” لقد نفذت مياهكم فعلا”..عبارة “أمريكية” لتخويف الأردنيين : كيف “أربك” عميد خبراء المياه خطط البرلمان والحكومة ليلة “إبعاد الصحفيين”؟: الدكتور “حدادين” خلط الأوراق و”هجمة دبلوماسية ” تدافع عن “إتفاقية دبي” وسفير واشنطن ..”مسألة بقاء وإستقرار ولا يوجد مؤامرات”
أربك عميد خبراء ملف المياه في الاردن الوزير السابق الدكتور منذر حدادين خطط الحكومة ولجان مجلس النواب على مما يبدو بتقديم سردية معتدلة ومختلفة لقصة اتفاقية دبي حتى يتم النفاذ بقاعدة الكهرباء مقابل المياه بين الاردن واسرائيل .
ويبدو ان الافادة التي تقدم بها عضو وفد المفاوضات الاردني المختص لاتفاقية وادي عربة وهو الدكتور حدادين وزير المياه الاسبق لم تأتي كما تشتهي سفن الحكومة مما دفع رئيس لجنة الزراعة والمياه في النواب لمطالبة الصحافة والاعلام بمغادرة قاعة اجتماع كان يفترض ان يقدم الوزير حدادين شهادته فيها باعتباره اول من استدعي لتقديم الخبرة بقرار من اغلبية النواب .
ويعتقد بعض اعضاء البرلمان بان الحسابات الرسمية تأملت افادة من المخضرم حدادين تخفف حدة الجدل حول اتفاقية دبي لكن ما حصل يبدو انه العكس تماما فقد تمسك الوزير الثمانيني بروايته السابقة للأحداث بعنوان وجود بدائل يمكن العمل معها في خيار العطش والمياه بدلا من اللجوء الى اسرائيل .
مجددا تحدث حدادين عن وجود كميات هائلة من المياه تحت الطبقات الرملية في الجوف الاردني وشهد بان بعض تلك المياه عذبة وبعضها الأخر مالحة لكن يمكن خلطهما وبتكلفة معقولة بالنتيجة يمكن الاستغناء عن المياه التي تسرقها اسرائيل لتحليتها وارسالها الى عمان من البحر المتوسط.
حدادين تحدث ايضا عن وجود مياه تكفي الشعب الاردني لـ 635 عاما على الاقل.
وبمعنى آخر وزير المياه الاردني الخبير الوحيد الذي فاوض الاسرائيليين قبل ربع قرن على الاقل لم يقدم الافادة التي تدعم الرواية الحكومية مما دفع باتجاه ترتيب يقضي بعقد اجتماع مغلق بعيدا عن الصحافة وهو عموما حدث نادر عندما تجتمع لجان المجلس النيابي الاردني.
لكن بالتوازي تمكن المراقبون محليا من رصد هجمة دبلوماسية امريكية مباغتة تدعم مشروع تبادل الطاقة والمياه وتتدخل في وقت متأخر في محاولة واضحة وملموسة لدعم خيار المشروع والحكومة الاردنية .
ويبدو هنا ان مسؤولة بارزة في الوكالة الامريكية للتنمية تدير بعثة الوكالة في عمان تقدمت بفتوى جديدة في الاثناء .
وصرحت المسؤولة الامريكية شيري كارلين بان الحفاظ على الامن المائي الاردني يحتاج وبسرعة الى 8 مليارات منها 500 مليون دولارا بصورة عاجلة لمرحلة اولى بين 5- 10 سنوات وقال كارلين بان وكالتها ستدعم خطوطا لنقل المياه من اسرائيل الى الاردن .
لكن الافادة الدبلوماسية الاكثر اثارة هي تلك التي وردت على لسان السفير الامريكي في عمان هنري وبستر الذي وصف في تصريح له اثناء اجتماع تنسيقي اتفاقية دبي بانها ليست مشروعا سياديا بل مشروع على اساس تجاري فيما قالت كارلين ” لو سألتموني هل ستنفذ المياه في الاردن لقلت لكم انها نفذت فعلا “.
واعتبر السفير ووستر ان مصلحة الاردن تتطلب تنويع مصادر المياه وقال بان ملف المياه مسالة بقاء ومعضلة المياه في الاردن لا يوجد مشروع واحد يمكنه ان يعالجها نافيا وجود مؤامرات سياسية الطابع في المسالة وعلى اساس ان الهدف الحقيقي المعلن وغير المعلن هو استقرار الاردن.