النبي عيسى عليه السلام
لا يعتبر المؤمن مؤمنا في الاسلام ما لم يؤمن بكل الأنبياء ومنهم عيسى عليه السلام. فهو نبي كريم خُلق بمعجزة إذ كيف تحمل أنثى بدون زواج؟ وكيف يتشكل هذا الجنين في ساعات بينما الأجنة تحتاج إلى سبعة أو تسعة أشهر حتى تضعها الأمهات؟ ويحتاج الطفل إلى وقت حتى يتكلم بينما عيسى نطق في المهد بقدرة الله تعالى. عيسى عليه السلام بعيد عن افتراءات يهود واتهامهم للسيدة مريم الشريفة العفيفة الطاهرة التي ذكر القرآن اسمها أكثر من ثلاثين مرة وسُميت سورة كاملة باسمها وذُكرت عائلتها في سورة آل عمران.
قصة مريم البتول لا يمكن تفسيرها بالعقل ولهذا لما عادت وهي تحمل الطفل ما كان لها ان تتكلم لأنها مهما قالت لن يصدق أحد “يا أخت هارون ما كان أبوك امرئ سوء وما كانت أمك بغيا” فما كان منها إلا أن تَوَجه اصبعُها باتجاه الطفل فقالوا:
كيف نكلم من كان في المهد صبيا؟ فأنطق الله الطفل فقال عيسى “إني عبدالله آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا أينما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا”
عيسى عليه السلام حملته مريم بإعجاز ووضعته بإعجاز ونطق بإعجاز وعلم أنه نبي وهو طفل وهذا إعجاز.
هذه عقيدتنا في عيسى عليه السلام وقد ذكره محمد رسول الله فقال عن رحلة الإسراء
“ورأيت أخي عيسى كأنما أخرج من ديماس” والديماس هو الحمام ويقصد أنه مبتل الشعر. وقد بين لنا الرسول أن عيسى عليه السلام سينزل آخر الزمان في مدينة اللد ويقتل الدجال الذي يُفتن به الناس.
إن عقيدتنا في عيسى عقيدة منطقية لان من يؤمن بالله يؤمن بقدرته غير المحدودة، ولا أدري لماذا قاوم اليهود عيسى عليه السلام مع أن النبي موسى كانت معه معجزات كثيرة (العصا، اليد البيضاء، انفلاق البحر، الجراد، القمل، الضفادع، الدم..) فمن يقبل معجزة موسى عليه السلام فقد قبل فكرة المعجزة وهذا ما كان في قصة عيسى عليه السلام، وبخاصة أن عيسى عليه السلام كانت له مهمة محددة وهي رفع التشدد عن بني إسرائيل وليس إنشاء دين جديد لهم “ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم”.
“ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم”.
المستغرب بعد كل هذا أن يحقد “مبشرون ومستشرقون ودول تدعي الانتماء للمسيح” على المسلمين ويحرضون عليهم ويستعمرون بلادهم وينهبون خيراتهم ويدعمون الصهاينة الذين يكفرون بعيسى وأمه ويقولون فيهما قولا عظيما.