منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  حرب أكتوبر 1973 القصة الحقيقية التي لا يريدونك ان تعلمها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حرب أكتوبر 1973 القصة الحقيقية التي لا يريدونك ان تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: حرب أكتوبر 1973 القصة الحقيقية التي لا يريدونك ان تعلمها    حرب أكتوبر 1973 القصة الحقيقية التي لا يريدونك ان تعلمها Emptyالسبت 02 أبريل 2022, 11:56 am

حرب أكتوبر 1973 القصة الحقيقية التي لا يريدونك ان تعلمها


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حرب أكتوبر 1973 القصة الحقيقية التي لا يريدونك ان تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: حرب أكتوبر 1973 القصة الحقيقية التي لا يريدونك ان تعلمها    حرب أكتوبر 1973 القصة الحقيقية التي لا يريدونك ان تعلمها Emptyالجمعة 07 أكتوبر 2022, 10:34 am

حرب أكتوبر.. يومَ اتحد العرب ضد إسرائيل



 حرب أكتوبر 1973 القصة الحقيقية التي لا يريدونك ان تعلمها %D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%A9-%D8%A7%D9%83%D8%AA%D9%88%D8%A8%D8%B1
 
خاص-الوثائقية
تحوّلت "الثلاثية" التي أنتجتها "الجزيرة الوثائقية" عما يعرف بـ"حرب أكتوبر" التي جرت بين تحالف من الدول العربية وإسرائيل، إلى أهم المراجع السمعية البصرية عن تلك المواجهة التي استمرت أكثر من أسبوعين، وانتهت بتحقيق العرب أول "نصر" في مواجهتهم الطويلة مع إسرائيل، وإن كان الكثيرون يعتقدون أن بعض الأطراف العربية لم تدخل تلك الحرب بغاية تحقيق النصر الشامل، بقدر ما دخلتها لتبرير إبرام سلام.

فإلى جانب فيلم وثائقي أنتجته الـ"بي بي سي" باللغة الإنجليزية[1]، تعتبر الأفلام الثلاثة التي أنتجتها "الجزيرة الوثائقية" في ذكرى مرور 40 عاما على "حرب أكتوبر" (أنتج في عام 2013)، أغنى المراجع التوثيقية لكونها اعتمدت على قيادات ووجوه عسكرية ممن شاركوا في تلك المعركة، سواء من مصر أو سوريا أو فلسطين أو حتى إسرائيل، مع استغلال مشاهد أرشيفية حية لتلك الحرب ومعلومات وردت في التقارير السرية لأجهزة الاستخبارات.
هجوم مباغت
ينقل الجزء الأول من الثلاثية الوثائقية كيف أن المخابرات الإسرائيلية أخطأت التقدير في الأيام الأخيرة قبل الهجوم العربي المباغت من جبهتي "سيناء" و"الجولان"، حيث ظلّت تعتبر التحركات العربية مجرد تمرينات روتينية، وأن هجوما حقيقيا لن يتم.
لم تستفد الاستخبارات الإسرائيلية من كون صهر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والسكرتير الخاص لخليفته أنور السادات، الشهير أشرف مروان، قد نَقل إليها عشية حلول موعد ساعة الصفر خبر اعتزام القوات العربية الإقدام على الهجوم في الساعة السادسة من مساء اليوم التالي[2].
يختلف المؤرخون لتلك المرحلة في اعتبار ما قام به أشرف مروان خيانة حقيقية لمصر أم تضليلا لإسرائيل، على اعتبار أن الهجوم العربي انطلق في الثانية ظهرا من يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973، وليس السادسة مساء. لكن وقْع المفاجأة لم يسمح لوزير الدفاع الإسرائيلي "موشيه ديّان"، باتخاذ الإجراءات اللازمة لصد الهجوم، في يوم يعتبر أكثر الأعياد الدينية اليهودية تقديسا، أي "يوم الغفران".

 
تمثلت الخطة في الجانب المصري بتنفيذ ما ظل الجنود يتدربون عليه طيلة ست سنوات سابقة، أي اقتحام خمس فرق مختلفة باقتحام قناة السويس، وهو ما ساهم في نجاحه دور أشرف مروان، الرجل الذي يقدّمه الجزء الأول من شريط "الجزيرة الوثائقية" كعميل مشترك خدم بالأساس المصلحة المصرية. فبإخباره الإسرائيليين أن المعركة ستبدأ في الساعة السادسة، لم يبرمجوا تحريك دباباتهم إلا عصرا، بينما انطلق الهجوم في الحقيقة ظهرا[3].
اتفاق مبكّر
توالت الأعمال التوثيقية لـ"حرب أكتوبر" في السنوات الأخيرة، وتوالى معها ظهور بعض الأسرار والكواليس التي ظلت طي الكتمان، لكن أهم ما تحتفظ به الذاكرة العربية عن تلك المواجهة، هو أن العرب بدوا يومها وقد اصطفوا وراء غاية واحدة، هي استعادة "الشرف" الذي أهدرته حرب 1967 وهزيمتها القاسية.
فقبل ثمانية أشهر من إطلاق الهجوم، اتفق السادات والأسد على خطة مشتركة، وذلك من خلال إعلان الحرب على إسرائيل من جبهتين مختلفتين في اللحظة نفسها. فقد كان حلم الأسد هو الثأر لهزيمة 1967 التي وقعت بينما كان هو وزيرا للدفاع في سوريا، وخسرت بلاده هضبة الجولان، مما جعله يعتبر استعادة هذه الأرض مسألة شخصية، متصورا المهمة على أنها حرب تحرير.
في المقابل، كان للرئيس المصري أنور السادات تصوّر آخر، يجعل المعركة بالنسبة إليه بمثابة "حرب تحريك فقط بهدف لفت انتباه القوى الدولية إلى المنطقة، وإحياء عملية السلام بين مصر وإسرائيل[4].
وإذا كان البلدان اللذان فتحا جبهة حربهما على إسرائيل هما مصر وإسرائيل، فإن خلفهما وقفت مجموعة من الدول العربية في تكتّل لا مثيل له سواء قبل أو بعد 1973.

 
فعكس حرب 1967، بدا العرب في بداية السبعينيات أكثر عزما على استرداد الأرض التي فُقدت في الهزيمة السابقة، وشرعوا قبل شهور من اندلاع المواجهة في حشد جيوشهم وتعزيز صفوف الجيشين العربيين المعنيين بشكل مباشر بالحرب، أي الجيش السوري والجيش المصري.
تباين حجم مشاركة كل من الدول العربية، لكنّ الأكيد هو أن كتائب كبيرة جاءت من العراق والمغرب والسودان والجزائر، وبعض المصادر الإسرائيلية أكدت مواجهة قوات سعودية وكويتية في الجبهة السورية، وإن كان الدور الخليجي سيبرز أكثر في استعمال سلاح النفط ضد القوى الغربية الداعمة لإسرائيل.
"التجريدة" المغربية
من أهم ما ميّز حرب أكتوبر 1973، هو تلك المشاركة العسكرية المباشرة التي فاجأ بها الملك المغربي الراحل الحسن الثاني الرئيس السوري حينها حافظ الأسد، حيث بعث إليه مئات الجنود لتعزيز الجبهة السورية في الجولان، وهو الملك الذي تصرّ بعض الأصوات -خاصة منها الإسرائيلية- على ادعاء لعبه دورا سلبيا، بل وخدمة المصالح الإسرائيلية، في حرب 1967 التي آلت إلى الهزيمة العربية.
يقول المؤرخ المغربي الراحل زكي مبارك في تصريح تضمنه الجزء الثاني من فيلم "الجزيرة الوثائقية" عن حرب أكتوبر 1973: "تحمّس الشعب المغربي كثيرا لهذه الحرب، وأحسن دليل على ذلك الحملة التي نظمت في كل المدن المغربية للتبرع بالدم، وكانت حملة قوية جدا"[5].
المثير في الموقف المغربي أن الملك الحسن الثاني اتخذ قرار إرسال قواته إلى الجولان في 22 يناير/كانون الثاني 1973، أي قبل عشرة أشهر من انطلاق الحرب. وجاء ذلك القرار بعد زيارة قام بها وزير الخارجية السوري آنذاك عبد الحليم خدام للمغرب في إطار جولة بالمنطقة المغاربية طلبا للدعم في مواجهة كانت تبدو حتمية مع الجيش الإسرائيلي.
يقول الحسن الثاني في إحدى خطبه الموجهة إلى الشعب "خلال إحدى الليالي في أواخر 1972، جاء عندي صديقي عبد الحليم خدام إلى المكتب، وكانت سوريا في حالة سيئة من الناحية الاقتصادية، وكان يطلب المعونة آنذاك من الدول العربية"، وأضاف أنه قال لخدام: أرجوك لا تطلب مني شيئا فليس لدي ما أعطيك إياه، لكن إذا أردت الرجال فهم عندي.
 
وهو موقف فاجأ حافظ الأسد كثيرا، لما كان يطبع علاقته بالحسن الثاني من جفاء، ليكون الجنود المغاربة أولى طلائع القوات العربية التي عززت جبهة الجولان[6].
ورغم أن المغاربة يذكرون بكثير من الفخر سقوط المئات من جنودهم شهداء في هضبة الجولان، فإن كثيرا من المصادر تحمّل الرئيس السوري حافظ الأسد قسطا من المسؤولية، باعتباره ترك الجنود المغاربة دون غطاء جوي بعد صمودهم في موقع "جبل الشيخ" الإستراتيجي، ولولا تدخل الطيران العراقي لِطرد المقاتلات الإسرائيلية، لربما كانت "التجريدة المغربية" أبيدت بالكامل[7].

 
ولم تقتصر المشاركة المغربية على الجبهة السورية، بل التحقت وحدات عسكرية بجبهة سيناء المصرية أيضا، حيث سبقت زيارة عبد الحليم خدام زيارة أخرى قام بها رئيس أركان الجيش المصري حينها الفريق سعد الشاذلي. فقد حل الشاذلي في ضيافة الحسن الثاني في بدايات العام 1972، حيث طلب الدعم المغربي للحرب التي كانت تتحضّر لها مصر، فكان جواب الحسن الثاني "القوات المغربية رهن إشارتكم"، فطلبت مصر بعد اطلاعها على ما يتوفر عليه المغرب الاستعانة بفرقة مدرعات وقوات برية[8].
كانت سيناء تمثل مجالا جغرافيا معتادا لدى الجنود المغاربة المرابطين في الصحراء المغربية لمواجهة قوات جبهة "بوليساريو" الانفصالية. كل ما كان ينقص الجنود المغاربة هو ارتداء لباس عسكري شبيه بالبدلة المصرية، والتدرّب على استعمال السلاح السوفياتي لكونهم اعتادوا على استخدام السلاح الأمريكي.
بل إن القوات المسلحة الملكية أطلقت نداء إلى الشعب المغربي، بقصد جمع متطوعين من المجنّدين الراغبين في المشاركة في الحرب إلى جانب مصر، وتلقي التبرعات المالية لتمويل العملية، وتخصيص صدقات الزكاة لعائلات الشهداء. وكانت القوات المغربية إلى جانب الجنود المصريين الذين اقتحموا "خط بارليف" الدفاعي الإسرائيلي، ورفعوا العلم المغربي إلى جانب نظيره المصري في قلب سيناء[9].
وبعد مكوثهم سبعة أشهر في جبهات المواجهة مع الجيش الإسرائيلي، غادر الجنود المغاربة القاهرة يوم 30 أبريل/نيسان 1974، ونظّمت لهم مصر حفل استعراض عسكري ووشّحت قائدهم بوسام "نجم الجمهورية". بينما كان على الجنود المغاربة المرابطين في الجولان السوري البقاء هناك إلى غاية يوليو/تموز 1974، حيث منحهم الرئيس السوري لقب "بطل الجمهورية العربية السورية" لكل من قائدهم وأحد ضباطهم السامين الذين استشهدوا، بينما خاطبهم الملك الحسن الثاني خلال حفل استقبالهم بالمغرب قائلا: إنكم ولله الحمد أعليتم رايتنا وأعليتم شأننا وكلمتنا وأرجعتم للشجاعة المغربية وللبسالة المغربية ما كان معروفا عنها[10].
الجزائر والمغرب.. جنبا إلى جنب
في الضفة الأخرى من الحدود المغربية الجزائرية، كان الموقف مماثلا هذه المرة رغم الخصومة الكبيرة بين البلدين المغاربيين، والتي تجعلهما على طرفي نقيض في بعض القضايا الدولية والإقليمية، لدرجة خصّص معها الباحث الفرنسي "لوران توسار" مقالا نشره في الذكرى الـ40 لحرب أكتوبر في مجلة "جون أفريك" الفرنسية، تحدّث فيه عن اللحظة الاستثنائية التي حارب فيها المغاربة والجزائريون جنبا إلى جانب عوض أن يحاربا بعضهما البعض[11].
فخلال جولته المغاربية، التقى الفريق سعد الشاذلي الرئيس الجزائري هواري بومدين، وطلب منه وعدا بتوفير السند العسكري لمصر عند انطلاق الحرب مع إسرائيل، فكان الجواب أن جنودا جزائريين سيُرسلون إلى مصر فور الحاجة إليهم، مع شرط واحد، إخبار الجزائر بموعد انطلاق المعركة قبل ثلاثة أشهر[12].



 
يقول المؤرخ الجزائري مصطفى نويصر في الفيلم الوثائقي الذي أنتجته الجزيرة الوثائقية "قام الرئيس هواري بومدين بتقديم شيك على بياض للاتحاد السوفياتي، وقال لهم: يمكنكم استخلاص كلفة ما تحتاجه الحرب على أساس 100 مليون دولار لصالح مصر و100 مليون دولار لسوريا"[13].
وفي كتاب مذكراته يقول الفريق سعد الشاذلي إن الإنسان "الجزائري كان يعيش نشوة الانتصار على المستعمر، لأجل ذلك كان الأكثر حماسةً بين الجيوش العربية".
وعندما جاءت لحظة الحسم، جمع بومدين جنوده المبعوثين إلى الجبهة وقال لهم: إنكم تذهبون إلى أشرف معركة، معركة الدفاع عن الأرض والعرض والحق وعن مصر وفلسطين، هذه المعركة من أشرف المعارك، لن نبكي على من يموت فيها، لكننا سنزفه شهيدا وتزغرد عليه الأمهات[14].
قطعت القوات الجزائرية مسافة طويلة من الجزائر مروراً بالأراضي الليبية، ويروي أحد الضابط الجزائريين تلك الرحلة قائلا: كنتُ عريفاً أول في الجيش بالعصامة، تم تجميعنا ونقلنا إلى منطقة التلاغمة شرقي الجزائر.. وخرجنا صبيحة يوم العيد إلى ليبيا، وكانت التغطية الجوية ترافقنا عبر الطريق، وفي ليبيا قمنا بدهن أضواء العربات بالأزرق كي نتجنب قصف القوات الإسرائيلية التي كانت تراقب أية تحركات عسكرية في محيط مصر، واستمرت الرحلة 12 يوما، وحين وصلنا أخذنا مواقعنا وشرعنا في مهامنا[15].
ويتذكّر أحد الطيارين الجزائريين تلك المشاركة، ويقول إنه وزملاءه التحقوا بالمعركة في يومها الرابع، "وفور وصولنا تم دهن طائراتنا بلون الطائرات المصرية، وتلقينا شروحات عن الوضع العسكري الميداني، وكانت مهمتنا التوغل في خط برليف لقصف معدات عسكرية وقواعد صاروخية للعدو كانت تنطلق منها الصواريخ ضدنا".
من المغرب إلى العراق.. جبهة واحدة
لم يمنع التباين في التصوّر الخاص بالحرب بين الرئيسين السادات والأسد من حدوث تضامن ميداني بين الجبهتين، فقد أفلح السادات -بعد ضغوط كبيرة على قادة أركان جيشه- في دفع ما تبقى من مدرعات الجيش المصري بعبور قناة السويس لزيادة الضغط على الإسرائيليين، وبالتالي تخفيف العبء على الجيش السوري الذي تكبد خسائر كبيرة في الأيام الأولى للحرب.
وبمجرّد شروع الجيش المصري في تنفيذ أمر السادات، كانت القوات العراقية تصل إلى الجبهة السورية مساندة جيش حافظ الأسد، مما أعاد التوازن إلى الجبهة، وحمَل الإسرائيليين على وقف زحفهم نحو العاصمة دمشق[16].
تحرّكت الفرقة المدرعة الثالثة من قواعدها قرب بغداد باتجاه الجولان، وقطعت مسافة تفوق ألف كيلومتر في زمن قياسي. يقول رعد الحمداني من قادة الفرقة الثالثة المدرعة العراقية: عندما وصلنا مساء إلى منطقة تسمى الكواطة، كان هناك أشخاص مدنيون مكلفون بالحراسة، والعبارات التي واجهونا بها في تلك الليلة (11 أكتوبر) أصابتنا بصدمة قوية، قالوا لنا: أنتم العراقيون؟ الله يعطيكم العافية، إلحقوا شرفنا.. "فكانت هذه أول صدمة تلقيناها لأننا كنا نعتقد أن الموضوع كله تقدم وانتصارات"[17].
التحقتْ بسلاح الجو السوري خمسة أسراب عراقية بقوة ستين طائرة لتعويض خسائر السوريين، وشكّل ذلك حافزا وضغطا معنويا على الطيارين السوريين لطرد التردد عنهم وخوض القتال بكل إقدام مع مجيء زملائهم العراقيين للمشاركة في الحرب.

 
يتذكّر اللواء الطيار الركن متقاعد، علوان حسون علوان العبوسي مشاركته في تلك الحرب قائلا، إنه رفقة زملائه الضباط الشباب كانوا يتساءلون: لماذا أُرسلت أسراب  طائرات الهنتر السادس والتاسع والعشرين إلى مصر في أبريل/نيسان 1973؟ وكان الجواب الذي تلقاه هؤلاء الضباط هو أن ذلك تم لأغراض التعاون مع القوات الجوية المصرية، "وكنا نفرح لذلك ونتوسط من أجل شمول أسراب قوتنا الجوية الأخرى"[18].
لم يعرف الضباط العراقيون السبب الحقيقي لانتقال بعضهم إلى القواعد المصرية، إلا يوم 6 أكتوبر/تشرين الأول، حين سمعوا عبر أجهزة الراديو هجوم 200 طائرة مقاتلة من نوع "هنتر" وإلى جانبها 24 مقاتلة عراقية من الطراز نفسه؛ على مواقع الجيش الإسرائيلي شرق قناة السويس، وذلك بشكل متزامن مع هجوم أسراب بأعداد مشابهة من المقاتلات السورية على المواقع الإسرائيلية في الجولان المحتل[19].
في مساء اليوم نفسه اجتمعت القيادة السياسية والعسكرية العراقية برئاسة رئيس الجمهورية أحمد حسن البكر، وبعد التشاور مع القيادة السورية أصدرت قرار المشاركة في الحرب. وسبق ذلك ترتيب سريع للجبهة الشرقية للعراق عبر إعادة العلاقات مع إيران وإبرام معاهدة عدم اعتداء ليتسنى سحب القطعات الموجودة على الحدود الإيرانية.. إضافة إلى تأميم حصة هولندا النفطية، وتقليل حصص دول العدوان، وكذلك فعلت الدول العربية النفطية الأخرى[20].
بلغ إجمالي خسائر الطيران الحربي العراقي في سوريا وحدها 15 طيارا وأسيران و15 طائرة "سوخوي7" وطائرتان "ميغ17" و5 طائرات "ميغ21".. فيما تمكنت المقاتلات العراقية من القيام بنحو 200 طلعة بطائرات الهجوم الأرضي، وحوالي ضعف هذا العدد بالنسبة للطائرات المتصدية.
الأردن تلتحق بعد تردد
غير بعيد عن الجبهة السورية، كانت عمّان تراقب وصول القوات العراقية، وكان الجيش الأردني يتحرّق شوقا للمشاركة في الحرب. يقول عدنان أبو عودة، المستشار الخاص السابق للملك حسين: هذه الحقيقة أحرجت الملك الراحل حسين، لأن هناك دولتين عربيتين احتُلت أراضيهما في حرب 1967 تخوضان الحرب، بينما الأردن أيضا احتُلت أراضيها في تلك الحرب. هما تحاربان وأنت لا تحارب، وقد أحسست في أحد اجتماعاته بالقيادة العسكرية أنهم يضغطون عليه لدخول الحرب"[21].
لم يحلّ منتصف أكتوبر إلا وقد تحرّكت القوات الأردنية نحو الجبهة السورية وشاركت في المعارك. لكن الأردنيين والعراقيين لم يكونوا أول الواصلين، فقبل خمسة أشهر من بدء الحرب أرسل الملك المغربي الحسن الثاني لواءً لدعم الجبهة السورية بات يعرف باسم "التجريدة".

 
تولى المغاربة في تلك الحرب مهمة حراسة السفوح الشرقية لمرصد جبل الشيخ، حسب محمد لومة أحد قادة اللواء المغربي الذي قاتل في الجولان. يقول أفيغدور الكحلاني قائد الكتيبة 77 دبابات إسرائيلية: على الجبهة السورية واجهنا أولا لواء مغربيا، وبعد ذلك جاء العراقيون وقاتلناهم، ثم جاء الأردنيون، وبعدهم وصل السعوديون. لقد وجدنا هناك أربعة جيوش، وكان علينا أن نقاتلهم.
ومع احتدام المعارك، توالى وصول قوات عسكرية من دول عربية أخرى، وعلى مدى أربعة أيام تكبّد الإسرائيليون خسائر فادحة، لكنهم حققوا مكاسب ميدانية بتقدمهم إلى مسافة 35 كيلومترا من دمشق، مما منحهم موقعا تفاوضيا قويا.
وبعد هذا النجاح الواضح في الجبهة الشرقية، التفت الإسرائيليون غربا نحو الجبهة المصرية وفي أيديهم خطة جاهزة لعبور قناة السويس تحمل اسم "قلب الشجعان"، والتي مكنتهم من اختراق الصفوف الخلفية للجيش المصري مما أحدث نوعا من التوازن في هذه الجبهة لتصبح الحرب كرا وفرا، وتدخل الآلة الدبلوماسية على خط المواجهة.
في أواخر أكتوبر، أخذت الحرب بعدا دوليا جديدا حين ظهر مفعول قرار الدول العربية المنتجة للبترول باستخدام أسعار النفط وسيلة للضغط على الدول الغربية الداعمة لإسرائيل، فقد كانت هذه الدول قد رفعت الأسعار منذ منتصف أكتوبر بنحو 20%، مما كان له تأثير كبير داخل إسرائيل نفسها، واندفع الناس يعبئون خزانات وقودهم.
الرعب في إسرائيل
تحدثت مَحاضر حرب أكتوبر/تشرين الأول الأرشيفية المنشورة تباعا في إسرائيل ضجة واسعة في الرأي العام وتبدد أساطير إسرائيلية.
ففي الذكرى الـ37 لهذه الحرب، أي في أكتوبر/تشرين الأول 2010، كشف أرشيف الدولة الرسمي في إسرائيل عن ثماني وثائق اعتبرت سرية للغاية، يستدل منها بوضوح على حالة الذعر والبلبلة التي عصفت بإسرائيل عقب شن مصر وسوريا الهجوم على إسرائيل في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1973[22].

 
وتكشف الوثائق حالة شبه الانهيار التي لازمت حينها وزير الدفاع موشيه ديان الذي نقل للحكومة تقارير عن تحسن قدرة العرب على القتال، وعن تفوقهم الكمي إلى حد تهديد إسرائيل بالفناء. ووفق أحد المحاضر يقول ديان إن "الحرب تدور على أرض إسرائيل برمتها، فقدنا السيطرة على خط القنال، والأردن سينضم للحرب"[23].
وتشير تلك المحاضر إلى أن رئيسة وزراء إسرائيل وقتها غولدا مائير خططت لزيارة خاطفة وسرية لواشنطن طالبة النجدة لإنقاذ إسرائيل، كما تداولت مع زملائها إمكانية فتح الترسانة النووية واستهداف دمشق.
لكن الظروف التي جرت فيها تلك الحرب، والتي باتت المواجهة الوحيدة التي رجَحت فيها كفة العرب على إسرائيل، جرى التحضير لها قبل ستة أعوام من 1973، أي منذ هزيمة 1967، حيث باتت كل من مصر وسوريا على يقين بأن خيارهما الوحيد هو شن حرب مشتركة ضد إسرائيل لاستعادة ما ضاع منهما من أراض شاسعة[24].
كما تكشف المحاضر عن دعوة ديان الجيش لترك الجرحى ينزفون في ساحة الحرب وعدم إنقاذهم إذا كانت المهمة خطيرة، حفاظا على القوات من النيران المصرية والسورية التي سجلت انتصارات مفاجئة في الأيام الأولى من الحرب.
الحرب الباردة في الخلفية
لا يمكن استحضار هذه الحرب الشهيرة دون الأخذ بعين الاعتبار ظروف الحرب الباردة التي شكّلت أحد أوجه تلك المواجهة، وذلك لكون الاتحاد السوفياتي كان "يدعم" الدول العربية في مقابل دعم الولايات المتحدة الأمريكية الواضح لإسرائيل، وكانت تلك المواجهة بين أسلحة المعسكرين الشرقي والغربي الأولى منذ أزمة الصواريخ في كوبا عام 1962[25].
المؤكد هو أن الإصرار المسبق على خوض المعركة في صف واحد، كان سرّ النجاحات النسبية التي حققها العرب في تلك المواجهة. فإلى جانب الدعم العسكري المباشر، كان للقرار العربي يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول بخفض إنتاجهم من النفط في أول استعمال لهذه الثروة كسلاح في مواجهة الخصوم الداعمين لإسرائيل.
في نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول، كان الطرفان العربي والإسرائيلي على استعداد واضح لوقف إطلاق النار بعد محاولات عديدة فشلت حين كان ميزان القوى مختلا.

 
وكانت الخسائر الإسرائيلية تقدّر بنحو 2600 جندي قتيل وقرابة 9 آلاف جريح، بينما كانت الجبهتان العربيتان في سوريا ومصر قد خسرتا نحو 10 آلاف جندي، وهو ما يعني خسائر إسرائيلية أكبر بالنظر إلى حجمها الديمغرافي[26].
وبعد محاولات أمريكية حثيثة قادها وزير الخارجية هنري كيسنجر، جرى التوصل في 10 نوفمبر/تشرين الثاني إلى أول اتفاق بوقف جزئي للمواجهات بين مصر وإسرائيل، لتتطوّر المباحثات تدريجيا إلى أن أصبحت وقفا متبادلا لإطلاق النار في يناير/كانون الثاني 1974.
ولم تنته الحرب رسميا في الجبهة السورية إلا في يونيو/حزيران 1974، حيث كانت الدولتان العربيتان قد استعادتا جزءا من أراضيهما المحتلة، وأقيمت منطقة عازلة تحت إشراف الأمم المتحدة بين كل منهما وإسرائيل[27].
 
المصادر:
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حرب أكتوبر 1973 القصة الحقيقية التي لا يريدونك ان تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: حرب أكتوبر 1973 القصة الحقيقية التي لا يريدونك ان تعلمها    حرب أكتوبر 1973 القصة الحقيقية التي لا يريدونك ان تعلمها Emptyالجمعة 07 أكتوبر 2022, 10:39 am

في ذكرى حرب أكتوبر.. صاحب فكرة إغلاق أنابيب النابالم للجزيرة نت: هكذا منعنا إسرائيل من إشعال قناة السويس
ضخ النابالم في مياه قناة السويس، كان سيرفع درجة حرارة المياه إلى نحو 700 درجة مئوية، وعندها ستتحول قناة السويس إلى لهيب من النيران، وسيترتب على ذلك خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات.

 حرب أكتوبر 1973 القصة الحقيقية التي لا يريدونك ان تعلمها Hjgjh

اللواء أركان حرب إبراهيم شكيب صاحب فكرة إغلاق أنابيب النابالم التي مهدت لعبور قناة السويس في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 

 في الذكرى الـ49 لانتصار أكتوبر/تشرين الأول 1973، تشهد مواقع التواصل في مصر أجواء احتفالية شارك فيها نشطاء من كافة الاتجاهات السياسية والفكرية، فضلا عن فنانين ومغردين.


وركزت تغريدات عدة حول كسر ادعاءات جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي كان يروج عن نفسه وصفَ "الجيش الذي لا يُقهر"، فضلا عن زعمه التفوق العسكري في الحرب التي يعتبرها سببا لتحويل العداء إلى صداقة، بإشارته لتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.

وعلى الجانب الآخر، تتزين المنصات المختلفة بصور ومقاطع فيديو لأناشيد وطنية وثقت جانبا من لقطات الحرب ومشاركة الجنود المصريين في تدمير الساتر الترابي وخط برليف.

وشارك مغردون بطولات وتضحيات الجنود العسكريين في الحرب، فضلا عن انبهار العالم بالعبقرية العسكرية المصرية في قدرتها على تدمير "خط برليف" الذي كانت إسرائيل تعتبره أقوى خط دفاعي في العالم.

وتذكر نشطاء كيف أغلق المصريون أنابيب النابالم قبل العبور والتي كانت من أخطر العقبات أمام الجيش المصري.

وفي هذا السياق، يقول اللواء أركان حرب إبراهيم شكيب صاحب فكرة إغلاق أنابيب النابالم وأحد أبطال "حرب أكتوبر"، إن أنابيب النابالم كانت الأخطر على الجيش المصري بطول قناة السويس.

وفي حديثه للجزيرة نت، أوضح شكيب أن ضخ النابالم في مياه قناة السويس، كان سيرفع درجة حرارة المياه إلى نحو 700 درجه مئوية، وعندها ستتحول قناة السويس إلى لهيب من النيران، وسيترتب على ذلك خسائر جسيمة في الأرواح والمعدات، لأنها ستحرق المقاتلين المصريين قبل إتمام العبور.

وكشف أن الفكرة ظهرت في رأسه بشكل عفوي خلال إحدى الاجتماعات، وأنها كانت الحل الوحيد لتجنب الكارثة، ما دفع المسؤولين إلى استحسان الفكرة والتجاوب معها.

وأوضح أنه احتاج إلى قوة من القوات البحرية لتنفيذ المهمة، حيث لم تكن هناك أي صعوبات بسبب القيادة آنذاك التي وضعت خطة محكمة اعتمدت على السرية التامة وعنصر المفاجأة، وهو ما أدى إلى مفاجأة إسرائيل.

وتحدث القائد المصري عن شعوره بالفخر الشديد بعد نجاح الخطة والتمهيد لعبور قناة السويس، مشددا على البعد الإيماني خلال "حرب أكتوبر"، وأن الإيمان بالله كان له دور كبير في رفع الروح المعنية عند جميع أفراد القوات المسلحة.

وأشار إلى مسؤولية الولايات المتحدة الأميركية عن تفوق إسرائيل على العرب في التسليح، لكنه أكد أن مواجهة ذلك لن يتم إلا عبر التوحد العربي وتحقيق التضامن على كافة المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية.

ويرى إبراهيم شكيب أن حرب 1967 كانت هزيمة لمصر بكل المقاييس، لكنها كانت أيضا مقدمة لإعداد بناء مصر على كافة المستويات والمجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، أفرزت فيما بعد حرب الاستنزاف التي كانت مقدمة لـ"انتصار أكتوبر".


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 حرب أكتوبر 1973 القصة الحقيقية التي لا يريدونك ان تعلمها Empty
مُساهمةموضوع: رد: حرب أكتوبر 1973 القصة الحقيقية التي لا يريدونك ان تعلمها    حرب أكتوبر 1973 القصة الحقيقية التي لا يريدونك ان تعلمها Emptyالجمعة 07 أكتوبر 2022, 10:41 am

لماذا كان مستحيلا أن يقود عبد الناصر حرب العبور؟


 حرب أكتوبر 1973 القصة الحقيقية التي لا يريدونك ان تعلمها 8a19d86d-6788-4067-a128-e81c907815da



ماذا لو أننا تصورنا شخصا آخر مكان أنور السادات في منصب القائد الأعلى في حرب أكتوبر 1973.. وليس هناك بالطبع أفضل لهذا التصور من الرئيس جمال عبد الناصر بكل أمجاده.. وهو الذي كان كل واحد من أنصاره يتمنى له بل ويتحرق شوقا لأن يقود ناصر حربا ينتصر فيها على عدو.. أي حرب..  وهو أيضا الذي كان يتمنى له أنصاره لو أنه كان قاد مثل هذه الحرب المجيدة في أكتوبر 1973. وفي الواقع الذي يصوره لنا استيعابنا للتاريخ أنه كان يستحيل على الرئيس عبد الناصر أن يقود حرب أكتوبر لعدد كبير من الأسباب، نكتفي بأن نذكر أربعة منها:

السبب الأول

لم يكن الرئيس عبد الناصر مثلا قادرًا على أن يتخلى عن الخبراء السوفييت.. وهو الذي أحس في قرارة نفسه بالإحباط العميق من ضعف أو ارتباك عناصر القيادة الوطنية العسكرية في 1956 و1967.. وصحيح أن إحباطه هذا كان يمكن -على أيدي المؤرخين والكتّاب- أن يبلور ويركز في شخص عبد الحكيم عامر.. لكن عبد الناصر نفسه لم يكن يفعل هذا لأنه كان قد رأى بعيني رأسه وسمع بأذنيه بعض ما يجعله لا يتصور قدرة هؤلاء القادة -الذين زاملوه وزاملهم- على إدارة معركة.
لم يكن أداء عبد الناصر يتحمل الصبر والمواظبة على هذا التكتم الشديد الذي وظفه السادات وأجاد توظيفه من أجل تحقيق المفاجأة لعدوه.. ولم يكن الخطاب الناصري يتحمل هذا التواضع في الحديث عن النتائج
وربما كان السبب في ضعف أداء هؤلاء القادة أمام عبد الناصر يرجع إلى ما كان عبد الناصر نفسه قد وصل إليه من مجد و«كاريزما»، واقتراب من التأله حتى كان القائد الكبير من هؤلاء لا يتصور نفسه قادرًا على أن يجادل عبد الناصر في التفصيلات العسكرية أو يشرح له خطة أو تكتيكا حتى لا يصبح أقرب إلى منْ يعدون تلقائيًا من الكفار!! وكان كل قائد من هؤلاء يبدو مفضلًا لبديل آخر على الاتهام بالكفر وكان هذا البديل هو أن يتلقى التعليمات والتوجيهات من الزعيم الملهم.
ولا شك أن الإعداد لحرب أكتوبر واتخاذ قرارها وتوجيه دفتها ومتابعة سيرها، كان يتطلب قدرًا كبيرًا من المناقشة التي تتسم أو تقترب من الندية بين القائد الأعلى والقائد العام وقادة الأفرع الرئيسية على الأقل.. وهذا هو ما كان متاحًا في شخصية أنور السادات بقدر كبير في ذلك الوقت، ولم يكن متاحًا في شخصية عبد الناصر لا في أضيق الحدود ولا في  أندرها.. وربما كان غائبا تمامًا.

السبب الثاني

لم يكن أداء عبد الناصر يتحمل الصبر والمواظبة على هذا التكتم الشديد الذي وظفه السادات وأجاد توظيفه من أجل تحقيق المفاجأة لعدوه.. ولم يكن الخطاب الناصري يتحمل هذا التواضع في الحديث عن النتائج وفي الحديث عن الأهداف.. ولم تكن خطة من قبيل خطة المفاجأة التي اعتمد عليها السادات في حرب أكتوبر لتقبل التنفيذ ولا حتى القبول من عبد الناصر بكل مجده، فقد كان عبد الناصر حريصًا على الدوام على أن يحتفظ بصورته الإعلامية الضخمة والمضخمة برغم حجم الهزيمة وما بعدها. بل فلنقل ما هو أدق، وهو أنه كان مضطرا إلى الاحتفاظ بهذه الصورة الإعلامية الضخمة وتغذيتها في كل حين وآن.

السبب الثالث

لم يكن لدى الرئيس عبد الناصر أدنى استعداد للقيام بالمخاطرة.. وكان حرصه على صورته وصورة قواته المسلحة تحت قيادته أو بعد أن عادت هذه القوات إلى قيادته لا يسمح له أن يدخل في أية عملية إلا إذا كان ضامنًا نتيجتها.. ومتأكدًا من أن قواته وإمكاناته تسمح له بالتفوق.. وإذا نظرنا إلى أوضاعنا العسكرية قبل 1973 وأوضاع العدو فإننا نكتشف بسهولة أن هذا لم يكن متاحًا على أي مستوى.

السبب الرابع

إن الرئيس عبد الناصر قد أدخل نفسه في دوامة الحسابات والحسابات المضادة وفي التحسب لصورته عند قادة المجتمعين الغربي والشرقي على حد سواء.. وكان حريصا كل الحرص على ألا يظهر في صورة البادئ بالعمليات العسكرية!! وكأنما كان من الممكن للنصر أو للحرب نفسها أن تبدأ في إطار خطوات دفاعية.. وربما يسخر القارئ من أن تسيطر مثل هذه الفكرة على عقلية رئيس مخضرم كعبد الناصر.. وربما يستغرب القارئ هذه الفكرة.. لكن الحقيقة أن هذه الفكرة كانت قد بلغت من السيطرة على صاحب القرار المصري المصيري حدا لا يمكن التقليل منه. وهناك أدلة كثيرة على سيادة هذا التفكير التحفظي.. لكني أكتفي بدليلين فقط:
 حرب أكتوبر 1973 القصة الحقيقية التي لا يريدونك ان تعلمها Ae9f6173-1e93-4ebc-a9e5-a126b71fbbc4كان من الصعب على الرئيس عبد الناصر أن يقود حربا كحرب أكتوبر التي قادها السادات بسهولة تتوافق مع شخصيته القادرة على الكتمان والجسارة والمفاجأة والمخاطرة والمجازفة

الأول: هو ما كشف عنه الدكتور عبد العظيم رمضان في دراسته التاريخية الموثقة عن موقف عبد الناصر المتردد من الموافقة على اتخاذ القرار بالهجوم على «إيلات»، مما جعل أبطال هذه العملية يصابون بالإحباط مرة بعد أخرى من هذا التردد على مستوى القيادة، برغم أنهم كانوا يرون النصر ويحسونه.. ولما تكرر إحباطهم لجؤوا في النهاية إلى إغلاق أجهزة الاتصال التي كانت تنقل إليهم الأمر بالتوقف في اللحظات الأخيرة.. ولولا هذا الإغلاق لجاءهم الأمر المعتاد بالتوقف عن الهجوم، ولضاعت فرصة ذلك الانتصار العظيم في إيلات.
أما المثل الثاني الذي أستدل به على هذه الجزئية فلربما كان مثلا مذهلا، وهو البيان الأول لقواتنا المسلحة في حرب أكتوبر.. فقد نص هذا البيان على ما نعرف نحن الآن أنه لم يحدث، وهو أننا قمنا بالعبور ردا على هجوم قام به العدو.. وهكذا كان البيان الأول نفسه يضع في حسبانه أن يلقي باللائمة في بدء الحرب على العدو.. وكأنه ينزع شرف الهجوم بصورة مؤقتة من قواتنا المسلحة.. وبالطبع فإن هذا التكتيك الدفاعي عن صورتنا المحاربة كان نتيجة للحسابات التي سادت موقفنا منذ 1967.
وربما كانت هناك أمثلة أخرى غير هذين المثلين تدلنا على أنه كان من الصعب على الرئيس عبد الناصر، الذي أخذناه على سبيل المثال، أن يقود حربا كحرب أكتوبر التي قادها السادات بسهولة تتوافق مع شخصيته القادرة على الكتمان والجسارة والمفاجأة والمخاطرة والمجازفة وادعاء دور مناقض للدور الحقيقي الذي قام به.. وهو ما كان من المستحيل على عبد الناصر -وأمثاله- أن يقوم به على أي مستوى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
حرب أكتوبر 1973 القصة الحقيقية التي لا يريدونك ان تعلمها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فيديوات :: وثائقي-
انتقل الى: