منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 قصة أبو الدرداء الأنصاري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

قصة أبو الدرداء الأنصاري Empty
مُساهمةموضوع: قصة أبو الدرداء الأنصاري   قصة أبو الدرداء الأنصاري Emptyالثلاثاء 11 يناير 2022, 9:31 am

قصة أبو الدرداء الأنصاري
كان هو أخر رجلًا أعلن إسلامه من الأنصار ، وكان هذا في أثناء غزوة بدر ، وعرف عنه أنه كان كثير الزهد وشغوفًا بحب التعلم والمعرفة لكل ما هو في الدين الإسلامي ، كان قاضيًا وقارئ للقرآن وفقيهًا .

وقد قيل عن قصة إسلامه أنه في يومًا من الأيام دخل عليه عبدالله بن رواحة ومحمد بن مسلمة فشاهدوا عنده صنم فكسروه إلى قطع صغيرة ، فبدأ أبو الدرداء يجمع القطع الصغيرة هذه وهو يردد : ويحك ، هلا امتنعت ألا دافعت عن نفسك .

فحدثته زوجته وقالت أنه لو كان ينفع أو يدفع عن أحد ضررًا لكان دفعه عن نفسه أولًا ، فقال لها أبو الدرداء أن تجهز له ماء في المغسل ، وقام وأغتسل ولبس حلته متجهًا إلى النبي ، فنظر إليه بن رواحة وهو مقبلًا ودخل إلى الرسول صّل الله عليه وسلم وهو يقول : يا رسول الله هذا أبو الدرداء ، فأخبره الرسول صلّ الله عليه وسلم أن أبو الدرداء جاء ليعلن إسلامه فالله وعد رسوله بأن يسلم أبو الدرداء وفعلًا أعلن أبو الدرداء إسلامه فكان من خيرة الصحابة رضوان الله عليهم .

وقد عرف عنه السماحة والعفو حيث كان هناك رجلًا يحكي له في مرة قولًا جارحًا فتركه أبو الدرداء ولم يرد عليه ، ولم علم بهذا عمر بن لخطاب رضي الله عنه غضب وذهب إلى أبي الدرداء ليعرف منه ما حدث ، فقال أبو الدرداء : اللهم غفرانًا ، أو كل ما سمعنا منهم نأخذهم به ؟

وكان أبو الدرداء يعمل في التجارة وكان مشهورًا بها ، وعندما أسلم تركها وتفرغ للعلم والعبادة حيث قال : أردت أن أجمع بين التجارة والعبادة ، فلم يستقم ، فتركت التجارة وأقبلت على العبادة وقيل عنه في المعارك أنه فارس عويمر ، ولأنه كان ينطق بالحكمة فقيل عنه : حكيم الأمة عويمر .

وفي صلواته كان يدعو لأصدقائه كلهم وعددهم 360 صديقًا ولما سئل عن هذا قال : إنه ليس رجل يدعو لأخيه في الغيب إلا وكل الله به مَلَكيْن يقولان ، ولك بمثل ، أفلا أرغب أن تدعو لي الملائكة .

وكان من العابدين الزاهدين فعندما زارة مر بن الخطاب في بيته لم ير فيه غير فراش من الجلد وكساء لا يحمي من البرد ، فقال له : رحمك الله ، ألم أوسع عليك ، فقال أبو الدرداء : أتذكر حديثًا حدثناه رسول الله فقال له عمر : أي حديث ، فقال : ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب ، قال نعم ، فقال : فماذا فعلنا بعده يا عمر .

وقد كان رضي الله عنه يعلم الناس القرآن الكريم ويحثهم على طلب العلم ويأخذ بأيديهم ويساعدهم لما فيه خير ، وفي يومًا من الأيام مر أبو الدرداء على مجموعة من الناس يضربون رجلًا فقا لهم : ماذا فعل ، فقالو أذنب ذنبًا ، فقال : أرأيتم لو وجدتموه في بئر أكنتم تستخرجونه منها ، فقالوا نعم ، فقال : فلا تسبوا أخاكم ، واحمدوا الله الذي عافاكم فسألوه ألا تبغضه ، فقال : إنما أبغض عمله ، فإذا تركه فهو أخي .

وعند فتح المسلمين لقبرص كان رضي الله عنه معهم ووقت توزيع الغنائم وقف أبو الدرداء إلى جانب جبير بن النفير ومر من أمامهم السبي والأسرى فبكى أبو الدرداء وسأله الجبير : تبكي في مثل هذا اليوم الذي أعزَّ الله فيه الإسلام وأهله ، فرد عليه أبو الدرداء وقال : يا جبير ، بينما هذه الأمة قاهرة ظاهرة إذ عصوا الله فلقوا ما ترى ما أهون العباد على الله إذ هم عصوا .

وقد عاش أبو الدرداء في حياة بسيطة متواضعة غلى أن جاءته ساعة الموت ، وقد قال وقت احتضاره : من يعمل لمثل يومي هذا ، من يعمل لمثل مضجعي هذا وتفى في عهد عثمان بن عفان عام 32 من الهجرة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

قصة أبو الدرداء الأنصاري Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة أبو الدرداء الأنصاري   قصة أبو الدرداء الأنصاري Emptyالثلاثاء 11 يناير 2022, 9:32 am

التاجرالداعية أبو الدرداء

يتحدث الدكتور عبدالحميد القضاة – رحمه الله – في هذه الحلقة عن قصة إسلام أبي الدرداء، فيقول أنه في يوم نهض أبو الدرداء من نومه مبكرا ، ومضى إلى صنمه الذى نصبه فى أشرف مكان من بيته، فحياة وضمخه بالعطر،ثم ألقى عليه ثوبا جديداً من فاخر الحرير، أهداه إليه بالأمس أحد التجار القادمين من اليمن، غادر أبو الدرداء منزله إلى متجره،فإذا شوارع يثرب وطرقاتها تضيق بالعائدين من غزوة بدر وأمامهم الأسرى ، فسأل عن عبد الله بن رواحة، فقيل له لقد أبلى فى المعركة وعاد سالما ، ذلك لأن أبا الدرداء وعبد الله بن رواحة كانا متآخيين فى الجاهلية،  فلما جاء الإسلام اعتنقه ابن رواحة، وأعرض عنه أبو الدرداء، لكن ذلك لم يقطع ما بين الرجلين من وثيق الأواصر، إذ ظل عبد الله ابن رواحة يتعهد أبا الدرداء بالزيارة ، ويدعوه إلى الإسلام ، ويرغبه فيه ، ويأسف على كل يوم يمضي من عمره وهو مشرك.

          وصل أبو الدرداء إلى متجره ، وتربع على كرسيه العالى ، وجعل يبيع ويشترى ، وفى ذلك الوقت كان ابن رواحة يمضى إلى بيت صاحبه أبى الدرداء، فلما بلغ البيت أبصر أم الدرداء فقال أين صاحبي؟ فقالت ذهب إلى متجره، فقال أتأذنين؟ فقالت على الرحب والسعة، ومضت إلى حجرتها، وانشغلت عنه، دخل ابن رواحة إلى حجرة الصنم، وأخرج قدوما ، ومال على الصنم يقطعه به، فلما فرغ من تقطعيه غادر البيت،ولما دخلت أم الدرداء إلى حجرة الصنم، صعقت حيت رأته قد غدا أشلاءه مبعثرة ، وجعلت تلطم خديها وهى تقول أهلكتنى يا ابن رواحة، عاد أبو الدرداء إلى منزله فرأى امرأته جالسة تبكى، فقال ما شأنك؟ قالت  أخوك عبد الله صنع بصنمك ما ترى، فنظر الى الصنم فوجده حطاما، فاستشاط غضباً وهمّ أن يثأر له، لكنه لما سكت عنه غضبه، فكر فيما حدث، ثم قال لو كان فى هذا الصنم خير لدفع الأذى عن نفسه.

           انطلق من توه إلى ابن رواحة، ومضيا معا إلى رسول الله، وأعلن دخوله فى دين الله، آمن أبو الدرداء إيمانا خالط كل ذرة فى كيانه، وندم ندما كبيراً على ما فاته من خير، فعزم على أن يستدرك ما فاته،فانصرف إلى العبادة انصراف المتبتل، وأقبل على العلم إقبال الظمآن، وأكب على كتاب الله يحفظ كلماته، ويتعمق فهم آياته، ولما رأى التجارة تنغص عليه لذة العبادة تركها غير متردد ولا آسف، واكتفى منها بلقمة خشنة تقيم صلبه، وثوب خشن يستر جسده، وفى خلافة الفاروق أراده أن يلى له عملا في الشام ،فمضى إلى دمشق، فلما بلغها وجد الناس قد أولعوا بالترف، فدعاهم إلى المسجد ووقف فيهم قائلا : يا أهل دمشق ما الذى يمنعكم من مودتى والاستجابة لنصيحتى،فنصيحتي لكم ومؤنتي على غيركم، ما لى أرى علماءكم يذهبون بالموت، وجهالكم لا يتعلمون، مالى أراكم تجمعون ما لا تأكلون، وتبنون ما لا تسكنون، فجعل الناس يبكون حتى سُمع نشيجهم من خارج المسجد.

              مرّ بجماعة قد تجمهروا على رجل يضربونه ويشتمونه، فأقبل عليهم وقال ما الخبر؟، قالوا رجل وقع فى ذنب كبير قال: أرأيتم لو وقع فى بئر، أفلم تكونوا تستخرجونه منه؟ قالوا بلى، قال: لا تسبوه ولا تضربوه وإنما عِظوه وبصّروه، واحمدوا الله الذى عافاكم من الوقوع فى ذنبه، قالوا: أفلا تُبغضه؟، قال: إنما أبغض فعله، فإذا تركه فهو أخي، فأخذ الرجل ينتحب ويُعلن توبته…لله درك يا أبا الدرداء، تاجر ناجح، وداعية مخلص متفوق،يكره الذنب ولا يكره المذنب،فأين تُّجارنا منه؟،بل أين بعض دعاتنا من فهمه الرقيق الرفيق؟،اللهم ارزقنا إخلاصه وتجرده وهمّته وفهمه لهذا الدين العظيم.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 70310
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 77
الموقع : الاردن

قصة أبو الدرداء الأنصاري Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة أبو الدرداء الأنصاري   قصة أبو الدرداء الأنصاري Emptyالثلاثاء 11 يناير 2022, 9:33 am

أبو الدرداء, هو الأنصاري الخزرجي، صاحب رسول الله، من آخر الأنصار إسلاما، كان عالما فقيها، مات سنة 32هـأبو الدرداء
هو الفارس الحكيم أبو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري الخزرجي صاحب رسول الله صل الله عليه وسلم. وكان أبو الدرداء رضي الله عنه من آخر الأنصار إسلامًا، وكان يعبد صنمًا، فدخل ابن رواحة ومحمد بن مسلمة -رضي الله عنهما- بيته فكسرا صنمه، فرجع فجعل يجمع الصنم، ويقول: ويحك! هلاَّ امتنعت! ألا دفعت عن نفسك. فقالت أم الدرداء: لو كان ينفع أو يدفع عن أحد، دَفَع عن نفسه ونفعها.

فقال أبو الدرداء: أعِدِّي لي ماء في المغتسل. فاغتسل، ولبس حلته، ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فنظر إليه ابن رواحه رضي الله عنه مقبلاً، فقال: يا رسول الله صل الله عليه وسلم، هذا أبو الدرداء، وما أراه إلا جاء في طلبنا. فقال: «إنما جاء ليسلم، إن ربي وعدني بأبي الدرداء أن يسلم».

منزلته وفضله
لأبي الدرداء رضي الله عنه المكانة العالية والمنزلة المرموقة بين صحابة النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال عنه رسول الله صل الله عليه وسلم يوم أُحد: «نعم الفارس عويمر». وقال عنه أيضًا: «هو حكيم أمتي».

وقد كان رضي الله عنه أحد أربعة جمعوا القرآن كله في عهد النبي صل الله عليه وسلم؛ فقد روى البخاري بسنده عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: «مَاتَ النَّبِيُّ صلي الله عليه وسلم وَلَمْ يَجْمَعْ الْقُرْآنَ غَيْرُ أَرْبَعَةٍ: أَبُو الدَّرْدَاءِ، وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، وَأَبُو زَيْدٍ».

أثر الرسول في تربيته
كان للنبي صلي الله عليه وسلم الأثر الأكبر في تربية أبي الدرداء رضي الله عنه، وقد كان الحبيب صلى الله عليه وسلم يوصيه كثيرًا بما يجلب عليه الخير في الدنيا والآخرة؛ ففي صحيح مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: «أوصاني حبيبي صل الله عليه وسلم بثلاثٍ لن أدعهن ما عشت: بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، وبأن لا أنام حتى أوتر».

وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل على أبي الدرداء رضي الله عنه فدفع الباب فإذا ليس فيه غلق، فدخل في بيت مظلم فجعل يلمسه حتى وقع عليه، فجسّ وسادة فإذا هي برذعة، وجسّ دثاره فإذا كساء رقيق. قال عمر رضي الله عنه: ألم أوسِّع عليك؟! ألم أفعل بك؟!

فقال له أبو الدرداء رضي الله عنه: أتذكر حديثًا حدثناه رسول الله صل الله عليه وسلم؟

قال: أيُّ حديث؟

قال: «ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب».

قال: نعم.

قال: فماذا فعلنا بعده يا عمر؟

قال: فما زالا يتجاوبان بالبكاء حتى أصبحا.

من ملامح شخصية أبي الدرداء
الزهد في الدنيا
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: ما يسرني أن أقوم على الدرج من باب المسجد فأبيع وأشتري فأصيب كل يوم ثلاثمائة دينار أشهد الصلاة كلها في المسجد، ما أقول: إن الله لم يحل البيع ويحرم الربا، ولكن أحب أن أكون من الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله.
 
علمه
عن يزيد بن عميرة قال: لما حضرت معاذ بن جبل رضي الله عنه الوفاة، قيل له: يا أبا عبد الرحمن، أوصنا. فقال: "التمسوا العلم عند عويمر (أبي الدرداء)؛ فإنه من الذين أوتوا العلم". وقد ولي أبو الدرداء رضي الله عنه قضاء دمشق، وكان من العلماء الحلماء الألِبَّاء.

حاله مع ربه
عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه كان يقوم من جوف الليل، فيقول: "نامَتِ العُيُونُ، وَغارَتِ النُّجُومُ، وأنْتَ حَيٌّ قَيُّوم". وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: "لأَنْ أقول: الله أكبر مائة مرة أحبُّ إليَّ من أن أتصدق بمائة دينار".
 
خوفه وخشيته
قال أبو الدرداء رضي الله عنه: "أضحكني ثلاث وأبكاني ثلاث: أضحكني مُؤمِّل دنيا والموت يطلبه، وغافل وليس بمغفول عنه، وضاحك بملء فِيهِ ولا يدري أرضي الله أم أسخطه؟! وأبكاني فراق الأحبة محمد وحزبه، وهول المطلع عند غمرات الموت، والوقوف بين يدي الله، ولا أدري إلى الجنة أم إلى النار؟!".

وقال أبو الدرداء رضي الله عنه لبعيرٍ له عند الموت: "أيها البعير، لا تخاصمني إلى ربك؛ فإني لم أكُ أحمِّلك فوق طاقتك".
 
حرصه على الأخوة في الله
كان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول: أعوذ بالله أن يأتي عليَّ يوم لا أذكر فيه عبد الله بن رواحة رضي الله عنه، كان إذا لقيني مقبلاً ضرب بين ثديي، وإذا لقيني مدبرًا ضرب بين كتفي، ثم يقول: يا عويمر، اجلس فلنؤمن ساعة. فنجلس فنذكر الله ما شاء، ثم يقول: يا عويمر، هذه مجالس الإيمان.

ولما قيل لأبي الدرداء رضي الله عنه: ألا تبغض أخاك وقد فعل كذا؟ قال: "إنما أبغض عمله وإلاَّ فهو أخي، وأخوة الدين أوكد من أخوة القرابة". وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول: "إني لأدعو لسبعين من إخواني في سجودي، أسمِّيهم بأسمائهم".

حرصه على الدعوة إلى الله
عن رجل من النخع قال: سمعت أبا الدرداء رضي الله عنه حين حضرته الوفاة قال: أحدثكم حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول: «اعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك، واعدد نفسك في الموتى، وإياك ودعوة المظلوم؛ فإنها تستجاب، ومن استطاع منكم أن يشهد الصلاتين العشاء والصبح ولو حبوًا، فليفعل».

من مواقفه مع الصحابة
موقفه مع سلمان الفارسي
روى البخاري بسنده عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: آخى النبي صل الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء مُتبذِّلة، فقال لها: ما شأنك؟

قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا.

فجاء أبو الدرداء فصنع له طعامًا، فقال: كُلْ.

قال: فإني صائم.

قال: ما أنا بآكل حتى تأكل.

قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نَمْ. فنام ثم ذهب يقوم، فقال: نَمْ. فلما كان من آخر الليل، قال سلمان: قم الآن. فصليا، فقال له سلمان: "إن لربك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعطِ كل ذي حق حقه". فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صل الله عليه وسلم: «صدق سلمان».
 
موقفه مع أبي بن كعب
عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا على المنبر، فخطب الناس وتلا آية وإلى جنبي أبيّ بن كعب، فقلت له: يا أبيّ، ومتى أنزلت هذه الآية؟ قال: فأبى أن يكلمني. ثم سألته، فأَبَى أن يكلمني حتى نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبيّ رضي الله عنه: ما لك من جمعتك إلا ما لغيت. فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم جئته فأخبرته، فقلت: أَيْ رسول الله صل الله عليه وسلم ، إنك تلوت آية وإلى جنبي أبيّ بن كعب، فقلت له: متى أنزلت هذه الآية؟ فأبى أن يكلمني، حتى إذا نزلتَ زعم أبيّ رضي الله عنه أنه ليس لي من جمعتي إلا ما لغيت. فقال: «صدق أبيّ، إذا سمعت إمامك يتكلم فأنصت حتى يفرغ».

من مواقفه مع التابعين
موقفه مع أهل الشام
عن الضحاك قال: قال أبو الدرداء رضي الله عنه: يا أهل دمشق، أنتم الإخوان في الدين، والجيران في الدار، والأنصار على الأعداء، ما يمنعكم من مودتي، وإنما مؤنتي على غيركم، ما لي أرى علماءكم يذهبون، وجُهّالكم لا يتعلمون، وأراكم قد أقبلتم على ما تُكفّل لكم به، وتركتم ما أمرتم به، ألا إن قومًا بنوا شديدًا، وجمعوا كثيرًا، وأمَّلُوا بعيدًا، فأصبح بنيانهم قبورًا، وأملهم غرورًا، وجمعهم بورًا، ألا فتعلّموا وعلِّموا؛ فإن العالم والمتعلم في الأجر سواء، ولا خير في الناس بعدهما".

موقفه يوم فتح قبرص
عن جبير بن نفير قال: لما فتحت قبرص فُرِّق بين أهلها، فبكى بعضهم إلى بعض، فرأيت أبا الدرداء رضي الله عنه جالسًا وحده يبكي، فقلت: يا أبا الدرداء، ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله؟!

قال: ويحك يا جبير! ما أهون الخلق على الله عز وجل إذا تركوا أمره.
 
أثره في الآخرين (دعوته وتعليمه)
روي أن أبا الدرداء رضي الله عنه كتب إلى سلمان: "يا أخي، اغتنم صحتك وفراغك قبل أن ينزل بك من البلاء ما لا يستطيع العباد ردَّه، واغتنم دعوة المبتلى. يا أخي، ليكن المسجد بيتك؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «المساجد بيت كل تقي»، وقد ضمن الله لمن كانت المساجد بيوتهم بالروح والرحمة والجواز على الصراط إلى رضوان الله عز وجل. ويا أخي، ارحم اليتيم وأدنه وأطعمه من طعامك؛ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وقد أتاه رجل يشتكي قساوة قلبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتحب أن يلين قلبك؟" فقال: نعم. قال: «أدن اليتيم منك، وامسح رأسه وأطعمه من طعامك؛ فإن ذلك يلين قلبك وتقدر على حاجتك». ويا أخي، لا تغترن بصحبة رسول الله صل الله عليه وسلم؛ فإنا عشنا بعده دهرًا طويلاً، والله أعلم بالذي أصبنا بعده".

وعن أبي قلابة أن أبا الدرداء رضي الله عنه مر على رجلٍ قد أصاب ذنبًا فكانوا يسبونه، فقال: "أرأيتم لو وجدتموه في قَلِيبٍ، ألم تكونوا مستخرجيه؟!

قالوا: بلى.

قال: «فلا تسبُّوا أخاكم، واحمدوا الله عز وجل الذي عافاكم».

قالوا: أفلا تبغضه؟!

قال: «إنما أبغض عمله، فإذا تركه فهو أخي».

بعض ما رواه عن رسول الله

روى مسلم بسنده عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صل الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف، عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ».

وروى الترمذي بسنده عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صل الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ أُعْطِيَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْرِ، وَمَنْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الرِّفْقِ فَقَدْ حُرِمَ حَظَّهُ مِنَ الْخَيْرِ».
 
من كلمات أبي الدرداء
كان أبو الدرداء رضي الله عنه حكيمًا وأيَّ حكيم، ومن بستان حكمته قوله رضي الله عنه: "لو أن رجلاً هرب من رزقه كما يهرب من الموت، لأدركه رزقه كما يدركه الموت".

وقوله: "من كثر كلامه كثر كذبه، ومن كثر حلفه كثر إثمه، ومن كثرت خصومته لم يسلم دينه".

وقال أيضًا: "من لم يعرف نعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه، فقد قلَّ علمه وحضر عذابه، ومن لم يكن غنيًّا عن الدنيا فلا دنيا له".

موقف الوفاة
عن أم الدرداء -رضي الله عنها- أن أبا الدرداء رضي الله عنه لما احتضر جعل يقول: من يعمل لمثل يومي هذا؟! من يعمل لمثل ساعتي هذه؟! من يعمل لمثل مضجعي هذا؟! ثم يقول: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الأنعام: 110].

مات أبو الدرداء رضي الله عنه سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة بدمشق، وقيل: سنة إحدى وثلاثين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
قصة أبو الدرداء الأنصاري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الدين والحياة :: السيرة النبوية الشريفة :: سلسلة الصحابة-
انتقل الى: