صالح الشرع في ”مذكرات جندي” هكذا ضاعت فلسطين
يعد الحديث عن شخصية صادق الشرع حديث عن أحد القادة العسكريين الذين كان لهم أثر بارز في الجيش
العربي الذي شارك في معارك فلسطين، فتجده قد تنقل في عدد من المواقع العسكرية، كان أصغر عسكري في
جيوش العالم يحمل رتبة لواء وعمره (35) عاماً، شغل منصب أول وزير للتموين في الدولة الأردنية في
حكومة السيد زيد الرفاعي عام 1974، وشارك في إبرام العديد من الاتفاقيات العسكرية بين الجيوش العربية.
أما عن نسب عائلة الشرع فقد ذكر السيد صالح الشرع في كتابه “مذكرات جندي” عام 1985 أن جد العشيرة
الأول سلامة انتقل مع شقيقين له من الطائف في الحجاز إلى مصر قبل حوالي (400) عام وأقاموا في محافظة
الشرقية واستوطن الشقيق عبد السلام في محافظة الشرقية لتتشكل من نسله عائلة تُعرف باسم عائلة “
الأزهري” ثم ارتحل سلامة مع ابن شقيقه الآخر محمد إلى مجدل عسقلان في جنوب فلسطين، واستوطنا فيها
وتشكلت من أعقابهما عائلتان إحداهما تُسمى عائلة التنيَّر (التنيَّرة) والأخرى تسمى عائلة الحلاّق ولكن سلامة لم
يطل به المقام في مجدل عقسلان فارتحل منها إلى قرية بديا في قضاء جمّاعين في منطقة نابلس ومن أعقابه
تشكلت العشيرة التي تعرف باسم عشيرة سلامة ثم صارت تعرف باسم عائلة الشرع عندما أصبح الشيخ محمد
صالح بن أحمد بن موسى بن سلامة بن موسى بن سلامة قاضياً للشرع بعد أن أتم دراسته في الأزهر الشريف
وأكمل دراسة الحقوق في عاصمة الدولة العثمانية الأستانة (استانبول) وعينته الدولة العثمانية قاضياً للشرع
في قضاء حوران الذي كان شمالي شرقي الأردن تابعاً له، واستقر الشيخ محمد صالح الشرع في قرية حوَّارة
القريبة من إربد ومن نسله تكوَّن فرع جديد من عشيرة سلامة، ولكن هذا الفرع عُرف باسم عشيرة الشرع
نسبة إلى عمل مؤسس الفرع الشيخ محمد صالح الشرع في مجال القضاء الشرعي.
ولد اللواء الركن صادق الشرع في بلدة حوارة عام 1923 لأسرة ريفية تعتمد كغيرها من سكان القرية على
الزراعة لتأمين احتياجاتهم من المواد الغذائية وقد قال في إحدى مذكراته: “جئت إلى هذا العالم في أعقاب الدمار
والحرب الضروس عام 1923 في قرية حوارة والتي أصبحت الآن متصلة مع مدينة إربد كان جدي المرحوم
الشيخ محمد صالح يعمل قاضياً شرعياً في درعا واختار أن يسكن في حوارة وفيها ولد أبي وأنا وكل الذي
اذكره في طفولتي مدرسة القرية المكونة من غرفتين فقط حيث لم تكن المدارس متوفرة في ذلك الوقت”، تلقى
صادق الشرع تعليمه الابتدائي في قرية حوارة ثم انتقل إلى مدرسة التجهيز في إربد وكان من أساتذته هناك
عمر الشلبي وسعد النمري ولطفي عثمان وحسن أبو غنيمة وغيرهم ، وزامله في الدراسة عز الدين التل
وصلاح أبو زيد ويوسف التل وقدري التل. بعد ذلك تابع دراسته في ثانوية السلط وقد تخرج منها عام 1939
حاصلاً على شهادة الدراسة الثانوية، وقد ترك أساتذته (حسني فريز وحسن البرقاوي وجميل العيناوي وصبحي
حجاب) أثراً كبيراً في تكوين شخصيته.
انتسب صادق الشرع للقوات المسلحة الأردنية برتبة مرشح عام 1942 وبعد انتهائه من التدريب العسكري
انتقل إلى فلسطين وخاض معارك القدس عام 1948 بوظيفة ركن عمليات حربية وبعد انتهاء الحرب سافر
صادق الشرع يرافقه على الحياري إلى بريطانيا ليدخلا دورة عسكرية متخصصة بكلية أركان حرب للجيش
العربي في (كامبرلي) وقد تخرجا منها عام 1950. وفي عام 1952 تم تعيينه برتبة عقيد وقائد حرس وطني
وأصبح مدير عمليات حربية في قيادة الجيش، وفي مطلع عام 1958 وبعد قيام الاتحاد العربي الهاشمي مع
العراق عُين نائباً للقائد العام للجيش الاتحادي الذي كان مقره بغداد ولكنه عاد إلى الأردن إثر قيام الحركة
الانقلابية التي قام بها الجيش العراقي بقيادة “عبد الكريم قاسم” في تموز/ يوليو عام 1958. وإعلان
الجمهورية العراقية.
هي العشرات من المؤلفات عن القضية الفلسطينية لكُتاب من شتى المشارب منهم العربي ومنهم الغربي، ومنهم
كتاب يهود وصهاينة مثل بني موريس، وتوم سيغيف ومنهم يهود محايدون موضوعيون مثل آفي شليم. كما
كتبتُ عن الموضوع كتاباً من 408 صفحات. لم تكن قراءاتي تلك ترفاً ولكنها كانت لمعرفة حقائق عشتها
وأثرَت على مجريات حياتي. ومنها كتاب ”مذكرات جندي” لصاحبه العميد صالح الشرع (رقم الايداع لدى
مديرية المكتبات والوثائق الاردنية 103/7/1985). وصاحبه عايش تلك الاحداث لحظة بلحظة وسجلها
بموضوعية ومنهجية تاريخية بحيث يمكن اعتبار هذا الكتاب مرجعاً متميزاً عن القضية الفلسطينية يجب أن
يكون في متناول كل فلسطيني وعربي ليعلم كيف ضاعت فلسطين. ولولا أن مقولة لورنس العرب “إن التاريخ
سلسلة من الاكاذيب تم تصديقها ” لوجب أن يُدَرس هذا الكتاب في مناهج التاريخ في ارجاء الوطن العربي.
لقد خدم الكاتب في الجيش العربي وتَرَفَعَ من رتبة جندي الى رتبة عميد في مراكز هامة اثناء الانتداب البريطاني
حين كانت قوات الجيش العربي في فلسطين تتبع مباشرةً الى الجيش التاسع البريطاني ويقوم افراده بأعمال
الحراسة لمستودعات الجيش البريطاني وكذلك للمنشآت العامة كميناء حيفا باعتباره مركز لنقل الاسلحة للاتحاد
السوفيتي عن طريق ايران اثناء الحرب العالمية الثانية.
ذات يوم وكنت في العاشرة من عمري مررت امام مبنى دار الاذاعة الفلسطينية في القدس في حي المصرارة.
كم كان اعتزازي أن ارى جندياً عربياً بشماغه الاحمر يقف على بوابة المبنى ويقوم بحراسته . مررت مراراً
لأرى ذلك المنظر الذي اعجبني . لكن حسرتي كانت كبيرة عندما علمت أن هذا الجيش العربي في فسلطين حرس
المنشآت العامة كميناء حيفا ومستودعات الذخيرة للجيش البريطاني والتي سلمها الانجليز بكاملها الى القوات
اليهودية حتى قبل انسحابها من فلسطين في 14/5/1948.
كان على الجيش العربي أن ينسحب في 14/5/1948 مع انسحاب القوات البريطانية باعتباره جزءاً منها، وكان
عليه ان يرجع بعد ذلك بيوم الى فلسطين. كان قائد الجيش كلوب باشا بريطانيا، وكذلك كان جميع قادته من
الانجليز المعارين من الجيش البريطاني، كانت ميزانيته واسلحته من بريطانيا وهي نفسها بريطانيا التي
اصدرتها.
عشية تصويت الأمم المتحدة على قرار التقسيم، رفعت استخبارات الهاغاناه، وهي ميليشيا اليهود في فلسطين
للوكالة اليهودية تقريرها التقييمي عن الميزان العسكري، جاء فيه القول بأنه في حالة اختار العرب الحرب فإن
الدول العربية أبعد ما تكون عن التوحد، وعرب فلسطين أبعد ما يكونون عن الاستعداد للحرب.. فقد كانوا
يفتقرون تماماً للموارد المالية اللازمة، ولا تتوفر فيهم القدرات القيادية والتنظيمية مقابل مصادر مالية مفتوحة
تحت إمرة يهود فلسطين. بالمقارنة فقد كان الصهاينة في فلسطين يملكون القدرة على الوصول إلى جيوب
أثرياء اليهود في جميع أنحاء العالم وفي مقدمتهم: يهود الولايات المتحدة.
كانت الدول العربية الخارجة تواً من الانتداب البريطاني والفرنسي ضعيفة عسكرياً واقتصادياً وحتى معنوياً،
ناهيك عن التمزق والتناحر السائد في العلاقات فيما بينها. وبالمقابل أقامت الوكالة اليهودية صناعات عسكرية
سرية في المستوطنات المنتشرة في مواقع عدة. وبينما كان حكم بالإعدام بانتظار أي عربي قد يملك مسدساً،
كانت صناعة السلاح تحت إدارة الهاغاناه قد أنتجت خلال الفترة ما بين (1 أكتوبر 1947 و31 مايو 1948) ما
مجموعه: 15468 بندقية رشاشة نوع ستين، و200 ألف قنبلة يدوية، 125 مدفع مورتر عيار 1 إنش مع
130 ألف قذيفة، وحوالي 40 مليون رصاصة لاستخدام الرشاش ستين.
كانت الهاغاناه جيشًا نظاميًا بمعنى الكلمة: له رئاسة أركان وأفرع متخصصة بما فيها الاستخبارات، والقوة
البشرية، واللوازم والوحدات الطبية بل وحتى سلاح الجو الذي حمل في البداية اسم: الخدمات الجوية. في
المقابل كان الفلسطينيون يفتقرون لكل شيء: القيادة والموارد والتنظيم والسلاح. الواقع أن هذا الحال كان
ينطبق في معظمه على الجيوش العربية المشكّلة حديثاً. لم تجد الهاغاناه صعوبة في التحول السريع من قوة
شبيهة بالميليشيا إلى جيش نظامي، وبحلول مايو 1948 كانت الهاغاناه قد نشرت 12 فرقة منها ثلاث مشاة
واثنتان مدرعة. في غضون ذلك كانت الصورة على الجانب العربي تدعو إلى الرثاء.
من جانبهم كان البريطانيون والفرنسيون الذين أسسوا الجيوش العربية من البداية، يدركون جيداً بأن هذه
الجيوش لم تبن على أساس خوض الحروب، وبأنها مهيأة للقيام بمهمة أخرى وهي حفظ الأمن الداخلي وحماية
الأنظمة غير الشعبية التي نصبتها سلطات الانتداب قبل رحيلها عن المنطقة، وحتى هذه اللحظة ما تزال حماية
الأنظمة تشكل المهمة الرئيسية لهذه الجيوش والتي لم تربح في تاريخها حرباً واحدة.
يلخص جمال عبد الناصر، الذي شارك في القتال في فلسطين، استعدادات ونوايا الجيش المصري، لاحقاً بالقول:
”لم يكن هناك حشد فعلي للقوات ولا تكديس للذخيرة أو المعدات العسكرية.. لم يكن هناك استطلاعات أو نشاط
استخباراتي ولا حتى خطط عسكرية ..( كان يراد منها أن تكون حرباً سياسية ليس إلا).. كان المطلوب تحقيق
تقدم بدون انتصار وتراجع بدون هزيمة”.
حتى قبل أيام فقط من الانسحاب النهائي للقوات البريطانية من فلسطين، كانت أبرز معالم الوضع العسكري هناك
قبل يومين فقط من الموعد المحدد لدخول الجيوش العربية فلسطين، تم إعفاء القائد العام للقوات العربية
النظامية منها وغير النظامية، وتعيين اللواء نور الدين محمود. وفي اللحظة الأخيرة، وبتاريخ 14 مايو 1948
قرر الرئيس اللبناني بشارة الخوري ورئيس أركان الجيش فؤاد شهاب البقاء بعيداً عن الحرب. وقتها كان لبنان
المستقل حديثاً يملك جيشاً متواضعاً يضم 3500 عنصر فقط.
لم تحقق سوريا الاستقلال سوى عام 1946، أي في وقت متأخر لإعداد جيش قادر على المشاركة الفاعلة في
حرب فلسطين بعدها بعامين. أن الافتقار للأسلحة والذخيرة جعل الجيش السوري الحديث يقتصر على فرقة
واحدة بقيادة العقيد عبد الوهاب حكيم. وحتى هذه الفرقة لم تكن مهيأة لخوض أي حرب. لقد قرر الجيش العربي
(الأردني) الذي كان يعتبر وقتها أفضل جيوش العالم العربي، ولاعتبارات عدة، تغيير هدفه من الحرب ليصبح
الاستيلاء- إنقاذ الجزء المخصص للعرب من فلسطين، طبقاً لقرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة.
كان الملك عبد الله واعياً للقوة اليهودية في فلسطين وفي الساحة الدولية. ولم يكن يخفى عليه مدى محدودية
جيشه الصغير، وتوفير الذخيرة ومصدرها البريطانيون. يضاف لذلك حقيقة أن قائد الجيش، غلووب باشا وكذلك
كبار ضباطه كانوا جميعاً من البريطانيين. وبالتالي فقد قرر حصر هدفه بإنقاذ والحفاظ على الجزء المخصص
للعرب الفلسطينيين في قرار التقسيم. غير أن القرار المذكور ارتبط وإلى حد كبير بالاتفاق الذي توصل إليه مع
غولدا ميرسون بعد مفاوضات سرية جرت بينهما بتاريخ 17 نوفمبر 1947 انتهت بموافقة الملك على التقسيم
مقابل عدم اعتراض الدولة اليهودية على ضم الملك للجزء العربي من فلسطين، كما ورد في خريطة قرار الأمم
المتحدة بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود.
جاء حجم القوات العربية مجتمعة عند بدأ الحرب في 15 مايو 1948 لم يكن يتجاوز 20 ألف جندي يتوزعون
على: (5500 مصري، و4500-6500 جندي في الجيش العربي، و2750 سورياً، و2700 عراقي، بالإضافة
إلى ألف متطوع من الإخوان المسلمين ، و3000 متطوع من جيش التحرير العربي). كانت القوات العربية تفتقر
إلى سائر مقومات الدخول في حرب: القيادة الموحدة والذخيرة والمعدات المناسبة، بل إن معظم ما كان لديها من
معدات لم تكن تعمل.
استطاعت الدولة اليهودية الجديدة وضع ما لا يقل عن 13% من سكانها تحت السلاح. ففي يوليو 1947 كان
اليهود قد حشدوا 65 ألف جندي، وارتفع الرقم إلى 88 ألف في أكتوبر ليصل إلى 108 آلاف جندي في يناير
1948. ومع الإعلان عن تحول الهاغاناه إلى جيش نظامي، أصبح الجيش الذي يحمل اسم: قوات الدفاع
الإسرائيلية، يملك 120 ألف جندي نظامي.
ربما كان الجيش العربي القوة الوحيدة التي أثارت القلق لدى القيادة اليهودية التي اعتبرتها على قدر عال من
الكفاءة والمهنية. عدا عن قيادته البريطانية كان افراده وضباطه الاردنيون العرب على قدر كبير من الوطنية
والحماس. يقتبس المؤرخ اليهودي بني موريس الضابط الشاب في الجيش العربي معن أبو نوار، المعنويات
العالية التي كان يتمتع بها منتسبو القوة الأردنية، بسبب الشعبية الكبيرة التي كانت تحظى بها في الشارع
الأردني، خاصة وهي تزحف على فلسطين بالقول: ”كانت المشاعر ملتهبة.. أتذكر أن والدي ووالدتي كانا بين
الجموع التي احتشدت في وداعنا في عمان. فمع مروري في العربة العسكرية سمعت أمي وهي تصيح بأعلى
صوتها: الله معكم يا ولدي.. لا تعودوا.. الشهادة يا ولدي”.
كان الجيش بقيادة 50-70 ضابطاً معظم الكبار منهم بريطانيون، وعلى رأسهم القائد غلوب باشا ونائبه نورمان
لاش، وكانت القوة مدرعة في معظمها وتدعمها وحدات خدمة فعالة. غير أنه كان من بينهم بعض الأردنيين
ممن قاموا بواجبهم بشجاعة ومهنية عالية وشاركت المدفعية في المواجهة بقوة وفعالية. وبالرغم من الظروف
الصعبة فإن الهزائم الأولية التي أحاقت بالقوات اليهودية جاءت في معظمها على يد الجيش العربي، وخاصة في
القدس واللطرون وباب الواد وكفار عصيون. إلا أنه سرعان ما أصبح الجيش يعاني من نقص الذخيرة، وبخاصة
قذائف المدفعية والمورتر بسبب الحظر البريطاني بوجه خاص. وفي 30 مايو وجدت الكتيبة الرابعة التي كانت
تقاتل في اللطرون نفسها بدون ذخيرة بعد أن نفذت قذائف مدفعيتها. كانت قذائف المدفعية تأتي بالقطارة من
معسكرات الانجليز في السويس.
هنا يبقى كتاب “مذكرات جندي” لكاتبه العميد صالح الشرع، من الكتب التاريخية الهامة التي توثق أحداث حرب
فلسطين من شاهد عيان. لبعض ما جاء في ذلك الكتاب معلومات هامة عن بطولات وانتصارات افراد الجيش
العربي رغم انف الضباط الانجليز. تقدم الملازم غازي حربي في 25/5/1948 مع كتبيته الثالثة في القدس حتى
وصل الى بناية باركليز. طلب القائد الانجليزي غولدي الرجوع فرفض فأعلمه بأنه سيقصف في المدفعية إن لم
يرجع. امتثل إلى الأمر وقتل في عملية الانسحاب 19 شهيداً بالإضافة إلى الجرحى. أما نائب السرية فياض
دحيلان من عشيرة الحويطات فقد ترك الجيش مع ثمانية من الجنود وانضموا إلى المجاهدين.
أكبر هزيمة مُني بها اليهود كانت معركة باب الواد بقيادة المقدم حابس المجالي ومعركة احتلال حارة اليهود في
القدس بقيادة المقدم عبد الله التل. في 26/5/1948 قام المقدم محمد المعايطة بقذف كافة الاحياء اليهودية في
القدس بمدفعيته وما كان من القيادة الانجليزية سوى أن احتجزته وذهبت به الى عمان مخفوراً وتم استبداله
بالإنجليزي بولاك والذي قام بإطلاق 108 قذيفة من مدافعه على ملعب كرة قدم في حي البقعة في القدس.
والأدهى بالأمر أنه واثناء المعركة طلبت بريطاينا من شرق الاردن سحب كافة الضباط الانجليز من أرض
المعركة إلى شرق الأردن بحجة أن اتفاقية الدفاع المشترك لا تشمل فلسطين. وتمّ تعيين مدير الادارة واللوزام
قائداً للواء وصار المدير المالي مدير عمليات واستلم ضباط الادارة والصيانة والمشاغل كضباط اركان.
المقدم عبد الكريم قاسم من الجيش العراقي (رئيس جمهورية العراق لاحقاً) احتل موقع راس العين من اليهود
ومزرعة مجاورة ورفض الانسحاب منهما بالرغم من طلب قائد قواته الزعيم نجيب الربيعي قائلاً: ”أنا لا انسحب
إلا إلى بغداد” وفعلاً هذا ما حصل. تم تسليم 17 عشر بلدة وقرية مع ارضيها البالغة 282 الف دونم في
المثلث الخصيب دونما حرب نتيجة اتفاقية رودس. قرر الجيش العراقي الانسحاب وتسليم الجيش الاردني مكانه.
كان قائد الكتيبة العراقية المقدم عبد الكريم قاسم في بلدة كفر قاسم. سأل قاسم الضابط الأردني إن كانت هذه
البلدة داخلة في الحيز اليهودي بموجب اتفاقية رودس. فأجابه بالإيجاب. عندها طلب عبد الكريم قاسم من جنوده
فتح قبور واخراج جثث 22 شهيداً سقطوا اثناء حرب رأس العين وفي حوادث متفرقة وقال: ”أنا اسلمكم
المواقع ولكنني لا اترك جنودي الأموات لتدنس مقابرهم اقدام اليهود“. كان امام قيادة كتيبة قاسم تمثال اقامته
الكتيبة يسمونه تمثال النصر أمر بهدمه وتمّ ذلك ايضاً.
http://azasaliba.xyz/read?id=_9NtAAAAMAAJ&format=pdf&server=1اقرأ ايضا
عبد الله التل PDF Download
http://azasaliba.xyz/read?id=UfRtAAAAMAAJ&format=pdf&server=1