وقد امتدت حركة الاحتجاجات -التي اندلعت شرارتها يوم الأحد الماضي إثر زيارة في أسعار الغاز المسال بمدينة جاناوزن غربي البلاد- إلى مدينة ألماتي، العاصمة الاقتصادية وكبرى مدن البلاد مساء الثلاثاء.
وبعد ليلة من الاحتجاجات العنيفة اعتقلت السلطات خلالها أكثر من 200 شخص، اقتحم آلاف المتظاهرين أمس الأربعاء مبنى إدارة المدينة، على الرغم من إطلاق الشرطة قنابل الصوت والغاز المدمع.
السلطة تتهم “الإرهابيين”
من جهته، رأى الرئيس قاسم جومارت توكاييف -الذي أقال الحكومة وأعلن حالة الطوارئ- أن الاضطرابات الحالية أدت إلى “هجمات ضخمة على قوات الأمن”.
وأضاف -في كلمة متلفزة- أن “مجموعات من عناصر إجرامية تضرب جنودنا وتهينهم وتسحلهم عراة في الشوارع، وتعتدي على النساء وتنهب المتاجر”.
وقال توكاييف إنه دعا رؤساء دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي لمساعدة كازاخستان على “هزيمة التهديد الإرهابي”، وأضاف أن “عصابات إرهابية” تلقت “تدريبا عاليا في الخارج” تقود المظاهرات.
وأعلن نيكول باشينيان رئيس وزراء أرمينيا ورئيس منظمة معاهدة الأمن الجماعي -وهي تحالف عسكري مدعوم من موسكو- أن المنظمة سترسل إلى الجمهورية السوفياتية السابقة “قوات حفظ سلام جماعية”.
وأضاف -في منشور على فيسبوك- أن القوات ستبقى “لفترة محدودة من أجل الاستقرار وتطبيع الوضع” الذي تسبب به “تدخل خارجي”.
بدوره أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده أن بلاده تولي اهتماما بالأمن والاستقرار في كازاخستان، وحث على ضرورة عدم إفساح المجال أمام استغلال العناصر الأجنبية للتطورات الجارية في هذا البلد.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عنه القول :”نعتقد أن كازاخستان الشقيقة، حكومة وشعبا، قادرة على معالجة مشاكلها من خلال الحوار السلمي وعلى أساس مصالحها الوطنية”.
وشدد بالقول :”الأمن والاستقرار في كازاخستان يحظى بأهمية لدينا، ويجب ألا تتوفر أرضية لاستغلال العناصر الأجنبية للتطورات فيها”، معربا عن أمله بأن يعود الأمن والاستقرار إليها على وجه السرعة.
وتشهد كازاخستان منذ أيام احتجاجات عنيفة على ارتفاع أسعار الطاقة. وطلب رئيسها قاسم جومارت توكاييف من “منظمة معاهدة الأمن الجماعي”، وهي تحالف عسكري تقوده روسيا ويضم دولا سوفيتية سابقة، المساعدة في استعادة النظام العام بعد أعمال الشغب التي شهدتها بلاده.