ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رحلة الزواج بسن الأربعين الخميس 12 سبتمبر 2013, 6:34 am | |
| [rtl]رحلة الزواج بسن الأربعين[/rtl] [rtl]
[/rtl] [rtl]
د. كميل موسى فرام أستاذ مشارك/ كلية الطب- الجامعة الأردنية استشاري النسائية والتوليد/ مستشفى الجامعة الأردنية
تحدثت بمقالتي السابقة عن ظروف الزواج بسن الأربعين من العمر وذكرت بصريح العبارة أن هناك ظلما كبيرا يلحق الأذى بهذه الفئة العمرية التي حرمت من الزواج بالتوقيت المثالي لظروف نجهلها أو تضحية لأسباب تقدر قيمتها بعد إعلانها، بسبب عادات وتقاليد اجتماعية تورث بدون بذل الجهد من اصحاب الاختصاص للتصحيح أو التوضيح. كانت المبادرة الكريمة من الاعلامية المتألقة لانا العطيات بجرأة مناقشتها للقضية على شاشة التلفزيون الأردني ،بحلقة صباحية من البرنامج الجماهيري «يوم جديد»، ولم أتوقع أبدا ردود الفعل وكمية التساؤلات التي وردتني عبر بريدي أو هاتفي تبارك وتشكر أو تستوضح بقالب الغرابة بعد سنوات من الاحباط اعتقادا بفلول قارب الزواج إن تعدى منتصف الثلاثين العمر ليرسو على شاطىء الأمل بدون شمس السعادة بالذرية.
مرحلة حياتية طبيعية أكرر ما انتهيت به أن الزواج بسن الأربعين؛ يعتبر مرحلة حياتية طبيعية تحتاج لجهد إضافي بسيط للسيطرة على هواجس الحمل والولادة بالاضافة لقدرة الأداء على النشاط الزوجي بدون منغصات على أن الخطوة الأولى برصف الطريق للسعادة والنجاح تتمثل باليقين والجرأة باعتبار الحياة الزوجية اتحادا بين الشريكين، فلا عيب من المناقشة أو الطلب أو المبادرة بالفعل، حيث أن أكثر الأمور ارهاقا للنفس تتمثل بكتمان ما نحن بحاجة اليه فعلاً وقولاً أحيانا، بظروفنا العائلية التي تجعل من قالب الكبرياء أو الأدب حاجزا بين الواقع والطموح ،لتدخل السيدة بظروف التأخير على المستوى الشخصي أو العائلي، وحتى لا تصبح الأمور أسيرة للزمن، فعلى الزوجين المبادرة بالبحث عن الحمل والانجاب بالسرعة التي تضمن العلامة الثانية لنجاح الشراكة الزوجية، فمقومات التفكير الصحيح بهذه الخطوة تتمثل بوجود دورة شهرية طبيعية لا تعتمد على تناول العلاجات الهرمونية، حيث يمكننا تفسير ذلك بأمرين اثنين؛ الأول أن أداء المبيضين يسير بشكل طبيعي بقدرته على الاستجابة لهرمونات الغدة النخامية التحفيزية نتيجة ديمومة عطاء المستقبلات المنتشرة دليلاً على وجود كمية كافية من المخزون الاستراتيجي من البويضات في المبيضين والتي تمثل المحور الأنثوي بفسيولوجية الحمل، بينما يتمثل الأمر الثاني بقدرة المبيضين على إفراز كمية كافية من الهرمونات الأنثوية وأهمها هرمون السحر «الأستروجين» لتساعد السيدة على أداء فصول الحياة الزوجية وبالتحديد الفقرة الجنسية بشكلها المثالي الذي يمثل أحد ضمانات الاستقرار الزوجي للطرفين.
قناع التأخير أحيانا إذا كنا قد انتهينا من حقيقة القدرة على الحمل، فعلينا التوضيح بوجود محاذير لا بد من الوقوف عليها كجزء من الطرح العائلي، فهناك حقائق أو عوائق لا بد من الاعتراف بوجودها حتى نتمكن من التغلب عليها، فجودة البويضات أو الحيوانات المنوية مثلا تتأثر سلبا وبدرجات طفيفة بعامل العمر لتجعل من واقع الحمل يرتدي قناع التأخير أحيانا أو يتسبب بمضاعفات صحية نستطيع التنبأ فيها والتعامل معها والسيطرة على الجزء الأكبر منها بالتقنيات العلمية الحديثة، كما أن العناية الصحية بمراحل الحمل تفرض برنامجا مركزا يختلف عن برامج العناية بالحمل في ربيع العشرين من العمر، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك زيادة بنسبة الاجهاضات والمضاعفات الصحية خصوصا بارتفاع ضغط الدم المصاحب للحمل أو ارتفاع مستوى الاصابة بسكر الدم المرافق للحمل، كما أن هناك زيادة بفرصة حدوث تشوهات خلقية وزيادة بالولادات المبكرة ذات المضاعفات الصحية على الطرفين، ناهيك عن زيادة بنسبة الولادات بالعمليات القيصرية لأسباب قد لا تكون مقنعة من الناحية الصحية تماما كزيادة مرتبطة بنسبة حدوث حالات النزيف المرافقة، وربما يكون الوضع الاجتماعي سببا إضافيا خصوصا بوجود عادات يحكمها العمر الزمني مثل التدخين أو شرب الأرجيلة أو المشروبات الكحولية مضافا اليها عنصر الضغط النفسي من الواقع الاجتماعي المحيط والذي يطارد الزوجين حسدا أو عقوبة، ولكنها في النهاية لا بد من إجمالها بعبارة علمية مسؤولة بقدرة التعامل مع جميع هذه المضاعفات الصحية إن حصلت وفي أي مرحلة من مراحل الحمل أو ترتيبه، مشجعا الزوجين على صحة القرار بالحمل والانجاب بالسرعة التي تعوض جزء من الوقت الذي ضاع في السابق لظروف حرمت أي منهما من التعامل مع الأمر بتوقيت مبكر.
سهام التردد والخوف الأداء الجنسي هو المحور وصاحب النصيب الأكبر من سهام التردد والخوف، ومن يفكر في ذلك فهو صاحب الطريق الصحيح بالتفكير حتى لو أنكر ذلك بلغته، فالأداء الجنسي للطرفين وخصوصا السيدة يرتبط بالمعادلة الهرمونية التي تساهم بمعطياتها هرمونات المبيضين المنتجة بفعل هرمونات التحفيز من الغدة النخامية، وربما يكون الأداء بفنون الشوق بدرجة أكبر من عمر سابق، فالزوج بحكم الارتباط العائلي واستجابته لظروف الأهل قد يتساهل عن حقوق يقدرها ولكنه لن يسامح بحقوق الأداء الجنسي - إلا لظرف شخصي أو تقصير يسكنه بداخله – باعتبار ذلك مؤشر الديمومة لاستمرارية الدورة الحياتية، متطلب للطرفين بنفس الدرجة من الرغبة استكمالا لمقومات الوحدة، وأطمئن المترددين على الارتباط بفتيات بسن الأربعين أن هذه الفئة قادرة على العطاء غير المحدد إذا وجدت الشريك الحقيقي الذي يستحق التضحية عندما يغلفها من غبار الزمن ويرحمها من زمهرير كلمات تلاحقها بهدف التعكير أو الاثباط، ليجعل من صدره الحنون وسادة الراحة والأمان فقد برهنت الدراسات العلمية وآخرها دراسة حديثة نشرت بمجلة العلوم الطبية الاسترالية بارتفاع نسبة الأداء الزوجي الذي يحقق أعلى درجات النشوة والسعادة نتيجة ارتفاع مستوى الهرمونات المؤثرة للسيدات اللواتي يتمتعن بدرجة استقرار عائلي مقيم بخمس درجات كعلامة كاملة للاستبيان، بينما يقل الأداء للفئة التي نالت أربع درجات على سلم التقييم وهكذا الحال حتى الدرجة الأولى، حيث هناك علاقة إيجابية بين مستوى القناعة والاستقرار مع الأداء الذي يحقق الطموح بسبب استقرار المعادلة الهرمونية بداخل الجسم والتي تعتبر مسؤولة مباشرة عن ظروف البيئة الداخلية للطرفين خصوصا بالمسافة النسائية التي تستطيع كسر حاجز الخوف إن أرادت ذلك، فابتسامة المرأة أحيانا ولو بعفوية تحرك أساطيل الانجذاب والاعجاب وتكرس لشكل من أشكال الاخلاص، الذي ينعكس على الأداء كعنصر اساسي للبناء العائلي. ربما خلقنا بفطرة لا تحتاج أبدا لتوظيف واستثمار، ولا تتأثر بالمستوى الاقتصادي أو الوضع المادي، فبئر العطاء والمحبة المتبادلة لا يمكن شحنه أو تخزينة أو ربطه بسلة القدرات المادية إلا لفئة محددة متآكلة تعتقد بقدرتها على صهر المشاعر، وهي فئة لا يمكنها الاحساس بالنجاح الحقيقي لافتقارها لمقوماته بل تعتمد على التمثيل الذي يمثل في النهاية شكلاً من أشكال مسرح الأوهام الذي يسعد بفقراته مقابل صرف مادي بغلاف العواطف، ثوب يمكن للفرد ارتدائه أو التلاعب بمقاساته بما يحقق اللذة الجنسية العابرة والتي لا يمكننا ربطها بعامل العمر أبداً، وهم فئة خارج نطاق التغطية الحقيقية يصعب الاستئناس بظروفها.
حكمة! لا يوجد حكمة من التأخر بسن الزواج أو ترحيل معطياته للغد، ولكن الزواج بسن الأربعين يجب أن لا يحمل أبعادا ضمن أسس التحليل الاجتماعية الظالمة، فالوحدة الزوجية تعتمد على درجات المحبة والاخلاص والتقارب لتضمن النتائج والتي يحتل أولوياتها حياة جنسية زوجية مكتملة الأركان، إضافة لتكرار الانجاب لبناء العائلة النموذجية التي تحقق الحلم للطرفين، خطوة صحيحة يمكن تحقيقها إن تخلينا عن عقدة التشاؤم التي تلازمنا فتحرمنا، حصرية لمن تحترم الواقع فلا تركب قارب الشيخوخة بغير توقيت وأعتذر عن الجرأة ببعض المصطلحات ولكن علينا تسمية الأمور بمسمياتها حتى نستفيد وللحديث بقية! [/rtl] |
|