منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان Empty
مُساهمةموضوع: مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان   مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان Emptyالثلاثاء 17 سبتمبر 2013, 9:19 am

مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان

مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان 9201316101642

يصادف اليوم الذكرى الواحدة والثلاثين لمجزرة "صبرا وشاتيلا"، التي وقعت في 16 من سبتمبر عام 1982،واستمرت لمدة ثلاثة أيام من 16إلى 18 سبتمبر وسقط عدد كبير من الشهداء في المذبحة من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل، غالبيتهم من الفلسطينيين، ومن بينهم لبنانيون أيضا، وقدر عدد الشهداء وقتها بين 3500 إلى 5000 شهيد من أصل عشرين ألف نسمة كانوا يسكنون صبرا وشاتيلا وقت حدوث المجزرة.

ورغم مرور 31 عاماً، مازال ضحايا المجزرة، التي تعتبر واحدة من أبشع المجازر في تاريخ الإنسانية والشعب الفلسطيني، ينتظرون أن تتم محاكمة المسئولين عنها، خصوصاً وأن محاكمات عدة جرت لأشخاص اعتبروا مسئولين عن مجازر أخرى ارتكبت في مناطق مختلفة من العالم، وخصوصاً تلك في البوسنة والهرسك.

ملاحقة دولية

وتزامنا مع ذكرى "صبرا وشاتيلا" دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" المجتمع الدولي إلى ملاحقة القتلة مرتكبي المجزرة وتقديمهم لمحكمة الجنايات الدولية لارتكابهم جرائم حرب ضد.

وأكد مكتب شئون اللاجئين في حركة "حماس"، في بيان له في الذكرى الواحدة والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا، أن "مرتكبي المجزرة لن يفلتوا من العقاب"، كما دعا المكتب السلطة الفلسطينية وجامعة الدول العربية إلى "متابعة رفع الدعاوى وملاحقة الجناة الصهاينة ومرتكبي المجازر ومحاسبتهم أمام المحافل الدولية، وتفويت فرصة إفلات العدو من العقاب".

واعتبر المكتب أن "مشروع المفاوضات مع إسرائيل هو مضيعة للوقت وللجهد الفلسطيني ومضيعة للحقوق والثوابت الفلسطينية ولتضحيات ودماء الشعب الفلسطيني"، داعيا إلى "الإسراع بإنجاز ملف المصالحة الوطنية والاتفاق على مشروع وطني فلسطيني موحد والدفع باتجاه رفع الحصار عن قطاع غزة في ظل التشديد الذي يخنق أهالي القطاع مؤخرا".

ومن جانبه أشار ممثل حركة "الجهاد الإسلامي" في لبنان أبو عماد الرفاعي، إلى أن مجزرة صبرا وشاتيلا هي التعبير الأعنف عن الرغبة في محو المخيمات الفلسطينية والقضاء على حق العودة.

ولفت الرفاعي إلى أن الذكرى هذا العام تكتسب أهمية استثنائية لا بد من التوقف عندها نظرا للظروف المحيطة بملف اللاجئين في المفاوضات الجارية من جهة، ومخططات توريط اللاجئين الفلسطينيين في اتون الخلافات الداخلية اللبنانية والإقليمية، وما يحمله ذلك من مخاطر جمة على المخيمات وعلى قضية فلسطين.

وقال الرفاعي إن "مجزرة صبرا وشاتيلا لم تكن حدثا عابرا ويمكن إدراجه في خانة ردود الأفعال العسكرية، بل كانت مجزرة تم التخطيط لها بعناية ووضوح وكان الهدف منها يومذاك إعلان انتصار المشروع الصهيوني على المقاومة الفلسطينية".

من المسئول؟

وعلى الجانب الأخر أظهرت سجلات اجتماعات مجلس الوزراء الإسرائيلي عام1983 أن إسرائيل مسئولة بشكل غير مباشر عن مجزرة صبرا وشاتيلا والتي وقعت عام1982.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية اليوم في مارس 2013 أن الوثائق الإسرائيلية التي خرجت للعامة الأسبوع الماضي، كشفت جزئيا عن سجلات اجتماعات مجلس الوزراء لعام 1983 التي ركزت على النتائج التي توصلت إليها "لجنة كاهان" للتحقيق في مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982 .

ولفتت الصحيفة أنه خلال عرض للنتائج التي توصلت إليها اللجنة بمجلس الوزراء، أشار وزير العدل- في ذلك الوقت- موشيه نسيم إلى أن اللجنة لم تجد أن إسرائيل مسئولة مسئولية مباشرة عن المجزرة ولكن تقع عليها مسئولية غير مباشرة.

ووفقا لما أوردته الصحيفة فإن مجزرة صبرا وشاتيلا وقعت في عام 1982 وقتل خلالها حوالى 3000 من المدنيين اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين ونفذتها مليشيات الكتائب -الموالية لإسرائيل- مضيفة أن المجزرة وقعت خلال حرب إسرائيل مع لبنان، حيث كانت قوات الجيش الإسرائيلي التي غزت لبنان في محيط المخيمات عندما وقعت المذبحة، ويشتبه في أنها سمحت بأعمال القتل من خلال تمكين قوات الكتائب من الدخول إلى مخيمات اللاجئين.

ووفقا لتقرير اللجنة، فإن قرار السماح للكتائب بالدخول إلى مخيم اللاجئين كان من أجل منع المزيد من الخسائر البشرية في صفوف الجيش الإسرائيلي، بعد مقتل المئات خلال بضعة أشهر في لبنان، والخضوع إلى صرخات استياء الجمهور الإسرائيلي من حقيقة أن الكتائب تستفيد من الحرب دون المشاركة فيها".

ولفتت الصحيفة إلى أنه على مر السنين.. قال كبار المسئولين السياسيين والعسكريين إن القرار الإسرائيلي بالسماح للكتائب بالدخول للمخيمات تم بدون معرفة نية الكتائب في ذبح سكان مخيمات اللاجئين ، وفقا لإدعائهم ، إلا أنه خلال اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي عام 1983 أكد وزير العدل أن اللجنة، والمعروفة رسميا باسم لجنة التحقيق في أحداث مخيمات اللاجئين في بيروت، أشارت إلى مسئولية إسرائيل غير المباشرة عن المجزرة.

مذبحة لا تنسى

تعود  أحداث المذبحة،التي وقعت في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت، إلى سبتمبر 1982 على يد ميليشيا لبنانية أبان الغزو الإسرائيلي للبنان وتحت أعين جنوده.

وكانت الميليشيا تحت قيادة إيلي حبيقة، الذي أصبح فيما بعد عضواً في البرلمان اللبناني لفترة طويلة ووزيراً عام 1990.

وأطوار المجزرة وسيناريوهاتها جرت كالآتي: ففي يوم الأربعاء 15 سبتمبر 1982، اليوم الذي تلا اغتيال الرئيس بشير جميل، قامت قوات إسرائيلية بقيادة وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك آرائيل شارون، باحتلال بيروت ومحاصرة مخيمي صبرا وشاتيلا، بعد أن أخرج جميع أعضاء الفصائل المسلحة، وكان عددهم تقريبا 14000 مقاتلا، من بيروت وضواحيها، وهم الذين كانوا يضمنون أمن وأمان أهالي المخيمات.

وقد أجمع كثير من المؤرخين والصحفيين على أن اتفاقا بين القيادة العسكرية الإسرائيلية وحزب الكتائب اللبناني أبرم لما وصف بتطهير المخيمات الفلسطينية مما يسمونه "إرهابيين"، بل إن بعض الشهادات اللاحقة، مثل شهادة زعيم حزب الكتائب اللبناني لاحقاً، كريم بقردوني، تفيد بأن شارون كان المحرض الأول على المجزرة.

وعندما حل فجر يوم 15 من سبتمبر 1982، حلقت طائرات من سلاح الجو الإسرائيلي على ارتفاعات منخفضة في سماء بيروت الغربية، وأعلنت القوات الإسرائيلية دخولها المنطقة وإحكام السيطرة عليها.

وبدأ السيناريو المأساوي من الساعة التاسعة صباحا، حينما حضر آرائيل شارون شخصياً لإدارة العملية وتوجيه القوات الإسرائيلية.

وما إن حل منتصف النهار حتى كان المخيمان محاصرين تماماً من قبل القوات الإسرائيلية بجنود ودبابات وضعت الحواجز لمراقبة كل من يدخل ويخرج من منطقة المخيمات.

وكان اليوم التالي إيذانا ببداية النزيف، حين قامت قصفت القوات الإسرائيلية المخيمين بمدفعيتها، مع بداية عصر هذا اليوم المشهود.

وفي 16 سبتمبر 1982، سيطر الجيش الإسرائيلي على بيروت الغربية بالكامل، وقصفت عناصر من الجيش الإسرائيلي بالمدفعية المخيمين من مناطق مرتفعة محيطة بها، وقام قناصة إسرائيليون بقنص من صادف وجوده في شوارع المخيم، في ساعات الصباح.

وسمحت القيادة العسكرية الإسرائيلية لقوات تابعة لحزب الكتائب اللبناني بأن تدخل المخيم، فدخل في الساعة الخامسة مساء ما يقارب 150 عنصراً مسلحاً من الكتائب إلى مخيم شاتيلا من الجنوب والجنوب الغربي.

بدأت المجزرة في صبرا وشاتيلا، مع غروب يوم الخميس السادس عشر من سبتمبر سنة 1982، وكانت النهاية في الساعة الواحدة في عزّ الظهيرة من يوم السبت في الثامن عشر من الشهر نفسه. فالمجزرة امتدت 43 ساعة متواصلة، وفقاً لما تؤكده الباحثة بيان نويهض الحوت.

خلال هذه الساعات الثلاث والأربعين، قامت عناصر الكتائب بقتل واغتصاب وتعذيب وجرح عدد كبير من المدنيين، أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن المحاصرين في المخيمات.

ولم تخل هذه الجرائم من عمليات اختطاف جماعية دعمتها القوات الإسرائيلية، وبالتالي اختفاء العشرات الذين لا يزالون في عداد المفقودين إلى يومنا هذا.

وكانت قيادة الجيش الإسرائيلي على اطلاع كامل بما يجري داخل المخيمات حتى صباح يوم السبت 18 سبتمبر 1982. كما كان الضباط المسئولون يتواصلون بشكل مستمر مع قيادة ميليشيا الكتائب التي نفذ أفرادها المجزرة، لكنهم لم يتدخلوا لإيقافها، بل على العكس تماما، فقد منعوا المدنيين من الهروب من المخيمات وساعدوا قوات الكتائب بإضاءة السماء لهم خلال ساعات الليل والصباح الباكر بالكشافات العسكرية.

دماء وصمت

وبلغت حصيلة هذه المجزرة حسب تقديرات متضاربة عددا يبدأ من 700 حتى 3500 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ، غالبيتهم من الفلسطينيين، ولكن كان من بينهم لبنانيون أيضاً.

وقد استنفرت أخبار لرصد حصيلة هذه المذبحة، لكنها لم ترد متوائمة لا من حيث المعطيات ولا الإحصائيات.

وتعذر معرفة عدد الضحايا بدقة لأن هناك 100 شخص تقريبا دفنوا في مدافن بيروت من قبل أهاليهم. كما أن هناك عددا كبيرا من الجثث التي دفنت تحت ركام البيوت المهدومة من قبل ميليشيات الكتائب نفسها.

ورغم ذلك لم يقم المجتمع الدولي أو لبنان، الذي طوى لاحقاً صفحة الحرب الأهلية، أو إسرائيل بتحقيق رسمي في تفاصيل المجزرة. وتم الاكتفاء بتعيين الكنيست الإسرائيلي لجنة تحقيق تحت إشراف إسحق كاهانا في سبتمبر 1982.

ورغم تقليص صلاحيات هذه اللجنة التي أخذت طابعا سياسيا وليس قانونيا كونها همشت أصوات الضحايا، فقد توصلت إلى استنتاج مفاده أن وزير الدفاع "شارون" يتحمل مسؤولية شخصية عن المجزرة.

وبعد إصرار اللجنة على موقفها، وعلى إثر المظاهرات الحاشدة في إسرائيل، استقال شارون من منصب وزير الدفاع ولكنه بقي في الحكومة وزيرا.

يذكر أن عددا من مبادرات التحقيق غير الرسمية أطلقت في هذا الإطار، ومنها تحقيق شون ماكبرايد واللجنة الاسكندنافية، التي اعتمدت غالبا على شهادات شهود عيان غربيين، بالإضافة إلى أعمال صحفية وأبحاث تاريخية جمعت كمية من المعلومات عن الحادثة التاريخية.

ورغم إقرار مجلس الأمن بأن ما أقترف بحق مخيمي صبرا وشتيلا كان مجزرة إجرامية، ووصفت بأفظع جرائم القرن العشرين في الذاكرة الجماعية للإنسانية، إلا أنه لم تجري محاكمة أو محاسبة أي مسئول عن تلك  الجريمة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان   مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان Emptyالإثنين 21 أكتوبر 2013, 11:58 pm

مذبحة صبرا و شاتيلا 

مذبحة صبرا وشاتيلا هي مذبحة نفذت في مخيمي صبرا وشاتيلا لللاجئين الفلسطينيينفي 16 أيلول 1982 واستمرت لمدة ثلاثة أيام على يد المجموعات الإنعزالية اللبنانية المتمثلة بالقوات اللبنانية الجناح العسكري لحزب الكتائب اللبناني في حينها و الجيش الإسرائيلي.

عدد القتلى في المذبحة لا يعرف بوضوح وتتراوح التقديرات بين 3500 و5000 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح، أغلبيتهم من الفلسطينيين ولكن من بينهم لبنانيين أيضا. 

في ذلك الوقت كان المخيم مطوق بالكامل من قبل الجيش الإسرائيلي الذي كان تحت قيادة ارئيل شارون ورافائيل أيتان أما قيادة القوات المحتله فكانت تحت إمرة المدعوإيلي حبيقة المسؤول الكتائبي المتنفذ. وقامت القوات الإنعزالية بالدخول إلى المخيم وبدأت بدم بارد تنفيذ المجزرة التي هزت العالم ودونما رحمة وبعيدا عن الإعلام وكانت قد استخدمت الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية لسكان المخيم العزل وكانت مهمة الجيش الإسرائيلي محاصرة المخيم وإنارته ليلا بالقنابل المضيئة

و بالنسبة لعدد القتلى فهناك عدة تقارير تشير إلى عدد الشهداء في المذبحة، ولكنه لا يوجد تلاؤم بين التقارير حيث يكون الفرق بين المعطيات الواردة في كل منها كبيرا. 

في رسالة من ممثلي الصليب الأحمر لوزير الدفاع اللبناني يقال أن تعداد الجثث بلغ328 جثة، ولكن لجنة التحقيق الإسرائيلية برئاسة إسحاق كاهن تلقت وثائق أخرى تشير إلى تعداد 460 جثة في موقع المذبحة. 

في تقريرها النهائي استنتجت لجنة التحقيق الإسرائيلية من مصادر لبنانية وإسرائيلية أن عدد القتلى بلغ ما بين 700 و800 نسمة. 

وفي تقرير أخباري لهيئة الإذاعة البريطانية BBC يشار إلى 800 قتيل في المذبحة.

قدرت بيان نويهض الحوت، في كتابها "صبرا وشتيلا - سبتمبر 1982"، عدد القتلى ب1300 نسمة على الأقل حسب مقارنة بين 17 قائمة تفصل أسماء الضحايا ومصادر أخرى. 

وأفاد الصحافي البريطاني روبرت فيسك أن أحد ضباط الميليشيا المارونية الذي رفض كشف هويته قال إن أفراد الميليشيا قتلوا 2000 فلسطيني.

أما الصحافي الإسرائيلي الفرنسي أمنون كابليوك فقال في كتاب نشر عن المذبحة أن الصليب الأحمر جمع3000 جثة بينما جمع أفراد الميليشيا 2000 جثة إضافية مما يشير إلى 3000 قتيل في المذبحة على الأقل.


في 1 نوفمبر 1982 أمرت الحكومة الإسرائيلية المحكمة العليا بتشكيل لجنة تحقيق خاصة، وقرر رئيس المحكمة العليا، إسحاق كاهـَن، أن يرأس اللجنة بنفسه، حيث سميت "لجنة كاهن"

في 7 فبراير 1983 أعلنت اللجنة نتائج البحث وقررت أن وزير الدفاع الإسرائيلي أريئل شارون يحمل مسؤولية غير مباشرة عن المذبحة إذ تجاهل إمكانية وقوعها ولم يسع للحيلولة دونها. 

كذلك انتقدت اللجنة رئيس الوزراء مناحيم بيغن، وزير الخارجية إسحاق شامير، رئيس أركان الجيش رفائيل إيتان وقادة المخابرات، قائلةً إنهم لم يقوموا بما يكفي للحيلولة دون المذبحة أو لإيقافها حينما بدأت.

رفض أريئيل شارون قرار اللجنة ولكنه استقال من منصب وزير الدفاع عندما تكثفت الضغوط عليه. 

بعد استقالته تعين شارون وزيرا للدولة (أي عضو في مجلس الوزراء دون وزارة معينة).

و كي لا ننسى أن لجنة كاهن ورغم ما أقرته هي مجرد مسرحية هزلية لتبييض صفحة الكيان الصهويني عالميا وإظهاره بالديمقراطي المتقدم رغم أن هذه المجزرة والعدوانية الإسرائيلية لم تكن الأولى في المجزرة وليست الأخيرة وأما في لبنان فما زال القتلة يعيشون حياتهم بكل رغد ودونما محاسبة باستثناء إيلي حبيقة الذي قضي في عملية تفجير سيارته التي كان سببها غير المباشر استعداده للعمل على تقديم ما لديه للعالم عن حقائق الحرب الأهلية اللبنانية ودور جميع الأطراف فيها فكان ثمن ذلك كما يشاع حياته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان   مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان Emptyالسبت 17 سبتمبر 2016, 4:25 am

مجزرة "صبرا وشاتيلا"… 34 عاما من "ألم" المعاناة و"أمل" محاكمة الجناة -

مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان 2016_09_16_12_06_23

[rtl]لم تتمكن السنوات الأربعة والثلاثون التي مرت عليها من انتزاع إصرار اللاجئين الفلسطينيين في لبنان على التمسك بذكرى مجزرة “صبرا وشاتيلا” التي راح ضحيتها نحو 3 الآف من سكان مخيم في بيروت يحمل اسم المجزرة، على أيدي مسلحين من أحزاب لبنانية وعناصر من جيش الاحتلال خلال اجتياحه لبنان عام 1982.[/rtl]

[rtl]فاللاجئون الفلسطينيون بمخيم “صبرا وشاتيلا” في بيروت، والذي يفتقر لأدنى مقومات الحياة الكريمة، ما زالوا متمسكين بإحياء ذكرى هذه المجزرة، مع التأكيد على مطلبهم الأساسي بمحاكمة مرتكبيها “مهما طال الزمن”، فهي حادثة مؤلمة تمثل بالنسبة لهم حلقة من حلقات آلام ومآسي الشعب الفلسطيني، منذ أن هُجّر من وطنه على أيدي العصابات الصهيونية المسلحة عام 1948.[/rtl]

[rtl]محمد الديماس، الذي كان يبلغ من العمر 16 عاما وقت حصول المجزرة، لم ينس ما رآه بعينيه من جثث ودمار في المخيم بعد أن انسحب مرتكبوا الجريمة، وتجاعيد وجهه تكاد تنطق بآلام يعيشها منذ ذاك اليوم، يعجز اللسان عن التعبير عنها. [/rtl]

[rtl]الديماسي، الذي تحدث في مخيم “صبرا وشاتيلا”، قال: “لقد كنت شاهد عيان على المجزرة التي ارتكبها الصهاينة بحق الشعبين اللبناني والفلسطيني”، مضيفا: “أتينا إلى هنا بعد انسحاب جيش الاحتلال ورأينا الجثث التي عمدوا إلى تفخيخها أيضا لإيقاع المزيد من القتلى”. [/rtl]

[rtl]وتابع: “نحن لن ننسى هذه الذكرى، التي هي جزء من آلام الشعب الفلسطيني”، مستغربا “عدم محاكمة الاحتلال على تلك المجزرة، ولكن بالمقابل أي فلسطيني يقوم بعملية ضد الاحتلال في فلسطين تهب الدنيا كلها ضده”. [/rtl]

[rtl]ولفت الديماسي، الذي لم يعد يريد إلا أن يمضي ما تبقى من حياته بـ”كرامة”، إلى أن “أوضاعنا في المخيم هنا، صعبة جدا ومأساوية جدا، نعاني من الكثير من المشاكل دون وجود أي حلول لها، أو دون وجود أي بريق أمل”. [/rtl]

[rtl]أما أم بلال عدلوني، التي تمتلك محل تجاري صغير في أزقة المخيم، المحاصرة بأسلاك الكهرباء وخراطيم المياه، فقالت “رغم الأوضاع المأساوية التي نعيشها في المخيم، إلا أننا لم ننس قضية مجزرة صبرا وشاتيلا”، مشيرة إلى أن “الأهالي ينظمون زيارات دورية لمقبرة الشهداء”. [/rtl]

[rtl]وأكدت: “لن ننسى المجزرة ومن ارتكبها، فهي ذكرى مؤلمة ستعيش معنا الى أبد الآبدين، وسنبقى متمسكين بها وبعدالة القضية”. [/rtl]

[rtl]وحول مطالب محاكمة من ارتكب المجزرة، قالت عدلوني: “لو كانوا يريدون محاكمتهم لحاكموهم منذ زمن طويل، ولكن أملنا بالله لن ينقطع حتى تعود الحقوق لأهلها“. [/rtl]

[rtl]وعن الأوضاع في المخيم، لفتت الى أنها “أوضاع سيئة جدا، من الناحية الاقتصادية والمعيشية والبيئية والصحية والبنى التحتية”، متمنية أن “يتغير الحال في وقت قريب، بالرغم من صعوبة تحقيق هذا الحلم”. [/rtl]

[rtl]من جانبه، شدد فادي عبد الهادي (38 عاما)، أحد أبناء مخيم “صبرا وشاتيلا”، الذي يعمل يوما ويعيش مأساة البطالة أياما أخرى، إلى أن “مآسي مجزرة صبرا وشاتيلا، لم تمح من ذاكرة الفلسطينيين هنا، ولن تمحى أبدا بالرغم من مرور كل تلك السنوات”. [/rtl]

[rtl]وأضاف عبد الهادي: “في كل جلساتنا وسهراتنا نتحدث عن المجزرة وما حصل فيها من فظائع″، مشددا على “التمسك بمطلب محاكمة الجناة .. فنحن لن نسامحهم مهما طال الزمن”. [/rtl]

[rtl]أما وسام شاكر (40 عاما) وهو صاحب مقهى صغير في مخيم صبرا وشاتيلا، فيختلف مع الديماسي وعدلوني وعبد الهاي، ويرى أن “الناس بدأت تنسى هذه الذكرى”، متهما “الفصائل الفلسطينية بتحويل هذه الذكرى كل عام الى شماعة تتم المتاجرة بها”. [/rtl]

[rtl]وطالب شاكر بأن “تتم محاكمتنا قبل أن نطالب بمحاكمة من ارتكب هذه المجزرة، فنحن لدينا ما هو غير صحيح، وإلا لما وصلنا إلى وقوع المجزرة أصلا قبل 34 عاما، ولما وصلنا إلى واقعنا المؤسف والمتردي الذي نعيشه اليوم في المخيمات”. [/rtl]

[rtl]وكانت عناصر حزبية مسيحية لبنانية موالية للاحتلال اقتحمت مخيم “صبرا وشاتيلا” للاجئين الفلسطينيين في 16أيلول/سبتمبر عام 1982 وشرعوا على مدى 3 أيام متتالية، بمعاونة من جيش العدو الذي كان يحتل قسما كبيرا من لبنان، باستهداف عدد كبير من سكان المخيم بينهم أطفال ونساء مستخدمين أسلحة بيضاء ما أدى الى مقتل حوالي 3 آلاف شخص من أصل 20 ألفا كانوا متواجدين في المخيم. [/rtl]

[rtl]وتمكنت المنظمات الدولية والفصائل الفلسطينية من إحصاء أسماء 3 آلاف قتيل جراء المجزرة. [/rtl]

[rtl]وتقدر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان المسجلين لديها بحوالي 460 ألفا منتشرين على 12 مخيما في مختلف المناطق اللبنانية التي بدأوا بالوصول إليها منذ العام 1948.[/rtl]

[rtl]الحقيقة الدولية – وكالات[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان   مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان Emptyالثلاثاء 28 فبراير 2017, 3:21 pm

شارون.. سفاح "صبرا وشاتيلا"
وعراب الانسحاب من غزة


متطرف عنيد كان يرتدي بدلة أنيقة أول النهار ثم يرتكب مجزرة في منتصفه ويخرج في المساء ليتحدث عبر الاعلام عن مخاطر الارهاب الفلسطيني والمتطرفين القابعين في غزة.
البلدوزر كما كان يلقبه ضباطه استعمل كل صنوف القوة ضد المدنيين العزل وارتكب مجازر عدة في لبنان وفلسطين، إلا أنه ظل وفيا لفكرة "يهودية الدولة" بكل ما تحمله من مضامين عنصرية وأفكار أسطورية حارب لأجلها لآخر نفس.
في مثل هذا اليوم عام 1929ولد شارون لأسرة من اليهود الأشكناز الذين هاجروا من شرقي أوروبا. إذ ولد أبوه في بولندا بينما ولدت أمه في روسيا، وكانت بريطانيا تحتل فلسطين آنذاك وتعمل على توطين اليهود مكان الفلسطينين بهدوء ومن ضمنهم عائلة شارون.
تعلم آرييل علومه الأساسية في مدارس تديرها بريطانيا في قرية كفار ملال الفسطينية ثم التحق بالجامعة العبرية بالقدس وكان خلال قبل ذلك قد التحق بعصابة الهاغاناه وخاض معها حرب النكبة عام 1948 ووقع بالأسر من قبل القوات الأردنية وخرج بتبادل للأسرى مع الجيش بقيادة المشير حابس المجالي كما تنقل بعض الروايات التاريخية.
 درس التاريخ والعلوم الشرقية ثم الحقوق عام 1958، إلا أنه لم يكن يفهم من لغة الحقوق إلا لغة القوة وتغييب الحقائق، خاصة بعد عودته للجيش بعد إنهاء الدراسة حيث ترأّس الوحدة 101 ذات المهام الخاصّة والمسؤولة عن مذبحة قبية عام 1953 وكذلك تعذيب الأسرى المصريين عام 1967.
مثل عام  1972 لحظة خروج شارون من الجيش لأنه كان يحلم بتولي منصب القيادة "بسبب تضحياته" فاتجه للسياسة وأسس حزب الليكود اليميني إلا أن اندلاع حرب "الغفران" عام 1973مع مصر وسوريا، دفعته لقيادة فرقة وعبور قناة السويس إلا أن تعليمات قادته بالتوقف جعلته يخرج غاضبا مما سماه الفشل في الحرب ليعود للسياسة من جديد.
فاز شارون بالانتخابات التشريعية عام 1973 وأصبح عضوا بالكنيست عبر حزب الليكود، وكان المنصب الأرفع له حين تولى حقيبة الدفاع في حكومة بيغن عام 1981، ليقود بعد عام واحد دخول جيشه للعاصمة اللبنانية بيروت دون أن يشاور حتى رئيس الحكومة ونجح باجبار الفدائيين الفلسطينيين على مغادرة لبنان لكن بعد ان ساهم بارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا التي خلفت مئات الشهداء الفلسطينيين.
أدين شارون بالمجزرة وتم ازاحته عن منصبه وبقي في مناصب وزارية غير الحقائب السيادية، ليتصدر بنيامين نتنياهو المنتنمي لحزبه الليكود رئاسة الحكومة عام 1996 رئاسة الحكومة وليبقى شارون في إدارة المشهد من الخلف وبعد هزيمة حزبه عام 1999 عاد شارون لزعامة الحزب ليقوم عام 2000 بخطوة  استفزازية مفاجئة حين دخل لباحات الحرم القدسي الشريف ما أدى لإشعال الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي لم تتوقف حتى عام 2005 باتفاق شرم الشيخ.
في عام 2005 قرر شارون بصورة مفاجئة الانسحاب من غزة من جانب واحد في خطوة اعتبرت أنها جائت بفعل تصاعد العمليات الفدائية ضد المستوطنات في غزة وتطور العمل المقاوم فيها بشكل كبير، لكن القرار أدى لانقسامات في حزب الليكود قادت لولادة حزب جديد بزعامته تحت اسم"كاديما".
وبعد عام واحد من تاسيس الحزب كان شارون يدخل في غيبوبة لم يستفق منها طوال ثماني سنوات ما أدى إلى وفاته عام 2014.
رحل شارون بعد سنوات طويلة من الإجرام بحق الشعب الفلسطيني وبعد أن ثبت أقدام دولة طارئة وسط شرق لا تنتمي له وظل مدافعا شرسا عن فكرته المتطرفة حتى آخر رمق فكان البطل في عيون محبيه إلا أن التاريخ سجله في صفوف القتلة والمجرمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان   مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان Emptyالإثنين 17 سبتمبر 2018, 6:23 am

36 عاما على مجزرة “صبرا وشاتيلا”.. جراح لم تندمل



Sep 16, 2018

مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان 12151
بيروت – وسيم سيف الدين: رغم مرور 36 عاما، لا تزال مشاهد الذبح وبقر بطون الحوامل واغتصاب النساء ماثلة في ذاكرة من نجوا من مجزرة “صبرا وشاتيلا”، التي استشهد فيها أكثر من 3 آلاف معظمهم فلسطينيين، تعرضوا للذبح على مدار 48 ساعة، بحسب شهادات ناجين.
تلك المجزرة الأليمة بدأت أحداثها في 16 سبتمبر/أيلول 1982، بمخيمي “صبرا” و”شاتيلا”، غربي بيروت، وهو العام نفسه الذي اجتاحت فيه إسرائيل جنوب لبنان. ووفق روايات سكان من المخيمين، شهدوا المجزرة، فإنها بدأت قبل غروب شمس يوم السادس عشر، عندما فرض الجيش الإسرائيلي حصارا مشددا على المخيمين، ليسهل عملية اقتحامهما من قبل ميليشيا لبنانية مسلحة موالية له. تلك الميليشيا كانت مكونة من بعض المنتمين لحزب الكتائب اللبناني المسيحي اليميني المتطرف، بالإضافة إلى ميليشيا “جيش لبنان الجنوبي”، بقيادة “سعد حداد”، الذي كان رائدا في الجيش، ويقود وحدة عسكرية تضم 400 جندي في بلدة القليعة (جنوب)، قبل أن ينشق عن الجيش ويتحالف مع إسرائيل مشكلا تلك الميليشيا، المناهضة للوجود الفلسطيني في لبنان. ويقع مخيمي “صبرا”، و”شاتيلا” في الشطر الغربي للعاصمة بيروت وتبلغ مساحتهما كيلو مترا مربعا واحدا ويبلغ عدد سكانهما اليوم حوالي 12 ألف شخص (رقم غير رسمي خاصة مع وجود لاجئين سوريين داخله منذ سنوات)، من بين 12 مخيماً للاجئين الفلسطينيين في لبنان. الفلسطيني فؤاد عابد من مخيم شاتيلا (48 عاما) روى مشاهد من تلك المجزرة قائلا: “صباح السابع عشر من أيلول /سبتمبر 1982، استيقظ لاجئو مخيمي صابرا وشاتيلا على واحدة من أكثر الفصول الدموية في تاريخ الشعب الفلسطيني الصامد”. وأضاف أن “المجزرة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية حيث وجدت جثث مذبوحة ومشوهة بطرق غريبة، وتفنن المجرمون بقتل قرابة 3000 ما بين طفل وامرأة وشيخ ورجل من أبناء الشعبين الفلسطيني واللبناني”.
وأشار إلى ان “إسرائيل ساعدت من قام بتلك المجزرة من الميلشيات اللبنانية”.
ووفق عابد، فإن “هذه المجزرة من ضمن مخطط لتهجير الفلسطنيين إلى الخارج حتى ينسوا أرضهم وحق العودة”.
وبنبرة عالية، شدد الفلسطيني عابد على أن “كل ذلك لن ينسينا قضيتنا وأرضنا، ولن يثنينا عن الدفاع عنها، لأن الشعب الفلسطيني ما زال متمسكا بأرضه وبحق العودة”.
ورأى أن القرار الأمريكي بوقف المساعدات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) “جاء استكمالا لذلك، وهدفه دفع الشعب الفلسطيني للهجرة ويندرج بخانة تصفية القضية باتجاه توطين الفلسطيني بالمكان الموجود فيه ونحن نرفض ذلك”. والتقط أطراف الحديث، سعيد إبراهيم حسنين (67 عاما) من مخيم “صبرا”، قائلا: “كنت شاهد على هذه المجرزة المأساوية، وشاهدت مناظر لم يمكن لعقل أن يتحملها”. وروى حسنين ما شاهده بعد دخول المسلحين المدعومين من إسرائيل على سكان المخيم، حيث “أخذوا يقتلون المدنيين قتلا بلا هوادة، أطفال في سن الثالثة والرابعة وجدوا غرقى في دمائهم”. وتابع: “نساء حوامل بقرت بطونهن ونساء تم اغتصابهن قبل قتلهن، رجال وشيوخ ذبحوا وقتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره”. وبحسب المتحدث، فإن هؤلاء المسلحين، “نشروا الرعب فى ربوع المخيم وتركوا ذكرى سوداء مأساوية وألما لا يمحوه مرور الأيام في نفوس من نجا من أبناء المخيمين”. (الأناضول)




ذكرى مجزرة "صبرا وشاتيلا" .. الدماء لم تجف والمجرمون بلا عقاب


[rtl]ما أن تُذكر صبرا وشاتيلا، إلا وتتجسد أمامك جثث الشهداء المكدسة في شوارع المخيم، ورصاص الميليشيات المسيحية اللبنانية مستقرة في جثثهم، بعد أن عرفت طريقها عقب إضاءة آرئييل شارون للمخيم المحاصر بالقنابل المضيئة، ليرتكب الاحتلال الإسرئيلي والميلشيات اللبنانية أكثر المجازر بشاعة، مجزرة لا تزال دماء شهدائها خضراء، خضراء كالأسى الذي يرافق الذكرى كلما حلّت.[/rtl]
[rtl]في الـ 16 من شتنبر 1982، كان مخيما صبرا وشاتيلا (جنوب بيروت) على موعد مع مجزرة استمرت لثلاثة أيام وأوقعت العشرات من المدنيين العزل شهداء؛ بينهم أطفال ونساء وشيوخ، عرفت فيما بعد باسم "مجزرة صبرا وشاتيلا".[/rtl]
[rtl]وكانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، قد أسست عام 1949 مخيم شاتيلا بهدف إيواء المئات من اللاجئين الذين تدفقوا إليه من قرى عمقا، ومجد الكروم، والياجور في شمال فلسطين بعد عام 1948.[/rtl]
[rtl]قدرت المنظمات الإنسانية والدولية عدد الشهداء؛ بينهم لبنانيون وعرب وغالبيتهم من الفلسطينيين (وفق شهادة الكاتب الأمريكي رالف شونمان أمام لجنة أوسلو في تشرين اول 1982 فإن الشهداء من 12 جنسية)، يتراوح بين الـ 3500 إلى 5000 شخص، من أصل 20 ألف نسمة كانوا يسكنون المخيم وقت حدوث المجزرة.[/rtl]
[rtl]وحتى اللحظة لم يعرف الرقم الدقيق لضحايا المجزرة، لكن فِرَق الصليب الأحمر (منظمة دولية) جمعت نحو 950 جثة، فيما أشارت بعد الشهادات إلى أن العدد قد يصل إلى ثلاثة آلاف؛ بعد أن قام من نفذها بدفن بعض الضحايا في حفر خاصة.[/rtl]
[rtl]مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان Sabraandchatila_245906435[/rtl]
[rtl]وفي تقريرها النهائي استنتجت لجنة التحقيق الإسرائيلية من مصادر لبنانية وإسرائيلية أن عدد القتلى بلغ ما بين 700 و800 نسمة، وفي تقرير إخباري لهيئة الإذاعة البريطانية BBC أشير إلى 800 قتيل في المذبحة.[/rtl]
[rtl]وقدّرت "بيان نويهض الحوت" في كتابها (صبرا وشاتيلا - سبتمبر 1982)، عدد القتلى بـ 1300 نسمة على الأقل، حسب مقارنة بين 17 قائمة تفصل أسماء الضحايا ومصادر أخرى، مشيرة في ذات الكتاب إلى أن حوالي الـ 484 من الضحايا لا يزالون بحكم المخطوف والمفقود، ولم يعد أي منهم حتى الآن.[/rtl]
[rtl]وأفاد الصحافي البريطاني روبرت فيسك، بأن أحد ضباط الميليشيا المارونية الذي رفض كشف هويته قال إن أفراد الميليشيا قتلوا 2000 فلسطيني.[/rtl]
[rtl]مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان Chatilla3_943884845[/rtl]
[rtl]أما الصحافي الإسرائيلي الفرنسي أمنون كابليوك، فقد قال في كتاب نشر عن المذبحة إن الصليب الأحمر جمع 3000 جثة، بينما جمع أفراد الميليشيا 2000 جثة إضافية؛ مما يشير إلى 3000 قتيل في المذبحة على الأقل.[/rtl]
[rtl]وبدأت مجزرة "صبرا وشاتيلا" قبل 36 عاما، بعد أن طوق جيش الاحتلال الإسرائيلي، بقيادة وزير الحرب آنذاك أرئيل شارون، ورافائيل ايتان، وارتكبت بعيدًا عن وسائل الإعلام، واستخدمت فيها الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية لسكان المخيم.[/rtl]
[rtl]مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان Massacre_de_Sabra_et_Chatila_369889139[/rtl]
[rtl]وارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي والميليشيات المسيحية اللبنانية؛ المتمثلة بحزب الكتائب اللبناني وجيش لبنان الجنوبي، مجزرة قتل خلالها المسلحون (نُشروا من قبل الاحتلال والجيش الجنوبي بزعم البحث عن مقاتلين فلسطينيين) النساء والأطفال، وكانت معظم الجثث في شوارع المخيم؛ قبل أن تدخل الجرافات الإسرائيلية لجرف المخيم وهدم المنازل لإخفاء الجريمة.[/rtl]
[rtl]وسبق المجزرة حصار إسرائيلي لمخيمات اللجوء الفلسطينية، انتهى بضمانات دولية بحماية سكان المخيمات العزل بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت، لكن الدول الضامنة لم تفِ بالتزاماتها وتركت الأبرياء يواجهون مصيرهم قتلًا وذبحًا وبقرًا للبطون.[/rtl]
[rtl]المجزرة وقعت في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين (جنوب بيروت) وحي صبرا اللبناني الفقير، بعد يومين من اغتيال الرئيس اللبناني المنتخَب بشير الجميل. وبدت كأنها انتقام لمقتل الجميل الذي كان زعيمًا للمليشيات اليمينية المتعاونة مع إسرائيل.[/rtl]
[rtl]وجاءت مجزرة صبرا وشاتيلا بعد يوم من اجتياح القوات الإسرائيلية بقيادة آرئيل شارون (وزير الحرب آنذاك في حكومة مناحيم بيجن) غرب بيروت وحصارها المخيم، بناءً على مزاعم بأن منظمة التحرير الفلسطينية التي كان مقاتلوها قد غادروا لبنان قبل أقل من شهر خلّفوا وراءهم نحو ثلاثة آلاف مقاتل في المخيم.[/rtl]
[rtl]مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان Chatilla1_391568952[/rtl]
[rtl]ويعتقد المفكر والكاتب الأمريكي نعوم تشومسكي، أن الإدارة الأمريكية هي من تتحمل المسؤولية "لأنها أعطت الضوء الأخضر للمؤسسة الإسرائيلية باجتياح لبنان في العام 1982".[/rtl]
[rtl]ورأى تشومسكي بأن الولايات المتحدة "غدرت" بالحكومة اللبنانية والفلسطينيين حين أعطت الطرفين ضمانات بسلامة الفلسطينيين بعد مغادرة الفدائيين بيروت، "إلا أن القوات الأمريكية انسحبت قبل أسبوعين من انتهاء فترة تفويضها الأصلية بعد الإشراف على مغادرة مقاتلي منظمة التحرير، قبل أن توفر الحماية للسكان المدنيين".[/rtl]
[rtl]وعلى أثر المجزرة أمرت الحكومة الإسرائيلية المحكمة العليا بتشكيل لجنة تحقيق خاصة، وقرر رئيس المحكمة العليا إسحاق كاهن، أن يرأس اللجنة بنفسه، وسميت "لجنة كاهان"، وأعلنت اللجنة عام 1983 نتائج البحث.[/rtl]
[rtl]وأقرت اللجنة أن وزير الجيش الإسرائيلي شارون يتحمل مسؤولية غير مباشرة عن المذبحة إذ تجاهل إمكانية وقوعها ولم يسع للحيلولة دونها، كما انتقدت رئيس الوزراء مناحيم بيغن، ووزير الخارجية اسحق شامير، ورئيس أركان الجيش رفائيل ايتان وقادة المخابرات، موضحة أنهم لم يقوموا بما يكفي للحيلولة دون المذبحة أو لإيقافها حينما بدأت.[/rtl]
[rtl]وعام 2002؛ وتحديدًا في 24 يناير، قتل الوزير اللبناني السابق إيلي حبيقة في انفجار سيارة ملغومة في ضاحية الحازمية في بيروت الشرقية، وقتل معه في الانفجار ثلاثة من مرافقيه، وقد رجح مراقبون وقتها أن اغتيال حبيقة جاء بعد أن أبدى استعداده للإدلاء بشهادته أمام الجنايات الدولية حول مجزرة صبرا وشاتيلا، ورجحوا أن تكون الاستخبارات الإسرائيلية من قام بالاغتيال.[/rtl]
[rtl]مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان Chatilla2_703594196[/rtl]
[rtl]ويعد إيلي حبيقة من أبرز قيادات حزب الكتائب اللبناني، وكان من أبرز المتهمين في مجازر صبرا وشاتيلا؛ والتي نفذتها القوات اللبنانية (الجناح العسكري لحزب الكتائب اللبناني).[/rtl]
[rtl]يبدو أن كل المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين تمر بالمراحل ذاتها، فالمجرمين يفرون بفعلتهم دائما والمجتمع الدولي يتستر على الجريمة في بدايتها ثم يفتح تحقيق ليغسل وجهه بدماء الضحايا، فيما تكتفي الجهات الرسمية الفلسطينية بفتح صفحات السلام مع الاحتلال وقادة الأحزاب التي شاركت في مجزرة صبرا وشاتيلا، وهناك غير بعيد لا زالت الدماء على الجدران، ولا زال أهم المخيم يتذكرون أدق التفاصيل، يتذكرون لحظة ضغط الزناد ولمعة نصل السكاكين.[/rtl]
[rtl][/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان   مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان Emptyالإثنين 17 سبتمبر 2018, 7:28 pm

مجزرة صبرا وشاتیلا : وصمة عار تتجدد ذكراھا في كل عام

2010 / 9 / 20


لا شك أن أي استحضار ولو كان سریعاً وخاطفاً لمجریات الأحداث في الوطن العربي ومن حولھ منطقة الشرق الأوسط على مدار
العقود الستة الأخیرة یؤكد أن أقل ما یمكن أن یوصف بھ الكیان الصھیوني اللقیط الجاثم فوق ثرى فلسطین الحبیبة منذ عام 1948
بقوة القھر ومجافاة القانون الدولي وشرعة الإنسان أنھ ظل على الدوام مغتصباً مقیتاً وظالماً متجبراً وعنصریاً مغرقاً في نزعة
العدوان وممارسة جمیع صنوف وأنواع الطغیان والوحشیة والإجرام، لكثرة ما حفل بھ تاریخھ الأسود من سفك لدماء العرب بصورة
عامة والفلسطینیین بصورة خاصة، تمثل بمسلسل أحمر مستمر ومتصل الحلقات من المجازر والمذابح البربریة التي فاقت في كمھا
وكیفیة ارتكابھا جمیع أشكال وألوان الإبادة الجماعیة التي ارتكبتھا بحق الشعوب البریئة والمغلوبة على أمرھا أكثر الأنظمة فاشیة
وشمولیة في العالم، بما في ذلك أنظمة الفصل العنصري "الأبرتھاید" التي خلفھا الاستعمار الغربي وراءه في بلدان عدیدة من العالم
وبالخصوص في القارة السمراء والتي تساقطت الواحد بعد الأخر وكان آخرھا نظام البیض في بریتوریا.
ومجزرة صبرا وشاتیلا ھي واحدة من بین ھذه المجازر والمذابح التي لا حصر ولا عدد لھا والتي جرت العادة أن نتناولھا بالبحث
والمتابعة في مواقیت استحقاقاتھا السنویة لغرض إنعاش الذاكرة لدى المواطنین العرب على المستویین الوطني والقومي.
إنھا المجزرة التي ُ یحیي الفلسطینیون والعرب عامة ذكراھا الثامنة والعشرین ھذه الأیام في أجواء بالغة الحزن والكآبة. ولربما أن ما
 وھوان
یضاعف من الحزن والكآبة أن ذكرى ھذه المجزرة تجيء ھذا العام وحال الأمة العربیة لم یزل على ما كان علیھ من ٍ ترد ٍ
ٍ وفقدان للإرادة والكرامة، بفعل استمرار "أولي الأمر" من الحكام العرب على قمم أھرام أنظمتھم الشمولیة العاجزة أمام كل شيء
وأي شيء إلا شعوبھا، وبفعل مضیھم في الرضوخ والاستكانة التامتین للإرادة الأمیركیة ـ الصھیونیة المشتركة.
ففي صبیحة ذلك الیوم الأسود، السابع عشر من شھر سبتمبر/أیلول 1982 قبل ثمانیة وعشرین عاماً، استیقظ أبناء مخیمي صبرا
وشاتیلا الفلسطینیین وحزام الفقر اللبناني المحیط بھما ُ العزل إلا من رحمة الله والإیمان بھ وحب الوطن والرغبة في العیش والتعایش
الآمنین، على واحدة من أكبر وأكثر جرائم العصر دمویة ووحشیة، بل ربما الأكبر والأكثر دمویة ووحشیة في كل عصور التاریخ
القدیمة والحدیثة، لھول المأساة التي حلت بھم وحجم الدماء البریئة التي استنزفت من أجسادھم بفعل الأعمال الانتقامیة الإجرامیة
والأسالیب اللاأخلاقیة المنافیة لأبسط القیم والمبادئ المنصوص علیھا في المواثیق والمعاھدات الدولیة الضامنة لسلامة المدنیین أثناء
الحروب، التي ارتُكبت ومورست ضدھم من قبل المحتلین الصھاینة وحلفائھم المحلیین في لبنان الذین یفترض منطق الأخوة أن
یحسنوا وفادتھم ویحموھم من غدر الزمان وأي خطر یداھمھم من الخارج!!
في تلك المجزرة تحالف أعداء القیم الإنسانیة والخیر والحق والعدل من غزاة برابرة آثمین أفاقین وطامعین تمثلوا بجنود جیش
الحرب الصھیوني وخونة أنجاس مارقین حاقدین ووضیعین تمثلوا ببعض قادة وكوادر وعناصر میلیشیا "القوات اللبنانیة" التي كانت  تشكل في حینھ الجناح العسكري الضارب لحزب "الكتائب" المعروف بنزعتھ الیمینیة المتطرفة وانعزالیتھ وعدائھ الصارخ
للفلسطینیین والوطنیین اللبنانیین، وحتى المسیحیین المعتدلین، لشن حرب إبادة جماعیة ضد أبناء المخیمین وحزام الفقر، غابت عنھا
أبسط متطلبات التكافؤ العسكري، أكان ذلك لجھة العدد أو لجھة العدة والعتاد.
نعم في تلك المجزرة التي كان فیھا التعطش لسفك الدماء "سید الموقف"تحالف جیش الحرب الصھیوني مع حزب "الكتائب" لیسطرا
بالدم والحدید والنار صفحة قذرة أخرى من صفحات الظلم والبطش، اللذین مارسھما الكیان الصھیوني الفاشي بحق الفلسطینیین
طوال العقود الستة الأخیرة، بذریعة الانتقام لاغتیال الرئیس اللبناني بشیر الجمیل، ولغرض تصفیة الفلسطینیین في المخیمین وإرغام
من یتبقى منھم على الھجرة من جدید، على غرار ما حدث سابقاً في مخیمات تل الزعتر وجسر الباشا وضبیة وما تبعھ لاحقاً في
مخیم نھر البارد "وما ُ ینتظر أن یلحق بھ مستقبلاً في المخیمات الفلسطینیة الأخرى، والذي بدأت مظاھره تعبر عن نفسھا من خلال
ما یفتعل ھذه الأیام من ضجیج حول إسطوانة التوطین المشروخة التي ترافقت مع إقرار بعض الحقوق الوھمیة للفلسطینیین.
لقد صدر قرار تنفیذ تلك المجزرة عن لجنة صھیونیة ثلاثیة شیطانیة علیا تشكلت یومھا من رئیس حكومة العدو في تل أبیب مناحیم
بیغن ووزیر حربھ آرئیل شارون ورئیس أركان جیش حربھ رفائیل إیتان، وتقرر أن تكون "القوات اللبنانیة" بقیادة رئیس مجلسھا
آنذاك إیلي حبیقة رأس الأفعى والأداة التنفیذیة لھا. وبدأت المجزرة فعلیاً في تمام الساعة الخامسة من مساء السادس عشر من
سبتمبر/أیلول عندما قامت ثلاث فرق عسكریة تكونت كل منھا من خمسین مجرماً وسفاحاً من عناصر "القوات اللبنانیة"المدججین
بمختلف أنواع الأسلحة الصھیونیة الفتاكة باقتحام المخیمین وجوارھما والانقضاض على السكان في مضاجعھم، وإعمال القتل في من
وصلت إلیھ أیادیھم الآثمة دون ما تفریق بین نساء وأطفال ُ رضع وشیوخ طاعنین في السن. والأسوأ من ذلك أنھم قاموا باغتصاب
الفتیات البكر والنساء وبقر بطون الحوامل منھن وإخراج الأجنة منھا ونثرھا فوق القمامة وفي الأزقة والشوارع ومن بعد قتلھن
بالسكاكین والبلطات والآلات الحادة التي استحضروھا معھم خصیصاً لذلك الغرض الشیطاني. لقد نشروا الرعب في كل مكان
مخلفین وراءھم ذكرى مأساویة سوداء ومؤلمة یصعب محوھا مع مرور الأیام من نفوس من نجا من ھؤلاء السكان المساكین.
یومان متواصلان من القتل والسحل والذبح والاغتصاب تحت سماء تنیرھا القنابل المضیئة التي وفرتھا الطائرات الحربیة الصھیونیة
لتسھیل المھمة ووسط قیام دبابات جیش الحرب الصھیوني بإغلاق كل مخارج النجاة في المنطقة المستھدفة ومنع أي أحد من الدخول
إلیھا، بما في ذلك الصحافیین ومراسلي وكالات الأنباء المحلیة والعالمیة وممثلي المنظمات الإنسانیة اللبنانیة والوافدة إلا بعد انتھاء
المجزرة في الثامن عشر من سبتمبر/أیلول حین استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح في تاریخ البشریة فوجد جثثاً مذبوحة بلا
رؤوس ورؤوساً بلا أعین أو أنوف أو آذان، لأكثر من 3000 طفل وامرأة وشیخ وشاب من أبناء المخیمین الفلسطینیین وحزام الفقر
اللبناني المحیط بھما!!
وفیما كانت المجزرة قد وصلت ذروة وحشیتھا مع ُ مضي مرتكبیھا في استباحة قدسیة الروح الإنسانیة واستمرار تدفق شلالات دم
الأبریاء من الشعبین أیقظ المحرر العسكري الصھیوني رون بن یشاي وزیر الحرب الصھیوني الإرھابي آرئیل شارون لیستفسر منھ
عما كان یجري في ذلك الشطر من العاصمة اللبنانیة بیروت، فجاءه الجواب ببرودة واستخفاف "عام سعید"!! وبعد ساعات قلیلة من
ذلك، وقف رئیس الوزراء الصھیوني الإرھابي الأكبر مناحیم بیغن في الكنیست وقال بفرح وسرور بالغین "جوییم قتلوا
جوییم...فماذا نفعل؟"،عانیاً بذلك أن "غرباء قتلوا غرباء"، أي أن "الغرباء اللبنانیین" قتلوا "الغرباء الفلسطینیین" وأن لا دخل لكیانھ
العنصري وجیش حربھ في ما كل ما جرى!!
ثمانیة وعشرون عاماً مرت على المجزرة ولم یجرؤ المجتمع الدولي بطولھ وعرضھ وقده وقدیده حتى الآن على ملاحقة المجرمین
الذین خططوا لھا وارتكبوھا وسھلوا تنفیذھا والذین ما یزالون طلقاء، ومنھم من واصل ارتكاب جرائم القتل والإبادة ضد أبناء الشعب
الفلسطیني خلال انتفاضتیھ الأولى في عام 1987 والثانیة في عام 2000 مثل الإرھابي آرئیل شارون الذي یعیش "كوما" حادة منذ
ما یزید عن أربعة أعوام ویتكھن الأطباء بعدم شفائھ منھا، ومنھم من لم یزل یھددھم بالویل والثبور وعظائم الأمور في مخیمات
لبنان مثل كثیرین في قیادتي حزب "الكتائب" و"القوات اللبنانیة" التي یرأسھا الیوم السفاح سمیر جعجع الذي كانت لھ الید الطولى في
كل الجرائم التي ارتكبت بحق الفلسطینیین النازلین ضیوفاً مؤقتین على لبنان وأبنائھ الشرفاء منذ حدوث النكبة في عام 1948
جماعات وفرادى وزرافات ووحدانا.
وتشھد على ذلك روح والدة لصدیق لي ما أن بلغت حاجز الموت في البربارة، الذي كان یتولى المذكور آنفاً مسئولیتھ والإشراف
على الجرائم والفظائع والانتھاكات الصارخة التي ارتكبت فیھ في عام 1983 ،عائدة من مدینة طرابلس في شمال لبنان إلى منزل
العائلة في صیدا جنوبھ حتى اختفت ولم یظھر لھا أثر حتى الیوم. ویؤكد ذلك أصدقاء لھذا الصدیق في حزب "الكتائب" نفسھ عملوا
جاھدین من أجل العثور علیھا أو على جثتھا لكنھم لم یفلحوا. وكان لھؤلاء رأي مختلف ومعارض لممارسات جعجع الدمویة، إلا
أنھم كانوا یتھیبون الإفصاح عنھ خوفاً على حیاتھم وحیاة عائلاتھم.
ولصدیقي بعینھ حكایة مع حزب "الكتائب" و"القوات اللبنانیة" وبالخصوص فادي افرام ومعتقلھم في"الكارنتینا" بما فیھ زنازینھ
وحمامات مائھ المثلجة التي كانت مقامة أمامھا في الھواء الطلق حكایة طویلة "ومشوقة" امتدت لیلة كاملة كانت الأسوأ في حیاتھ،
وشھد فیھا الرقم 925 الذي ُ دمغ فوق قبضة یده على فاشیتھم وانعدام الإنسانیة عند غالبیتھم "أتجنب ھنا التعمیم حتى لا أظلم من
كانوا منھم أصدقاء لصدیقي، وھم بالطبع لم یتجاوزوا عدد أصابع الید الواحدة". وحسبما أسرى ھذا الصدیق إلي، فإنھ سیكون لھ عودة إلى الحكایة في مقالة خاصة ستحمل عنوان "لیلة في زنزانة كتائبیة" وستشھد النور قریباً، لأن حكایتھ المروعة حدثت في مثل
ھذه الأسبوع من عام 1982 ولأنھ یعتقد أن الوقت قد حان لسردھا وإخراجھا للنور لتكون شاھداً إضافیاً على النزعة الإجرامیة
للكتائبیین والقوات التي فضحتھا مجزرة صبرا وشاتیلا، والتي تفضحھا ھذه الأیام التصریحات والخطب التي تبرر الخیانة والتعامل
مع كیان العدو والأخرى التحریضیة وغیر المبررة التي یطلقھا بعض مسؤولیھم ضد الفلسطینیین والتي تذكرنا بتصریحات وخطب
مماثلة أطلقوھا في العام الماضي في حفل إحیاء الذكرى السابعة والعشرین لاغتیال الرئیس بشیر الجمیل والتي ادعت دون ما استناد
إلى مسوغات أو مبررات أن "الفلسطینیین یشكلون خطراً على لبنان، سواء تواجدوا داخل المخیمات أو خارجھا"، وھي تصریحات
وخطب مماثلة لتلك التي مھدت للحرب الأھلیة واستھدفت الفلسطینیین والوطنیین اللبنانیین في عقد السبعینات من القرن الماضي!!
من الجدیر ذكره أن تقریر "لجنة كاھانا" التي كانت قد تشكلت في تل أبیب للتحقیق في ملابسات المجزرة اعترف صراحة بمسئولیة
رئیس وزراء العدو مناحیم بیغن وأركان حكومتھ وجیشھ عن المجزرة، استناداً إلى اتخاذھم قرار دخول "حزب الكتائب" ممثلاً
بمقاتلي "القوات اللبنانیة" بقیادة إیلي حبیقة وفادي افرام وعدد آخر من لجنتھا التنفیذیة المخیمین وجوارھما واستباحة كل ما جاء في
طریقھم، إلا أن اللجنة اكتفت بتحمیلھم مسئولیة غیر مباشرة وطالبت بإقالة وزیر الدفاع آرئیل شارون وعدم التمدید لرفائیل إیتان
كرئیس لأركان الجیش بعد انتھاء مدة خدمتھ في شھر أبریل/نیسان من عام 1983 ،وھو ما حصل بالفعل. وكان من البدیھي أن تلقي
اللجنة تبعة المسئولیة المباشرة والكاملة في ما جرى على قادة ومقاتلي"القوات اللبنانیة" ومن خلالھم على "حزب الكتائب" باعتبار
أنھم كانوا رأس الحربة، لا بل رأس الأفعى، في المجزرة والأداة التنفیذیة الرخیصة لھا. لكن ضابطاً كبیراً في الأسطول البحري
الأمیركي الذي كانت بعض قطعھ راسیة قبالة شواطئ العاصمة اللبنانیة بیروت ویدعى ونستون بیرنیت دحض مزاعم "لجنة كاھانا"
من خلال تأكیده على أن "النخبة القیادیة الصھیونیة" في تل أبیب تتحمل المسئولیة المباشرة للمجزرة وأن ما جرى في صبرا وشاتیلا
كان جرائم حرب حقیقیة. وفي تقریر رسمي رفعھ إلى قیادتھ في وزارة الدفاع "البنتاجون" عبر عن استخفافھ بتقریر "لجنة كاھانا"
بالتساؤل:"إذا لم یكن كل ما جرى جرائم حرب، فما الذي یكون؟". ومن المؤسف أن تقریر الضابط الأمیركي لم یحظ في حینھ
باھتمام مماثل للاھتمام الذي حظي بھ تقریر "لجنة كاھانا"، برغم أن الضابط قد سجل بدقة كاملة ولحظة بلحظة جمیع ملابسات
وتفاصیل المجزرة والاجتماعات المكثفة التي جرت بین كبار القادة العسكریین والسیاسیین للكیان الصھیوني والقادة الكتائبیین وعلى
نحو خاص مع إیلي حبیقة.
وعلى الرغم من تأكید جھات رسمیة وأخرى خاصة كثیرة ما جاء في تقریر الضابط الأمیركي بیرنیت ومن بینھا منظمة ھیومان
رایتس وتش التي قال مدیرھا التنفیذي لقسم الشرق الأوسط وشمال إفریقیا ھاني میغالي "أن ھناك الكثیر من الدلائل التي أشارت إلى
أن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانیة قد ارتكبت على نطاق واسع في مجزرة صبرا وشاتیلا"، إلا أنھ لم یتم لیومنا ھذا جلب أي من
المجرمین المباشرین وغیر المباشرین أمام القضاء الإقلیمي أو القضاء الدولي. ولقد جرت محاولات عربیة وأخرى دولیة غیر
حكومیة لمحاكمة ھؤلاء في لاھاي وأماكن أخرى من العالم، إلا أن الكیان الصھیوني ومن ورائھ الولایات المتحدة تمكن من إحباطھا
كلھا. ومن الغریب أن الولایات المتحدة التي تعقبت من أسمتھم مجرمي حرب في أماكن مختلفة من العالم، تواصل منح حصانات
وحمایات وتغطیات خاصة لمجرمي الحرب الحقیقیین في الكیان الصھیوني وعملاء ھذا الكیان متحصنة ھي الأخرى بالنظام العالمي
الجدید الذي استأثرت بھ وطوعتھ لخدمة مصالحھا ومصالح الكیان الصھیوني الذي یشكل قاعدة أمامیة لتنفیذ استراتیجیتھا الھدامة في
الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط كلھا.
ترى ألم یحن الوقت بعد الذي یفترض أن نرى فیھ من ارتكبوا مجزرة صبرا وشاتیلا ومن ساھموا فیھا بشكل مباشر أو غیر مباشر
یقفون أمام القضاء الدولي أو الوطني ویلقون قصاصھم العادل، بعد صبر طال ثمانیة وعشرین عاماً؟ یفترض أن یكون قد حان منذ
وقت طویل. لیتنا نعیش لنرى ذلك الوقت.
سبتمبر/أیلول 2010
كاتب وباحث فلسطیني مقیم في الدانمارك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان   مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان Emptyالإثنين 17 سبتمبر 2018, 7:29 pm

محمود سعيد كعوش: مجزرة صبرا وشاتيلا.. كنت أحد شهود العيان
September 16, 2018

محمود سعيد كعوش
مجزرة تستوطن الذاكرة
جريمة بربرية لا تغتفر ولا تنسى
الصهاينة خططوا واتخذوا القرار وميليشيا “القوات اللبنانية” كانت رأس الأفعى التنفيذية
رفعوا الأعلام والمحارم البيضاء وتقدموا من الكتائبيين قائلين: نحن مع السلام والوفاق، فقتلوهم على الفور
جثث الفلسطينيين كانت ملقاة في مجموعات بين أنقاض مخيم شاتيلا، وكان من المستحيل الحصول على رقم محدد لعدد الضحايا
صبرا وشاتيلا…حوار السيف والرقبة!!
صبرا وشاتيلا…مجزرة تستوطن الذاكرة!!
– في تلك الجريمة الوحشية تحالف أعداء الإنسانية وقيم الخير والحق والعدل من صهاينة غزاة وخونة محليين جلهم من ميليشيا “القوات اللبنانية” التي كانت تشكل آنذاك الذراع العسكري لحزب “الكتائب” اللبناني المعروف بنزعته اليمينية المتطرفة وانعزاليته وعدائه الصارخ للفلسطينيين والوطنيين اللبنانيين، لشن حرب إبادة جماعية ضد أبناء المخيمين وحزام الفقر المحيط بهما.
– قرار ارتكاب مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا اتخذته في حينه لجنة صهيونية ثلاثية شيطانية عليا تشكلت من رئيس حكومة العدو في حينه الإرهابي مناحيم بيغن ووزير حربه الإرهابي آرئيل شارون ورئيس أركان جيش حربه الإرهابي رفائيل إيتان، وتقرر أن تكون ميليشيا “القوات اللبنانية” رأس الأفعى التنفيذية.
– نعم سنصبر وننتظر، وستبقى مجزرة صبرا وشاتيلا الرهيبة وصمة عار فوق جباه الصهاينة الذين خططوا لها وأشرفوا عليها، وفوق جباه حلفائهم الكتائبيين اللبنانيين اليمينيين الذين ارتكبوها بدم بارد، وفي السجلات التاريخية للدول الغربية والعربية التي تآمرت أو تواطأت أو تماهت مع الطرفين أو غضت الطرف عنهما وعن جريمتهما النكراء. نعم ستبقى مجزرة صبرا وشاتيلا وصمة عار لا تُمحى مع تقادم الأيام.
منذ أن ابتُلي الفلسطينيون بنكبتهم وحتى الآن ظل كيان العدو الصهيوني في تل أبيب على الدوام كياناً إرهابياً فاشياً ومغتصباً مقيتاً وظالماً متجبراً وعنصرياً مغرقاً في نزعة العدوان وممارسة جميع صنوف وأنواع الطغيان والوحشية والإجرام، لكثرة ما حفل به تاريخه الأسود من سفك لدماء الفلسطينيين والعرب عامة.
ولقد عبر هذا الكيان المصطنع عن ذلك بمسلسل متواصل الحلقات من الاعتداءات الغاشمة والمذابح والمجازر البربرية التي فاقت من حيث وحشيتها وأعداد ضحاياها الإبادات الجماعية التي ارتكبتها أكثر الأنظمة شمولية وفاشية وعنصرية في التاريخ، بما في ذلك أنظمة الفصل العنصري “الأبرتهايد” التي خلفها الاستعمار الغربي وراءه في بلدان عديدة من العالم، وعلى وجه الخصوص في بلدان القارة الإفريقية، والتي تساقطت تباعاً، وكان آخرها نظام البيض في بريتوريا.
ومما لا شك فيه أن مجزرة صبرا وشاتيلا كانت واحدة من أبرز هذه المذابح والمجازر التي لا حصر ولا عدد لها، والتي جرت العادة أن نتناولها بالبحث والمتابعة والتدقيق والتمحيص في مواقيت استحقاقاتها السنوية لغرض إنعاش الذاكرة العربية الوطنية والقومية، وأخذ الدروس والعبر منها. فعلى الأعوام التي تلت تاريخ ارتكاب المجزرة في عام 1982، اعتاد الفلسطينيون والعرب على إحياء ذكراها في أجواء بالغة من الحزن والأسى، نتيجة حالة التردي والهوان وفقدان الإرادة والكرامة التي كانت ولم تزل سمة غالبة على الأمة العربية من المحيط إلى الخليج بفعل ضعف ووهن النظام الرسمي العربي وخضوع الحكام العرب واستسلامهم لمشيئة الإرادة الأميركية ـ الصهيونية المشتركة.
مع بزوغ فجر ذلك اليوم الأسود 17 أيلول/سبتمبر 1982، استفاق الفلسطينيون واللبنانيون في مخيمي صبرا وشاتيلا وفي حزام الفقر المحيط بهما غرب مدينة بيروت على واحدة من أكبر وأكثر جرائم العصر الحديث وحشية ودموية، لهول الكارثة الإنسانية التي حلت بهم وحجم الدماء البريئة التي سُفكت جراء الأعمال الإجرامية الانتقامية والأساليب اللاأخلاقية المنافية لأبسط القيم والمبادئ المنصوص عليها في المواثيق والمعاهدات الدولية الضامنة لسلامة المدنيين أثناء الحروب التي ارتكبها بحقهم ومارسها ضدهم المحتلون الصهاينة وحلفاؤهم المحليون الذين افترض منطق الأخوة إحسان وفادتهم وحمايتهم بدل الغدر بهم والسعي لإبادتهم!!
في تلك الجريمة الوحشية تحالف أعداء الإنسانية وقيم الخير والحق والعدل من صهاينة غزاة وخونة محليين جلهم من ميليشيا “القوات اللبنانية” التي كانت تشكل آنذاك الذراع العسكري لحزب “الكتائب” اللبناني المعروف بنزعته اليمينية المتطرفة وانعزاليته وعدائه الصارخ للفلسطينيين والوطنيين اللبنانيين، وحتى للمسيحيين المعتدلين، لشن حرب إبادة جماعية ضد أبناء المخيمين وحزام الفقر المحيط بهما، غابت عنها أبسط متطلبات التكافؤ العسكري، أكان ذلك لجهة العدد أو لجهة العدة والعتاد.
وفي تلك الجريمة النكراء والمشينة التي كان فيها التعطش لسفك الدماء “سيد الموقف” تحالف جيش الحرب الصهيوني مع حزب “الكتائب” ليسطرا معاً بالدم والحديد والنار صفحة قذرة جديدة، أُضيفت إلى صفحات الإثم والعدوان التي سطرها كيان العدو الفاشي بحق الفلسطينيين على مدار سنوات النكبة، بذريعة الانتقام لاغتيال الرئيس اللبناني بشير الجميل، ولغرض تصفية الفلسطينيين في المخيمين على غرار ما حدث سابقاً في مخيمات تل الزعتر وجسر الباشا وضبية وما تبعه لاحقاً في مخيم نهر البارد، وما يُنتظر أن يلحق به مستقبلاً في مخيمات عين الحلوة والمية ومية وبرج البراجنة وبقية المخيمات الفلسطينية الأخرى، والذي تعبر مظاهره عن نفسها من خلال ما يفتعل بين الحين والآخر من ضجيج حول اسطوانة التوطين المشروخة وإيواء الإرهابيين!!
قرار ارتكاب مجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا اتخذته في حينه لجنة صهيونية ثلاثية شيطانية عليا تشكلت من رئيس حكومة العدو في حينه مناحيم بيغن ووزير حربه آرئيل شارون ورئيس أركان جيش حربه رفائيل إيتان، وتقرر أن تكون ميليشيا “القوات اللبنانية” رأس الأفعى التنفيذية. فقبل بدء المجزرة بيومين وتحديداً مع مساء 14 أيلول/سبتمبر 1982 عقد القادة الصهاينة الثلاثة اجتماعاً مطولاً خصصوه لوضع خطة الاقتحام وتهيئة الظروف المناسبة لقيام القوات الكتائبية بالمهمة الشيطانية. وفي 15 أيلول/سبتمبر 1982 اقتحمت جحافل جيش الحرب الصهيوني الجزء الغربي من مدينة بيروت وأحكمت الطوق حول المخيمين المذكورين. وفي صبيحة اليوم التالي، 16 أيلول/سبتمبر 1982، عقدت اللجنة الصهيونية الثلاثية اجتماعاً جديداً حضره القائد الأعلى لقوات الشمال في جيش الحرب الصهيوني الجنرال أمير دوري وقائد المجلس الحربي للقوات اللبنانية في حينه فادي افرام، وتم بموجبه تكليف إيلي حبيقة، أحد كبار المسؤولين الأمنيين في القوات اللبنانية بمهمة الإشراف على تنفيذ الجريمة النكراء.
أجمع المراقبون والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية على أن المجزرة بدأت فعلياً في الساعة الخامسة من مساء 16 أيلول/سبتمبر 1982 عندما قامت ثلاث فرق عسكرية تكونت كل منها من خمسين مجرماً وسفاحاً من عناصر “القوات اللبنانية” المدججين بمختلف أنواع الأسلحة الصهيونية الفتاكة باقتحام المخيمين وجوارهما والانقضاض على السكان في مضاجعهم، وإعمال القتل والذبح في كل من وصلت إليه أياديهم الآثمة دونما تفريق بين نساء وأطفال رُضع وشيوخ طاعنين في السن، والقيام باغتصاب الفتيات البكر والنساء وبقر بطون الحوامل منهن وإخراج الأجنة منها ونثرها فوق أكوام القمامة وفي الأزقة والشوارع ومن ثم قتلهن بالسكاكين والبلطات والآلات الحادة التي استحضروها معهم خصيصاً لذلك الغرض الشيطاني. لقد نشروا الرعب في كل مكان مخلفين وراءهم ذكرى مأساوية سوداء ومؤلمة يستحيل محوها من نفوس من كتبت لهن ولهم النجاة من هؤلاء السكان المساكين.
واستناداً لشهود عيان كُتبت لهم النجاة فإن المجزرة قد تواصلت على مدار يومين أسودين من القتل والسحل والذبح والاغتصاب تحت أنوار القنابل المضيئة التي وفرتها الطائرات الحربية الصهيونية ووسط قيام دبابات جيش الحرب الصهيوني بإغلاق كل مخارج النجاة في المنطقة المستهدفة ومنع أي كان من الدخول إليها، بمن في ذلك الصحافيين ومراسلي وكالات الأنباء المحلية والعالمية وممثلي المنظمات المدنية والإنسانية اللبنانية والوافدة إلا بعد انتهاء المجزرة في 18 أيلول/سبتمبر 1982، حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية فوجد جثثاً مذبوحة بلا رؤوس ورؤوساً بلا أعين أو أنوف أو آذان، لأكثر من 3500 طفل وامرأة وشيخ وشاب من أبناء المخيمين الفلسطينيين وحزام الفقر اللبناني المحيط بهما، وفق تقديرات توصل إليها الكثيرون من بينهم الصحفي الصهيوني “آمنون كابليوك “. وقد ذهب البعض إلى القول بأن العدد تراوح بين 4000 و 5000 ضحية!!
وفي الوقت الذي كانت المجزرة في ذروة وحشيتها مع مُضي مرتكبيها في استباحة قدسية الروح الإنسانية واستمرار تدفق شلالات دم الأبرياء من الشعبين الفلسطيني واللبناني أيقظ المحرر العسكري الصهيوني رون بن يشاي وزير الحرب الصهيوني الإرهابي آرئيل شارون ليستفسر منه عما كان يجري في الشطر الغربي من العاصمة اللبنانية بيروت، فجاءه الجواب ببرودة واستخفاف “عام سعيد”!! وبعد مرور بضع ساعات على ذلك وفي خطوة دراماتيكية وقحة للتنصل من الجريمة، وقف رئيس الوزراء الصهيوني الإرهابي الأكبر مناحيم بيغن في الكنيست وقال بفرح وسرور بالغين “جوييم قتلوا جوييم…فماذا نفعل؟”،عانياً بذلك أن “غرباء قتلوا غرباء”، أي أن “الغرباء اللبنانيين” قتلوا “الغرباء الفلسطينيين” وأن لا دخل لكيانه العنصري وجيش حربه في ما كل ما جرى!!
عقود متتالية مرت على تاريخ حدوث المجزرة ولم يجرؤ المجتمع الدولي بعد، بطوله وعرضه وقده وقديده، على ملاحقة الصهاينة المجرمين الذين خططوا لها وسهلوا تنفيذها والذين كان من بينهم من واصل ارتكاب جرائم القتل والإبادة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، خلال انتفاضتيه الأولى في عام 1987 والثانية في عام 2000 وخلال الاعتداءات العسكرية الصهيونية الإجرامية على قطاع غزة في الأعوام 2007 و 2008 و 2010 و 2014 وصولاً إلى اليوم، وفي مقدمهم الإرهابي المقبور آرئيل شارون، ولا على ملاحقة من لا زالوا يهددونهم بالويل والثبور وعظائم الأمور في مخيمات لبنان مثل كثيرين في قياديي حزب “الكتائب” الذي يرأسه الآن وريث آل الجميل في زعامة الحزب النائب سامي أمين الجميل وحزب “القوات اللبنانية” الذي يرأسه السفاح سمير فريد جعجع الذي كانت له اليد الطولى في كل الجرائم التي ارتكبت بحق الفلسطينيين النازلين ضيوفاً مؤقتين على لبنان وأبنائه الشرفاء منذ حدوث النكبة في عام 1948 جماعات وفرادى وزرافات ووحدانا.
وفي هذا المقام تشهد على إجرامهم روح والدتي رحمها الله وجعل مثواها جنة الفردوس التي ما أن بلغت حاجز الموت في البربارة، الذي كان يتولى جعجع مسؤوليته والإشراف على الجرائم والفظائع والانتهاكات الصارخة التي ارتكبت عنده، عائدة من مدينة طرابلس في شمال لبنان إلى منزل العائلة في مدينة صيدا جنوبه حتى اختفت ولم يظهر لها أثر حتى يومنا هذا. حدث ذلك بعد مرور شهر وبضعة أيام على قيام جيش الكيان الصهيوني المجرم باجتياح لبنان في عام 1982. وأكد الواقعة المؤلمة أصدقاء في حزب “الكتائب” عملوا جاهدين من أجل العثور على الراحلة الغالية أو على جثتها لكنهم لم يفلحوا. وكان لهؤلاء رأي مختلف ومعارض لممارسات جعجع الدموية، إلا أنهم كانوا يتخوفون من الإفصاح عنه حرصاً على حياتهم وحياة عائلاتهم !!
وكان لي شخصياً حكاية مع حزب “الكتائب” وذراعه العسكري “القوات اللبنانية” وبالخصوص مع رئيس اللجنة التنفيذية للقوات اللبنانية آنذاك فادي افرام ومعتقلهم الأسود في “الكارنتينا” بما فيه زنازينه وحمامات مائه المثلجة التي كانت مقامة أمامها في الهواء الطلق حكاية طويلة يندى لها جبين الإنسانية، امتدت لليلة كاملة كانت من أسوأ الحكايات وأكثرها ألماً في حياتي. وشهد في تلك الحكاية الرقم 505 الذي دُمغ فوق قبضة يدي على فاشيتهم وانعدام الإنسانية عند غالبيتهم “وهنا أتجنب التعميم حتى لا أظلم من كانوا منهم أصدقاء لي، وهم بالطبع لم يتجاوزوا عدد أصابع اليد الواحدة”.
فالحكاية المروعة حدثت في 21 أيلول/سبتمبر 1982، قبل يوم واحد من انتخاب الرئيس أمين الجميل خلفاً لشقيه بشير الذي قضى في انفجار مروع بتاريخ 14 أيلول/سبتمبر من ذات العام. وأعتقد أن من الضروري التذكير بها، لتكون شاهداً إضافياً على النزعة الإجرامية للكتائبيين والقوات التي فضحتها مجزرة صبرا وشاتيلا، والتي تفضحها التصريحات والخطب النارية التي تبرر الخيانة والتعامل مع كيان العدو والتصريحات التحريضية وغير المبررة التي يطلقها بعض قادتهم ضد الفلسطينيين في كل حفل سنوي يحييون فيه ذكرى اغتيال الرئيس بشير الجميل!!
تجدر الإشارة إلى أن تقرير “لجنة كاهانا” التي كانت قد تشكلت في تل أبيب للتحقيق في ملابسات المجزرة كان قد اعترف صراحة بمسؤولية رئيس وزراء العدو مناحيم بيغن وأركان حكومته وجيشه عن المجزرة، استناداً إلى اتخاذهم قرار دخول “حزب الكتائب” ممثلاً بمقاتلي “القوات اللبنانية” بقيادة إيلي حبيقة وفادي افرام وعدد آخر من لجنتها التنفيذية المخيمين وجوارهما واستباحة كل ما جاء في طريقهم، إلا أن اللجنة اكتفت بتحميلهم مسؤولية غير مباشرة وطالبت بإقالة وزير الدفاع آرئيل شارون وعدم التمديد لرفائيل إيتان كرئيس لأركان الجيش بعد أن انتهت مدة خدمته في شهر نيسان/أبريل 1983، وهو ما حصل بالفعل.
ولم يكن مستغرباً قيام اللجنة بحصر تبعة المسؤولية المباشرة والكاملة في ما جرى على قادة ومقاتلي “القوات اللبنانية” ومن خلالهم على “حزب الكتائب” باعتبار أنهم كانوا رأس الحربة، لا بل رأس الأفعى، في المجزرة والأداة التنفيذية الرخيصة لها، لكن ضابطاً كبيراً في الأسطول البحري الأمريكي الذي كانت بعض قطعه ترسو قبالة شواطئ العاصمة اللبنانية بيروت ويدعى ونستون بيرنيت دحض مزاعم “لجنة كاهانا” من خلال تأكيده على أن “النخبة القيادية الصهيونية” في تل أبيب تتحمل المسؤولية المباشرة للمجزرة إلى جانب “حزب الكتائب” وجناحه العسكري “القوات اللبنانية”، وتأكيده على أن ما جرى في صبرا وشاتيلا كان جرائم حرب حقيقية.
وكان ونستون بيرنيت قد عبر في تقرير رسمي رفعه إلى قيادته في وزارة الدفاع “البنتاجون” عن استخفافه بتقرير “لجنة كاهانا” متسائلاً: “إذا لم يكن كل ما جرى جرائم حرب، فماذا يكون؟”. ومن المؤسف أن تقرير الضابط الأمريكي لم يحظ في حينه باهتمام مماثل للاهتمام الذي حظي به تقرير “لجنة كاهانا”، برغم أن الضابط قد سجل بدقة كاملة ولحظة بلحظة جميع ملابسات وتفاصيل المجزرة والاجتماعات المكثفة التي جرت بين كبار القادة العسكريين والسياسيين للكيان الصهيوني والقادة الكتائبيين وعلى نحو خاص مع إيلي حبيقة.
وبرغم تأكيد جهات رسمية وخاصة كثيرة ما جاء في تقرير الضابط الأمريكي بيرنيت ومن بينها منظمة هيومان رايتس وتش التي قال مديرها التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هاني ميغالي “أن هناك الكثير من الدلائل التي أشارت إلى أن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية قد ارتكبت على نطاق واسع في مجزرة صبرا وشاتيلا”، إلا أنه لم يحصل حتى يومنا هذا أن جُلب أي من المجرمين المباشرين وغير المباشرين أمام القضاء الإقليمي أو القضاء الدولي. ولقد حاولت جهات عربية ودولية كثيرة محاكمة هؤلاء في لاهاي وأماكن أخرى من العالم، إلا أن كيان العدو الصهيوني ومن ورائه الولايات المتحدة نجح في إحباطها كلها.
وما يدعو للحزن والأسى والمرارة الشديدة أن الولايات المتحدة التي لطالما تعقبت من أطلقت عليهم زوراً وبهتاناً تسمية “إرهابيين ومجرمي حرب” في أماكن مختلفة من العالم منذ أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001، لم تزل تمنح حصانات وحمايات وتغطيات خاصة ومجانية لمجرمي الحرب الحقيقيين في الكيان الصهيوني وعملاء هذا الكيان في كل مكان، متحصنة هي الأخرى بالنظام العالمي الجديد الذي احتكرته لنفسها وطوعته لخدمة مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني الذي يشكل القاعدة الأمامية لتنفيذ استراتيجيتها الهدامة في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط .
ترى متى يحين الوقت الذي يفترض أن نرى فيه من ارتكبوا مجزرة صبرا وشاتيلا ومن ساهموا فيها بشكل مباشر أو غير مباشر يقفون أمام القضاء الدولي أو الوطني ليلقوا قصاصهم العادل!!
ألم يحن الوقت بعد كل هذه العقود والسنوات الطويلة، أم أننا سننتظر سنوات أخرى أطول قبل أن نراهم وهم يلحقون تباعاً بسيء الذكر آرئيل شارون ومن رحل من شركائه في المجزرة في كل من الكيان الصهيوني ولبنان!!
سنصبر وسننتظر، ولا بد أن يحين الوقت الذي سنرى فيه من تبقى حياً ممن خططوا وأشرفوا ونفذوا مجزرة صبرا وشاتيلا بشكل مباشر أو غير مباشر يقفون صاغرين أمام العدالة الدولية ليلقوا قصاصهم العادل. سنصبر وننتظر، ولن يعيل صبرنا أو ينفذ أبداً مهما تغيرت الظروف أو تبدلت.
نعم سنصبر وننتظر، وستبقى مجزرة صبرا وشاتيلا الرهيبة وصمة عار فوق جباه الصهاينة الذين خططوا لها وأشرفوا عليها، وفوق جباه حلفائهم الكتائبيين الذين ارتكبوها بدم بارد، وفي السجلات التاريخية للدول الغربية والعربية التي تآمرت أو تواطأت أو تماهت مع الطرفين أو غضت الطرف عنهما وعن جريمتهما النكراء.
وفي كل الأحوال ستبقى مجزرة صبرا وشاتيلا وصمة عار لا تُمحى مع تقادم الزمن.
كيف حدثت مجزرة صبرا وشاتيلا؟
رفعوا الأعلام والمحارم البيضاء وتقدموا من ميليشيات الكتائب الانعزالية قائلين: “نحن مع السلام والوفاق”، فقتلوهم على الفور بدم بارد!!
وجاء في شهادة أحد الصحافيين أن “جثث الفلسطينيين كانت ملقاة في مجموعات بين أنقاض مخيم شاتيلا، وكان من المستحيل الحصول على رقم محدد لعدد الضحايا”!!
كانت المجزرة نتيجة لعملية حسابية طويلة ومدروسة نفذتها فرق من ميليشيا “القوات اللبنانية” بإيعاز من وزير الدفاع الصهيوني المقبور أرئيل شارون وقائد المنطقة الشمالية في جيش الحرب الصهيوني الجنرال أمير دوري، وبقيادة إيلي حبيقة رئيس جهاز المخابرات الكتائبي وموافقة رئيس المجلس الحربي للقوات اللبنانية فادي افرام وكل من تمت استشارتهم في القوات اللبنانية، الذراع الضارب لحزب الكتائب.
رحم الله الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين الذين سقطوا في إحدى جرائم العصر، ولعن الصهاينة حيث يقيمون ويحلون ويرتحلون، ويا ألف حيف وحيف على عملائهم المحليين الذين كانوا رأس الأفعى في تلك الجريمة النكراء.
مع بدء الغزو الصهيوني للبنان في 6 حزيران/يونيو 1982، بذريعة محاولة اغتيال سفير كيان العدو في لندن “شلومو أرجوف”، أظهر الصهاينة وعملاؤهم المحليون رغبة جامحة لاستئصال الوجود الفلسطيني في هذا البلد العربي الذي يستضيف مئات ألوف الفلسطينيين الموزعين على عدد من المخيمات الخاصة بهم في بعض مدنه بمن فيها العاصمة بيروت. وقد دللت على ذلك مجازر لم تتوفر لها التغطية الإعلامية الضرورية ليسمع عنها العالم كثيراً ارتكبتها القوات الصهيونية والميليشيات اللبنانية التابعة لها في مخيمات مثل “الرشيدية والبرج الشمالي وعين الحلوة والمية مية” في جنوب لبنان. وبالمناسبة أُذّكر بمجازر أخرى ارتكبها العملاء المحليون قبل ذلك في “تل الزعتر وجسر الباشا وضبيه” وأماكن أخرى في العاصمة بيروت.
أما مجزرة صبرا وشاتيلا فقد كانت نتيجة لعملية حسابية طويلة ومدروسة نفذتها فرق من ميليشيا “القوات اللبنانية” بإيعاز من وزير الدفاع الصهيوني أرئيل شارون وقائد المنطقة الشمالية في جيش الحرب الصهيوني الجنرال أمير دوري، وبقيادة إيلي حبيقة رئيس جهاز المخابرات الكتائبي وموافقة رئيس المجلس الحربي للقوات اللبنانية فادي افرام وكل من تمت استشارتهم في القوات اللبنانية، الذراع الضارب لحزب الكتائب. وكان ضباط صهاينة كبار قد خططوا بدقة لتمكين القوات اللبنانية من الدخول إلى مخيمات الفلسطينيين بعد انتهاء تشكيلات جيش الحرب الصهيوني من إكمال عملية حصار بيروت الغربية.
قبل بدء مجزرة صبرا وشاتيلا بيومين وتحديداً مساء 14 أيلول/سبتمبر 1982 عقدت اجتماعات تخطيط وترتيب بين الإرهابي شارون ورفيقه إيتان للتخطيط لاقتحام المخيمين من قبل القوات الكتائبية. وفجر الأربعاء 15 أيلول/سبتمبر اقتحم الكيان الصهيوني بيروت الغربية وطوقت قواته المخيمات، وعُقد اجتماع عال في صباح الخميس 16 أيلول/سبتمبر مثل الكيان فيه الجنرال أمير دوري القائد الأعلى لقوات الشمال، وقد كلف بتنفيذها إيلي حبيقة من كبار المسؤولين الأمنيين في القوات اللبنانية، وتم ذلك بحضور فادي افرام قائد القوات اللبنانية.
بدأت عملية اقتحام المخيمين قبل غروب شمس يوم الخميس 16 أيلول/سبتمبر، واستمرت المجزرة حوالي 36 ساعة، حيث كان الجيش الصهيوني يحاصر المخيمين، وقد وفرت القوات الصهيونية للقتلة كل الدعم والمساعدات والتسهيلات اللازمة لتنفيذ جريمتهم المروعة، مثل تزويدهم بالجرافات والبلدوزرات وبالصور والخرائط اللازمة، وقيام الطائرات بإطلاق القنابل المضيئة في سماء المنطقة لتحول الليل إلى نهار، كي لا يتسنى لأي من الفلسطينيين الإفلات من قبضة الموت، والذين حاولوا الهرب من النساء والشيوخ والأطفال أعادهم الجنود الصهاينة إلى داخل المخيم ليواجهوا مصيرهم.
وفي ظهيرة يوم الجمعة اليوم الثاني للمجزرة الإرهابية بدأت قوات الكتائب تتلقى بموافقة الجيش الصهيوني وتسهيلات منه ذخيرة جديدة، واستبدلت القوة الموجودة في المخيمات بقوات جديدة ونشيطة بذات التسهيلات أيضاً.
صباح يوم السبت الموافق 18 أيلول/سبتمبر كانت المجزرة قد بلغت ذروتها وتمت إبادة آلاف من أبناء مخيمي صبرا وشاتيلا وجوارهما، وبدأ تسرب المعلومات عن المجزرة بعد هروب عدد من المدنيين من الأطفال والنساء إلى مستشفى غزة في مخيم شاتيلا حيث أبلغوا الأطباء بالخبر.
ويروي أحد الصحافيين الذين دخلوا المخيم بعد المذبحة ما شاهده فيقول: “كانت جثث الفلسطينيين ملقاة في مجموعات بين أنقاض مخيم شاتيلا، وكان من المستحيل الحصول على رقم محدد لعدد الضحايا لكن العدد قد يزيد عن ألف قتيل، كما أن بعض الرجال الذين أعدموا صفوفاً أمام أحد الجدران، وأن الجرافات استخدمت في محاولة دفن الجثث وإخفاء معالم المذبحة لكن أيدي وأرجل القتلى كانت تظهر بين الأنقاض !!
قال حسن سلامة – 57 سنة – الذي قتل شقيقه البالغ من العمر ثمانين عاماً في تلك المذبحة: جاءوا في ثلاثين شاحنة ضخمة من الجبال، وفي البداية قتلوا الناس بالسكاكين حتى لا يحدثوا أي صوت، وفي يوم الجمعة كان هناك قناصة ينتشرون في شوارع مخيم شاتيلا يقتلون أي شخص يعبر الشارع، بعد ظهر يوم الجمعة دخل المسلحون البيوت وبدأوا في إطلاق النار على الرجال والنساء والأطفال، ثم أخذوا ينسفون البيوت ليحيلوها إلى أنقاض.
يروي الكاتب أمنون كابليوك في كتابه مأساة طفلة فلسطينية واجهت كباقي أطفال المخيم تلك المذبحة البشعة فيقول: فلسطينية عمرها 13 سنة وهي الناجية الوحيدة من عائلتها قُتل والدها ووالدتها وجدها، وكل اخوتها وأخواتها، روت لضابط لبناني “بقينا في الملجأ حتى ساعة متأخرة جداً، ليل الخميس، ثم قررت أن أغادر الملجأ مع رفيقتي، لأننا لم نعد نقدر على التنفس، وفجأة، رأينا الناس وهم يرفعون أعلاماً ومحارم بيضاء ويتقدمون من الكتائبيين قائلين: نحن مع السلام والوفاق، فقتلوهم على الفور. كانت النساء تعول وتصرخ وتتضرع، أما أنا فركضت إلى بيتنا وتمددت في المغطس، ورأيتهم يقتادون ناساً من جيراننا ويطلقون عليهم النار، وحاولت أن أقف على الشباك وأنظر إلى الخارج إلا أن أحد الكتائبيين أبصرني وأطلق النار عليّ، فقعدت في المغطس وبقيت فيه خمس ساعات، وعندما خرجت أمسكوني ورموني مع الآخرين، وسألني أحدهم إذا كنت فلسطينية، قلت نعم، قال تريدين احتلال لبنان؟ قلت لا ، نحن على استعداد للرحيل من هنا: وكان إلى جانبي ابن أختي، وهو رضيع عمره تسعة أشهر، وكان يبكي ويصرخ دون توقف مما أغضب أحد العناصر فأطلق عليه رصاصة واحدة، أجهشت بالبكاء، وقلت له أن هذا الطفل هو كل ما بقي من عائلتي، فزاد هياج الكتائبي وأمسك بالطفل وفسخه شقين.
واستمرت المذبحة حتى ظهر السبت 18 أيلول/سبتمبر وقد قتل فيها ما بين 3000 – 3500 مدنياً فلسطينياً ولبنانياً معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، لكن تقديرات أخرى لغربيين قدرتها بين 4000 و5000.
رحم الله الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين الذين سقطوا في إحدى جرائم العصر، ولعن الصهاينة حيث يقيمون ويحلون ويرتحلون، ويا ألف حيف وحيف على عملائهم المحليين الذين كانوا رأس الأفعى في تلك الجريمة النكراء.
مجلة وتلفزيون “فلسطين اليوم” يقتبسان من مقالاتي حول المجزرة
مجزرة صبرا وشاتيلاً…حوار السيف والرقبة
يَصْعَدُ الفلسطينيُ شاهداً وشهيداً بعد أن طوحته المنافي وتناهشته السيوف من كل اتجاه، ولا زال الطريق طريقا إلى هوية لم نستطع أن نجد لدمنا بديلا عن تأكيدها. وظلت فلسطين هي السبيل مهما استطعنا للحياة قدوما.
فمع انبلاج فجر ذلك اليوم في 17 أيلول/سبتمبر 1982 قبل اثنين وثلاثين عاماً، استفاق الفلسطينيون واللبنانيون في مخيمي صبرا وشاتيلا وفي حزام الفقر المحيط بهما غرب بيروت على واحدة من أكبر وأكثر جرائم العصر وحشية ودموية في العصر الحديث، جرائم يندى لها جبين الإنسانية وتتنافى مع أبسط حقوق الإنسان وكرامته.. وقد نقلت وكالة “فرانس برس” في تقرير لمراسلها في بيروت سامي كينز، الصورة التالية عن المجزرة:
“في منزل يقع في نهاية ممر ضيق غرفة مظلمة تفترش أرضها مراتب تناثرت فوقها خمس جثث تلتصق بعضها ببعض لرجل وسيدة وصبيين وطفل رضيع اغتيلوا وهم نائمون.
وتتوالى مشاهد الرعب في مخيمي صبرا وشاتيلا للفلسطينيين حيث ألقيت في ممر آخر صغير خمس جثث تغطيها الدماء، وقد انتفخت وجوه الضحايا. لقد أعدموا رمياً بالرصاص في غرفة قبل إلقاء جثثهم خارج المنزل ليتجمع الذباب فوقها ويا لها من بشاعة!
لقد اقتحمت عناصر مسلحة المنازل، وأزاحت الجرافات السيارات وألقتها على جدران المساكن، وتنتشر في بعض الساحات أعداد من الحمير والخيول النافقة، وفي المنازل أوان تمتلئ بالطعام موضوعة فوق المواقد.
وفي أحد الشوارع اغتيلت عائلة حاولت الفرار مع أطفالها، ويتحرك طفل رضيع يرتدي “فانلة” حمراء بين ذراعي والدته وهو ينظر هنا وهناك.
وعلى مقربة من هذا المكان يمكن مشاهدة ركام من الجثث تناثرت بشكل مثير. وتحت إحدى عربات النقل جثث 15 من الشباب يبدو انه تم جمعهم هنا قبل قتلهم. لقد تحطمت رؤوسهم، وشوهت وجوههم بطلقات الرصاص.
وعلى جانبي الطريق الرئيسي المؤدي من مخيم صبرا إلى مخيم شاتيلا تنتشر جثث القتلى ومن بينها جثث المسنين على الأرصفة، وقد اغتيل شيخ مسن بجانب عربته الصغيرة وقد ظلت قنبلة منزوعة الفتيل تحت ساقه.
وفي مخيم شاتيلا الخالي تماماً من سكانه يحاول بعض الناجين من الرجال والنساء والأطفال حمل بعض حاجياتهم قبل ان يلوذوا بالفرار. وتصرخ النساء وهن يشرن إلى جثث أعضاء أسرهن الذين قتلوا”.
وفي كتابه “ويلات وطن”، يصف الصحافي البريطاني روبرت فيسك المجزرة بالقول “كان هناك متراس عال مغطّى بالرمل والتراب، ويرتفع نحو 12 قدماً. وكان من الواضح أن إحدى الجرافات أقامته قبل ساعات. وصعدت بصعوبة على أحد جوانبه وقدماي تنزلقان فوق كتل القذارة الإنسانية. وفقدت توازني عند القمة، فاستندت إلى عمود من الحجر المسوّد الناتئ من الأرض. وسرعان ما تبين أنه ليس حجراً لأنه كان دافئاً ولزجاً ولصق بيدي. وعندما أمعنت النظر إليه وجدت أنه كوع إنسان مغروس في الأرض.
يا لهول ما رأيت! وجدت نفسي ألقى بالكوع بذعر وهلع وأنفض لحم الميت عن سروالي، وأقفز الخطوات الأخيرة نحو قمة الحاجز. لكن الرائحة كانت مرعبة. وفجأة رأيت تحت قدمي وجهاً ينظر إلي وقد طار نصف فمه. وكان من الواضح أنه أصيب برصاصة أو طعن بسكين. أما النصف الثاني من فمه فكان يعجّ بالذباب. وحاولت أن أنظر إليه. ورأيت جنكنز وتفايت يقفان بعيداً بجانب بضع جثث تكومت أمام أحد الجدران. ولم أستطع أن أصرخ طالباً مساعدتهما خوفاً من أن أصاب بمرض إذا فتحت فمي.
مشيت على قمة الحاجز، وأخذت أبحث كاليائس المستميت عن مكان أقفز منه إلى الجانب الآخر. لكن وجدت أنني كلما تقدمت خطوة، ارتفع التراب أمامي. وأخذ الحاجز كله يهتز اهتزازاً مخيفاً تحت قدمي. وعندما نظرت إلى الأسفل تبين لي أن الرمل لم يكن إلا غطاء رقيقاً وضع لإخفاء الوجوه والأطراف البشرية عن الأعين”.
وأضاف “دبلوماسي نروجي من زملاء آن ـ كارينا حضر بسيارته قبل بضع ساعات، وشاهد جرافة تحمل في مغرفتها الحديدية نحو اثنتي عشرة جثة تدلت منها الأذرع والأرجل. من الذي حفر الأرض بهذه المهارة؟ من الذي كان يسوق الجرافة؟ شيء واحد كنا متأكدين منه وهو أن “الإسرائيليين” يعرفون ما حدث، وأنهم شهدوا حدوثه، وأن حلفاءهم من الانعزاليين اللبنانيين ومسلحي سعد حداد أرسلوا إلى شاتيلا فاقترفوا جريمة القتل الجماعية هذه.
إنه أفظع عمل إرهابي في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، وهو الأكبر حجماً وزمناً، وارتكبه أفراد يعرفون تمام المعرفة أنهم يذبحون أناساً أبرياء، كما يقول فيسك.
ويؤكد الكاتب محمود كعوش في جريدة “رأي اليوم” التي تصدر من لندن بأنه:
“في تلك الجريمة الوحشية تحالف أعداء الإنسانية وقيم الخير والحق والعدل من صهاينة غزاة وخونة محليين جلهم من ميليشيا “القوات الانعزالية اللبنانية” لشن حرب إبادة جماعية ضد أبناء المخيمين وحزام الفقر المحيط بهما، غابت عنها أبسط متطلبات التكافؤ العسكري، أكان ذلك لجهة العدد أو لجهة العدة والعتاد. وفي تلك الجريمة النكراء والمشينة التي كان فيها التعطش لسفك الدماء “سيد الموقف” تحالف جيش الحرب الصهيوني مع الانعزاليين اللبنانيين ليسطرا معاً بالدم والحديد والنار صفحة قذرة جديدة، تُضاف إلى صفحات الإثم والعدوان التي سطرها كيان العدو الفاشي بحق الفلسطينيين على مدار أكثر من ستة عقود ونيف، بذريعة الانتقام لاغتيال الرئيس اللبناني بشير الجميل، ولغرض تصفية الفلسطينيين في المخيمين على غرار ما حدث سابقاً في مخيمات تل الزعتر وجسر الباشا وضبية وما تبعه لاحقاً في مخيم نهر البارد “وما يُنتظر أن يلحق به مستقبلاً في المخيمات الفلسطينية الأخرى، والذي تعبر مظاهره عن نفسها من خلال ما يفتعل بين الحين والآخر من ضجيج حول اسطوانة التوطين المشروخة وإيواء الإرهابيين!!
قرار ارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا اتخذته في حينه لجنة صهيونية ثلاثية شيطانية عليا تشكلت من رئيس حكومة العدو في حينه مناحيم بيغن ووزير حربه آرئيل شارون ورئيس أركان جيش حربه رفائيل إيتان، وتقرر أن تكون ميليشيا “القوات الانعزالية اللبنانية” وقبل بدء المجزرة بيومين وتحديداً مع مساء الرابع عشر من أيلول/سبتمبر 1982 عقد القادة الصهاينة الثلاثة اجتماعات تخطيط وترتيب مطولة قرروا بنتيجتها اقتحام المخيمين من قبل القوات الانعزالية اللبنانية وبعد مرور يوم على ذلك الاجتماع “في 15 أيلول/سبتمبر 1982″ اقتحمت جحافل جيش الحرب الصهيوني الجزء الغربي من مدينة بيروت وطوقت المخيمات. وبعد مرور يومين وتحديداً في صبيحة 16 أيلول/سبتمبر 1982 تمت الدعوة إلى اجتماع حضره القائد الأعلى لقوات الشمال في جيش الحرب الصهيوني الجنرال أمير دوري وقائد المجلس الحربي للقوات اللبنانية في حينه فادي افرام، وتم بموجبه تكليف أحد كبار المسؤولين الأمنيين في القوات اللبنانية إيلي حبيقة بالإشراف على التنفيذ.
أجمع المراقبون والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية على أن المجزرة بدأت فعلياً في الساعة الخامسة من مساء 16 أيلول/سبتمبر 1982 عندما قامت ثلاث فرق عسكرية تكونت كل منها من خمسين مجرماً وسفاحاً من عناصر “القوات اللبنانية” المدججين بمختلف أنواع الأسلحة الصهيونية الفتاكة باقتحام المخيمين وجوارهما والانقضاض على السكان في مضاجعهم، وإعمال القتل والذبح في كل من وصلت إليه أياديهم الآثمة دونما تفريق بين نساء وأطفال رُضع وشيوخ طاعنين في السن، والقيام باغتصاب الفتيات البكر والنساء وبقر بطون الحوامل منهن وإخراج الأجنة منها ونثرها فوق القمامة وفي الأزقة والشوارع ومن بعد قتلهن بالسكاكين والبلطات والآلات الحادة التي استحضروها معهم خصيصاً لذلك الغرض الشيطاني. لقد نشروا الرعب في كل مكان مخلفين وراءهم ذكرى مأساوية سوداء ومؤلمة يصعب محوها مع مرور الأيام من نفوس من نجا من هؤلاء السكان المساكين.
واستناداً لشهود عيان كُتبت لهم النجاة فإن المجزرة قد تواصلت على مدار يومين أسودين من القتل والسحل والذبح والاغتصاب في أجواء القنابل المضيئة التي وفرتها الطائرات الحربية الصهيونية لتسهيل المهمة ووسط قيام دبابات جيش الحرب الصهيوني بإغلاق كل مخارج النجاة في المنطقة المستهدفة ومنع أي كان من الدخول إليها، بمن في ذلك الصحافيين ومراسلي وكالات الأنباء المحلية والعالمية وممثلي المنظمات المدنية والإنسانية اللبنانية والوافدة إلا بعد انتهاء المجزرة في 18 أيلول/سبتمبر، حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية فوجد جثثاً مذبوحة بلا رؤوس ورؤوساً بلا أعين أو أنوف أو آذان، لأكثر من 3500 طفل وامرأة وشيخ وشاب من أبناء المخيمين الفلسطينيين وحزام الفقر اللبناني المحيط بهما، وفق تقديرات توصل إليها الكثيرون من بينهم الصحفي الصهيوني”آمنون كابليوك”. وقد ذهب البعض إلى القول بأن العدد تراوح بين 4000 و 5000 ضحية!!
وفي الوقت الذي كانت المجزرة في ذروة وحشيتها مع مُضي مرتكبيها في استباحة قدسية الروح الإنسانية واستمرار تدفق شلالات دم الأبرياء من الشعبين الفلسطيني واللبناني أيقظ المحرر العسكري الصهيوني رون بن يشاي وزير الحرب الصهيوني الإرهابي آرئيل شارون ليستفسر منه عما كان يجري في الشطر الغربي من العاصمة اللبنانية بيروت، فجاءه الجواب ببرودة واستخفاف “عام سعيد”!! وبعد مرور بضع ساعات على ذلك وفي خطوة دراماتيكية وقحة للتنصل من الجريمة، وقف رئيس الوزراء الصهيوني الإرهابي الأكبر مناحيم بيغن في الكنيست وقال بفرح وسرور بالغين “جوييم قتلوا جوييم…فماذا نفعل؟”،عانياً بذلك أن “غرباء قتلوا غرباء”، أي أن “الغرباء اللبنانيين” قتلوا “الغرباء الفلسطينيين” وأن لا دخل لكيانه العنصري وجيش حربه في ما كل ما جرى!!
أعوام مضت على المجزرة ولم يجرؤ المجتمع الدولي بطوله وعرضه وقده وقديده على ملاحقة الصهاينة المجرمين الذين خططوا لها وسهلوا تنفيذها والذين كان من بينهم من واصل ولا زال ارتكاب جرائم القتل والإبادة ضد أبناء الشعب الفلسطيني خلال انتفاضتيه الأولى في عام 1987 والثانية في عام 2000 وخلال الاعتداءات العسكرية الصهيونية الإجرامية على قطاع غزة من عام 2007 حتى الآن، وفي مقدمهم الإرهابي المقبور آرئيل شارون، واقرانه في حكومات العدو المتتالية”.
* بالاستناد لمقالاتي السابقة وأدبيات الفصائل الفلسطينية الخاصة بالمجزرة
محمود سعيد كعوش
كاتب وباحث فلسطيني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان Empty
مُساهمةموضوع: رد: مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان   مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان Emptyالإثنين 17 سبتمبر 2018, 7:30 pm

مجزرة صبرا وشاتيلا (2)

محمود سعيد كعوش
"16 و17 و18 أيلول/سبتمبر من عام 1982"

صدر قرار تنفيذ المجزرة عن لجنة صهيونية ثلاثية شيطانية عليا تشكلت من رئيس حكومة العدو في تل أبيب مناحيم بيغن ووزير حربه آرئيل شارون ورئيس أركان جيش حربه رفائيل إيتان
كانت "القوات اللبنانية" بقيادة رئيس مجلسها الحربي آنذاك إيلي حبيقة رأس الأفعى والأداة التنفيذية للمجزرة
صبرا وشاتيلا...ذكرى مجزرة تحضر لتعيد للذاكرة الوطنية ما لحق بفلسطين والفلسطينيين جراء إجرام الصهاينة وخيانة وتواطؤ وتماهي الإخوة وتخاذل ولامبالاة القادة!!
إبان ارتكاب المجزرة الرهيبة التي لا يمكن أن تُغتفر، رفع أبناء المخيمين من الفلسطينيين واللبنانيين العزل الأعلام والمحارم البيضاء وتقدموا من مليشيات "القوات اللبنانية" قائلين: "نحن مع السلام والوفاق"، فأجهزوا عليهم على الفور بدم بارد ودون رحمة أو وخز ضمير!!
جاء في شهادة أحد الصحافيين أن "جثث الفلسطينيين كانت ملقاة بشكل جماعي وفردي بين أنقاض مخيم شاتيلا، وكان من المستحيل الحصول على رقم محدد لعدد الضحايا"!!

(صبرا وشاتيلا هي مجزرة من أبشع المجازر في تاريخ البشرية. إنها مجزرة لا يتوقع المستمع لسرد تفاصيلها أول مرة أن يكون قد خطط لها وأشرف على ارتكابها وشارك فيها أناس بحق أناس آخرين، ولكن عندما يعرف أنهم الصهاينة اليهود الذين امتلأ تاريخهم بالقتل وسفك الدماء والبطش والتخريب والتدمير، تغيب المفاجأة ويختفي الاستغراب.
وقعت مجزرة صيرا وشاتيلا بمخيم صبرا وشاتيلا الفلسطيني - اللبناني المشترك بعد دخول القوات الصهيونية (الإسرائيلية) الغازية إلى العاصمة اللبنانية بيروت، وإحكام سيطرتها على القطاع الغربي منها. وكان دخول القوات الصهيونية (الإسرائيلية) إلى بيروت في حد ذاته بمنزلة انتهاك للاتفاق الذي رعته الولايات المتحدة الأمريكية، والذي خرجت بمقتضاه المقاومة الفلسطينية من المدينة.
كانت المجزرة نتيجة لعملية حسابية طويلة ومدروسة نفذتها فرق من ميليشيا "القوات اللبنانية" التابعة لحزب الكتائب اللبناني في حينه، بإيعاز من وزير الدفاع الصهيوني المقبور أرئيل شارون وقائد المنطقة الشمالية في جيش الحرب الصهيوني الجنرال أمير دوري، وبقيادة رئيس جهاز المخابرات الكتائبي إيلي حبيقة وموافقة رئيس المجلس الحربي للقوات اللبنانية فادي افرام وكل من تمت استشارتهم في حزب الكتائب والقوات اللبنانية، الذراع الضارب له.
رحم الله الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين الذين سقطوا في إحدى أكبر جرائم العصر التي لا تُغتفر، ولعن الصهاينة المجرمين حيث يقيمون ويحلون ويرتحلون، ويا ألف حيف وحيف على عملائهم المحليين الذين كانوا رأس الأفعى في تلك الجريمة النكراء.)

مع بدء الغزو الصهيوني للبنان في شهر أيلول/سبتمبر من عام 1982، أظهر الصهاينة وعملاؤهم المحليون رغبة جامحة لاستئصال الوجود الفلسطيني في هذا البلد العربي الذي يستضيف مئات ألوف الفلسطينيين الموزعين على عدد من المخيمات الخاصة بهم في بعض مدنه بمن فيها العاصمة بيروت. وقد دللت على ذلك مجازر لم تتوفر لها التغطية الإعلامية الضرورية ليسمع عنها العالم كثيراً ارتكبتها القوات الصهيونية والميليشيات اللبنانية التابعة لها في مخيمات مثل "الرشيدية والبرج الشمالي وعين الحلوة والمية مية" في جنوب لبنان. وبالمناسبة أُذّكر بمجازر أخرى ارتكبها العملاء المحليون قبل ذلك في "تل الزعتر وجسر الباشا وضبيه" وأماكن أخرى في العاصمة بيروت. 
أما مجزرة صبرا وشاتيلا فقد كانت نتيجة لعملية حسابية طويلة ومدروسة نفذتها فرق من ميليشيا "القوات اللبنانية" بإيعاز من وزير الدفاع الصهيوني الإرهابي المقبور أرئيل شارون وقائد المنطقة الشمالية في جيش الحرب الصهيوني الإرهابي الجنرال أمير دوري، وبقيادة العميل إيلي حبيقة رئيس جهاز المخابرات الكتائبي وموافقة رئيس المجلس الحربي للقوات اللبنانية العميل فادي افرام وكل من تمت استشارتهم من العملاء في "القوات اللبنانية"، الذراع الضارب لحزب الكتائب اليميني. وكان ضباط صهاينة كبار قد خططوا بدقة لتمكين "القوات اللبنانية" من الدخول إلى مخيمات الفلسطينيين بعد انتهاء تشكيلات جيش الحرب الصهيوني من إكمال عملية حصار بيروت الغربية.
قبل بدء مجزرة صبرا وشاتيلا بيومين وتحديداً مساء الرابع عشر من شهر أيلول/سبتمبر 1982 عقدت اجتماعات تخطيط وترتيب بين الإرهابي شارون ورفيقه إيتان للتخطيط لاقتحام المخيمين من قبل القوات الكتائبية. وفجر الأربعاء 15 أيلول/سبتمبر اقتحم الكيان الصهيوني بيروت الغربية وطوقت قواته المخيمات، وعُقد اجتماع عال في صباح الخميس 16 أيلول/سبتمبر مثل الكيان فيه الجنرال أمير دوري القائد الأعلى لقوات الشمال، وقد كلف بتنفيذها إيلي حبيقة من كبار المسؤولين الأمنيين في القوات اللبنانية، وتم ذلك بحضور فادي افرام قائد القوات اللبنانية.
بدأت عملية اقتحام المخيمين قبل غروب شمس يوم الخميس 16 أيلول/سبتمبر، واستمرت المجزرة حوالي 36 ساعة، حيث كان الجيش الصهيوني يحاصر المخيمين، وقد وفرت القوات الصهيونية للقتلة كل الدعم والمساعدات والتسهيلات اللازمة لتنفيذ جريمتهم المروعة، مثل تزويدهم بالجرافات والبلدوزرات وبالصور والخرائط اللازمة، وقيام الطائرات بإطلاق القنابل المضيئة في سماء المنطقة لتحول الليل إلى نهار، كي لا يتسنى لأي من الفلسطينيين الإفلات من قبضة الموت، والذين حاولوا الهرب من النساء والشيوخ والأطفال أعادهم الجنود الصهاينة إلى داخل المخيم ليواجهوا مصيرهم.
وفي ظهيرة يوم الجمعة اليوم الثاني للمجزرة الإرهابية بدأت قوات الكتائب تتلقى بموافقة الجيش الصهيوني وتسهيلات منه ذخيرة جديدة، واستبدلت القوة الموجودة في المخيمات بقوات جديدة ونشيطة بذات التسهيلات أيضاً.
صباح يوم السبت الموافق 18 أيلول/سبتمبر كانت المجزرة قد بلغت ذروتها وتمت إبادة آلاف من أبناء مخيمي صبرا وشاتيلا وجوارهما، وبدأ تسرب المعلومات عن المجزرة بعد هروب عدد من المدنيين من الأطفال والنساء إلى مستشفى غزة في مخيم شاتيلا حيث أبلغوا الأطباء بالخبر.
ويروي أحد الصحافيين الذين دخلوا المخيم بعد المذبحة ما شاهده فيقول: "كانت جثث الفلسطينيين ملقاة بشكل جماعي وفردي بين أنقاض مخيم شاتيلا، وكان من المستحيل الحصول على رقم محدد لعدد الضحايا، لكن العدد كان يزيد عن ألف ضحية، كما أن بعض الرجال الذين أعدموا صفوفاً أمام أحد الجدران، وأن الجرافات استخدمت في محاولة دفن الجثث وإخفاء معالم المذبحة لكن أيدي وأرجل القتلى كانت تظهر بين الأنقاض" !!!!!!! 
قال حسن سلامة - 57 سنة - الذي قتل شقيقه البالغ من العمر ثمانين عاماً في تلك المذبحة: "جاءوا في ثلاثين شاحنة ضخمة من الجبال، وفي البداية قتلوا الناس بالسكاكين حتى لا يحدثوا أي صوت، وفي يوم الجمعة كان هناك قناصة ينتشرون في شوارع مخيم شاتيلا يقتلون أي شخص يعبر الشارع، بعد ظهر يوم الجمعة دخل المسلحون البيوت وبدأوا في إطلاق النار على الرجال والنساء والأطفال، ثم أخذوا ينسفون البيوت ليحيلوها إلى أنقاض". 
روى الكاتب أمنون كابليوك في كتابه "مأساة طفلة فلسطينية واجهت كباقي أطفال المخيم تلك المذبحة البشعة"، فقال: "فلسطينية عمرها 13 سنة وهي الناجية الوحيدة من عائلتها قُتل والدها ووالدتها وجدها، وكل اخوتها وأخواتها، روت لضابط لبناني "بقينا في الملجأ حتى ساعة متأخرة جداً، ليل الخميس، ثم قررت أن أغادر الملجأ مع رفيقتي، لأننا لم نعد نقدر على التنفس، وفجأة، رأينا الناس وهم يرفعون أعلاماً ومحارم بيضاء ويتقدمون من الكتائبيين قائلين: نحن مع السلام والوفاق، فقتلوهم على الفور. كانت النساء تعول وتصرخ وتتضرع، أما أنا فركضت إلى بيتنا وتمددت في المغطس، ورأيتهم يقتادون ناساً من جيراننا ويطلقون عليهم النار، وحاولت أن أقف على الشباك وأنظر إلى الخارج إلا أن أحد الكتائبيين أبصرني وأطلق النار عليّ، فقعدت في المغطس وبقيت فيه خمس ساعات، وعندما خرجت أمسكوني ورموني مع الآخرين، وسألني أحدهم إذا كنت فلسطينية، قلت نعم، قال تريدين احتلال لبنان؟ قلت لا، نحن على استعداد للرحيل من هنا: وكان إلى جانبي ابن أختي، وهو رضيع عمره تسعة أشهر، وكان يبكي ويصرخ دون توقف مما أغضب أحد العناصر فأطلق عليه رصاصة واحدة، أجهشت بالبكاء، وقلت له أن هذا الطفل هو كل ما بقي من عائلتي، فزاد هياج الكتائبي وأمسك بالطفل وفسخه شقين".
واستمرت المذبحة حتى ظهر السبت 18 أيلول/سبتمبر وقد قتل فيها ما بين 3000 - 3500 مدنياً فلسطينياً ولبنانياً معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، لكن تقديرات أخرى لغربيين قدرتها بين 4000 و5000.
رحم الله الشهداء الفلسطينيين واللبنانيين الأبرار الذين سقطوا في إحدى أبشع جرائم العصر، ولعن الصهاينة حيث يقيمون ويحلون ويرتحلون، ويا ألف حيف وحيف على عملائهم المحليين الذين كانوا رأس الأفعى في تلك الجريمة النكراء، وعلى حكام النظامين الرسميين العربي والإسلامي الذين كانون يغطون في نوم عميق، بل كانوا في غيبوبة لم يستفيقوا منها حتى اليوم!!

نبذة عن مخيمي صبرا وشاتيلا:

صبرا
هو اسم حي تابع إداريًّا لبلدية الغبيري في محافظة جبل لبنان، تحده مدينة بيروت من الشمال، والمدينة الرياضية من الغرب، ومدافن الشهداء وقصقص من الشرق، ومخيم شاتيلا من الجنوب.
يسكن الحي نسبة كبيرة من الفلسطينيين، لكنه لا يعد مخيمًا رسميًّا للاجئين، رغم ارتباط اسمه باسم شاتيلا، مما يولد انطباعًا بكونه مخيمًا.
تعود التسمية إلى عائلة "صبرا" التي أطلق اسمها على شارع صبرا الذي يمر في قلب الحي، بادئًا في حي الدنا في منطقة الطريق الجديدة ببيروت، ومارًّا بساحة صبرا وسوق الخضار الرئيسي، ومنتهيًا عند مدخل مخيم شاتيلا. ويُسمى الشارع في المسافة بين ساحة صبرا وشاتيلا بآخر شارع صبرا.

شاتيلا
أما شاتيلا فهو مخيم دائم للاجئين الفلسطينيين، أسسته وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عام 1949م، بهدف إيواء المئات من اللاجئين الذين تدفقوا إليه من قرى وبلدات شمال فلسطين بعد عام 1948م. ويقع مخيم شاتيلا جنوب بيروت عاصمة لبنان.
فبعد مرور شهور على النكبة، ولما ازدادت الحاجة إلى وجود أمكنة للسكن - تبرع سعد الدين باشا شاتيلا بأرض له، تعرف منذ ذلك التاريخ حتى اليوم بمخيم شاتيلا، أرض المخيم نصفها مؤجَّر من قبل الأونروا، والنصف الثاني ملك لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمخيم معروف بأنه المكان الذي حصلت فيه مذبحة صبرا وشاتيلا في أيلول/سبتمبر 1982م، إضافةً لأحداث الحرب الأهلية اللبنانية عام 1982م، وحرب المخيمات بين عامي 1985م حتى 1987م.
لا تزيد مساحته عن كيلو متر مربع، ويسكنه أكثر من 12000 لاجئ، وبذلك يكون المخيم من أكثر المناطق كثافة بالسكان. وفيه مدرستان فقط، ومركز طبي واحد. وتعاني ظروف الصحة البيئية في المخيم من سوء حاد، فالمساكن رطبة ومكتظة، والعديد منها تحتوي على قنوات تصريف مفتوحة. ونظام الصرف الصحي بالمخيم بحاجة إلى توسعة كبيرة، وتم في ما بعد تنفيذ مشروع للبنية التحتية في المخيم، هدف إلى توسعة شبكة الصرف الصحي ونظام تصريف مياه الأمطار وشبكة المياه.

مجزرة صبرا وشاتيلا
بين يومي 16 و19 أيلول/سبتمبر 1982م ارتكبت مليشيا القوات اللبنانية وقوات سعد حداد وآخرين مجزرتهم الشهيرة في صبرا وشاتيلا، بدعم وتغطية من الجيش الصهيوني.
المجزرة وقعت في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين "جنوب بيروت" وحي صبرا اللبناني الفقير، بعد يومين من اغتيال الرئيس اللبناني المنتخَب بشير الجميل. وبدت كأنها انتقام لمقتل الجميل الذي كان زعيمًا للمليشيات اليمينية المتعاونة مع الكيان الصهيوني في تل أبيب.
كما أتت مجزرة صبرا وشاتيلا -بعد يوم من اجتياح القوات الصهيونية بقيادة شارون وزير الدفاع آنذاك في حكومة مناحيم بيجن- غرب بيروت وحصارها المخيم، بناءً على مزاعم بأن منظمة التحرير الفلسطينية التي كان مقاتلوها قد غادروا لبنان قبل أقل من شهر خلّفوا وراءهم نحو ثلاثة آلاف مقاتل في المخيم.
تحت هذه اللافتة حوصر المخيم، وقام الجيش الصهيوني بأمر من قيادته المتمركزة على مشارف شاتيلا بإلقاء قنابل الإنارة فوق المخيم؛ لتسهيل تحرك رجال المليشيات داخله.

أيام مجزرة صبرا وشاتيلا
وقد قام هؤلاء بعمليات قتل واغتصاب وتقطيع جثث طالت النساء والأطفال والشيوخ بصورة رئيسية، امتدت إلى مستشفيي عكا وغزة القريبين لتشمل طواقمهما من الممرضات والأطباء، إضافة إلى عائلات لبنانية تقيم في صبرا و"حرج ثابت" القريب.
في أيام الخميس والجمعة والسبت (16 و17 و18 أيلول/سبتمبر) من عام 1982م استيقظ لاجئو مخيمي صابرا وشاتيلا على واحدة من أكثر الفصول الدموية في تاريخ الشعب الفلسطيني الصامد، بل من أبشع ما كتب تاريخ العالم بأسره في حق حركات المقاومة والتحرير. في تلك المذبحة تحالف الأعداء من صهاينة وخونة، فانضم الجيش الصهيوني إلى حزب الكتائب اللبناني ليسطروا بالدم صفحة من صفحات الظلم والبطش في مجزرة لتصفية الفلسطينيين وإرغامهم على الهجرة من جديد.
صدر قرار مذبحة صبرا وشاتيلا برئاسة رافايل إيتان رئيس أركان الحرب الصهيوني، وأرييل شارون وزير الدفاع آنذاك في حكومة مناحيم بيجن.
بدأت مجزرة صبرا وشاتيلا في الخامسة من مساء السادس عشر من أيلول/سبتمبر، حيث دخلت ثلاث فرق إلى المخيم كل منها يتكون من خمسين من المجرمين والسفاحين، وأطبقت تلك الفرق على سكان المخيم، وأخذوا يقتلون المدنيين قتلاً بلا هوادة، أطفالٌ في سن الثالثة والرابعة وُجدوا غرقى في دمائهم، حواملُ بُقِرَت بُطونهنّ، ونساءٌ تمَّ اغتصابهنّ قبل قتلِهِنّ، رجالٌ وشيوخٌ ذُبحوا وقُتلوا، وكل من حاول الهرب كان القتل مصيره!!
نشروا الرعب في ربوع المخيم، وتركوا ذكرى سوداء مأساوية، وألمًا لا يمحوه مرور الأيام في نفوس من نجا من أبناء المخيمين.
48 ساعة من القتل المستمر وسماء المخيم مغطاة بنيران القنابل المضيئة..! أحكمت الآليات الصهيونية إغلاقَ كل مداخل النجاة إلى المخيم، فلم يُسمح للصحفيين ولا وكالات الأنباء بالدخول إلا بعد انتهاء المجزرة في الثامن عشر من أيلول/سبتمبر، حين استفاق العالم على مجزرة من أبشع المجازر في تاريخ البشرية، ليجد جثثًا مذبوحة بلا رؤوس، ورؤوساً بلا أعين، ورؤوساً أخرى محطمة!! ليجد قرابة 3000 جثة ما بين طفل وامرأة وشيخ ورجل من أبناء الشعب الفلسطيني، والمئات من أبناء الشعب اللبناني.
عمليات القتل التي كشف عنها النقاب صبيحة السبت تمت، حسب المعطيات المُجمَع عليها، بإشراف ثلاث شخصيات رئيسية هي: وزير الدفاع الصهيوني شارون، ورئيس الأركان رافائيل إيتان، ومسئول الأمن في القوات اللبنانية إيلي حبيقة.
وبينما استمرت المجزرة طوال يوم الجمعة وصباح يوم السبت، أيقظ المحرر العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي أرييل شارون وزير الدفاع في حكومة مناحم بيجين ليبلغه بوقوع المجزرة في صابرا وشاتيلا، فأجابه شارون ببرود "عام سعيد". وفيما بعد وقف "بيجين" أمام الكنيست ليعلن باستهانة "جوييم قتلوا جوييم… فماذا نفعل؟"، أي "غرباء قتلوا غرباء.. فماذا نفعل؟".
وكانت مجزرة صبرا وشاتيلا تهدف إلى تحقيق هدفين؛ الأول: الإجهاز على معنويات الفلسطينيين وحلفائهم اللبنانيين، والثاني: المساهمة في تأجيج نيران العداوات الطائفية بين اللبنانيين أنفسهم.

عدد شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا
عدد الشهداء في مجزرة صبرا وشاتيلا لا يعرف بوضوح، وتتراوح التقديرات بين 3500 و5000 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح، أغلبيتهم من الفلسطينيين، ولكن من بينهم لبنانيون أيضًا.
وحتى اللحظة لم يعرف الرقم الدقيق لضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا، لكن فِرَق الصليب الأحمر جمعت نحو 950 جثة، فيما أشارت بعد الشهادات إلى أن العدد قد يصل إلى ثلاثة آلاف، لأن القتلة قاموا بدفن بعض الضحايا في حفر خاصة.
وفي رسالة من ممثلي الصليب الأحمر لوزير الدفاع اللبناني يقال: إن تعداد الجثث بلغ 328 جثة، ولكن لجنة التحقيق الصهيونية برئاسة إسحاق كاهان تلقت وثائق أخرى تشير إلى تعداد 460 جثة في موقع المذبحة. وفي تقريرها النهائي استنتجت لجنة التحقيق الصهيونية من مصادر لبنانية وصهيونية أن عدد القتلى بلغ ما بين 700 و800 نسمة، وفي تقرير إخباري لهيئة الإذاعة البريطانية BBC يشار إلى 800 قتيل في المذبحة.
وقدّرت "بيان نويهض الحوت" في كتابها (صبرا وشاتيلا – أيلول/سبتمبر 1982م)، عدد القتلى بـ 1300 نسمة على الأقل، حسب مقارنة بين 17 قائمة تفصل أسماء الضحايا ومصادر أخرى. وأفاد الصحافي البريطاني روبرت فيسك أن أحد ضباط الميليشيا المارونية الذي رفض كشف هويته قال: إن أفراد الميليشيا قتلوا 2000 فلسطيني. أما الصحافي الصهيوني الفرنسي أمنون كابليوك فقال في كتاب نشر عن المذبحة: إن الصليب الأحمر جمع 3000 جثة، بينما جمع أفراد الميليشيا 2000 جثة إضافية؛ مما يشير إلى 3000 قتيل في المذبحة على الأقل.

لجنة كاهان
في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 1982م أمرت الحكومة الصهيونية المحكمة العليا بتشكيل لجنة تحقيق خاصة، وقرر رئيس المحكمة العليا إسحاق كاهان، أن يرأس اللجنة بنفسه، حيث سميت "لجنة كاهان.
وفي 7 شباط/فبراير 1983م أعلنت اللجنة نتائج البحث، ولقد اعترف تقرير لجنة كاهان الصهيونية بمسئولية بيجين وأعضاء حكومته وقادة جيشه عن هذه المذبحة، استنادًا إلى اتخاذهم قرار دخول قوات الكتائب إلى صبرا وشاتيلا، ومساعدتهم هذه القوات على دخول المخيم. إلا أن اللجنة اكتفت بتحميل النخبة الصهيونية "الإسرائيلية" المسئولية غير المباشرة، واكتفت بطلب إقالة شارون وعدم التمديد لروفائيل إيتان رئيس الأركان بعد انتهاء مدة خدمته في نيسان/إبريل 1983م. ورفض شارون قرار اللجنة، ولكنه استقال من منصب وزير الدفاع عندما تكثفت الضغوط عليه. وبعد استقالته تعين شارون وزيرًا للدولة - أي عضواً في مجلس الوزراء دون وزارة معينة.

مجزرة صبرا وشاتيلا تلاحق السفاح شارون
بعد أن بثت هيئة الإذاعة البريطانية BBC في حزيران 2001م برنامجًا تناول احتمال محاكمته مجرم حرب، قام محامون متضامنون مع ضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا بتحرك في بلجيكا، استنادًا إلى قانون "الاختصاص العالمي" المقر عام 1993م والذي يسمح بملاحقة مجرمي الحرب.
يُذكر أن مسئولين صهيونيين نددوا ببرنامج تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية BBC ودرسوا احتمال محاكمة شارون، وادعى المسئولون: إن البرنامج الذي أذيع كان منحازاً ومعادياً للسامية!! وشارون قضى بعد أن مرض وذهب في غيبوبة استمرت ثلاث سنوات.
ورفعت ناجية من المجزرة تُدعى سعاد سرور المرعي - اغتصبها عناصر "الكتائب اللبنانية" الموالية للكيان الصهيوني وهي في الرابعة عشرة من عمرها وقتلوا معظم أفراد أسرتها، لكنها نجت من المذبحة وهي معوقة بسبب إصابتها بعيار ناري استقر في عمودها الفقري - مع أسر 28 من الضحايا دعوى أمام إحدى محاكم بلجيكا لمحاكمة شارون.
وبادرت الأخيرة إلى فتح تحقيق في القضية وسط ضغوط إعلامية على المتهمين، مما دفع "حبيقة" إلى إبداء الاستعداد للإدلاء بشهادته أمام المحققين البلجيكيين، بعد أن أعلن أن لديه من المعطيات ما سيغيِّر مسار الرواية التي أشاعتها تحقيقات لجنة كاهان.
لكن “حبيقة” ما لبث أن اغتيل مع أربعة من مرافقيه في 24 يناير/كانون الثاني 2002م في عملية تحمل على الأرجح بصمات الاستخبارات الصهيونية، وتعرضت المحاكمة لاحقًا للإجهاض بعد ضغوط صهيونية وأمريكية على بلجيكا؛ مما دفع الأخيرة لاحقًا لتعديل قانون الاختصاص العالمي.

* بالاستناد لمقالاتي السابقة وأدبيات الفصائل الفلسطينية حول المجزرة 
محمود سعيد كعوش
كاتب وباحث فلسطيني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
مذبحة «صبرا وشاتيلا» آلام لا يمحوها الزمان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  بين صبرا وشاتيلا.. ودخول المازوت الإيراني.. انقلاب كلي للصورة
» يا فارس الزمان الوحيد!
» تاج محل.. قصة حب أسطورية تتحدى الزمان!!
» تونس العتيقة.. قراءة الزمان على حجارة المكان
» آلام ارملة !

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: احداث ما بعد النكبة-
انتقل الى: