“فاضربوهنّ”.. حديث شيخ الأزهر عن ضرب الزوجات استناداً إلى نص قرآني يُشعل مواقع التواصل الاجتماعي.. الأزهر يذكّر بحديث الرسول ويؤكد أن ضرب الزوجات محظور ولا يجوز اللجوء إليه إلا إذا فرضته ضرورة
أثار انتشار فيديو قديم لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب- يتحدث فيه عن ضرب النساء استنادا إلى نص قرآني- عاصفة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر.
فالبعض يرى أن تعليق بعض العلمانيين على حديث شيخ الأزهر اصطيادا في الماء العكر، في حين يرى آخرون أن فتح الملف أمر بات ضروريا بعد أن بلغ العنف ضد النساء منتهاه!
الأزهر يعقب
في ظل الجدل الذي انتشر في الأيام الأخيرة، أصدرت لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، بيانًا بعدما ناقشت ما تداولته بعض وسائل الإعلام من تصريحات منسوبة إلى شيخ الأزهر تتعلق بموضوع (ضرب الزوجات)، وموقف الإسلام منه.
اللجنة أكدت أنه من المعلوم شرعًا أن العلاقة الزوجية تقوم على السكن والمودة والرحمة، وتوجب على الزوج أن يعاشـر زوجته بالمعروف، وأن يبالغ في إكرامها وحسـن عشرتها، كما قـال النبي ﷺ: (ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم)، ولهذا كان ضرب الزوجات محظورًا بحسب الأصل، ولا يجوز اللجوء إليه إلا إذا فرضته ضرورة إنقاذ الأسرة من الضياع بسبب نشوز الزوجة واحتقارها لزوجها بالتعالي عليه والتجاوز في حقه لتكون إباحته في تلك الحالة من باب اختيار أهون الشرين وأقل الضررين.
وتابعت اللجنة: إذا كان القرآن الكريم أشار إلى ذلك، وبيَّن حدود الإباحة في هذا التصرف، فإن السنة النبوية ضبطته بما يحقق حفظ الأسرة من الضياع وبما لا يمس كرامة الزوجة أو يترك في نفسها أثرًا منه أو الخروج على حدود العشرة التي أمر بها الشرع وأقرها القانون.
اللجنة أوضحت أيضا أنه إذا كان بعض الناس قد أساءوا استعمال المباح في هذا الموطن وغيره واستعملوه في حالة النشوز وغير النشوز دون استيفاء لشروطه أو تَحَسُّب لما يترتب عليه من آثار فيكون من حق ولي الأمر تقييد استعمال هذا المباح، ومن الممكن أن تُطرح قضية الضرب عمومًا كقضية اجتماعية عامة، وليس للزوجة الناشز فقط، ولكن بشكل مطلق، لأن الضرب إهانة تسبب للإنسان عُقدًا نفسية قد لا تفارقه حتى يدخل قبره.
وأشارت اللجنة إلى أنه لا مانع من أن نناقش قضية الضرب عمومًا بما يمنع هذا التصرف الشائن، وكما قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب عندما أعلن ذلك منذ سنوات في برنامجه على القناة المصرية وعلى مدار حلقات قال فيها بالحرف الواحد: «أتمنى أن أعيش لأرى ضرب الإنسان جريمة يُعاقب عليها الضارب معاقبة المجرم».
الاجتماعي والديني في قضية تعنيف الزوجة
في ذات السياق قال الكاتب الصحفي عبد العظيم حماد إنه اختار كلمة “تعنيف” لأنه نفسيا وعقليا ينفر الي حد الغضب من سماع أو قراءة أو كتابة كلمة ضرب الزوجة ، مشيرا إلى أنه يحتقر كل إنسان يرتكب هذه الجريمة، ويعتبره رجلا فاقد الأهلية وساقط المروءة، ولا يستحق أن يكون من الأصل زوجا ولا ورب اسرة.
وتابع قائلا:
“لم أعرف في حياتي الريفية والمدينية رجلا عاقلا ومعقولا كان يفعل ذلك. وكان المشهورون بهذه العادة الشنعاء معروفين بالاسم ويعدون في قريتنا والقري المجاورة علي أصابع اليد الواحدة. وكلهم كانوا من السفهاء أو المرضي النفسيين .”.
وتابع قائلا؛ “لكني مع ذلك أرفض وبنفس الدرجة من الاشمئزاز والنفور الاتجاه الحالي لربط هذه الظاهرة بالنص القرآني وتحميل الأزهر وشيخه مسئولية مايسمي بالدفاع عن الحق الشرعي للزوج في تأديب زوجته للأسباب التالية :
1- يراد لنا أن نفهم أن المسلمين وحدهم من دون كل البشر هم المتخصصون في ضرب زوجاتهم (أكرر أن هذه الكلمة صادمة حتي وأنا أكتبها هنا ) وطبعا ليس هذا هو الحال في مجتمعنا المؤلف من مسلمين ومسيحيين. ولا هو الحال في المجتمعات غير المسلمة حتي في العالم المتقدم .
https://mubasher.aljazeera.net/opinions/2022/2/5/%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D8%A3%D9%83%D8%A8%D8%B1-%D9%87%D8%B0%D8%A7-%D8%B4%D9%8A%D8%AE-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1سبب حملة
#عمرو_اديب وإسلام بحيري الحالية على
#شيخ_الأزهر تحت ستار ضرب النساء ؟!
د. محمد الصغير
2-يراد لنا أن نصدق أن النص القرآني هو السبب في تلك العادة المقيتة والتي قلنا توا انها تشمل كل المجتمعات مسلمة أو غير مسلمة ومن ثم فاسبابها اجتماعية منبثقة من مكونات كل ظاهرة اجتماعية وسلوكية كالثقافة العامة الأوسع من الدين هنا والظروف والعلاقات الاقتصادية و مفهوم القوة بمعني السلطة والنفوذ والهيبة والقرار والأمر والنهي في كل وحدة اجتماعية وفي كل شريحة وفي كل بيئة وفي كل طبقة وبالتالي في كل مجتمع وكذلك الخصائص النفسية للفرد وللجماعة التي ينتمي اليها هذا الفرد.
3- تعد تلك الخصائص النفسية من المدخلات الحاسمة في هذا السلوك فكم من رجال محدودي التعليم والموارد من أجمل الأزواج معاملة لزوجاتهم وأبنائهم. وكم من سيدات أميات من أرقي الزوجات في معاملة أزواجهن وكم من أزواج متعلمين في أعلي المستويات وأغنياء غني ملحوظا يتعاملون بقسوة بل ووحشية مع زوجاتهم وأحيانا مع أبنائهم وكذلك كم من سيدات متعلمات وثريات يتعاملن بشراسة مع رجالهن. و من ثم فالمعول هنا علي مايسمي في علم النفس بالفروق الفردية ومكونات الشخصية.
وعن النص القرآني بضرب الزوجات قال حماد: “لن أفعل حيال النص القرآني ما يفعله بعض علماء الدين المتشددين المستمسكين بحرفية التفسير مع التخفيف بالقول (صدقا ) إن الرسول صلي الله عليه وسلم بين أن الضرب هو لكزة بسواك أو المؤولين الذين قالوا ان كلمة ضرب في اللغة العربية لها معان أخري غير الشائع. و لكني سأنحو منحي آخر. فأتساءل أولا كم يمكن أن تبلغ في أي مجتمع وفي أي عصر نسبة الزوجات الناشزات اللائي لا يجدي معهن الوعظ والهجر في المضاجع فلايبقي الا الضرب أو الزجر العنيف؟ وأجيب إنها بالقطع نسبة لا تذكر وهذا يعيدنا الي ماسبق قوله من أن الظاهرة هي اجتماعية ونفسية في أصلها وفصلها وأتساءل ثانية كم عدد من وجدتم في كتب التراث من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء الدين الذين اعتادوا ضرب زوجاتهم ؟. وأجيب هنا أيضا :لا أحد ثم أتساءل ثالثة إذا كانت نسبة اللائي يخشي نشوزهن من الزوجات. ولا يجدي معهن الوعظ والهجر في المضاجع بهذه الضآلة”.
وتساءل حماد: “فلماذا ينسي الطرفان المتجادلان النص القرآني الآخر الذي يقول: ”وجعل بينكم مودة ورحمة”. والنص الذي يقول” ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين”؟ ولماذا ينسي الطرفان أيضا قول الرسول في حجة الوداع:”ما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم“.
وخلص إلى أن هذا الجدل كله ثار بمناسبة اقتراح برلماني بمشروع قانون لفرض عقوبة رادعة علي هذه الفعلة الشنعاء ، مشيرا إلى أنه لا يفهم لماذا يثير مثل هذا الاقتراح حفيظة البعض؟
وأنهى متسائلا: ألستم تصدقون أن الرسول حدد معني الضرب بأنه لكزة بالسواك؟ حسنا تاهت ولقيناها اذن فليكن الحل هو العقوبة الرادعة لمن يتجاوز من الأزواج هذه اللكزة بالسواك أو بما يماثله. ويادار ما دخلك شر.
ونبه حماد على أن تركيز القضية في بعدها الديني ليس مبرّءاً من الشبهات.
كل مايتكلموا عن ضرب الزوجات إفتكر حضارتك الحقيقية
مجتمع مأزوم
برأي عادل سلامة فإنه في ظل مجتمع مأزوم على أكثر من صعيد تصبح إثارة مثل هذه القضايا و تضخيمها متنفسا لبعض البخار المكتوم و ملعبا لإثبات الذات من قبل بشر يشعرون فى أعماقهم بالانسحاق ، اضافة الى مزايدات المتنطعين و تجار الدين حسب وصفه.
المجتمعات الغربية
في ذات السياق يرى خليل فهمي أن ظاهرة ما يسمى “بالعنف المنزلي”، موجودة أيضًا وبقسوة ومنتهى البشاعة في المجتمعات الغربية، مشيرا إلى أن النشرات التليفزيونية تعرض نماذج سيئة منها وتدرس أسبابها.
وأضاف: نحن قوم نعشق حوارات النكد صراحة؛ وتركنا الغالبية الساحقة من حياة المودة والرحمة والسكينة.
معقول؟؟!هل هذا كلام رجل دين وأستاذ جامعة ؟؟!! بيحرض على كاتب أعلن رأيه وكمان بيشجع ع العنف ضد المرأة وبيدعو لتأليه وتقديس بشر وظيفته شيخ مشايخ مؤسسة دينية !!!السؤال هل نحن نعيش دولة مدنية أم دينية؟؟