا ، طبعا أرجو ألا يعتقد أحد بأن قائمة الأسماء المقابلة التي تبدو أقل وحشية أو أكثر نعومة وانسا ورقيا تقل خطورة أو دناءة عن قائمة الأسماء المتوحشة هذه ! قراءة الأسماء وما تلقيه في البال يشابه تماما المرور على خرابة حضارية حيث يمكنك أن تجد كل ما هو مطروح وملقى وسط الكومة من الحطام والتصدعات والمهملات ، يشتهر الشعب المصري كما نعلم بخفة الظل وإطلاق التسميات التي توحي بالسخرية او الاختصار أو التدليل السريع على شتى الأشياء ومسمياتها وبالتالي فهذه الأسماء قدمت من قاع البئر الاجتماعي وتحاول ان تطرح نفسها ممثلة عن تلك الطبقات ، طبعا لا يوجد أي داع للحديث عن نوعية الأغاني ولا قيمتها ( الفنية أو الفكرية ) لأن الطرح هنا غير جائز . دائما ما يرتبط الأداء الفني الغنائي في ثقافة الشعوب بوجود محتوى ورسالة وقيمة أخلاقية أو فكرية او نوعية من النقد للنظم الاجتماعية أو السياسية أحيانا أو للتعبير عن قيم عاطفية جمالية من حرمان أو شوق أو غياب العدالة أو ما شابه ، في الحالة المذكورة أمام صف الأسماء المذكورة فالقاعدة هنا تمشي بالعكس حيث كلما هبطت الأغنية وإمتلأت بالشتائم والكلمات المتردية كلما ارتفعت أسهمها أكثر . أمثال هؤلاء يوصفون عادة ويحبون أن يوصفوا كذلك بأنهم ولدوا من رحم المجتمع بشقائه وحرمانه وفقره وصغيره وكبيره ويمثلون وينوبون عن المنطقة القريبة من القاع حيث كل أشكال وأصناف الرواسب ! لكن لا يجب أن ننسى أيضا أن هؤلاء هم مولود طبيعي لنهج سياسي قائم على التجهيل والتغييب والتهميش والحرمان الاجتماعي لتنمية وتعزيز الروح المعنوية والروح الاجتماعية بشكلها المتوحش الذي يمزج بين كل شيء ، بين التحلل الديني والإكثار من الصلاة على النبي ، بين الدعوة للتمرد والدعوة لعبادة سلطان مصر ، بين إدعاء الانتماء للفقر والفقراء والتمتع بالثروة المجموعة من شقاء وبؤس الشباب المصري ، بين البذاءة والتخلق ، هؤلاء لا يقلوا في خطورة محتواهم ورسائلهم الاجتماعية عن الفضائيات العربية التي تشتغل على وعي وعقل المواطن العربي لتضعه في اللج . (حمو بيكو ) هو جرعة هزيمة في طعم تسلية وحبوب هلوسة ، شاكوش وفيلو وطخطخة وحاحو هم شكل البذاءة التي تحورت وتطورت من قلب الألم والتحطيم الإجتماعي المسيس الذي جرى ويجرى في بلد مثل مصر ، إنهم جزء لا يتجزأ من أدوات التخريب السياسي والردة العقلية لمجتمع بأكمله وأجيال بأكملها تؤمن بأن أمثال هؤلاء يعكسون واقع أو حال أو فكر أو هموم المجتمع الذي يعيشون فيه ، الحقيقة المرة أن أمثال هؤلاء ليسوا إلا ضحايا لنهج سياسي خلق أمثالهم ليكونوا جرعة الســم الاجتماعي الذي يفسد الذوق والعقل والدين ويعتدون على كل منظومة وهوية الخلق العربي الرفيع ، الحقيقة المريرة تقول بأننا بحاجة ليس إلى منع بل حظر وتعقيم وإعادة معايرة المنظومة الفنة بأكملها لتتعايش مع هموم وتطلعات الأمة وليس إلى تسليتها بهزيمتها ونكأ جراحها بمزيد من الضحك على الذات والتلذذ بالإنحطاط الاجتماعي بكل صوره ومسمياته ، الحقيقة تقول أن كامل الطبقة الفنية في مصر وعوالم العرب بالمجمل انسخلت من قضايا أمتها وراحت تمارس دور حبوب المخدرات للوعي والألم في الجســد والقضايا العربية ، هؤلاء والطبقة التي يمثلونها إنما هم طفيليات قارضة وأبواغ نمت وترعرعت في بيئة الفشل والهزيمة المظلمة والرطبة وما يستفيد منهم إلا جنود الظلام والكائنات التي لاتحب النور ولا الشمس هم ومعظم طبقة الفنانين العرب في زماننا هــذا !
عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في السبت 27 نوفمبر 2021, 6:55 am عدل 1 مرات |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: المهندس خالد شــحام السبت 27 نوفمبر 2021, 6:48 am | |
| آخر أيام الصيفية في قصة أيلول الأمريكية.. ماذا فعلنا بك وماذا فعلت بنا؟ لا تحزنوا فإن الله معنا!
المهندس خالد شحام مضت عدة أيام على ذكرى أحداث الحادي عشر من أيلول، قبل عشرين عاما من هذا التاريخ كنت في تركيا لحضور مؤتمر علمي تقني وكنت على وشك الخروج من الفندق باتجاه المطار قبل أن يسارع أحد الآصدقاء لإيقاف التاكسي ويبلغني بخبر غريب عن تعرض الولايات المتحدة لضربات جوية من نوع ما، مشى الخبر مثل النار في الهشيم وكان من الأمر ما كان . مضى على ذلك الحدث عشرون عاما مثل الحلم، حلم تحول بالتدريج إلى كابوس أصاب واقعنا وأحلامنا وغير مجرى حياتنا ومسار التاريخ الطبيعي لشعوب العالم ومصير الكثير من القضايا والأشياء وفتح الصراعات في هذا الكوكب على أشدها . في تلك الفترة من الزمان كان وعينا يقاس بمثل حبة الجوز وربما لا نزال كذلك ولم نكن ندرك أن هذه الإصابة الظاهرية في الوجه الأمريكي كانت بمثابة غزوة عالمية شنتها الولايات المتحدة من نيويورك وحركت جيوشها الجرارة نحو الشرق الأوسط وأفغانستان وأعادت من خلالها التموضع والتخطيط لكل مجريات هذا العالم المضطرب . تلك الغزوة لم يكن سلاحها هو العتاد العسكري ولم يكن البارجات ولا صواريخ كروز ولا توما هوك ولا القنابل الاهتزازية العملاقة التي ألقيت على جبال تورا بورا أو ملجىء العامرية في بغداد، السلاح الأساسي كان شيئا اسمه القوة الهائلة في الكذب، الكذب الأمريكي المعزز بكل الوسائل التقنية والموارد البشرية المتاحة، والكذب الذي تحول تصديقه إلى فرض عين . هجمات الحادي عشر من سبتمبر لم تكن إلا الذريعة المخططة منذ التسعينات لشرعنة الخطة الأمريكية الجديدة لغزو العالم لتحقيق النقلة النوعية المنافسة في الاقتصاد والهيمنة الامريكية بشروط عالم جديد متغير بسرعة أكثر مما يجب، وهل هنالك من مبرر أفضل وأقوى وأشد رهبة من ادعاء الضرر والإصابة بالجرح الحضاري لشن هذه الغزوة ؟ جورج بوش الابن والذي كان الوجه القبيح لتلك المرحلة من التاريخ وبالتضافر المضمر مع آرييل شارون المجرم الدولي شكلا القاعدة المذهبية لتلك الضربات ومسوغات إخراجها وكيفية ادارتها، لعبت الولايات المتحدة دور المصاب والجريح الذي يتوجب عليه ان يرد اعتباره ويتصرف بما يليق بالدولة صاحبة الولاية المطلقة في هذا العالم، و تحت ضغط الرعب والخوف من رد الفعل الذي كانت تضمره الرئاسة الأمريكية خضع العالم بشرقه وغربه وتضامن مع الولايات المتحدة وفتح كل طرقه وأبوابه وملفاته وقدراته أمام الغزوة غير المعلنة وسخر جنده المجند تحت رهن الانتقام المفتوح للولايات المتحدة . في مثل هذه الخطط الضخمة تتواجد عادة مكونات أساسية لمشروع الخطة، المكون الأول هو الغايات النهائية التي يجب إخفاؤها بكل مهاراة، تكون الغايات العميقة مطبوخة وحاضرة سلفا و منذ سنوات طويلة ولكنها تنتظر الوسيلة أو الطريقة التي يتوجب أن تخرج من خلالها إلى حيز العلن بالطريقة الأكثر درامية والأكثر إقناعا لملايين البشر، المكون الثاني في مثل هذه الخطط هو خلق العدو وهذا العدو يجب أن يفصل على مقاسات الخطة و يجب تشخيصه من خلال عدة محددات أولها طبيعة الايديولوجيا الخاصة به وثانيا موقعه الجغرافي وثالثا حجمه وقدراته وعمق ردة فعله، ولهذه الأسباب كان الوجه العربي الاسلامي هو العدو الجديد الذي تم ابتكاره تماما مثلما تم ابتكار أعداء طيلة التاريخ الأمريكي المجيد مثل الهندي الأحمر الهمجي والعبد الإفريقي المتمرد والشيوعي الأحمر وأخيرا العربي المسلم ، وبما أنه قد تم خلق العدو فيأتي دور المكون التالي وهو إعداد التهمة المعلبة سلفا وهي ( الإرهاب ) وما بعد ذلك تصبح كل الاشياء تفاصيل لا حرج فيها، المكون الأخير للخطة الأمريكية والتي لم يكن ليتم شيء من دونه وهو السبق التكنولوجي، كمية من المعرفة الهندسية التي لا يمتلكها الآخرون وتسمح بوجود الأظافر المعدنية للمستعمر وتفتح شهيته على الضحية بشكل يليق بمقدار تقدمه، كان السبق التقني في تلك الفترة يتمثل في منظومات اقمار المراقبة الاصطناعية وشبكات نقل البيانات والتجسس القائمة على الانترنت الجديد وانظمة التتبع الخاصة بالجي بي اس التي لم يكن أحد قد سمع شيئا عنها وحفنة من الاختبارات العسكرية التسليحية التي يراد اختبار كفاءتها وفاعليتها . كلمة الارهاب كانت ولا زالت هي لب الكذبة الكبرى، و من خلال هذه الكلمة المرعبة والتي في ظاهرها السعي عن السلام والسكينة وكبح الشر وفي باطنها الغزو والاستيلاء والنهب والتقتيل تم قلب العالم رأسا على عقب ونالت المنطقة العربية ما نالت من نصيبها، كانت الغزوة الأمريكية هي الطريقة الوحيدة للسيطرة على كل شيء وتوضيب كل القضايا وتأديب كل الأعداء وتصفية كل الحسابات دفعة واحدة في حملة واحدة شمولية، إنها الغزوة الأكبر والأخطر في تاريح الولايات المتحدة والمغامرة التي خرجت عن حدودها وضمنت لهذه الامبراطورية البقاء لعشرين سنة أكثر وأعادت امتلاك ناصية العالم وضعت يدها على مواضع النفوذ والثروة الأزلية من خلال الغزوة الأمريكية على العالم العربي تم خلق كفر جديد اسمه الارهاب وتم الصاقه بالشعوب المغلوبة على أمرها وتم تصميم جوقات وفرق مسرحية (ارهابية ) لدعم ومؤازرة الفرضية الأمريكية الجديدة ومنحها التصديق والوجود المادي والتنظيمي، وبالموازاة تم خلق ديانة جديدة لحكام العرب والمسؤولين العرب اسمها ( محاربة الارهاب ) ومن خلال هذه الديانة الجديدة حدث اختراق كل الثوابت وتفكيك عرى الأصول وتم تمجيد الردة وتقديس محاربة الله والأديان وامتهان كرامة الإنسان العربي الممتهنة أصلا ضمن برنامج معد سلفا ولسنوات طويلة ولذلك طرأت تغيرات جذرية كارثية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي . من خلال هذه الغزوة تم تحييد العراق وإرجاعه لنقطة ما تحت الصفر وتفكيكه كدولة تشكل خطرا على مستقبل الخطط الأستعمارية وقربانا لتأديب الآخرين من خلاله، تم هدر الدماء وتدمير العلم والحضارة والتاريخ وزرع بذور الطائفية لتبقى النار مستعرة إلى الأبد وتمكن الحقد الدفين في قلوب المرتدين من بلوغ مأربه . من خلال الغزوة الأمريكية تم فرض تعليم وتربية جديدة على أطفالنا وصغارنا الذي كبروا بسرعة، تعليم يتناسب مع حجم الرؤية والغايات الأمريكية، تعليم عديم الطعم وعديم الهوية وعديم النفع ولا يخرج سوى أجيال تؤمن تماما بأن البرغر الأمريكي المحشو بالانحلال والفساد والرشاوى والفوضى والأنانية الشعوبية هو أطيب وأكثر أهمية من ثوابت الأمة ونهج الأسلام القويم، جامعاتنا ومراكز الأبحاث ومنابع المعرفة تم تقليص أدائها إلى الربع ووضعت خطوط حمراء لحدود العلم والمساحة التي يسمح للعمل فيها ولا تتعدى زراعة الخبيزة وفنون تشكيل القش وكيفية حفظ القمح الأمريكي في الصوامع . من خلال الغزوة الأمريكية تم منح الشرعية للكيان الصهيوني لتمرير أوراقه في المنطقة والاستيلاء على عقول الشعوب ومصيرها ومستقبلها وتقرير حياتها والعبث بشؤونها الداخلية عيانا جهارا وتشغيل وتعيين وكلاءه من الداخل العربي بما يعزز هيمنته وخططه وجنده ولم تعد من شاردة ولا واردة إلا هم وراءها ويلعبون بها وبنا . من خلال الغزوة الأمريكية تم منح الشرعية للشيطان ليتوكل في محطات الفضائيات الخاصة بنا كي تعزف مع الجوقة الأمريكية ويضمن فقه الغزوة الأمريكية الأرضية التحضيرية الصحيحة لأبواغه، ولهذه الغاية تم بناء وانشاء ناطحات العقل الفضائية ومراودة الروح عن بارئها ، تم تركيب أطباق البث العملاقة التي تتوغل اشاراتها إلى الغدة الصنوبرية في الوعي البشري واشتغل فينا إعلام التعهير والتحلل والتخريب المجتمعي وارتدت المجتمعات لتقديس البداوة وحساباتها وجعلها عقيدة وجندا مجندة تناكف كل من يدعي العلم والريادة والتجديد او الخروج عن سياج القطيع وانتشر صحافيو الغزوة مثل الجراد في كل مكان . في الغزوة الأمريكية تم وضع كل بلدان العرب على رقعة الشطرنج الأمريكي وأعيدت حسابات الخرائط والقسمة والضرب وتم تقرير مصير بلدان العرب بان مهمتها الوجودية هي بيع البزر والقضامة والعلكة وإشغال الشعوب من ولادتها حتى مماتها بلعبة السلم والحية والثلاث ورقات، في هذه الغزوة وزعوا الدونات الأمريكية والكوكيز بقطع الشوكلا على صبيان المنطقة وأغرقونا بالوعود والحلوى الأمريكية لذلك بصقنا ورق الزيتون المر ورضينا بالطعم الحلو وعانقنا تمثال الحرية وهللنا للفتوحات الأمريكية ولهذا السبب زادت السمنة وصرنا نبيع السكري والضغط والسفلس والايدز الأمريكي ونشتغل جيدا من وراء عائداته ونسينا الله ونسينا أنفسنا وسلمنا المفاتيح للفاتحين . ضربة كورونا أو غزوة كورونا هي الضربة الأمريكية الأحدث و التي لا تقل دراما ولا حبكة عن أحداث 11 أيلول ولكنها جاءت بالسيناريو المغاير للنهج القديم ضمن نفس الوعاء الفكري من التطرف الاستعماري والتغول والاستعلاء واضمار الشر بأقصى طاقاته، الشر الأمريكي الذي يقاس بطول ناطحات السحاب الأمريكية والشره والجشع الغربي الذي يقاس بكمية اللحم التي يبتعلها الجيش الأمريكي في يوم واحد، هذا هو نهجهم وهذا هو طريق عيشهم القائم على الدموية والاستيلاء والاغتصاب والسرقة . في الجهة المقابلة لكارثة مستمرة عمرها عشرون سنة منذ الحدث المشؤوم ثمة مبدأ مهم في هذه الحياة لمن يدرك عمق وبعد الكلام، هذا المبدأ اسمه الوجه الآخر من المحنة ! وينص هذا المبدأ على أن هنالك مكاسب دائمة تقبع خلف كل محنة وكل مصيبة مهما بدت مأساوية وتراجيدية، أحداث 11 أيلول الأمريكية غيرت عالمنا نحو الأســوء وحطمت الحلم العربي وربما العالمي ودفعت بالشر الأمريكي من معقله ولم يرجع حتى اللحظة، لكن كونوا على ثقة بأنه خرج ولن يعود إلا مهزوما وقصير الأجل وجريحا بما لم يكن ليحسبه وهذا ما جرى له، ماذا في جعبة الوجه الآخر لهذه المحنة ؟ سنشكر جورج بوش الأب الأنيق والأبن المقدس ريتشارد قلب الأسد الجديد لأنهما كشفا اللثام عن الوجه الحقيقي للحلم الأمريكي المرعب الذي ملأ الرض جورا وظلما وقتلا وهدما ودما ساخنا ومزق المجتمعات وفتك بالعقائد وقتل مئات الالاف من أبناء العراق وحرم عليهم الأمان والسلام والعلم إلى يوم يبعثون. سنشكر أوباما ابن القارة السمراء التي استعبدها ناخبوه رئيسا وغيروا له لون جلده ليتانسب مع نقاء عرقهم ونسلهم، سنشكره على سنوات الخديعة في ربيع العرب الذي حولوه إلى رماد ليحرق الرمق الأخير من حرية العبد العربي، سنشكره على حريق سوريا واليمن وليبيا ومن جاب فرعون ذي الأوتاد . سنشكر الرئيس البرتقالي ترامب أو ألفونسو الجديد على فضائح عنصريته وسفالته وسفاهته والذي أعلن القدس عاصمة للكيان الصهيوني وتمكن من بيع النوق للجزيرة االعربية ورقص بالسيف على جثة الكرامة العربية الأصيلة وقدم لنا الفيروس الأمريكي على طبق من غباء وأحل التباعد وحرم القربى وأتى بالكمامة على حبه كذابا لاعبا سفيها . لا ننسى شكر الرئيس الأكثر دهاءءا وخفة الرئيس بايدن الذي يتابع مسيرة الحلم الأمريكي الواهن الذي بدأ يعاني من الكوابيس هو الآخر لأنه استمر في ذات النهج وذات الطريق ولم يتمكن من لي عنق الغزوة الامريكية العظمى أو يكبح جماح شرها بعد ان فقدت بوصلتها وضلت الطريق وتكاد تفجر بلادهم من داخلها . كيف نصمد وماذا سيحمل المستقبل في طياته الغامضة ؟ كيف يمكن البقاء في ظل عاصفة هوجــاء جلبت كل الشر معها ؟ في حادثة الهجرة النبوية التي مضت ذكراها خلال الشهر الفائت تقبع عبارة خالدة نحتاجها بشدة في سنواتنا الظلماء لأنها ستبقى النور الذي يهدينا في عاصفة الصحراء وصاحبها الويسترن، العبارة قالها النبي عندما كانت النسخ القديمة من بوش وترامب وأصحاب الردة وأصحاب الانقلاب يطاردون محمدا عليه السلام بتهمة ( الإرهاب ) وتهمة الخروج عن الملة ودين الآباء والأجداد وهما يختبأن في الغار حيث قال لصاحبه الوحيــد : لا تحزن فإن الله معنا ! ولمن يتمكن من الرؤية فالعبارة التي تسمعونها كثيرا تحمل في قلبها جيوشا أقوى من كل جيوش بوش وترامب وبايدن وامراء الرذيلة وأبناء القردة وأحفاد القمل والضفادع، هذه العبارة التي صانت الرسالة وحفظت الأمة وأبقت على العهد هي نفسها التي ستردع أعتى جيوش العالم واكثرهم عددا وعدة وستجعل منهم أضحوكة بيد القدر . لا تحزنوا ولا تخافوا من جيوش البوش والترامب لأن أفقر فقراء العالم تمكنوا من تمريغ أنوفهم بالتراب وكسروا جبروتهم، لا تحزنوا مما فعلت بنا أكذوبة الحادي عشر من سبتمبر الحزين وبما فتكت ببلادنا وشردت مصائرنا لأننا أصحاب الحق وأصحاب البلاد وأهل الرسالة المحمدية وسوف نتجاوز الغزوة ونستعيد اتزاننا بعد حين . لا تحزنوا ولا تخافوا من قاذفات النار ولا المغيرات صبحا لأن غزة الفلسطينية سطرت لكم معجزة انتصار كسرت الأسطورة الأبدية ووضعت يدها في عينهم الاسرائيلية وألهمت كل شعوب العرب بأن النصر هو صبر ساعة . لا تحزنوا ولا تخافوا من أيلول ولا من آخر أيام الصيفية لأنها أشهر الخريف الأمريكي والاسرائيلي ونهايات القصص البوليسية والقميعة ونهايات الدراما التمثيلية وخواتم النبؤات السماوية . لا تحزنوا ولا تخافوا من جيوش المرتدين ولا انفجار الميناء أو وقيعة الســد أو عطش البلاد لأنها أيقونات الإفلاس ووصول المؤامرات إلى محطاتها الأخيرة في أشهر الحرية . لا تحزنوا ولا تخافوا على اليمن ولا العراق ولا سوريا ولا مصر ولا لبنان لأن جند الحق في كل مكان ومن عاهدوا الله لم يخلفوا له عهدا ……….لا تخافوا لأن الله معنا ! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: المهندس خالد شــحام السبت 27 نوفمبر 2021, 7:00 am | |
| [rtl]
الصين وما أدراك ما الصين…. من الذي أطفىء مفتاح فيسبوك!
المهندس خالد شــحام هذا العالم الذي نعيشه اليوم ويبدو ساكنا أحيانا ومضطربا في أحيان أخرى يمتلىء بالمفاجآت والخبايا التي تنتظر الظهور بين ليلة وضحاها ، في هذا العالم الذي نعاصره هنالك قنبلة حدثية تنتظر الانفجار ، والانفجار الذي نتكلم عنه ليس مفرقعات ولا أصوات مدوية ولكنه أكثر تخويفا من كل ذلك ، إنه قنبلة تاريخية -عسكرية – تقنية – تجارية – شعوبية اسمها يجتمع في ثلاثة حروف وهي الصين ! فيما مضى من تاريخنا الماضي غير البعيد كنا نضطر لشراء كل التجهيزات التقنية والإلكترونية من الشركات الأمريكية او الأوروبية وكانت أسماء بعض الشركات اللامعة تحتل مركز الصدارة عندما يرغب أحدهم في إقتناء تجهيزات منزلية كهربائية ، كان لدي مثلا في الماضي تلفاز من ماركة نورماندي وفي بيت أخي ماركة جرونديك وفي قسم آخر من تجهيزات البيت كانت ماركة فيليبس الهولندية مدعاة للتفاخر والاعتداد بالقوة الشرائية والجودة والمعيار المرتفع من الأداء المتميز . خلال سنوات قليلة وجدنا بأنفسنا ومثلنا كل القطاعات الأخرى في المجالات الزراعية والانشائية والصناعية أن المصادر الأوروبية والأمريكية أصبحت خيارا من إثنين وليست خيارا حكريا وحيدا وحتميا مفروضا ، دخلت المنتوجات الآسيوية اليابانية والكورية الجنوبية سوق العالم وأصبحنا نتعامل مع سوني وهيتاشي وميتسوبيشي وسامسونج وغيرها وتحولت الذائقة العامة بالتدريج إلى الأسواق الآسيوية نظرا للسعر المعتدل والأداء الجيد وخدمة ما بعد البيع المضمونة ، اقتحمت هذه الشركات العالم كله وتحولت إلى منافس قوي للشركات الأوروبية والأمريكية . وعندما افتتحت الصين أبوابها وتحولت إلى ( امريكيا الجديدة ) وأرض الأحلام الجديدة بديلا عن الولايات المتحدة والدول الغربية أدرك القطاع الصناعي الغربي أن الاستثمار في الصين بمثابة تحقيق أفضل للرؤية الرأسمالية من حيث التوفير وتخفيض كلف الانتاج حيث كانت الصين تمهد الطريق لتتحول من البلد الزراعي إلى البلد الصناعي الأقوى والأضخم ن وبالفعل بدأت الحكومة الصينية بفتح شبكة واسعة من الطرقات وتأمين الاحتياجات الصناعية من المياه والكهرباء وخدمات البنية التحتية وتعديل القوانين الضريبة والجمركية لكي تمنح الفرصة الأوسع للشركات الآجنبية بالاستثمار على الأرض الصينية ، وهذا ما كان حيث وجدت الشركات العملاقة أن فرصة بقائها مرهونة بالشراكة القسرية -الاختيارية مع الوضع الجديد الذي تصنعه الصين ، الميزة الأكثر أهمية التي منحتها الصين لكل هذه الطبقة من الشركات الغربية كان يتمثل في وجود الكتلة الهائلة من العمال واليد العاملة القادمة من بيئات ريفية معدمة متواضعة ومطيعة ونشطة ومستعدة للعمل المجهد والشاق بكلفة تعادل 1:10 من كلفة اليد العاملة في الأرض الغربية وتغاض كبير عن مسائل حقوق العمال والمطالبات القضائية التي تكبد الشركات الأوروبية بالكثير من النفقات المرهقة ، لقد كانت اليد العاملة الصينية المنتجة من النظام الحاكم الشيوعي مثالية لنهضة الجشع الغربي مقابل تضحيات هائلة ومتعبة من العمال الصينين ، ولكن على الرغم من ذلك لم يكن في حسبان الشركات الأوروبية ان هذه التضحيات من العمالة الصينية والاستغلال الهائل لطاقاتهم وتعبهم سوف ينقلب بقدرة قادر خلال سنوات قليلة إلى عمالة محترفة وفنيين متخصصين وحرفيين على درجة عالية من الكفاءة والتصميم الصناعي والانتاجي ، وبالفعل هذا ما حصل حيث تعلم الفني الصيني أسرار العمل بالتدريج وبدأ بالتقليد بطريقة رديئة وسطحية في بادىء الأمر ولكن خلال سنوات غير طويلة ارتقى الأداء ليصبح الفني والمهندس الصيني قادرا على فتح مصنعه الخاص وقادرا على جذب انتباه المستهلكين والزبائن من كافة أصقاع الأرض لمنتوجات ذات سعر رخيص جدا ومقبول في مستواه الأدائي . هذه الصورة تم تعزيزها فورا من الحكومة الصينية من خلال الاستثمار الحقيقي في التعليم والنهضة بالصناعة التعليمية الجامعية التي ستقود المرحلة اللاحقة من رحلة الصعود الصناعي الصيني ، استعجلت الصين في بناء قواعد قانونية معززة لأية مهن او اسثمارات داخلية تتعلق بأي موضة عالمية جديدة من الصناعات والتقنيات وشرعت محفزات تقرن بين الاستثمار والصناعات الدقيقة المتعلقة بالحقول العلمية الصاعدة بسرعة ، الاستثمار الأهم كان في تعزيز ودعم القطاعات الانتاجية الأساسية وأتكلم هنا عن الاستثمار في جيولوجيا الصين أولا والصناعات التحتية الأساسية ، تحولت الأرض الصينية إلى منجم بأكملها وصارت صناعات الصلب والفولاذ هي العمود الأول لبناء الوطن الصيني ، مجموعة الفلزات النادرة والمشعة والخامات عالية التركيز من كل حزم الفلزات الصناعية أصبحت كنزا داخل كنز ووفرت هامشا ماليا ضخما للحكومة الصينية ، الفلزات التي تسلتزم لصناعة العالم الجديد من التقنيات تكمن وبكثافة داخل الأرض الصينية ، أردف ذلك الصناعات الانشائية السريعة والصناعات الغذائية والزراعية والتي ستكون مهمة لتغذية ودعم الآنسان الصيني وضمان حاجاته الأساسية لضمان سلسلة الصعود الشاق من الأعماق . النتائج المذهلة جاءت سريعة وفي الوقت الذي كانت فيه دول العروبة تطور من عبوديتها للولايات المتحدة والنظام الرأسمالي الجشع كانت الصين تضع لمساتها الأولى على تحولات ستكون في المستقبل القريب بمثابة الأرض الجديدة لكل ساع عن حلمه وطموحاته الاقتصادية والعلمية ، مدينة شينزن التي كانت قبل عشرين سنة فقط مجرد أكواخ للصيادين والعاملين في الزراعة تتحول إلى عاصمة الإلكترونيات الأولى في العالم وستصبح مناكفة لوادي السليكون الأمريكي الذي ساق القطيع العالمي طيلة السبعين سنة الماضية من عمره . بقدرة قادر تحولت اليد الصناعية الصينية من مرحلة التقليد الرديء إلى التقليد المتقن وخاضت معارك طويلة مع القضاء الأمريكي حول حقوق الملكية الفكرية والتسلل إلى النماذج الأمريكية ومحاكاتها وبيعها بأسعار أقل وثارت ثائرة الأمريكان من نهج التقليد والاستحواذ ومضاربة الأسوا ق الأمريكية في عقر دارها . في الخطوة التالية كان النقد الكثيف المتدفق إلى الأرض الصينية بمثابة الماء الذي تنتظره الأرض لكي ينمو زرعها نموا كثيف وسريعا ، وهذا ما جرى حيث تحولت اليد الصينية المقلدة إلى اليد المحترفة وأصبحت قادرة على مزاحمة عروش الصناعات العملاقة التي حكمت العالم لفصول سياسية طويلة ، يمكنك أن تفكر بأي شيء وبكل شيء وستجد ان المصانع الصينية أصبحت بمثابة الجراد المنتشر وفق خطط وتنظيم عالي الدقة والاستهداف وتحولت الصناعات الأساسية والتحويلية إلى مناجم مقيمة فوق الأرض تستمد ثروتها وطاقتها من مصفوفات طويلة من المستهلكين والزبائن المتعطشين للسلع في كل ارجاء الأرض ، ولذلك كان لا بد من موقع الكتروني مثل علي بابا لعرض قوة القدرة الصناعية الصينية امام اعين العالم الذي استيقظ فجاة على أرض بكاملها تتحول إلى سوق مصنع مرعب لا يمكن مضاهاته بالسعر ولا بالمواصفات والتي تفصلها حسب رغبتك ، لقد كسرت الصين احتكارية الصناعات المتقنة التي كانت حكرا على اوروبا لفترة طويلة ويمكنك أن تختار التحدي الذي تريده ! هل تريد التفكير بالقماش الامريكي المتقن والجميل ، نحن في الصين مستعدون لتامينه لك بخيارات اوسع وبربع السعر ! …….هل تريد ملابس انيقة أو اكسسوارات التجميل ؟ لدينا هنا أرض العجائب الخاصة بأليس ! ………تريد مصنوعات الكترونية متعلقة بالحواسيب أو الاضاءة او الصوت أو التجهيزات المنزلية ؟ تفضل لتنعم بباقة واسعة من الخيارات بأسعار مثل التراب ! …….. هل تريد معدات انشائية أم زراعية ؟ هل تريد شاحانت وباصات وجسور وناطحات سحاب ؟ هل تحتاج بلدك إلى معدات طبية وعسكرية وأسلحة وأجهزة اتصالات ومدعمات الخدمة …نحن أرضك الجديدة ….. نحن حلمك الذي سيلبى ويتحول إلى واقع ! كل هذه المدخلات كانت تجري في ستار من ضبابية مراوغة ولدها السكون الصيني الأقرب إلى العزلة في محيط من الاضطرابات السياسية الأمريكية التي استعلت وتعالت وملأت الأرض جورا وظلما وحروبا ومؤامرات من شرق إلى غرب ، كل هذا جرى في ظل تراخ أمريكي لحجم وامتداد القوة الصينية الصاعدة التي تحولت بالتدريج إلى الكابوس المرعب الذي سحب البساط من تحت أرجل الغرب بأكمله وتحت نظره وعلمه ، لقد كانت حسابات المستقبل تؤكد أن المواجهة والاستعداد للتصادم التجاري ثم السياسي هو مسألة وقت فقط . على الرغم من الصحوة الأمريكية في المساحة النافذة من القوانين والمضايقات والتشريعات التي وضعتها لكبح التمدد الصيني إلا أن المحركات التي بدء هديرها يعلو في المصانع الصينية لم تتوقف لأي سبب وواصلت صعودها لكي تتوج الصين نهجها بالوصول إلى قلب الصناعات المتقدمة وغزو الفضاء والالكترونيات الدقيقة وانتاج اشباه الموصلات الجديدة غير السليكونية والدخول إلى حلبة الصراع على تقنيات الاتصال والاتصالات وتقنيات الحاسوب وصناعة أسلحة الفضاء وأقمار التجسس الفضائية . القوة الصينية التي تم تذخيرها في الداخل الصيني على هئية استثمارات وصناعات وشركات وطنية تحولت إلى كابوس حقيقي لدى الرأس السياسي الأمريكي وبالتبعية الاوروبي فيما كان حكام العرب مشغولون بتحويل شعوبهم إلى ابداعات وصراعات عبثية أضاعت كل الثروات وحولت النفط والموادر لبشرية إلى مجرد هدر وعبث زماني – مكاني . تسمعون منذ سنوات غير قليلة بشركة متواضعة اسمها شركة ( هواوي ) أو أيا كان اللفظ الصحيح ، يعتقد البعض أن شركة كهذه هي مجرد شركة عادية تبيع هواتف خلوية وتمنح زبائنها الابتسامات مع خدمات ما بعد البيع الكاذبة كما يجري في بلاد العرب ، شركة هواوي لمن يعرف كانت مجرد شركة تصنع وتبيع مقاسم االهواتف التقليدية ومع ارتقاء مبيعاتها في غمرة الارتقاء العام للصناعة الصينية توصلت أخيرا إلى أنها قادرة على صناعات الشرائح الالكترونية الخاصة بالاتصالات وتطويرها والجري وراء طريقها الممتد عبر العالم ، خلال سنوات قليلة تحولت ميزانية شركة مثل هواوي لتسجل مبيعات بحجم 105 مليار دولار كمثال في عام 2019 قبل ازمة كورونا ! وخلال سنوات قليلة تمنكت الشركة بفضل المعاهد والجامعات الصينية من خلق المهندس الصيني الذي تمكن من التغلب على القدرة البرمجية الغربية وصار في مستوى من المهارة ليصمم شبكات الاتصال التي تسمعون عنها وتتحدثون عنها كثيرا دون أن نفهم حقيقة قدراتها ، إنها شبكة الجيل الخامس من الاتصالات الواعدة التي ستمثل نقلة نوعية وكمية في هندسة الاتصالات . في شبكات الجيل الخامس طرحت شركة هواوي إمكانيات سببت جنون الأمريكان لأسباب كثيرة ، الشبكة الجديدة تحمل امكانيات من السرعة والتحميل والتداول ومقاومة عوامل التعويق الأرضي والجوي ما يؤهلها لتجعل كل ما قبلها صفحة من الماضي ، لم تعد هنالك حاجة لشراء الأقراص المدمجة أو الذاكرات الانعاشية لتحميل مادة مصورة أو فيلم أو مكتبة رقمية ، يمكنك فعل ذلك وتحميل ما تشاء بثوان من خلال تصفح لا ينتهي على شبكة انترنت عالية السرعة والدقة ، هذه المزايا ليست إلا معززات لقدرات الذكاء الاصطناعي الذي تريد الولايات المتحدة أن تستخدمه منذ زمن بعيد لإدارة هذا العالم والتحكم بكل مجرياته من خلال إطفاء أو تشغيل ، منع أو سماح ، أي حدث تريده من خلال كبسة زر ! لهذا السبب تستميت الولايات المتحد ومثلها الصين في الولوج الى العالم الرقمي الكامل حيث يمكن إدارة اللعبة تماما كما يلعب الصغير خلف شاشة الحاسوب ويقتل وينهب ويخترق ويقفز وينتقل من فوز إلى فوز من خلال عصا الجيوستيك وكبسة زر ! عندما نتكلم اليوم عن هواوي فيجب عليكم أن تتخيلوا العسكري الصيني بأحسن عدته وعتاده والسياسي الصيني الشيوعي بقالب الرأسمالي العولمي والهندسة الصينية بشقيها التعليمي والتطبيقي والحكيم الصيني الكونفوشيوسي بحلته الرقمية الجديدة و الشعب الصيني الذي يستشرف المستقبل بعناده وكده ورغبته الجامحة في الارتقاء فوق حطام الماضي ، كل هؤلاء في صورة واحدة وشخصية واحدة اسمها شركة هواوي ومثلها كثير . الصعود المفاجىء لهذه الصورة الصينية أفرز فورا رد الفعل المتوقع وعزز المخاوف الأمريكية القديمة المتجددة التي نمت وتصاعدت بمتوالية أسية حيال التهديد الوجودي في ظل هكذا أمة وهكذا شعب وهكذا قيادة وصلت بسرعة إلى حافة الكون لتزاحم الامريكي الذي يرفض التنازل مهما كلف الأمر لأن المسألة أصبحت مسألة موت أو حياة ، بقاء أو إندثار ، قوة او ضعف ! إن السياق الأسطوري للصراع الناري تحت رماد العالم القديم بين الولايات المتحدة والصين هو الذي يفسر كل ما يجري في هذا العالم الصغير ! ضربة كورونا بالتوقيع الأمريكي هي ضربة استباقية لم تحصل على نتائجها ولم تتبلور بعد خلاصتها ، لكنها بالتأكيد سوف تترجم إلى قرار امريكي يقف خلفه عالم العبيد من دول الفلك الأمريكي لمطالبة الصين بخسائر جائحة كورونا أو بتعبير آخر تشكيل لجنة مطالبات بالتعويضات أو تعريض الصين للحصار الاقتصادي والعزل كما يظن الأمريكان وبالتالي ضرب اقتصادها من القواعد ، الانسحاب الأمريكي من أفغانستان يخضع للتفسير من نفس مشتقات النظرية حيث أن الولايات المتحدة تجرعت كأس المذلة كي تترك خلفها ساحة اضطرابات ثقيلة على الطريق الصيني وتشوش عليه بأكثر من وجود القوات الأمريكية الغازية ، المشاغبات العسكرية التي تجري في كوريا الشمالية ليست بعيدة أبدا عن اليد الصينية ولا عن خططها العجيبة . ما علاقة كل هذه المقدمة الثقيلة والطويلة حول سؤال المقالة : من الذي أطفىء مفتاح الفيسبوك والواتس أب ؟ الفقرة الصغيرة التي عايشها العالم لانقطاع هذه المواقع لا يمكن ان يخضع للتفسيرات السطحية التي تقول بأن هنالك عطلا أو إعادة تهيئة أو برمجية عالقة للحواسيب الخدمية التي تشتغل ليل نهار لتأمين الضغط الخرافي على هذه المواقع الادمانية ، إن التفسير الحقيقي لا يمكن ان يتعدى إطار الصراع الخاص العام بين الولايات المتحدة وعدوها الأزلي الصين ! إن الخسائر المعنوية هي الأكثر ألما في الحادثة الصغيرة التي وقعت وليست الخسائر المادية حيث فقد فيسبوك من حزمته المالية ما يقارب 7 مليارات نتيجة هذا الانقطاع ، من المؤكد أن اليد الصينية هي التي عبثت قليلا بالبرمجية الأمريكية وأوصلت لها رسالة بسيطة تقول بملىء الفم : هنا الصين ! نحن هنا ! خاصة أن الفيسبوك انتقل من نقطة الموقع الاجتماعي ليتحول إلى اداة ضاربة في يد السي أي أيه بكل بساطة . الرسالة ليست للأمريكان لوحدهم ، إنها رسالة لهذا العالم المدمن على مقدمات ضياعه وبوابة فنائه ، رسالة محتواها بأن ما هو للهواء هو للهواء ! وبان كل هذه التقنيات وكل هذه الامبراطوريات الهوائية ليست سوى فسحة من ذاكرة قابلة للتلاشي ، ليست سوى وهم على وهم والعالم الرقمي الذي تريدون استعبادنا من خلاله نحن قادرون على إطفائه بنفس كبسة الزر الذي كنت سوف تطفؤون حياتنا من خلاله ! [/rtl] |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: المهندس خالد شــحام السبت 27 نوفمبر 2021, 7:44 am | |
| كيف سننتصر؟ هل من بارقة أمل؟ لماذا يجب ألا نحزن وألا نهون؟ (ولما جاء أمرنا) القنبلة الذرية الروحية!
المهندس خالد شــحام بالأمس أعلنت بريطانيا عن إقحام حركة حماس في تصنيف الرجم بالإرهاب وإدراج كل الصلات والاتصالات والتعاون معها على أنه عمل يهدد أمن الدولة الإنجليزية ! هذا السلوك ومن قبله أشــد ظلما وتخويفا ليس بغريب عن دولة إستعمارية قام تاريخها على الاحتيال والقتل والنهب والتكبر في الأرض ، بريطانيا صاحبة المأساة الأولى التي لحقت بفلسطين ودول عربية كثيرة وكان لها السبق الأكبر في تقسيم وتخطيط نهج كامل متكامل من التآمر على القضايا العربية والإسلامية بغض النظر عن أكذوبة الديموقراطية والتحرر والمرجعية الأولى في العالم لحقوق الإنسان . في ظل هكذا إجراء ومن قبله الرصيد الهائل من التجبر الأمريكي والفرنسي والعربي وعمليات التطبيع وتمزيق الشعوب واللعب بمصير كل هذه المنطقة تأتي أسئلة مستعصية الإجابة ولكنها معصورة من صلب الألم والمعاناة : ماذا بعد كل التركيع ومحاولات لي الذراع ؟ ماذا يريدون من المنطقة ومن الإنسان العربي والمسلم ؟ ماذا بقي من شر لم يقترفوه ولم يفعلوه بنا؟ ماذا بقي من أعمال تهجير وقتل وذبح ومؤامرات لم يتوقفوا عنها طيلة قرون ؟ هل من خلاص؟ كيف يمكننا الإنتصار فوق هذا الجبل الهائل من الضعف والهوان ؟هل من بارقة أمل؟ أين هي حبال النجـــاة إذا بقي من شيء؟ في عين الحقيقة لا يسعني إلا القول بأن الأسئلة الواردة في هذه المقالة إنما هي أسئلة مخيفة بقدر ما هي مصيرية !.. مخيفة و وجودية وإثارتها في الوعي لا يمكن إلا أن تعكر صفوه او سكينته ومن لم تفعل به ذلك فهو ليس من أمر الأمـة في شــيء ، إنها الأسئلة الأكثر جدلا وتخويفا من المستقبل العربي ومما تخبؤه الأيام لهـذه الأمــة ، ولكن وبنفس الوقت هي الأسئلة التي يمكن ان يقبع فيها الأمل والرؤية المشرقة لغد أفضل للعرب والقضايا العربية التي أصبحت الان تشغل الحيز التاريخي والمكاني وكأنها النكتة الدائمة ومحط السخرية الدائم للأمم الأخرى في زمان التنازلات السياسية الكبرى ، لقد أبتلينا فيها بهجمات وغزوات غير مسبوقة ولا قبل لنا بها ، هذه الأسئلة لا تمكن إجابتها من خلال مقالة تنطوي على تحليل سياسي ذكي ودقيق الربط وليس من الممكن ان نرى صورتها القادمة مهما استخدمنا من جداول وإحصائيات وأرقام وتصريحات لمسؤولين سياسيين وقادة عسكريين ولا حتى جهابذة المؤلفين المنظرين للسياسات والاقتصاد ، هذا النوع من الأسئلة تفشل كل طرائق التفكير السطحية في التعاطي معها وحتى العميقة ولكن هنالك نوع واحد من أنماط الفكر يمكنه أن يقدم الإجابات الشافية والأكثر شمولية والأكثر عمقا زمانا ومكانا . قد يقفز البعض ويسأل من هو المعني بهذا النصر ؟ وأي نصر نتحدث عنه ؟ هل هو الانتصار العسكري أم الفكري ؟ هل هو العلمي التقني أم البقائي المستقبلي ؟ هل هو السيادي أم التحرري ؟ هل هو انتصار القضية الفلسطينية التي هي أم القضايا ؟ أم انتصار الشعب العراقي على البؤس والاحتلال الذي هو فيه ؟ أم انتصار اليمن الحزين على غزو المرتدين ؟ أم انتصار الشعب المصري واسترداده حقوقه ومستقبله ومصيره مما يفعله العسكر ؟ هل هو انتصار الدولة بشكلها ووضعها وأنظمتها الحالية أم انتصار الشعوب المسحوقة والمغيبة والمسجونة منذ عهود الاستعمار الأولى ؟ …….. الحقيقة المؤلمة التي ربما يرفض البعض الايمان بها أننا كلنا في الهم شــرق وكذلك غرب وشمال وجنوب أيضا ! كلنا أصبحنا ذووي قضايا ومولودين من رحم مأسي وتحديات كاسرة متغيرة الأسماء متعددة الالام كبيرة السعة غير محصورة بعدو واحد ، كل شعب عربي يعيش اليوم شكلا من أشكال البؤس المعيشي أو الحسابي وكل لديه قضيته الخاصة والمفصلة خصيصا على مقاسه ، هموم بحجم الجبال وعقد مستعصية تربض على صدر كل شعب ، لا أتكلم هنا عن الأنظمة البالية المخزية التي تربض على صدورنا وتحرس الهزيمة منذ عشرات السنين ، نحن نتكلم عن انتصار الشعوب ، الأفراد والهوية وليس الأنظمة كائنا من كانت ، الأمة بأكملها وصلت إلى منعطف تاريخي فاصل تساقطت فيه قلاعها واحدة تلو الأخرى والخسارة أصبحت أطول من ناطحات السحاب وأعمق من سد النهضة وأثقل من جبل أحــد ! . في بلادنا اليوم مدن العهر تحكم مدن العبادة ، ومدن المرتدين تحكم مدن الصالحين ، ومدائن القردة تحكم مدن العلماء وبلاد الملح تحرق بلاد النخيل التي استباحوها ، وســدوم وعمورية تنهض من جديد فوق جثة بغداد والقاهرة ودمشق ، مدن العصــاة تغدق المال المسموم على مدن التوحيد وكل يموج يومئذ في بعض ! ولهذا السبب فكلنا بحاجة لإنتصار فاتح ، إنتصار يعيد لنا أرضنا وحقوقنا وثرواتنا أولا ويعيد لنا العزة والكرامة واسترداد مكانتنا كعرب مسلمين في هذا العالم الظالم ، نريد انتصارا يضمن حقوق أبنائنا وأجيالنا في المستقبل القادم ، مستقبل نرى فيه العلماء والمخلصين والمبدعين يقودون الأمة ، نريد انتصارا أرغب فيه الرقص في الشارع دون أي سبب إلا لأن أمتي مرفوعة الرأس ، نريد انتصارا يشعرنا بغمرة من العزة والكرامة والشعور بالوجودية حتى لو كنا نتضور جوعا ونتشرد فقرا ، نريد نصرا يروي صدورنا المقهورة ظلما وتجبرا وكبدا ويبلل صحراء العطش في ذاكرتنا المهزومة طيلة كل هذه السنين ، نريد نصرا يعيد لنا هويتنا ويعيد لنا شبابنا ونحتفل فيه قرب قبور الشهداء ومن وفوا العهد وصانوا الأمانة ، نريد نصرا نرى فيه الطغاة والسفلة والأراذل وهم مكبلون بالحديد في انتظار المحاكمات العادلة . كيف ومن أين نبدأ ؟ ….البداية هي أننا جميعا بحاجة لحبل ما أو مستمسك أو مستند او مرتكز ما كيف نمسك به ويكون محور النجاة والمرجع الذي نحتضنه عندما تغشى ظلمات اليأس بلاد العرب ، هذا الحبل أو هذا الشيء الذي يجب الإمساك به هو اللب والجوهر الذي نتكلم عنه في هذه المقالة……..هنالك حقيقتان فلسفيتان يعيش ضمنها العقل الواعي والإنسان الواعي المتكامل النضج ، الحقيقة الأولى تسمى الواقع المنظور و المقاس بقوة العقل والنفس وقوانين الفيزياء المادية التي تمثل الحكم العلمي على الأحداث بكل تجرد ، الحقيقة الثانية تسمى بإسم الواقع الغيبي أو غير المدرك بالحواس التقليدية والمحسوس بالقوة الروحية أولا ثم القلبية والعقلية أيضا ، وقد منح الله عز وجل الإنسان كمخلوق من القوى ما يؤهله ويمكنه من فهم هذين الواقعين ، الواقع المادي هو ما نراه ونشاهده ونسمعه ونلمسه ونتألم ونفرح ونسعد أو نحزن ضمن وعائه الزمني والمكاني القصير والمحسوس والمحدود ، الواقع الثاني هو واقع لا يمكن إداركه بالحواس التقليدية ولا بأجهزة القياس العلمية ويمتاز بتجاوزه لخاصيتي الزمان والمكان ولا يمكن التعامل معه ضمن المعدات الأرضية لأنه واقع غيبي يدرك فقط بقوة خاصة وحاسة خاصة أنفذ وأقوى من كل الحواس الخمس تدعى بإسم البصيرة . البصيرة يا سادتي شكل من أشكال الطاقة تقبع في منطقة من القوة الروحية المهيمنة التي يعززها القلب والعقل و تمنح صاحبها ثلاثة أشياء فريدة : اليقين وطمأنينة البال واستشراف المستقبل وكأنه حاضر بين يديه ! البصيرة يا سادتي هي اكبر أداة مقاومة لسيل الإنحطاط والهزيمة الذاتية في زماننا هذا ، و ياتي من بعدها كل ما يمكن لكم ان تتخيلوه من عتاد ومعدات وبعض امل . الشيء الغريب في فيزياء البصيرة بأنها لا تستحدث ولا تولد من العدم ولا تذهب إلى العدم شأنها شان الطاقة ، إنها لا تأتي ولا تتولد إلا في لحظات الاصطدام مع معطيات الواقع المقاسة بالحواس التقليدية وضمن وعاء الواقع المادي ولا تتفجر إلا في هذا الموضع ، في مولد البصيرة يفترض وجود جدلية بين عالمين أو شعورين أو إدراكين ، تعارك وتصادم صلب بين نوعين من الوعي ، احدهما يقول لك : انظر ..أنت خاسر ! الأرقام تقول أنك خاسر وامكانات الطرف الآخر تؤكد أنك خاسر ، أجهزة القياس تؤكد أنك خاسر ..السمع والبصر والملمس الخشن يقول أنك جريح …..هزائم الماضي والحاضر تقول بأنك ستخسر المستقبل ، رأي الخبراء ونماذج الحواسيب وتنجيمات المشعوذين تقول بأنك خاسر ، تحليلات الساسة وتقصي الصحفيين والطيور المغردة تقول بأنك خاسر ……….المنطق الآخر في الجهة الأخرى من الصدام يهمس في داخل روحك بهدوء وثقة منقطعة النظير ويشي لك بأن كل ما تراه هو محض سراب وفقاعات صابون منفوخة وضخمة ولكنها هشة ورقيقة وأنت منتصر وذلك مكتوب في كتاب مبين لا ريب فيه ! البصيرة هي التي تدفع مقاتلا ليفجر نفسه في خسارة مباشرة على مرأى البصر والسمع ويخسر فيها حياته وجسده وسط عدوه ولكنه من خلالها يرى ما لا يعقل ! البصيرة هي نفسها التي منحت الأنبياء الثبات والصبر وألهمتهم قوة العزيمة في أشد الظروف حلكة وقسوة وخوفا ، البصيرة هي من مكنت مدينة بسيطة مثل غزة الفلسطينية من رؤية ما لا يمكن رؤيته في منظار الهزيمة المقيم ، كان البصر يقول بأن غزة المدينة الفلسطينية محاصرة ومجوعة ومقاطعة وتعرضت للقصف والدمار وضربت بالفوسفور الأبيض الملتهب ودكتها طائرات الفالكون 35 المتطورة ويتآمر عليها العرب أكثر مما تفعل اسرائيل ولذلك ومن المنطق أن ترفع الراية البيضاء وتركع تحت أقدام العسكر الصهيوني ولا عتب عليها في شيء ! البصيرة التي تحولت إلى واقع تقول بأن غزة ذات الثلاثمائة وستون كيلومتر فعلت ما لم تفعله القارة العربية بأكملها وأذلت أسطورة جيش الدفاع الذي لايقهر وتمكنت من إحقاق رؤية لم يكن أحد يقتنع بها خاصة عبدة بني اسرائيل وعبدة جيش الدفاع الاسرائيلي وعبدة النجمة السداسية والذين يخشونها أكثر مما يخشون الله …….. البصر يقول بان لبنان بكامل مساحته التي لا تتعدى عشرة الاف كيلومتر مربع لا يمتلك أية مؤهلات تسليحية ولا مقومات صمود ولا أية ادوات اقتصادية ولا كيانات سياسية ولا حتى مقومات دولة لا يمكنه أن يقف بوجه الأوامر الأمريكية والاسرائيلية التي تتمتع بكامل العدة والعتاد ! البصيرة تقول وأثبتت ذلك بأن ثلة من أبناء لبنان الشرفاء تصدوا لجيش الدفاع الاسرائيلي وطردوه وتحولوا الى كابوس يؤرق منامه ويحسب له ألف حساب ، البصر يقول ويؤكد بأن المرتدين الجدد من العرب بلغوا من الكفر عتيا حتى فاض الزبد بما لا ينفع الناس وتاهت السفينة في الفلك المشحون وبكى سهيل في رأس السماء ، الحسابات تؤكد بأنهم مقتدرون ماليا وعسكريا ويحظون بالتغطية السياسية من رأس هذا العالم المتمثل في الولايات المتحدة والضمانات لهم كثيرة والجرأة على الله والعباد يسيرة …….البصيرة الهادئة الحكيمة تقول بأنهم سوف يدحرون ويخسرون ويفلسون وتنتهي ضرباتهم عند شواطىء المتوسط وأسوار البلاد المقدسة التي هدموها وتأكل الشعوب من لحومهم عندما تقع الواقعة وتاتي النذر المكذبين ! البصر يقول بأننا مقهورون ..القلوب تخلع من مكانها ألما وقهرا ….مصابون بوسواس الحزن والخوف من غد لا نعرف ما هي هزائمه ولا مصائبه ، البصيرة تقول : لا تحزن لأن الله معنا ! ولأن ذلك مذكور في أم الكتب وبيعة السماء وقسم الأنبياء ! والبصيرة تقول كما تنطق دلالات الحجر والشجر بأنه من الاستحالات أن تخسر إن كنت مع الله وفقا للقياس المطلوب ! من أخطر الحالات التي نعاصرها كأفراد وشعوب تلك النقطة التي أصبحت فيها روح الهزيمة تمخر عباب السماء العربية مع رياح السموم إلى الدرجة التي تحولت ثقافة الهزيمة إلى ايديولوجيا لها مواطنوها وجنودها وصحافيوها وكتابها وزعماؤها وحتى شعوبها ، شعوب بأكملها تغط في سبات الوحل والردة وتتحسس القيد ونعومة الذهب المطلي به ، الهزيمة التي يصبح فيها اعتماد العقل كاملا على قياسات مادية مباشرة ويكذب ما عدا ذلك ، من يشاهد اليوم التراجيديا في الهزيمة العربية الشمولية ويدرس الحقائق التاريخية والاحصائية ويتأمل فيما هو موجود على الأرض ويقارنه بكل مهارات التحليل العلمي والاحصائي والرياضي سوف يتوصل إلى نتيجة حتمية بإستحالة حدوث الانتصار او القفز فوق سور الهزيمة التاريخية واستحالة التعاطي مع جبروت القوة المادية الاستعمارية التي مزقت بلادنا طيلة قرون وأذلتنا وساقت شعوبنا مثل القطعان ، في القسم المقابل لهذه الحقائق والذي يشكل الوعي المضاد لهذه السموم وفي داخل الإنسان خلقت قوى عجيبة لأن خلق الإنسان بحد ذاته هو ظاهرة خارقة تجاوزت كل خلق ، في داخل كل إنسان هنالك قوة عضلية وعقلية ونفسية وتتوجها قوة خارقة تسمى القوة الروحية التي أودعها الله في قلب كل إمرىء مهما كان ، القوى التي نعيش من خلالها ونتمكن من فعل الأثر هي في الغالب من الفئات الثلاث الأولى أما القوة الأخيرة فقلة قليلة تدرك جزءا يسيرا منها وهي الأعظم والأقوى والأكثر بعدا ونفاذا ، في هذا الموضع بالتحديد تكمن القوة التي تمنح كل إنسان شريف وكل إنسان حر وكل إنسان مقاوم واقف على خط النار الثقة واليقين المطلق بأنه منتصر . إجابة الأسئلة المحيرة والمخيفة يا سادتي تقع في هذا النطاق ولا غير ســواه والذي يطيب للبعض أن يسميها خيالات وشعوذات وذلك عندما يسقط الإيمان من القلب وتتلبس معطيات الواقع صاحبها ليركع ويسلم لعجزه وهرمه وغلبته وسهولة ثني زمانه ومكانه ، هنالك مستندات ومرتكزات وحقائق فلسفية تتفوق على كل المعطيات المادية والعلمية وتتمكن من التغلب على ما يمليه البصر والعقل السطحي وتصل إلى درجة اليقين والثقة الكاملة من خلال الجسر السحري الذي اسمه البصيرة ، وهنا تحديدا سوف أتكلم عن هذه الأسلحة العجيبة القابعة في جوف كل قدرة على الاستبصار عندما يدرك المرء ما وراء كل هذه المعطيات ، إنها بصائر لا يراها من غشي قلبه أو روحه ومن تلوث بدماء الناس وذمم الخلق وحرمات الله : البصيرة الاولى هي أين نتفكر ، من أين نستقي الروح المعنوية ، من ذا الذي يمتلك القدرة على رسم الصورة الأكثر دقة والأكثر ثقة والأكثر بعدا في واقعنا البائس ؟ من الذي يمكنه أن يتنبىء ويضع علمه وتحليله وفهمه لوضع صورة لما هو قادم ؟ كثيرون يعتقدون وأنا كنت منهم ان أنماطا من الفكر والمناحي الفلسفية والايدلوجية سوف تقدم الكثير من الإجابات والكثير من الرؤى المستقبيلة لحال صراعنا الأزلي مع الطغاة والمستعمرين على شتى مسمياتهم وأجناسهم وقدراتهم ، لا يمكن العثور على الإجابات الصحيحة ولا البعيدة ولا الموثوقة من خلال الفكر القومي ولا البعثي ولا الماركسي ولا الاشتراكي ولا الرأسمالي ولا الليبرالي ولا العلماني ولا العلمي ولا البوذي ولا الهندوسي ولا كل الطرائق والمستنسخات الفكرية الأرضية البائسة التي اجتهدت وأصابت حينا وأخطأت أحيانا كثيرة ، لا يمكن لشيء أن يقدم الصورة التي تتمتع بعناصر الشمولية والثقة والثبات مثل الفكر الاسلامي الذي بين وشرح طبيعة الصراع الأزلي بين الخير والشر وبين بكل وضوح وحسم نهائي بأن الأرض يرثها العباد الصالحون المعروفون بخصائصهم وسلوكهم وعقيدتهم ، صورة المعركة النهائية مرسومة وواضحة ولا تحتاج توضيحا ولا تفصيلا وكل من أراد البحث خارج هذه المساحة المضيئة فالشقاء والتعب الفكري هو النتيجة ، فالبصيرة الأولى اذا هي الايمان بالمطلق بالصورة الاخيرة التي يرسمها الدين الاسلامي ويوضح فيها حقائق لا جدال فيها وهي نفسها مستندات وأركان الإيمان التي وضعها الدين الإسلامي . يؤمن كثيرون بأن هذا الكون وهذه الأرض التي هي جزء منه إنما تخضع لجملة قوانين فيزيائية مقاسة وخاضعة للرصد والقياس وهي التي تحكم كل شيء من قطر الذرة حتى قطر المجرة ، ينسى هؤلاء وكثيرون هم أن كل هذه القوانين إنما هي جزء من شيء اسمه سنن الكون الربانية والتي وضعها الخالق لتنظم وتدير كل ما يجري ، سنن الكون وقوانينه هي جزء لا يتجزأ من ايمان كل إنسان بوجود هذا الخالق العظيم وقدرته ومعجزاته في كل صغيرة وكبيرة . من عجائب سنن الكون ما أقره الكتاب الحكيم في كثير من مواضع الآيات وأثبت صحة هذا القانون الذي يقضي بالتدخل الإلهي ومنح الفئة المستضعفة جولة جديدة واملا جديدا حقيقيا لا ريب فيه ، في داخل سورة هود العظيمة تقبع مشــاهد ملحمية ومنارات تاريخية وركائز ايمانية عز نظيرها ، يمكنني أن اختصر لكم هذه المشاهد وهذا القانون بعبارة واحدة فقط مأخوذة من هذه الســورة والقوة المفرطة المذخرة بداخلها عندما يقول الله عز وجل ( ولما جــاء أمرنا ) ! تكررت هذه العبارة في داخل السورة في أربع مواضع مفصلية وكأنها النيزك الذي مزق كبد السماء لينصر المستضعفين والأنبياء الذين فرط بهم قومهم وساموهم سوء العذاب ، ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين أمنوا معه ، ولما جاء امرنا جعلنا عاليها سافلها ولما جاء أمرنا نجينا صالحا .هذه هي أعزائي ! عندما يأتي الأمر لا نجاة لبني اسرائيل ولا بني صهيون ولا كل الطغــاة والمجرمين ، عندما يأتي أمر الله سيكونوا هباءا منثورا وسحبا من رماد ، عندما يأتي أمر الله الذي لا ريب فيه ستفشل كل خصائئص أسلحتهم وتحبط كل جيوشهم وتتنكس كل مؤامراتهم ، عندما يأتي أمرنا سيكون عاليها سافلها وسترجمهم صواريخ سجيل وتأكلهم الطير الأبابيل ، عندما يأتي أمرنا لاقوة ولا جيش ولا دبابات ولا راجمات ولا عابرات القارت ولا الأسلحة النووية والاشعاعية ستكون ذات جدوى لأنها كلها بين يدي خالق عظيم لا معقب لأمره ولا شيء بالمطلق يقف أمام جبروته وهو أحكم الحاكمين وأعظم الخالقين . عليكم أن تؤمنوا ايمانا عظيما بأنه عندما ياتي الأمر ستصبح العصا أكثر فتكا من رشاشاتهم وتصبح قطعة من حجر أشد ألما من قاصفات النار ، لكن هذه كلها يجب أن تكون في يد الفئة الصابرة المحتسبة . البصيرة الثالثة هي فلسفة الفئة القليلة التي هزمت الفئة الكثيرة ، إنها فلسفة الجودة قبل العدد والنوعية قبل الكثرة ، إنها معادلة ينكرها البصر وتؤكدها البصيرة حيث يوازي ويكافىء فيها الرجل ألف رجل أو أكثر ، قليل من الآخرين وثلة من الأولين ، من الذي قال أن النصر بكثرة عدد أو عتاد ؟ من الذي يمكنه أن يؤكد أن النصر هو أعداد المارينز والقوات المحمولة والقوات البرية وعدد الصواريخ والطائرات والرؤوس النووية ؟ من الذي يمكنه ان يثبت أن كثرة جيوش المرتدين ومن معهم من المشترين بالمال يمكن أن يقفوا ويصمدوا أمام جيوش الحق القليلة ؟ ( كم من فئة قليلة هزمت فئة كثيرة بأمر الله ) هذه قاعدة تاريخية وقانون كوني يخرج من إطار البصر ويذهب إلى حيز البصيرة حيث يكفي عدد قليل لفعل كل ما يلزم فعله وإحداث الأثر الأضخم والضربات الأشد إيلاما ! معركتنا مع جيوش الظلام والطغيان ربما تحتاج مليون مقاتل ولكن سيكفينا بضعة آلآف يملأ النور قلوبهم ، تحتاج معركتنا ألوفا من الصحافيين والكتاب العرب وغير العرب ولكننا سنكتفي ببضعة مئات من كتاب العرب الشرفاء وأقلام العرب التي لا تختلف في مفعولها عن صاروخ حربي ، ستحتاج معركتنا معجزة تفوق الخيال لكسر قوى الطغيان والتجبر الغربي والصهيوني على بلادنا وشعوبنا لكن عندما يأتي امر الله فربما سيكفي بضع من أفراد يفعلون ما عجزت امة بكاملها عن فعله طيلة قرون . البصيرة الرابعة أن الله لا يفلح الظالمين ولا يكتب البقاء لعصبة الشر مهما كانت ، هؤلاء قوم لا نفع فيهم لعمارة أرض أو إنسان ، كل قوم وكل امة كانت أسسها قائمة على الدم والاغتصاب والقتل والإكراه والإعتداء إنما هي أمة ظرفية مارقة وليس أكثر ، لو كانت دول الغرب وامريكيا العظمى دولا قائمة على العدل ورسالة الحقوق والديموقراطية كما يدعون لسادوا كوكب الأرض ولكن كل هذه لم تكن إلا خدعا وأقنعة لتمرير الباطل الذي يضمرونه ، صحيح أن الولايات المتحدة دولة عظمى وصحيح أن بريطانيا وفرنسا هي دول عظمى لكن مقياس العظمة هذا لا قيمة له في ضمير الكون لأنها عظمة قائمة على الاستعلاء والتكبر والتجبر والانحراف الأخلاقي والجنسي والتضاد مع رسالات الرسل والكتب السماوية ، العظمة الحقيقية هي دولة العدل والحق والرشد وهداية الناس إلى ما ينفع الناس وفقا لما جاءت به كتب السماء . من يرى الصورة السريالية لعجائب المحرومين واليتامى والمشردين والمعتقلين والمجوعين والمساكين في بلاد العرب يدرك في قرارة نفسه أن النصر لهؤلاء هو ضرورة وشرط كوني وحتمي لإتزان هذا الميزان العجيب ولولا أن هذه حقيقة مؤكدة لما كان من معنى لكل هذا الفهم ، إن انتصار هؤلاء وإرجاع شيء من الأمل والعدل والحقوق والحياة إليهم هو ضرورة كونية وحتمية لا يمكن ان يحدث الإتزان ولا اكتمال الإيمان إلا بمنحهم العدالة التي يستحقون ممن فعل بهم كل هذه الجرائم ، من يشاهد أطفال اليمن وفقراء مصر ويتامى الشام لا يسعه إلا البكاء الطويل لكنه سيدرك في قرارة روحه ان النصر هنا هو مسألة وقت فحسب وقطار يتحرك نحو وجهته دون أي ميل أو تأخير ، إن البصيرة هنا هي أداة حياة ! لأجل هذا كله لا يمكن لنا أن نستسلم ، لأجل هذا كله وما مضى وما نعيش وما سيأتي لا يمكن أن نستكين ، لن نحتضر ولن نذهب كهباء منثور ، لأجل هذا كله سأدعوكم لكي تكونوا حرابا في هذه الحياة في سبيل نفع الناس ونصر المظلوم والاستقامة على النهج الذي لاخسارة فيه والذي يحاربونه اليوم بكل معدات وتجهيزات وجيوش الأرض . لن ننكسر لأننا أصحاب الحق ، أصحاب الأرض وأصحاب البساتين والجبال وشجر الزيتون والزعتر الذي يتوج أكليل الخلود ، لن ننكسر ولن تنحني عزيمتنا حتى لو انحنت ظهورنا وشاب ولداننا وتساقطت أوراق الخريف في مسريتنا ، لن نخاف منكم ولن ترهبنا أساطيلكم ولا راجمات النار والسعير ولا حتى أعتى حروبكم الأتونية ، لن ننحني لأننا نعلم أن الله أكبر منكم جميعا ومن جيوشكم وأجهزتكم وجبروتكم الزائل ، لن نخاف من عصيكم وهرواتكم ولا زانازينكم لأننا نستبصر النور في غمض عيوننا ونعلم أن أجلكم قصير وعذابكم هو السعير ، لن نخاف من الميركافا ولا القبة الحديدية ولا الستار الناري ولا أقماركم الصناعية لأن عين الله ترعانا وتعلم ما في قلوبنا ، لن نتخلى عن حقل السنابل وبيت جدي وكرمة أهلي وعظام أحبائي الذين تحتفظون بهم في خزنة الأرقام ومقبرة المجهولين ، لن نتنازل عن كرامتنا وقوتنا في الحياة وإيماننا بأن الله أكبر منكم جميعا ومن كل إجرامكم وأفعالكم الوحشية التي تستحي منها الوحوش ، لن ننهزم مهما طال الزمان ومهما قتلتم ومهما فعلتم ومهما تآمرتم لن نسمح لكم بإنقراضنا أو وضعنا في قفص كبير أو تحويل حياتنا إلى سعير ، لن تضحكوا علينا بأنبوب نفط ولا بعقود الدولارات ولا بأحلام الصفقات ،لن نخاف من تصنيفاتكم وادعائكم بالإرهاب والكذب على الله والناس لأنكم أنتم الإرهابيون ، لن ننهزم وسوف تهزمون لأنكم ترون بقاءكم بعيدا وطويلا ونحن نراه قصيرا وزوالكم قريبا ، لن ننهزم لأن وعد الله حق بأنه سيذلكم ويذيقكم الكأس الذي جرعتموه للشعوب طيلة مئات السنين ، لن ننتهي ولن نفنى ولن تتوقف مسيرة أجيالنا لأننا الباقون وأنتم رماد التاريخ ! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: المهندس خالد شــحام السبت 27 نوفمبر 2021, 10:23 am | |
| خالد شحام: في ضيافة محمد بوعزيزي.. افعلوا ما شئتم أنا لم أرحل والتنور اوشك أن يفور!
المهندس خالد شحام الزمان المنسي هو السابع عشر من ديسيمبر في تونس المنسية في بلعوم واحد من الطغاة العرب ، جنبات قرية تنكمش بردا وشاب يدفع عربة خشبية متهالكه ليلحق به الصباح ببعض الفاكهة التي تسر الناظرين في تاريخ يقبض الحالمين ، إنه الشاب أسمر البشرة محمد بن البوعزيزي ابن سيدي بو زيد الملقاة على قارعة الطريق حيث سلخ أحدهم جلد حياته ومنحه البؤس المعيشي وشقاء الزمان ومكابدة العمر لقاء مائة وخمسون دولار في الشهر وخــذ من الأعمــار قليلا أو زد على الشــقاء كثيرا ! يعترض العربة ثلة من البوليس وفي أنفاسهم يختبىء الطاغية لاهثا الكبر ، يتم منع الشب من دخول السوق لأن اوراقه ليست نظامية ! يستدرج عم محمد شــقاء الحال ويتصل بمأمور الشرطة كي يسمح بدخول العربة فتمضي الأمور بشق من أمل وبصيص من فجر يلوح في كبد السماء ، الشرطية الحريصة فادية رفضت أن تزيل أنفاس الطاغية من وجهها الأنثوي فلحقت بالشاب داخل السوق وباشرت بمصادرة بضاعته المسكينة ويعاونها إثنان ممن يتنفسون ذات الهواء ، يقف محمد المسكين وينكمش في نفسه أمام جبروت أنفاس الطاغية المختبىء في بذلة الشرطية ، تمد يدها لتحمل السلة الثانية من الفاكهة المحرمة فتقفز كرامة محمد خارج جلده رغما عنه ويحاول منعها : سيدتي هذا رزقي ورزق أهلي وبيتي وأبونا رجل كبير والفقر عسير والبطالة في بلادي ضرير ……وأنا والله مسكين ملقى على جنبات سجنكم الكبير! يتم دفع الشاب أرضا وتنهال عليه الهراوة لتؤدبه وتلقنه درسا في طاعة الاستعباد ، يتداعى شرطيان آخران لمعاونة فادية في تعزيز الدرس في الخضوع والانكماش أمام الأسياد ، يتعاظم الإثم في روحها وتمد يدها لتصادر ميزان الفاكهة الذي ثمنه خمسة دولارات ، يشعر محمد أن جزءا من روحه سوف يصادر فيحاول الذود عن ميزانه المسكين ببراءة المغلوب على أمره ، يتمدد الكبر في روح فادية مثل برق متشعب ويتعالى لهاث الطاغية المختبىء في أنفاسها فتمد يدها البوليسية وتسدد صفعة على وجه الكرامة بيد من خطيئة واستكبار ، تتجمد لحظات الشاب البوعزيزي لأن الجينات في داخله بوعزيزية وتنهمر دمعتان تزلزلان كبد السماء ولا حيلة للفقراء ولا معقب لأنفاس الطغاة ولا راد اليوم لقدر السماء ! يشهد الحدث التراجيدي كل باعة السوق والحمالين وغلابى البلاد الذين ابتلعتهم روح الطاغية وتتوجع في القلوب غصــة وتتحضر سدود الغيب وتتنفس ملائكة العذاب زفيرا أســود ويخاف ديسمبر ! . يرواد محمد في دورة جديدة من أنفاق الامتهان اليومي ليترجى ويرجو أن تعاد له معدات العمل ويعود للسوق ولخضاره وفاكهته لكن الطغاة أستوردوا حظهم إلى الأبد ووقف الطاغية الأكبر في أنفاسهم يتكبر ويأمر وكن فيكون وراهنوا على الهراوة والمنعة الأزلية ودفاتر الحضور وسجلات التفتيش ! لم يدب اليأس في قلب محمد ، صحيح تماما أنهم استوردوا عربته وميزانه ورخصته لكن القدر منحه رخصة تعد الأندر طلبا والأعز مكانا ، وفي لحظة بوعزيزية يقف الشاب أمام مبنى البلدية حيث يتمترس بعض جند الطاغية ثم يسكب على جسده الثائر مخفف الدهانات ( الثينر ) ويقدح عود الثقاب في كل البلاد العاهرة التي تلبس جسده منذ مولده وتستعبد حياته لأجل فقر دائم وحال يبكي الحجر ، تندلع النار في الجسد العمودي وتلتف البلاد والغابات حول جسده الطاهر ويرتفع عمود النار ليبغ ذروة المــجد ، تندلع النار وهو يتنفس اللهب وتشتعل قلوب الملائكة إن تغضب ويرتعد عرش الطغــاة في يوم نحس عظيم وتنطفىء شموعهم في حفلة ثمالة ماجنة ، لم يعلم احد إلا الملائكة أن هذه النار المقدسة ستلف كل بلاد الطغاة وكل بوابات الذهب واللؤلؤ والمرجان وتهز الجذور قبل أن تقتلعها ! في المشفى يحضر الطاغية الكبير صاغرا ليزور الشاب الذي تحول إلى مومياء مشوية على فحم البلاد ملفوفة بالشاش الأبيض على امل النجــاة من الحريق الكبير الذي يستعد للأنفجار ، يذهب محمد حرا في فضاء تونس ويرتقي سلم سيدي بو زيد ثم يحلق فوق أرواح العبيد ليمنحهم رخصا جديدة بأنه لا عاصم اليوم من أمر الله وأن البلاد قد أزفت والنار قد خرجت من معقلها فاقدة عقلها ، تشتعل البلاد بلا توقف وتتساقط عربات الفاكهة مثل المطر ، محمد الان في السماء وبيده الميزان الذي ضبط ميزان البلاد والعباد وأعاد ضبط خمسين سنة من العبودية ، ســقط حجر الدومينو الأول ! هذه هي قصة طارق بن محمد بن البوعزيزي كما يرويها الزمان الحزين في بلاد العرب ، بعد رحيل محمد صارت النار تأكل ما يسمى بالمواطن العربي في أشكال مختلفة بين الحر والبرد وبين الشبع والجوع والسقم والعافية ، وليس من شرط النار الجديدة أن تكون محرقة كما يدرك الناظر ، صار الطغاة يتعلمون من درس طاغية تونس كي يعيدوا ضبط البوليس والعصي والصفعات ويؤمنون تماما بأنهم تعلموا كيف يفعلون ذلك دون أخطاء وأصبح عليهم لزاما أن يستعينوا بالشيطان الأكبر ليستمدوا منه قوتهم ويضمنوا عزتهم ! فادية التي دخلت التاريخ من بابه القصير الخلفي منحنية الرأس صارت مدرسة لكل طغاة العرب لكي يفعلوا درس التأديب بالطريقة الصحيحة دون معقبات ولا عقبات ولا مستمسكات وبدلا من ترك الناس لتحرق حالها يمكننا نحن أن نحرقهم دون بطىء ولا تأخير في السجون والمغافر والمستشفيات والمدارس والطرقات وفي الصولات والجولات وفي كل مكان ! ولهذا السبب في بلادنا يمكن ان تفرم حاوية النفايات محمد بوعزيزي ، يمكن للمشافي أن تقتل عشرة من محمد بوعزيزي دفعة واحدة ، يمكن للتجويع أن يقتل ألفا في ليلة واحدة ، يمكن للتعليم عن بعد أن يقتل جيلا بأكمله كي لا يعلم بعد علمه شيئا ، يمكن للشوارع المهملة والمكسرة والمنهوبة أن تقتل خمسين او سبعين كل موسم صيد او كل موسم قطاف ، يمكن قتل المزيد من محمد البوعزيزي بالخداع والتمويه والتكذيب ، يمكن قتل الكثير من البوعزيزي دفعة واحدة بالفاكهة المسممة والخضروات المسقية من مياه معدنية وكأس لا لغو فيها ! ، يمكن قتل النسخ الكثيرة المتوالدة من محمد بوعزيزي بجرعات مركزة من الفقر والتجويع والقهر والإمتهان ولكنهم لا يزالون يتكاثرون !……..لا تخاوفوا علينا لدينا المزيد ّ ولكن محمد يقهقه من شق السماء ليقول ومني المزيد والمزيد ولم يفشل الدرب الذي أحدثته …………إنها مسألة وقت وحسب ! في فقه الطغاة تحول كل موظف دولة إلى قفاز تختبىء بداخله يد الطاغية ويضرب بها أينما حلت مواسم التجبر وفرص الاستعلاء ، في داخل كل شرطي ، كل موظف بلدية ، كل شرطي سير ، كل موظف رسمي ، كل موظف أمن يتم تحويله إلى بالون منفوخ بأنفاس الطاغية الساخنة كي يفرغها في وجوه المواطنين والغلابى والذين صنعتهم ماكينة الطغيان العربي ومسخت كرامتهم كي يعيش الطاغية الكبير بلا كوابيس او أحلام يمكن ان تهدد نومه الطويل وظلامه العليل. في طول وعرض بلاد العرب ، من تونس الخضراء حتى عاصمة العرب ، ومن بغداد حتى الخرطوم ، ومن بيروت إلى صنعاء ، ومن سيدي بو زيد حتى زقاق في مخيم لللاجئين السوريين والمشردين والمعذبين من كل لون وكل عرق ، يصنع طغاة العرب لكل يوم نسخا محسنة من محمد البوعزيزي بالجينات الأشــد فتكا والأشد غضبا والأشــد انفجارا ، في كل العواصم يشتغلون على تحسين السجون وجلب هراوات أفضل وعصا مكهربة غير قابلة للكسر ويضيفون مزيدا من جند إبليس لمنع استنساخ البوعزيزي ، لكنهم لا يعلمون أن الرسل قد أرسلت وان الإشارة قد أفلتت وان الجحيم سعرت وبو عزيزي الجديد أكثر انفجارا وأشــد نسفا. محمد البوعزيزي الشهيد ، شهيد تونس ، شهيد الشرق والغرب ، شهيد العرب والعروبة والمسلمين ، يبعث إليكم بالرسالة الأخيرة بان التنور قد فار ولن يصمد شيء أمام فيضان الشهداء ! كاتب اردني |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: المهندس خالد شــحام الخميس 09 ديسمبر 2021, 8:30 am | |
| ماذا يوجد في عقولنا ووعينا؟ ماذا يحدث للشباب العربي؟ تعرف كيف أمكن تفريغ طاقات الأجيال وحشوها بفضلات الحيــاة!
المهندس خالد شـــحام في فترة الخمسينيات من القرن الماضي من تاريخ الولايات المتحدة وفي أحـــد مكاتب شركة من شركات المشروبات الغازية العملاقة قدم رئيس المحاسبين تقريرا تحليليا هاما للمدير العام عرض فيه الرابط العجيب بين الدعايات التجارية (المتحالفة ) للمشروب الغازي وحجم المبيعات التي تحققها الشركة بهذه الطريقة ، حيث أن ثمار الدعايات يتضاعف قطافها بشكل هرمي وليس خطي كلما زاد الإنفاق على الترويج للأصناف التي تنتجها الشركة بهذه الطريقة ……….. هذه الطريقة التي أسميتها الدعايات المتحالفة تعني أن تكون هذه الدعايات موجهة بكافة السبل المرئية والمسموعة والمطبوعة نحو الجمهور المتلقي وفي نفس حملة متزامنة ، بمعنى أن الدعاية تسمعها وانت في سيارتك من الراديو وقد تراها وانت جالس أمام التلفاز وتقرأ عنها في الصحيفة إذا طالعتها ، وقد تشاهدها على شكل لوحة إعلانية ضخمة مغرية في أعلى عمارة ، وتجدها على شكل ملصق في البقالة ، واليوم وفي هذا العصر وأنت تتصفح مواقع الانترنت وتقلب في هاتفك . الاستراتيجة النفسية والذكية التي اكتشفتها الشركة التجارية تتمثل في خدعة بسيطة تأتي أكلها بسرعة إذا ما طبقت بالشكل الصحيح ، والخدعة هي ان تزرع دعايتك الإعلانية زراعة في عقل ووعي وحواس ( المستهلك ) او الفرد وكأنك تطارده فيها هنا وهناك وفي كل مادة معروضة على الشاشات وكل مادة إذاعية تبث وكل موقع إلكتروني أو مقطع يوتيوب ، أي أنك تصب المادة الإعلانية مثل الماء في مداخل وعي العقل من سمع وبصر وتفاعل وجداني حتى تستحوذ على مقدمة دماغه وتحتل وعيه إحتلالا رغمــا عنه وعن ملكاته التفكيرية العليا ! ………… بهذه الطريقة تتكفل خلايا الدماغ بحفظ واسترجاع المادة الإعلانية وتصبح في واجهة الذاكرة وتتصدر أولويات العقل الباطني الذي يأمر العقل السطحي باتخاذ القرار الشرائي بمجرد رغبته في الشراء لصنف متعلق بمادة الإعلان دون تقديم أية مسوغات أو مبررات منطقية أو عقلانية ! إنها درجة من درجات التفريغ العقلي وملئه بما تريده الشركة التجارية وتحويل الإنسان إلى روبوت بدرجة بسيطة لتنفيذ وظيفة الآستهلاك والشراء ، لم يعد غريبا أن كثير من الشركات المشهورة والعاملة في حقل التجارة تخصص قسما صغيرا اسمه سيكولوجيا الدعاية لفهم أفضل الأسس والعوامل التي تقنع وتعزز ولاء المستهلك لما تنتجه من أصناف مختلفة ، ولا غرابة أيضا أن كثيرا من علماء النفس درسوا وبنوا أبحاثهم بناءا على عملهم في هذا الميدان الكبير . هذه الاستراتيجية النفسية البسيطة تسمى برمجة العقل غير الواعي من خلال الإسقاط المباشر ، ولو فرضنا أننا مثلا نرغب في تطبيقها على مجموعة أو فئة أو شعب لمدة طويلة فخطتها البسيطة تتمثل في إعداد قائمة بما يجب ان يفكر به المتلقي وما طبيعة الأشياء التي يجب أن تشغل حياته وأولوياته ثم يتم تحويلها إلى خطة حصار فكري شمولي بحيث يتلقى نفس البيانات أو الحقائق أينما أدار وجهه وسمعه وبصره ومن ثم تستحوذ مكونات هذه الخطة على عقله وذهنه ووعيه إلى أن تصبح هذه المدخلات جزءا مقيما في عقله ومن مكوناته الفلسفية والوجودية ! لهذا السبب تجدون أن الإعلام العربي الرسمي كمثال يستفيد تماما من هكذا معرفة حيث يحتوي دوما على نفس المكونات والعناصر والمحتوى القاتل الذي يبثه ليل نهار وبطريقة تحالفية ما بين الفضائيات والصحافة والإذاعة والمناهج الدراسية في وعي المواطنين العرب حيث يتم التركيز على قيم وطنية سطحية وإنجازات كرتونية من فئة العشرة قروش والترويج والتطبيل لمسؤولين ناجحين وقائمين بأعمالهم على خير وجه ، وأحوالنا طيبة وبلدنا بخير وقادتنا من عظماء التاريخ ونسب التصويت لصالحنا والاقبال على الانتخابات بلغ أرقاما ممتازة والوزارات تقوم بعملها عال العال وهلم جرا ، وطبعا هذا ليس أخطر ما في هذه المنهجية وهذه الأساليب لأن هنالك ما هو أخطر بكثير، طريقة الدعاية المتحالفة استخدمها أيضا وكمثال إضافي رئيس الوزراء الايطالي السابق سيلفيو برلسكوني عندما حشد كل إذاعاته الصغيرة العاملة لتبث وبنفس التوقيت برنامجه الانتخابي وتعزز من حضوره في أذهان ناخبيه ومواطنيه . عند دراسة وتحليل ما تجود به رحلة الحياة في بلاد العالم وبلاد العرب بالتحديد نجد أن طبيعة الحياة بمجملها وكافة تفاصيلها تتضمن نوعا مما تفعله شركات الدعاية وشركة المشروبات الغازية التي أحضرت المثال حولها ولكن هذه المرة ليس للترويج لسلعة أو مشروب أو لمسحوق غسيل أو شامبو للشعر او لتقديس نوع من الشوكولا او البسكويت ، الترويج الذي يتم هنا هو زراعة وتكريس التفريغ الفكري من المحتوى الصحيح وتعبئة حياة الشعوب بكل شيء إلا ما ينفع مصيرها وقوتها ومستقبلها ، التفريغ الذي أتكلم عنه هنا هو التفريغ من أي مسار حياتي متكامل الأركان أو بتعبير آخر تفريغ ايديولوجي بحيث تعيش بلا مبدأ ولا خطة ولا غايات عظمى ولا رموز تحتذي بها أو قامات تسعى لتكون مثلها ، التعبئة البديلة التي تجري هي تعبئة بفضلات الحياة والطعام والشراب وشخصيات ساقطة أخلاقيا وناجحة دويا وملامح حياتية منعمة ظاهرها الرفاه والنعمة وباطنها الجهل والخراب والغياب والسقوط التاريخي والمعاصر ، الأسلوب المتبع هو نفسه أسلوب الدعاية التحالفية حيث تشتغل كل قوى الدولة على وعي المواطن لتفرغه من أيديولوجيا فكرية واضحة وتضع مكان ذلك كل أشكال النفايات العصرية والفضلات الفكرية . ما جرى ويجري بالضبط في واقع الحياة والمعيشة العربية هو منهج من التغريب الهادف إلى التفريغ الشمولي كما ذكرنا وإليكم بعض التفاصيل : الثقافة والفكر الإسلامي بنقائه تم إقصاؤه وتحجيمه وإنتقاء ما يتناسب منه مع الشعوذة السياسية التي تملأ بلادنا وتم تكييفه مع السلام والحمام وابراهام إلى الدرجة التي صرنا فيها نشكك بأنفسنا ونتساءل هل من المعقول أن ديننا الإسلامي هكذا ؟ …….. التاريخ المشرف حيث بعض المحطات المنيرة التي يمكن أن تكون ملهمة وناصحة للأجيال تم استبداله بتاريخ مزور مليء بالكذب وقلب الحقائق وتمجيد الخونة ومديح الذين يحيطون سجوننا الكبيرة من شرقها حتى غربها وتلميعهم على أنهم بناة معاصرون ………….سيرة الرسول الأكرم والشخصيات المنارية في التاريخ تم تحويلها إلى قصص ألف ليلة وليلة بطريقة درامية تدريجية كي تفقد مكانتها وهالتها التأثيرية وتحولت هذه الشخوص إلى محط مناكفات وعلامات استفهام وتم إبطال فعاليتها وقدسيتها وحتى سيرتها وتم كذلك التجاوزعليها والنيل منها حتى اللغة التي تكتب بها هذه السير تبدو كأنها لغة السندباد لإظهارها بلانفصام الكافي عن العصر الحالي ورجمها ضميرا بالتخلف وعدم المواءمة …… التاريخ النضالي المشرف للشعوب العربية وغير العربية مثل الشعب الجزائري والفلسطيني واليمني والمصري والعراقي والفيتنامي والصيني وغيرهم ضد الغزاة تم تهميشه وإقصاؤه واستبداله بإحلال تاريخ لأوباش وشخصيات نكرة تم تعظيمها لتكون رمزا للعنصرية والشيطنة والتعلق بالشر والانفصام ، وهكذا ومن خلال جولة عامة أو تفصيلية يمكنك أن تجد أن كل المصادر أو المنابع الفكرية أو المتعلقة بتشكيل كيان وطني إنساني يتمتع بمعالمه الثابتة وخصائصه الفكرية الراسخة الأصيلة أصبح شيئا لا يمكن العثور عليه ، مقابل ذلك وكمثال بسيط وفي نموذج من الحالة الماليزية او الصينية مثلا سنجد ان الطفل يتربى وهو يردد كل يوم النشيد الوطني الصيني الذي يمجد الأجداد ويثني على صناع المستقبل ويتغنى بإنجازات حقيقية وتطورات ملموسة رفعت مكانة الإنسان الصيني وحققت له الرفاه ، عندما تدرس وتراجع كتب ومناهج المدرسة والجامعة الصينية ستجد أن هنالك تاريخا وحقائق فعلية وركائز وأهداف كبرى يدفع لها المتعلم دفعا ليكون عظيما ، كل مهندس صيني تتعامل معه تجد أن هنالك عبارة دائمة موجودة في ثنايا تعابيره وهي أنني أريد أن أصنع مجد الصين وأن أكون جزءا من جنودها في أي مجال . مناهجنا ومسار حياتنا في هذه الدويلات لا هم لها سوى تقليص حجم ومكانة وقدرات كل مواطن وكل طالب وكل أسرة حتى يتم الضمان بعدم خروج عظماء ولا قادة ولا صانعي ثورات ، المطلوب تخريجه من مدرسة الحياة هذه هو شخصيات أقزام وشخصيات ممسوخة ومهانة ومنكمشة على ذاتها تخاف أن تفكر وتخاف أن تبدع او تتربص الاعتقال إذا دعت لتعديل أو تطوير أو حقوق ، المطلوب هو إنسان يفكر بمبدأ أساسي إسمه ( انا اولا ) ومن بعدي الطوفان لكل الشعب والأمة ، هذه المنهجيات والمسارات الحياتية التي نعيشها في بلاد العرب هي التي صنعت شعوبا بأكملها تتمتع بخصائص الهزال الإنساني والهزال السياسي والفقر الثوري على الفساد والضلال الذي يغشى كل البلاد ، ولهذه الأسباب يمكننا أن نجد شعوبا متفانية في الاحتفالات والطرب والرقص والتمثيل والأكل والشرب وإنتاج أكبر صحن تبولة وأكبر سجادة وأضخم خازوق ولكنها فاشلة في صناعة إنسان أو الانتصار لقضاياها ومصيرها لأنها مفرغة ولا يوجد بداخلها شيء ……….. إنها المنهجية التي يشتغل عليها حكام االعرب طيلة هذه السنين ليضمنوا شعوبا خرساء عرجاء عوراء ، تأكل وتشرب وتذهب وتأتي لكن قيمتها الحضارية هي صفر وهي عالة على نفسها وعالة على تاريخها وعالة على كل الأمم والشعوب . تمثل المدرسة والأسرة والمؤسسات الاجتماعية بكل أشكالها ومسمياتها وسائط داخلية قريبة من الفرد هدفها ومعاشها لا يتعدى نقل وزرع غايات وتطلعات الأمة مهما حاولنا التجديف في تفسير وتأويل هذه الغايات ، أهداف المدرسة والبيت والمسجد والجمعية والمركز الثقافي وغيرها لا تتمثل في بناء مواطن هدفه العيش والطعام والشراب والزواج وبناء الأسرة وتعليم أطفاله وتامين حياة كريمة لهم ، كل هذا الوصف لا يشكل الغاية الوجودية لأية أمة او فرد او شعب ، كل هذا الكلام هراء بحت ! نحن لا نذهب إلى المدرسة كي نتلقى العلوم والمعارف والآداب بل لكي نستخدم كل هذه لتكون وسيلة في أن نزرع ونغرس في داخل هذه العقول منذ مهدها ثوابت الأمة وشعاراتها ورموز هويتها التي لا تمحى وتطلعاتها المستقبلية لأنك إذا زرعت قيما عظيمة فسوف تحصل على أشخاص عظماء يمتد أثرهم مثل النار في سلسلة التاريخ ، نحن نعمل على إفهام هذه الأجيال أن هذا العلم وهذه المعرفة هي السلم الذي ينبغي تسلقه كي تساعد امتك على الوصول إلى رقيها ومجدها …………. نحن لا نمضي سنوات من أعمارنا في الجامعة لكي نتخرج ونحصل على الشهادات اللازمة لكي نحظى بفرصة عمل أو وظيفة نعتاش منها لأن التفكير بهذه الصيغة هو جرم تربوي ، نحن نفعل ذلك كي تعلمنا الجامعات كيف وبأية سبل يمكننا تحقيق غايات الأمة وأهدافنا الإنسانية والوطنية والقومية إنها الوسيط المترجم لنقل تطلعات الأمة إلى واقع عملي على شكل مشاريع وأبحاث ونهضات علمية ومعرفية وابتكارية وقفزات حضارية ومعامل لتحليل العصر والتكيف معه بالطريقة التي تضمن بقاء هويتنا وقرارنا السيادي الحقيقي ……… نحن لا نأكل ونشرب ونلعب ونمارس طقوس ويوميات حياتنا لأجل أن نكون أصحاء وسعداء فحسب ، بل نفعل ذلك لأجل غاية عظيمة وهدف أكبر وأكثر أهمية وهو ان نصنع من أنفسنا قدوة ونموذجا أمام أبنائنا وصغارنا حتى يكملوا حمل رسالتنا الوجودية وقيمنا الإسلامية العربية العظيمة ………. كل انحراف وكل انحناء عن هذه العبارات إنما هو ضلال مبين وتحريف ممنهج وهو جر للأمــة بأكملها نحو مستنقعات التخلف والردة والتقوقع والتأخر الحضاري . على ما يظهر عليه الحال المؤقت يبدو أننا اليوم نعيش لكي نأكل ونشرب وننام ونمارس العمل والعبادات ثم نعود لنكرر الدورة بلا توقف وبلا نهايات حتى إنتهاء الأجل ، هنالك من يحرص ويضغط ويحيط بنا كي تبقى الأمور بهذا المستوى من المحيط إلى الخليج ، هنالك غياب تام للرؤية والهدف وهنالك غياب تام للجامع الكبير لكل المسارات ولكل ما نقوم به ولكل ما يجعل لحياتنا معنى ، نحن نعيش حياة بلا معنى وبلا آفاق منظورة لأن هنالك من استورد حقنا في الرؤية ، نحن نعيش حياة بلا هدف ولا غاية لأن هنالك من استورد هذا الحق وحوره ليتناسب مع المرحلة الاسرائيلية ، نحن نعيش حياة فردية ولا نعيش حياة جماعية لأن هنالك من استورد ومنع قدرتنا على الوقوف جمعا وحال دون ذلك وعزز وضخم الفرد إلى درجة انفصامه عن أمته ومجتمعه وحتى عن أسرته . المظاهر الناجمة عن هذا الغياب الكبير لغايات الحياة ونهجها وغاياتها أنتج أجيالا كاملة مرعبة تشكل خطرا على نفسها وعلى محيطها ، نخاف منها ونخاف عليها ، لم يعد من المصدق ما يجري في عالم العرب نتيجة غياب هذا الإطار الخفي الذي لا يتكلم عنه أحد ولا يريد أن يراه أحد ، تطالعنا الأخبار بين الحين والآخر بشبان من مصر او الجزائر أو الاردن يقومون بجرائم جماعية ضد إمراة او شاب أو طفل بصورة تعافها البشرية لأن هؤلاء أصبحوا جزءا من روح فالتة غير ذات نفع لا يعرفون لماذا يعيشون ولا ماذا يقاتلون ولا لأجل ماذا نبذل مسيرة أعمارنا …………. نسمع عن حفلات مجون وتشظي وضياع كامل لبوصلة المرجعية الإسلامية لأعداد هائلة من الشباب العربي على شواطىء جدة أو مهرجان هنا وهناك أو في جوف العواصم الجوفاء وكأننا نتعامل مع أجيال تنتمي لمدينة فرنسية أو أمريكية أو أوروبية منحلة ومتحللة ونسأل أنفسنا دون أن نفهم : هل من المعقول أن هؤلاء هم شبابنا ؟ من أين جاء هؤلاء ولماذا يفعلون بنا هـذا ؟ ……….. نلتقي بشبان مثل البسكويت في الصلابة إذا غاب عنهم برغر الماكدونالز أو دجاج الكنتاكي فربما يشعرون بالرغبة في البكاء لأن أفكارهم وحياتهم تحولت إلى إدمان إنهزامي بفعل هذه الأشياء وترجمت مراحل حياتهم أمست دورة متكاملة الأركان من دائرة التفريغ والإحلال الكارثي : كنتاكي – برغر – موبايل – أغاني – واتس أب – فيسبوك – تيك توك – تفاهة – سخافة – انحطاط – صبايا – مقاهي – جامعات – مولات – فراغ – عبث وتسلية لا تنتهي حدودها . وبالمقابل فكل القضايا المصيرية التي تهم بلادهم وأمتهم ومستقبلهم تقع في خانة الطلاسم والمجهول السري الذي لا يريدون معرفته ويبدو غريبا ومجهول المعالم إذا شاءت الصدف واصطدموا به . الدعاية التحالفية التي تمارسها الدولة العربية حيال الأجيال التي تتربى وتقوم من خلالها بتفريغ كل بارقة امل وكل فكر مستنير وكل محطة إلهام روحي وحياتي حولت أبناءنا إلى ضالين رغما عنا ، لأن الشاب محاصر بما تبثه الفضائيات المتحالفة على الرذيلة والانحطاط وكذلك محطات الإذاعة وكذلك الصحافة والمناهج الدراسية وحتى المحتوى الديني الذي تم تشذيبه ليكون جزءا من اللعبة ، هذه الدعاية التحالفية لنهج الحياة الفارغة عديمة الطعم والنكهة حولت الأجيال إلى طاقة عبثية عدمية مفرغة من كل أمل وثقة بأي تغيير وهذا الجانب لا يمكن إنكاره ولا التقليل من شأنه و لكن بالمقابل هل من سبيل وهل من طاقة لنا في إحداث وعي مضاد يمكنه إنقاذ هذه الأجيال ؟ هل من خير باق في هذه الأمـــة ؟ كيف يصعد هذا الخير وكيف يطفو على السطح ؟ |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: المهندس خالد شــحام الإثنين 13 ديسمبر 2021, 5:02 pm | |
| من نقاتل ومن يقاتلنا؟ من أنتم؟ ومع من تقفون ولماذا تفعلون ذلك؟ هل اتاكم حديث أســدود؟ عربا أم يهود؟ نارا أم وقود؟
المهندس خالد شــحام أصبح من الواضح ومنذ إطلاق ما يسمى بموجة (التطبيع العربي) التي جاءت كموجة مرتدة لما يسمى بالربيع العربي أننا امام مرحلة مغايرة لكل ما سبق ومما عهدنا وعايشنا ، مرحلة ليست فيها المسألة (إن جنحوا للسلم فاجنح لها) وليست فيها المسألة (غصن زيتون محبة وتعايش وسلام ) وليست كذلك (خارطة طريق أو سلام مشرف او سلام الشجعان) إنها مرحلة ذوبان الدهن العربي في الحساء الاسرائيلي المسخن حتى الغليان، إنها مرحلة الإتساخ والكلاحة حتى العظم ومرحلة التسليم الحقيقي وليس التنازل لأن فكرة التنازل تتطلب طرفا ضاغطا وطرفا يتمنع ثم يقبل ولكن هذه الصورة ليست موجودة من الأصل ، نحن امام أكبر عملية ســطو ناعم متدرج يتم فيه استغفال أكثر من مليار عربي ومسلم والضحك على ذقونهم حتى السطح، نحن امام أكبر عملية تزوير وخداع وتزييف تفوقت على أعتى عمليات التزوير في تاريخ الجرائم العالمية، نحن امام مشهد يمثل هجمة حضارية على معالم الوجه العربي الاسلامي بكل ما في هذه الكلمة من معنى وليست القضية الفلسطينية هي المعنية بل هنالك مستهدف أضخم واكبر بكثير مما يضعون في عيوننا، فلسطين هي الجرعة الأولى والأكثر أهمية ولكنها ليست كل شيء كما تقول المجريات. في الحقيقة أن فاتورة السلام العربية سواءا كانت تلك التي وقعت في كامب ديفيد وما تلاها من تسويات في أوسلو أو وادي عربة أومبادرة السلام العربية وغيرها والتي قادتنا إلى أخطاء كارثية تحولت الان إلى جنة قياسا بما نشهده من موجة السلام الجديد المفصل عند الخياط الصهيوني المحترف والذي اختار بنفسه وبكامل راحته القماش والخيوط واللون والمقاس الذي يحلم به منذ أمد طويل ، هذا الخياط لم يفصل ثوب السلام وتعب عليه لأنه يحب السلام والحمام والكرام بل لسرقة أموال الضحية واحتلال أراضيها فقط او إتمام عملية تسليم قديمة كانت منتظرة منذ زمن بعيد. ما يجري وما سيجري من تفاصيل لم تحدث في التاريخ قط ! هذه عملية (سلام) فريدة من نوعها ستدخل موسوعة الأرقام القياسية في كرمها وحجم أبعادها وفداحة خسائرها المؤقتة والقادمة والمستقبلية ، هذه ليست عملية سلام ولا هي اتفاقية تعاون وامن متبادل، أي أمن وأي سلام بين طرفين أحدهما يحكم الاخر منذ تم إيجاده؟ لا توجد أصلا اية عملية سلام ولا عملية اتفاق لأن هذه المصطلحات السياسية تتطلب ندين أو طرفين أو نوعا من الاستعداء أو الرفض أو التضاد وهو ما هو مفقود من الأصل، هذه ليست سوى عمليات جر للشعوب من ناصيتها على يد فريق موحد ينطق العبرية والعربية كي ترضخ وتقبل وتتقبل ما تمليه أفكار الحاخامات الذين يربضون في كهوف تحت الأرض على ضوء الشموع ويتباركون برائحة الدماء العربية الطازجة، هذه ليست سوى لعبة غميضة تاريخية كبرى يلعبها عابثون في التاريخ وفي ظنهم انها سوف تفلح وتصلح لأن تصنع منهم عظماء في سجل الحاخامات الخالدين على جدار الكنيس السفلي تحت الأرض وفي البيت الأبيض! أي نوع من السلام هذا؟ هل سمعتم عن سلام تشتريه بمليارات الأموال وتدفع فيه لعدوك كي تساعده على قتلك ؟ هل سمعتم عن سلام تبنى فيه معابد صلوات لله لمن حارب الله ألفي سنة؟ هل سمعتم عن سلام نزوجهم فيه نساءنا ونبيع تجارتنا ونقدس فيه الحانوكا ونغني فيه الكاريوكا ؟ هل سمعتم عن سلام يقدس يوم السبت لمن عصوا الله يوم سبتهم؟ هل سمعتم عن سلام يحل فيه الحرام ويموت الحلال كرما للمسالمين ذوي القبعات الصغيرة والذين يؤمنون بحرق الأطفال بالفوسفور الأبيض ويعمدون ضحاياهم بطائرات إف 35؟ أي سلام تتوقعونه ممن خانوا الله وقد أكرمهم على العالمين؟ أي سلام تتوقعونه وأنتم ترون بانفسكم ماذا جنى كل من لعب لعبة السلام معهم ؟ هل معقول يا قوم ما يجري؟ لعبة السلام الجديدة التي نعاصرها ونراها رأي العين وترمي لنا كل يوم مفاجأت جديدة يبدو أنها ستقتلنا جميعا بعد أن تغير فينا حتى الجينات وربما سنصحو غدا ليتم الإعلان عن سبق وكشف علمي جديد بأن جينات العرب ظهرت من صلب الحاخامات! رحم الله السلام القديم الذي كان في السر ولم تكن فيه صلوات مشتركة ولا سفريات متبادلة ولا تجارة من طرف واحد ولا تغيير الدين والهوية ، رحم الله السلام القديم الذي لم يعتدي على كرامة أبطال فلسطين المأسورين خلف قيود العدو، رحم الله السلام القديم الأقل فجاجة الذي اشترط تبادل الأسرى واحترام المقدسات مقابل سلام جديد يلوث الأسرى والوجه والدين والبطولة والرجولة ويسلم الأسرى ويطالب بالمثلية والإباحية. من نقاتل اليوم؟ من هو العدو الذي يتوجب على حركات المقاومة وعلى الشعوب وعلى كل عربي حر أن يقاتله في هذا الزمان؟ من هو عدونا ومن هو عدوكم أنتم ؟ هل هو ذاته المشترك بيننا أم أن العهد تغير والزمان قد تبدل وصرنا نحن الأعداء؟ ما الذي يجري لكم! هل تعتقدون بان الشعوب سوف تسكت؟ هل تظنون أن التدجين سيأتي أكله ؟ هل تظنون أن حصونكم مانعتكم من الله ومن الذين يملوؤن الأرض بنادق ؟ ما الذي بقي لهذه الشعوب كي تخسره بعد ان سرقتم حقها وحياتها وماءها وزرعها وحتى نسمة من هواء مرت قرب حسناء فلسطينية ؟ من أنتم حسب مقولة القذافي الخالدة ! ولماذا تفعلون بنا ذلك ؟ على كل يا سادة أميرة خضراء العينين الفلسطينية لا تزال تنتظر أميرا وراء القضبان لأنه نفذ عملية فدائية ولم تكتب له الشهادة ولن تحفل بالسلام الذي يحاول تدنيس صبرها وفرحة خطوبتها بعريس تشتهيه الحور العين… أميرة العربية هذه أكثر من مجرد أنثى بيولوجية وملكة جمال رومانسية، إنها معزوفة متفجرة عندما تتزنر بنداء البلاد…. أميرة العربية لم يدنسها قط فيلم كرتوني ولا فيلم اسرائيلي ولا يوم السبت الذي فيه تصبحون وإليه تمسون ولن يضيرها ألف معبد فيه تصلون ولا السلام الذي وراءه تركضون… أميرة العربية ابنة احمد العربي أخوها الاول في السجن منذ عشرين سنة، والثاني أرسلوه إلى بلاد العهر لينسى نفسه ويبيع أرضه فعاد إليهم بحزام ناسف، أما أبوها العجوز المدفون تحت شجرة التين الخالدة التي لا تزال خضراء فيقال أنه يظهر ليلا في المستوطنات المرعوبة ويطلق النار من كلاشينكوف لم يصدأ حتى كفر هؤلاء بالبلاد الموعودة… أميرة التي أشهرتم اسمها لها جسد كريستالي ، جسدها الطاهر الناري محظورعليكم في الكتاب المقدس ولن تمسسه يدكم قط لا في الأرض ولا في السماء… أميرة العربية لم تنجب إلا رواد ومحمد ونضال وتكاد تزاحم طهارة العذراء ولا زال الشهداء يتوالدون من نسلها المقدس حتى يوم الدين! انعموا بسلامكم وأميرة الشرق والغرب سوف تطهر البلاد من أسدود وتعيد ضبط الميزان وتستعيد أميرها الذي في السجن الكبير! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: المهندس خالد شــحام الأحد 02 يناير 2022, 11:38 am | |
| العالم الأجوف والإنسانية التي ضاعت… من يحكم عصرنا؟!
المهندس خالد شحام الساعة السابعة مساء في أحد شوارع عمان وقبل رأس السنة بساعات قليلة ، كنت أقف في الشارع في انتظار تجهيز طلبية بسيطة على بوابة أحد المطاعم التي فرغت من روادها وهجر الرزق الأبواب، خلال دقائق قليلة تلفت انتباهي سيدة ربما في الخمسينات تدخل المحال والمتاجر بصورة تنقلية من واحد لآخر وخلال وقت قليل وصلت حيثما كنت أقف لتطلب مساعدة لوجه الله تعالى ……….. دقائق أخرى قليلة عقبت ذلك وإذا برجل في نفس مستوى العمر يقبل باتجاهي طالبا دينارا واحدا برجاء الخائب بعيدا عن أية احترافية في التسول …..سرحت بعيدا في مخيلتي وأنا أراقب : كم من رجل أو إمرأة في هذه اللحظة دفعته أو دفعتها الظروف البائسة للوصول إلى نقطة التسول وطلب المساعدة بهذه الطريقة ؟ كم من ألف عائلة مكسورة تعبر عنها هذه السيدة أو هذا الرجل ؟ ما طول طابور الفقراء الذين صنعهم النظام العربي بأكمله بحلته المعاصرة وما طول سلسلة الحديد في جهنم الأرض وجهنم السماء ؟ ما عدد الذين يستعطفون المارة من أجل دينار أو ثمن علبة حليب أو جالون من الكيروسين أو ثمن علاج في شارع الحدائق الذي هو على غير مسمى ؟ ما عدد القابعين في البيوت والذين منعهم حياؤهم وعزة أنفسهم من استعطاف أحد ؟ من يفعل بنا هذا ولأجل ماذا ؟ هذه السيدة وهذا الرجل بالتأكيد انهما ليسا متسولين ولم يخطر في أسوء كوابيسهما بأنهما سوف يفعلان ذلك ذات يوم ، هذا المشهد المرعب بما يخفي خلفه من حالة الضنك والعسرة والشــدة التي افتعلت بمعية خديعة القرن هو نتاج مباشر لحالة الفشل العربي الأكبر بكل صيغه ومسمياته والذي يشتغل لإيصال الشعوب العربية إلى هذه الحالة من مغرب الشمس وحتى طلوعها خدمة وإخلاصا لمملكة بني اسرائيل ، المشهد بكامله بطول العالم وعرضه من حالة الانحطاط الاقتصادي والتفكك المعيشي الذي عاناه ويعانيه العالم بفضل الخديعة الكبرى هو نتاج مباشر لوجود عالم أجوف الضمير ، خال من الفضيلة ومملوء بالرذيلة والإجرام وانتهاك القيمة الانسانية التي حرمها الله ايذاءا أو قتلا أو حبسا أو تجويعا ، وهذا العالم الأجوف يقتصر على فئة قليلة تحكم مصير الأرض والعباد ويتجبرون كما يحلو لهم ويرسمون مصير البشرية . عندما تعيش الإنسانية جمعاء دون هداية ولا غاية ولا مرشد تصبح مسألة الوصول إلى النهايات السوداء مسألة وقت أو تأجيل وليس أكثر ، وعندما تعيش الإنسانية دون تلك الهداية التي تحث على الفضيلة وتكريم الإنسان تتحول كل مظاهر التقدم العلمي والتقني والمعيشي إلى أداوت ومعينات لتكريس الشقاء الإنساني ومحو المكتسبات وتحويلها إلى خسائر فادحة بحجم العمر ورحلة الحياة بأكملها ، في مثل هذه الحالات لا يوجد إلا خاسرون بكل الأطياف والمصنفات ، خاسرون في الدنيا وخاسرون في الآخرة . من أشد الأمور خوفا في حياة كل المرء أن تتوج الحياة بخاتمة الشقاء والمكابدة بعد رحلة حياة طولها ستون أو سبعون سنة من التعب والمكابدة تكون نهايتها التحول إلى متسول ظاهر أو مقنع من خلال العيش برعب من تدبير كلفة السكن والعلاج وتعليم الأولاد وكلف الطعام والكهرباء والفواتير الكابوسية . المواطن الأردني يعيش اليوم هذه الحياة مثله مثل المواطن المصري واللبناني والسوري واليمني والعراقي والمغربي والجزائري وبدرجات متفاوتة من الشقاء والمعاناة على يد المرحلة المخزية التي تقتصر مهمتها على إبقاء هذا الذل والبؤس بكل تفاصيله ، المرأة او الرجل العجوز الذي يجوب شارع الحدائق ليلا ليطوف المحال ليظفر ببضعة دنانير وصل نقطة الإنغلاق بعدما حاصرته كلف المعيشة إلى حد الاختناق وحيدا دون معين ولا شفيق ولا رحيم إلا الله . عالم اليوم الذي نعيشه كمثال في الأردن أو مصر او بريطانيا أو الولايات المتحدة هو منتوج قرن كامل من ارتداد البشرية عن هويتها ورسالتها الوجودية وإنكارها لحقيقة وجودها ، إنه العالم المتكامل الذي تريده الأفكار الرأسمالية بحلتها المعاصرة والتي تمثل خلاصة الفكر الشيطاني من الاستغلال والانتهازية واختراق رسالات السماء ، عالم تحكمه الحواسيب التي لا يغيب عنها شيء والتي بنيت ليس لإسعاد البشرية بقدر ما بنيت لضبط الحسابات ، والحسابات التي نتكلم عنها هنا هي الحسابات في كل شيء من الهندسة العقلية للبشر ليكونوا عبيدا في أثواب ناعمة وطعام فاخر ومساكن حديثة إلى هندسة المادة والكل يعمل في النهاية لخدمة عصابة أو طبقة محددة تحكم قبضتها على مفاتيح القوة والنفوذ والتحكم ، هذا العالم المرعب المغطى بكل المحسنات ليبدو شرعيا وطبيعيا في آن واحد لا يحكمه سوى كيان واحد اسمه الشيطان وأداوته وأعوانه من البشر . عالم اليوم بكله يريد أن يحول الإنسان المعاصر بأكمله إلى بطاقة فيزا بنكية إذا جاز التعبير ، بطاقة يمكن من خلالها أن يحيا أو يموت ، ومن خلالها يعرف كل شيء عنه وعن نشاطاته وحركاته وما يحب وما يكره وما يضع في البنك وما له وما عليه من قيود ومطالبات وسجلات أمنية ، حوسبة الإنسان المعاصر تتحول اليوم إلى غاية مكشوفة للنظم الجديدة القديمة التي تحاول الاستيلاء على معنى الوجود الانساني وترجمته إلى فوائد ومكتسبات أعمق من السيطرة والابتزاز والاجبار المقنع والعبودية المقنعة ، قد يبدو في ظاهر هذه الحوسبة أنها خدمات مريحة وتعلم عن بعد واتصالات عاجلة وخدمات بكبسة زر ولكنها في النهاية إمتلاك للإنسان وما فيه . عالمنا المعاصر لا شيء يصفه إلا أنه عالم أجوف ، أجوف لأنه فقير بالعدالة والضمير والرحمة ومشحون بالكره والهدر وإراقة الدماء وصعود الرذيلة فوق الفضيلة وتسيد القيم الشيطانية المكتوبة بقلم الشيطان الناري على أجساد الشعوب والبشر ، في هذا العالم لا أحد يرتاح ولا أحد يمكنه أن يفلت من العذاب بدرجاته وألوانه ، عجوزا ، شابا ، متزوجة ، صبيا ، موظفا ، رئيسا ، هذا العالم المظلم تحكم عليه الأضلاع الخمسة ، البنوك ، شركات الاتصال ، مواقع التواصل ، الفضائيات ، الوكالات الأمنية ، ولا يمكن لأحد أن يفلت منه مهما بلغ من التدبير والتحصين . في عالم اليوم لم يعد هنالك مسمى خاص منفصل اسمه الشيوعية او القومية أو الرأسمالية أو الاشتراكية أو الجمهورية أو الملكية ، كل هذه المسميات ذابت في وحل التطور الطبيعي للشــر وتجانست في اذاها وخطورتها على العرق البشري بأكمله وهي اليوم تتخذ مسمى واحدا فقط اسمه حزب الشيطان وحزب الشيطان هذا تكشف عنه أفعاله وليست مسمياته حتى لو كانت ترفع علم الإسلام وتتخذ ديانة الإسلام نهجا ظاهريا ، في عالم اليوم الذي نعيشه ونعاصره حزب الشيطان بما يضمه من حكام الغرب والعرب والعجم يعمل جيدا وبقوة لمحو كل قيم الفضيلة والعدالة والرحمة ويحل محلها قيم الإجرام والظلم والعبودية والكفر بكل الأديان ، ربما نتفق على تسمية هذا الحزب بشتى المسميات التي نسمعها بين الحين والآخر تحت مسمى الصهيونية أو جماعة القبالاة أو اسرائيل أو الماسون أو المسيحية المتصهينة ولكن الجامع الكبير لكل هؤلاء هو أنهم حزب الشيطان والذين يعيشون من خلاله ومن خلال نفوذه ومؤامراته . ، يردد الكثيرون كلما شاهدوا فقرا أو ضعفا رجما بلا شعور بأن اللصوص والفاسدين الذين ملؤوا بلادنا هم من سرق قوت الفقراء ودفع الناس للتسول والفقر وحدود الهذيان ومن يفكر بمثل هذه العقلية البسيطة فإنما هو يسطح المسألة بأكلمها ليجعلها تبدو وكأن بعض الطماعين وعديمي الضمير إنما يفعلون ذلك جريا وراء الطمع والجشع البشري التقليدي وهم بذلك يهونون من حجم الجريمة بينما الحقيقة الكبيرة التي تربض على صدر العالم تقول بأن المسألة هي أعمق بكثير من مجرد طمع وجشع بشري تقليدي ، إنها عقيدة وديانة جديدة تملأ الأرض والدول وتحكم العالم والكل عنها في غفلة معرضون ، إنها ديانة الشيطان وعقيدة الشيطان التي تخرج أمثال هؤلاء وتمنحهم القوة الظاهرية والسلطة والنفوذ والنعم وهم من يحكم العالم فعلا منذ سنوات طويلة ، حزب الشيطان هذا لا يسرق المال والثروات كما يظن البعض بل يسرق العمر والشباب والابداع والمستقبل والمصير والبلاد والعباد وحتى السعادة تصبح حلما بعيد المنال. لهذا السبب ولهذه الأٍسباب فعندما تمعنون النظر والفهم في ممارسات كل الحكام المنتمين لحزب الشيطان عربا وعجما فلا يمكنكم العثور على شيء واحد من الرحمة أو الصدق او العدالة وحذار أن تصدقوا لسانا عربيا أو شهادة أو تسمية باطلة ضالة مضلة إنها مراوغة الشيطان وحسب، وعندما تنظرون في أبطال السينما والمسلسلات فلا تجدون سوى الشواذ جنسيا والمنحرفين وعبدة الشيطان والسحر الأسود وتمجيد القتل والسفك والسرقة والباطل وأصبح هذا الكلام يندرج حتى على أفلام الكرتون المخصصة للصغار، وعندما تنظرون إلى عدالة حياتكم في كل تفصيل من الإجهاد و كلفة الطعام حتى ثمن المواصلات إلى كلف الفواتير إلى تعب الليل والنهار وسرقة الأعمار فلا تجدون أي شيء من الحق والعدل أو راحة البال بل الباطل والزيف والسرقة الرسمية المغطاة بكل الحيل القانونية والمسوغات الاقتصادية وحتى الفتاوى الشرعية ، وعندما تنظرون في الموضات من الملابس والأغاني والدراما وحتى في أصغر الأمور مثل شكل الحلاقة للشعر والوشوم التي يمارسها الضالون فكلها توحي بحزب الشيطان وتمنح له رسومه ، عندما تنظرون من حولكم لكل الإطار الإجتماعي البسيط والذي يبدو بعيدا عن السياسة والتعقيدات فلا أحد مرتاح أو في سواء بل الكل في شـــــقاء من المتزوج والمتزوجة والعازب والعزباء وسيدة البيت والموظفة والفقيرة والغنية ولذلك فقد أصبح من شبه المستحيل العثور على زوجة صالحة أو رجل يستحق فتاة صالحة أو شيء من الأمان الاجتماعي بالمجمل …………..عندما تنظرون إلى أفعال الشباب والجيل المعاصر فلا تجدون هاديا سوى مشاعل الشر والضلال والانحراف وتمجيد اللصوص والباطل والجري وراء العاريات والفاسقات وعابدات الشيطان وملكات الجنس وكل الأطر المرجعية من الأب والبيت وكبير العائلة فقدت مرجعيتها وسلطتها التقليدية وفلتت الأمور من عقالها ، وعندما تنظرون إلى خير الناس فلا تجدونهم سوى مهمشين أو معتقلين أو مدفونين خلف الأهمال والتجاهل ورجم المجتمع وأسر العوز والحرمان ، لا تستغربوا أن أكثر الناس ثراءا في عالم اليوم هم الفاسقون والمنحلون والخارجون عن الملة والمتاجرون بالالام والعذاب والخيانة واللصوص ، هذا هو حزب الشيطان الذي يحكمنا ونعيش تحت مظلته . على الرغم من هول المشهد المأساوي الذي تعيشه الإنسانية جمعاء في سنوات خداعات إلا أن بشائر الفرج مقيمة ولا ترحل ، فمن عجائب الخلق ومعجزات الإيمان بأن حزب الشيطان ضعيف في جوهره مهما بدا من القوة والسلطة والنفوذ والتجبر ….لماذا ؟ لأن الله جعل ذلك قانونا من قوانين الكون ولا معقب لحكم الله ، أعوان الشيطان وكما هي العادة يأكل بعضهم بعضا ويرجم بعضهم بعضا مهما بلغوا من درجات القوة والثراء والاجرام وبضاعة حزب الشيطان قائمة على ما تشتهيه الأنفس من الثروة والسلطة والبطش والظلم وهذه المكونات العتية لا يذيبها سوى الايمان بالله والتمسك بتعاليم دينه الحنيف والثبات على الحق مهما تجبر الباطل ، في زماننا هذا وفي هذا العقد بلغ حزب الشيطان مبلغا عظيما من الاعتزاز والتمجيد والغرور بنفسه وكل السيناريو الذي نعايشه اليوم هو من فبركات حزب الشيطان واعلموا أن في ذلك بداية النهاية والفوز للمتقين والصابرين . |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: المهندس خالد شــحام الأربعاء 05 يناير 2022, 2:17 pm | |
| [rtl]
يا أيها الزمان أفتنا في إثنتين وعشرين بقرة عجاف تأكلهن سبع شداد! يا أيها الزمان متى تعيد لنا ابن تاشفين الجديد ومتى نرى بهم يوما؟
المهندس خالد شحام في بعض الأحيان يفقد المرء السلطة على الكلمات فتصبح متمردة أو شاردة إلى ذرى الجبال وربما أحيانا حبيسة خلف ســطوة الزمان وخسارة الإنسان ، ماذا بوسع هذه اليد أن تكتب وأن تصور وقد فقدت الكلمات الصلح مع الذات ؟ ماذا بوسع هذا العقل أن يكتب بعد أن صار الصبر أميا لا يتقن الكتابة ولا القراءة ؟ كيف تختنق الرؤى بين ضفتي ليل في عز النهار وظلام في عز ليل الأمـة الطويل ؟ ليت بمقدور المرء أن يعيش بعيدا عن هموم أمته…. لكن هيهات! لست ممن يتذكرون التاريخ بأرقامه ولكن خبرا صغيرا بالأمس ذكرنا بأنه قد مضى على سقوط الأندلس 525 عاما ، صور من جرح قديم وفوضى تاريخية ، ذكرى تبدو مدفونة وعميقة ومنفصمة عن الواقع ولكنها سادتي كل الحكاية ! كثيرا ما تسمعون بمصطلح ( ملوك الطوائف ) المرتبط ارتباطا وثيقا بسقوط الأندلس ، وهذا المصطلح المكرورعلى الرغم من استخدامه وذكره في كل مكان وزمان إلى الدرجة التي أفقدته غايته وعبره إلا انني سأعيد عليكم التذكير به لما ينطوي عليه من أهمية تاريخية كبيرة وقصة استغرقت ما يفوق المائة عام ، وإليكم القصة بشكل موجز ومختصر لمن لا يحب العودة لمراجع المعرفة والغرق في الاختلافات والتفاصيل . بلاد الأندلس الضائعة التي تسمعون عنها في التاريخ العربي القديم كانت خير مثال للقوة العربية الإسلامية عندما تتمكن من الارتقاء ، بلغت الأندلس ذروة مجدها في القرن العاشر ( 1000 م ) وذلك في ظل حكم الأمويين بما لهم وما عليهم ، عقب ضعف الحكم الأموي بدأت تبرز حركات تمرد وانفصال من بعض أصحاب النفوذ والمال والأراضي الذين أقاموا دويلات خاصة لكل منهم وتتألف كل دويلة من الأقارب والمعارف والمعدمين الذين أغراهم المال أو أرهبهم السيد الجديد ، عدد الدويلات التي نمت مثل الفطريات كان 22 دويلة منها قرطبة واشبيلية والحمراء وآل عباد وآل ذو النون وجهر وآل الأفطس وآل حمود ، كانت القصة هي روح الأنانية بلا منازع وبلا منافس وكانت ( روح الأسلام ومظاهر الأصلاح وحقوق الأقليات والمواطنة ) هي الواجهة الجديدة التي تخفي خلفها قبح الأفعال ، تحولت أمجاد الفتوحات الإسلامية إلى ذخيرة جديدة للإنحطاط الإنساني وتم حشر الإسلام في زجاجة وإلقاؤه في بحر الأندلس الحائر .. عندما تتواجد 22 دويلة أو حشرة على مساحة معزوقة فلا بد أن يكون النزاع على الموارد والنفوذ أمرا محتوما ولا مهرب منه ، وعندما يتواجد 22 أميرا للمؤمنين يتربعون على صدر عدد بائس من ( المؤمنين ) يصبح الإسلام والإيمان والعمل الصالح أكذوبة من الطراز الأول ويحظى الإسلام بدعاية تاريخية فتاكة من أعلى الدرجات ويصبح رأسه مطلوبا ومباحا ، وهكذا بدأت مرحلة سوداء من تاريخ العرب في الأندلس استمرت لأكثر من مائة سنة من الذبح والقتل والطرد والعدوان على بعضهم البعض ، كان القتل على الهوية بشكلها القديم ، وكانت الحرب على الإرهاب بصورتها العتيقة إلى الحد الذي أصبح فيه لزاما الاستعانة بالجيوش المسيحية وتجنيدها بالمال والشراء كي تدافع عن دويلة ضد دويلة ( وتكافح الإرهاب ) وبذلك اغتنم الملك الفونسو المسيحي المقيم في الشمال الفرصة الذهبية لفرض الجزية على هذه الدويلات التي وقعت تحت هيمنته ، كان كل ملك من هؤلاء البؤساء يدفع لألفونسو كي يرد عنه الارهاب ويمنع (العدو) من اختراق حدوده ، وصلت حال الدويلات إلى الردى سريعا مع استنزاف كل الموارد و حل الفقر والجوع والعدمية مكان الأمان والعيش المتزن ، كان الغلاء فاحشا والضرائب مهولة و أصبح انتشار الرذيلة والمرض والفقروالغلاء وسقوط قيمة الإنسان شيئا معتادا تماما ، لقد أصبح لزاما إنفاق كل قطعة ذهبية لصالح الجيوش المسيحية لحماية الدويلة وحماية ( الرسالة الإسلامية ) وتحولت الدويلة إلى مهزلة وأضحوكة تنتظر مصيرها المخزي والمحتوم حيث استولت الجيوش المسيحية بالكامل على هذه الدويلات التافهة ومسخت حكامها ومسحت بهم الأرض وارتكبت أفظع جرائم الإبادة من الترويع والقتل والطرد بالقرى الاسلامية المحيطة بالدويلات ، انتهت دويلات ملوك الطوائف بقرار صحوي إنقاذي أخير أجمع عليه من بقي منهم حيا عندما قرروا الاستعانة بالمحرر أمير المسلمين يوسف بن تاشفين أمير دولة المرابطين وابن مراكش حيث استجر جيوشه وسحق الجيوش المسيحية في حدث تاريخي عظيم وأنهى فترة ملوك الطوائف ليؤجل سقوط الأندلس ثلاثمائة سنة بعد ذلك . لم تكن دويلات العائلات أو الطوائف مجرد مرحلة قذرة من التاريخ العربي فحسب ، بل فيها جواهر من العبر والحكم المتجذرة في التاريخ الإنساني والعربي والإسلامي ، لم يكن ملوك هذه الدويلات كما سرد التاريخ الحكيم مجرد أفراد متناحرين على السلطة والأرض والثروات بل كانوا مرتدين عن العروبة والإسلام في ثوب ورثة الفاتحين ، لقد كانوا حفنة من الخونة للعروبة والإسلام ولشعوبهم ولأنفسهم حيث حكم عليهم الزمان بالخزي والإنقراض دون رجعة ولا ريب أنهم يحملون وزرا سيحاسبهم عليه التاريخ إلى يوم الدين لتفريطهم برسالة الاسلام ومكانتهم التي كانوا عليها ودورهم في تأخير النهضة العربية وانتشار الرسالة الإسلامية بسماحتها وسموها ، لم تكن القصة مجرد إندثار الحضور العربي الإسلامي في الأندلس بل تعلمت أوروبا المسيحية درسا عميقا جدا في كيفية إدارة الصراع على العرب و الإسلام والانتباه لخطورة الهوية العربية بتركيبتها الإسلامية ولذلك شكلت ( مجلس الأمم الخاص بها ) في وقتها لإتخاذا القرارات ( الدولية ) المناسبة ، لذلك لا تشعروا بالحرج عندما تفكرون بوجود المؤامرة على العرب والمسلمين منذ تلك المرحلة من التاريخ وحتى هذا اليوم وربما نذهب أبعد من ذلك لنترجم كل الحروب والاتفاقيات الاستعمارية على عوالم العرب منذ القدم بوجود هذا العامل التاريخي العميق. استحضرت هذا المثال الكامن في ملوك الطوائف كي نعيد ربطه جيدا بما يجري في بلاد العرب التي تعيد إحياء الروح ذاتها في قالب حديث متطور من شكل الدولة الكرتونية بكل مرافقها ومؤسساتها وتفاصيلها في 22 دولة عربية بالتمام والكمال …. إثنتان وعشرون بقرة وصلت حالة العجاف وضمرت أجسادها وتفككت قوتها وذاب زمانها وتنتظر السبع الشداد التي نعيشها لتشهد ذوبانها وتلاشيها مثل سحابة صيف ، الاختلافات الأساسية تكمن في التسميات والقشور الخارجية اما التفاصيل الحقيقية فهي ذاتها دون زيادة ولا نقص ، عندما كان آل عباد يخطب في جيوشه محرضا إياهم على قتل أخوانه في الدويلة المجاورة بإسم الدين والانتصار للحق ومنع الفتنة يأتي اليوم الحاكم العربي لشعبه في ثوب المنقذ للبلاد وحامي الفقراء والمجير من الأعداء ويخاطبهم بما يتناسب مع رغباتهم وجوعهم ولديه قنوات إعلامية تفتن النبي عن رسالته ، كان ألفونسو يقبض من ملوك الطوائف ويستولي على محاصيلهم ويتمتع بطيبات ممالكهم ونسائهم مقابل أن يدافع عنهم ضد أخوانهم ، واليوم يوجد ألفونسو جديد في الولايات المتحدة يفعل نفس الأمر وذات النهج مع ملوك الطوائف تحت مسمى مختلف تماما عنوانه الحرب على الإرهاب والتنسيق الأمني وضمان الديمومة في سدة الحكم ، يقوم حكام العرب اليوم بتحريض جيوشهم وشعوبهم لدرء عدو جديد هم صنعوه اسمه الإرهاب ومحاربة اشباح تسمى الإرهابيين وبذلك تحولت كل الشعوب العربية إلى إرهابيين في اللحظة التي يتطلبها الأمر وتفصلها المرحلة ، في سوريا وحدها يوجد ما لايقل عن عشرة أمراء مؤمنين من الفصائل المفصلة لأجل سوريا ، وفي العراق يوجد أمراء مؤمنين بألوان وقياسات مختلفة حسب الحاجة وحسب الطلب ، وفي فلسطين يتم تخليق ملوك طوائف مفصلة حسب المرحلة وحسب الخطط الأمنية ، وفي كل دول العروبة يقيم عشرات من أمراء المؤمنين بتسميات ومسميات محدثة ومعطيات شرعنة تختلف كل حسب ثقافة وايدلوجيات العقول السائدة وكل قطيع له ما يقنعه من مسوغات الحكم والخضوع وإلغاء العقل والضمير …عندما نتكلم عن المؤمنين فأرجو أن تفهموا ان الايمان الذي نتكلم عنه هو بالاتجاه الذي تفهمون . التاريخ لا يرحم ولا يمكنه أن يتعاطف مع أحد ، إنه سكرتير أمين مجرد لهذا الكون يسجل ما تميله الإرادة عندما تتحول إلى أحداث ولا يخاف من الأقوياء ، مصير كل هذه الدول الكرتونية ستكون إلى زوال محتوم وسيخلد التاريخ في متاحفه الأفعال المشينة لكل هؤلاء الذين يدعون الالوهية من دون الله كما فعل أمراء المؤمنين و ملوك الطوائف من قبل . عندما كنا نسمع في سنوات بعيدة عن عقد مؤتمرات القمم العربية كنا نبتسم بمكر وصمت لأننا ندرك في أعماقنا بأنها مجرد كليشيهات فارغة ومناسبة للخطب الفارغة من المضمون ، اليوم تتخذ القمم منحنى جديدا مختلفا يشابه اجتماعات ملوك الطوائف يجاهر بالمعصية التاريخية ويحقر شعوب العرب ويجعل منها كائنات لا تفكر ولا ترى وتسمع ، لقد أصبحت أهداف وغايات هذه القمم والملتقيات مجرد تنسيق بين دويلات الطوائف في انتظار مصيرها المحتوم . من المؤسف أن الصورة الأوضح لتحرر العالم العربي أصبحت تشترط طبيعيا انهيار كل دويلات ملوك الطوائف القائمة لأنها أصبحت عبئا ثقيلا وعارا زمانيا وعقبات أساسية متجذرة في كل طرق الانعتاق من المستعمر وهيمنته الأزلية وهذا ما يقوله التاريخ الحكيم المرابط ! لم نستطع حتى اليوم ومنذ سنوات طويلة أن نحظى بترف خبر واحد أساسي يقلب حال الهزيمة إلى أنتصار أو يصفح عن خسائر فادحة بربح واحد مظفر ، أصبحت أكبر الأماني من فئة أن يفوز بايدن ويسقط ترامب ، وان يتمهل الاستيطان في فلسطين قليلا ، وان يحظى المواطن اليمني ببعض الخبز أو تتوقف الاعتقالات في مصر أو يكتفي نتانياهو الجديد بما نهب نتانياهو القديم من ثروات وأراضي الأمة ، أصبحت أعظم الأماني أن يتوقف التنسيق الأمني ويحدث التصالح وأن نعود إلى حالة العبودية الأولى بدلا من الثانية او الثالثة ……هذه هي فضائل ملوك الطوائف الجدد … هذه هي احتباسات الحر ولهاث المؤامرة قبل انبثاق الفجر الجديد لهذه الأمــة ….هذه هي حلكات الأيام وحبكات العقد قبل الفرج وصعود الشروق. طيلة سنوات ماضية وانا مثلي مثلكم أتابع بكثير من القهر والمكابدة والصمت المرير تلك الفئة من الأخبار التي تأتينا من أفعال ملوك الطوائف الجدد والتي تحول بفعلها ملوك الطوائف القدامى إلى ملائكة ، أخبار هؤلاء الجدد مخصصة لمزيد من القهر والإمعان في الأذلال والكفر والردة بما يفوق كل رصيد التاريخ البشري من الكفر والمجاهرة بالمعصية القصوى ، تلك الأخبار عن زيارات سرية وأخرى علنية وزيارات ودية وزيارات تجارية واخرى إنسانية بين القاتل والضحايا الجدد وبين من فقدوا الإنسانية ومن فقدوا الهوية ، تلك الصور التي تظهر مسؤولا من تلك الدويلة او تلك الحظيرة أو دولة الكيان ……. قرود وأبناء قرود ومسوخ من ذوي الفكوك المتدلية وأنسان النيندارثال والذين لا يتقنون حرفا ولا كلمة ولا شكلا ولا مضمونا ولا يفقهون من هذه الدنيا سوى المتعة والجنس والخمر والمال والنعيم المغمس بكل القبح البشري والانحطاط الإنساني ،إنهم عار على الإنسانية وعار على العرب وعار على التاريخ ، إنهم أبشع صور الرذيلة وأحط صور المرحلة وأيقونات الخسارة والذل والهوان . أنتم من فتن الأمة وخان التاريخ وقتل الأنبياء ودس الســم لمحمد …أنتم من لطخ الرسالة بالبعير وسرقتم نسخة المصحف لتشعلوا بها نار الأمــة ، أنتم من جاب الصخر في الواد وبنى الأوتاد وجلب الخزي للأولاد ، أنتم من شربتم الخمر مع الزاد وقتلتم آخر الأجداد وتحالفتم مع أعداء الضاد . في آية عظيمة من آيات القرآن الكريم ترد بضع كلمات تعجز اللغة عن الإتيان بها في موقعها وتقول تلك الآية في سورة الكهف ( وعرضوا على ربك صفا ، لقد جئتمونا كما خلقناكم اول مرة ، بل زعمتم ألن نجعل لكم موعدا ) لا يوجد تعبير لغوي أبلغ وأشد ثأرا من هذه الكلمات بحق ملوك الطوائف الذين باعوا شعوبهم وتاريخهم كي يكونوا ألعوبة بأيدي بني صهيون ، يظن هؤلاء وكل من يقبعون في طبقته أن ليس لهم موعدا وأنهم خارج الحسابات ويتمتعون بالمناعة والسطو على الزمان والمكان بثرواتهم المنهوبة من شعوبهم وبلادهم المستعبدة ، يعتقدون ويؤمنون أنه ليس هنالك حساب ولا يوم تشخص فيه الأبصار ، يؤمنون تماما إنما هي حياتهم الدنيا وما يهلكهم إلا الدهر ، يؤمنون تماما أن أجهزتهم وثرواتهم هي القوة والضمانة والمنعة ونسوا الموت والعجز والهرم والانهيار الذي سيفترس حياتهم ، نسوا الحساب ويوم الدينونة ويوما تقشعر فيه الأبدان ، سيأتي اليوم الذي تعرضون فيه اولا على شعوبكم كي تحاكموا على كل جريمة وكل تفريط وكل هوان صنعتموه لهذه الأجيال ، كل مؤامرة وكل فعلة قبيحة جعلتمونا نشعر فيها بالعار والخزي من عروبتنا وهويتنا ثم ستعرضون على ربكم صفا كما خلقكم أول مرة لتناولوا جزاءكم العادل وناركم التي ستخلدون فيها مع أراذل الخلق وشياطين البشر ، ستعرضون وتنادون صائحين يا مالك فليقض علينا ربك وسوف يجيبكم مالك بأنكم هنا في دار جهنم ماكثون ! ندعو الله أن يسوق إلينا يوسف بن تاشفين جديد لينهي حكم ملوك الطوائف ويمرغ أنف ألفونسو الجديد بالتراب وينتصر لفلسطين واليمن ولسوريا والعراق وليبيا ولبنان ولكل الشعوب المغلوبة على أمرها …….. والله غالب على أمره ! [/rtl] |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: المهندس خالد شــحام الأربعاء 05 يناير 2022, 7:06 pm | |
| أسطورة الجوع الفلسطينية: أنا احاصركم… وصدري باب كل الناس !
خالد شحام حيثما الحياة لا قيمة لها…. الموت احيانا هو ثمن لها… في كل أشكال الظلام المشرعة ودماء البشر المحللة ها هنا بنو صهيون أهلا بكم !… حيثما الكرامة تساوي العذاب والحرمان، حيثما البطولة تتولد من امهات صامدات… ها هنا فلسطين المحتلة واهلا بكم في بلاد الزيتون وكروم العنب ومهد الأنبياء والشعب الذي يرفض أن يموت! في هذا المكان الفريد من نوعه بمقدورك أن تكون واحدا من اثنين إما معززا مكرما بالرضى وقابلية التقزيم تحت بساطير المحتل، تقول نعم فتحيا في الطحين وبطاقات التموين وتقول نعم فتحيا في حفرة من حفر الملعونين ! ……….الخيار الثاني تقول لا فتحيا في الجحيم! ثم تقول لا وتبقى من الخالدين، هناك أنت سجين الرضى في ضمير فلسطين تأكل جدران السجن من جلدك ولكنك غير خاضع لقوانين الموت لا في الدنيا ولا في الاخرة أنت خالد و ولكنك لا تخضع لقوانين الأحياء ، هنا معتقلات فلسطين .أنا أحاصركم وصدري باب لكل الناس.. أهلا بكم ومن قاعات الأسرى نرحب بكم وهشام أبو هواش مضيفكم ، ترحيب اضافي آخر لمن أراد درب الخلود والبقاء عزيزا مكرما قرب عروسه فلسطين وفي جنات النعيم!! فلسطين الجديدة التي بنيت من بقايا الحرائق وخرابات البيوت وجماجم من اختاروا الذوبان في تفاصيل البلاد هي ما يسمى اليوم في خرائط الكذب عرفا باسرائيل الجديدة ، عدونا الذي يمتلك الطاقة الشمسية ويصدر ارقى الآزياء لدور اوروبا وينادي بحقوق الاقليات الدينية والعرقية شكل كيانه من القسوة المفرطة في حق الانسانية والدين والتاريخ وزاحم الشيطان على عرش الرذائل والفضلات الادمية ماضيا وحاضرا ومستقبلا ، ابتكر من وسائل الموت والقتل اكثر مما تحتاجه البشرية جمعاء ، كل المعرفة العلمية والتقنية تحت يديه تم سخطها لتكون قزما في ذاكرة الفضيلة والقيم جمعاء لتكرس حياة مصطنعة آثمة لقوم شراذم ابتكروا لأنفسهم وطنا يأوي كذبة تاريخية اسمها اسرائيل ، عدو كهذا يعيش هاجس الخوف والتساؤل الأزلي في عقيدته منذ جاء إلى الدنيا. ما عدد الخدع والمؤامرات التي يتوجب الاستمرار بها لضمان البقاء ؟ ماذا بعد التغلغل في افريقيا واسيا والذهاب بعيدا كي يبقى قريبا ؟ ما عدد المجازر والمعتقلات والجدران العازلة والسجون اللازمة لاستمرار الاكذوبة الضخمة ؟ ما هو التهديد الحقيقي وما مصدره ومن اين يمكن ان يأتي ؟ كم من الرؤوس النووية سيلزم ؟ هل تعرفون من يمكن ان يشكل مصدر التخويف والتهديد لهكذا عدو ، حتما أنكم تعرفون إنهم ليسوا من يسعون طلبا لارزاق السلام ويصطفون طوابير على صناديق بنوك الاحلام ، وهم حتما ليسوا من يسهرون على راحتكم في فنادق الضيافة لبدء مباحثات السلام و الاستسلام ، وقطعا هم ليسوا من تحجرت اعمارهم وارواحهم في النصب التذكارية قرب تمثال شارون وجولدامائير ونتنياهو من بعد ، وهي حتما ليست الصواريخ والقذائف الذرية المكدسة في حظائر الخيول الأصيلة العربية ، إنهم أولئك من يقبعون في قلب عدوكم وعدوي ، ومن لا ينام العدو ليلة قبل أن يضعهم خلف قضبانه لأنهم ليسوا مصدر للخوف والتهديد فقط بل هم الرعب والموت الذي يمشي على قدمين ويتمثل بشرا سويا ، هم اصحاب العمليات البطولية الاسطورية والاستشهادية ، ولآنهم خيرة ابناء فلسطين وخيرة عقول ما انتجت فلسطين فلا مكان لهم في معادلة الرعب سوى سجن يأويهم , إنهم من نسميهم بالأسرى و نحن الاسرى ، انهم ابطال فلسطين الذين ينتظرون وما بدلوا تبديلا ، هم أبطال دورة الكفاح وعقدة المقاومة القادمة والتي لا تنتهي ، في الرواية الامريكية والغربية هم من يوصفون بالارهابيين ، و في لفظ عرب الموالاة هم المتشددين ، أما في عيوننا فهم فوق النجوم وما دونهم نحن الذين نسبح في قاعدة السلسلة الغذائية بصحبة العوالق وأشباه الأحياء ثم اسفل سلم البطولات التاريخية . كان ياما كان في قديم الزمان التواصل مع العدو الصهيوني جريمة فادحة تجلب سمة العار وحكما بالاعدام والنبوذ لصاحبها ، اليوم يعتبر التقرب من بنيامين وأهل اليمين انجازا رصين ، وسبقا دبلوماسيا وخدمة لفلسطين ، صار التنسيق مع شاؤول دهاءا وذكاءا في العقول ، وصار الشعب الفلسطيني باحثا عن سلام ومحبة وأشكول ، وصار إذلال شعب بأكمله ومسخ نضاله فرض معمول ،أضحى الفساد والتسول والخيانة والرجعية والهمجية قدرا مرسوما ومأمول ، جزيل الشكر للفريق الخلاق الذي أوصلنا لباب الجنة وخيام البؤس والتشرد نغترف من دنيا الهوان والمذلة حيث نصول ونجول ، نعم سادتي المغتنمون كثر والشاقون في مناكب الأرض يجمعهم جيفارا وكسرة خبز جافة وقضبان سجن فولاذي أنيق ، وهذه هي حكاية ثورة شعب وشجرة زيتون ترفض أن تموت . هنالك من لا زال على العهد وهنالك من لا زال يحمل روح المقاومة والنضال لأجل بلاده واهله ، ابناء فلسطين رياديون في الكفاح ومدرسة عالمية في فنون النضال ومبدعون في ضروب المقاومة والصبر فمن عملية الطائرة الشراعية إلى الحزام الناسف إلى عمليات الدهس والطعن والكارلو و معركة المعدة الخاوية كلها صفحات مشرقة يكتبها التاريخ لمن يفتدون أوطانهم بأعز ما يمتلكون وبكل ما يستطيعون ، الأسير البطل هشام أبو هواش ابن الخليل وابن الجهاد الإسلامي تمكن بالأمس فقط من خلال عزيمة أبناء فلسطين من كسر قيده وفرض التحرر على عدوه من خلال صمود أسطوري في الامتناع عن الطعام لأكثر من 142 يوما فقد خلالها نصف وزنه ولكنه زاد خلالها ضعف وزنه في الذاكرة والمحبة والتاريخ طيلة شهور عاصفة غرقت ساحاتنا بالأحداث وضجيج الشعوب وكثافة الأخبار لكنها ساحات فارغة على سعاتها وأخبار ضائعة على جديتها لأنها بعيدة عن فلسطين ومنفية عن تراب فلسطين ، هي أحداث صامتة على علو صخبها وهديرها لأنها هاجرت عن طريق فلسطين وانحرفت إلى غير اليقين ، غرقنا في تسلية الموت طيلة سنوات وصراخ تمدد ملىء العيون والهواء كل يطالب بطعامه وشرابه ثم نسينا فلسطين ، نسينا التلال البعيدة الباكية والاحباب الناظرين في القرى والمدن ، نسينا من يذوقون العذاب ويتجرعون شراب العلقم ألوانا تحت سطوة الحراب القاسية ، نجري وراء سراب اسمه التعايش مع العدو والتفاوض على كسرة خبز وشربة ماء وما يفيض من دراهم ، في كل ذلك الزحام الضائع وضع الأبطال قدمهم من جديد في ساحة العالمية وأرجعوا اسم فلسطين ليكون قلب المعركة وأم المعارك وليس مجرد اسم لشعب يفاوض و يقبض و تنتهي الحكاية السلمية الناعمة . في وقفة هشام وكل الاسرى الأبطال نسجل احترامنا لكل من تذكرهم وكل من يقف معهم ، كل من فعل أي شيء تضامنا معهم ، وكل من اعتصم وحمل يافطة تؤازرهم ، نشد على يد كل من يفكر بحالهم ويذكر محنتهم في أسرهم ويسجل العبارات لتخليد فعلتهم . إلى أحبتي الذين يحرقون حياتهم في سجون العدو كي نبقى مبتسمين ، وإلى الصامدين في بيوتهم رغم مكابدة المستوطنين في بلادي كي نبقى نردد ذات الأنشودة ، إلى الذين اقتلعت أشجارهم ولا زالوا يحملون جرار الماء كي تنبت حقول القمح من جديد ، إلى الذين حرمتهم الحياة الكهرباء والماء ولا بكت عليهم الأرض ولا السماء كي يستمر نسلنا في القفز خارج حدود البقاء ، إليكم جميعا نعلن استحياءنا وتواضعنا فنحن الأسرى بين ثنايا الماء والكهرباء وأنتم الأحرار في أرواحكم ورغباتكم وأوطانكم ! إلى أبطالنا الخالدين في ذاكرة فلسطين ، إلى من جاع حتى نشبع ، وهزل حتى نسمن ، إلى من سقى فلسطين شربة ماء وحرم نفسه منها ، من ضحى بماله وجسده وروحه كي تبقى فلسطين حلمنا المقدس وعهدنا المورث ، إلى من صبر واحتسب وحاصر وحوصر ، نكتب لكم من جدران سجوننا الكبيرة كي تعطونا المزيد من الأمل والاحتمال والصبر من قلب سجونكم الصغيرة ، نكتب لكم رسائل المحبة والاجلال كي نكتسي بشيء من فائض الشرف الذي يغمر سيرتكم ويطوف باسمائكم ، ننادي اسماءكم ونلح على اسماعكم كي تستيقظ أرواحنا الحبيسة بمحبتكم وفضلكم وعظيم عطائكم ، عظم الله أجركم فينا وفي العروبة وفي المروءة والشهامة ، رحم الله أياما ولدت رجالا كانوا لفلسطين مجيبا و لأمثالكم نصيرا ، صبر جميل والله المستعان على ما يتآمرون !! |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: المهندس خالد شــحام الثلاثاء 25 يناير 2022, 12:48 pm | |
| ستة عوارض تعصف بالعرب.. كيف نتجاوزها الى بر الأمان؟
المهندس خالد شــحام يبدو حال دول العالم لهذه المرحلة المعاصرة وكأن كل دولة أو كل كيان قام بدلق برميل من البنزين حول محيطه
استعدادا لشيء ما أو لحماية نفسه من جهة ما ، ويبدو أيضا أن كل هذه المساحات المبللة بالبنزين تنتظر الشخص
الموعود الذي سيلقي عليها عود الثقاب المشتعل ولا أحد بمقدروه توقع من أين أو ممن سيلقى هذا العود ، البائن
أيضا أن جند العالم القديم ( الولايات المتحدة والغرب وروسيا ) تحاول التماسك واستعادة التوازن بقدمين متعبتين
بعد سلسلة أزمات قاتلة غير قابلة للشفاء عصفت بها خلال العقود الماضية ، هذا الجند القديم يحاول جهده لإستعادة
الأمجاد السابقة حيال قوى جديدة صاعدة ( الصين والهند واليابان وتركيا والبرازيل وغيرها ) لكن على ما يبدو ان
هنالك اختلافات جذرية على تقسيم الغنائم فككت غزلهم جميعا . في عالم اليوم وأحداث اليوم وتفاعلات العصر لا يوجد شيء مجاني ولا أحداث ظرفية ولا شيء يحتمل نقاء القلب ،
كل ما يجري وكل ما تتلقفه الأرض يتحول إلى استثمارات لجهة وخسارة لجهة مقابلة ، في ظل هذا الصراع الأزلي
بين هذه الكيانات فجميع شعوب الأرض تعاني من سلسلة لا منتهية من الأزمات والحروب والمجاعات والعقوبات
والعقوبات المقابلة ، الكل يدفع ثمنا ما ، الحرب العالمية الأولى والثانية التي أصابت العالم بأكمله في أوجع ما يؤلمه
تعود الان في عصرنا الحاضر وتتململ من تحت مظاهر الحداثة والنعيم والاستقرار الزائف الذي نشاهده ، هنالك
اصفرار في وجه العالم بأكمله ، إصفرار ناجم عن أزمات عميقة أصابت الجسد العالمي بالمرض وتعددت الأعراض
والتشخيصات والأقاويل والمشاهدات لكن الحقيقة واضحة وثابتة ولا مبدل لها ، هذا الإصفرار هو الوجه الطافح
لأعراض المرض العضال الذي أصاب العالم من جراء هذه الصراعات المستعصية ، هذه الأعراض ولمن يحسن
كيفية قراءتها تحكي عن مرحلة وحقبة من تاريخنا المعاصر سقطت فيها المنظومة الأخلاقية السياسية وانقلبت نحو
الوجه القذر منها لتكشف عن عالم مليء بالجريمة الشعوبية والسياسية والعالمية دون أي رشــد أو استعداد
لاستعادة شيء من الوعي وايقاف التدهور قبل الوصول إلى الحافة …..لن أطيل عليكم ! إليكم بعض من اعراض هذا المرض الملتقطة من هنا وهناك في مجمل المنطقة دون تبويب ولا تفصيل وإنما هي
لقطات صريعة بالكاميرا السريعة في إشارة ولفت انتباه لصور تعكس أزمات لاتفارق أحدا ، سنركز الصور في
منطقتنا العربية تحديدا لأنها الأكثر أهمية بالنسبة لنا على الأقل في الرؤية الراهنة . عارض اول : من أعراض المرض الكبير أن الدور السياسي والحجم الوجودي للدول العربية ذات الثقل والمؤثرة
يتوجه نحو الجزر و الإنكماش أكثر من أي وقت سابق لتتحول الدول الكبرى إلى أكياس قطنية بالغة المساحة
والحجم والعدد ولكنها خفيفة في الميزان وهزيلة في الوجدان ولا حساب لها في الزمان ، أين هو تأثير بلد مثل
العراق الذي كان يعتد به ، كيف أمكن تقليص هذا الخزان القومي والعربي بشعبه وعلمائه ومفكريه ونفطه وثرواته
وجيوسياسته ليصبح بهذا الشكل الذي نبكي عليه ؟ أين هي مصر العروبة والأزهر وناصرة العرب و طليعة مفكري
وعلماء الأمة ؟ وهل معقول ما يجري لدور مصر التي كان يحسب لها ألف حساب ؟ أين هي سوريا وماذا جرى
وكيف تلاشى حراس القنيطرة وكيف توحشت الدار على اهلها ؟ أين ليبيا وكيف تحولت من قائمة المؤثرين إلى
لعبة السلم والحية ؟ أين بغداد وقاهرة العرب ودمشق وكيف حلت محلها أسدود ومدن الملح ومدينة البعوض ؟ أين
اليمن السعيد ومن صنع منه اليمن الحزين ؟ كيف انكمش اليمن ذو الألف مدينة إلى قصة مشردين ومطاردين فوق
رأس الجبل وعاصمة من حديدة؟ من الواضح الان أنه لم يعد بالإمكان عقد الرثائية على تاريخ مضى بل نحن نشهد
الولادة الجديدة لبلاد مقزمة عمدا مساحتها مد البصر ولكن قيمتها لا تزيد عن قاص أثر يستخدم لتتبع العصاة
الجدد والمتمردين الرافضين للعهد الجديد ، هذا ما تضعه الان معالم الصراع العظيم من مصير لهذه الدول . عارض ثان : هنالك كمثال شيء اسمه ( المصالحة الفلسطينية ) التي تحاول الجزائر الحبيبة عقد معجزة عربية
من خلالها وتحاول أيضا عبرها أن تستعيد عرشها المفقود في الربع العربي بعد طول انقطاع ، المصالحة
الفلسطينية والتي أمنحكم حق المعرفة حولها ومن نهاية المسار هي ارجوحة فلسطينية تتناوب بين موضعين
والشعب فيهما حائر ومنقسم ، هذه الأرجوحة هي كناية عن أراجيح أكبر وأصغر تقيم في وجدان الجسد المريض
من شرق العالم حتى غربه وتعكس ما لا يمكن النطق به من صراعات عميقة مغروسة في الأعضاء الباطنية لهذا
الجسد ، إذا تحققت المصالحة الداخلية الفلسطينية وهو ما لم ولن يسمح بحدوثه ستكون ممكنة إذا زبطت
المصالحة المغربية – الجزائرية وهي أرجوحة أخرى بهذه المناسبة ، وستكون ممكنة إذا نجحت أرجوحة أخرى
في الثبات اسمها المفاوضات الأمريكية – الايرانية ، وستكون ممكنة إذا نجحت أرجوحة التقارب والتعايش العربي
– الإسرائيلي ، وسنذهب لأبعد من ذلك ونقول ستكون ممكنة إذا استقرت أرجوحة الصين – تايوان ، هذه الأراجيح
والتي تشبه بعض الحق الذي يراد به بعض الباطل هي مرايا ترينا شحوب الوجه المريض لهذا العالم الذي لن
يهدأ ولن يستقر قبل وصوله نقطة الذورة والصدام الكتلي الحتمي ، الشعوب هي ضحية دائمة الحضور وعلى
شرفها تتم صناعة المؤامرات وحياكة ثياب الانقسام الخالد عبر التاريخ في كل قضية وكل محور وكل ميزان ، إنه
فن صناعة الاختلاف والتناقض والتناحر الأزلي ، لا أحد يمكنه ان يفهم بالضبط لأجل ماذا هذه الانقسامات ولأجل من
؟ المهم ان الشعوب هي الغائب الحاضر وهي الضحية الدائمة في أوكازيون المصالحات العالمية المستحيلة . عارض ثالث : هنالك ظاهرة اسمها المعارضة العربية أو محاولات الموازنة لكفة الميزان المختلة دائما في بلاد
العرب ، ظاهرة المعارضة عبر التاريخ الطويل للرحلة السياسية البشرية كانت كلمة تبعث على الارتياح وتحقق
فكرة تعددية الرأي و حرص النقد وتمثل حال القوى السياسية في طريقها لتحقيق الأفضل لمصالح بلادها وشعوبها
ومستقبلها ، في المنطقة العربية تعرت المعارضة واهتزت جذورها بسرعة عندما سقط نيزك الربيع العربي على
الشعوب وعايشت المعارضات العربية امتحانا حقيقيا رسبت فيه مع الشعوب بكل جدارة ، في المرحلة الحالية
وعقب غزوة كورونا الأمريكية تعود الدورة من جديد لامتحان أكثر قسوة وأكثر مكرا ودهاءا لاختبار حقيقي
للشعوب وللمعارضات العربية أولا ، ما يجري اليوم في المنطقة من تمهيدات وتحضيرات يفوق كل التاريخ الماضي
حجما وأثرا وفعلا ولو كان لدينا معارضة حقيقية في بلادنا لكان لها برنامج ضخم المقياس يشمل كل بلاد العرب ،
يفترض المنطق أن المعارضة تتمتع بأخلاقيات شمولية تؤهلها لكي يتقبلها كل طيف وكل طبقة من طبقات المجتمع
وكل لسان وكل مكون صغيرا أو كبيرا ، ويفترض المنطق أيضا أن المعارضة يجب أن تتمتع باهلية مسبقة من
النزاهة والسجل النظيف والبرنامج المتكامل الذي يجمع بين حسن النوايا والغايات وحسن التنظيم والإدارة
والبرنامج الوطني ، في وقتنا الراهن لم يعد من يدعي الاشتراكية او الرأسمالية او القومية أو حتى المنهجية
الإسلامية مؤهلا لفعل أي من ذلك لأن هنالك لوث واسع وأخطاء فادحة في نهج المعارضة العربية ، هنالك تكتيكات
خاطئة وجبانة أومدجنة أو مخترقة ، لهذا السبب يخلو قلب المواطن العربي من الايمان بكل شيء ، يخلو من
ايمانه وثقته بالنظام السياسي الذي يقود بلاده ويخلو أيضا من ثقته باجندات المعارضة المضطربة المفلسة التي
تبين في نهاية المطاف انها تختبىء خلف النصوص وهالة الاعتراض كي تحقق في النهاية مكتسبات فردية أو
فئوية تضيف مزيدا من القتامة على الواقع السياسي الداخلي ( إلا من رحم الله ) ، ولهذا السبب فقلب المواطن
العربي هو قلب خاو مريض بالضياع وفقدان البوصلة ومليء بتورم اسمه الحيرة التي لم نعد معها نميز شيئا من
شيء أو حقا من باطل وتم خلط الأوراق جيدا في خلاط الأنظمة الرسمية . عارض رابع : الحيرة في القلب العربي لم تتوقف على خطي الأنظمة الرسمية والمعارضة بل هنالك حيرة خاصة
تقترن بالأنظمة الحقيقية للصراع …… قبل مدة غير بعيدة أنزل الدكتور الصديق طارق ليساوي مقالتين حول
طول اليد الصينية في السيطرة العالمية من خلال سطوة الديون وجداول المساعدات والقوة الناعمة ومدى اثرها
على سياسات وسيادات الدول ، تعرض المقال لبعض الانتقادات المشروعة والتي ربما أختلف مع بعضها كرأي
شخصي ولست في معرض الدفاع عن أحد ولكن السؤال الكبير الذي تفرزه هذه الحلقة من الجدل هو عارض آخر
من أعراض المرض الذي نقول بوجوده ويؤكد وجود عارض الهذيان العربي : مع من نقف نحن العرب ؟
………امريكيا ، الصين ، روسيا الجديدة ، تركيا ، الهند وغيرها ، أين نحن من هذا الصراع ؟ ….. هل ننحاز
مع الصين أم تركيا ؟ هل نبقى مع الامريكان ام الروس ؟ ……. في الإطار الإقليمي الضيق الذي نعيش في قلبه
ويعيش في قلبنا هنالك قوى استقطاب تحكم كل شيء وتفسر كل شيء من صغير الأمور حتى كبيرها ، هذه القوى
هي الولايات المتحدة – روسيا – ايران – وبدرجات أقل هنالك تركيا وفرنسا وبريطانيا وربما غيرها ، مع من
نصطف في الطابور القسري ؟ ألا يمكننا الانتصار ولو بعض الوقت لأنفسنا من جديد ؟ هل يمكن تفسير التعاطف مع
ايران أو الصين أنه استراتيجية مرحلية نحن بحاجة لها ؟ ألا يمكن تفسير الولاء للولايات المتحدة على أنه الفيروس
الأساسي الذي أصاب الجسد العربي بكل الايدز السياسي والزهايمر التاريخي خاصة بعد تحليل محتوى المكاسب
والخسائر ؟ أليس كل واحد من هؤلاء يمثل مستعمرا جاهزا بالانتظار ليشغل الفراغ الذي سيحدثه سقوط القوي
الأخير ؟ هل من مجال لمقارنة الاستعمار الصهيوأمريكي بالتمدد الصيني أو المفاضلة بينهما ؟ وهذا التساؤل
استعرته من مداخلات دكتورنا الكبير كمال مجيد . عارض خامس : في الماضي كانت المنظومات الدولية والدول ذات معاملات الديموقراطية والحريات المرتفعة تضع
الخطط وتنفق الميزانيات الطائلة لمأسسة وترسيخ الحقوق والديموقراطية وتهتم بمصانع الفكر السياسي والتربوي
– التعليمي كنهج عام وثبات على العهد والميثاق الوطني والقومي لدول تحترم حقوق الإنسان والثقافات والتنوع
وتنسج من كل ذلك وطنا حرا آمنا للجميع ، وهذا ما قامت عليه دولة كالولايات المتحدة مثلا ، هذه الصورة التي
نفترض أنها موجودة ربما حان الوقت لتغييرها كما نرى حيث تتجه المنظومات الدولية والقوى المهيمنة إلى إلغاء
هذا النهج القديم مع الحفاظ على قشرته في وعي المواطن العالمي ، السياسة المتبعة الان هي برمجة وعي
المواطن العالمي بدلا من تعليمه وتربيته وتوسعة أفقه وترويض وحشيته ، لماذا ننفق المليارات والسنوات
والخطط على تشكيل وتهذيب عقلية هذا المواطن فيما يمكن تحقيقه من خلال الحصار الرقمي والهيمنة الرقيمة
العقلية لمواطن هذا العصر ؟……… صعود ترامب سدة الرئاسة كان عبثا حاسوبيا كما كشفت التحقيقات بكل معنى
الصدمة ، وصعود بايدن فوق ترامب هو أيضا حفنة من عبث إعلامي حاسوبي تحالفي في عقل المواطن الأمريكي ،
كل القرارات التي يجري تجييش الناس معها أو ضدها أصبحت تساق في عالم اليوم بنفس المنطق ، وهذا النهج
يبدو ان مكانته وخططه سوف تتخذ فعلها في الفترة القادمة بأكثر مما نتصور لأن طغاة العالم أكتشفوا الطريقة
الصحيحة للتلاعب بعقول الشعوب ، طغاة العرب ليسوا بعيدين عن هذه الصورة ولكن سيتم تطبيقها بالقالب القمعي
المباشر تحت ذريعة وباء كورونا ، العارض هنا أننا أمام شعوب أو طبقات بشرية بأكملها لا تكاد تفقه حديثا ولا
تعقل ما يفعل بها ولا تفهم لماذا تؤيد أو تعارض . عارض سادس : العارض السادس هو ذلك الترويض السلوكي الناجم عن الأشغال السياسية الداخلية في بلاد العرب
التي مسخت روح المواطن وصنعت منه بشكل مباشر وغير مباشر وحشا يعيش لأجل دورة الغذاء – التناسل –
العيش – الانتهاء وتعطيل كامل للقوة الفكرية والانتاجية العقلية ،إنه عارض يسمى الإعاقة الوجودية ، هذه
الدورة السلوكية تم غرسها وتكريسها في أكبر تجربة علمية سيكولوجية من خلال ما سمي بفترة الحظر وعلى
مستوى العالم ، وبما أننا جميعا ضحايا بشكل أو بآخر فإن هذه السلوكيات المغروسة تطل بوجهها القبيح كلما
استدعت الحاجة الظرفية للعودة إلى وحشية إنسان العصر لتصبح هذه السلوكيات بمثابة عارض مرضي متلازم
اسمه الانكفاء على الذات مع الانحطاط العالمي المرافق للصراع الضخم بين الأقوياء ، خلال يومين قادمين تعلن
محطات الرصد الجوي بان منخفضا جويا قطبيا سيعبر بلاد الشــام ويتسبب في عاصفة ثلجية أطلق عليها اسم (
سوسن ) محليا ، تحول الأمر الى مسخرة وتحول كذلك إلى استدعاء لسلوكيات العارض المرضي ، سادية ذاتية
اختيارية بممارسة السلوكيات المرافقة للحظر من الاصطفاف على الطوابير لأجل الطعام والشراب وتذخير البيت بكل
أصناف الطعام والشراب والملذات ، إنه استدعاء ( لسلوكيات الحظر الذاتي ) تلك التي تشبه السلوكات القبيحة التي
دفع الناس لها دفعا ليمارسوا الهمجية والوحشية والدناءة في العيش والاصطفاف بالطوابير على ابوب المتاجر
والمولات في فترة المنع والحظر والحبس المنزلي ، تتحول عواصفنا اليوم إلى مناسبة لاستحضار الجوع وشعائر
الخذلان وممارسة المزيد من الترهل والفشل ، عطلوا الجامعات ، قلصوا الدوام ، الغوا دوام الطلاب ، انجزوا كل
شيء بسرعة وعلى عجالة وبنصف الجودة ، اجمعوا الصلوات واختصروا المقامات …..لماذا ؟ هل فشلنا ايضا
حتى في رحمة العواصف التي تلقي نثرا أبيضا ؟ …..على كل نثر العواصف يسبح لله ويقول حكمته ثم يرحل :
الحياة اجتهاد وعمل وإنتاج وأنا رحمة من رب العالمين فلا تقلبوها نكبات وحسرات وخسارات ! أعتذر منكم أحبائي عن طول كلماتي وربما أعتذر أيضا عن الاختصار كي لا أثقل على صحيفتنا التي نحترم ونقدر ،
هنا حيثما ينتهي الكلام نحتاج مسك الختام الذي لن يبرح حتى يملأ القلب ببعض الأمل وفسحة من الأكسجين لرحلة
قادمة ، يمكنك باختيارك أن تعيش طويلا مع اعراض المرض وتقضي كل تفاصيل حياتك في داخلها ظنا منك بأنك
تعيش أفضل أيامك وأسعد سنواتك ويمكنك أن تختار طريق الوعي والفهم المتعب الذي سيرهق عقلك وجسدك ويكاد
يدفع بك إلى الهذيان من هذا العالم الصاخب غير العادل الذي أحل نفسه دار البوار لكنك ستكون مع فريق الفائزين
حتى لو منيت بالخسائر. في حسابات الدول المتصارعة سرا وعلانية هنالك المكاسب والخسائر ، وفي حسابات الفرد أو المواطن هنالك دوما
ثمن يدفع لقاء تلك الخسائر أو المكاسب ولا طاقة للمرء بما ترسمه مقادير الكون وخطط لدول بأكلمها ، لكن طاقتك
الوحيدة ونافذتك الوحيدة تبقى دوما في مجموعة صغيرة من المتغيرات والثوابت التي لا نحيد عنها ولا نبتعد عنها
كي لا تتغلغل في مساماتك أعراض المرض وتبقى دائما في صلح مع وعيك : تمسك بمبادئك وارتق فوق ذاتك كي
تنفع أمتك ، ليكن شعارك دوما مصالح الأمة وليس مصلحتك الضيقة ، تجاوز تقديسك لنفسك لتعبر جسر الإنسان
الآخر الذي من حولك وتكون له عونا ، تفكر بمصابه كما تفكر بمصابك ، وأحسن كما أحسن الله إليك ……..إنها
قاعدة الحياة القصوى في الشــفاء . |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: المهندس خالد شــحام الخميس 03 مارس 2022, 8:46 am | |
| يا أيها الزمان الحائر! ماذا تقول في حق العرب؟ هل سننقرض أم نعيد بناء العالم؟ لماذا نفشل في محاولات الإرتقاء؟ من الذي يعوق النهضة العلمية والصناعية العربية؟
خالد شحام هنالك كمية كبيرة من الأسئلة المقيمة في الذاكرة والوعي العربي منذ أزل بعيد ، أسئلة جدلية ضخمة القياس متعددة المصبات والروافد ، قيل فيها الكثير وكتب حولها العديد من الأبحاث والدراسات، على الأغلب نهرب منها ونتجنب الحديث فيها ، هذه الأسئلة تتعلق بالتاريخ العربي والمستقبل العربي والمصير كذلك ، لماذا نعاني مما نحن فيه ؟ كيف وصلنا إلى هنا؟ لماذا لا يستطيع بلد عمره عقود طويلة أن يحظى بشوارع نظيفة ومياه نظيفة وبنية تحتية ذاتية؟ لماذا نفشل في كسب معركة عسكرية أو علمية أو حضارية أو صناعية؟ لماذا نستورد كل ما نحتاجه من العالم الآخر؟ لمذا لم ننجح في صناعة الإنسان السعيد والقانع في بلاده والمطمئن على مصيره؟ من الذي أوصلنا إلى هنا؟…هنالك ألف لماذا ومثلها ألف كيف ومتى ! أسئلة حبيسة تطالب بإجابات و تتعلق باتهامات وكذلك بحقائق ربما لا يراها أحد وفي احيان أخرى يصعب فهم الموضع الذي فيه الإجابات، أسئلة خطيرة تجدون مشتقاتها وتوابعها ملقاة في الفكر والسلوك الفردي والجمعي، وتطل توابعها أحيانا على شكل تعليقات وتعبيرات وايماءات ينتقص فيها الكاتبون من هويتهم العربية ويحقرون من شأن أمة بأكملها ، أحيانا أخرى يسألون بكل حسرة ومرارة وينتقدون مع جرعة من دموع ، أسئلة تعيش فينا ونعيش فيها لكن أحدا لم ولن يتمكن من تشخيص الإجابات القصوى ، هذه المشتقات تسببت في هجرة عدد هائل من الطاقات العربية والقوى الفكرية اللامعة التي لم تجد حلا لهذه الأسئلة ولم تجد بمعيتها محلا في بلادها العربية ، هذه الأسئلة القديمة الجديدة لا تزال بوابات مغلقة لأن هنالك من يريدها أن تبقى كذلك دون حل ولا تفسير ولا تأويل . في المقالة الأخيرة التي كتبتها تفضل أحد القراء بالتعليق حول المقالة وذكر الآتي والذي دفعني لكتابة هذه المقالة ، المعلق هو الدكتور أمين سليمان الذي نقرأ له دوما تعليقات واعية ومعبرة وتعكس جوهرا عربيا أصيلا في صحيفة رأي اليوم: ( وأبدًا بالسؤال البسيط هل الأنسان العربي قادر على تعلم العلوم الحديثة والإبداع في المجالات العلمية؟ والجواب واضح جلي ، بل الشعوب العربية من اذكى شعوب العالم ، ولا تحتاج الى براهين ، والشعوب العربية كذلك حملهم لعقيدة الإيمان ورسالة الإسلام السمحة والحق ومكارم الأخلاق والمروءة وتاريخ حضاري ابلج عريق. والسؤال هنا، لماذا امة العرب في أدنى السلم الحضاري، وفي منتهى الضعف القومي، وأوطانهم مرتع لكل باغ ، وخيرات الامة نهب لكل طامع ، ودمائهم أرخص من الفجل لا بتروله، وكرامتهم الوطنية مهانة مداسة، وبأسهم بينهم شديد، ومستقبلهم في مهب الريح، ولنأخذ مثالا وأحدًا هنا، هل الشعوب العربية في مصر وفي الهلال الخصيب او في المغرب العربي الكبير تعجز على ان تؤسس لدول محترمة سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا على مستوى اسبانيا او ايطاليا او فرنسا؟ وأتساءل هنا هل الخلل في الشعوب العربية أم حكام العرب؟ قال تعالى في كتابه العزيز:: “وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”) . عند دراسة المعطيات العالمية والمؤشرات المتعلقة بالنمو الاقتصادي والازدهار الحضاري والزراعي والصناعي واحترام ورقي حياة الإنسان ومجموع العوامل المادية والمعنوية التي تسبب الصعود نجد أن القارة العربية تقع في منطقة رواسب الوحل بصحبة الفتات والعكورة الحضارية، لو افترضنا أن أرقام الاحصائيات والدراسات والأبحاث صحيحة وغير مغرضة او مسيسة فمعنى ذلك أننا ننظر إلى مستقبل مظلم أو سديم أسود للظاهرة العربية والقومية العربية ، في أحيان كثيرة أتجنب الدخول في جلب أرقام واحصائيات لأضعها امام العينين كي أحاول استثارة عقل القارىء بالتفكر و التأمل وترك مشاعره وحواسه وقدراته العقلية لتستخلص نتائج وصورمن واقعه و ربما لست بحاجة لأحد كي يحدثك عنها أو يقول لك فيها بأننا في خطر ، هنالك انحدار وانكماش وجودي في كل الأرقام : النتاج التأثيري ، براءات الإختراع ، أعداد الأبحاث والدراسات العلمية والأدبية والفكرية ، إصدارات الكتب ، المساهمة الوجودية في حل مشاكل الكوكب من التلوث والفقر والجوع والعلاج والطاقة ، مدن كاذبة ورفاه هش وامان مصنوع من زجاج رقيق ، أنماط معيشية خادعة مزيفة وغير منتجة ، معدلات فقر وبطالة مرعبة ، اتكالية وتطفل حضاري ووجودي غير مسبوق ، تبعية وعبودية ، أنظمة حاكمة تنتمي لحقبة العصر الفخاري ترفض أن تفك عن الشعوب ، تراجع وتدني في نسب التعليم وفك الأمية الحضارية ، صناعات تقع في حضيض الأرقام المخزية والمعيبة …. لا يوجد أي داع كي أسمم أبدانكم بهذه الكلمات والعبارات ولكنني سأنتقل لأطرح التساؤلات الأزلية الرمادية التي طرحها الدكتور امين في تعليقه ونطرحها جميعا بين الحين والآخر بقوالب وأثواب مختلفة وفي دورات زمانية ومكانية متعددة ، ما هي الأسباب ؟ لماذا نعاني من إخفاق علمي – صناعي – نهضوي ؟ أين هي الأسباب الحقيقية ؟ لندخل فورا في بعض صفحات الظلام الخلفية لمسرح التصوير التي تسبب العتمة المذكورة : لماذا أخفقنا في نهضة شمولية علمية -صناعية ؟ أولا: طبيعة الصراع التنافسي والحضاري والتاريخي بين الأمم والثقافات تضع الأمة العربية في منطقة الإستهداف الطبيعي وذي الأولوية بالنسبة للمستعمر ، كلمة المستعمر هي شماعة دائمة نستخدمها لوصف الهجمات الحضارية على بلادنا وأمتنا وهويتنا العربية على اختلاف الملل والجنسيات ، ليس من الممكن إنكار دورها او تاريخها أو محاولاتها المستمرة ، هذه الهجمة لا تتعلق بالعرب وحدهم بل هي شمولية من قوى الاستعمار والاغتصاب المتأصلة عبر حقيقة الوجود البشري ، أمريكيا والغرب التابع لها تبذل جهدها الجهيد في كل وقت لمنع العرب وغير العرب من الوصول لمنطقة المنافسة الحضارية والعلمية والصناعية ونحن نشاهد كمثال ما يحدث مع الصين وايران وروسيا وغيرها ، هنالك قرارات تاريخية بحق المنطقة العربية بعدم حدوث أية نهضة علمية او صناعية مهما كلف الثمن ومنذ تم عقد اتفاقيات التقسيم الاستعماري بين فرنسا وبريطانيا في مطلع القرن العشرين حتى تبقى المنطقة تابعة وضعيفة وغير ذات جدوى ، وقبل ذلك هنالك حقد وقرارات مبطنة في الذاكرة الغربية ومنذ سقوط الأندلس بمنع العرب من الوصول لنقطة التهديد الحضاري ، هذه القرارات الضخمة والتاريخية ليست مزحة ولا كلاما إنشائيا ولا هي خزعبلات لأنها نهج متواصل بلا فكاك وهي التي رسمت وقسمت وعينت وكلاء الإستعمار وحراسه على الشعوب العربية كي تبقى في المنطقة المعزولة من التاريخ وعاجزة عن المشاركة الوجودية والحضارية وتعويق نهوضهم العلمي والصناعي مهما كلف الثمن ، ولهذا السبب فأية قيادة عربية تسعى للتطوير والتصنيع والنهضة العلمية كان يجب دحرها والتخلص منها ولديكم في الماضي نموذجان واضحان من القيادات العربية التي جرت الإطاحة بها لأسباب عديدة من أهمها ما ذكرته ، إن الحارس الأكبر وصاحب المهمة المذكورة في هذه النقطة والذي يقبع في قلب المنطقة العربية هو الكيان الصهيوني النائب الحاضر عن كل أشكال الاستعمار الذي يحرص تماما على وضع العصي في دولايب عجلة التقدم العلمي والنهضة الصناعية والزراعية والتي هي الأساس في رفاه المجتمعات العربية ، هذه الحراسة ليس هدفها التعويق لأجل لا شيء بل من اجل ضمان مستقبل الكيان وحراسة مصالح القوى الكبرى وضمان عدم وجود بنية دولية مهددة له في أي مجال يمكن أن يكون سببا لزوال اسرائيل . ثانيا : الثقافة القبلية ورواسب الماضي التي لم تمحى من العقلية الشعبية ولم تتمكن الثقافة الإسلامية في غسلها منذ 1500 سنة ، تعتبر الثقافة القبلية خليطا من مكونات فكرية فيها الحسن وفيها غير ذلك ، لقد تسببت ظاهرة المحسوبيات القائمة على الامتداد العشائري والقبلي في تكوين تكتلات بشرية مرجعيتها ليست القدرة العلمية ولا المهارة ولا الخبرة ولا الموهبة بل الانتماء القبلي وصلة القرابة البيولوجية وهذه الظاهرة القاتلة تمثل سببا اساسيا في فشل كامل لكل مؤسسات الدولة العربية واخفاق النهوض وتثبيط اية محاولة لامعة للخروج من القوقعة الازلية ، وصار أي عنصر موهوب أو متميز أو مجدد منبوذا ومحاربا بشكل مباشر وغير مباشر داخل هذه التكتلات لأنه لا يحمل نفس الانتماء ، والمؤسف في الأمر أن الحكم العربي استغل هذه الظاهرة واستخدمها خير استخدام للسيطرة والتفكيك الداخلي وتحولت الكتل البشرية القبلية إلى عبء جاثم على صدر الدولة بدلا من أن توجه بالطريق الصحيح لتكون مؤازرا وعنصرا من عناصر القوة الداخلية ، وعلى الرغم من خطورة مثل هذه النقطة إلا أنه يمكن التغلب عليها كما فعلت كل الشعوب الأخرى من خلال قوانين عادلة وتفعيل النظم الداخلية على الجميع بنفس المساواة ووضع معايير من الخبرة والعلم والموهبة في مواقع العمل والمسؤولية. ثالثا: ظهور وتغلغل طبقة الصهاينة العرب في الدولة العربية وتمكنها من وضع سياسات التعويق والصعود ، وهذه الطبقة هي المجموعات التي أطلق عليها المرحوم عبد الوهاب المسيري تسمية الصهاينة الجدد أو اليهود الجدد وأسماهم في موسوعته ( موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية ) مماليك أوروبا أو يهود الخزر والذين اعتنقوا اليهودية في مرحلة متأخرة من ظهور الأديان الإسلام والمسيحية وتغلغلوا في الداخل العربي ويتكلمون العربية ويعتنقون الإسلام ويمارسون حياتهم وشعائرهم الدينية مثل المجتمع تماما ولا يمكن تمييزهم إلا من خلال أفعالهم وتصريحاتهم التي لا يمكن إخفاؤها مع الوقت ، لا يمكن فهم مدى خطورة هؤلاء إلا بتشخيص فكرهم وماهية معتقداتهم من خلال موسوعة المسيري والبعض يعتقد أنهم بشر مثلنا أو يحملون نفس الهالة الإنسانية المعتادة إنهم يمثلون التطرف الأخطر والأعتى والأشد جرما عبر التاريخ كعقيدة ونهج حياة ، هؤلاء في المجمل يحتلون السلم الوظيفي الأعلى ويمتلكون مؤسسات بنكية وإعلامية وشبكات اتصال وموارد الدول ويضعون أيديهم على كل المفاصل ومراكز القوى والبنية التحتية والتقنية والمالية داخل أركان الدولة العربية ، لقد فعل هؤلاء ما عجز اعداء الأمة عن فعله طيلة قرون وتمكنوا من التلاعب بالقوانين والتشريعات التي حولت البلد العربي إلى مهزلة وفقر وخرابات حضارية تشبه المدن والحداثة ولكنها فقيرة هزيلة وهشة ولا تتمكن من الصمود في وجه عاصفة ثلجية أو هزة أرضية أو اضطراب عالمي أو أزمة قمح أو أزمة طاقة ، هذه الطبقة متوضعة في ثنايا ومفاصل الدولة وتضع القوانين وتسن التشريعات التي تتكفل بتحويل حياة العامة إلى جحيم ونشر روح اليأس والخراب المعيشي فيما هم يعيشون في نعيم مطلق ، و هذه الطبقة هي المسؤولة عن وضع الشيطان في تفاصيل حياة المواطن العربي كي يكفر ببلاده وبهويته وبنفسه ومصيره وتمنع بشكل مباشر اية محاولة لنهضة أو صناعة او نشاة علمية حقيقية وهذا الكلام يحدث منذ عشرات السنوات كنهج ثابت. رابعا: وكما أن هنالك طبقة من المسؤولين المتصهينين النافذين فهنالك مملكة خفية من المواطنين العرب الذين يمثلون المرادف الشعبي الانعكاسي للطبقة المذكورة ، هذه الطبقة خلقت ونتجت من رحم سنوات كاملة من التخريب والتغريب والاشتغال على وعيها ومستوى حياتها وتشكيل بنية فكرية خاصة بها مؤلفة من متاع الدنيا والرفاه الزائف والانغماس في الملذات حتى لو كنت فقيرا ومعدما كي يلغى من داخلك أي أمل بتولد ثورة ، لدينا في أوساطنا العربية طبقة شعبية تعتنق العقيدة الصهيونية دون أن تعرف أو تشعر بخطورة ما تؤمن به ، هذه الطبقة منتشرة أفقيا وعموديا في مواضع مختلفة من الشبكة البنيوية للمجتمعات العربية وتعتنق ثقافة معيشية متعفنة وتتباهى بوقاحتها المعيشية ومبادئها التافهة وتتغنى بوطنيتها مقابل رجم الآخرين وتمارس العنصرية والشعبوية والاقليمية والمذهبية والطائفية وكأنه ستار للدفاع عن نفسها وغاياتها وبلادها ، لدينا مواطنون يؤمنون بأن الحل مع اسرائيل هو شيء محتوم وفلسطين انتهت ولا وجود لها ولا مانع من التعايش والتعاضد مع الكيان الصهيوني ، لا مانع من قبض تعويضات عن الأرض الفلسطينية ، العيش مع اليهود والتعايش معهم أرقى وأكثر تحضرا ومناعة من العيش في الاوساط العربية ، الشعب الجزائري عدو للشعب المغربي ، الشعب المصري لا يستحق إلا العسكر والقبضة الحديدية ، الشعب الفلسطيني معظمه خونة وموالون لاسرائيل ، كل الشيعة ومن يقف معهم كافر ومشرك بالله ، الرشوة والسرقة حلال ما دام الفقر موجودا ، الشعب الخليجي فوق الشعوب العربية ، حركة حماس تسببت في تدمير غزة بسبب مواقفها السلبية من السلام ، يجب أن نكره مصر بسبب مباراة كرة قدم ، نحن شعوب لا يجوز معها سوى البسطار ! هذه الطبقة تؤمن في المجمل بالمكتسبات الجاهزة والاتكالية على الدول الأخرى والتبعية العمياء لها ويقدسون كل ما هو غير عربي ويساهمون في تشكيل قناعات سلبية حول قدرة الإنسان العربي على إحياء بلاده والصناعة والعلم ، ويشكلون خطا عدائيا لأي روح جماعية او صاعدة ، ويمكن إذابة مثل هذه الطبقة من خلال مسيرة طويلة من رحلة التعليم المباشر وغير المباشر في مدرسة الحياة . خامسا: هل هنالك عائق جيني يلعب دورا في هذا التأخر ؟ إن الإجابة لا تقع في الحيز العلمي البيولوجي بقدر ما تقع في قول رسولنا الكريم الذي فصل الحق من الباطل (أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى) ، لكنني سأراهن بشهاداتي العلمية وسنوات حياتي وأتجرا بالمجاهرة بانني أؤمن تماما بان هنالك عرقا من العرب يمثل حلقة الوصل المفقودة بين السعدان والإنسان والتي كان داروين يبحث عنها طيلة عشرين سنة ولم يتمكن من العثور عليها ولو كان الرجل حيا وأكمل دراسته لوجد هذا العرق الان بكل تجلياته ومجده وتمكن من إكمال بنود نظريته ، هذا العرق الذي وله خصائص تشريحية تكشفه وتبين ماهيته هو المسؤول عن فضح العربي ومنحه سمة التخلف والهمجية والرجعية ، هؤلاء يمثلون قوة سلبية وعملية جر عكسي إلى الخلف وكلما تقدم الرفاه بهم زادت إساءتهم لمكانة الإنسان في الرئيسيات وزادت قباحة أفعالهم ، هؤلاء هم وقود النار وهنالك نسبة لا تقل عن 25% من مظاهر تخلفنا وتراجعنا تعود إليهم . سادسا : الاستغلال والركوب الديني لتحريف التوجهات وأنماط العمل والانتاج : ركزت ثقافة السلاطين ووكلاء الاستعمار على تحوير الدين الاسلامي إلى روحانيات قشرية خالية من العمل الحقيقي الذي يمثل جوهر العبادة الحقيقية ، تم الاقناع بأن ممارسة الشعائر الدينية تكفي وتسد الحاجة النفسية وتشبع قوة السعي والمثابرة الفطرية في الانسان حيث تم حشو هذه الفطرة وهذه الروح بقناعات صورية اذا مارستها فقد كفاك الله كل تعب الدنيا وضمنت الآخرة ، تم إحداث التزاوج بين العبادات الشكلية وممارسة حياة خاطئة فاشلة بكاملها بحيث أن الأول يشفع للثاني وكفانا الله عذاب السعير ! ، تم توجيه الجهاد نحو الدموية وساحات المعارك العبثية وتناسي المعركة الحقيقية ، تم التغرير بالشباب وترك العلم تحت الأقدام والخلويات والانترنت وضاعت القوة الفكرية ، في الوقت الذي تتمثل فيه رسالة وقيم الاسلام الحقيقية في العمل والانتاج والصناعة والانفتاح العالمي والبناء والتنوير والدعوة الى العلم والبحث والتفكر وتعزيز الايمان بالعلم والعمل على صناعة أجيال العلماء والإشتغال بعلوم الدنيا لعمارة الأرض والإنسان وإسعاد المواطن الذي يمثل غاية وجود طبقة الحكم . إن استخدام الدين كأداة تحريف معيشي ومصيري واكتشاف تأثيره في الهيمنة على عقول الناس جعل الأنظمة العربية تصنع ماكينة أمنية كاملة تتقمص دور المرشد وتهمين على التوجهات الدينية والافتاءات الكبرى المصيرية وألبست موظفي الأمن لباس التقوى والورع والنصح ومنحتهم شهادات دكتوراة في العقيدة كي يتمكنوا من إقناع العامة بقدسية الحكم العربي وصلاحيته لكل زمان ومكان واهليته المطلقة للتصالح حتى مع الكيان الصهيوني وكل أعداء الأمة في سبيل (تحسين حياة المواطن العربي) فيما هو يعمل على منع أية نهضة علمية وصناعية أو اقتصادية لأنها قد تكون ركيزة مهددة مستقبلا لقوى الاستعمار . سابعا: اكتشاف النفط في المنطقة العربية والاشتغال عليه كوقود لدول العالم الأول وخزان استراتيجي خادم لهم ، عمل النفط هنا كأداة حصول على كل شيء دون أي تعب فلا مبرر ولا داعي لأي اجتهاد أو صناعة أو تجارة أو نشاط، لقد استغل النفط بأسوء ما يمكن للثروات أن تفعله بعكس دول كثيرة استخدمت النفط لتعزيز الصناعة والتعليم وإقامة المعاهد و المختبرات ودعم الجامعات ومراكز الأبحاث العلمية المتطورة ، النفط في الحالة العربية تحول إلى سلاح ضد الأمة بأكملها لأنه وضع تحت وصاية الاستعمار الأمريكي وتم من خلاله تدعيم اقتصاد الدولار الذي سام بلادنا سوء المنقلب واوصلنا إلى الحضيض . ثامنا: توقف حالة المواجهة مع اعداء الأمة وتلاشي مواقع الانتصارات العسكرية ، تقود الصدامات العسكرية دوما إلى حالة انتصار أو هزيمة وكلتا الحالتين قد تكون سببا أساسيا في الاشتغال بالعلم والصناعة إما لتعزيز الانتصار وحمايته أو لتعويض الهزيمة وبناء فرصة جديدة لانتصار جديد في المستقبل ، والدول العربية لم تفعل هذا ولا ذاك ، كمية هائلة من المعرفة العلمية والتطبيقات التقنية والصناعية تم ابتكارها وخلقها من القاع المظلم للاصرار على الانتصار لدى الألمان واليابانيين في الحرب العالمية الثانية ، هنالك تقنيات معاصرة لم تكن لتوجد لولا الجهود العلمية المبذولة في تلك الفترة وما السمعة الصناعية العالية لألمانيا واليابان إلا شاهد مصداقية لهذه الفكرة ، من جانب آخر جاء التطور التقني الأمريكي والغربي تاليا لحماية الانتصار عقب الحرب العالمية الثانية بعد الاستيلاء على العقول الألمانية ثم جرى تسخير تلك التقنيات لتخدم الأغراض المدنية في النقل والاتصالات والفضاء والانشاء والزراعة والصناعة ، أمة العرب ومنذ وضعت أسلحتها جانبا وركنت الى استيراد السلاح من القوى العظمى ودفنت رأس علمائها في الرمال وقررت أن السلام مع الكيان الصهيوني هو الربح الحقيقي ولذلك فقدت قدرتها على التجديد والابتكار وتحولت كل مقدراتها لحماية سلام كاذب وطوعت كل الاجيال للعيش في رفاه ونعيم زائل ومتحكم به ولهذا السبب تم تحييد الصناعة والعلم وجعله شيئا ثانويا . تاسعا: تخريب النظام التعليمي بالتضافر مع التخريب الأخلاقي الإعلامي ، هذه المنهجية المتعمدة والمطلوبة من القوى الاستعمارية هي جزء لا يتجزأ من فقدان المؤهلات البشرية وتلاشي المبدعين والمبتكرين من الحاضنة العربية ، إنها المسؤولة بشكل أساسي عن انحطاط القدرة الصناعية والنقلة التقنية والفشل في الوصول لمعايير حياة معاصرة سليمة ، إفشال الجامعات والمراكز البحثية من خلال استراتجيات متنوعة أدى في النهاية إلى ضياع البوصلة في كل شيء ، من التطور والمدنية والتخلي عن الصناعة والبحث العلمي كأسلوب حياة وتطور معيشي . عاشرا: تفصيل المؤسسات الرسمية الداخلية في البلاد العربية والمعنية بالضرائب والرسوم والجمارك وقوانينها لتكون أداة قتل وتحطيم للصانع والمبتكر والمفكر ، هذا النهج جاء كتكملة للإحاطة بالمواطن العربي من كل جهة ، حيث أن تنافسية الصناعة العربية تتلقى ضربات قاتلة بفضل قوانين موضوعة خصيصا لتجعل الشعوب مستهلكة وغير منتجة ، الأبحاث العلمية تم قتلها من خلال سياسات الجباية والجمارك المهلكة حتى تلاشت البيئة المادية والتجهيزات التقنية المساعدة في تطوير أداوت ومعدات البحث العلمي المخبري. نحن لم نعد نشبع من بوفيه الهزائم المفتوح منذ ألف سنة من كل نكهة وكل صنف وكل جزء وحدث ، لقد وصلنا التخمة التاريخية من النكوص والارتداد والسقوط إلى مرحلة ما قبل الصحوة البشرية في معالم القرون العالية ، حكام العرب هم من يتحمل المسؤولية التاريخية أمام هذه الشعوب بلا مواربة ولا تبرير لأن مفاتيح التغيير والنهضة تقع بين أيديهم بكل وضوح ، هم من أوصلنا إلى هذه المنعطفات حتى فلتت المكابح ونزلنا نحو حواف الهاوية ، كل حاكم أقام أسس حكمه على تجهيل الشعوب ومسح الأرض بكرامتها وصناعة معامل الفتنة بكل صنوفها بداخلها هو مجرم وخائن ومفرط وسيحاكمه التاريخ . شعوب العرب تمتلك مقومات النهضة الحقيقية وكل معاملات الإرتقاء الحضاري والتاريخي ، من لغة وثقافة إسلامية ومكونات بشرية عالية القدرات وجيولوجيا غنية ورصيد مناخي وجغرافي ومائي ونباتي ، الإنسان العربي سيعود محررا لشعوب هذا العالم من الظلم الشديد الذي يغشى الناس مثل قطع من الليل وسهول اللج ، سيعود محررا بفكره وثقافته وعقيدته الإسلامية وقلبه المحمل بالخير والإحسان لكل العالمين ، سيعود مجددا مخترعا عالما يمكنه الاستثمار في أية بيئة ليرخج أفضل ما فيها . في كل مرة من حيز خبراتي وجولاتي واختلاطي في أي مؤتمر او لقاء او تشابك مع المفكرين والعلماء او الباحثين الغربيين او الآسيويين أو غير العرب كنت أخرج بقناعات متعددة و في الشيء المشترك بينها أؤمن بشدة بأن لدينا طاقات عقلية وقدرات تتفوق عليهم جميعا وبأن أمتنا ليست عاجزة عن ميلاد العباقرة والمبدعين والقادة العظماء ، وبأننا كعرب لو كنا في الموضع الصحيح من ترتيب البيت الداخلي لكنا قادة العالم بلا منازع ليس في الصعيد العلمي والصناعي والتقني بل في الصناعة الأخلاقية و صناعة الإنسان السوي فكرا وحياة ومماتا وإنتاج الإنسان الذي يعمر الأرض ويعمر أخيه الإنسان أيضا ، نحن نمتلك زوجي النهضة من القدرات والثقافة القادرة على الاستثمار في الإنسان روحا وعقلا . نحن كعرب لا ننظر إلى أنفسنا نظرة نرجسية ولا نطرة استعلاء ولا وضاعة ونرفض كل هذا السياق لأننا أمة الإسلام التي تقوم على مذهب الإحسان الذي شرعه الله لكل العالمين ، نحن نعاني طيلة قرون لأسباب داخلية وصراعات جدلية مصنعة في الخارج ومستوردة للداخل وليس غير ذلك من كلام ، صحيح أن الأيام السوداء طالت ولكنها إلى زوال ، وصحيح اننا نرجم بالجهل والتخلف والتشرذم لكن كونوا على يقين بأن ذلك هو ايذان انبلاج الفجر وارتقاء الأمة العربية من جديد ، صحيح تماما أن حكامنا الفرنجة فعلوا بنا العجائب وأوصلوا حالنا إلى الردى لكن الله سيبعث لنا قائدا ومحررا جديدا يغسل كل المرحلة السوداء من الرحلة العربية وسيكون العرب مرة أخرى هم نور هذا العالم ومبعث الإلهام والحرية لكل هذه الدنيا التي تعرفونها …….والله غالب على أمره ! في قناعتي أن المقالات تموت دون الحوارات وتفاعل القراء معها ولذا أتمنى أن نسمع منكم أحبائي قراء رأي اليوم فكل كلمة وكل وجهة نظر هي تغذية راجعة وتعزيز وزيادة وعي لكل من يطالع هذه الصفحات وبارك الله فيكم جميعا وزادكم علما. |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: المهندس خالد شــحام الأحد 09 أبريل 2023, 4:48 am | |
| [rtl] صاروخ خير من ألف شهر… صلاة التراويح الموحدة في القدس وغزة ولبنان والأغوار[/rtl] [rtl]ربما أصبح من الضروري جدا توفير هيئة أو مرجعية استشارية جامعة تتمتع بقدرات وتخصصات مركبة من السياسة والاقتصاد والانثروبولوجي وعلم النفس والأديان كي تتمكن من تحليل وفهم التركيبة غير الآدمية لأولئك الذين ينتمون إلى عصابة الكيان الصهيوني من مسؤولين ورجال دين ومستوطنين ، كل هذا الكيان بما فيه من كائنات ربما غير بشرية خرج من ذمة آدم وفقد هبة الاستخلاف في الأرض ، لقد أصبح من المتعذر تفسير هؤلاء بمرجعيات دينية ايديولوجية متزمتة كما لم يعد من المقنع تفسير أفعالهم وموبقاتهم من خلال حبكات ومسارات وغايات سياسية ، إنهم خليط من الشر والأذى والمؤامرة ومضادات الإنسانية حيثما حلوا أو وجدوا أو تدخلت أيديهم الدموية .[/rtl][rtl]من الصعب على متابع خارجي أن يفهم ما يجري في فلسطين بالضبط ، من الصعب عليه أن يفهم كيف لمسؤول برتبة رئيس وزراء أن يقدم على كل هذه الاعتداءات والتوترات التي تنعكس بقتل العشرات من أبناء جلدته وإثارة الغضب عليه، من الصعب فهم العقلية التي تعتدي على المتعبدين في الأقصى وتعتقل وتحطم وتضرب النساء في الوقت الذي تحيط به الضغوط السياسية من كل اتجاه من الداخل الصهيوني وخارجه وهو يدرك أنه أضعف من كل ذلك، الشيء الوحيد العقلاني في زمن الهزل والهزال والاستديو التحليلي لسباق الإبل وتكميم العقول هو التفسير الكاريكاتيري لما يجري حيث أن لدينا هنا ( بات مان ) الشعب اليهودي والذي يبحث نهارا في العقبة وشرم الشيخ عن السلام والحمام ولكنه يقلب و يرتدي بذلته السرية ليلا و يطارد ويقتل ويعتقل ويفتك بكل (الإرهابيين ) الذين يهددون شعب الله المختار، كما لدينا هنا ( سبايدرمان ) السمين ذي النظارات الدائرية والذي يريد إنشاء قوة عنكبوتية بقوائمه الثمانية لتقييد وتربيط كل أبناء الشعب الفلسطيني وقرصهم بالسُّم إذا اقتضى الأمر لأجل نفس الغايات السامية التي أعلنها رئيسه ، لا ننسى أن نضيف إلى المذكورين (ديرتي مان ) الأشقراني ذي القبعة الصغيرة الملتصقة بجلد رأسه والذي يلعب دور (جراندايزر) في الاجتماعات ولكنه ينسى دوما عصبة العينين في جيب بنطاله الخلفي ، لدينا ايضا قائمة طويلة عريضة من الأسماء العربية في الزمن الكاريكاتوري والذين يلعبون اليوم بلا أقنعة وبلا إخفاء للشخصية السرية لأن ذلك لم يعد ينفع ، كما أن المرحلة هي مرحلة نزع الأقنعة والمجاهرة بمكان الولاء ودين الإنتماء وإعادة الإحيــاء ![/rtl][rtl]فلنسأل أنفسنا ما هي الغايات التي يسعى وراءها مثل نتانياهو أو عصابته ؟ وهل يمثل هذا المخلوق نفسه أم يمثل مجتمعه ومواطنيه ؟ هل توحي مثل هذه اللامبالاة بالقتل والضحايا وقابلية انتشارالنار بالمنعة والقوة الهائلة والجسارة في القرار والقيادة أم ماذا ؟ ما هو سبب هذا الإصرار العجيب على اقتحام المقدسات وإحياء ( طقوس الفصح ) وقصف غزة وكل هذا الضجيج الذي أمكنه اختصاره وتوكيله لجماعة ( إكس مان ) بقيادة البروفيسور إكس المقعد والمنتهية صلاحيته؟[/rtl][rtl]الحقيقة ان هذا الرجل وحكومته وأفرادها هم مرآة عاكسة لما في نفوس ما يسمى بالمجتمع الاسرائيلي الفاسد والمغرق بالعنف وشهوة الدماء وتقديس حفلات قتل العرب والفلسطينيين ، ما يجري وجرى في باحات الأقصى وغزة ولبنان هو ما يريده المشاهدون الاسرائيليون وما يتوقعونه ممن انتخبوهم ليكونوا قتلة بالقدر الكافي وخارجين عن قانون البشرية بالمستوى المناسب لسمعة بني اسرائيل ولكنهم يريدون من ينفذ ذلك دون ان يضطروا للإختباء في الملاجىء![/rtl][rtl]عندما تعلن حركة “عائدون لجبل الهيكل” المتطرفة كمثال بأنها قد رصدت مكافأة قدرها 20 ألف (شيكل) للمستوطن الذي يتمكن من ذبح “قربان الفصح” داخل الحرم القدسي أو مبلغ خمسة آلاف ( شيكل )لأي مستوطن يتم اعتقاله أو منعه من إدخال القربان إلى الحرم القدسي فيمكننا أن نفهم كيف تجري الأمور ولماذا يفعل (بات مان ) وعصابته ما يفعلون .[/rtl][rtl]على الصعيد السياسي السطحي المقروء في سياق الأحداث والاضطرابات والمهاترات التي تعصف بالكيان فلدينا رئيس وزراء لا أخلاقي مع عصابة من المتزمتين الذين يلعبون في ظل زمن اللعب وكثرة الدعم وكثرة الحلفاء المجانيين للاستيلاء على المشهد السياسي وتعظيم المكانة للدولة الدينية وتحقيق المكتسبات والحضور والثقل الاقليمي والعالمي وممارسة أكذوبة تحقيق الأمن والأمان لشعب الله المختار الذي يخدمه كل السياسيون ، ترحيل الأزمات وتحقيق المعجزات من خلال طرق أبواب مختلفة هو ما يبدو أنه يهيمن على عقلية إجرامية لشخص مثل نتانياهو في ظل مطاردات قضائية قادمة لا محالة بحقه وسط شد وجذب مع وقائع سياسية كبيرة تفرض نفسها في كل شيء داخل هذا الكيان من تهديات ايران إلى الحرب الروسية إلى تأرجح العلاقة مع الولايات المتحدة وغيرها من تفاعلات اللوبي المتصهين عبر العالم القريب والبعيد.[/rtl][rtl]أما القراءة التي يجب أن نغوص في عمقها فهي ليست شيئا بعيدا أبدا عما يحدث على تخوم الجزيرة العربية وحدود طهران والامتثال لأوامر البيت الأبيض في تموضعه الجاري والقادم حول الصين وروسيا والحلف الجديد الصاعد الذي يحاول الكيان إعادة فهمه واستيعابه ليكون مستغلا ومتطفلا عليه كما هي العادة ، أما القراءة الأعلى الأكثر شمولية لما نراه فلا تتعدى الاقتراب من لحظة الحقيقة ، الحقيقة التي تقول بأننا بصدد مشروع مارشال ديني قسري في المنطقة ، كبير وقديم يتخذ صيغا جيو- سياسية واقتصادية واجتماعية حداثية ولكنه في آخر الطريق مجرد رؤية دينية استعبادية ترسم بلاد العرب كما تلك رسومات الكهوف الأولى التي تنبأت بسنة الطوفان ثم يعقبها سنة الخوف الكبير، هذه القراءة والتي تؤكد بان هؤلاء يلعبون في مساحة وحجم أكبر من حجمهم التاريخي والزماني والمكاني هي التي تؤكد حقيقة هشاشة هذا الكيان وقابليته للسقوط لأدنى اهتزازات وهذه هي الحقيقة الوحيدة التي تكشفها الأحداث كل مرة.[/rtl][rtl]إن مصدر القوة الحقيقي لهذا الكيان هو الهزال الوجداني لأمة العرب وتغلغل هذا الكيان السرطاني داخل صناعة القرار في كل بلد عربي وصناعة أجيال كاملة على مدى عقود مترابطة فاقدة لأهلية الوعي المعرفي والوجداني والمستقبلي لأنه تم تحريف كل وقائع الحياة وترجمتها إلى كل ما يخدم سقوط المناعة الايديولوجية وتنامي مظاهر التقبل لهؤلاء جغرافيا وديموجرافيا ولكن كل ذلك بدأ بالفعل يتغير وكل الخطط الكبيرة تتآكل من الأطراف والمركز وفي كل مرة يتجدد وعي الشعوب وتتقد مشاعرها حيال ما تراه ، على صعيد السياسة والفقه العلماني ومعادلات العالم المجردة من الأخلاق والضمير فدولة اسرائيل هي كيان قوي وحليف متين ودول العرب ذكية وفطنة وتحرص على ديمومتها ومواطنيها وتسعى في مصالحها ، أما على صعيد العظمة وباب التاريخ وفصل المجد فاسرائيل هي مجرد وهن تاريخي أصاب ساق الزمان فعرج ولا يداويه إلا من يرجم الصواريخ أو يطلق النار بصدر حر ، أما دول العروبة التي تلعب دور الحياد والوساطة والنأي بالنفس فقد عادت بأكملها إلى عصر الخوف والاستعباد الاختياري .[/rtl][rtl]الشق الثاني المرافق عادة للتصعيد في الأراضي الفلسطينية هو تصريحات الإدانات ومعلبات العبارات الجاهزة المخصصة للتعامل مع التحرش الصهيوني بالعرب وقتل الحقيقة وتحويلها إلى برغر أمريكي يوزع مجانا للتخدير ، ماذا يقصدون بكلمة ندين بشدة ؟ ما الذي يعينه أن فلان أصيب بالصدمة مما حدث وماذا ينعكس ذلك على الحقوق الفلسطينية االبشرية والمادية ؟ ما الذي تقصده عواصم العرب بأنها تحذر وتحمل المسؤولية ؟ من منكم يتحمل أي نوع من المسؤولية ؟ جميع مكونات جوقة التضليل تعزف على نغمة التهدأة والهدوء إلى درجة اننا أصبحنا نشعر معها بأننا في حفلة مهرجين ! ما هو تعريف الهدوء المطلوب هنا ؟ ما معنى هذه الكلمة بالضبط وما هي دلالات هذه الكلمات التي تسممون بها وعينا ؟[/rtl][rtl]لو كان في هذا العالم حياء يا سيدتي التي تعبدين الله في الآقصى لكنا الان زحفا إليك من فج عميق ! على مائدة الدم الفلسطيني سقط كل أصحاب النياشين المطلية بالذهب وأمام طرح المتعبدات أرضا هُدِر شرف العروبة وانكسرت صيحة وامعتصماه وتقلقل الرجل في قبره ، كيف للعرب يا أيها المسجد الأقصى أن يؤمنوا بك وقد نسوا محمد ؟ كيف يعرفون أنك محررهم وقد عبدوا من بعد هجرك أنبوبة القطران وترغدوا في نعيم الردة ؟ عندما تكون مقاوما فليس مطلوبا منك ان تسد جوع مليار عربي ولا أن تهدي من أحببت ، تكفي رصاصة منك أو سكين أو صاروخ لكي تشهد بأنك من عظماء التاريخ وأنك أكبر من الحصار ، يكفي أن تبقى مصليا عابدا لربك الأحد لكي تقول بأنك على العهد ولم تهزمك كل تلك الاشياء الهشة ، وعندما تبقى في هذا الحصار وحدك يصبح الصاروخ والرصاص خير من تعبد ألف شهر ، لم يعد لدينا من دولة عربية لأن الدولة ليست بنايات وشوارع وخدمات ومسؤولين يخضعون لإمرة الحاخام الذي يتقمص دور رئيس وزراء ، الدولة هي قرار وإرادة وعزة حتى لو كنت تعيش فوق الركام ، الدولة الوحيدة للعرب الان هي المقاومة حيثما حلت ووجدت الكرامة بصحبة أي شيء يصلح لتقول من خلاله لا ![/rtl][rtl]لا احد يعلم من أين ستأتي شرارة بدء يوم القيامة الفلسطينية ، لكن الصواريخ التي سقطت على الجليل وتلك التي انطلقت من غزة ومقتل ثلاثة من اللابشر المستوطنين في الأغوار هي وجهة النظر الفلسطينية والعربية الحقيقية التي لا يمكن الاحتيال عليها أو إيقافها ولا تأجيلها ولا مراودتها عن نفسها بأكاذيب مثل السلام او التهدأة او الرشوات الغذائية والاقتصادية ، وجهة النظر هذه لن تتنازل عن أي شبر من فلسطين ولا غيرها من الأراضي العربية ، وجهة النظر هذه محفوظة حفظا تلقائيا في كل جينات عربية من حدود الماء المالح حتى حدود الماء العذب المقدس الذي تعمد فيه الأنبياء والمقاتلون ، هذه هي صلاة التراويح التي وحدت القدس مع غزة ولبنان والأغوار وستوحد جميع العرب قريبا جدا، وجهة النظر هذه هي التي تحفظ كرامتنا وتلبي نداء مقدساتنا ونساءنا واهلنا في فلسطين ، شعب فلسطين ماض في طريقه حتى النهاية وشعوب العرب على ذات العهد والوعد ستكمل درب النضال حتى التحرير [/rtl]تعليقالى راي حر من المانياماشاء الله على هذا التعليق ولاحتى هرتزل يستطيع كتابة تشويه لمعتقداتنا كما تفضلت. . اننا لاننكر الحضارات القديمة في بلادنا ولكن الإسلام هو العمود الفقري لقيمنا ولا يتعارض مع القديم ولا مع الثقافات التي مرت منذ انطلاقته ولامع ماهو موجود حاليا بل يتفوق عليها لانه اخلاقي على عكس الثقافات التي تهيمن حاليا على العالم وبالأخص الثقافة الغربية الإمبريالية اللااخلاقية . لن اجادل في هذا ولكن اظن انك مغيب كليا عن الوقائع وبالاخص فيما يتعلق بمعتقدات الشعوب من الطبقات المتوسطة والفقيرة اذ هي التي تحافظ في بلادنا عفويا على جينات التوحيد والتبعية لخالق واحد وترفض الظلم. لاتعتقد اننا في موقف الاذلال ماعدا الانظمة المطبعة الخائنة التي لا تمثل شعوبه اكالدولة التي تعيش فيها اىصناعية الرابعة عالميا ولكنها فاقدة للسيادة تعيش منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية تحت معاهدة الاستسلام وليس الهدنة التي رفضها المنتصرون.تريدنا ان نذهب للمصانع عوضا عن المساجد ولكن قصر النظر جعلك لاترى انت وكثير ممن ينظرون باستعلاء لشعوبنا الفقيرة ما يجري على الارض الذي يثبت ان رواد المساجد هزموا الامبريالية ومن بينهم المانيا وتركيا في أفغانستان. انها هزيمة نكراء ببندقية محلية الصنع وحققوا السيادة بلا قواعد امريكية كما في ألمانيا التي تدفع مصاريفها. الانتصار الثاني على نفس القوى الامبريالية كان في العراق رغم اللعب على الطائفية استطاعت المقاومة العراقية البعثية والتي لايذكرها الكثيرين والمقاومة بفصائل شيعية هذا يعني أن شعوبنا تعرف التمييز بين الخبيث والطيب. اما الانتصار الثالث على الامبريالية الصهيونية وبدعم دول الخليج الرجعية وتركيا كان في سوريا البلد ذو الموارد المحدودة ولكنه استطاع هزيمة الجمع الذي استعان بالإرهاب التكفيري. اما الانتصار الرابع فقد كان على الكيان الصهيوني اذ استطاع حزب الله تحرير جنوب لبنان ثم الانتصار عليه في حرب 2006. وطبعا يجب ان لاننسى غزة المحاصرة ومقاومتها واليمن وانتصاره على الامبريالية بايد سعوديةمع الاسف الأكثرية تخطئ اذا اعتقدت اننا في زمن الهزائم وذلك لان له سبب واحد وهو التركيز بالنسبة لهذه الاكثرية على تحقيق النصر على العدو الصهيوني وتحرير فلسطين. بالطبع ان هذا هدف مشروع ومهم وسياتي دوره ولكن الانتصارات التي ذكرتها هي سلسلة متواصلة من القوى الداعمة للكيان الصهيوني بما فيها الدول المطبعة الخاءنة الوازنة في المنطقة من مصر والاردن والسعودية وحتى السلطة الفلسطينية. هناك سبب اخر للشكوى وهو ان الشعوب تعاني من ظروف معيشية صعبة خارج الدول البترولية ولكن بالنسبة للدول المقاومة كلبنان وسوريا اليمن هذا يعتبر ثمن الانتصار اما الدول المطبعة التي تتسول كمصر والسودان والاردن اترك لك سوالهم عن الأسباب اهي التبعية ام الفساد ام الاثنان معا.اذن من حيث لاندري وهناك من يريد ان لايعترف إننا في زمن الانتصارات اعتبارا من سنة 2000 اي تحرير الجنوب اللبناني وما تبعه من تطورات حتى الامس القريب حيث لم يستطع العدو الصهيوني تحمل أكثر من يوم واحد من الحرب دون ان تذهب الشعوب العربية للمصانع وفي قادم السنين ستثبت الشعوب العربية والإسلامية انها تستطيع الانتصار وهزيمة الإمبراطوريات وبالطبع العدو الصهيوني في حين ستبقى ألمانيا ومصانعها بلا سيادة وفاقدة للحرية لانها تابعة.[list=comment-list][*][rtl] بلحرمة محمد المغربYesterday at 6:23 pm سيدي الاستاد خالد شحام ادام الله حضوركم وجعلكم الله دخرا لكلمة الحق التي انتم اهل لها كما ادعو لكم بالتوفيق ولاستادنا الكبير عبد الباري عطوان اطال الله في عمركما وتقبل صيامكما سيدي الفاضل خالد شحام هده العصابات غنية عن التعريف فهي ارتوت حد الثمالة من كؤوس الاجرام والارهاب فالحركة الصهيونية حركة كولونيالية عنصرية بامتياز تهدف الى السيطرة العملية على الوطن العربي من الفه الى يائه وقد لخص المجرمون الصهاينة رؤيتهم الاجرامية في الكثير من اقوالهم فقد قال المجرم الراحل شارون – جميعنا يجب ان يتحرك ان يركض يجب ان نستولي على المزيد من التلال يجب ان نوسع بقعة الارض التي نعيش عليها فكل ما بين ايدينا لنا وما ليس بايدينا يصبح لهم – وقال المجرم الصهيوني وزير الحرب السابق موشيه يعلون انه لا يوجد في الكينيسيت احد قتل من الفلسطينيين والعرب اكثر منه في كيانه اسرائيل وعندما دشن المجرم الراحل ديفيد بن غوريون اول رئيس وزراء صهيوني مفاعل ديمونا النووي عام 1963 قال – ليس هاما ان نمتلك قنبلة نووية او حتى 200 راس نووية لانها لن تفيدنا ومن الافضل تحييد مصر وسوريا والعراق لضمان وجودنا – وفي العالم 2014 قال السفير الصهيوني في واشنطن المجرم مايكل اورن في معهد اسين بعد تركه منصبه – ادا كان لا بد من ان ينتصر شر ما فلينتصر الشر التكفيري – في اشارة لبشار الاسد والارهابيين كما اعتبرت المجرمة الراحلة رئيسة الوزراء الصهيونية السابقة غولدا مائير ان ولادة طفل فلسطيني تشكل كابوسا لها ثم الم يعتبر الصهاينة ان العربي الجيد هو العربي الميت وتمنوا لو ان البحر ابتلع اهل غزة الم يعلموا صغارهم في مدارسهم العنصرية كره العربي هدا غيض من فيض دكرته لاوضح ان هؤلاء المجرمون هم سادة الارهاب والاجرام وساديتهم ليس لها حدود ويخطئ جدا من يظن ان هده العقيدة الدموية الصهيونية ستتغير وانهم سيختارون دات يوم طريق السلام فقد انشئوا من طرف الاستعمار الغربي البريطاني بالتحديد في قلب الجغرافيا العربية وبالضبط في فلسطين التاريخية لاجل سفك دماء المسلمين وضمنهم العرب فلا يستغربن احد من همجية وبربرية هؤلاء وداعميهم فالغريب والعجيب هو هدا الحب الرومانسي بين العصابات الصهيونية وانظمة التتبيع العربية فتحية اكبار واجلال لكل المرابطين في المسجد الاقصى المبارك من المؤمنين الدين يتصدون بصدورهم العارية للنازية الصهيونية الجديدة ورحم الله كل الشهداء الابرار على طول فلسطين وعرضها فهم احياء عند ربهم يرزقون والسلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته.
[/rtl] [/list] |
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: المهندس خالد شــحام الثلاثاء 16 أبريل 2024, 4:30 pm | |
| [rtl] ليلة احتراق المليار دولار.. صواريخ النصرة التي تعانق الأرض المباركة ![/rtl] [rtl]فجر الأحد الماضي سهر العالم بأكمله على وقع المشاهد الصاعقة للصواريخ الإيرانية الإسلامية التي تساقطت على فلسطين المحتلة ، ملايين من شعوب العرب كانت تقف في الليل من شرفة ما تراقب هذه البارقات وقلوبها تخفق شوقا وكرامة، عليكم أن تتذكروا جيدا هذه الليلة وهذه المشاهد لأنها هي ذاتها المشاهد الحتمية النهائية القادمة للكيان المجرم ومجتمع المجرمين الذي يقيم فيه، لكم أن تتوقعوا الصورة القادمة للمعركة القادمة وخطوط النار اللاهثة تزأر في سماء فلسطين بالآلآف من كل حدب وصوب.[/rtl][rtl]كيف يمكن أن ننظر ونقيم العملية الإيرانية وما هي النقاط التي يتوجب وضعها في الميزان في ظل العدوان الإجرامي المستمر على غزة ورؤيتنا لهذا الصراع المفتوح الآفاق؟[/rtl][rtl]إن النقطة الأولى التي يجب فهمها جيدا تتمثل في أن صراع ايران مع دويلة الكيان لم يتوقف أبدا وليست ايران بحاجة إلى عملية كهذه كي تؤكد حقيقة هذا الصراع الظاهر والباطن، إن كامل محور المقاومة طيلة العقود السابقة يستمد جذوره من الروح الإيرانية المعادية للمشروع الصهيوني -الأمريكي .[/rtl]
[rtl]إن حرص ايران على إطلاق النيران من أراضيها يعلن لمحور الشيطان بأنها جاهزة ومستعدة وتمتلك ثنائية العقيدة والأدوات الصحيحة للمواجهة دون الإستعانة بأحد .[/rtl]
[rtl]إن الصواريخ والمسيرات التي تم الدفع بها في الهجوم الإيراني هي صناعة إيرانية بحتة من الوقود والهيكل وحتى التقنيات الموجهة وليست موردة من الصين او روسيا أو الغرب ، إنها ميزة استراتيجية ومصيرية وعنصر يقرر من هي الدولة العظمى أو الصغرى ، لقد اجتهدت قيادة الثورة الاسلامية في ايران طيلة سنوات صعبة من الحصار والمضايقات والمناكفة لإجهاض نهضتها الصناعية والعلمية واغتيل العديد من علمائها في سبيل إيقاف مسيرتها ولكنها مع ذلك استمرت حتى بلغت مستوى النضج الذي يؤهلها لأية مواجهة مفتوحة مع الكيان أو الغرب.[/rtl]
[rtl]لقد كان قصف القنصلية الإيرانية في دمشق بمثابة عملية قياس كمي لحجم الاستعداد المعنوي الإيراني وليس العسكري للدخول في مواجهة في حال تم الدفع بعصابة الكيان لتوسيع رقعة الصراع ، هذا القياس لم يكن إلا إقتراحا أمريكيا مهما بدا غير ذلك.[/rtl]
[rtl]كما هي مجريات اللعب الإعلامي المعنوي يسارع الكيان في الإعلان بأن خسائره لا تذكر وحجم الأضرار يدخل في منزلة المزاح ، لكن يجب أن نحصر الضرر الأكيد بهذه النقاط الفرعية :[/rtl]
[rtl]تزداد قناعة كل محتل ومستوطن داخل فلسطين مرة تلو المرة بأن هذه الدولة عبارة عن فخ مميت مزين بالحداثة والمدنية والرفاه ولكنها مهددة ومكروهة من كل محيطها ويمكن بين لحظة وضحاها أن ينقلب فيها النعيم إلى جحيم ، والشقق الباذخة إلى ملاجىء ، والأمان إلى تذلل وانبطاح ويمكن أن تنقلب الحياة المدنية إلى استدعاء للخدمة العسكرية والترشح للموت على يد المقاومة الفلسطينية او اللبنانية او اليمنية أو العراقية أو بضربات ايرانية ، أية معيشة هذه ؟ وأية دولة هذه ؟[/rtl]
[rtl]ذكرت وسائط الإعلام بان كلفة اعتراض المقذوفات الإيرانية بلغت خلال بضع ساعات ما يقارب المليار دولار تم حرقها في الجو في لحظات ! ولو افترضنا أن نصف هذا الرقم صحيح فماذا يعني هذا الرقم عسكريا واقتصاديا وسياسيا ؟ ما هي نوعية الشيء الذي يمكن حمايته بهذه الكلفة وكيف يمكن التعامل مع هذه الأرقام لو استمرت الهجمات أسبوعا أو شهرا مثلا ؟ ما كلفة بقاء هذا الكيان على قيد الحياة ومن يدفعها ومن يمكنه تقليل هذا النوع من الضرر المرعب ؟[/rtl]
[rtl]عندما تقود سيارتك بسرعة 100كم/ساعة مثلا فهذا يعني فيزيائيا بأنك تقطع ما يقارب 28 متر خلال ثانية واحدة ، وبالمقارنة يبلغ معدل سرعة الصواريخ الحربية عدة كيلومترات في الثانية الواحدة ، كمثال تبلغ سرعة صاروخ سجيل الايراني المستخدم في القصف ما يقارب 4 كيلومتر يقطعها في الثانية الواحدة وصاروخ خيبر يقطع 2.8 كيلومتر في الثانية الواحدة ، لإصطياد مثل هذا الجسم بالغ السرعة في طبقات الجو العليا يتوجب رميه بجسم أسرع وبالغ الدقة في التوجيه خلال الحركة في الغلاف الجوي ، وهذه هي فكرة القبة الحديدية والتي تمثل حيلة تقنية رأسمالية كاذبة محدودة الكفاءة سبق لصواريخ المقاومة الفلسطينية ان كشفت عيوبها ، مثل هذه المنظومات تتمتع بهامش دقة مع الصواريخ البطيئة نسبيا وذات الحجم الكبير ولكنها تخفق تماما في ظل رشقات صاروخية كثيفة أو عالية السرعة ، من المستحيل أن تكون قوى الباطل قد نجحت في اسقاط كل ما اطلقته ايران ، ومن ناحية ثانية فإن حمولة رأس الصاروخ الواحد تبلغ على الأقل 750 كغم من المتفجرات وهذه الكمية كافية لإسقاط عمارة كاملة .[/rtl]
[rtl]ما الذي يدفع ببلد مثل ايران لكي تتحول إلى بلد مسلح صاروخيا او نوويا ؟. ما الذي دفع بكوريا الشمالية إلى فعل نفس الشيء ؟ أليس هو العدوان الأمريكي والفظائع التي ارتكبت بحق هذه الدول على مدى عقود كاملة ؟ ما الذي كان سيكون مصير ايران اليوم لو لم يكن لديها هذا المستوى من القيادة وهذا التسلح ؟ ألن تتحول إلى جمهورية موز اخرى مستعبدة في مستعمرات الامبراطورية الأمريكية المستكبرة على كل شعوب الأرض ؟[/rtl]
[rtl]ضمن التشخيص السياسي الصحيح للعقلية الانتحارية الانتهازية للمجرم نتانياهو يمكن الافتراض بأن شهية فتح الجبهة الإيرانية هي شيء جذاب ومغرٍ وقادر على تجديد البيعة لهذا المجرم خاصة بعد دخول حملته على غزة موسم البرودة القطبية وبدء تفكك التحالفات التي تنصلت من دمويته وإجرامه وتهور غبائه ، هنالك استثماران مبيتان يمكن لعصابة الكيان من خلالهما اعادة انتاج مكاسب خلفية من الهجوم الإيراني ، الأول هو الإلهاء وتخفيف الضغوط حيال جريمة غزة ، الثاني هو إعادة تشكيل الحلف المضمر ضد ايران أو ضد (مكافحة الإرهاب ) والذي هو في الأصل غربي صهيوني .[/rtl]
[rtl]تتجلى ذروة الضياع العربي في تقييم ما فعلته ايران ليتحول إلى وجبة معتادة من الجدل البيزنطي العقيم حول مع أو ضد ، مسرحية أو إلهاء ، هزل أم جد ، شيعة أم سنة ، في الوقت الذي يأكل فيه الجراد الاسرائيلي حقول القمح العربية ويغشى الذباب عيون الأنظمة والشعوب التي أدمنت الهزيمة وابتلعت الحقوق المشروعة لممارسة العبودية الطوعية ، ينسى كل هؤلاء بأن ايران تقبع في دائرة الحصار والنار منذ 1979 وينسو بأن حياتهم ومستقبلهم ومصيرهم دخل نفقا مظلما منذ اللحظة التي أستهدفت فيها ايران .[/rtl]
[rtl]9-في الوقت المستقطع من دورة الصراع بين الباطل والحق يغرق الملايين من هذا العالم ومن شعوب العرب والمسلمين خاصة في غياهب التيه والضلال المصطنع أو المنتج في بلدان الهزيمة ، ينسى كل هؤلاء بأن المسألة ليست ايران او لبنان أو المقاومة الفلسطينية او اسرائيل أو امريكيا وبريطانيا وفرنسا ، إنها سنة أو قانون كوني حتمي يحدث فيه الصراع والإصطدام بين عقيدتين أو حلفين ، حلف الشيطان التاريخي الذي يتجدد كل دورة من الزمان وتمثله الولايات المتحدة وعصابتها متعددة اللغات ، وحلف الإحسان أو وراثة الأرض والبقاء الصالح ، حلف التوحيد ضد حلف الشرك ، إنها نفس المعركة الايمانية القديمة تتجدد كل دورة مهما حاولنا تدويرها سياسيا أو اقتصاديا أو علمانيا ومن يتنكر لذلك فهو لا يفقه شيئا ، كل من يقف في وجه حلف الشيطان الذي يدعو إلى النار والمثلية والربا والانحلال والاعتداء والاغتصاب والسرقة والقتل هو بالتأكيد يقف في الحلف الصحيح ويدعو إلى ما يناقض أفعال الأول ، إن ما يحدث في فلسطين هو امر إلهي وتدبير من رب حكيم لا مبدل لكلماته ، نبؤات سورة الإسراء تتحقق ونحن في العشر الأواخر من رمضان هذا الكون ولا يفوز فيها إلا المؤمنون والمثابرون .[/rtl][rtl]10-إن المعركة الكبرى قادمة لا ريب فيها ، أيام الشدة القصوى تتحضر وجيوش الشر تتكثف وتتكشف في الأرض العليا ، يكفي ان نسمع الرئاسة الامريكية وهي تعلن بأننا نقف مع اسرائيل بالمطلق لكي نفهم بأن هذا العالم لا عدالة فيه ومع أي جانب يجب أن نصطف ، ليست ايران هي المعنية بهذه المواجهة فقط ، بل كل بشري يعيش على سطح هذه الأرض ، الصلاة في فلسطين تعدل خمسمائة صلاة في أي مكان ، والصواريخ التي تساقطت على الأرض المباركة هي أيضا صواريخ مباركة الواحد منها بألف صاروخ مما تعدون ، هذه الصواريخ تمثلني وتمثلكم وتمثل كل إنسان حر مستضعف ولذلك لاتستغربوا أن شعب فلسطين وكل شعوب العرب الحرة تحب ايران وتقف مع نهج الحق ضد الباطل ، إن إجابة مصير هذا الصراع لمن هو في الحيرة و التيه واضحة لا لبس فيها نراها بعين اليقين ونعلم تماما ما هي النهاية القادمة ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا ).[/rtl] |
|
| |
| المهندس خالد شــحام | |
|