الامبراطورة التي أحبها الخديوي إسماعيل فبني من أجلها القصور **الأمبراطورة أوجينى ملكة فرنسا ذات الجمال الأخاذ و الذكاء الشديد ، عشقها العديد من الأمراء والملوك ، و كان من بينهم الخديوي إسماعيل ، والذى شيد قصرا كبيرا لها على الطراز الفرنسي على نهر النيل و هو قصر الجزيرة ، لتمكث به فترة زيارتها لافتتاح قناة السويس ، وكان للامبراطورة خصوصية واهتمام لم يتلقاه أعظم الملوك والأمراء في حفل افتتاح قناة السويس و قد أشادت الامبراطورة باحتفالات قناة السويس قائلة " لم أر في حياتي أجمل ولا أروع من هذا الحفل الشرفي العظيم" .** و اما عن القصر الذي بناه الخديوي خصيصا لاقامتها فكأنه اسطورة ، حتى انه لما علم حب الأمبراطورة لزهور الكرز ، غرس العديد من الشجيرات تحت نافذة غرفة نومها ، و عندما حان وقت رحيل أوجينى عن مصر ، كانت هدية الخديو لها غرفة نوم من الذهب الخالص ، وسطها ياقوتة حمراء نقش عليها بالفرنسية : ( عيني على الأقل ستظل معجبة بك إلى الأبد ) .
**ولدت الأمبراطورة أوجيني فى 5 مايو 1826 فى غرناطه - أسبانيا ، تلقت علومها فى فرنسا ، عرفت بذكائها الحاد ، وتزوجت من الأمبراطور نابليون الثالث فى يناير 1853 ، وعاشت فى قصر التويرلي .
**و لأوجيني العديد من المواقف السياسية تدل على ذكاء و حنكة سياسية، فقربت بين إنجلترا وفرنسا ، وحظيت بشعبية كبيرة جدا ، و عندما قامت الحرب بين روسيا و فرنسا والتى كانت تسمى الحرب السبعينية بين روسيا و فرنسا والتي غرق فيها الإمبراطور في الصراعات والهزائم ، أتهمها الشعب بأنها وراء تلك المأساة ، و ثار عليها ، فهربت اوجيني من احد الأبواب الخلفية من القصر إلى أنجلترا، و قد لحق بها زوجها و ابنها الذي توفي فيما بعد في ريعان شبابه ، لتقبع في منفاها تجتر الحزن و الآلام .
** و بعد مرور السنوات و في عام 1905،تحن الإمبراطورة العجوز إلي مصر فأتت اليها متنكرة، ونزلت لعدة أيام في فندق (سافوي) في بورسعيد. وما أن علم شعراء مصر بهذا الحادث الدرامي ، حتي تبادورا في التعبير اللاذع عن مفارقات الأمس واليوم .
** تذكر جاويدان هانم انه: أثناء حكم الخديوي عباس حلمي الثاني، بعد موت الخديو إسماعيل، والخديوي توفيق كان هناك امرأة كهلة موشحة بالسواد تزور مصر سنويا وتبدأ مقامها في القاهرة بزيارة أرامل إسماعيل، هذه المراة الكهلة كانت أوجيني إمبراطورة فرنسا السابقة .
** وفي عام 1920 كانت قد بلغت الرابعة والتسعين من عمرها، ففكرت أن تنهي حياتها بزيارة إسبانيا مسقط رأسها، وكانت تربطها بملكتها أواصر صداقة قديمة، وما أن وصلت إلي مدريد حتي اشتد عليها المرض، فوافتها المنية في 11 يوليو من نفس العام ودفنت في مدريد .