انتصار زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان “كارثة” لفرنسا وأوروبا
تحدثت الفاينانشال تايمز عن الانتخابات الفرنسية، وقالت في مقال افتتاحي إن الناخبين الفرنسيين يواجهون خيارا بالغ الأهمية، وإن انتصار زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، على ماكرون “سيكون كارثيا على فرنسا وأوروبا”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الانتخابات الرئاسية الفرنسية “أصبحت منافسة صعبة ولا يمكن التنبؤ بها”.
وتتقدم مارين لوبان في مواجهة الرئيس إيمانويل ماكرون، الذي بدا الشهر الماضي واثقا من إعادة انتخابه.
وتقول الصحيفة إنه في الجولة الأولى يوم الأحد، والتي تضم 12 مرشحا، من شبه المؤكد أن يتقدم ماكرون ولوبان إلى المرحلة النهائية.
لكنها تتحدث عن “استياء عميق الجذور في المجتمع الفرنسي وتقلب سياساته، حيث إن المنافسين الرئيسيين لماكرون جميعهم من المتطرفين المناهضين للمؤسسة سواء لوبان، واليميني الأكثر تشددا إريك زيمور، واليساري الراديكالي جان لوك ميلينشون”.
وتشير الصحيفة إلى أنه في عام 2017، حقق ماكرون فوزا مؤكدا بنسبة 66 في المئة على لوبان في الجولة الثانية. ولا يوجد هامش انتصار محتمل هذه المرة، وفي الواقع، تشير استطلاعات الرأي إلى خطر فوز نسخة فرنسية من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أو نسخة استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ويرجع هذا الخوف من نتائج الانتخابات، حسب الفاينانشال تايمز، إلى نقاط ضعف التيار الرئيسي ليمين الوسط ويسار الوسط في فرنسا.
وقالت إن ماكرون سحقهم في عام 2017 وأثقلهم بفضائح سابقة، ولم يكن لهم أي تأثير يذكر على هذه الانتخابات. ومع ذلك، فإن زيادة شعبية لوبان تعكس أيضا حملة فعالة. وظهرت لوبان أقل تطرفا من زمور، فقد ركزت على تكاليف المعيشة التي تؤثر على تفكير الناخبين أكثر من حرب أوكرانيا، وتخلت عن بعض الأفكار المدمرة في حملتها لعام 2017، مثل التعهد بسحب فرنسا من منطقة اليورو.
تبرز لوبان مكانتها المحبة للقطط، والأم العزباء وتقلل من حماستها بلا خجل لبوتين. لكن خططها تشمل التنصل من أسبقية قانون الاتحاد الأوروبي، واستحداث “تفضيل وطني” لتوظيف العمال الفرنسيين على الأجانب، وحظر الحجاب الإسلامي في جميع الأماكن العامة، حسب الصحيفة.
وقالت إنه في بعض الأحيان، كان ماكرون رئيسا منعزلا بشكل زائد، لكن سجله أكثر من جدير بالثقة. فقبل خمس سنوات، وهو في سن التاسعة والثلاثين، أصبح أصغر رئيس دولة في فرنسا منذ نابليون بونابرت، وتعهد بإخراجها من الضيق الذي عانت منه تحت حكم جاك شيراك ونيكولاس ساركوزي وفرانسوا هولاند.
لكن الفاينانشال تايمز أشارت إلى أن ماكرون لم يحقق كل ما وعد به، ولكن على الملفات الاقتصادية والاتحاد الأوروبي، كان الرئيس الأكثر نفوذا منذ فترة رئاسة فرانسوا ميتران من 1981 إلى 1995.
وخلصت إلى أنه يمكن لوم ماكرون بسبب الخطأ في قراءة بوتين عندما حاول، قبل عامين من حرب أوكرانيا، وأطلق “حوارا استراتيجيا” مع روسيا. وكانت جهوده لثني بوتين عن غزو أوكرانيا شجاعة، وإن كانت غير فعالة.