منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  مَا بَعْدَ الاستعمار واسْتِقْلَالَاته

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75866
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

  مَا بَعْدَ الاستعمار واسْتِقْلَالَاته Empty
مُساهمةموضوع: مَا بَعْدَ الاستعمار واسْتِقْلَالَاته     مَا بَعْدَ الاستعمار واسْتِقْلَالَاته Emptyالأربعاء 12 يناير 2022, 9:46 am

مَا بَعْدَ الاستعمار واسْتِقْلَالَاته

تُرَاوِدنا الأفكار عن العلاقة بين الشَّرق والغرب بِاستمرار، نَتَسَاءَل فيها عن المَاضي، ونُرَاقِب الحَاضِر ونَتَرَقَّب ما الذي مُمكِن أن يَحصُل في المُستَقبَل، بين ثَقَافَتين أسَاسهما واحد في الطّبيعة، وبُنيَتهما ذات جُذور وُجوديّة مُشتَركَة، لا يَختَلِف فيها الانسان عن الآخَر في حَواسّه الخَمس المَلمُوسة، وأفعاله في التَأقلُم مع الواقع، ورُدودها على جميل الطبيعة وقَبيحها، وهِمَّته في صُنع الأفضَل مِن ما تُقَدِّم له أو تَفرِض عليه بيئته المُحيطة به.
كيف أصبح الشَّرق شَرق والغَرب غَرب، وقِيل عنهما بِأنّهما لَن يَلتَقيا؟
الإجماع هُنا أنّ الطبيعة الإنسانيّة -وهي ذات سِيَادة عَظيمة وجَبّارة في الآن الواحد- مُشتَرَكَة بين جميع العَوَالِم.  إلّا أنّ تَفسير الطّبيعة والعَلاقة التي يَخلِقها الانسان مع سَيّدته الفطريّة وخَالِقها وخَالِقه يَختلفان بين كُلّ بِناء إدراكي وآخَر.  ومِن هُنا تَبدأ مَسيرة اختلاف المَنظور والسُّلوك بين المجتمعات حَسَب مَوقعها الجغرافي، والسياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والدّيني ومَكَانتها الثقافيّة في زَوايا الأرض الكثيرة والمُتَنَوِّعة.  فالإنسان يَهوى إعطاء الأشياء مِن حَوله مَعنى يَليق بِتَفكيره، لِيُسَهِّل عليه فَهم مُحيطه المَفروض عليه، ويُيَسِّر عليه استيعاب الغَيب، أو على الأقَل تَقَبُّل وُجود ما يَفوق إدراك عَقله إلى ما لا نهاية أُفُق الحياة وما بَعدها.
انقَسَم تَفسِير الطَبيعة، وتَعريف العَلائِقيّات بين الخَالِق ومَخلوقه وعَبده، وإعطاء المَعنى للشَّيئيّات في المُحيط بين التَّضاد -تَوَجُّهًا إلى الصراع-، والالتقاء -تَوَجُّهًا إلى الحوار-، وبين الحرب والسّلام، بين الديكتاتوريّة والديمُقراطيّة، بين عُنصُريّة الأعراق والمُسَاواة، بين التَسَلُّطيّة والحُريّة، بين المُطلَقيّة والتَعَدُّديّة، بين الاستعمار والاستقلال، وبين سَرديّات تَكثُر فيها الصُّوَر، والتَصويرات والتَصَوُّرات الحَقَائِقيّة، التي تحمل وَاقِعًا وأوهام كثيرة، تُجَمِّله تارّة وتُبَشِّعه تارّة أخرى.  وهكذا مَرّ التاريخ ولا يَزال يَمشي بين المجتمعات التي تَتَخَيَّل وتَحكي، وتَرسُم، وتَكتُب، وتُحَوسِب، وتَطبَع في أذهانها وتَفكير مَن يُوافِقها أو يُخَالِفها انطِبَاعات، وقَناعات، وثقافات تَخرُج مِن مَنتوج تَفاعُل عَقلها ورُوحها وسُلوكها تجاه بِيئَتها المُحيطة، وذاتها وآخرها.
بِغَضّ النظَر عَن بِناء هَيَاكِلها الثقافية، طَمَحَت وتَطمَح المجتمعات دائمًا إلى التَوَسُّع، حَامِلة فِطرة استكشاف الآفَاق في ثَناياها.  تَمَثَّل ويَتَمَثَّل التَوَسُّع الاستِكشَافي هذا شَكل فُتوحات بَنَّاءة أو احتلالات هَدَّامة، تَحمِل مَعها العِلم، والسِّلاح والسّرديّات التي تُقَدّمها لِمُواجِه الفَتح، أو التي تَفرِضها على المُحتَل.
في حَال العلاقة التَوَسُّعيّة الاستكشافيّة بين الشَّرق والغرب، نُلاحِظ أكثَريّة اجتياحيّة عنيفة وأقَليّة قائمة على الحِوَار في شَبَكة العلاقات بين-الثّقافية بين العَالَمَين.
هُنا يَرجِع بِنا التَساؤل إلى حال العالم العربي قبل الاستعمار بِأشكاله البِدائيّة منها، والحديثة وما بعدها.  أَلَم يَكُن هذا العالَم واحد الجُغرافيا مُتَرابِط الهويّة قبل إتيان التَدَخُّل الخارجي؟ ألَم يَكُن ضَادِيّ اللغة قبل التَقسيم؟ ألَم يَعِش بِبَساطة المَحَبّة، والأهليّة، والكَرَم، الرّفق بالأرض ومَن عليها، والمُؤَازرة، والتَعاضُد، والبَسمة، والسّعادة بِالنِّعَم؟
لَقَد جاء الاستعمار الحديث المُخَطَّط، احتَلّ، وقَرَّر التَقسيم.  رَسَم خُطوط الخَرائِط الأطلسيّة وحُدود تَقسيم الوحدة.  خَطّ بِقَلَمه الوحدة إلى مُرَبّعات، ومُستَطيلات ودَوائر مَدروسة تَفصِل أهل الدّار والجَار عن الجار، يُقَرِّر أسماء البُلدان، وحُكَّامها وألوان أعلامها، وحَتّى مَعاني ثَقافاتها ورَمزيّات هَويّاتها.  يَقول لِلبَلَد تَحَرّر، فَيَتَحَرَّر دون أن يَعرِف مِن مَن ولِمَن يَستَقِلّ، يَقول له اضرب فَيَضرُب، افصًل فَيَفصِل، ضُم فَيَضُم، اكسِر فَيَكسِر، أُسكُن فَيَسكُن.  حتى أنّه وَصَل إلى درجة أن يُؤمَر بِالكُفر فَيَكفُر!
إنّه استِعمَار استَعبَد المجتمعات، ولا يَزال يَحتَل الأجساد، والأرواح، والعُقول، والمَنطِقيّات، والمشاعر، والطّموحات له سَجينة، والإبداعات مَحبوسة، والأدمِغَة مَغسولة، التَّتَوُّق إلى الحُريّة مَغلول.  والأمَرّ مِن ذلك كُلّه اعتقاد المجتمعات بِوَهم أنَّها تَحَرَّرَت مِن كُلّ مَن اجتاحها بِاسم فتوحات، أو إمبِرياليّة، أو انتداب، أو احتلال (عَسكري، ثقافي، أو تكنولوجي) أو عَولَمة تَظهَر لَطيفة، يَتَّضِح أنّها في الواقع قَاضِية.
تَتَغَنّى المجتمعات بالديمُقراطية، والأنظِمة الانتخابيّة، ودَساتير المُساواة، وحُقوق الإنسان، والأنظمة الاقتصادية والاجتماعية والتَرفيهية، مُعتَقِدة أنّها تحمل مُقَوّمات دُوَل مُستَقِلّة، أمْرها بِيَدها عندما تَحكُم، أو تَثور، أو تَنقَلِب، أو تَزدَهِر، أو تَصنَع، أو تَبني، أو تُطعِم شُعوبها، وتُلَبِّسها، وتُدَفِّئها وتَجِد لها العَمَل والأمَل.
إنّ واحدة مِن حَقائق وَاقِعنا، هي أنّنا لا نَزال نَخضَع لاستعمار أو استعمارات مُنذ بداية وُجود هذه الظاهرة، ولَم نَتَحَرَّر إلى الاستقلال مِن جُذوره بَعد.  فَإذا قَاوَم العرب أسيادهُم المُجتَاحين فَنَوا، وإذا استنجَدوا بهم أُهينوا، وإذا حَاوَلوا مُشاركتهم وُضِعوا في خانة التَوَهيم بالشَّراكة المُتَساوية، إلى أن تَنتَهي مَصلحة المُتَسَيِّد، ومِن ثَمَّ يَتَّخِذ هذا، قرار ضَبّ الدُّمى مِن المَسرح وتَغيير المَشهَد إلى آخَر يُلَبِّي وَهم حقيقة جديدة لِلوَاقِع.
في خَاطِر الحَلّ لِأزمة وَهم الاستقلالات مَا بَعد الحَديثة أن يَقول لِلعُقول أن تُفَكِّر ولِلهياكِل الثقافية -حُرّة الرُّوح- أن تَبدأ بِالعَمَل على الرُّجوع إلى نُقطة بِداية إنهاء الاستعمار، ومُتابعة بِناء الثقافات العربية مِن هُناك في نَهضة ثقافيّة وبين-ثقافيّة، تَقُوم على تَوعية الأجيال الشّابة والصّاعِدة على الثِّقة بِالذّات، والافتخار بِالهويّة، وإحياء اللُّغة الأصليّة، والتَّحَدُّث بها بالرأس المَرفوع، و الكتابة بها عن المَاضي والحاضِر والمُستَقبَل بِثِقَة النّفس التي تُعَمِّر مِن جديد، وُصولاً إلى حَضارة  مُستَقِلّة مُزدَهِرة مِن الدّاخِل، وذات ثقافات تَتَمَيّز بِتَنَوُّعيّتها، مُشَكِّلة عَالَم فُسَيفِسَائي جميل بِتَعَدُّديّة مَلامِحه الغَنيّة والمُغنِيَة عن التَّبَعيّة لِاجتياح، والهروب من الذّات، وتَقليد العَبَثيّات، والرَّكض وراء التَّعَلُّق بِذُيول عَولَمَات تَدّعي الإنسانية وتُطَبِّق القاضيات، القَاتِلات والمُهَمِّشات مِن الظَّواهِر!
فَلنَبدأ عند نُقطة انطلاق أولى، تُنهي أوهام الحَقائِق، وتُعامِل السَّرديات بِنَقديّة بَنَّاءة، تُمَرِّنها، لِتُصبِح أقرَب ما يُمكِن إلى الواقع، لِلتَّعامُل مع العولمة واستِعمَاراتها مَا بَعد الحديثة بِحُريّة الحِكمَة ورَشاد الأمَل، على مَسيرَة الاستقلال ومُشَاركة الأَصِيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
مَا بَعْدَ الاستعمار واسْتِقْلَالَاته
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: عبر التاريخ-
انتقل الى: