منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  أحمد بن بلة: أول رؤساء الجزائر..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75690
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 أحمد بن بلة: أول رؤساء الجزائر..  Empty
مُساهمةموضوع: أحمد بن بلة: أول رؤساء الجزائر..     أحمد بن بلة: أول رؤساء الجزائر..  Emptyالأحد 26 ديسمبر 2021, 1:34 pm

 أحمد بن بلة: أول رؤساء الجزائر..  03075326932815856483730538133238
 أحمد بن بلة: أول رؤساء الجزائر.. كيف حضر في المذكرات والشهادات؟

هو أحمد بن بلّة (25 ديسمبر 1916 -11 أبريل 2012)، أول رؤساء الجزائر بعد الاستقلال، من (15 أكتوبر 1963) إلى (19 يونيو 1965). ناضل من أجل استقلال البلاد عن الاحتلال الفرنسي، وشارك في تأسيس جبهة التحرير الوطني في عام 1954 واندلاع الثورة التحريرية. فاعتبر «رمزًا وقائدًا لثورة أول نوفمبر… وزعيمها الروحي». وبعد الاستقلال أصبح أول رئيس للجزائر المستقلة حتى انقلب عليه وزير الدفاع هواري بومدين.
نشأ بن بلة وترعرع في وسط فقير حال كل الجزائريين في أوائل القرن العشرين. انتبه مبكراً إلى الفوارق بين حال الجزائريين أصحاب الأرض والمستعمرين الغُرب الذين استولوا على الأرض ونهبوا خيراتها واسترقوا العباد. شارك في الحرب العالمية الثانية وأبدى من الشجاعة ما شهد له بها حتى خصومه، ولكن بعد عودته وجد نفسه العائل الوحيد لأهله بعد وفاته أبيه وإخوته. لم يمنعه ذلك من السعي في تحسين أمور كل الجزائريين فانضم مبكراً للحركات النضالية السياسية ثم الجهادية بعد أن تأكد أن الاستقلال ينتزع بالقوة. ساهم في استقلال الجزائر عن الاستعمار الفرنسي ثم في تحرير بلده من الجهل والفقر والتبعية. رغم سنوات حكمه القليلة وفترة سجنه الطويلة في زنزانات المحتل ثم الرفيق، إلا أن عزمه لم يكل. فعرف بدفاعه عن القضايا العادلة في العالم كله وتصديه لأنواع الاستعمارات الظاهرة والمخفية.
كان بن بلة رجلًا ثوريًا، مناضلًا وسياسيًا ومدافعًا عن حقوق الإنسان. يصنف كعروبي وداعم للقضايا العربية وضمن دعاة وحدة المغرب العربي. يصفه أحد المؤرخين بأنه شخصية كبيرة ومبتسمة وبشوشة وغير ملتزمة كثيراً بالبروتوكولات. الجالس معه يحس بالراحة لبساطته وإشعاره لغيره بأنه يوافقهم الرأي أو متفهم لمواقفهم وكأنه في مكانهم. لكن عند التعارض معه من دون طريقة سلمية لفض المشكلة، فإنه قد يتحول لشخص شرس وفض.
مثلما جلبت له أدواره إعجاب البعض من الناس، فقد نال أيضاً من سخط الآخرين. فالبعض عارض اتجاهه العروبي والإسلامي والاشتراكي والبعض حمله كل وزر فترة حكمه رغم أنه لم يكن صاحب القرار الوحيد. استمر الانسجام بين بن بلة وبومدين إلى غاية انعقاد مؤتمر حزب جبهة التحرير في 14 أبريل 1964، الذي ظهرت بعده خلافات بين الرئيس وقائد الجيش بومدين حيث لوح هذا الأخير بالاستقالة لكن بن بلة رفض الأمر بشدة. كان بومدين من بين المعترضين على عقد المؤتمر، وفي المؤتمر وقعت انتقادات كبيرة ضد بومدين والجيش. صرح به بن بلة لاحقا: «الخلاف مع بومدين وجماعتة كانت لسبب واحد أساسي، من يحكم في الجزائر، الجيش أم الحزب..(جبهة التحرير)؟.
بدأت تظهر معالم صراع جديد حول السلطة بين الرئيس بن بلة وحليفه السابق بومدين الممسك بالجيش. خاصة بعد إعلان بن بلة في ديسمبر 1964 عن حكومة جديدة احتفظ فيها بحقائب الداخلية والمالية والأخبار. صار بومدين متيقنا أن بن بلة يعمل على إزاحته. ورغم عدم قبول بن بلة للاستقالة الجماعية لبومدين وآخرين سنة 1964، إلا أن الأمور لم تهدأ. في حين أن بن بلة لم يتوقع انقلابا يقوده وزير دفاعه هواري بومدين. ولقد مضت مواكب التاريخ تتقدمها دول وتتأخر فيها غيرها، وبين حقبة وأخرى تتبدل المواقع، ويتقدم المتأخرون والعكس. ولأن الدول تتأسس على ركائز اجتماعية عمادها البشر، فحركة التاريخ إنما هي في جوهرها توثيق لحركات البشر.
أحمد بن بلة «أبو الجزائريين»
كما أطلق أبناء شعبه عليه، فهو أول رؤساء الجزائر بعد استقلالها عن الاحتلال الفرنسي 1962، وصاحب الجهود العظيمة من أجل استقلال بلاده. كان للزعيم أحمد بن بلة تاريخ من النضال العظيم، جعله رمزًا من رموز الثورة الجزائرية، فكان مشاركًا في تأسيس جبهة التحرير الوطني عام 1954، وقيام الثورة التحريرية، كما كان من أبرز المدافعين عن حقوق الإنسان، ليس في الجزائر فحسب بل في الدول العربية جميعًا.
لم يستمر الزعيم أحمد بن بلة في الحكم طويلًا، حيث امتدت فترة رئاسته عامين من 1963 حتى 1965، واستمر رئيسًا للجزائر حتى انقلاب وزير الدفاع هوارى بومدين عليه، متهما إياه بالانحراف عن أهداف الثورة.
لم تكن مشاركته في الحرب العالمية الثانية مجبرًا، هي المرة الأخيرة، حيث لم تتركه السلطات الفرنسية، وتم استدعاؤه مرة أخرى للمشاركة في حرب الفرنسيين والحلفاء ضد إيطاليا وألمانيا ضمن مجموعة من المغاربة، وضمن الكتيبة الخامسة للقناصين، حيث حمل رتبة رقيب أول ثم مساعد، كما اشترك في معركة مونتي كاسينو، وقد قلده الجنرال ديجول الميدالية العسكرية بعد تحرير روما عام 1944م، وكان الوحيد الذى يحصل على أعلى وسام في فرنسا. ويقول بن بلة عن هذه التجربة إن اللامساواة بين الضباط الجزائريين والضباط الفرنسيين كانت فاضحة، هناك قاعتان للأكل منفصلتان للصنفين من الضباط، ومطبخان مختلفان لضباط الصف، وصحوننا لم يكن لها الحق في أن تتآخى مع صحون الفرنسيين المساوين لنا في الرتبة، وكؤوسنا لم يكن لها الحق بأن تقرع مع كؤوسهم حتى ولو كان بكؤوسهم خمر وبكؤوسنا ماء، ولن أقف طويلاً عند الضيق والمهانة التي يسببها هذا التمييز العنصري. ويستكمل بن بلة قائلا: نظم الضباط الجزائريون مقاومة للتمييز العنصري كنت أنا ملهمها وقائدها، لم نكن قادرين على شيء ذي بال، لكن، بالنسبة لنا كان شيئًا كثيرًا أن نؤكد كرامتنا وأن نبدأ النضال، ولو في نطاق وضعيتنا، على أية حال لم يخطئ رؤسائي في تحديد دوري في هذه المقاومة، بين عدة جنود من المغاربة وكنت أنا الوحيد الجزائري بينهم، وحل علينا شهر الصيام واستغرب المغاربة أنى صائم، فكانوا يتصورن أن الجزائريين لا يصومون نظرًا لكونهم يتحدثون الفرنسية، فإني مؤمن وأرعى فرائض ديني، لا أشرب الخمر ولا آكل الخنزير.
مجازر 1945 في مذكرات بن بله
في عام 1945م، توالت مجازر فرنسا ضد الجزائريين، في سطيف وخراطة وعدد من المدن الجزائرية، مما دفعه إلى الالتحاق بصفوف الحركة الوطنية واشترك في حركة انتصار الحريات الديمقراطية، وفى حزب الشعب الجزائري، ثم انتخب مستشارا لبلدية مغنية حيث عمل جاهدا لخدمة الشعب ومحاربة الاستعمار. ويقول بن بلة عن تلك الفترة في مذكراته: «كنت أعمل من الصباح إلى الليل. أذهب لأرى الناس في مساكنهم، واهتم بمشاكلهم، ويعلم الله كم كانت كثيرة، ولكن كنت أعمل، وكان لدى الانطباع بأنى مفيد، لقد كانت هذه الفترة حافزة لي بشكل فائق، كنت في صحة بدنية ممتازة، وكانت معنوياتي في أوجها.
انتقل بن بلة إلى العاصمة، ليبدأ الإعداد لثورة مسلحة، وكان قائدًا عسكريًا لما يقرب من 5000 جندي جزائري، بل وأصبح أيضًا أحد القادة التسعة للجنة الثورية للوحدة والعمل والتي فجرت ثورة التحرير في عام 1954م، وبعد عدة سنوات من النضال اكتشف الفرنسيون المنظمة السرية وتمت محاكمة بن بلة ورفاقه بالسجن 7 سنوات.
استطاع بن بلة أن يهرب إلى مصر في عام 1953م، بعد خروج الملك فاروق من مصر، ويقول بن بلة: كانت بداية الثورة شديدة الصعوبة «23 يوليو»، وكذلك بدايتنا، كنا أنا وزملائي آنذاك مجهولين تمامًا في مصر، وكنا نعيش في ظروف صعبة، وخلال الأربعة أشهر كان الفول هو الوجبة الوحيدة التي نتناولها يوميًا، ومع الثوريين المصريين كانت لنا في البداية بعض المصاعب، منشؤها تبايننا اللغوي، وما زلت أذكر أنه عندما كنت للمرة الأولى أعرض الوضعية في الجزائر على الجامعة العربية، كان لزامًا على أن أتحدث الفرنسية، والفرنسية لغة رائعة بالتأكيد، ولكن استخدامها في مثل هذا المكان له مفعول الكارثة، بينما كنت أتحدث أمام إخوتي العرب، كنت أرى وجوههم تتشنج تحت تأثير الاندهاش، لقد كنت أتفهم مشاعرهم، فالعربية هي وسيلة وراية إخوتنا في وقت معًا.
اجتمع بن بلة بالزعيم جمال عبدالناصر وتباحث معه لتوريد السلاح للجزائريين، وأوضح أن مصر قد أمدته منذ البداية، بمساعدة عظيمة، وبفضل هذا التسليح استطاعت الثورة الجزائرية أن تتقدم إلى العمل، يوم 2 أكتوبر 1955 في جهة وهران، الجهة الوحيدة التي بقيت حتى هذا التاريخ توصف بأنها «هادئة تمامًا» في تقارير العدو، وبعد قليل ثارت جبال الونشريس بدورها، ومضى الزمن الذى كان فيه الخصم يأمل قهر الثورة بعزل الأوراس، وغدت الآن جبهة التحرير الوطني تخوض المعارك في كل أنحاء الجزائر الثائرة. وأصبح أحمد بن بلة يشكل خطرًا على الاستعمار الفرنسي، مما دفعه للسعى لاغتياله مرتين، الأولى بالقاهرة والأخرى في طرابلس بليبيا، وبذلك أصبح بن بلة قائدا لثورة الفاتح الجزائرية عام 1954 بقيادة حزب جبهة التحرير الوطني.
في عام 1958 أعلن تأسيس حكومة جزائرية مؤقتة في المنفى، ترأس المجلس الوزاري فرحات عباس وكان بن بلة ومحمد بوضياف نائبين لرئيس الحكومة، وفى عام 1959 بدأت المفاوضات بين جبهة التحرير والجنرال ديجول، وبعد العديد من المفاوضات بين الطرفين تم التوصل لاتفاقيات إيفيان، وتم البدء بوقف إطلاق النار في 1962، وتم الإفراج عن القادة المسجونين وبن بلة، ثم الاستقلال عام 1962.
كواليس النضال وراء إعلان استقلال الجزائر
    شارك في مؤتمر طرابلس الذى تمخض عنه خلاف بينه وبين الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، وبرز هذا الصراع في مؤتمر طرابلس المنعقد في مايو 1962، حيث تمكن من جمع كلمة القوات المسلحة وترأس المكتب السياسي لجبهة التحرير لينتخب في 15 سبتمبر، رئيسا للجمهورية. وعن تلك الفترة يقول أحمد بن بلة: التحقت بطرابلس وأدركت أن أي قرار لم يكن أبدًا أكثر صوابًا، لأن الحكومة المؤقتة قررت الانتقال إلى العمل ضد جيش التحرير الوطني، الذى كانت قد عزلت قبل قليل أركانه العقيد بومدين واثنين من مساعديه، وأحد هذين هو الرائد سليمان الذى كان في مهمة بقسنطينة، فاعتقل وكنت أخشى كثيرًا على حياته، ومن طرابلس نشرت فورًا بيانًا يدين قرار الحكومة المؤقتة التعسفي. ويكمل بن بلة، وفى نفس الوقت علمت أن الحكومة المؤقتة كانت تحاول تسلم جزء كبير من السلاح كان مخزونًا في ذمتنا في ليبيا، كان ذلك إخفاقا للحكومة المؤقتة، والتي لم تنجح في إقناع الحكومة التونسية باعتقال العقيد بومدين، وهذا الأخير رغم أنه كان معزولا فقد احتفظ بجيش التحرير بكامل سلطته، وغداة الاستفتاء اجتاز على رأس فرقة الحدود داخل الجزائر، ولكن بدون أن أستطيع تقديم البرهان، بأن الحكومة المؤقتة قامت بمساٍع لدى الحكومة الفرنسية لكى تبقى الحدود، حتى بعد إعلان الاستقلال، مغلقة في وجه جيش التحرير الوطني. وأوضح بن بلة، أنه عندما كان في بنغازي، علم أن الحكومة المؤقتة، قد أوفدت للاتصال به كريم بلقاسم برفقة شخصية مصرية معروفة «على صبري»، وكان أصدقاؤه المصريون قلقين جدًا من الانقسام الذى كان يتسع في صفوف جبهة التحرير الوطني، وطلبوا منه أن يعود إلى تونس.
