منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  اغتيال عند باب الأسباط

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75690
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

   اغتيال عند باب الأسباط  Empty
مُساهمةموضوع: اغتيال عند باب الأسباط       اغتيال عند باب الأسباط  Emptyالسبت 26 فبراير 2022, 7:37 am

اغتيال عند باب الأسباط 
"كان استعماريًا حاقدًا، أراد أن يذل شباب القدس ويرهبهم". هكذا وصف الأديب خليل السكاكيني، الضابط البريطاني من أصل يهودي آلن سيكرست، هذا الذي كان له موعد مع الموت برصاص الثوار الفلسطينيين في باب الأسباط، إبان الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936.

لا يُذكر باب الأسباط إلا وحكايات عن العزة والإباء تتبعه، وهذا ما يؤكد عليه المعتصمون منذ منتصف شهر تموز/يوليو الجاري في الحي، ويعجز الاحتلال عن كسره. لأجل ذلك نورد لكم هذه الحكاية من ذاكرة باب الأسباط.

shareلا يُذكر باب الأسباط إلا وحكايات عن العزة والإباء تتبعه، وهذا ما يؤكد عليه المعتصمون فيه ويعجز الاحتلال عن كسره
إنه سيكرست، ضابط يهودي الأصل في الجيش البريطاني، وصل القدس إبان الثورة الكبرى مفتّشًا لـ"البوليس"، وحاول جاهدًا منذ اللحظة الأولى قمع الثورة في المدينة، والتضييق على أهلها. يقول أهل المدينة، إن مدينتهم عرفت في عهده أبشع سياسة، وقد كان اسمه مرتبطًا بالوحشية والتعطش للقتل.


كان سيكرست يتجول يوميًا بسيارته "الموريس" الصغيرة، وتتبعه سيارة حراسة، وكلما رأى شابًا أو أكثر يسيرون في الشارع، توقف وانهال عليهم ضربًا بعصاه ويديه وقدميه، محتميًا بحرّاسه. يقول السكاكيني: "إذا مر من الطريق لم يسلم أحدٌ من أذاه، وإذا دخل بيتًا ليفتش عن سلاحٍ ضرَب النساء والأطفال وأتلَف الأثاث، ومزّق وكسّر وكبّ، والأمة تشكوه إلى المندوب السامي على غير جدوى".

ذاع صيت الضابط بين أعيان القدس وعامتها، وتوالت كتب الشكاوى إلى المندوب السامي دون جدوى، حتى أنه كان بعد كل اعتداء يسأل وجهاء القدس ساخرًا: "مين طلع راس؟ مين انتصر؟ أنا أم أنتم؟".

اختار شابان من القدس تصفية الحساب مع سيكرست، إنهما سامي الأنصاري وبهجت أبو غربية. يروي أبو غربية في مذكراته، أنهما راقبا سيكرست لتحديد كيفية تنفيذ العملية، فتبين لهما أنه يتوجه في كل يوم جمعة بسيارته التي يقودها بنفسها للتفتيش على مخفر باب الأسباط، ومعه حارس واحد فقط يجلس إلى جانبه، دون أن ترافقه سيارة الحراسة كما يفعل دائمًا.

قرر الأنصاري وأبو غربية تنفيذ العملية بعد انتهاء التفتيش، إذ تكون سيارته في طريق العودة في وضعية صعود صعب، فتكون بطيئة.

وفي صباح يوم الجمعة 12 حزيران/يونيو 1936، أي بعد شهرين من بدء الثورة، توجه الأنصاري وأبو غربية إلى مقبرة باب الأسباط، وكمنا له. عند الساعة الحادية عشرة تقدمت السيارة مُتجهة إلى المخفر، ترجل الصديقان نحو طريق أريحا، حيث الطريق المعروف باسم "طلوع ستنا مريم" باتجاه باب الأسباط.

shareفي "طلوع ستنا مريم" باتجاه باب الأسباط، كمن بهجت أبو غربية وسامي الأنصاري لمفتش الشرطة البريطانية، فأصابوه وحارسه، وانسحب أحدهما فيما استشهد الآخر
سار الصديقان كأنما يسيران في نزهة، أمسك الأنصاري بمسدسه الجاهز للإطلاق؛ وقد دسه مع يده في جيبه، بينما أمسك أبو غربية بمسدسه وقد غطاه مع يده في طربوش، حتى إذا التقيا في وسط "طلوع ستنا مريم"، وكانت السيارة تسير ببطىء، فتح الصديقان نيرانهما على سيكرست، فأصيب وألقى برأسه وجسمه إلى الخلف رافعًا يديه عن المقود، فتوقفت السيارة، ثم راحت تنحدر إلى الخلف لشدة انحدار الطريق.

كان هدف الأنصاري وأبو غربية الضابط سيكرست تحديدًا، فانشغلا به عن حارسه إدموند دوكسات، الذي عاجلهما بإطلاق النار من مسدس كان في يده، ويبدو أنه كان قد اشتبه بحركتهما وسط الطريق، فهيأ مسدسه لإطلاق النار قبل أن يصلهما.

واصل أبو غربية إطلاق النار حتى أصاب الحارس، فيما انسحب الأنصاري بعد أن أُصيب برصاصة اخترقت صدره من اليمين إلى اليسار، فمزقت رئتيه، والتجأ الأنصاري لمنزل أحد المارة، إلا أن قوة عسكرية داهمت المنزل واعتقلته حيًا، ومن هناك نُقل إلى سجن مستشفى الحكومة في المسكوبية، دون إسعاف.

أُخضغ الأنصاري للتحقيق في المستشفى، كان المطلوب منه أن يجيب على سؤال واحد: "من الذي شاركك في تنفيذ العملية؟" غير أنه كان يردد بالعربية والإنجليزية أنه كان بمفرده، قبل أن يُفارق الحياة بعد ثلاث ساعات من إصابته.

يقول السكاكيني: "ومما يُؤسف له الأسف الشديد، أن الجند الإنكليز الذين حملوه في السيارة إلى المستشفى، لم يتورعوا عن ضربه بأعقاب البنادق وهو جريح، فكان يرفس هذا برجله، ويلكم ذاك بيده".

اختلط الفرح بالحزن في القدس، فسيكرست الضابط المتغطرس تلقى درسًا قاسيًا، وحصل على إجابة فلسطينية واضحة لأسئلته التقليدية، إلا أن الفدائي الذي كسر هيبته ارتقى شهيدًا أيضًا.

في مساء اليوم ذاته شيّعت القدس شهيدها، ورغم أن الاحتلال البريطاني أعلن حظر التجوال في القدس العتيقة، إلا أن جموعًا غفيرة احتشدت في المسجد الأقصى، ضمت شخصيات وطنية كبيرة، وقد تمت مواراة جثمانه في مقبرة الرحمة عند باب الأسباط.

كتب السكاكيني في يومياته: "بَطلٌ آخر سقط بالأمس في ميدان الشرف، بل هو أعظم بطل عرفته فلسطين، هو سامي الأنصاري ابن الشيخ إبراهيم الأنصاري، خال موسى العلمي، لا يجاوز عمره التاسعة عشرة من عمره، وقد كان أستاذًا في المدرسة الرشيدية للّغة الإنكليزية، فقد كان ممتازًا فيها، وهو من خريجي الكلية العربية للسنة الماضية".

وأسهب السكاكيني في وصف الشهيد قائلاً: "هو حديث العهد بالتعليم بل بالحياة، فتى عالي الجسم مفتول العضل، ممشوق القوام، ثقفٌ لقف، جميل الصورة، مولع بالاستحمام بالماء البارد، والألعاب الرياضية، أنيق الثياب من رآه حسبه أقرب إلى الطفولة منه إلى الشباب، بل أحسبه أشبه بالبنات منه بالرجال... هذا هو البطل الذي سقط بالأمس، وإنه لبطل عظيم، بل أعظم بطل عرفته فلسطين".

ألزمت سلطات الاحتلال البريطاني سيكرست على مغادرة فلسطين كاملة، حاملًا معه إصابات عميقة في جميع أنحاء جسده، قبل أن يفارق الحياة في عام 1983 حيث كان يقيم في لندن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75690
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

   اغتيال عند باب الأسباط  Empty
مُساهمةموضوع: رد: اغتيال عند باب الأسباط       اغتيال عند باب الأسباط  Emptyالسبت 26 فبراير 2022, 7:39 am

أسود باب الأسباط: حكاية من أسوار القدس

تحتشد جماهير فلسطينية في باب الأسباط، يوميًا، لتقول "لا" لقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي تركيب بوابات إلكترونية في هذه المنطقة، للدخول من خلالها إلى المسجد الأقصى. هذه الأزمة، جعلت باب الأسباط أشهر أبواب القدس العتيقة هذه الأيام، في حين كان الاحتلال يبحث عن حلول للتعامل مع باب العامود، لكثرة العمليات الفدائية فيه، التي جعلته أخطر أبواب القدس العتيقة وأهمها.

والأسباط ليس الاسم الوحيد لهذا الباب، فهو باب الأسود أيضًا، وذلك نسبة للنقش الذي يحمل صورة أربعة أسود يتقابل كل اثنان منها عند مدخل الباب خارج الأسوار. وهو أيضًا، باب الروحة، أو باب أريحا، لأن الخروج من هذا الباب يقودك إلى طريق مدينة أريحا.

shareلباب الأسباط أربعة أسماء أخرى، فهو باب الأسود، وباب الروحة، وباب السيدة مريم، وباب القديس ستيفن، ولكل اسم منها قصة
ويسميه مسيحيو فلسطين، بوابة القديس ستيفن، لاعتقادهم أن قبر القديس ستيفن يقع بالقرب منه، وهو أول شهيد مسيحي تم رجمه في وادي قدرون قرب الباب. كما يسمونه باب السيدة مريم، لاعتقادهم أن مريم العذراء – عليها السلام – ولدت في منزل مجاور للبوابة.



وباب الأسباط كبير الحجم، يعلوه برج ثلاثي الأطراف، وعلى جانبيه محرابان يعلوهما قوسان صغيران مدببان، وهو نموذج للعمارة العسكرية، إذ يحتوي على دهاليز متعرجة تعرقل تقدّم العدو. وإبان الاحتلال البريطاني لفلسطين، أُزيل الجدار الغربي لمدخل باب الأسباط، ما سمح بالدخول إليه دون الانعطاف شمالاً ويمينًا.

   اغتيال عند باب الأسباط  FB_IMG_1500581642408


وفي الواجهة الأمامية لباب الأسباط خمسة شقوق؛ كان رماة الأسهم يستخدمونها لأغراض المراقبة والرماية وردع الأعداء. وعلى مدخله قوس كبير، نُقشت عليه باللغتين العربية والتركية كتابات تُبين هوية مُرمم هذا الباب، وهو السلطان سليمان القانوني، وأن القائم على الترميم هو الحاج حسن آغا.

ويغطي فتحة مدخل باب الأسباط مصراعان من الخشب المصفح بالبرونز، ويقوم فوقه برج حجري صغير محمول على أربعة كوابل حجرية، وله سقاطة لصب الزيت المغلي على الأعداء، وفتحة في السور لرمي السهام، ودخول الهواء، وتسمى مزغل.

   اغتيال عند باب الأسباط  FB_IMG_1500581475901

ويُعتبر باب الأسباط مدخلاً رئيسيًا للمُصلّين، خاصة القادمين من خارج القدس، إذ تدخل الحافلات القادمة من خارج المدينة إلى ساحة مفتوحة بين البابين؛ تصلح لوقوف السيارات، تسمى ساحة الغزالي.

وقيل إن أسود باب الأسباط شعار الملك الظاهر بيبرس، أحد قادة جيش المسلمين في معركة عين جالوت، وقد نُقشت على جسوره وقصوره وقلاعه في فلسطين ومصر وبلاد الشام .

واللافت أن نقوش الأسود تظهر القوة وخفة الحركة، خاصة في تعابير الوجه والكفوف والذيول، وذلك تعبيرًا عن القوة وشعارًا لها. وقيل إنما يرمز هذا الشعار للسيطرة على الجهات الأربعة وما بينهما، وغلبة السلطان بيبرس .

وتختلف المصادر في ذكر منشأ هذه الأسود وحضورها على سور القدس، ومن أين أُتي بها وسبب ذلك، وإن كان الاتفاق على أنها شعارٌ للسلطان بيبرس.

ولعل أطرف ما روي عن قصة الأسود، الحكاية الشعبية المنسوبة للسلطان سليم الأول العثماني. تقول الحكاية، إن السلطان زار القدس سنة 1517 ميلادية، ورأى خلال الزيارة منامًا تلاحقه فيه أسودٌ محاولة افتراسه.

سأل السلطان سليم مفسري زمانه عن حلمه، فأرشدوه لشيخ عارف في القدس، ولما علم المفسر أن السلطان كان ينوي فرض ضرائب باهظة من أهل القدس، فسّر الحلم بأن هذا تحذير من الله، لأن القدس دار الأنبياء والأولياء والصالحين.

shareعلى باب الأسباط أربعة أسود تُنسب للسلطان الظاهر بيبرس، وتُحكي في وضعها على السور طرائف عديدة
تقول الحكاية، إن السلطان عدل عن قراره، وأمر ببناء سور القدس، وقد دخل قراره حيّز التنفيذ في عهد نجله سليمان القانوني، واستغرق بناؤه ثلاث سنوات بين عامي 1536 – 1539.

ويُحكى أن هذه الأسود جُلبت من خانٍ كان السلطان بيبرس قد بناه في عهده قرب باب العامود، وأصابه الخراب مع الزمن وتهدم، حينها أُحضرت الأسود منه ووضعت عند باب الأسباط، تذكيرًا برؤيا السلطان سليم.

ولعل من الصحيح نسب هذه الأسود للظاهر بيبرس، وأنها كانت شعارًا على أحد أبنيته التي شادها في زمانه في القدس، أو في غيرها، وأن بُناة السور في عهد القانوني استحسنوا وضعها في هذا الموضع، والله أعلم.

ولا يهمنا في مقالنا هذا حكاية الأسود الأربعة، بقدر ما يهمنا صواب وضعها في هذا المكان، ودقة التسمية "باب الأسود"، إذ تشير فعلاً لأحوال الحي وساكنيه والمرابطين فيه هذه الأيام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
اغتيال عند باب الأسباط
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: قصة قضية فلسطين :: قضايا الصراع-
انتقل الى: