قصص مؤلمه من واقعنا العربي
مياح غانم العنزي
كان رجلا فقيرا طاعن بالسن يبيع البيض في الشارع ليطعم اطفاله ولا يوجد له مصدر دخل اخر ،جاءه مشتري فقال له : بكم البيض ؟ فقال البائع:الستة بيضات بعشره ، فقال المشتري : بل انا اشتري العشرة بيضات بسته ، فقال البائع : حسنا يا سيدي سأبيعك خصوصا انني لم استفتح بعد، وانت اول زبون ولعل الله يرزقني ،اخذ المشتري البيض وركب سيارته الفارهه مزهوا ومنتشيا بنصره على البائع الفقير وذكائه في الحصول على بيض رخيص، ثم اتصل على اثنين من اصدقائه يعزمهم على الغداء في افخم المطاعم بالبلد
وعندما إلتقوا في المطعم طلب الرجل انواع المأكولات تكفي ستة اشخاص ،وهم يأكلون كان يقص على اصدقائه تفاصيل بطولته وذكائه في الحصول على البيض بثمن رخيص،اكلوا القليل وبقيت على الطاوله معظم المأكولات التي طلبوها ،جاء صاحب المطعم بالفاتوره وكانت قيمتها 120 ، لكن الرجل البطل دفع 150 وقال لصاحب المطعم :الباقي على شانك
كان هناك قط يعيش بشوارع دوله عربيه ،وطفل يوميا يضربه وهو ذاهب للمدرسه ،ثم يضربه وهو راجع من المدرسه ، ويضربه ايضا وهو خارج من المنزل ليلعب مع اصدقائه،إستمر على هذا الحال حتى تخرج من الثانويه العامه ، جاءت سائحه بريطانيه لهذا البلد ، رأت القط فأعجبها وأخذته معها فعاش ملكا في لندن ، اهتمام ودلال ولقي كل سبل الراحه ،ماتت السيده بعد سنوات وعرضت الاسره البريطانيه القط للبيع ،فقام بشرائه نفس الطفل العربي الذي كان يضربه ،حيث جاء بعثه دراسيه الى لندن ،وعاش القط معززا مكرما عند الطالب العربي لكنه كان محتارا لأنه لا يستطيع الكلام ليسأل الطالب : ما الذي غيرك؟
كان زعيما دولتين قد اختلفا ونشب توتر بين البلدين واصبح هناك تراشق بالشتائم والتجاوزات ،فكان مواطن من بلد( سين) يمتلك مصنعا في البلد (صاد) ،ومواطنا من البلد( صاد) يمتلك مصنعا في البلد( سين) واثناء التوتر بين البلدين افرط المواطن من البلد( سين) في التجاوز وشتم رموز وشعب البلد (صاد) فزعة سياسيه لولي امره ووطنية منه تجاه وطنه ، كانت هذه وجهة نظره ، اما المواطن من البلد (صاد) لم يتدخل في الخلاف السياسي او التوتر إلا بالخير والكلام الطيب المرطب للقلوب ،وبعد فتره انتهى الخلاف واستقبل الزعيمان بعض بالأحضان ،فما كان من مواطن البلد( سين) إلا ان خسر مصنعه ومصدر رزقه وزيارة اقاربه ،اما المواطن من البلد( صاد) فعاد لعمله طبيعي وباشر في كسب زرقه ورؤية اقاربه ومحبيه
كان هناك شقيقين في بلد واحد ، وبسبب الإضطرابات والفوضى التي تشهدها بعض الدول العربيه ،اسس كل من الشقيقين حزبا وكان لكل حزب ميليشيات مسلحه ،وكان هناك شقيقين ايضا فقراء انضم كل منهم الى حزب من هذين الحزبين ،تطورت الأمور ونتيجة للفساد والاطماع في المناصب ،تحارب الحزبين عن طريق العبوات الناسفه او الكواتم او الإشتباك المباشر احيانا ،وكلنا نعرف ان طبيعة عناصر الميليشيات هو تغطية الوجه حتى لا يعرفهم احد ، حدث اشتباك مباشر وشاءت الأقدار ان يقتل الاخ الفقير اخوه في الميليشيات التابعه للحزب الآخر ولم يعرف انه اخوه، هو كان يؤدي واجبه الميليشاوي واوامر زعيم الحزب ، بعد فتره توافق الأخوين زعماء الحزبين سياسيا، واتفقوا على تقسيم المناصب وغنائم الفساد على طريقة المحاصصه ،وعزم احد قادة الحزبين شقيقه في منزله وعمل له وليمه كبيره وعندما جلسا والسعادة تملأ المكان وترتسم على محاي كل منهم ، كان الذي يخدمهم ويجلب لهم الطعام والمشروبات، العنصر الفقير الذي قتل اخيه الفقير ،وكان ينظر الى فرحة وسعادة الشقيقين رؤساء الحزبين ويتذكر اخيه الذي قتله من اجل اجنداتهما
كان رجل دائما يصلي مع ابنه في المسجد،ويحرص على حضور حلقات الوعظ والإرشاد والتثقيف بالمسجد كذلك يحرص على تواجد ابنه معه ليستفيد وحدثت التواترات في بعض البلدان الإسلاميه،وكان هناك بلد اسلامي اشتعلت الفتنه بين مكوناته المتنوعه نتيجة اجندات سياسيه وتدخلات خارجيه وتطرف وخلافات عرقيه واحقاد دفينه ،وكان يقول شيخ الدين ان من يذهب هناك يعتبر مجاهد لأنه يدافع عن الدين والمسلمين ، وان مات سيكون شهيدا ،ذات يوم قال الولد لأبيه : اريد ان اذهب يا ابي انصر اخواني في الله واجاهد في سبيل الله ، فوافق الأب على الفور وعن قناعه بسبب محاضرات الشيخ التي ارفقها بأدله من القرآن والسنه بنكهة الدهاء وبطعم الخبث في التفسير،ذهب الولد وقتل هناك وظن الوالد ان ابنه مات شهيدا ،بعد فتره انقلبت الأمور وهذا امر طبيعي في الأجندات والسياسات فهي متغيره مبنيه على المصالح بعيده كل البعد عن الثوابت والقيم ،وتغيرت المفاهيم بقدرة قادر ،واخذ نفس الشيخ يقول ان ما كان يحدث هناك انما ارهاب والإرهاب لا دين له ، وان من ذهب هناك فقد شارك في الفتنه وقتل اخوانه المسلمين ودمار شعب شقيق ،اصابت الأب صدمه كبيره بسبب فقدانه لإبنه الشاب لأجل اجندات وسياسات ولم يكن الأمر يتعلق بالجهاد ولا الجنه ورضا الله
كان وزير صحه عربي دائما يقول : نحن لدينا افضل الانظمه الصحيه والأكثر تطورا ، بعد فتره تخرج ابنه من امريكا وحصل على الدكتوراه في جراحة المخ والأعصاب وعاد للبلاد ، ثم بعدها بفتره اصيب الوزير بمرض في اعصابه فقرر السفر الى الخارج للعلاج واخذ معه ابنه الدكتور مرافقا له.