موقف جمال عبدالناصر من الثوريين
يقول بن بلة بكل وضوح: كان المصريون نزهاء بقدر ما كانت الحكومة المؤقتة غير نزيهة، فقررت أن أذهب بنفسي لأشرح للزعيم جمال عبدالناصر ما كان، فأخذت الطائرة إلى القاهرة وقصصت عليه كل شيء، أن الحكومة المؤقتة، بعد أن كانت تريد اعتقالي، غير راغبة في هذا التقارب، إلا لأنها حكمت بأنى وأنا بعيد أكثر خطرًا عليها منى وأنا قريب، وبأنه فيما يخصني لن أقدم أبدًا كفالتي لقضيتها، لأن ذلك معناه دفن أحلامي بتحسين مصير الشعب، وأن الحكومة المؤقتة عبر كل دسائسها كانت لا تريد ولا تجرى إلا وراء هدف وحيد: لي عنق الثورة. وأكد بن بلة أنه بعد وقت قصير مع جمال عبدالناصر عرف حقيقة هؤلاء «الثوريين» الذين كانت كلمة الشعب دائمًا في أفواههم، وفى هذه الأثناء تم الاستفتاء والاقتراع على استقلال الجزائر بأغلبية واسعة، ولما كان الانعطاف الحاسم قد تم فإنه كان عليه الانتقال إلى الأعمال، وذلك يعنى دخول الجزائر والتشهير لا شرعية الحكومة المؤقتة.
انقلاب بومدين 1965
في بداية 1965، بدأ بومدين وحاشيته بالتخطيط للإطاحة ببن بلة لما ظهر منه وكأنه إبعاد لهم عن مقاليد الحكم. يذكر الشاذلي بن جديد أن الانقلاب كان مبرمجًا بعد تردي العلاقات بين بن بلة وبومدين. استطاع بومدين إقناع بعض قادة الأركان بضرورة تنحية بن بلة وأبعد من شك في موافقته. وبعد شهر من التحضيرات، تولى الطاهر زبيري (قائد الأركان) أمر اعتقال بن بلة في ليلة 18-19 يونيو 1965 في فيلا جولي. وقد فاجأ بن بلة معتقليه بهدوئه وثباته، في حين كان العسكر الذين يقتدونه إلى مستقبل مجهول متخوفون منه ومتوجسون من أي حركة يقوم بها لتحرير نفسه خاصة وهو العسكري السابق والرياضي المعروف.
أعلن بومدين عن الانقلاب على موجات الراديو في خطاب حاول من خلاله تبرير ما سمي بـ«التصحيح الثوري». وقد جاء في بيان المنقلبين حصيلة سلبية لحكم بن بلة. اعتبر بومدين أن بن بلة قد خرج عن خط الثورة الجزائرية واستأثر بالسلطة واتهمه بالديكتاتورية والشوفينية. وكان يأخذ عليه احتكاره لتسعة مناصب حساسة في وقت واحد، وكان بومدين يقول أنه لجأ إلى الانقلاب إنقاذا للثورة وتصحيحًا للمسار السياسي وحفاظا على مكتسبات الثورة الجزائرية.
ردة فعل الشعب لم تكن بالقوية وإن استمرت بعض المناوشات المناهضة للانقلاب لمدة شهر. أكثر ردات الفعل وقعًا كانت مظاهرات عنابة إثر الانقلاب والتي أسفرت عن سقوط 38 قتيلا من مؤيدي بن بلة. كما أوردت جريدة لومند الفرنسية في عدد صدر لها في أغسطس 1965 بعض التفاصيل حول عدد القتلى موزعين بالشكل التالي : قتيل في سكيكدة وقتيلان في تبسة و9 قتلى في وهران و40 قتيل في عنابة. وأرجع بن بلة ضعف ردة فعل الشعب الجزائري، والذي كان دائما ما يردد أن غالبية من الشعب معه، إلى كون الشعب لا يزال «مجروحًا».
 ردة فعل أصدقاء بن بلة في الخارج لم تطل. فانتقد عدة رؤساء دول مثل فيدل كاسترو وتيتو الانقلاب، كما نظمت بعض المظاهرات في مصر والأردن. استمرت عزلة الجزائر غير الرسمية عربيًا إلى غاية حرب يونيو 1967.
 بالمقابل لم يف المنقلبون بوعدهم بإصدار الكتاب الأبيض المدين لحكم بن بلة، بل أن فترة حكمهم شهدت وقعهم في نفس أخطائه. فالساحة السياسية شهدت انغلاق أكبر بإقدام بومدين على حل كل المؤسسات الدستورية التي أنشئت في عهد بن بلة. واتضح حتى لمن ساعد في الانقلاب لاحقا، وعلى رأسهم العقيد زبيري قائد الأركان، أنهم خلعوا ديكتاتورا ليضعوا مكانه ديكتاتورا آخر. حتى أن بعضهم سعى للإطاحة بالنظام الجديد من خلال محاولة انقلاب أو قتل لكنها فشلت. النظام الجديد وإن بدأ بقيادة جماعية سرعان ما تحول لحكم فردي.
من آثار الانقلاب أيضًا، أنه ألغى تنظيم المؤتمر الإفريقي الآسيوي الذي كان المتفرض أن يُعقد في الجزائر في 29 يونيو. والذي كان يتوقع له تكوين نظام دولي جديد يحاور الموجود. وقد يفسر هذا كون الولايات المتحدة أول من بعث برقية تأييد للإنقلابيين. ويرى البعض أن التاريخ قد كرر نفسه في الجزائر، حيث شبه انقلاب بومدين على بن بلة بانقلاب عبد الناصر على محمد نجيب.
شهادات عن أحداث 1965 في الجزائر
    نعم هي مغامرة.. بكل المقاييس، أن تقدم نخبة عسكرية مجهولة على مستوى دولة، خرجت للتو من قبضة الاستعمار، ولاتزال ترتبط معها باتفاقيات أمنية واقتصادية مصيرية، وفي زمن كانت فيه الانقلابات العسكرية في إفريقيا، وأمريكا اللاتينية واسيا، تحمل بصمات واختام الأقطاب الدولية المتصارعة على مناطق النفوذ، من هنا لم يكن انقلاب العقيد بومدين على غريمه بن بلة، خارج موجة التجاذبات. الحقيقة أنه لا يزال الجدل قائمًا بشأن خلفيات وخفايا، حركة 19/06/1965، التي حملت جماعة وجدة بقيادة هواري بومدين للسلطة، واقبرت أول رئيس للبلاد أحمد بن بلة ثلاثة عشر سنة في السجن.. ولو أنه خلال السنوات الأخيرة، برزت عدد من الكتابات بقلتها وشحاحة معلوماتها، تلك التي استهدفت البحث في حقائق “التصحيح” الذي قيل أنه رهن هوية، وقدرات البلاد عقود، بين يدي نخبة تغريبية، ولنا أن نتساءل إذا نجحت تلك الدراسات، بإرساء أطروحات علمية، فيما يخص ماهية الحركة العسكرية، واتجاهات قادتها الفكرية، ومحتوى إفرازاتها طوال سنوات، بيد أن كل ما قيل عنها، خلال فترة تجاوزت العشرات من السنوات، على مستوى الإعلام الحكومي، والمؤسسات الرسمية، والندوات المناسبات، لا يتعدى الإشارة إلى “تصحيح فرضته الجماهير الثورية، انتقل بالجمهورية الفتية، من سياسة العبودية الفردية الحاكم، إلى القيادة الجماعية، وجنة الثورات الثلاث الشهيرة. فهل هذا ما حدث بالفعل؟. لنطرح ذلك عبر العديد من الشهادات التالية لهذه الحركة الانقلابية الصريحة.
شهادة هواري بومدين عقب الانقلاب على أحمد بن بلة
لنصغي أولًا إلى هواري بومدين، الذي أدلى بحديث مع الكاتب اليساري لطفي الخولي أواخر 1965 حيث ينفي مهندس الانقلاب، الطابع العسكري عن الحركة، ويخفي أسرار وحقائق فيقول (الانقلاب العسكري هو عملية عسكرية بحتة، يقوم بها بعض المغامرين العسكريين، في جيش تقليدي محترف، من أجل السيطرة على الحكم، لمصالحهم الخاصة، أو مصالح قوى رجعية، تأييدهم لمصلحتها ضد الشعب، ونحن لسنا جيش محترف، نحن مناضلين.. أبناء الفلاحين، والعمال..) ثم يضيف (ليس انقلابًا، وإنما ممارسة ثورية، نعم نزلت الدبابات إلى بعض الشوارع، ولكن لمدة 24 ساعة فقط، ضد أي محاولة تخريب، وانسحبت على الفور، بعد أن لاذ المخربون بالجحور خوفًا من الشعب، وارادته الكاسحة)، ويتساءل قـائلًا (هل فرضت حالة طوارئ، أو منع التجوال ولو لدقيقة؟ هل شنت حملة اعتقالات ضد المواطنين؟ كل المعتقلين لم يزيد عن خمسة أفراد).
في ملف أعدته “الخبر الأسبوعي” في عددها الصادر بتاريخ 16/06/2005، نقرا عن محتوى الهدوء وحالة اللاطوارئ التي تحدث عنها قائد الانقلاب أعلاه (في عنابة كان القمع رهيبًا، المتظاهرون كانوا مسالمين، ويقول بعض الشهود أن جنود الجيش الشعبي، أطلقوا النار على المدنيين ومناضلين في جبهة التحرير، فيما رفض آخرون،.. الاٍعتقالات والقمع لم يتوقف بعد الأحداث الدموية التي تواصلت عدة سنوات) “يعني تداعياتها”، في حين يتحدث بومدين عن 24 ساعة، ويقول الصحفي منتصر اوبترون الذي أعد الملف بكل جرأة وموضوعية، “أن العديد من أعضاء الآفلان، وحزب الشعب، المعارضين لحركة 19/ 6، كانوا ممنوعين من مغادرة التراب الوطني، إلا بعد صدور دستور 1989)، ويمضي في عرض سير المظاهرات، والاعتقالات التي استمرت أياما، إلى أن يصل لـ احداث 21/06، حيث تحولت مظاهرة سلمية حاشدة، إلى مذبحة حقيقية”.
 اتجهت المظاهرة صوب الولاية.. كانت الساعة منتصف النهار، عندما بدأت المجزرة بالثكنة، الجنود يتفرجون بهدوء، كانت فرقة تصوير قد انسحبت، صاح عطايلية (الجنرال فيما بعد) فرات.. فرات هنا خطاب من العاصمة، سنلقيه عليكم، فدخل الناس إلى الثكنة، وبقي البعض في الخارج، أمر عطايلية، بغلق الباب ثم أعطى أوامر إطلاق النار على المدنيين، وجاء جنود من ثكنة تابعة لسلاح المدفعية وقت الاستعمار، واطلقوا النار على المتظاهرين، خارج الثكنة، وأعلنت عنابة مدينة مغلقة، وفر المواطنون عبر الجبال والطرق غير محروسة للالتحاق بمنازلهم ومداشرهم، وتم اعتقال الكثير منهم’.
بعد هذا التشخيص الدقيق لما جرى في كبرى المدن الجزائرية، هل يمكن وصف المدنيين المتظاهرين، سلميًا بالمخربين؟ وهم الذين لم يكسروا واجهة محل عمومي واحد! وكيف يقنعنا كلام بومدين عن الذين قادوا الانقلاب من الفلاحين والعمال، وصاحب التحقيق الموثق بشهادات واقع، يقول أن المعارضين عادوا لمداشرهم، أليس هؤلاء فلاحين وعمال وزيادة؟ أليس هذه إرادة الشعب الكاسحة، التي لم تواتيها الظروف الأمنية المشددة للتظاهر في مدن أخرى؟..
حسين زهوان عضو المكتب السياسي للافلان زمن بن بلة، وعضو منظمة المقاومة الشعبية للانقلاب، ورئيس رابطة شهيرة لحقوق الإنسان فيما بعد، قدر عدد القتلى ما يفوق 70 شخصًا في عنابة وحدها.
يقول رابح لونيسي لقد أبرزنا في كتابنا “الجزائر في دوامة الصراع بين العسكريين والسياسيين”، كيف أن من خصوصيات النظام الجزائري منذ استرجاع الاستقلال هو الصراع بين ثلاث أطراف، وتتمثل هذه الأطراف في كل من مؤسسات الجيش والحزب والرئاسة، ففي بداية الثورة المسلحة، كان الصراع السياسي يتم على أساس الإقصاءات، فمثلًا منذ اختطاف طائرة الزعماء الخمس ظهر صراع بين كل من عبان رمضان وكريم بلقاسم، انتهى بإغتيال عبان رمضان في نهاية عام 1957، ليظهر صراع آخر بين الباءات الثلاث وبالضبط بين عبدالحفيظ بوصوف ولخضر بن طوبال من جهة وكريم بلقاسم من جهة أخرى، لينتهي بإضعاف كريم بلقاسم أثناء إجتماع العقداء العشر في نهاية عام 1959، وانتهى بصعود هواري بومدين إلى دفة قيادة هيئة أركان جيش التحرير الوطني.
كان عبدالحفيظ بوصوف يعتقد أن بومدين صنيعته، لكن وقع ما لم يكن في حسبان بوصوف، حيث استقل بومدين عنه، وأصبح يعمل لنفسه، ويخطط لأخذ السلطة، مما أدى إلى عودة التماسك بين الباءات الثلاث، لكن تمكن بومدين من إبعادهم في أزمة صيف 1962 من خلال إبعاد الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بإستخدامه زعيم تاريخي آخر هو أحمد بن بلة.
تمكن تحالف بن بلة-بومدين من أخذ السلطة عام 1962، لكن تحول بن بلة إلى رهينة في يد بومدين الغير المعروف لدى الشعب الجزائري، وانتقل الصراع بعد ذلك إلى الشخصيتين المتحالفتين أثناء أزمة صيف 1962، وقد لعب بومدين مع بن بلة نفس دور عبد الناصر مع محمد نجيب في مصر، وعمل هواري بومدين أثناء فترة حكم بن بلة على تحضير الأرضية الملائمة لأخذ السلطة كاملة، ولهذا السبب عرفت هذه الفترة العديد من الإضطرابات، ونعتقد أن هذه الإضطرابات وعدم الإستقرار، لم تكن فقط كنتيجة لما وقع في أزمة صيف 1962 وإقصاء الكثير من الزعماء التاريخيين للثورة، بل يبدو أيضًا أن لبومدين وجماعته مسؤولية في ذلك، فقد عمل بومدين ومعه مجموعة وجدة والضباط الفارين من الجيش الفرنسي على تشويه صورة بن بلة في أعين الشعب، وذلك بخلق العديد من المشاكل له، خاصة مع بعض زعماء الثورة، واستطاع بذلك هؤلاء المتحالفين كلهم على عزل بن بلة عن حلفائه الطبيعيين.
تم إبعاد محمد خيدر بضغط من بومدين، ثم اعتقال محمد بوضياف، ونفي كريم بلقاسم، والسعي لإعدام آيت أحمد لولا نصيحة محمد بجاوي لبن بلة بخطورة ذلك وعدم تكرار عملية إعدام محمد شعباني، إلا أن بومدين ينفي هذا الطرح، ويقول أن بن بلة هو الذي كان مصرًا على تنفيذ حكم الإعدام في شعباني وتصفية آيت أحمد الذي تحصن في جبال القبائل، كما دفع بن بلة إلى الإصطدام بالشيخ محمد البشير الإبراهيمي وغيرهم، بدعوى أنهم “رجعيين ومعادين للثورة الإشتراكية”، لكن تمكن بومدين فيما بعد من إستمالة الكثير من هؤلاء الذين اختلف معهم بن بلة إلى جانبه عندما أخذ السلطة كاملة عام 1965، لكنه استثنى في ذلك الزعماء التاريخيين الكبار، الذين كانت له عقدة تجاههم، بسبب ماضيهم الثوري وتفوقهم عليه من ناحية الشرعية الثورية والتاريخية.
شهادة طاهر الزبيري عن بداية ونهاية التخطيط للإطاحة ببن بلة
يقول العقيد الطاهر زبيري في مذكراته أن قادة الجيش أجمعوا على إنهاء الحكم الفردي وذلك بعد أن تحولت انتقادات سياسة الرئيس أحمد بن بلة إلى إجماع بضرورة الإطاحة به والقضاء على سياسة الحكم الفردي التي يتبناها، وجاء هذا بعد جس النبض الذي قام به العقيد هواري بومدين وما يعرف بجماعة وجدة للإطارات السياسية والعسكرية للدولة، وتزامن ذلك قبل أيام معدودة من انعقاد المؤتمر الافرواسيوي دخل ما أسماهم العقيد الطاهر زبيري بالستة زائد كل من سعيد عبيد ويحياوي والعقيد عباس (6 + 3) دار بومدين، وعبر الباب السري ولجؤوا إلى منزل الطيبي العربي في غرفة سرية خاصة بهذه الاجتماعات، ولم تكن عائلة العربي تقيم في هذا البيت بعد تعيين هذا الأخير سفيرًا في دولة في أمريكا اللاتينية، حيث اتفقوا في هذا الاجتماع على أن تكون ليلة 19جوان 1965 تاريخًا لإنهاء الحكم الفردي للرئيس أحمد بن بلة، ولكن بقي السؤال كيف يتم الإطاحة به؟ وأين؟.
طرح الزبيري السيناريوهات الأولى للإطاحة بالرئيس بن بلة، حيث أنه طُرحت فكرة إلقاء القبض على الرئيس بن بلة عندما يذهب لوهران لمشاهدة مباراة ودية في كرة القدم بين الفريق الوطني الجزائري ونظيره البرازيلي، ولكن اعتقاله في مطار وهران من شأنه أن يخلق لنا مشاكل، لأن قادة الجيش خشوا أن يهجم الشعب عليهم ويحبط العملية، خاصة وأن الرئيس بن بلة كان يتمتع بشعبية كبيرة، ولم تتفق الجماعة في تحليلها على تبني هذه الخطة في وهران، ولكن بالمقابل لم يكن أمامهم الكثير من الوقت لذلك اتفقوا على اعتقاله مباشرة من مقر إقامته في فيلا جولي.
 لم يخف الطاهر زبيري خلافه مع العقيد هواري بومدين حول كيفية العودة إلى الشرعية وهي النقطة الحساسة التي حرص على إثارتها في حينها، “كيف ومتى نعود إلى الشرعية بعد نجاح التصحيح الثوري الذي يعد في أصله خروجًا عن الشرعية من الناحية الدستورية” لذلك قال لبومدين ومن معنا في الاجتماع:” نغير الوضع ولكننا غدًا لا قدر الله قد لا نتفق، فهل سنبقى دائمًا داخل الأزمات؟ يجب تحديد الوقت لإعادة الشرعية للبلاد”، فردّ عليه قايد أحمد “نعيدها بعد عام أو عامين”، لكن بومدين كان قاطعًا في هذه المسألة “لا عام ولا عامين… لا يجب أن نضع أنفسنا في قالب ضيّق، فإذا ساعدتنا الظروف سنعيد الشرعية في أقرب وقت سواء عبر مؤتمر جبهة التحرير أو عبر الانتخابات”.
كانت خطة قادة الجيش على بساطتها تحتاج إلى رجال ثقة وأخذ كل الاحتياطات لتجنب أي مفاجآت غير متوقعة، خاصة وأن بن بلة كان رجلًا ذكيًا ومقاتلًا وله رجال مسلحون يخضعون لسلطته المباشرة، بل شرع منذ شهور في تشكيل “ميليشيات” وضع على رأسها محمود قنز ونائبه قنان وساعده في تشكيلها الرائد علي منجلي، وكانت هذه الميليشيات تقلق بال بومدين كثيرًا، بل أكثر من أي شيء آخر لأنه كان يعتبرها تنظيمًا موازيًا للجيش، لذلك سعى إلى تحييدها باستعمال دهائه السياسي واستقطاب محمود قنز إلى صفه وهو أحد الرجال الذين كان يعوّل عليهم بن بلة لمواجهة بومدين، كما كان بن بلة يقيم في فيلا جولي بالطابق الخامس وتحرسه وحدات من الأمن الوطني التي لم تكن قيادات الجيش تثق في ولائها.
كانت الخطة وباقتراح من سعيد عبيد قائد الناحية العسكرية الأولى تعتمد على استبدال حرس بن بلة بالطلبة الضباط المتدربين بالأكاديمية العسكرية بشرشال ليتم تأهيلهم ليكونوا قادة فيالق وكان من بينهم العقيد علي تونسي المدير السابق للأمن الوطني على حد ما رواه للعقيد زبيري شخصيًا في مكتبه. وأضاف الطاهر زبيري في شهاداته أن أحمد دراية مسؤول وحدات الأمن الوطني أخذ في يوم 18 جوان 1965 ضباط الأكاديمية العسكرية بشرشال معه وأعطاهم ألبسة خاصة بوحدات الأمن الوطني، استعدادًا لتغيير الحراسة على التاسعة ليلًا بحرس ليسوا حقيقيين ولكنهم من رجال الجيش وليسوا من الأمن الوطني، فمن طبيعة أفراد الجيش أن يتضامنوا مع مؤسسة الجيش، ومن جهة أخرى عقد بومدين اجتماعًا مع قادة النواحي العسكرية قبل أقل من 24 ساعة من تنفيذ العملية. جاء سعيد عبيد قائد الناحية العسكرية الأولى (البليدة)، الشاذلي بن جديد قائد الناحية العسكرية الثانية (وهران)، صالح السوفي قائد الناحية العسكرية الثالثة (بشار)، أما أحمد عبد الغني قائد الناحية العسكرية الخامسة (قسنطينة) فكان قادة الجيش يخشون من ولائه لبن بلة فأرسلوه في مهمة إلى الصين وكوريا الشمالية لمدة شهر ولم يعد إلا بعد انتهاء العملية، وفي هذا الاجتماع وضع بومدين قادة النواحي العسكرية أمام حقيقة الوضع فلم يلق منهم سوى الاستجابة، ولم يبق في الجيش أي ضابط سامي يقف ضد التصحيح الثوري وحتى وإن كان هناك ضباط وجنود يتعاطفون مع بن بلة إلا أنهم كانوا أفرادًا ولم يكن بإمكانهم القيام بأي شيء بعد أن اتفق كبار ضباط الجيش على تنحية بن بلة من الحكم.
 في ليلة 18 إلى 19 جوان 1965 كان الرئيس بن بلة قد ارتدى ملابس نومه وتمدد في سريره، الأكيد حسب العقيد زبيري أنه لم يكن يعلم أن أمرًا جللًا سيحدث بعد ساعات سيغير مسار حياته، وعلى الساعة الواحدة ليلًا وصلت –يقول العقيد زبيري- إلى فيلا جولي مرفوقًا بالرائد محمد صالح يحياوي والرائد سعيد عبيد والرائد عبد الرحمان بن سالم ومعنا نحو عشرة جنود مدججين بالسلاح، وصعدنا الدرج بثبات إلى الطابق الخامس أين كان الرئيس أحمد بن بلة نائمًا في غرفته، وعند وصولهم إلى الطابق الخامس دقت ساعة الحسم، فتقدم العقيد الزبيري من غرفة نوم الرئيس بن بلة وطرق بابه، ودون أن يفتحه صاح بن بلة: اشكون (من)؟ فقال العقيد زبيري: سي أحمد.. أنت لم تبق رئيسًا للجمهورية، وقد تشكل مجلس الثورة، وأنت تمشي معنا الآن في أمان الله، تقدم بن بلة من الباب وفتحه قليلًا بحيث يراني ويرى من معي، وكان يرتدي لباس النوم ثم خاطبني قائلا: لو جئت وحدك مع السعيد عبيد لأتيت معكما أينما أردتما، فلماذا كل هذه الخوذات والأقنعة؟ سأرتدي ملابسي وآتيكم. بعد لحظات خرج بن بلة مرتديًا سترة ذات لون بني فاتح وسروالا من القطيفة، ودون أن نلمسه أو نقيد يديه أو أن يبدي أدنى مقاومة نزل معنا في المصعد إلى الطابق الأرضي رفقة عدد من الضباط، وكلفت السعيد عبيد وأحمد دراية بأن يأتيا بسيارة عسكرية من نوع “لاندروفر” لنقل بن بلة إلى المكان المحدد في الخطة، فنزلا رفقة بقية الجنود عبر الدرج، ولكن الغريب حسب العقيد زبيري” أننا ونحن محيطين ببن بلة بأسلحتنا وخوذاتنا لم ألمح في عينيه لا القلق ولا الفزع بل كان متينًا وهادئًا وهو يعيش آخر لحظات حكمه كأول رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة”.
رابح بلعيد ودراسته “المتغربون الجزائريون وحلفائهم الجدد”
يقول المؤرخ المغضوب عليه رابح بلعيد، في دراسة نشرت قبل سنوات بعنوان “المتغربون الجزائريون وحلفائهم الجدد” (فرنسا والمتغربون كانوا في حاجة لبومدين، لتخدير الشعب، ولو لم يوجد بومدين لخلقوا بومدين)، فيما أشار أحمد بن بلة، في شهادته على العصر سنة 2003 بقناة الجزيرة القطرية “أن ديغول وافق على تسليم بومدين الحكم بشرط أن يتم الانقلاب سلمي” ويضيف “أن نحو 22 انقلابًا في العالم الثالث على أشكال الاستقلال الحضاري أعقب الانقلاب عليه”.
 بصرف النظر عن الاتجاه الاديلوجي، الذي حرك في الانقلابين كوامن حركتهم، أو القطب الدولي الذي تحالفوا معه بعد سنوات، من استقرار سلطتهم، فالمهم أنهم لم يخرجوا حركتهم عن منطق موضة الانقلابات التي يقودها ضباط، يجهلون أي طرف خارجي قد يتآمر على “ثورتهم” أو أي جهة إقليمية تسعى لتأييدهم، ومن ثم تراهم أول مرة في كل واد يهيمون، والأمر شبيه بالنسبة لجماعة بومدين، التي ظلت حليفًا لموسكو، وهي التي صعدت للواجهة بدعم أمريكي، إذ أن المجاهد والدبلوماسي السابق رابح مشحود، المشهود له بالنزاهة والعفة، أعلن في سابقة 2005، أنه بحوزته وثائق تثبث أن انقلاب 19 جوان كان بدعم وتخطيط، الملحق العسكري الأمريكي بسفارة واشنطن بالجزائر، دون أن يطرح إلى اليوم تلك الوثائق للنشر. بالإضافة إلى ما يخص على الأقل الرضي الأمريكي، أن لم نقل توجيه للحركة واستثمارها لخدمة المصالح الامبريالية الاقتصادية والاستخبارتية، حتى وإن ادع الانقلابيون وأزبدوا لأعوام في الحب الروسي،… هناك مؤشر قوي يحمل دلالات على الارتباطات النسبية، لحركة 19 جوان بالأجهزة الأمريكية التي كانت تحرك الانقلابات بامتياز في دول القارة الإفريقية، فرشيد زكار رجل الأعمال الجزائري الاستخبارتي، الذي أحيل على العدالة، بعد وفاة بومدين، حسبما جاء في قرار الإحالة أنه بعد انقلاب 19 جوان 1965، أتصل زكار بمسئولين أمريكيين، وطمأنهم بأن أصدقائه وصلوا إلى الحكم، يعني جماعة بومدين وبوتفليقة، وإن كان الاحتمال السياسي وارد في محكمة الرجل بداية ثمانينات القرن الماضين، فان زكار المدعو كازا كان وسيط ممتاز بين الأمريكان وبومدين نفسه حتى وفاة الأخير عام 1978، وللرجل علاقات مثيرة مع رجال البيت الأبيض، ووكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية… خلال السبعينات حين كانت الحكومة بومدين تنام في خط الروس، وكان زكار في هذه الفترة يعقد صفقات اقتصادية مع كبرى الشركات الأمريكية الامبريالية للاستثمار في الجزائر.
 يدعم هذه المعلومات عدد من المواقف السياسية والشخصية للشخصيات المرتبطة بالأحداث، فأحمد بن بلة مثلًا كان أحد حلفاء القطب الاشتراكي (زيارات لموسكو، بكين، القاهرة، عقود مع كوبا)، فيما قوبل الانقلاب عليه، بتوجس واستنكار خفي من قبل عواصم دولية، لاسيما القاهرة، التي اضطرت الانتظار سنوات لسبر أغوار ونوايا الرجل الجديد، وعلى مستوى آخر نجد ألف سؤال وسؤال، في التوجهات البورجوازية والتغريبية لقادة الانقلاب، والتي تتقاطع مع خطابتهم وتفكيرهم بالغة الفرنسية، بالإضافة حساباتهم السرية في سويسرا، وبالأخص نيويورك، حسب شهادة مثيرة لزميلهم في السلطة أحمد بن شريف قائد الدرك، في حوار أدلى به سنة1989، لجريدة منبر أكتوبر، ونعثر في دور الملحق الأمريكي الخفي خيطًا يربط ممارسات الانقلابيين خلال سنوات لاحقة، ولن يهم بعد هذا النوم في أحضان موسكو ليلًا، وفتح حسابات جديدة في واشنطن نهارًا، فشتان بين خطابات الثوريين، وممارستهم الفردية وحياتهم الشخصية “معظم زوجاتهم أرستقراطيات، حالة آنسة بومدين، التي لا تجيد العربية إطلاقًا… ولو آمنا بخرافات القومية، والثورة الزراعية والثقافية، لصدقنا منذ أمد بعيد بعودة بومدين ليرى كيف يتضوع الشعب على الجوع والحرمان، وكيف تحولت الجزائر إلى جنات تجري من تحتها الأنهار!، بسبب كارثة المخططات الثلاثية، والرباعية.. وسياسة التأميمات التي انتزعت أملاك الأشخاص ووزعتها على زعامات الولاء، وجعلت المواطنة والتوظيف رهينة الانتماء للحزب.
الكاتب عبد العالي رزاقي في عموده “مالا يقال”
 الأخطر والأهم والمثير في آن، ما ذكره الكاتب عبد العالي رزاقي في عموده “مالا يقال” أن حركة 19 جوان وضعت طائرات عسكرية في مطار بوفاريك، محملة بالأموال للفرار في حال فشل الانقلاب، ومن هنا كان الهروب أوتوماتكيا نحو طرف أجنبي يعلم بخفايا الحركة مسبقا، ولن يضمن الآمان للانقلابيين غير هذا الطرف، وإذا افترضنا أن الموافقة والتخطيط الخارجي، كانا ضروريان لاستتباب سلطة القيادة الجديدة، وانسجام خطابها وتوجهاتها مع أحد أقطاب الحرب الباردة، لكي تلقي الدعم السياسي والاقتصادي والاستقرار الأمني لإدارة البلاد، فإن أدوات وكوادر التحرك الداخلي لابد أن تكون امتداد وتعبر عن العقل الخارجي المدبر، وانقلاب 19/06 لم يخرج عن هذه النظرة، فقد وجّه له حسب شهادة رابح بلعيد الضباط المتغربون الثلاثة (شابو- هوفمان- زرقيني)، الذين يمثلون العسكريين الفارين من الجيش الفرنسي 58/59 حيث راقب هؤلاء كل تفاصيل الحدث في اليوم الموعود من فيلا، فيما اسند تحريك الوحدات على الأرض للضباط “الوطنيين” لجيش التحرير سابقا، كالطاهر الزبيري، وسعيد عبيد.. اللذين قادوا محاولات انقلاب مضاد ضد زمرة بومدين من ضباط الجيش الفرنسي في ديسمبر1968، ولكن المحاولة بائت بالفشل بعد أن تجدر نفوذ المتغربين واصبحوا كما يقال بعد فترة (أمخاخ وزارة الدفاع).
خطّط بومدين، فدعم الملحق الأمريكي، ووافق ديغول، فنفذّ أتباعه.. فماذا كان الحصاد بعد عقود.. نخبة تغريبية، سيطرت على الإدارة والجيش، وكونت لاحقًا جهاز بيروقراطي جاثم على صدر الأمة، وقائم على الطفيلية، والمحسوبية والتغريب، كان أيضًا في هذه الدائرة يسري عقد هواري بومدين مع حزب الطليعة الشيوعي الذي يتقاسم مع الانقلابيين قواسم مشتركة في الفكر والممارسة، فكان أن تخلوا عن مقاومته لصالح السيطرة على الإدارة،.. وجاء أيضًا ميثاق الصومام الثاني “الميثاق الوطني” الذي ربط الجزائر بخيار الاشتراكية إلى يوم الحشر، وشهدت فترة السبعينيات عدد من الوزراء والمسؤولين المركزيين الذين لا يعرفون للهوية العربية قدر، ولا يعترفون بالجذور الإسلامية للجزائر إلا في إطار الامتداد المتوسطي الوثني القائم على حضارات بائدة، وخدر الشعب لفترة بشعارات وأماني العيش الرغيد في القرى الاشتراكية والثورة الزراعية، التي كانت حسب عدد معتبر من المفكرين، من بناة أفكار ديغول لحصر الثورة، “مشروع قسنطينة”، تلك القرى التي لم تفك العزلة ولم تكون قاعدة عمرانية، تقضي على أزمة السكن على المدى الطويل، وتلك الثورة لم توقف الاستيراد ولم تحيي الجياع، فكان أن رحلت النخبة التغريبية الانقلابية تدريجيًا أواخر السبعينيات.
شهادات متنوعة على حقبة بومدين
يقول بلعيد عبد السلام رئيس الحكومة الأسبق، “كل مشارك في ثورة التحرير اصبح مشبوها خلال مرحلة بومدين، وفي تقييم شخصي منه لمرحلة حكم بومدين يعلق قائد أركان الأسبق الطاهر الزبيري في حديث أدلى به للشرق الأوسط سنة 1997 ‘بومدين كان يعتمد على الانتهازية، والضعفاء الذين لم يكن لهم ماضي، أو نضال فكان يقلدهم المناصب في السلطة، ويضيف “أنا أتحفظ إزاء إطلاق صفة الثوري على كل من كان في الرباط أو تونس أو غيرها”.
يدعم هذا الطرح ما ورد على لسان الدكتور محمد العربي الزبيري مناضل الآفلان في كتابه “المؤامرة الكبرى” (مع انقلاب 19 جوان، ازداد الانحراف خطورة، وفتحت الأبواب للأجانب يعبثون بالمجتمع الجزائري من جهة، ويخربون الاقتصاد الوطني من جهة أخرى، وبالنسبة للمجتمع.. أضحى الخطاب السياسي لا يتحدث إلا عن المجتمع الاشتراكي، وكان الإسلام قضي عليه بجرة قلم).
على مستوى أخر نجد أن جماعة وجدة، التي زعمت بتصحيحها، القضاء على سلطة الفرد الواحد، سلمت السلطة بانتهازية وجبن، لهواري بومدين دون مسائلة، حيث أصبحت بيده وزارة الدفاع والرئاسة وأمانة الحزب ورئاسة مجلس الثورة والحكومة، إلى وفاته، بالإضافة إلى أن حركة 19/06 التي أطاحت برئيس منتخب، ومن قبله انقلبت على الحكومة المؤقتة 1962، حين أدخلت جيش الحدود إلى العاصمة وقادت حربًا ضد الشرعية، جمدت العمل بالدستور لمدة 11 سنة (65/76 ) وخلال هذه الفترة جرت استقالات أعضاء مجلس الثورة الذي اصبح فارغًا، فاجتماعات المجلس بدأت بـ62 عضوًا وانتهت بعد سنتين ب08 أعضاء فقط، وبرزت معارضة سياسية لمشاريع السلطة الديكتاتورية، جماعة لحول فرحات عباس، وخير الدين، الزعامات التي فرضت عليها المخابرات الإقامة الجبرية، كما حدثت نهايات غامضة لعدد من القيادات والوزراء مدغري، احمد قايد.
دفع انغلاق الدولة على محاولة انقلاب خطيرة قادها قائد الأركان الزبيري 1968 وايدها الثلاثي يحياوي، محمدي سعيد، ومحساس، وتبعها تخطيط لاغتيال بومدين من قبل ضباط من ناحية الأوراس يرأسهم عمار ملاح، نجى فيها الرئيس بأعجوبة من الموت، فهل كانت تجري هذه الدوامة التي دفع فيها رجال حياتهم بين السجون مجانًا، (حالة العقيد لخضر بورقعة المأساوية)؟.
إذا كان بن بلة “راح يخلق العداوات بين المناضلين، في حملة واسعة لتصفيتهم” فما كان موقف سلطة جماعة وجدة، وأجهزتها الأمنية الرهيبة، اتحاورت مع رجال الثورة المعارضين، أشركتهم في حكمها، فكم من مؤامرة خلقتها أجهزة الدول الشمولية في فترة السبعينيات؟ وكم مناضل ومفكر ومواطن أجبرته على الرحيل لمجرد اطروحات أو فكرة أو مقال؟ وكم من دستور وقانون حرم على البشر الذين ولدوا احرار التفكير والنضال خارج أبجديات الاشتراكية.
 يقول الدكتور معمر بوضرسة صاحب الكتابات العلمية الجريئة والموثقة، في دراسة عن العلاقات السرية بين جزائر بومدين وفرنسا، (إحدى اوجه هذه العلاقة أن يبقى في الجزائر حكم غير معادي لفرنسا، ..تاريخ الجزائر بعد الاستقلال لا يزال مسجونًا وسريًا، ومليء بالفراغ والكذب والإشاعة والشعوذة والمحسوبية والتحزب والخرافات والصراعات المصطنعة).
 فبهذا الشكل انتهى أحمد بن بلة وجاء مكانه هواري بومدين الذي أتى ببن بلة إلى السلطة عام 1962، لكن تواصلت نفس السياسة والممارسات تقريبًا التي وضعها نظام بن بلة-بومدين عام 1962، عنما أستولوا على السلطة سويا بواسطة جيش الحدود وعلى حساب مجاهدي الداخل، الذين لم يرحمهم هذا الجيش بقيادة بن بلة –بومدين، كما لم يرحمهم الجيش الإستعماري من قبل، ويرى الكثير أنه هنا تكمن بدايات مأساة الجزائر المزمنة والممتدة إلى حد اليوم، ومنهم بن بلة ذاته الذي اعترف بأخطائه القاتلة في نقد ذاته.
من هذه الاعترافات هو قوله صراحة بانحرافه عن مبادئ أول نوفمبر1954، وتسليمه الحكم لأناس لا علاقة لهم بالثورة، حيث قال “انحرفت ثورة أول نوفمبر عن خطها، وصودرت السلطة على يد أناس كانوا يعيشون في المغرب وتونس أثناء الثورة التحريرية، وكانت أفكارهم السياسية وسلوكهم اليومي غريب وأجنبي عن مبادئ أول نوفمبر”، كما تأسف على عدم حل حزب جبهة التحرير الوطني، كما كان يطالب به بوضياف آنذاك وتعويضه بمجالس التسيير الذاتي، التي كان من المفروض تعميمها على كل المجالات والميادين، فيحكم الشعب نفسه بنفسه من خلالها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75690
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 أحمد بن بلة: أول رؤساء الجزائر..  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أحمد بن بلة: أول رؤساء الجزائر..     أحمد بن بلة: أول رؤساء الجزائر..  Emptyالأحد 26 ديسمبر 2021, 1:36 pm

وفاة احمد بن بلة اول رئيس للجزائر بعد الاستقلال


توفي احمد بن بلة اول رئيس للجزائر بعد الاستقلال أمس الأربعاء/11 ابريل الحالي/ عن عمر يناهز 96 عاما، حسب وكالة الانباء الجزائرية.

وقالت الوكالة الرسمية "توفي اول رئيس للجزائر المستقلة احمد بنبلة (..) أمس بمقر سكناه عن عمر يناهز 96 سنة، حسب ما علم لدى اقارب الفقيد".

واضافت ان "الحالة الصحية للفقيد تدهورت في الاونة الاخيرة، حيث ادخل في فبراير الماضي مرتين الى المستشفى العسكري (محمد الصغير نقاش) بعين النعجة".

وتولى بن بلة حكم الجزائر لثلاثة اعوام خلال الفترة من 1962 الى1965.

وكان بن بلة قد انتخب بصورة ديمقراطية العام 1962 كأول رئيس للجزائر بعد الاستقلال عن فرنسا، لكن وزير دفاعه الرئيس الراحل هواري بومدين أطاح به في انقلاب عسكري العام 1965 بعد أن اتهمه بالدكتاتورية.

وقضى بن بلة الذي يعد من كبار القادة التاريخيين لثورة التحريرالكبرى ضد الاستعمار الفرنسي (1954-1962) نحو 15 عاما في السجن إلى أن توفي بومدين العام 1978 وجاء بعده الرئيس الشاذلي بن جديد الذي أطلق سراحه العام 1980 واختار مغادرة البلاد.

وعقب إلغاء بن جديد لنظام الحزب الواحد الذي استمر 27 عاما في فبراير 1989 بعد ثورة شعبية وقعت في 5 أكتوبر 1988 عاد بن بلة إلىالجزائر وحاول قيادة المعارضة، لكن سرعان ما اندلع العنف المسلح العام 1992 بين الحكومة والجماعات المتشددة.

وقد أعاد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الإعتبار لبن بلة كرئيس منتخب، وألغى الإحتفال السنوي بيوم الإنقلاب عليه في 19 يونيو1965.

وترأس بن بلة منذ العام 2007 مجموعة حكماء إفريقيا للوقاية من النزاعات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
أحمد بن بلة: أول رؤساء الجزائر..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب جغرافية الوطن العربى للدكتور أحمد أحمد الشيخ
» رؤساء روسيا
» كم يتقاضى رؤساء العالم؟
» رؤساء الولايات الامريكيه
» رؤساء جمهورية فرنسا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: شخصيات :: شخصيات سياسيه :: سيرة ذاتية-
انتقل الى: