منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  العهد العثماني من الكبوة إلى الفتح العظيم..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75891
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 العهد العثماني من الكبوة إلى الفتح العظيم.. Empty
مُساهمةموضوع: العهد العثماني من الكبوة إلى الفتح العظيم..    العهد العثماني من الكبوة إلى الفتح العظيم.. Emptyالجمعة 18 فبراير 2022, 9:05 pm

العهد العثماني من الكبوة إلى الفتح العظيم.. عهد (محمد الأول "جلبي" وابنه مراد الثاني) (1413-1455م)
د. علي الصلابي


تناولنا في مقالات سابقة سلاطين الدولة العثمانية قبل محمد الفاتح، وآخر هؤلاء السلاطين الأقوياء السلطان بايزيد «الصَّاعقة»، وقد لقب بذلك لأنه كان شجاعاً شهماً كريماً متحمِّساً للفتوحات الإِسلاميَّة، ولذلك اهتمَّ اهتماماً كبيراً بالشؤون العسكريَّة، فاستهدف الإِمارات المسيحيَّة في الأناضول، وخلال عام واحد أصبحت تابعةً للدَّولة العثمانيَّة، فكان بايزيد كمثل البرق في تحرُّكاته بين الجبهتين البلقانيَّة، والأناضوليَّة، لكن السلطان بايزيد وقع في صدام مع تيمورلنك الذي جلس على عرش خراسان عام 1369م، ولأسباب عدة تقدَّم تيمورلنك بجيوشه، واحتلَّ سيواس، وأباد حاميتها الَّتي كان يقودها الأمير أرطغرل بن بايزيد، والتقى الجيشان قرب أنقرة في عام 804هـ/1402م وكانت قوات بايزيد تبلغ 120000 مجاهدٍ لملاقاة خصمه، وزحف تيمورلنك على رأس قوَّات جرارة في 20 يوليو 1402م (804هـ) وانتصر المغول، ووقع بايزيد في الأسر، وظلَّ يرسف في أغلاله حتَّى وافاه الأجل في السَّنة التَّالية.


بعد ذلك تعرَّضت الدَّولة العثمانيَّة لخطرٍ داخليٍّ تمثَّل في نشوب حربٍ أهليَّةٍ على العرش بين أبناء بايزيد، واستمرَّت هذه الحرب عشر سنوات (806 – 816هـ/1403 – 1413م). كان لبايزيد خمسة أبناء اشتركوا معه في القتال، ونشبت الحرب بين ثلاثة منهم، كانوا يتنازعون بينهم أشلاء الدَّولة الممزَّقة، والأعداء يتربَّصون بهم من كلِّ جانبٍ. صمد العثمانيُّون لمحنة أنقرة بالرَّغم ممَّا عانوه من خلافاتٍ داخليَّةٍ إِلى أن انفرد محمَّد الأوَّل بالحكم في عام 1413م، وأمكنه لمَّ شتات الأراضي الَّتي سبق للدَّولة أن فقدتها، وقد ولد السُّلطان محمَّد الأول عام (781هـ/1379م) وتولَّى أمر الأمَّة بعد وفاة والده بايزيد، وعرف في التَّاريخ «بمحمَّد جلبي».


اشترك أثناء حكمه في 24 حرباً، وأصيب بأربعين جرحاً. واستطاع أن يقضي على الحرب الأهليَّة بسبب ما أوتي من الحزم، والكياسة، وبعد النَّظر، وتغلَّب على إخوته واحداً واحداً حتَّى خلص له الأمر، وتفرَّد بالسُّلطان، وقضى سني حكمه الثَّمانية في إِعادة بناء الدَّولة، وتوطيد أركانها، ويعتبره بعض المؤرخين المؤسِّس الثَّاني للدَّولة العثمانيَّة. كان السلطان محمَّد الأوَّل محباً للشِّعر، والأدب، والفنون، وقيل: هو أوَّل سلطانٍ عثمانيٍّ أرسل الهدية السَّنويَّة إِلى أمير مكَّة الَّتي يطلق عليها اسم الصُّرَّة، وهي عبارة على قدرٍ معيَّنٍ من النقود يرسل إِلى الأمير لتوزيعه على فقراء مكَّة، والمدينة. وقد أحبَّ الشَّعبُ العثمانيُّ السُّلطانَ محمَّداً الأوَّل، وأطلقوا عليه لقب: بهلوان «ومعناها: البطل» وذلك بسبب نشاطه الجم، وشجاعته، كما أنَّ له أعماله العظيمة.


وفاته وخليفته:
كان معروفاً لدى جميع رعيَّته بالتَّقوى، والعدالة، والشَّفقة، استطاع السُّلطان مراد أن يقضي على حركات التَّمرُّد الدَّاخليَّة الَّتي قام بها عمُّه مصطفى، والَّتي كانت تُدعم من قبل أعداء الدَّولة العثمانيَّة
بعد أن بذل السُّلطان محمَّد الأوَّل قصارى جهده في محو آثار الفتن، فاجأه الموت في سنة 824هـ/1421م في مدينة أدرنة، وأسلم روحه لخالقه، وعمره 43 سنةً. وخوفاً من حصول ما لا تُحمد عقباه لو عُلم موت السُّلطان محمَّد الأوَّل، اتَّفق وزيراه إِبراهيم، وبايزيد على إِخفاء موته على الجند حتَّى يصل ابنه مراد الثَّاني، فأشاعا: أنَّ السُّلطان مريضٌ، وأرسلا لابنه، فحضر بعد واحد وأربعين يوماً، وتسلَّم مقاليد الحكم. عام (824هـ/1421م) وكان عمره لا يزيد على ثماني عشرة سنةً، وكان محبَّاً للجهاد في سبيل الله، والدَّعوة إِلى الإِسلام في ربوع أوربا.


كان معروفاً لدى جميع رعيَّته بالتَّقوى، والعدالة، والشَّفقة، استطاع السُّلطان مراد أن يقضي على حركات التَّمرُّد الدَّاخليَّة الَّتي قام بها عمُّه مصطفى، والَّتي كانت تُدعم من قبل أعداء الدَّولة العثمانيَّة، وكان السُّلطان مراد يوجِّه الضَّربات الموجعة لحركات التَّمرُّد في بلاد البلقان، وحرص على تدعيم الحكم العثمانيِّ في تلك الدِّيار، واتَّجه الجيش العثمانيُّ نحو الشَّمال لإِخضاع إقليم ولاشيا، وفرض عليه جزيةً سنويَّةً، واضطرَّ ملك الصِّرب الجديد «ستيف لازار ميتش» إِلى الخضوع للعثمانيِّين والدُّخول تحت حكمهم، وجدَّد ولاءه للسُّلطان، واتَّجه جيشٌ عثمانيٌّ نحو الجنوب، حيث قام بتوطيد دعائم الحكم العثماني في بلاد اليونان.


ولم يلبث السُّلطان أن واصل جهاده الدَّعويَّ، وقام بالقضاء على العوائق في كلٍّ من ألبانيا، والمجر. واستطاع العثمانيُّون أن يفتحوا ألبانيا عام (834هـ/1431م) وركَّزوا هجومهم على الجزء الجنوبي من البلاد. أمَّا شمالي ألبانيا، فقد خاض العثمانيُّون فيه جهاداً مريراً، وتمكَّن الألبانيُّون الشَّماليُّون من القضاء على جيشين عثمانيِّين في جبال ألبانيا، كما ألحقوا الهزيمة بحملتين عثمانيَّتين متعاقبتين، كان يقودهما السُّلطان مراد بنفسه، وتكبَّد العثمانيُّون خسائر فادحةً أثناء عمليَّة الانسحاب، ووقفت الدُّول النَّصرانية خلف الألبان لدعمهم ضدَّ العثمانيِّين، وخصوصاً من حكومة البندقيَّة، الَّتي كانت تدرك خطورة الفتح العثماني لهذا الإقليم الهامِّ بشاطئيه، وموانئه البحريَّة الَّتي تربط البندقيَّة بحوض البحر المتوسط، والعالم الخارجي، وأنَّهم في استطاعتهم حجز سفن البنادقة داخل بحرٍ مغلقٍ هو بحر الأدرياتيك. وهكذا لم يشهد السُّلطان مراد الثاني استقراراً للحكم العثماني في ألبانيا.


وأمَّا ما يتعلَّق بجبهة المجر؛ فقد استطاع العثمانيُّون في عام (842هـ/1438م) أن يهزموا المجريِّين، ويأسروا منهم سبعين ألف جنديٍّ، وأن يستولوا على بعض المواقع، ثمَّ تقدَّم لفتح بلغراد عاصمة الصِّرب، ولكنه أخفق في محاولته، وسرعان ما تكوَّن حلف صليبيٌّ كبير باركه البابا، واستهدف هذا الحلف طرد العثمانيين من أوربا كليَّةً، وشمل الحلف البابوية، والمجر، وبولندا، والصِّرب، وبلاد الأفلاق، وجنوة، والبندقية، والإمبراطوريَّة البيزنطيَّة، ودوقية برجنديا، وانضمَّت إِلى الحلف أيضاً كتائب من الألمان، والتّشيك. وأُعطيت قيادة قوات الحلف الصَّليبيِّ إِلى قائدٍ مجريٍّ قديرٍ هو: يوحنَّا هنيادي.


وقد قاد هنيادي القوَّات الصَّليبيَّة البرِّيَّة، وزحف جنوباً، واجتاز الدَّانوب، وأوقع بالعثمانيِّين هزيمتين فادحتين عام (846هـ/1442م) واضطرَّ العثمانيُّون إِلى طلب الصُّلح، وأبرمت معاهدة صلح لمدة عشر سنوات في «سيزجادن» وذلك في شهر يوليو عام (848هـ/1444م) تنازل فيها عن الصِّرب، واعترف «بجورج برانكوفيتش» أميراً عليها. كما تنازل السُّلطان مراد عن الأفلاق للمجر، وافتدى زوج ابنته «محمود شلبي» الَّذي كان قائداً عاماً للجيوش العثمانيَّة، بمبلغ 60 ألف دوقية. وقد حُرِّرت هذه المعاهدة باللُّغتين العثمانيَّة، والمجريَّة، وأقسم «لاديسلاسي» ملك المجر على الإِنجيل، كما أقسم السُّلطان مراد بالقرآن على أن تراعى شروط المعاهدة بذمَّةٍ، وشرفٍ.


وحين فرغ مراد من عقد الهدنة مع أعدائه الأوربيِّين، عاد إِلى الأناضول، وفجع بموت ابنه الأمير علاء، واشتدَّ حزنه عليه، وزهد في الدُّنيا، والملك، ونزل عن السَّلطنة لابنه محمَّد، وكان إِذ ذاك في الرَّابعة عشرة من عمره، ولصغر سنِّه أحاطه والده ببعض أهل الرَّأي والنَّظر من رجال دولته، ثمَّ ذهب إِلى مغنيسيا في آسيا الصُّغرى ليقضي بقيَّة حياته في عزلةٍ، وطمأنينةٍ، ويتفرَّغ في هذه الخلوة إِلى عبادة الله، ولم يستمتع السُّلطان طويلاً بهذه الخلوة، والعبادة حيث قام الكاردينال سيزاريني وبعض أعوانه بالدَّعوة إِلى نقض العهود مع العثمانيِّين.


لقد نقض النَّصارى عهودهم، وحشدوا الجيوش لمحاربة المسلمين، وحاصروا مدينة «فارنا» البلغاريَّة الواقعة على ساحل البحر الأسود، والَّتي كانت قد تحرَّرت على أيدي المسلمين. وعندما تحرَّك النَّصارى بعث رجال الدَّولة إِلى السُّلطان مراد يستعجلون قدومه لمواجهة هذا الخطر، وخرج السُّلطان المجاهد من خلوته ليقود جيوش العثمانيِّين ضدَّ الخطر الصَّليبي. وأسرع السُّلطان مراد في السير، فوصل وارنه في نفس اليوم الَّذي وصل فيه الصَّليبيُّون، وفي اليوم التَّالي نشبت المعركة بين الجيشين النَّصرانيِّ، والإِسلاميِّ، وكانت عنيفةً حاميةً، وقد وضع السُّلطان مراد المعاهدة الَّتي نقضها أعداؤها على رأس رمح ليشهدهم، ويشهد السَّماء والأرض على الغدر، والعدوان، وليزيد حماس جنده.


امتاز السُّلطان محمَّد الفاتح بشخصيَّةٍ فذَّةٍ، جمعت بين القوَّة، والعدل، كما أنَّه فاق أقرانه منذ حداثته في كثيرٍ من العلوم الَّتي كان يتلقَّاها في مدرسة الأمراءامتاز السُّلطان محمَّد الفاتح بشخصيَّةٍ فذَّةٍ، جمعت بين القوَّة، والعدل، كما أنَّه فاق أقرانه منذ حداثته في كثيرٍ من العلوم الَّتي كان يتلقَّاها في مدرسة الأمراء
 
واقتتل الفريقان، ودارت بينهما معركةٌ رهيبةٌ كاد يكون فيها النَّصر للنَّصارى نتيجة حميَّتهم الدِّينيَّة، وحماسهم، إِلا أنَّ تلك الحميَّة، والحماس الزَّائد اصطدم بالرُّوح الجهاديَّة لدى العثمانيِّين، والتقى الملك «لاديسلاس» ناقض العهود مع السُّلطان مراد الوفي بالعهود وجهاً لوجه، واقتتلا، ودارت بينهما معركة رهيبةٌ تمكَّن السلطان المسلم من قتل الملك المجريِّ النَّصرانيِّ، فقد عاجله بضربةٍ قويَّةٍ من رمحه أسقطته من على ظهر جواده، فأسرع بعض المجاهدين، وحزُّوا رأسه، ورفعوه على رمحٍ مهلِّلين مكبِّرين، وفرحين، وصاح أحد المجاهدين في العدِّو: «أيُّها الكفَّار! هذا رأس ملككم».


وكان لذلك المنظر أثرٌ شديدٌ على جموع النَّصارى، فاستحوذ عليهم الفزع، والهلع، فحمل عليهم المسلمون حملةً قويَّةً بدَّدت شملهم، وهزموهم شرَّ هزيمةٍ، وولَّى النَّصارى مدبرين، يدفع بعضهم بعضاً، ولم يطارد السُّلطان مراد عدوَّه، واكتفى بهذا الحدِّ من النَّصر، وإِنَّه لنصرٌ عظيم. كانت هذه المعركة في سهول قوصوه في 17 أكتوبر (852هـ/1448م) واستمرَّت المعركة ثلاثة أيام، وانتهت بفوز ساحق للعثمانيِّين. وقد أخرجت هذه المعركة بلاد المجر لعشر سنوات على الأقل من عداد الدُّول التي تستطيع النهوض بعملياتٍ حربيَّةٍ هجوميَّة ضدَّ العثمانيِّين.


ولم تفارق السُّلطان مراداً زهادته في الدُّنيا، والملك، فنزل عن العرش مرَّةً أخرى لابنه محمَّد، وعاد إلى عزلته في مغنيسيا كما يعود الأسد المنتصر إِلى عرينه. ثم رجع مرة أخرى إلى الحكم بعد تمرد الانكشارية وبقي على العرش العثمانيِّ إِلى آخر يومٍ في حياته، وقد قضاها في الغزو، والفتح. ثم تولى بعده السُّلطان محمَّد الثَّاني (الفاتح) (833 – 886هـ/1429 – 1481م)، ويعتبر السُّلطان العثماني السَّابع في سلسلة آل عثمان يلقَّب بالفاتح، وأبي الخيرات. حكم ما يقرب من ثلاثين عاماً كانت خيراً وعزَّةً للمسلمين. تولَّى حكم الدَّولة العثمانيَّة بعد وفاة والده في 16 محرم عام 855هـ الموافق 18 فبراير عام 1451م، وكان عمره آنذاك 22 سنة، ولقد امتاز السُّلطان محمَّد الفاتح بشخصيَّةٍ فذَّةٍ، جمعت بين القوَّة، والعدل، كما أنَّه فاق أقرانه منذ حداثته في كثيرٍ من العلوم الَّتي كان يتلقَّاها في مدرسة الأمراء، وخاصَّةً معرفته لكثيرٍ من لغات عصره، وميله الشَّديد لدراسة كتب التَّاريخ، ممَّا ساعده فيما بعد على إِبراز شخصيته في الإِدارة، وميادين القتال، حتَّى إنَّه اشتهر أخيراً في التَّاريخ بلقب محمد الفاتح، لفتحه القسطنطينيَّة، وسنتناول عهده وفتحه القسطنطينية في مقال لاحق إن شاء الله.




المراجع:


1- د. علي محمد الصلابي. الدولة العثمانية، عوامل النهوض وأسباب السقوط، الطبعة الأولى 2003م ص (57-67).


2- د. إِسماعيل ياغي، الدَّولة العثمانيَّة في التاريخ الإِسلامي الحديث، مكتبة العبيكان، الطَّبعة الأولى 1416هـ/1996م. ص (46-47).


3- د. سالم الرَّشيدي، محمَّد الفاتح، الإِرشاد، جدَّة، الطَّبعة الثَّالثة، 1989م/1410هـ. ص(37)، ص(45).


4- محمَّد فريد بك، تاريخ الدَّولة العليَّة العثمانيَّة، تحقيق الدُّكتور إِحسان حقِّي، دار النَّفائس، الطَّبعة السَّادسة، 1408هـ/1988م. ص (152).


5- د. جمال عبد الهادي، د. وفاء محمد رفعت جمعة، علي أحمد لبن، الدَّولة العثمانيَّة، أخطاء يجب أن تصحَّح في التاريخ، دار الوفاء، الطَّبعة الأولى، 1414هـ/1994م. ص (38)، ص(33)، ص، (41).


6- السَّلاطين العثمانيُّون، كتاب مصوَّر، طبع في تونس.، ص (41).


7- عبد السَّلام عبد العزيز فهمي، السُّلطان محمَّد الفاتح، فاتح القسطنطينيَّة، وقاهر الرُّوم، دار القلم، دمشق، الطَّبعة الرَّابعة، 1407هـ/1987م، ص (22).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75891
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 العهد العثماني من الكبوة إلى الفتح العظيم.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: العهد العثماني من الكبوة إلى الفتح العظيم..    العهد العثماني من الكبوة إلى الفتح العظيم.. Emptyالجمعة 18 فبراير 2022, 9:10 pm

كيف زور العرب لأولادهم تاريخ الدولة العثمانية
د. محمد الجوادي

في أحيان كثيرة تضطر مناهج التاريخ إلى التنازل عن موضوعاتها لصالح مادة دراسية أخرى تُسمٌى بالتربية القومية أو التربية الوطنية، وتُصبح هذه المادة أحد فروع الدراسات الاجتماعية في مرحلة التعليم الإعدادي فتُصبح هناك حصة دراسية للجغرافيا وحصة دراسية للتاريخ وحصة دراسية للتربية الوطنية، وكذلك الحال في التعليم الثانوي بحيث تُصبح هذه المادة من مواد المجموع ومن مواد النجاح والرسوب بل إن مُخصٌصاتها الزمنية تتضاعف في الأقسام الأدبية وإن احتفظت بحقها أيضا في الأقسام العلمية من التعليم الثانوي.

 

في منهج هذه المادة تقدم أنظمة الحكم الشمولية التاريخ بعد أن تضربه (أو تخفقه) في الخلاط فيُصبح في حالة سيولة تتحكم في سُكٌرها أو سُكٌريتها أو حلاوتها وملوحتها وحمضيتها أو قلويتها وكثافتها ولزوجتها كما يُمكن لها أن تتحكم في خصائصها الأخرى بأن تُضيف إليها ما تشاء من أيدولوجيتها أو ادعاءاتها.

 

وفي الدول التي تلتزم بحقوق الإنسان وبمبدأ الحريات السياسية لا يجوز للدولة أٌيٌا ما كانت أن تلجأ إلى هذه المادة الدراسية المُصطنعة بل إن أحد مُقوٌمات التحوٌل من الحياة الشمولية أو نظام الحزب الواحد يتطلب أن تتنازل الدولة عن حقٌها في فرض هذه المادة كمادة دراسية من الأساس.

 

في سنوات حكم العسكر الذين عرفوا تاريخيا باسم الباشوات الثلاثة: طلعت باشا وأنور باشا وجمال باشا عرفت الشعوب العربية البطش الشديد الذي جعل حاكم سوريا جمال باشا يستحق لقب "السفٌاح" الذي أطلقه عليه السوريون
من الجدير بالذكر والإشادة أن البديل الذي كان موجودا في نظام التعليم المصري في بداية عهد النهضة وبعد ثورة 1919 كان هو بالضبط ما يُسٌمى الآن بالتربية المدنية والسياسية وهي مادة تحرص المجتمعات الحرة على تدريسها ومن حق مصر أن تفخر بأنها في ظل حكومات الوفد والمعارضة في عهد الليبرالية على حد سواء كانت تدرس هذه المادة  وكان من أعدٌها و وضع كتبها أدباء عظماء من طبقة الأستاذ عبد العزيز البشري حيث تُقدٌم التربية السياسية والحضارية والمدنية والمجتمعية من خلال التعريف الذكي بالمصطلحات ومعانيها ومراميها ووجودها وتاريخها كما تُقدم مفاهيم علم الاجتماع السياسي والنظم السياسية و نُظم الدولة والحكومة.. الخ. كنت ولا أزال أُجاهد من أجل أن نعود إلى تدريس هذه الكتب على نحو ما أُلٌفت منذ ما يقرب من مائة عام حين كان كل شيء يُصاغ بإتقان وأمانة.

 

كان هذا المدخل ضروريا لأفسٌر للقارئ كيف صيغت مفاهيم الأجيال المعاصرة عن التاريخ العثماني، فمن الحق أن نقول إن مادة التاريخ لم تتورط في هذا التزوير لا في المقرٌرات ولا في الامتحانات وبخاصة أن المساحة الزمنية المُتاحة لتدريس التاريخ الإسلامي كله محدودة ولا تتناسب مع أي مساحة مناظرة تُقدمها الولايات المتحدة الأمريكية أو أيٌة دول غربية لتاريخها الوطني والقومي والحضاري.. بل إن بعض المناهج الأوروبية المعاصرة تُخصٌص لتاريخنا (باعتباره جزءا من التاريخ الإنساني) أكثر مما يُخصص له في المناهج المصرية.

 

ماذا حدث للتاريخ العثماني بالضبط في مناهجنا، ومن أن أين أتى التركيز على كل هذه العبارات المتهمة للعثمانيين بالظلم والجور والعسف وإيذاء العرب وإعدامهم؟ في الحقيقة فإن تسعين في المائة من الانتقادات التي تُوجٌهُ للعثمانيين الذين حكموا قرونا طويلة تتعلق بالسنوات الأخيرة من حكم الدولة العثمانية حين تحولت هذه الدولة إلى حكم العسكر الذي نجح في أن يُقدٌم نفسه على أنٌه ملكية دستورية على غرار الملكيات الدستورية المعروفة في بريطانيا وغيرها بينما كان هو البروفة الأقرب إلى النظام الشمولي السوفييتي الذي نشأ بعده واستمرٌ حتى سقط في 1989 مع سقوط حائط برلين.

 

حتى الآن لم يُسمٌ أحد من الأوروبيين ولا العرب بالطبع ما حدث في الدولة العثمانية منذ 1908 بالاسم الحقيقي وهو "الانقلاب العسكري العثماني". حدث هذا الانقلاب من خلال حزب عسكري الهوى والنوى والأشخاص والطبيعة وقد استولى على الحكم فأنهى عهد السلطان عبد الحميد الذي هو آخر السلاطين العثمانيين حقيقة، وأسند الخلافة أو السلطة أو رئاسة الدولة إلى أخيه محمد الخامس (1909) ثم إلى أخيهما محمد السادس (1918) تحت تهديد السلاح بينما حُكمت الدولة بالجنرالات.

 

كان الثوب السياسي الذي ارتداه هؤلاء العسكريون الانقلابيون أنهم حزب تركيا الفتاة وقد وصلوا إلى ما قبل ذروة انقلابهم بوصولهم إلى الاستحواذ على صفة المعارضة ضد السلطان عبد الحميد، واستطاعوا الإطاحة بالسلطان عبد الحميد وأصبحوا هم القوة الفاعلة والحاكمة وجاءت الحرب العالمية الأولى فزجٌوا بالدولة العثمانية فيها برعونة العسكر فأطاحوا بالدولة نفسها على نحو ما يفعل العسكريون في كل مكان وزمان حين يتولون السياسة فتخسر شعوبهم كل شيء حتى كيان الدولة وأرضها.

 

هكذا زور العرب لأولادهم تاريخ العثمانيين مرتين حين نسبوا سنوات العسكر بطغيانها إلى العثمانيين لا إلى العسكر، وجعلوها بديلا لخمسة قرون ومرة أخرى حين ظنوا العسكرة لم تبدأ إلا مع أتاتورك
في سنوات حكم العسكر الذين عرفوا تاريخيا باسم الباشوات الثلاثة: طلعت باشا وأنور باشا وجمال باشا عرفت الشعوب العربية البطش الشديد الذي جعل حاكم سوريا جمال باشا يستحق لقب "السفٌاح" الذي أطلقه عليه السوريون، وكان جمال السفٌاح على سبيل المثال حريصا على أن يُبيد كل الزعماء الوطنيين المدنيين وليس في هذا التعبير مبالغة فكلٌ زعماء الشام الذين عاش بعضهم حتى الستينات من القرن العشرين كانوا قد حُكم عليهم بالإعدام في عهده الذي هو عهد عثماني اسما لكنه كان حكم العسكر قبل أن يعرف المصطلح، ومن قلب الحكم العسكري هذا برز مصطفى كمال أتاتورك والأتاتوركية.

 

وهنا نجد العرب الذين درسوا على مناهج الناصرية والبعث ينسُبون فظائع حكم العسكر الذين استولوا على مقدُرات الأمور في الدولة العثمانية منذ انقلابهم واستيلائهم على مقاليد الحكم في 1909 إلى العثمانيين بينما كان هؤلاء عسكر كحكام الناصرية والبعث والقوميين العرب. من ناحية أخرى نجد الإسلاميين وهم يظنون ويتناقلون ما لقنوه من أن التتريك والانحياز ضد العرب لم يبدأ إلا في عهد أتاتورك. بينما كان أتاتورك نفسه حلقة متأخرة من حلقات حكم العسكر الذي بدأ منذ 1909.

 

من الجدير بالذكر أنه طبقا لمبدأ الفعل ورد الفعل فإن الجمعية العربية للفتاة نشأت كرد فعل على تركيا الفتاة، ومن الطريف انها نشأت في باريس 1909، أما تركيا الفتاة نفسها فتعود بدايتها إلى بدايات القرن العشرين، وفي أكثر التقديرات عراقة فإن جذورها تعود إلى 1889 فقط، وهي في البداية والنهاية حركة طُلاب عسكريين وليست حركة مجتمع مدني، كما أنها في البداية والنهاية كانت صدى لاضطرابات الإنكشارية التي عرفتها الدولة العثمانية في مراحل متأخرة من حياتها ولم تكن حركة إصلاحية ذات مشروع حضاري وإنما كانت في معظم نصوصها وأدبياتها حركة تتريك أو تحيز للمركز الحاكم، يُمكن وصفها بالوصف الشائع الآن عن أبوظبي التي تتحمل الجزء الأكبر من نفقات الإمارات أو الوصف الشائع في السبعينات حين كانت روسيا تتحمل عبء الاتحاد السوفييتي، وحين كانت ألمانيا الديموقراطية تتحمل عبء حلفاء وارسو.. أو ما يزعمه الرئيس ترامب من أنٌ الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل نفقات حلف الأطلنطي بأكثر من الباقين وهو زعم يفتقد الدٌقة. ومن هذه الروح كانت تنشأ دعوات التتريك والانحياز للجنس الطوراني الذي يتحمٌل مسئولية الدولة بينما الأطراف لا تتحمل بل تزدهر.

 

هكذا زور العرب لأولادهم تاريخ العثمانيين مرتين حين نسبوا سنوات العسكر بطغيانها إلى العثمانيين لا إلى العسكر، وجعلوها بديلا لخمسة قرون ومرة أخرى حين ظنوا العسكرة لم تبدأ إلا مع أتاتورك بينما كان أتاتورك نفسه هو ثمرتها الأخيرة التي ربما كانت اقٌل قسوة من فترة الباشوات الثلاثة الذين أذاقوا العثمانيين والعرب معهم سوم العذاب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75891
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 العهد العثماني من الكبوة إلى الفتح العظيم.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: العهد العثماني من الكبوة إلى الفتح العظيم..    العهد العثماني من الكبوة إلى الفتح العظيم.. Emptyالجمعة 18 فبراير 2022, 9:12 pm

الأتراك لم يخونوا العرب لحظة واحدة منذ 96 عاما
د. محمد الجوادي

نعرف أن الخيانة العربية كانت من الأسباب الرئيسة لانتهاء الدولة العثمانية وما عانته تركيا من هذا الموقف الذي لم يكن له أي مبرر إلا الرغبة المراهقة في قبول الخيانة المؤذية لهم رغم أن السم كان واضحا ولم يكن خفيا. ومع هذا فإن الأتراك الذين أسسوا دولة جديدة باسم الجمهورية في 1923 عاشوا مع العرب حتى الآن 96 عاما يُعانون من تحرشات العرب المتكرٌرة التي لا يُمكن تفسيرها في ضوء الطب النفسي إلاٌ بنزعة جبر التكرار المسيطرة على كثير منهم، وفي المقابل فإن الأتراك لم يخونوا العرب لحظة واحدة طيلة هذه السنوات الستة والتسعين (1923 ـ 2019) بل على العكس من هذا فإن تركيا وقفت مع العرب ومع مصر بالذات مواقف بطولية تُكتبُ بأحرُف من نور، ولعلٌ أبرز هذه المواقف هو موقف تركيا في حرب 1973 وهو موقف حقٌق لمصر (والعرب) ما لم تكن تحلم به من أي حليف أو صديق فما بالك بأن هذا الموقف النبيل جاء من دولة عانت من الفتور والنفور المتكررين و اللذين كانت ثورة 1952 قد جعلتهما الطابعين المسيطرين على العلاقات التركية المصرية.

 

سأبدأ بمُقاربة بسيطة تكشف عن مقارنة ذكية تثبت عظمة الدور التركي فأذكر أنٌنا كنا نقرأ ما يتلمظ به الأستاذ هيكل عن سفر الرئيس أو المشير عامر أو سفره معهما إلى موسكو فنجد الإشارة إلى أن الرحلة طالت مسافتها وطال زمنها  لتفادي المرور فوق الأراضي التركية وذلك بسبب أن الطيران السوفييتي لا يمر في الأجواء التركية بسبب أنها عضو في حلف الناتو (حلف شمال الأطلسي)  ما بالنا بالمفاجأة المذهلة التي حدثت في حرب أكتوبر 1973 حين سمحت تركيا للجسر الجوي السوفييتي الذي كان ينقل السلاح إلى مصر والعرب بالمرور في الأجواء الجوية التركية (التي لم يكن هناك اتفاقات مرور خاصة بها) وذلك إسعافا للقوات المصرية والعربية المحاربة في حرب أكتوبر 1973 وذلك على الرغم من عضوية تركيا في حلف الأطلنطي الذي تقوده أمريكا التي كانت تُحارب مع إسرائيل!

 

هل يتصوٌر القارئ الحقيقة التاريخية التي لا يُمكن إنكارها (وإن كان قد تم إخفاؤها عمدا من الجانبين) وهي أن حوالي ألف طائرة سوفييتية قد عبرت الأجواء الجوية التركية إلى القوات العربية المحاربة وقد حملت على متنها 15 ألف طن من الأسلحة والمُعدٌات العسكرية لدعم الجبهة المصرية المحاربة في 1973. وذلك في مواجهة مع الجسر الأمريكي لإسرائيل الذي نقل أكثر من 22 ألف طن من الإمدادات العسكرية ما بين 14 أكتوبر و14 نوفمبر 1973. ليس هذا فحسب بل إن تركيا التي هي عضو في حلف الأطلنطي وملتزمة بسياسته رفضت أن تستخدم أجواءها الجوية لعبور طائرات الجسر الجوي الأمريكي إلى إسرائيل، وكانت النتيجة أن زادت ساعات الطيران المطلوبة لهذا الجسر، وما ترتٌب على ذلك من ضرورة هبوط هذه الطائرات للتزود بالوقود بعد أن زادت ساعات طيرانها على المعدلات المعروفة سلفا. أكثر من هذا فإن تركيا التي كانت تحكمها حكومة منتخبة رفضت استخدام قاعدة انجرليك التركية التابعة لحلف الأطلنطي في أي دعم لإسرائيل ضد مصر أثناء الحرب.

 

الموقف التركي المؤيد على طول الخط للرئيس السادات كان سببا جوهريا من أسباب التحريض الأمريكي للانقلاب العسكري في سبتمبر 1980 على حكومة الرئيس سليمان ديميريل
وحين واجهت الدول العربية حملة دولية بسبب قرار حظر تصدير النفط لأمريكا فإن تركيا أعلنت بكل وضوح أنها تقف مع الحق العربي في منع تصدير النفط، وأكثر من هذا فإنه عندما استطاع الرئيس السادات الوصول إلى اتفاقيات فض الاشتباك الأول والثاني ثم كامب ديفيد ومعاهدة السلام ولقي ما نعرفه من تعنٌت الأنظمة العربية في المزايدة عليه لدفعه بشدة وعنف للفشل (وهو التعنٌت الذي وصل إلى حد فرض عقوبات على مصر) فإن حكومة تركيا المنتخبة لم تتوان عن تأييد الرئيس السادات في كل خطواته مؤكدة على ما نادت به تركيا على مدى تاريخها من رفضها العدوان الإسرائيلي في 1967 ومطالبتها إسرائيل بالتخلي عن الأراضي التي استولت عليها بالقوة، وتأكيدها الدعوة إلى مؤتمر جنيف للسلام.

 

ومن الحق أن نُشير إلى ما لم تُصرٌح به الأدبيات التاريخية حتى الآن من أن الموقف التركي المؤيد على طول الخط للرئيس السادات كان سببا جوهريا من أسباب التحريض الأمريكي للانقلاب العسكري في سبتمبر 1980 على حكومة الرئيس سليمان ديميريل الذي تبادل السلطة مع مُنافسه بولنت أجاويد على مدى سنوات. ولهذا فقد تكفٌل الانقلاب العسكري في 1980 في أولى توجهاته بإعادة السفراء بين تركيا وإسرائيل.

 

ربما كان هذا المدخل الذي بدأت به كفيلا بأن يشير إلى عدة مظاهر لإخلاص الأتراك للعرب وقضاياهم:

ــ ففي حرب 1956 كان لحكومة عدنان مندريس دور فدائي في تنبيه الرئيس عبد الناصر إلى المؤامرة التي كانت تجهز ضده، وفضلا عن هذا فقد كان لها موقف داعم لمصر. ووصل الأمر بحكومة مندريس أنها في احتجاجها على هذا العدوان خفضت علاقتها الديبلوماسية بإسرائيل.

 

ــ وطيلة فترة الحروب وما بعدها كانت القواعد التركية البحرية (وغير البحرية) تستقبل تدريبات البحرية المصرية بالترحاب والكرم والعناية.

 

ــ وكانت تركيا من أوائل الدول الداعمة لمنظمة التحرير الفلسطينية ولكونها الممثل الشرعي لفلسطين.

 

ــ وكان لتركيا دورها في إقرار الأمم المتحدة لفكرة اعتبار الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية والتميز العنصري.

 

ــ وفي 2006 وقفت تركيا بوضوح مع المقاومة اللبنانية ضد العدوان الإسرائيلي على الرغم من التواطؤ العربي وفي 2008 وقفت تركيا مع غزة وهو ما تكرر في 2010 و2012 و2014 و2018.

 

ــ وموقف تركيا من الحرب على العراق موقف مُشرٌف.

 

ــ نحن لا نعرف أن لتركيا منذ 1991 مشروع أنابيب السلام لتُزوٌد دول الخليج العربي بالمياه التركية عبر أنابيب طولها 6500 كيلو متر.

 

نعرف أن عبد الناصر كان مع اليونان ضد تركيا في قبرص، لكن المفاجأة التي لا يعرفها الناس لأنها غُيٌبت عنهم أن إسرائيل كانت هي الأخرى مع اليونان ضد تركيا.. وهكذا اصطفٌ الرئيس عبد الناصر للمرة الثانية مع إسرائيلنعرف أن عبد الناصر كان مع اليونان ضد تركيا في قبرص، لكن المفاجأة التي لا يعرفها الناس لأنها غُيٌبت عنهم أن إسرائيل كانت هي الأخرى مع اليونان ضد تركيا.. وهكذا اصطفٌ الرئيس عبد الناصر للمرة الثانية مع إسرائيل
 
بقيت مفارقات سياسية قاسية تحتاج شيئا من التمهل في استيعابها:

ــ فنحن نعرف من كتب التاريخ ومن حملات الناصرية المستمرة حتى الآن أن الرئيس عبد الناصر كان ضد حلف بغداد وكان يعتبره ضد العروبة، وكان هذا الحلف يضم ثلاث دول إسلامية هي تركيا وباكستان وإيران مع بريطانيا والعراق التي هي مقر ذلك الحلف.. نعرف هذا ولكننا لا نعرف الجانب الآخر من الحقيقة وهو أن إسرائيل كانت أشدٌ هجوما على حلف بغداد من الرئيس عبد الناصر نفسه.

 

– نعرف أيضا أن عبد الناصر كان مع اليونان ضد تركيا في قبرص، لكن المفاجأة التي لا يعرفها الناس لأنها غُيٌبت عنهم أن إسرائيل كانت هي الأخرى مع اليونان ضد تركيا.. وهكذا اصطفٌ الرئيس عبد الناصر للمرة الثانية مع إسرائيل (بعد المرة الأولى في الموقف من حلف بغداد).

ــ في المقابل نعرف أن حكومة العسكر في تركيا اعترفت بإسرائيل في 28 مارس 1949 لكننا نتجاهل أن هذا الاعتراف كان ضروريا لأن تُصبح تركيا عضوا في مجلس أوربا وفي حلف شمال الأطلنطي الذي كان قبول تركيا فيه متوقفا على هذا الاعتراف، ومع هذا فإن عسكر تركيا لم يُعيٌنوا رئيس بعثتهم الدبلوماسية إلى إسرائيل إلٌا بعد مدة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75891
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 العهد العثماني من الكبوة إلى الفتح العظيم.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: العهد العثماني من الكبوة إلى الفتح العظيم..    العهد العثماني من الكبوة إلى الفتح العظيم.. Emptyالجمعة 18 فبراير 2022, 9:13 pm

يوم عوقب المسلمون في الأندلس!

 معركة العقاب في الاندلس
لقد شهدت بلاد الأندلس العديد من المعارك الحاسمة والتّاريخية في مصيرها، والتّي كانت بمثابة النّقاط الفاصلة في حياة الأمّة، وإن كانت معارك مثل وادي لُكة وبلاط الشّهداء والزّلاقة والأرك سببًا لتدعيم مكانة الدّولة وزيادة قوّتها، فإنّ معركة العقاب كانت فاتحة الانهيار الشّامل لقواعد الأندلس الكبرى. فبعد الانتصار الباهر الذّي حقّقه الموحّدون حكّام الأندلس والمغرب على صليبيي الأندلس في معركة الأرك سنة 591هـ بقيادة أبو يوسف يعقوب المنصور الموحّدي، ركن الصّليبيّون للمهادنة انتظارًا للفرصة السّانحة للوثوب مرّة أخرى.

وكان ألفونسو الثّامن منذ هزيمة الأرك السّاحقة يتوق إلى الانتقام لهزيمته وغسل عارها الذّي جلّل سيرته وفترة حكمه، فلمّا اشتعلت ثورة بني غانية وهم من أولياء دولة المرابطين التّي كانت تحكم الأندلس والمغرب قبل الموحّدين، في شرق الأندلس وشمال إفريقيا، انشغل زعيم الموحّدين النّاصر لدين الله بقمع هذه الثّورة، وذلك منذ سنة 595هـ حتّى سنة 607هـ، وهي السّنة التّي قرّر فيها ألفونسو الثّامن الهجوم على الأندلس مرّة أخرى، فكانت هناك تعبئة روحيّة عالية في جيش النّصارى، يقودها البابا في روما بنفسه، وقد أعلنوها حربًا صليبيّة، وراحوا يُضْفُون عليها ألوانًا من القداسة.

بدأ ألفونسو حملته الصّليبيّة على الأندلس بإزالة الخلافات العميقة بين ممالك إسبانيا النّصرانية الثّلاث (قشتالة – ليون – أراجون) والتّي كانت سببًا مباشرًا لهزيمة الصّليبيّين المدوية في معركة الأرك، وبذلك تكون دول أوروبا قد توحَّدت، وبلغ عدد جيوشها مائتيْ ألف نصرانيًّا، يَتَقَدَّمُهم الملوك والرّهبان نحو موقعة فاصلة بينهم وبين المسلمين.


النّاصر يعلن الجهاد:
قامت الجيوش الصّليبيّة بحصار قلعة رباح، وكان قد تملّكها المسلمون بعد موقعة الأرك، وكان على رأسها القائد البارع الأندلسي الشّهير أبو الحجّاج يوسف بن قادس
كان لاستئناف نصارى إسبانيا لغزواتهم المخرّبة في أراضي الأندلس أثر بالغ في الدّولة الموحّديّة قرّر معه الخليفة الموحّدي النّاصر لدين الله العبور إلى بلاد الأندلس، فأرسل كتبه إلى سائر أنحاء المغرب وإفريقيّة وبلاد القبلة كلّها بالنّفير للجهاد ضدّ الصّليبيّين وإعداد العُدّة اللّازمة لذلك. فجمع المجاهدين من بلاد المغرب العربي والأندلس وقد بلغ الجيش عددًا عظيمًا أوصلته بعض الرّوايات إلى نصف مليون، وإن كنّا نرى في هذا العدد مبالغة كبيرة بالقياس للظّروف التّاريخيّة في تلك الفترة.


الطّريق نحو العقاب:
في شعبان سنة 607هـ، خرج النّاصر بجحافل جرّارة تقدّر بمئات الآلاف. انطلق النّاصر لدين الله بجيشه من بلاد المغرب وعبر مضيق جبل طارق، ثمّ توجَّه إلى إشبيلية في آخر ذي الحجّة سنة 607هـ، وهناك انضمّ إليه أعداد كبيرة من جنود الأندلس، ثمّ إلى سلبطرة، ثمّ عاد إلى إشبيلية، ثمّ ذهب إلى العقاب، وفي طريقه إلى العقاب بقي فترة في ظاهر جيان، وعُرفت منطقة العقاب بهذا الاسم لوجود قصر قديم كان يحمل هذا الاسم في تلك المنطقة، وهي تلك المنطقة التّي دارت فيها الموقعة، وقد كانت -وسبحان الله- اسمًا على مسمّى، فكانت بحقٍّ عقابًا للمسلمين على مخالفات كثيرة، ظهر بعضها سابقًا وسيظهر الباقي تباعًا.

دخل النّاصر لدين الله أرض الأندلس بهذا العدد الكثيف من المسلمين، وفي أوّل عمل حربي له حاصر قلعة سلبطرة، وكانت قلعة كبيرة وحصينة جدًّا، وبها عدد قليل من النّصارى، وكانت هذه القلعة بيد فرسان المعبد الصّليبي، وكانت نقطة إغارة دائمة للصّليبيين على المدن الإسلامية بالأندلس، لكنَّ حصانة القلعة أعجزت المسلمين عن فتحها، حتّى كاد النّاصر أن يتجاوزها؛ إلّا أنّ الوزير -الذّميم- أبو سعيد بن جامع أصرّ على ضرورة فتح القلعة فبقيت الجيوش تحاصرها حتّى فتحت بعد 51 يومًا من الحصار.

كان من جرَّاء هذا العمل الذّي قام به النّاصر لدين الله أن حدث ما يلي:
أوّلًا: إضاعة الوقت في حصار قلعة سلبطرة، وقد كان من الممكن أن يُهاجَم النّصارى بهذا الجيش الكثيف قبل أن يتجمَّعُوا في كامل عُدَّتهم.
ثانيًا: أكمل النّصارى استعداداتهم خلال هذه الفترة الطّويلة، واستطاعوا أن يستجلبوا أعدادًا أخرى كبيرة من أوروبا.
ثالثًا: أصاب الضّرر الآلاف من المسلمين من صقيع جبال الأندلس في ذلك الوقت؛ وبدأ المسلمون يهلكون من شدَّة البرد، وشدَّة الإنهاك في هذا الحصار الطويل.


بطانة السّوء وقتل القائد الأندلسي أبي الحجّاج يوسف بن قادس:
كان لفتح هذه القلعة أثر شديد في قلوب الصّليبيّين خصوصًا ألفونسو الثّامن للأهميّة الكبرى لها، فقرّر الهجوم على قلعة رباح وكانت نظيرة قلعة سلبطرة في الأهميّة والمكانة عند المسلمين. فقامت الجيوش الصّليبيّة بحصار قلعة رباح، وكان قد تملّكها المسلمون بعد موقعة الأرك، وكان على رأسها القائد البارع الأندلسي الشّهير أبو الحجّاج يوسف بن قادس -رحمه الله- وهو من قادة الأندلس المشهورين، حوصرت قلعة رباح حصارًا طويلًا من قِبَل الجيوش النّصرانية، وقد طال أمد الحصار حتّى أدرك أبو الحجّاج يوسف بن قادس أنّه لن يفلت منه، كما بدأت بعض الحوائط في هذه القلعة تتهاوى أمام جيش مملكة أراجون.

عاد أبو الحجّاج يوسف بن قادس إلى النّاصر لدين الله، وحين علم منه أنّه قد ترك قلعة رباح وسَلَّمَها بالمؤن والسّلاح إلى النّصارى، أشار عليه وزير السّوء أبو سعيد بن جامع بقتله؛ بتهمة التّقاعس عن حماية القلعةعاد أبو الحجّاج يوسف بن قادس إلى النّاصر لدين الله، وحين علم منه أنّه قد ترك قلعة رباح وسَلَّمَها بالمؤن والسّلاح إلى النّصارى، أشار عليه وزير السّوء أبو سعيد بن جامع بقتله؛ بتهمة التّقاعس عن حماية القلعة
 
أراد أبو الحجّاج يوسف بن قادس أن يُحَقِّقَ الأمن والأمان لمَنْ في الحصن من المسلمين، وأراد أن ينضمَّ إلى جيش المسلمين، فعرض على النّصارى معاهدة تقضي بأن يترك لهم القلعة بكامل المؤن وكامل السّلاح، على أن يخرج هو ومَنْ معه من المسلمين سالمين، فوافق ألفونسو على هذا العرض، وبدأ بالفعل انسحاب أبي الحجّاج يوسف بن قادس من الحصن ومَنْ معه من المسلمين، وقد اتّجهوا إلى جيش النّاصر لدين الله.

ولأنّ الوليمة ليست قصرًا على ألفونسو الثّامن، فقد اعترض على هذا الانسحاب جيش النّصارى الأوروبّي المتّحد مع جيش قشتالة، فقد كانوا يَرَوْنَ أنّهم ما أتوْا من أبعد بلاد أوروبا ومن إنجلترا وفرنسا والقسطنطينيّة إلاَّ لقتل المسلمين؛ فلا يجب أبدًا أن يُتركوا ليخرجوا سالمين. وقد أدّى هذا الأمان لغضب الصّليبيّين وتنامى هذا الغضب حتّى انشقّ كثير منهم وتركوا ألفونسو الثّامن وعادوا إلى بلادهم. وبذلك يكون قد انسحب من موقعة العقاب وقبل خوضها مباشرة خمسون ألفًا من النّصارى، وأصبح جيش المسلمين بعد هذا الانسحاب أضعاف جيش النّصارى.

عندما عاد أبو الحجّاج يوسف بن قادس إلى النّاصر لدين الله، وحين علم منه أنّه قد ترك قلعة رباح وسَلَّمَها بالمؤن والسّلاح إلى النّصارى، أشار عليه وزير السّوء أبو سعيد بن جامع بقتله؛ بتهمة التّقاعس عن حماية القلعة، ولم يتردَّد النّاصر لدين الله في تنفيذ قتل القائد المجاهد أبي الحجّاج يوسف بن قادس. وإنّ هذا -وبلا شكٍّ- ليُعَدُّ خطأ كبيرًا من النّاصر لدين الله، وعملاً غير مُبَرَّر، ويُضاف إلى جملة أخطائه السّابقة؛ وذلك للآتي:

أوّلًا: أنّ أبا الحجّاج يوسف بن قادس لم يُخطئ بانسحابه هذا؛ بل كان متحرِّقًا للقتال، كما أنّه لو مكث لهلك، ولو لم يهلك لكانت قد حُيِّدَت قواته عن الاشتراك في الموقعة؛ بسب الحصار المفروض عليها.

ثانيًا: وعلى فرض أنّ أبا الحجّاج يوسف بن قادس قد أخطأ، فلا يمكن -على الإطلاق- أن تكون عقوبة هذا الخطأ القتل؛ خاصّة وأنّه لم يتعمَّده، بل كان اجتهادًا منه.

كان لهذه الحادثة أسوأ الأثر على معنويّات الجيوش الإسلاميّة، وفي ذلك يقول المقري في نفح الطّيب: "وهذه الوقعة -العقاب- هي الطّامّة على الأندلس بل والمغرب جميعًا، وما ذاك إلاَّ لسوء التّدبير، فإنّ رجال الأندلس العارفين بقتال الإفرنج استخفَّ بهم النّاصر ووزيره، فشنق بعضهم، ففسدت النيَّات، فكان ذلك من بخت الإفرنج، والله غالب على أمره، ولم تقم بعدها -أي بعد موقعة العقاب- للمسلمين قائمة تُحمَد"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75891
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 العهد العثماني من الكبوة إلى الفتح العظيم.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: العهد العثماني من الكبوة إلى الفتح العظيم..    العهد العثماني من الكبوة إلى الفتح العظيم.. Emptyالجمعة 18 فبراير 2022, 9:13 pm

بربروسا.. القائد العثماني الذي أنقذ مسلمي الأندلس وفرنسا
حسن المختار

سجل الدولة العثمانية حافل بالأبطال الأشداء الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل الله والوطن لرفع الظلم عن المسلمين الذين عانوا الويلات من الجيوش الصليبية أثر سقوط الخلافة العباسية مروراً بعهد المماليك والفاطميين حيث بقيت حالة الفوضى وعدم الاستقرار في العالم الإسلامي حتى بداية نهوض الدولة العثمانية سنة 678 للهجرة، البطل الذي تدور حوله قصتنا هو القائد فخر الدين بربروسا "ذو اللحية الحمراء" والذي سعت السينما الغربية إلى تشويه صورته بشكل كبير عبر العديد من الأفلام التي انتجتها هوليود والتي أظهرته على أنه قرصان شرير يجوب البحار.

لدرجة لو ذكرنا اسم بربروسا لدار في مخيلتنا صورة ذلك القرصان أعور العينين ذو القدم الخشبية واليد الحديدية، متناسين سيرة ذلك البطل المسلم الذي خاض العديد من الحروب العظيمة ضد الجيوش الصليبية والتي كانت تخوض حروب مقدسة برعاية الكنيسة الكاثوليكية ضد المسلمين خلال العصور الوسطى وقد ذاع صيته أبان حكم السلطان العثماني سليم الأول بعد نجاحه بالعديد من المهمات التي كلفه بها والتي سنتحدث عنها في هذا المقال حيث يعتبر أبرزها انقاذ مسلمي الأندلس من محاكم التفتيش الإسبانية إثر سقوط دولة المسلمين في الأندلس وصولاً إلى إنقاذ فرنسا عقب سقوط ملكها فرانسوا الأول بقبضة شارلكان ملك إسبانيا والعسكرة داخل ميناء طولون الشهير المطل على البحر الأبيض المتوسط.

القائد خير الدين بربروسا.. ولادته ونشأته
نحج بربروسا في اختراق حصون الصليبين والسيطرة على مدن غرب الأندلس، وتمّ نقل 70 ألف مسلم أندلسي في أسطول مؤلف من 36 سفينة، وتم تأمينهم في الجزائر وتوطّنوا فيها
ولد خضر بن يعقوب ٱغا أو ما بات يعرف بلقب خير الدين بربروس سنة 1478 للميلاد في جزيرة لسبوس اليونانية أو ما تعرف باسم مدللي التابعة لولاية الأرخبيل أبان حكم الدولة العثمانية، كان والده انكشارياً نسبة لعمله مع الفرقة الانكشارية وهي فرقة عسكرية من جنود المشاة العثمانية عُرِفت بالقوة وشدّة البأس من فاردار، في حين كانت والدته "كاتالينا" مسيحية تقول بعد المصادر أنها أرملة لقس نصراني، وله أربعة إخوة أكبر منه هم إسحاق، وعروج، وإلياس، ومحمد، وقد نشأوا نشأة إسلامية قويمة فعكف أحد أشقائه إلى تعلم القرآن الكريم ودراسة علوم الدين، في حين كان لخير الدين بربروسا ولع كبير بركوب البحار فأقتنى وأخيه عروج مراكب بحرية وعملوا بالتجارة قبل دخولهم الميدان العسكري.

إنجازاته وحروبه
لدى القائد بربروسا سجل حافل من الإنجازات والانتصارات التي دونها التاريخ بماء من ذهب على الرغم من اختلاف العديد من المؤرخين في ذلك على اختلاف توجهاتهم، ومن ابرز المعارك التي خاضها فتح الجزائر وتأمينها من هجمات الإسبان مروراً معركة بروزة البحرية التي انتصر فيها على الاسطول الأوربي المؤلف من 600 قطعة بحرية وأسر ما يزيد عن 3000 آلاف مقاتل دون خسارة أي قطعة عثمانية وصولاً لحصار نيس و العسكرة داخل ميناء طولون، بينما الحدث الأكبر بحياة بربروسا بنظر الكثيرين تلبية نداء الأندلسيين المسلمين لإنقاذهم من حملات الإبادة الإسبانية، حيث كان لبربروسا موقف مشرف تجاه مسلمي الأندلس الذين كانوا يعانون من الاضطهاد والتميز العنصري في أقسى صوره على يد الكنيسة الكاثوليكية واتباعها إثر سقوط دولة الأندلس الإسلامية سنة 897 للهجرة الموافق لسنة 1492 للميلاد، حيث اعتمدت مبدأ التطهير العرقي للقضاء على المسلمين فيها، وذلك بعد أن أعطى ملك اسبانيا فريداند وزوجته ايزابيلا وعود كثير لملك الاندلس محمد الثاني عشر قبل استسلامه بعدم التعرض للمسلمين.

وسرعان ما نكث الإسبان بالعهد وبدأت للكنيسة الكاثوليكية بفعل ما تشاء بحق مسلمي الأندلس الذين سقتهم الويلات، فقد عمدت إلى قتلهم وتعذيبهم داخل معتقلات مظلمة تحت الأرض عرفت بمحاكم التفتيش، والتي بدورها بدأت بارتكاب الفظائع والجرائم التي لا تعد ولا تحصى بحق المسلمين، من قتل جماعي وتشريد واعتقال، ويذكر المؤرخين بأن محاكم التفتيش أجبرت آلاف الأندلسيون على ترك الإسلام والدخول بالدين النصراني، كما أجبرتهم على حرق ما يملكونه من نسخ للقرآن الكريم والكتب الإسلامية والعربية بمختلف المجالات، والتي كانت تعتبر بمثابة كنزٍ لا يقدر بثمن يتفاخر به الأندلسيون، آلاف المسلمين قتلوا أثناء الحملات الكاثوليكية في حين نجح آخرون بالهروب إلى دول شمال إفريقيا والقسم الأكبر منهم بقي عالقاً تحت رحمة محاكم التفتيش العنصرية.

في هذه الأثناء كانت عروج بربروسا شقيق القائد خير الدين قد ذاع صيته في البحار وبدأت دولته الفتية التي اسسها في الجزائر تنمو وتتوسع بشكل ملحوظ، لاسيما بعد نجاحه بطرد الاسبان من السواحل التي احتلوها شمال إفريقيا كما نجح بضم مصر إلى دولته وبعث برسالة للسلطان العثماني سليم الأول يعلن فيها عن ولائه وطاعته لدولة الخلافة العثمانية.

عندها استشعر الاسبان خطر الدولة الفتية فأعدوا حملة ضخمة مكونة من 15 ألف مقاتل للقضاء عليها، وبالفعل تمكنوا من التوغل داخل الجزائر وحاصروا مدينة تلمسان التي كان يتحصن فيها الحاكم عروج وتمكنوا من قتله برفقة شقيقه إلياس سنة 1518 للميلاد، فأقترح وجهاء الجزائر على القائد فخر الدين خلافة شقيقه الأكبر وأصبح بذلك حاكماً لولاية الجزائر العثمانية.

على أثر ذلك طلب السلطان سليم الأول من بربروسا إنقاذ مسلمي الأندلس فأبحر من أقصى الشرق في تركيا إلى أقصى الغرب في الأندلس لمحاربة الجيوش الصليبية (الإسبانية، والبرتغالية، والإيطالية، وسفن القديس يوحنا). وبالفعل نحج في اختراق حصون الصليبين والسيطرة على مدن غرب الأندلس، و تمّ نقل 70 ألف مسلم أندلسي في أسطول مؤلف من 36 سفينة، في سبع رحلات في عام 1529، وتم تأمينهم في الجزائر وتوطّنوا فيها.

التحالف التركي الفرنسي
عرض ملك فرنسا على بربروسا إقامة قاعدة عثمانية في ميناء طولون الفرنسي المطل على البحر الأبيض المتوسط لحماية فرنسا من هجمات الإمبراطورية الرومانية مقابل مساعدة العثمانيين بتحرير تونس
بعد أن انتصر إمبراطور الإمبراطورية الرومانية وملك إسبانيا شارلكان على ملك فرنسا آنذاك فرانسوا الأول وأسره إثر معركة بافيا سنة 1525 للميلاد وإجباره على توقيع اتفاقية مدريد المذلة للفرنسيين والتي قدوا فيها الكثير من التنازلات لصالح الإسبان، بعث فرانسوا الأول برسالة استغاثة للسلطان العثماني آنذاك سليمان القانوني يطلب فيها منه إنقاذه من عدوهم المشترك شارلكان، وجاءه الرد على طلبه من السلطان العثماني سليمان القانوني برسالة مطولة مما جاء فيها، بعناية حضرة عزة الله جلّت قدرته وعلت كلمته، وبمعجزات سيد زمرة الأنبياء، وقدوة فرقة الأصفياء محمد المصطفى صل الله عليه وسلم الكثيرة البركات، وبمؤازرة قدس أرواح حماية الأربعة، أبى بكر وعمر وعثمان وعلى، رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، وجميع أولياء الله.

 

أنا سلطان السلاطين وبرهان الخواقين، أنا متوج الملوك، ظلّ الله في الأرضين، أنا سلطان البحر الأبيض والبحر الأسود والبحر الأحمر والأناضول والروملّى وقرمان الروم، وولاية ذي القدرية، وديار بكر وكردستان وأذربيجان والعجم والشام ومصر ومكة والمدينة والقدس وجميع ديار العرب والعجم وبلاد المجر والقيصر وبلاد أخرى كثيرة افتتحتها يد جلالتي بسيف الظفر ولله الحمد والله أكبر.. أنا السلطان سليمان بن السلطان سليم بن السلطان بايزيد.. إلى فرانسيس ملك ولاية فرنسا.

وعلى اثر ذلك تم عقد تحالف مشترك بين فرنسا والدولية العثمانية على الرغم من اعتراض الكنيسة وتسميته من قبل الكاثوليك بالتحالف الأثيم، لكن لملك فرنسا كان له رأي آخر فقد وقع خيار فرانسوا في طلبه للنجدة على السلطان العثماني لكثير من الأسباب أهمها أن الدولة العثمانية في ذاك الزمان كانت تعتبر أقوى دولة في العالم وكانت بأوج ازدهارها إبان حكم السلطان سليمان القانوني والذي لقبه الغرب بسليمان الرائع، لذلك كأن يأمل بتحقيق الكثر من المكاسب على حساب الإسبان.

وفي عام 1543 أمر السلطان العثماني سليمان القانوني القائد خير الدين بربروسا بالإبحار إلى فرنسا بأسطول قوامه 100 سفينة و30 ألف جندي لمساعدة الفرنسيين بتحرير مدينة نيس من أساطير دوقية سافوي الموالية لشارلكان، وقد نجح بربروسا من تحرير المدينة والانتصار على جيوش الرومان والإيطاليين. وإثر هذا الانتصار العثماني الكبير عرض ملك فرنسا على بربروسا إقامة قاعدة عثمانية في ميناء طولون الفرنسي المطل على البحر الأبيض المتوسط لحماية فرنسا من هجمات الإمبراطورية الرومانية مقابل مساعدة العثمانيين بتحرير تونس، وقد قبل بربروسا العرض بعد أخذ موافقة السلطان العثماني وسرعان ما تحولت مدينة طولون إلى مركز عسكري ضخم للحملات العثمانية، واستمر التحالف العثماني الفرنسي ما يقارب ثلاثة قرون حتى إقدام نابليون على مهاجمة مصر والتي كانت تعتبر إحدى أراضي الدولة العثمانية منطلقاً من ميناء طولون نفسه الذي قدمه فرانسوا الأول للعثمانيين من أجل حماية فرنسا من الخطر الروماني.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75891
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 العهد العثماني من الكبوة إلى الفتح العظيم.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: العهد العثماني من الكبوة إلى الفتح العظيم..    العهد العثماني من الكبوة إلى الفتح العظيم.. Emptyالجمعة 18 فبراير 2022, 9:20 pm

 العهد العثماني من الكبوة إلى الفتح العظيم.. 5eb4d26eb45f1c0013e12f33.137b3cbf1e0102550b0aef1d



نعم أحب الخلافة العثمانية وأفتخر بها
أحب الخلافة العثمانية وأفتخر بها وبتاريخها، 

ولذلك أكتب عنها، 

وهذا ليس لسبب واحد وإنما لعدة أسباب منها :

- أنه لم توجد دولة عبر التاريخ تم ظلمها وتشويه تاريخها عن عمد مثلما حدث للدولة العثمانية.

- عندما أتحدث عن الدولة العثمانية، فإنني أتحدث عن دولة واجهت أوروبا مجتمعة وهي وحيدة واستطاعت أن تنتصر عليها

- عندما أتحدث عن الدولة العثمانية، فإنني أتحدث عن دولة تم ضرب أجراس الكنائس في أوروبا النصرانية لوفاة أحد سلاطينها وتم إقامة قداس شكر لمدة ثلاثة أيام بأمر من البابا، 

- عندما أتحدث عن الدولة العثمانية، فإنني أتحدث عن دولة أستطاعت فتح القسطنطينية التي بشر النبي صل الله عليه وسلم بفتحها وأثني علي جيشها وأميرها "نعم الأمير أميرها، ونعم الجيش ذلك الجيش" وبفتحها دخل الإسلام أوروبا بقوة أكثر من ذي قبل، وأنهت بفتحها مشروع الحملات الصليبية علي العالم الإسلامي.

- عندما أتحدث عن الدولة العثمانية، فإنني أتحدث عن دولة تصدت لأكثر من ٢٥ حملة صليبية علي العالم الاسلامي بمفردها، 

- عندما أتحدث عن الدولة العثمانية، فانني أتحدث عن دولة أستطاعت تحرير البحر الأحمر من البرتغاليين وتحويله لبحيرة إسلامية بعد مواجهات استمرت أكثر من ٣٠ عاماً، وأغلقت البحر الأحمر أمام البحرية الأوروبية ٣٠٠ عام.

- عندما أتحدث عن الدولة العثمانية، فانني أتحدث عن دولة فتحت العديد من دول أوروبا وبفضلها تم نشر الإسلام هناك.

- عندما أتحدث عن الدولة العثمانية، فانني أتحدث عن دولة منعت البرتغاليين من نبش قبر النبي صل الله عليه وسلم وسرقة جسده الشريف للمساومة على إسترداد بيت المقدس من المسلمين.

- عندما أتحدث عن الدولة العثمانية، فإنني أتحدث عن دولة لها الفضل في إنقاذ ملاييين اللاجئين من الأندلس بعد سقوط غرناطة.

- عندما أتحدث عن الدولة العثمانية، فإنني أتحدث عن دولة لها الفضل في منع نشر إنتشار التشيع في العالم الإسلامي، بعد إنتصارها علي الصفويين في جالديران، وتوقف على إثرها المد الشيعي في الأناضول، وتم حصره في فارس فقط.

- عندما أتحدث عن الدولة العثمانية، فإنني أتحدث عن دولة لولاها لكانت دول مثل تونس والجزائر تتحدث الاسبانية الآن وكانت جزء من الوطن الاسباني.

- عندما أتحدث عن الدولة العثمانية، فإنني أتحدث عن دولة رفض أخر خلفائها الفعليين التفريط في فلسطين رغم الأموال الطائلة التي عرضها عليه اليهود وقال "إن عمل المشرط في جسدي أهون علي من أن أري فلسطين قد بُترت من دولة الخلافة" 

- عندما أتحدث عن الدولة العثمانية، فإنني أتحدث عن دولة لم يستطيعوا أن يحتلوا فلسطين إلا بعد ان أسقطوها وانهوا خلافتها.

- عندما أتحدث عن الدولة العثمانية 

، فإنني أتحدث عن درع الإسلام المفقود
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
العهد العثماني من الكبوة إلى الفتح العظيم..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: التاريخ الاسلامي-
انتقل الى: