عدد المساهمات : 75481 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: الدين الإبراهيمي والنظام الجديد السبت 19 فبراير 2022, 9:08 am
الدين الإبراهيمي والنظام الجديد ماذا يعني الدين الإبراهيميّ وما هي فكرته؟ فلتكن البداية مِن هناك مِن الإمارات، وَمَن لها إلا الإمارات؟!
الديانة الإبراهيمية جمع الأديان الثلاثة فيها ليس مجردَ فكرةٍ أو دعوةٍ أو مقاربةٍ أو طرحٍ من الطروحات، ليس -حتى- مجردَ بدعةٍ تأخذ طريقها إلى الانتشار والاشتهار عَبْرَ ممارساتٍ تَتَلَصَّص وتَتَدَسَّس وتَتَوَلَّج المجتمعات، لَمْ يُطرح على أنّه مقترحٌ فكريّ يُلْقِي بنفسه في خضم الجدل والصراع العلمي والأكاديميّ، ولا على أنّه رؤية تصالحية أو تقاربية أو تحاورية تفتح الأجواء لخطوات في التقارب وتمييع العقائد، فكل هذا تَمَّ تجاوزه من زمن بعيد، وإنّما يأتي مشروع (الدين الإبراهيميّ) في سياق سياسيّ تغييريّ كبير، يتم الترتيب له في أروقة الإعداد لاتخاذ القرار في الغرب ولاسيما أمريكا، التي لا تسْأَمُ عشق الإذلال والقهر للمنطقة العربية والإسلامية.
بدأت الفكرة بالظهور في جامعة هارفارد، لتسارع بعد ذلك بقليل جامعة فلوريدا إلى تبني المشروع، ثم لم تلبث المراكز التابعة لجهاز المخابرات الأمريكية (سي أي أيه) مثل مؤسسة (راند) أنْ دسَّتْ أنْفَها في السياق؛ ليتحرك المشروع من أسر السطور وظلمة الأقبية الأكاديمية إلى فضاء السياسة وأضواء الإعلام، وكأنّ المشروع كان على موعد مع التَّوَّاقين إلى العمل والتنفيذ لكل ما يضاد الحقّ؛ فإذا بعائلة (روكفلر) تتبنى الفكرة وتدعم بالمال، وإذا بوزارة الخارجية الأمريكية تحمل على عاتقها المهمة الدبلوماسية.
ماذا يعني؟
ماذا يعني الدين الإبراهيميّ وما هي فكرته؟ تقوم فكرة الدعوة للدين الإبراهيمي والتخطيط لتنفيذه في المنطقة على بُعْدَين، الأول: البعد الدينيّ، والثاني: البعد السياسيّ، فأمّا البعد الدينيّ فيتكيء على أنّ الأديان السماوية الثلاثة لها جذر تاريخي وعقديّ واحد، هو دين إبراهيم؛ بما يعني لدى المخططين للمشروع إمكان وجدوى العودة بالناس جميعا في المنطقة العربية الشرق أوسطية إلى الأصل القديم، بدلا من التشاكس والتشاحن بسبب الخلاف العقديّ، وأمّا البعد السياسيّ فهو قائم على فكرة كانت قد لاحت لبعض المفكرين السياسيين، وهي مدى إمكان “تَدْيِين السياسة” بتطويع الدين لمصالح السياسة؛ ليؤدي دورا في إحلال السلام وإنهاء حالة الاحتراب، وبالطبع لا يمكن أن يتحقق هذا مع وجود تعددية عقدية.
تلك هي الصفحة البادية من المشروع، ومن المعتاد في مثل هذه المشاريع الاستراتيجية الكبرى أن يكون للصفحة وجه آخر، وللصورة ظل مُوَازٍ، فما هو المشروع الحقيقيّ المطويّ وراء هذه الصفحة البادية للدارسين؟ المشروع الحقيقيّ بدأ منذ فترة ليست بالقصيرة، بدأ يوم أنْ تَحَوَّلَ “النِّظام العربيّ” الذي وُلِدَ من رحم (سايكس بيكو) إلى (النظام الشرق أوسطيّ) الذي تتزعمه إسرائيل، وذلك مع كامب ديفيد ومع انطلاق قطار التطبيع بعد طاولة مدريد، هذا النظام الجديد لا يمكن أن يقوم أو يدوم مع وجود الإسلام الذي يأبى إلا أن يكون هو المهيمن على الدين كله والناسخ لكل ما سبقه من شرائع.
وإذا كان القرآن قد تكررت فيه الدعوة لهذه الأمة ولرسولها أن يتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وأن يقتدوا به وبمن معهه من الحنفاء، كما في قوله تعالى: “ثُمَّ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ” (النحل: 123) وقوله عزّ وجلّ: “قَدْ كانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْراهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ” (الممتحنة: 4)؛ فما الضير في أن يتبع المسلمون دين إبراهيم رأسًا؛ فيلتقوا مع أبناء عمومتهم في الجذر القديم، ويطرحوا جميعًا خلف ظهورهم ذلك العداء الذي أفنى أجيالههم على مدار التاريخ كله؟
العقد الإبراهيمي
هذه جملة فكريّة كافية تماما للبدء في تنفيذ المشروع الكبير، الذي يُعَدُّ إغلاق الدائرة في مشروع صفقة القرن، والذي -لأهميته في إتمام صفقة القرن- أطلق الرئيس السابق لأمريكا دونالد ترمب على معاهدة التطبيع الإسرائيلية الإماراتية (العقد الإبراهيمي)؛ فلتكن البداية مِن هناك مِن الإمارات، وَمَن لها إلا الإمارات؟! هناك يُبْنَى (بيت العائلة الإبراهيمية)، ومن هناك تبدأ الدعوة للمشروع، بمباركة “بِنْ بَيَّة” و”وسيم يوسف”.
لكن هل صحيحٌ أنّ الأمّة الإسلامية يَسَعُها أنْ تترك دينها لتدخل في دين يجمعها مع اليهود والنصارى في دين واحد يجمَعُ مع الإسلامِ اليهوديةَ والنصرانية؟ وهل تُعَدُّ الآيات الداعية إلى اتباع ملة إبراهيم والاقتداء به متكأً ومسوغا للخروج من الإسلام والدخول في الإبراهيمية؟ إنّ الإجابة على هذا السؤال من الأمور التي لا يتلعثم مسلم في حسمها؛ فهذا المشروع مرفوض لدى المسلمين جميعا، علمائِهم ودهمائِهم على حدّ سواء؛ فالأمر ليس مجرد مقترح لدين “لا طعم له ولا لون ولا رائحة!” كما وصفه البعض، وإنّما هو مُضادّةٌ صريحة لمحكمات الإسلام وثوابته المعلومةِ من دين الله بالضرورة، بمشروع سياسي ديني تغييريّ له دور كبير في إتمام صفقة القرن، وفي إخضاع المنطقة برمتها للكيان الصهيوني.
المعلوم بالضرورة:
لقد عُلِمَ بالاضطرار وبالنقل المتواتر أنّ أهل الكتاب مخاطَبُون بالإسلام كغيرهم من الناس، وأنّ رسول الله صل الله عليه وسلم دعاهم إلى الإسلام، وجاهدهم عليه، ومن المحكمات الثوابت المجمع عليها والمعلومة من دين الله بالضرورة أنّ الإسلام لا يقبل الامتزاج بغيره من الأديان، وأنّه جاء ناسخًا لها جميعًا ومهيمنا عليها جميعا، وأنّ الإسلام لم ينزل ليكون للعرب وحدهم ولا لقوم دون قوم، وإنّما نزل ليكون دين الناس أجمعين إلى يوم الدين، والطريق الحصريّ الوحيد الذي يُدْخَلُ به على الله تعالى.
والمعلوم بالضرورة أقوى ثبوتا من المجمع عليه؛ لأنّه يحظى فوق الإجماع بميزتين، الأولى: النقل المتواتر، والثانية: أنّه يستوي في علمه العلماء والعامّة؛ لذا لا يحتاج إلى سوق أدلة، بل إنّ سوق الأدلة في معرض الحديث عن المعلوم بالضرورة قد يضعف من قوته ولاسيما مع عدم الاستيعاب، لكنّنا رغم ذلك مضطرون إلى سوق بعض النصوص؛ بسبب الغربة التي يعيشها الإسلام والمسلمون، فها هي بعض النصوص الواضحة في دلالتها على ما أسلفنا، ها هي نسوقها دون الخوض في تفسيرها؛ لفرط الظهور في الدلالة على ما نحن بصدده.
أمّا دعوة القرآن للأمة الإسلامية ولنبيها صل الله عليه وسلم فليس لأنّ دين إبراهيم يسع المسلمين واليهود والنصارى على حدٍّ سواء، وإنّما لأنّ هذه الأمّة حصريا ورثت دين إبراهيم عليه السلام، فصار موروث إبراهيم من الحنيفية ملكا حصريا لهذه الأمة؛ لسببين، الأول: عموم رسالة الإسلام وهيمنتها، والثاني تحريف أهل الكتاب لدين إبراهيم ولما جاءهم من عند الله تعالى من الكتاب والدين والشريعة الإلهية، ولذلك قال تعالى: (وَقالُوا كُونُوا هُوداً أَوْ نَصارى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ حَنِيفاً وَما كانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (البقرة: 135)، والآيات في سورة آل عمران حاسمة في بيان الحقيقة التي لا يصح أن تلتبس على أحد: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنْجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (65) هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (66) مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ (68)) (آل عمران: 65-68).
