إسرائيل تكشِف: يهود أوكرانيا رفضوا “الهجرة” للكيان.. سفير الكيان السابِق بموسكو: لا وزن لإسرائيل ولا أدري لماذا اتخذّت موقفا مؤيّدا لأوكرانيا.. مُحلِّل: قادة إسرائيل والإعلام العبريّ يقومون بمهرجان نفاقٍ وبايدن يرفض الغزو الروسي ويؤيّد المُستوطنات بالضفّة
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
جنّد الإعلام العبريّ نفسه للتعبير عن تأييده المُطلق لأوكرانيا وحقوق الشعب الأوكرانيّ، ولم يترك نعتًا سيئًا إلّا وألصقه بالرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين، وفي غضون ذلك كشف مسؤولٌ إسرائيليٌّ رفيعٌ النقاب عن أنّ اليهود الذين يعيشون في أوكرانيا رفضوا “الهجرة” إلى كيان الاحتلال، لافتًا إلى أنّ عددهم يصِل إلى مائتي ألف، كما أفادت القناة الـ13 بالتلفزيون العبريّ، التي أضافت نقلاً عن المسؤول عينه أنّ حكومة تل أبيب حاولت إقناعهم بالهجرة إلى إسرائيل خوفًا عليهم من الاجتياح الروسيّ لأوكرانيا.
وعلى الرغم من التأييد منقطع النظير لأوكرانيا فإنّ هناك العديد من الأصوات التي تُغرِّد خارج السرب في الإعلام الصهيونيّ، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، نشر اليوم الجمعة المُحلِّل الـ”يساريّ”، روغل ألفر في صحيفة (هآرتس) العبريّة، نشر مقالاً انتقد فيه بشكلٍ لاذعٍ الموقف الإسرائيليّ قيادةً وشعبًا، وأكّد أنّ الموقف الإسرائيليّ الرسميّ والإعلاميّ هو عمليًا كرنفال من النفاق ومهرجان من المداهنة، على حدّ تعبيره.
وأضاف ألفر، الذي ينتمي إلى الجهة الراديكاليّة فيما يُسّمى بالـ”يسار الصهيونيّ”، أضاف في مقاله إنّ لإسرائيل مصلحةً واضِحةً، منذ تأسيسها في العام 1948، في تأييد السيطرة على أراضٍ بالقوّة، وأشار إلى أنّ الرئيس الأمريكيّ جو بايدن، الذي يُعارِض وبقوّةٍ الاجتياح الروسيّ لأوكرانيا، يسمح، وجميع الرؤساء الأمريكيين السابِقين، بمَنْ فيعهم جيمي كارتر، لإسرائيل بمُواصلة بناء المُستوطنات في الضفّة الغربيّة المُحتلّة.
وشدّدّ المُحلِّل ألفر على أنّ ردّ الفعل الإسرائيليّ للحرب على الحرب في أوكرانيا هو عمليًا عاصفةً كاملةً ومُتكاملةً من النفاق والعمى الذاتيّ، وهذا الأمر، أكّد، ينسحِب على السياسيين من كلّ الطيف السياسيّ في الكيان، ويتجلّى النفاق أكثر وأكثر في التغطيّة الخاصّة التي تقوم بها وسائل الإعلام العبريّة لهذه الحرب، على حدّ تعبيره.
وتابع حديثه مُوجهًا إيّاه للإسرائيليين: أنظروا إلى بوتين، ترون أنفسكم، الإعلام العبريّ مدعومًا من المؤسسة الحاكِمة يُواصِل وبكثافةٍ عرض الرئيس الروسيّ على أنّه “مجنون” و”شرير”، وفي الوقت عينه، يقوم الإعلام الإسرائيليّ بوصف إسرائيل بالدولة التي تُحافِظ على القانون الدوليّ وبأنّها دولةً عقلانيّةً وأخلاقيّةً، ولكن تساءل المُحلِّل مُوجهًا حديثه لقادة الكيان وللمُستوطنين: لماذا تُصدَمون من بوتن، أنْ تُصدموا من الرئيس الروسيّ هو أنْ تُصدموا من إسرائيل، كفاكم نفاقًا، كما قال.
في سياقٍ ذي صلةٍ، قال سفير الكيان الأسبق في موسكو، يعقوف كيدمي، في حديثٍ أدلى به للقناة الـ12 بالتلفزيون العبريّ، قال إنّ لدولة الاحتلال لا يوجد أيّ تأثيرٍ أوْ وزنٍ على مجريات الأمور في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وعبّر عن استغرابه من إصدار وزير الخارجيّة بيانًا مؤيّدًا لأوكرانيا، وتساءل: مَنْ طلب من الحكومة الإسرائيليّة أنْ تتخّذ هذا الموقف، لا أحد، قال.
كيدمي أضاف في سياق حديثه أنّ المُهّمة الوحيدة التي يجِب على حكومة تل أبيب القيام بها تتمثّل في مُساعدة اليهود الذين يعيشون في أوكرانيا، ليس إلّا.
وعلق قادة الاحتلال الإسرائيلي على العملية العسكرية الكبيرة التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا، وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت: “هذه لحظات صعبة ومأساوية، وقلوبنا مع مواطني أوكرانيا، الذين وجدوا أنفسهم في وضع كهذا دون إثم اقترفوه”، وفق ما نقله موقع “i24” الإسرائيلي.
من جانبه، اعتبر رئيس الاحتلال إسحاق هرتسوغ، أنّ “هذه لحظة تاريخية معقدة جدًا، أشعر بحزن شديد بسبب مخاوف من وقوع مأساة إنسانية، والمساس بالمدنيين الأبرياء”.
بدوره، أدان وزير خارجية الاحتلال يائير لابيد، “الغزو الروسي”، ووصف الهجوم بأنه “انتهاك للنظام الدولي”. وأوضح أن “وزارة الخارجية الإسرائيلية على تواصل مستمر مع الدول المجاورة لأوكرانيا؛ بهدف استيعاب الإسرائيليين الفارين”، مضيفا: “إسرائيل مستعدة وجاهزة لتقديم مساعدات إنسانية إلى المواطنين في أوكرانيا”.