تجارة الدواء المغشوش

تجارة الدواء المغشوش (فيديو)

د. عبدالحميد القضاة – رحمه الله –

يتحدث الدكتورعبدالحميد القضاة رحمه الله في هذه الحلقة حول تجارة الدواء فيقول: هل تعلم أن الفساد قد وصل الى دواء المرضى؟ فرغم معاناتهم وآهاتهم ،لم يتركهم شياطين الإنس وحالهم،وهل تعلم أن بعض الناس لو تجمع لديهم أموال قارون لقالوا هل من مزيد؟،لأن نفوسهم فارغة وجشعهم عجيب ولايعرفون شيئا أسمه القناعة، وهل تعلم أن رزقهم مكتوب قبل ولادتهم؟، ولكن أكثرهم لا يعلمون، يركضون ركض الوحوش، بالبرية ليلا ونهارا،ولن ينالهم إلا ما كُتب لهم، ومن أسوء هؤلاء من يغشون أدوية المرضى، وقال كريستوفر زيمرمان منسق مكافحة التزوير والقرصنة في منظمة الجمارك العالمية ” الأدوية المقلدة في السوق أكثر من الأصلية، وأن العقاقير المغشوشة باتت صناعة يصل حجمها إلى 200 مليار دولار ،رغم أن المنظمة تضم في عضويتها  176 دولة للتصدي لهذه المشكلة.

ذكر مشاركون، في مؤتمر الإمارات الدولي الثاني لمكافحة التزييف في المنتجات الطبية، (2017م) الذي شارك فيه مسؤولون من الانتربول ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الدواء والغذاء الأمريكية، والعديد من الدول، ذكروا أن بعض الدول تعتبر مصدراً للأدوية المغشوشة، و أخرى نقاط عبور أو الوجهة المقصودة للأدوية المغشوشة، ووفقاً لتقارير الإنتربول، يموت أكثر من 1.2 مليون شخص في جميع أنحاء العالم سنوياً بسبب الأدوية المغشوشة، وذكروا أن الأدوية المغشوشة تعتبر جريمة منظمة، لأنها تستهدف مصابي الأمراض المزمنة، والقلب والضعف الجنسي والسمنة، والأورام السرطانية،كماعرض المؤتمر التوزيع الجغرافي لهذه الجريمة الدوائية الذي أعده معهد الأمن الدوائي، اذ تقدمت قارة آسيا وقارة أميركا على غيرهما.

وهل تعلم أن شركة “دوائية امريكية” في عام (1994 م) قامت بإنتاج صمامات قلب غير صالحة للإستعمال البشري؟، مما أودى بحياة (500) شخصاً على الأقل، وهل تعلم أنها جربت علاجا على اطفال نيجيريا قبل أوانه وإكمال الدراسات الأولية عليه واثبات صلاحيته للاستعمال البشري؟، مما ادى الى حدوث إعاقات عقلية وحركية عند المئات من الأطفال، ولا زالوا يعانون منها حتى يومنا هذا، وقد رأيت بعظهم بإم عيني،!!، أما عن صناعة الأدوية المغشوشة وتسويقها بلا أخلاق في كثير من الدول فحدث عنها ولا حرج، وقد قامت حكومة الولايات المتحدة بفرض غرامة مالية كبيرة على الشركة نفسها تقدر بخمس وسبعين مليون دولار كتعويض للمتضررين الذين اقامو دعوى قضائة ضدها.

علما أن ذات الشركة تقدمت بطلب رسمي لمجلس الشيوخ الأمريكي تطالبه بتشريع قانون يُمنع من خلاله المستهلك من رفع القضايا القانونية على الشركات التي تقوم بتصنيع القطع والأجهزة التي تستخدم داخل الجسم البشري!!، ومن أهم ما يميز عصرنا الذي نعيش فيه وجود ترسانة دوائية هائلة تُحارب المرض بكافة أنواعه، حيث يستخدم مليارات البشر حول العالم من المرضى ألاف الأنواع من الأدوية بغية العلاج والشفاء، لكن هل من الممكن أن تصير هذه الأدوية هي المرض والداء؟ للأسف الشديد فإن هذا ممكن، إذا كانت تلك الأدوية مغشوشة.

وتعد “الأدوية المغشوشة” أحد أخطر القضايا التي تواجه القطاع الصحي بالعالم كله، فوفقاً لإحصائيات “منظمة الصحة العالمية” تمثل الأدوية المغشوشة 30% من الأدوية الموجودة حول العالم، وتشير ذات الإحصائيات إلى أن الأدوية المغشوشة تشمل كافة الأنواع،غالية الثمن كأدوية السرطان، والرخيصة كمسكنات الألم على السواء،وإذا احتوت هذه الأدوية المغشوشة على مكونات غير صحيحة أو سامة، فإن ذلك قد يؤدي إلى عدد من العواقب الصحية الوخيمة  التي تعمل على اختلال الوظائف الحيوية للجسم ثم التسمم، وانتهاء بموت المريض.

يا الهي ما أعظم الاسلام الذي يُحافظ على حياة الإنسان، لا بل تعدى ذلك للحفاظ على حياة الحيوان. فهذا دخل الجنة لأنه سقى كلباً عطٍشا،وتلك دخلت النار لأنها حبست هرة، فماذا ستكون نهاية قاتلي البشر، الى جهنم وبئس المصير.