ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75802 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: البخل والكرم .. في علاقة الآباء والأبناء! السبت 14 سبتمبر 2013, 3:49 am | |
|
البخل والكرم .. في علاقة الآباء والأبناء!
تشهد كثير من الأسر نموذجين للآباء، أولهما بخيل في الانفاق على أبنائه إلى درجة الشح والحرمان، بحجة الخوف عليهم من مخاطر الإسراف والبذخ التي قد تعرضهم للفساد والانحراف، بينما النموذج الآخر كريم معطاء ينفق على أبنائه بدون حساب حتى لا يشعرون بالحرمان، فلا يرفض لهم طلبا أبدا سواء بمنحهم هبات أو مكافات أو قروضا، وربما أدى ذلك الكرم الحاتمي إلى تدليل الأبناء وفسادهم وانحرافهم في بعض الأوقات.
قرشك الابيض ليومك الاسود يشير فادي .ق، ان قاعدة ابيه في الحياة «خبي قرشك الابيض ليومك الاسود» وذلك بأن الزمن يحتاج الى ان يكون اكثر خشونة وهذه لا تأتي مع الترفيه والبذخ، ولا بد للأبناء أن يعيشوا جزءا من هذه الظروف حتى يشعروا بقيمة الحياة، فما يأتي سهلا يذهب سهلا، والحفاظ على الأموال أصعب على النفس من مجيئها، كما يذكر بأن والده كثيرا ما كان يستشهد بأصدقاء وجيران وقعوا في أخطاء، أنهم كانوا يتعاملون ببذخ شديد مع أبنائهم بدعوى أنهم لا بد أن يعيشوا في خير والدهم وحتى لا يكونوا محرومين، فضاع الأبناء وفسدت أخلاقهم وعندما كبروا لم يكونوا على قدر المسؤولية، لهذا يخصص والده مصروفا شهريا مقبولا يفي بمتطلباتهم . ويؤكد ثائر .ج، انه لا يذكر أن والده أعطاه مصروف جيب، حيث كان يقول له: انظر إلى أصدقائك ما أضاعهم غير المال، فقد كان يخشى والده من المصروف الزائد او البذخ قد يمشون طريق الانحراف كشراء سجائر أو الهروب من المدرسة، متخيلا أن المال يوفر البيئة التي تساعد الابن على الفساد، مضيفا: على غير ما كان يظن أبي، قمت منذ صغري بشرب السجائر وكنت أهرب من المدرسة، وكان أصدقائي يتولون الإنفاق علينا، ولم تمنع قلة المال أن نفعل ما نريد. تأثير عكسي ويرى حمدي .ص، أن منع الأموال عن الأبناء يكون تأثيرها عكسيا تماما مثل البذخ، فكلاهما سلبي، والتطرف في العلاقة مع الأبناء تأتي بثمار سيئة، مؤكدا أن تعامله مع أبنائه في المستقبل سوف يكون مختلفا، وسوف يصنع حالة من التوازن بين الإنفاق والمنع، فلا مانع من إعطاء الأبناء ما يريدون من أموال طالما أنه لا يوجد مانع من ذلك، وتمنع عنهم الأموال إذا وجد مانع حقيقي، فهذه الأموال ليست حقا مكتسبا للأبناء ومنعها بشكل كلي له آثار سيئة. الدلال المفرط يعتبر شاهر.ر، أن التدليل المفرط بالمال ليس إيجابيا ولا يخلق رجالا، موضحا: أنه يتوازن في المصروف مع ابنائه حيث يحرص أشد الحرص على ألا يحتاجون شيئا في حياتيهم، إذ يوفر لهم كل شيء، حتى يوفر لهم ولحياتهم المستقبلية ما يمكنهم من العيش مع الاخرين. ويشكي مازن .و، تجربته مع أبنائه حيث كان يتعامل معهم ببخل شديد، فتسبب ذلك حسبما قال، في أنهم أصبحوا مشوهين للغاية وأصبحوا أكثر بخلا منه، وتأثير ذلك في شخصياتهم لا يقل عن تأثير البذخ، يقول: الاعتدال في الإنفاق على الأبناء أمر في غاية الأهمية، لأنه يخلق شخصية سوية، فلا إسراف ولا تقطير، حتى لا يقع الأبناء في براثن تأثير أصدقاء السوء، مضيفا: فوجئت بأبنائي ذات مرة يقومون بالسرقة من أجل الحصول على المال، بعدما كنت أمنع عنهم أي مصادر للإنفاق، فعرفت وقتها أن الفساد كله يأتي من منع المصروف عنهم. ما استطيع اما سلطان .د، يقول: «أقدم لأولادي كل ما أستطيع وأحاول قدر الإمكان عدم حرمانهم من شيء، لكن طبعا ضمن حدود المعقول كي يتعلموا المسؤولية، لكني أرفض البخل بكافة أشكاله لأن له عواقب نفسية خطيرة على الولد، وقد تصل به أحيانا إلى الانحراف خاصة إذا احتاج ولم يجد أمامه ما يسد هذه الحاجة وضد الكرم الذي يصل حدود البذخ، لأن البذخ حرام ومرفوض شرعا، لذا أسعى لتقديم كل شيء لأولادي، لكن مع تعليمهم قيمة المال وقيمة التعب وأعلمهم التمييز بين الإسراف والبخل. شعرة بين الكرم والبخل غالبا ما يميز الناس بين البخل والحرص هكذا يقول امجد .ط:» فأنا من جهتي لست بخيلا على أولادي، لكنني لا أقدم لهم كل شيء، فهنالك أشياء غير مفيدة وأعتقد أن تعبي والمال الذي أحصل عليه لا يجب أن يصرف في نواحٍ غير ضرورية، فمثلا ما الفائدة إن كان هاتف ابني من أهم الهواتف الذكية أو أرخصها ثمنا، فالنتيجة واحدة والاستخدام واحد، أنا حريص وأخاف على تعبي وأريد أن يبقى المال لأولادي من بعدي، لذا أعطيهم بقدر حاجتهم وأرفض التبذير، وأعتقد أن هذا الفعل بإمكانه أن يخرج رجالا معتمدين على أنفسهم وقادرين على التعامل مع ظروف الحياة كافة. رأي العلم تقول إخصائية علم الاجتماع الدكتورة فاطمة الرقاد ان مسألة البخل أو الكرم تتوقف على طبيعة تربية وتنشئة الشخص نفسه، فالأب البخيل يكون قد ترعرع ببيئة تدقق في أدق التفاصيل، والمال بالنسبة إليها هو الأساس في الحياة، لذا يكون التعامل مع هذا العامل بمبدأ التقطير كيلا ينتهي، وهذا الشخص الذي يصبح البخل في دمه، يكون سببا في معاناة عائلته مستقبلا. مضيفة: أما الشخص الكريم بالطريقة المفرطة، هو أيضا غير متوازن، فهو لا يعرف كيف يحكم الأمور، وقد يكون كرمه المفرط على أبنائه هو سبب فشلهم أو انحرافهم، كما إنه قد يكون إثباتا على عدم ثقة الأب بنفسه، لذا كل شيء إذا ما زاد عن حده انقلب إلى ضده، والوسطية هي الحل في كل شيء. مبينة الرقاد ان البخل عند الآباء يعود إلى حب الذات فأن البذخ والبخل مرفوضان وهما آفة فالبخل على الأبناء يوصل إلى الانحراف أما الإسراف فيوصل أيضا إلى الانحراف لأن الولد الذي يشعر أن المال وفير بين يديه يصبح عرضة لتجريب كل شيء.
|
|