إنّ هذا المشروع أخطر المشاريع التي رُتِّبت لهذه الأمّة، وإنّه ليستهدف أصل الدين وأساس الملة، لكنّ الله تبارك وتعالى هو الذي تولى حفظ كتابه (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (الحجر: 9)، وحفظ الذكر حفظ لما حواه الذكر من الدين، ولسوف يبطل الله سعي كل هؤلاء بحوله وقوته، غير أنّ الله شاء أن نكون نحن المسلمين ستارا لقدرته؛ فاتخِذْ لنفسك سبيلا إلى رضوان الله وجنته، وإلى ثواب الدنيا والآخرة؛ بالثبات على الحق، والسعي في نصرته بما يتيسر لك من السبل والوسائل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75481 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: الدين الإبراهيمي والنظام الجديد السبت 19 فبراير 2022, 9:11 am
مصر.. ما هو الدين الإبراهيمي الجديد الذي رفضه الأزهر والكنيسة؟
شيخ الأزهر: الدعوات إلى "دين إبراهيمي" أضغاث أحلام ومصادرة لحرية الاعتقاد
وقال عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف محمود مهنا إن الأديان الإبراهيمية، أو الأديان التوحيدية التي تؤمن بوجود إله واحد خالق للكون، وملة إبراهيم، هي مجموعة من الإملاءات الربانية لسيدنا إبراهيم عليه السلام، ومنها انبثقت الديانات الإبراهيمية أو ما يعرف في شرائعنا بالديانات السماوية وهي اليهودية والمسيحية، وآخرها الدين الخاتم للرسالات السماوية الإسلام.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الدين الإبراهيمي الجديد مصدره مراكز بحثية ضخمة وغامضة، انتشرت مؤخرا في ربوع العالم، وأطلقت على نفسها اسم "مراكز الدبلوماسية الروحية".
وأكد أنه تم إطلاق هذا المصطلح كان بغرض سياسي أخذت مراكز الدبلوماسية الروحية التي تعمل في إطار نشر المحبة والتسامح على عاتقها مهمة دعوة كبار رجال الدين في الأديان الإبراهيمية الثلاث، من أجل إيجاد قيم عامة مشتركة بين الأديان، مثل: المحبة، والتسامح، المساواة، والتعايش، وتقبل الآخر.
وأشار إلى أنها تدعي التنوير والتدين، وتأخذ في إعادة تأويل النصوص الدينية، ونصوص التفسير لتمهيد الطريق لعمل مراكز "الدبلوماسية الروحية" التي تنتشر في مراكز الصراع، وتركز على قيم الود والتسامح، وخاصة ما يختص بالقضايا الشائكة في الشرق الأوسط.
وسلط شيخ الأزهر الضوء عل الدين الإبراهيمي، مؤكدا أنه محاولة الخلط بين تآخي الإسلام والمسيحية في الدفاع عن حق المواطن المصري في أن يعيشَ في أمنٍ وسلامٍ واستقرارٍ، الخلطُ بين هذا التآخي وبين امتزاج هذين الدِّينين، وذوبان الفروق والقسمات الخاصة بكلٍّ منهما، خاصة في ظل التوجُّهات التي تُنادى -بـ"الإبراهيمية"- أو الدين الإبراهيمي، نسبةً إلى إبراهيم -عليه السلام- أبي الأنبياء ومجمع رسالاتهم، وملتقى شرائعهم، وما تطمحُ إليه هذه التوجهات –فيما يبدو– من مزج اليهودية والمسيحية والإسلام في رسالةٍ واحدة أو دِين واحد يجتمعُ عليه الناس، ويُخلصهم من بوائق النزاعات، والصراعات التي تُؤدي إلى إزهاق الأرواح وإراقة الدماء والحروب المسلحة بين الناس، بل بين أبناء الدِّين الواحد، والمؤمنين بعقيدةٍ واحدة.
وأكد أن هذه الدعوى، مثلها مثل دعوى العولمة، ونهاية التاريخ، و"الأخلاق العالمية" وغيرها – وإن كانت تبدو في ظاهر أمرها كأنها دعوى إلى الاجتماع الإنساني وتوحيده والقضاء على أسباب نزاعاته وصراعاته- إلَّا أنها هي نفسَها، دعوةٌ إلى مُصادرة أغلى ما يمتلكُه بنو الإنسانِ وهو: «حرية الاعتقاد» وحرية الإيمان، وحرية الاختيار، وكلُّ ذلك مِمَّا ضمنته الأديان، وأكَّدت عليه في نصوص صريحة واضحة، ثم هي دعوةٌ فيها من أضغاث الأحلام أضعافَ أضعافِ ما فيها من الإدراك الصحيح لحقائق الأمور وطبائعها.
فيما أعلن القمص بنيامين المحرقي، الأستاذ بالكلية الإكليريكية بالأنبا رويس، رفضه الدعوة إلى الديانة الإبراهيمية، لأنها دعوة مسيسة تحت مظهر مخادع واستغلال الدين.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75481 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: الدين الإبراهيمي والنظام الجديد السبت 19 فبراير 2022, 9:20 am
الأزهر والإبراهيمية: ما هو "الدين الجديد" الذي رفضه الإمام أحمد الطيب؟ وما علاقته بإسرائيل والإمارات؟
قبل يومين، وفي كلمته في إطار الاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس "بيت العائلة المصرية"، تحدث شيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب عن "الديانة الإبراهيمية" وهاجمها ووصفها بـ"أضغاث الأحلام"، ليحيي بذلك جدلا يثار ويخبو منذ أكثر من سنة عبر وسائل التواصل. فما القصة؟
لماذا الآن؟ ومنذ ذلك الحين أثار المصطلح جدلا يظهر على السطح ويخبو منذ أكثر من عام.
لم يفهم كثيرون لماذا تحدث الإمام عن هذا الأمر، والبعض لم يسمع بهذا المصطلح قط قبل حديث الطيب.
الإطار العام للكلمة التي ألقاها شيخ الأزهر هو التعايش بين معتنقي الأديان المختلفة.
إذ أن بيت العائلة المصرية، جاءت فكرة تأسيسه بعد حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية في مصر، في حديث بين البابا شنودة الثالث ووفد من الأزهر.
فمن المنطقي والمتوقع أن يكون الحديث عن التعايش والتسامح بين الأديان.
ويبدو أن شيخ الأزهر رأى هذا الإطار ملائما للتعليق على مشروع ما يعرف بالديانة الإبراهيمية الجديدة.
بدأ الطيب الحديث عن الأمر بالقول إنه يريد "التنبيه قطعا للشكوك التي يثيرها البعض بغرض الخلط بين التآخي بين الدينين، الإسلامي والمسيحي، وبين امتزاج الدينين وذوبان الفروق والقسمات الخاصة بكل منهما، خاصة في ظل التوجهات والدعوة إلى الإبراهيمية".
وقال إن هذه الدعوات تطمح فيما يبدو إلى "مزج المسيحية واليهودية والإسلام في دين واحد يجتمع عليه الناس ويخلصهم من بوائق الصراعات".
لماذا هاجمها الطيب؟ أعلن الطيب رفض الدعوة إلى "الديانة الإبراهيمية الجديدة" وتساءل في خطابه عما إذا كان المقصود من الدعوة "تعاون المؤمنين بالأديان على ما بينها من مشتركات وقيم إنسانية نبيلة أو المقصود صناعة دين جديد لا لون له ولا طعم ولا رائحة" حسب تعبيره.
وقال الطيب إن الدعوة لـ"الإبراهيمية" "تبدو في ظاهر أمرها دعوة للاجتماع الإنساني والقضاء على أسباب النزاعات والصراعات، وهي في الحقيقة دعوة إلى مصادرة حرية الاعتقاد وحرية الإيمان والاختيار".
ويرى الطيب أن الدعوة إلى توحيد الدين دعوة "أقرب لأضغاث الأحلام منها لإدراك حقائق الأمور وطبائعها"، لأن "اجتماع الخلق على دين واحد أمر مستحيل في العادة التي فطر الله الناس عليها".
و قال الطيب إن "احترام عقيدة الآخر شيء والإيمان بها شيء آخر".
إشادات بموقف شيخ الأزهر قوبلت كلمة الطيب وموقفه من الإبراهيمية بإشادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من مغردين ومن شخصيات معروفة، مثل الداعية عبدالله رشدي الذي قال إن كلمة الطيب "قتلت فكرة الإبراهيمية في مهدها".
بينما قال آخرون إنه "لا مانع من تحقق هذه الدعوة إذا كانت ستنهي القتال والصراعات وتحل السلام" كما هو معلن من أهدافها.
"حق أريد بن باطل" لم يذكر شيخ الأزهر أي بعد سياسي للدعوة للديانة الإبراهيمية الجديدة.
لكن غيره عبر عن رفض لهذه الدعوة، باعتبارها "سياسية مغلفة بغطاء ديني".
ومن بينهم رجل الدين القبطي المصري، الراهب القمص بنيامي، الذي قال إن "الديانة الإبراهيمية دعوة مسيسة تحت مظهر مخادع واستغلال للدين".
ومن بين الرافضين للديانة الجديدة من يعتبر أن أساس الفكرة لا بأس به إذا كان الهدف فعلا التسامح وإزالة الخلافات القائمة على الاختلافات والفروق الدينية"، لكنهم يرون أن مشروع الدين الإبراهيمي، "سياسي بحت هدفه دعم وتوسيع دائرة تطبيع العلاقات مع إسرائيل في المنطقة العربية خاصة".
أهمل Twitter مشاركة, 3
نهاية Twitter مشاركة, 3 ما علاقتها بإسرائيل والإمارات؟ تخطى البودكاست وواصل القراءة البودكاست مراهقتي (Morahakaty) مراهقتي (Morahakaty) تابوهات المراهقة، من تقديم كريمة كواح و إعداد ميس باقي.
الحلقات البودكاست نهاية تداول مصطلح "الإبراهيمية" والجدل حوله انطلق مع توقيع الإمارات والبحرين اتفاق تطبيع مع إسرائيل في سبتمبر أيلول العام الماضي.
الاتفاق، الذي رعته الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها حينها دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنير، يسمى "الاتفاق الإبراهيمي".
وفي نص إعلان الاتفاق، المنشور على صفحة وزارة الخارجية الأمريكية، يرد ما يلي: "نحن نشجع جهود دعم الحوار بين الثقافات والأديان للدفع بثقافة سلام بين الديانات الإبراهيمية الثلاث والإنسانية جمعاء".
هذه الفقرة، هي منطلق ومركز مبادرات كثيرة صاحبت اتفاق التطبيع وتبعته، فتطبيع العلاقات مع إسرائيل لم يكن صفقة سياسية أو اقتصادية بحتة وإنما انعكس على جوانب ثقافية في حياة كل الأطراف.
وهكذا بدأ الحديث عن التسامح والتواصل والحوار بين البلدان والشعوب والملل والأديان ليتحول فيما بعد إلى حديث عما يعرف بـ"الديانة الإبراهيمية الموحدة".
وقد كان هذا الارتباط بين مشروع الديانة الإبراهيمية والتطبيع مع إسرائيل سببا لرفض المعارضين للتطبيع للمشروع الديني الجديد، حتى قبل أن تتكشف تفاصيله الكاملة.
دولة أخرى اتهمها رواد مواقع التواصل الاجتماعي المتفاعلون مع الأمر بالترويج للديانة الإبراهيمية الجديدة هي الإمارات، التي وقعت على اتفاق التطبيع مع إسرائيل وبدأت بالفعل في تفعيل تبادل مع إسرائيل في مختلف المجالات، منها الثقافية، وشهد المشهد الديني فيها تغيرا يلائم علاقتها الجديدة مع إسرائيل.
وربط كثيرون بين الدعوة "للإبراهيمية"، وبين "بيت العائلة الإبراهيمية" الذي أمر حاكم دبي محمد بم زايد بتأسيسه في أبوظبي "تخليداً لذكرى الزيارة التاريخية المشتركة للبابا فرنسيس وفضيلة الإمام أحمد الطيب" بداية عام 2019، أي قبل توقيع اتفاق التطبيع مع إسرائيل بأكثر من من سنة ونصف.
ومن بين المروجين له في الإمارات وسيم يوسف، خطيب جامع الشيخ سلطان بن زايد الأول.
لكن الداعية الكويتي الشهير عثمان الخميس، انتقد "مشروع البيت الإبراهيمي" في الإمارات، واعتبره "كفرا".
جدل قديم الجدل حول "الإبراهيمية" ليس وليد كلام شيخ الأزهر.
وكان وقوده في شهر مارس آذار من هذا العام، تغريدة لقائد التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، قال فيها إنه "لا تناقض" بين أن يكون "الدين عند الله الإسلام" وبين "وحدة الأديان".
وبعد توقيع "الاتفاق الإبراهيمي" وتداول الحديث عن "الديانة الجديدة"، بادر رجال دين ودعاة إلى الإسلام برفض الدعوة، ومنهم من قال إنها "كفر". ومنهم الداعية طارق السويدان.
وفي شهر فبراير من هذا العام، عقد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ورابطة علماء المسلمين، ورابطة المغرب العربي مؤتمرا عنوانه: "موقف الأمة الإسلامية من الديانة الإبراهيمية".
بينما دافع آخرون عن الفكرة واعتبروها سبيلا للسلام.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75481 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: الدين الإبراهيمي والنظام الجديد السبت 19 فبراير 2022, 9:20 am
دعنى أحدثك الآن عن الفكرة الأم التى تدور حولها جهود إشعال التعصب الدينى بين البشر حالياً، وإن بدت أهدافها المعلنة غير ذلك، إذ يردد أصحابها أن هدفهم معالجة هذه الظاهرة البشرية السلبية، وهى فكرة «الدين الإبراهيمى الجديد».
لا أريد أن أضيف إلى معلوماتك ما تعرفه بالضرورة عن ارتباط فكرة «الدين الإبراهيمى» بمنطقة الشرق الأوسط بصورة خاصة، حيث يوجد فيها الديانات الإبراهيمية الثلاث (اليهودية - المسيحية - الإسلام)، وقد لا أضيف إليك جديداً أيضاً إذا قلت لك إن الأديان الثلاثة تجتمع على فكرة الإيمان بالله والأنبياء والكتب السماوية والقيامة والحساب، لكن يمتلك أبناء كل دين تصوراً خاصاً ويقينياً عن كل عنصر من عناصر الإيمان تلك، هذا الإيمان اليقينى (أو المغلق أحياناً) لم يمنع الكثير من أصحاب كل دين من هذه الديانات من احترام عقيدة الآخر والتسامح ومد جسور التعاون معه.
سمعنا طيلة العقد الأول من القرن الحادى والعشرين عن دعوات للحوار بين الأديان الثلاثة، وظهرت العديد من الجهود التى تدعم هذه الفكرة الإيجابية بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001، وشاركت العديد من الجهات والمؤسسات الدينية المعتبرة فى هذا الحوار، لكننا لم نسمع من قبل عن فكرة الدمج بين الأديان، بل إن البعض تحفظ منذ مرحلة مبكرة على عبارة «التقارب بين الأديان الإبراهيمية» حين استخدمت كبديل لـ«الحوار بين الأديان» على أساس أن التصور العقائدى لأصحاب كل دين يختلف تماماً عن الآخر.. فما هو التقارب الذى يمكن أن نتوقعه فى مثل هذه الوضعية؟
فكرة الدمج أو توحيد الأديان الإبراهيمية الثلاثة فى ديانة واحدة فكرة ساذجة وعبثية، ومؤكد أن من يقفون وراءها واثقون أكثر من غيرهم أن مآلها الفشل والانطفاء.. ستسأل ولماذا يطرحونها إذن؟
أقول لك: الهدف ببساطة هو المزيد من التأجيج للصراعات الدينية ودفع عجلة التعصب الدينى لتعمل بكامل طاقتها. فالجهود الاستفزازية الجزئية التى تنطلق هنا وهناك لم تُحدث الأثر المطلوب فى نفوس الشعوب. فالأفراد العاديون فى كل الديانات لا يعرفون التعصب، بل متسامحون بالفطرة، وكل ما يرجونه فى دنياهم هو العيش الكريم ليس أكثر، بعضهم يُستفز من الأفكار التى يسمعها هنا أو هناك، لكنه فى النهاية يربطها بأصحابها، لأنه يؤمن بالفطرة أن للدين رباً يحميه.
فى هذا السياق جاء الدفع بفكرة «الدين الإبراهيمى» فى محاولة لإشعال فتيل التعصب لدى المتدينين بالديانات الثلاث، ودفع كل منهم إلى الإحساس بأن هناك من يريد أن يبتكر لهم ديناً جديداً ينسف دين الآباء والأجداد، وهى محاولة قديمة متجددة، فمن قبل ظهرت البهائية ودعت إلى إيجاد رؤية موحدة ما بين البشر من معتنقى الأديان ذات المصدر الإلهى الواحد.
طرح حدوتة «الدين الإبراهيمى الجديد» يعيدنا إلى وصف وزير الثقافة الفرنسى الأسبق أندريه مارلو للقرن الحادى والعشرين بأنه قرن الأديان بامتياز، وأنه مرشح لاحتضان العديد من الصراعات الدينية المريرة، وهى تعكس ما نعرفه جميعاً من ميل من جانب الغرب إلى التخطيط المبكر لإنفاذ مطامعه فى منطقة الشرق الأوسط، عبر استنزاف أمواله فى شراء السلاح، تلك التجارة التى تروج أكثر ما تروج فى الصراعات الدينية أو المذهبية أو الطائفية، ولا يوجد شىء يمكن أن يشعلها أكثر من الشعور بأن «الدين مهدَّد».
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75481 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: الدين الإبراهيمي والنظام الجديد السبت 19 فبراير 2022, 9:21 am
بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بخصوص الدين الإبراهيمي الجديد الذي اعتمده الإمارات العربية المتحدة دين الدوله الجديد
ورابطة علماء المسلمين ورابطة المغرب العربي.
*الحمد لله وحده وصل الله وسلم وبارك على من لا نبي بعده، وبعد*
فإنَّه وبحمد الله وتوفيقه وبتنظيمٍ من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورابطة علماء المسلمين ورابطة المغرب العربي انعقد المؤتمر الدولي الأول حول موقف الأمة الإسلامية من الديانة الإبراهيمية التي اقرتها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع اسرائيل ، هذا المؤتمر الذي شاركت فيه تسع عشرة دولة وبعد إلقاء كلمات متعددة حول هذه الديانة المخترعة وما ارتبط بها من مخططات فقد صدر عن علماء الأمة والروابط العلمية المشاركة البيان الآتي
*أولًا* إن القرآن الكريم هو أعظم كتابٍ احتفى بإبراهيم عليه السلام وفي القرآن سورة باسمه وسور بأسماء آلِهِ وبعض بَنِيهِ والمسلمون مأمورون باتباع هَدْيه وهَدْي سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قال تعالى (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ).
ولذلك فإن أَوْلَى الناس بإبراهيم عليه السلام هم أهل الإسلام والإيمان قال سبحانه (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ۗ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ)
*ثانيًا* إن علماء المسلمين مع التعاون الإنسانـي والتعايش القائم على الحرية والعدل وعدم ازدراء الأديان أو الأنبياء ومع الحوار الإنساني لبناء المجتمعات ولكنهم يقفون متحدين ضد تحريف الإسلام وتشويه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهذا هو دين المسلمين
*ثالثًا* إن أساس فكرة الدين الإبراهيمي يقوم على المشترك بين عقيدة الإسلام وغيره من العقائد وهي فكرة باطلة إذ الإسلام إنما يقوم على التوحيد والوحدانية وإفراد الله تعالى بالعبادة بينما الشرائع المحرفة قد دخلها الشرك وخالطتها الوثنية والتوحيد والشرك ضدان لا يجتمعان
والزعم بأن إبراهيم عليه السلام على دين جامع للإسلام واليهودية والنصرانية زعم باطل ومعتقد فاسد قال سبحانه (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
*رابعًا* إن السعي لدعم *اتفاقات إبراهام* للتطبيع والتَّركيع عَبْر تسويقٍ لدينٍ جديدٍ يؤازر التطبيع السياسي هو أمر مرفوض شكلًا وموضوعًا وأصلًا وفرعًا ذلك أن الأمة المسلمة لم تقبل بالتطبيع السياسي منذ بدأ أواخر السبعينيات من القرن الميلادي الفائت ولن تقبل اليوم من باب أَوْلَى بمشاريع التطبيع الديني وتحريف المعتقدات وقد قال تعالى (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ)
*خامسًا* إن طاعة أعداء الملَّة والدين في أمر الدين المبتدع والقبول به والدعوة إليه خروج من ملَّة الإسلام الخاتم الناسخ لكل شريعةٍ سبقته ولن يفلح قوم دخلوا في هذا الكفر الصُّراح
*سادسًا* على الأمة أن تعي أن أوهام السلام إنما يُبدِّدها اليهود أنفسهم وقد صرح رئيس وزرائهم في مؤتمر جمعية «مسيحيون موحَّدون من أجل إسرائيل» بأن اتفاقية صفقة القرن قد قوَّضت ما أطلق عليه «أوهام حلِّ الدولتين» كما أن وزير خارجية أمريكا الحالي قد قال في الكونجرس «إن الحل الأمثل للنزاع هو التعايش السلمي وتماشي الطرفين مع بعضهما بعد إنهاء أسباب الخلاف» وعلى رأس ذلك العقيدة الإسلامية بطبيعة الحال قال الله تعالى (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ).
*سابعًا* يحذر العلماء الحكومات الإسلامية من الاستجابة لهذه الدعوات المغرضة لما تُمثِّله من عدوانٍ سافرٍ على عقيدة شعوبها وضربٍ للثقة التي منحتها الشعوب لحكوماتها وإشعال لنار الخلاف والفتنة بين المسلمين مما يؤدي إلى إضعاف أمة الإسلام وتمكين عدوِّها منها كما قال تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَىٰ إِلَى الْإِسْلَامِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ، يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ).
*ثامنًا* يجب على مسئولي وزارات التعليم والإعلام في العالم العربي والإسلامي الكف عن العبث بمناهج تعليم الإسلام وتقديمه من خلال القرآن والسُّنة والتأكيد على ثوابت العقيدة والشريعة وتحصين الناشئة من الانحرافات والشبهات الفكرية والعقدية فالشباب أمانة بين أيديكم وفي أعناقكم وسوف تسألون عنها يوم القيامة
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُون).
*تاسعًا* يدعو المؤتمرون العلماء وطَلَبة العلم والدعاة وسائر المُفكِّرين والكُتَّاب المسلمين للقيام بواجبهم نحو دينهم ومواجهة فتنة تبديل الدين وتوعية الأمة بهذا الخطر الداهم وتحرير المقالات والكتب وإقامة الندوات والمحاضرات والخطب التي تشرح عقيدة التوحيد وتُبيِّن ما يناقضها وتحذر من فتنة هذه البدعة الضالة وأنه ليس هناك من إكراهٍ أو تأويلٍ في قبول هذا الباطل
*عاشرًا* ينادي العلماء المشاركون في هذا المؤتمر إلى تشكيل هيئةٍ مشتركةٍ من الروابط والهيئات العلمية على مستوى الأمة تقوم بواجب إصدار البيانات والرسائل حول الشُّبهات والعقائد الدخيلة على الأمة الإسلامية وحراسة الثوابت ومحكمات الإسلام ويكون لها مؤتمر سنوي جامع يتم عقده في شهر رجب من كل عام هجري
واللهَ تعالى نسأل أن ينصر من نصر الدين وأن يعز عباده المسلمين بعز الإسلام إنه ولي ذلك والقادر عليه وصل الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75481 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
موضوع: رد: الدين الإبراهيمي والنظام الجديد السبت 19 فبراير 2022, 9:21 am
بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بخصوص الدين الإبراهيمي الجديد الذي اعتمده الإمارات العربية المتحدة دين الدوله الجديد
ورابطة علماء المسلمين ورابطة المغرب العربي.
*الحمد لله وحده وصل الله وسلم وبارك على من لا نبي بعده، وبعد*
فإنَّه وبحمد الله وتوفيقه وبتنظيمٍ من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورابطة علماء المسلمين ورابطة المغرب العربي انعقد المؤتمر الدولي الأول حول موقف الأمة الإسلامية من الديانة الإبراهيمية التي اقرتها حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع اسرائيل ، هذا المؤتمر الذي شاركت فيه تسع عشرة دولة وبعد إلقاء كلمات متعددة حول هذه الديانة المخترعة وما ارتبط بها من مخططات فقد صدر عن علماء الأمة والروابط العلمية المشاركة البيان الآتي
*أولًا* إن القرآن الكريم هو أعظم كتابٍ احتفى بإبراهيم عليه السلام وفي القرآن سورة باسمه وسور بأسماء آلِهِ وبعض بَنِيهِ والمسلمون مأمورون باتباع هَدْيه وهَدْي سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قال تعالى (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ).
ولذلك فإن أَوْلَى الناس بإبراهيم عليه السلام هم أهل الإسلام والإيمان قال سبحانه (إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ۗ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ)
*ثانيًا* إن علماء المسلمين مع التعاون الإنسانـي والتعايش القائم على الحرية والعدل وعدم ازدراء الأديان أو الأنبياء ومع الحوار الإنساني لبناء المجتمعات ولكنهم يقفون متحدين ضد تحريف الإسلام وتشويه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وهذا هو دين المسلمين
*ثالثًا* إن أساس فكرة الدين الإبراهيمي يقوم على المشترك بين عقيدة الإسلام وغيره من العقائد وهي فكرة باطلة إذ الإسلام إنما يقوم على التوحيد والوحدانية وإفراد الله تعالى بالعبادة بينما الشرائع المحرفة قد دخلها الشرك وخالطتها الوثنية والتوحيد والشرك ضدان لا يجتمعان
والزعم بأن إبراهيم عليه السلام على دين جامع للإسلام واليهودية والنصرانية زعم باطل ومعتقد فاسد قال سبحانه (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
*رابعًا* إن السعي لدعم *اتفاقات إبراهام* للتطبيع والتَّركيع عَبْر تسويقٍ لدينٍ جديدٍ يؤازر التطبيع السياسي هو أمر مرفوض شكلًا وموضوعًا وأصلًا وفرعًا ذلك أن الأمة المسلمة لم تقبل بالتطبيع السياسي منذ بدأ أواخر السبعينيات من القرن الميلادي الفائت ولن تقبل اليوم من باب أَوْلَى بمشاريع التطبيع الديني وتحريف المعتقدات وقد قال تعالى (أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ)
*خامسًا* إن طاعة أعداء الملَّة والدين في أمر الدين المبتدع والقبول به والدعوة إليه خروج من ملَّة الإسلام الخاتم الناسخ لكل شريعةٍ سبقته ولن يفلح قوم دخلوا في هذا الكفر الصُّراح
*سادسًا* على الأمة أن تعي أن أوهام السلام إنما يُبدِّدها اليهود أنفسهم وقد صرح رئيس وزرائهم في مؤتمر جمعية «مسيحيون موحَّدون من أجل إسرائيل» بأن اتفاقية صفقة القرن قد قوَّضت ما أطلق عليه «أوهام حلِّ الدولتين» كما أن وزير خارجية أمريكا الحالي قد قال في الكونجرس «إن الحل الأمثل للنزاع هو التعايش السلمي وتماشي الطرفين مع بعضهما بعد إنهاء أسباب الخلاف» وعلى رأس ذلك العقيدة الإسلامية بطبيعة الحال قال الله تعالى (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ).
*سابعًا* يحذر العلماء الحكومات الإسلامية من الاستجابة لهذه الدعوات المغرضة لما تُمثِّله من عدوانٍ سافرٍ على عقيدة شعوبها وضربٍ للثقة التي منحتها الشعوب لحكوماتها وإشعال لنار الخلاف والفتنة بين المسلمين مما يؤدي إلى إضعاف أمة الإسلام وتمكين عدوِّها منها كما قال تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَىٰ إِلَى الْإِسْلَامِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ، يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ).
*ثامنًا* يجب على مسئولي وزارات التعليم والإعلام في العالم العربي والإسلامي الكف عن العبث بمناهج تعليم الإسلام وتقديمه من خلال القرآن والسُّنة والتأكيد على ثوابت العقيدة والشريعة وتحصين الناشئة من الانحرافات والشبهات الفكرية والعقدية فالشباب أمانة بين أيديكم وفي أعناقكم وسوف تسألون عنها يوم القيامة
قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُون).
*تاسعًا* يدعو المؤتمرون العلماء وطَلَبة العلم والدعاة وسائر المُفكِّرين والكُتَّاب المسلمين للقيام بواجبهم نحو دينهم ومواجهة فتنة تبديل الدين وتوعية الأمة بهذا الخطر الداهم وتحرير المقالات والكتب وإقامة الندوات والمحاضرات والخطب التي تشرح عقيدة التوحيد وتُبيِّن ما يناقضها وتحذر من فتنة هذه البدعة الضالة وأنه ليس هناك من إكراهٍ أو تأويلٍ في قبول هذا الباطل
*عاشرًا* ينادي العلماء المشاركون في هذا المؤتمر إلى تشكيل هيئةٍ مشتركةٍ من الروابط والهيئات العلمية على مستوى الأمة تقوم بواجب إصدار البيانات والرسائل حول الشُّبهات والعقائد الدخيلة على الأمة الإسلامية وحراسة الثوابت ومحكمات الإسلام ويكون لها مؤتمر سنوي جامع يتم عقده في شهر رجب من كل عام هجري
واللهَ تعالى نسأل أن ينصر من نصر الدين وأن يعز عباده المسلمين بعز الإسلام إنه ولي ذلك والقادر عليه وصل الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين