منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 كنج عثمان..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

كنج عثمان.. Empty
مُساهمةموضوع: كنج عثمان..   كنج عثمان.. Emptyالثلاثاء 19 أبريل 2022, 6:24 pm

كنج عثمان.. السلطان الشاب الذي أراد إصلاح الجيش العثماني فقتله الإنكشارية
كنج عثمان.. %D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A-54









كانت وفاة السلطان سليمان القانوني عام 1566م بداية تخلِّي الدولة العثمانية عن عصرها الذهبي الذي بلغت معه الدولة مساحة ناهزت حوالي 22 مليون كيلومتر مُربَّع (أكبر من الولايات المتحدة والصين مُجتمعتَيْن)، وقد تولَّى السلطة من بعد سليمان عدد من السلاطين الذين اتسموا بضعف شديد سياسيا وعسكريا، وقد انعكست هذه الحالة على فتوحات الدولة العثمانية وحروبها، إذ تعرَّضت لانتكاسات كبيرة آثر معها الإنكشارية، الجنود الرجَّالة في الجيش العثماني، الراحة والحفاظ على مكتسباتهم الشخصية على حساب الدولة.
وقد لاحظ عدد من رجال الإدارة والعلماء أسباب الخلل، ولذا قدَّموا إلى السلاطين المتعاقبين مُذكِّرات ومؤلَّفات تطالب بالإصلاحات وتُبيِّن المناهج المُثلَى لتحقيقها، ففي القرن السادس عشر الميلادي مثلا، قدَّم المؤرِّخ "مصطفى علي أفندي" إلى السلطان "مراد الثالث" كتابه "مفاخر النفائس في كفاية المجالس"، واصفا فيه المجتمع والحكومة العثمانية، وموليا بذخ الطبقة الحاكمة وخطورته على الجيش ورجالاته اهتماما خاصا.

تحديات خطيرة

كنج عثمان.. %D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D9%84%D9%8A%D8%A8%D8%A7%D9%86%D8%AA%D9%88.jpg-111
بعد هزيمتهم البحرية وتدمير أسطول الدولة في معركة "ليبانتو" سنة 1571م، لم يعُد العثمانيون قادرين على إدامة تفوُّقِهم في البحر المتوسط، ومن ثَم عزَّز ملك إسبانيا موقعه في أوروبا.
بحلول أواخر القرن السادس عشر وأوائل القرن السابع عشر، واجهت الدولة العثمانية تحديات عديدة خطيرة في الشرق والغرب، ففي الشرق تواصلت الحرب مع الدولة الصفوية في إيران على جبهات أذربيجان والعراق وشرق الأناضول، وفي الغرب تواصلت حروب النمسا وبولندا وألمانيا. وكان اعتماد الدولة العثمانية في توسيع جيشها قائما على نظام "الدَوْشيرْمَة"، أو التجميع والانتقاء من أبناء غير المسلمين ممن قطنوا قرى ونواحي البلقان -وقد تطرَّقنا إلى هذا النظام وأهميته في مقالنا 
 بيد أن الفساد والرشاوي نخرت في هيكل تلك المنظومة؛ ما أدى إلى وصول أفراد غير أكفاء إلى المناصب الإدارية والعسكرية العليا في الدولة، وساعد على اضطراب نظام جيش المركز "قابو قولي/قولو"، وأفضى إلى ظهور مراكز قوى من هؤلاء الرجال في الجيش والإدارة[1].
يرى المؤرخ التركي "خليل إينالجيك" أن السبب الرئيسي للاضطرابات والفوضى التي خلخلت حياة الدولة العثمانية في تلك الفترة يكمن في العبء الكبير الذي أُلقي عليها نتيجة الحروب مع إيران والنمسا. فبعد هزيمتهم البحرية وتدمير أسطول الدولة في معركة "ليبانتو" سنة 1571م، لم يعُد العثمانيون قادرين على إدامة تفوُّقِهم في البحر المتوسط، ومن ثَم عزَّز ملك إسبانيا موقعه في أوروبا، علاوة على وقوع مذبحة البروتستانت في فرنسا والذين أيَّدوا العثمانيين[2]. ومع تراجع الهيمنة العثمانية البحرية، نشطت القرصنة البرتغالية والإسبانية ثم الهولندية والإنجليزية، التي راحت تفرض سيطرتها على القوى المحلية بطول شواطئ البحر المتوسط والمحيط الهندي، بل وعلى عموم التجارة بين الشرق والغرب حين أسَّس الإنجليز شركة "الهند الشرقية" عام 1600م.
كنج عثمان.. %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%AE%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84-111
السلطان العثماني "أحمد خان الأول"
تُوفي السلطان العثماني "أحمد خان الأول" عام 1617م، وخلفه عدة سلاطين أطفال وحديثي سن على العرش. وبسبب نفوذ بعض نساء القصر العثماني، والغيرة من الأمير "شاه زاده" عثمان الثاني بن أحمد الأول، اختار رجال الدولة الرجل "مصطفى الأول" أخا السلطان الراحل "أحمد الثالث"، بيد أنه لم يُبدِ رجاحة العقل المطلوبة، وجنح إلى الطيش والسفاهة، ومن ثَم بعد عام على توليه الحكم أصدر مفتي السلطنة "شيخ الإسلام" بالاتفاق مع كبار الوزراء ورجال الإدارة فتوى بعدم أهليته، فوقع الاختيار على "عثمان الثاني" الذي بلغ من العمر آنذاك 14 عاما.

عثمان الثاني وحرب بولندا

كنج عثمان.. %D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A-11
عثمان الثاني (مواقع التواصل)
رغم حداثة سن عثمان الذي اشتُهر في التاريخ العثماني بـ"كنج عثمان (Genç)"، أي عثمان الشاب أو الفتى، فقد امتاز في ذلك الحين بصفتين لافتتين، الأولى أنه عاصر عن قرب سياسة والده "أحمد الثالث" في الإدارة والحكم، التي تضمنت الاهتمام بتفاصيل الدولة بعدما تُرِكَت إلى رؤساء الوزراء منذ أواخر عصر جد أجداده السلطان سليمان القانوني، والثانية الثقافة العالية التي تمتَّع بها السلطان الشاب، فقد عرف اللغات العربية والفارسية واللاتينية واليونانية والإيطالية، بل وكان أديبا شاعرا كتب بالفارسية، وهي عوامل أدركها كل مَن حوله من نساء القصر إلى الوزراء وضباط الجيش من الإنكشارية والسباهية، وأخفى أغلبُ هؤلاء قلقهم من ذكاء السلطان الجديد وقوته.
كنج عثمان.. %D8%A3%D8%AD%D9%85%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB-11
أحمد الثالث (مواقع التواصل)
وبسبب اختيار بعض المتنفذين في الدولة مثل الصدر الأعظم وشيخ الإسلام لعمِّه المضطرب عقليا مصطفى الأول في السلطنة، مفضلين إياه على حقه الأصيل في العرش، كان أول ما اتخذه عثمان من قرارات عقب ارتقائه إلى العرش عزل الصدر الأعظم "كورجو محمد باشا" عن منصبه، ونزع أهم صلاحيات شيخ الإسلام ومفتي الدولة العثمانية بتعيين المدرسين والقضاة، الذي جعله حقا خالصا للسلطان وحده[4]. ولعل عثمان الثاني أراد من وراء ذلك، ليس الانتقام من هؤلاء فحسب، بل والقضاء على مراكز القوة في الدولة، حتى لا ينقلبوا عليه كما فعلوا بمن سبقه.
سرعان ما ظهرت أمام السلطان عثمان الثاني مشكلتان خطيرتان على الساحة الإقليمية والدولية، أولهما الحرب العثمانية-الصفوية على الجبهة الشرقية، والحرب العثمانية-البولندية (البولونية) في شرق أوروبا، وإزاء تلك الأوضاع الاقتصادية والسياسية أراد السلطان أن يُحقِّق الاستقرار السريع، فأتت أولى قراراته في هذا الصدد بإنهاء الحرب مع إيران عن طريق المعاهدة المعروفة باسم "نصوح باشا"، حيث جرى التوقيع الفعلي عليها في أيلول/سبتمبر 1618م[5].
كنج عثمان.. %D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-11
أما المشكلة البولندية فنشأت بسبب تعدِّي قوات بولونيا على الحدود العثمانية، وإنشائها العديد من القلاع الحربية على مقربة منها، وذلك قبل عام من اعتلاء عثمان الثاني السلطة، أي عام 1617م. وأمام تجرُّؤ البولنديين على التدخُّل في شؤون ولاية البُغدان (مولدافيا)، واحتلالهم قلعة "خوتين" التابعة للبُغدان، أصدر السلطان عثمان الثاني قراره بشن الحرب عليهم هُناك، وأرسل جيشا عثمانيا مدعوما بقوات خانية تتار القرم المنضوية تحت لواء الدولة العثمانية آنذاك. وقد وقعت تلك الحرب في سبتمبر/أيلول 1620م، وتكبَّد البولنديون 10 آلاف قتيل في معركة "ياش"، ثم تلتها بأسبوعين معركة "تورلا"، حيث سُحق الجيش البولندي، وقُتل منه حوالي 60 ألف جندي، ولم ينجُ إلا 400 جندي فرّوا إلى بلادهم، وقد أسر الجيش العثماني كامل مدافع الجيش البولندي، وكانت تلك الحملة الناجحة بقيادة الوزير المخضرم "إسكندر باشا" الذي وافته المنية بعد أشهر في العام التالي سنة 1621م[6].
رغم هذه الانتصارات، أراد السلطان من إعلان الحرب على بولندا أن يُحقِّق هدفين لم يتحققا حتى ذلك الحين، أولهما استعادة قلعة "خوتين" التي احتلها البولنديون، وثانيهما وأهمهما احتلال بولندا وإعلان تبعيتها للدولة العثمانية، كي يلتفت إلى الخطر الروسي المتنامي في القوقاز وشمالي القرم. ولا شك أن هدف إخضاع بولندا كان طموحا للغاية من السلطان الشاب، ولذا قرَّر عثمان الثاني قيادة الحملة العسكرية على البولنديين بنفسه، وكانت آخر حملة عسكرية اشترك فيها سلطان عثماني من قبله قد مرَّ عليها قرابة ربع قرن. لم يرغب كبار رجالات الدولة بهذه الحرب، بل ولم يرضوا أن يقود السلطان الحملة بنفسه، ورغم مجيء بعثة دبلوماسية بولندية لعقد اتفاقية صلح بين الجانبين توسَّط فيها السفير الإنجليزي في إسطنبول، فإن السلطان رفضها وأصر على الحرب.
قُبيل خروجه من إسطنبول أرسل السلطان إلى شيخ الإسلام "أسعد أفندي" طالبا منه فتوى لقتل أكبر إخوته الستة -الأمير محمد- الذي بلغ حينئذ 16 عاما؛ مخافة أن يستغل غيابه وينقلب على الحكم، غير أن مفتي السلطنة رفض الفتوى بقتل الأمير محمد، وطمعا في منصب شيخ الإسلام ومفتي السلطنة، أصدر مفتي عسكر الروملِّي (الجيش العثماني الأوروبي) الشيخ "طاشكوبري زاده كمال الدين أفندي" فتوى بجواز ذلك، ومن ثَم قُتل الأمير محمد غدرا قُبيل خروج السلطان إلى حرب بولندا، وقد أُثر عنه أنه دعا قبيل مقتله على أخيه عثمان ألا يُمتِّعه الله بالحكم، وأن يجعل أمور السلطنة وبالا عليه، وهو ما تحقَّق بالفعل[7].
كنج عثمان.. %D9%85%D8%B9%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%AE%D9%88%D8%AA%D9%8A%D9%86-11
في سبتمبر/أيلول 1621م بلغت القوات العثمانية حدود قلعة "خوتين" -الواقعة اليوم في أقصى جنوب غرب أوكرانيا قرب حدود مولدوفا- وقُدِّرَت القوات بحوالي 100 ألف جندي تحت إمرة عثمان الثاني، في حين قُدِّرَت أعداد القوات البولندية وحلفائها بحوالي 60 ألف جندي. وقد تبنَّى البولنديون تكتيك الساتر الدفاعي الدائر حول أسوار القلعة مع استحكامات ترابية عالية، بالإضافة إلى المدافع الثقيلة والبنادق. أما القوات المؤيدة لهم فمكثت على أطراف القلعة واتخذت تكتيك الهجوم ضد تتار القرم الموالين للعثمانيين. وقد استمرت الحرب بين الجانبين أكثر من شهر، وسقط فيها خيرة قيادات الجيش العثماني، مثل "قره قاش باشا" ذائع الصيت، ووالي "بودين" في المجر، وكذا "دوغانجي علي باشا" والي "قره مان". ورغم تنفيذ 6 هجمات عامة، وتقديم آلاف الشهداء، والتوغُّل في عمق بولندا، وأسر 100 ألف أسير، فإن الجيش العثماني لم يستطع زحزحة دفاعات البولنديين، ولذا توصَّل الطرفان إلى اتفاق صُلح في نهاية المطاف.
صحيح أن العثمانيين استعادوا بالدبلوماسية قلعة "خوتين"، ووافق البولنديون على هدم جميع القلاع القريبة من الحدود العثمانية، ودفع الضريبة السنوية إلى خانية القرم، فضلا عن تسهيل نقل الجنود العثمانيين من أوروبا الشرقية إلى المجر عبر الأراضي البولندية في أي وقت شاءت، إلا أن ثمة مشكلات جوهرية رآها السلطان عثمان الثاني بنفسه في هذه الحملة، لاحت بوادرها ولاحقته بعدئذ لتكتُب نهاية عهده[8].
لقد رأى السلطان عثمان الثاني مدى تخلُّف الجنود الإنكشاريين (جنود وفرسان النخبة في الجيش العثماني) عن القتال في أثناء هذه المعركة، وعاقب المتخلِّفين منهم بمنعهم من بعض المُقرَّرات المالية لهم، الأمر الذي أثَّر سلبا عليهم؛ ما أدى إلى تدهور العلاقة بينهم وبين السلطان. إذن، انتزع السلطان نصرا دبلوماسيا على أعدائه، لكنه خسر عسكريا أمام جيش بولندي أقل عددا.
كنج عثمان.. %D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D8%B4-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D9%8A-11
رأى السلطان أيضا أن سبب استشهاد "قره قاش باشا"، والي المجر العثماني والقائد العسكري الفذ، كان تخلّف ونكوص الإنكشارية بقيادة الصدر الأعظم حسين باشا، ولذا عاد السلطان عثمان إلى إسطنبول وقد أضمر في نفسه ما نصحه به أستاذه عمر أفندي الذي أتى في المرتبة التالية بعد شيخ الإسلام أسعد أفندي. لقد نصح عمر أفندي السلطان بضرورة إجراء إصلاحات فورية على أهم قطاعين في الجيش العثماني، وهم "القابو قولو" و"الإنكشارية"، وذلك من خلال استبدالهم بجنود آخرين من الأناضول ومصر والشام، وتدريبهم وفق نظم حديثة لا تسمح باستشراء نفوذهم كما حدث مع الإنكشارية والقابو قولو، وهو أمر استحسنه السلطان، فأرسل على الفور إلى ولاته في أقاليم الأناضول ومصر والشام للإعداد له.
ولكي يُنفِّذ عثمان الشاب هذه الخطة، أشار عليه عمر أفندي بأداء الحج أولا، ثم العودة على رأس جيشه الجديد إلى إسطنبول. وحين فطن الإنكشارية إلى هذه الخطة وقفوا حائلا أمام حج السلطان، مستندين إلى فتاوى قديمة صدرت منذ زمن السلطان "سليم الأول" بأنه لا لزوم لحج السلاطين بسبب طول الرحلة وما يترتب عليها من فتن واضطرابات في الدولة المترامية الأطراف نتيجة غيابهم عن العرش. سرعان ما تجمّع الجنود أمام القصر السلطاني، ليس رفضا لحج السلطان الشاب بالطبع، بل في الحقيقة خوفا على رقابهم من الجيش الجديد الذي خُطِّط له أن يدخل إسطنبول مع السلطان حين عودته من الحج.


تطوَّرت الأحداث سريعا، وارتفعت مطالب عساكر الإنكشارية والقابو قولو، فطالبوا السلطان بقتل أستاذه عمر أفندي وستة من المُقرَّبين منه، وأمام رفض السلطان تعدّيا كهذا على سيادته، تفاقم الأمر واندفع الإنكشارية بسيوفهم نحو قصر "طوب قابي" وقبضوا على السلطان الشاب وأعدموه من فورهم شنقا، وذلك بعد 4 سنوات وبضعة أشهر على تولِّيه السلطنة، في مايو/أيار 1622م[9].
وفي عام 1826م نجح السلطان "محمود الثاني" في القضاء على الإنكشارية بواسطة مذبحة مُرَوِّعة بإسطنبول استخدم فيها المدافع لدَكِّهم وسحقهم، وعلى مدار قرنين كاملين منذ حادثة مقتل عثمان الشاب وحتى مذبحة الإنكشارية، وقف هؤلاء العساكر شوكة في حلق الدولة العثمانية، وشكَّلوا سببا رئيسيا من أسباب تخلُّفها العسكري والتقني نتيجة رفضهم كُل أفكار الإصلاح العسكري والإداري في البلاد. وقد كانت حادثة السلطان عثمان الثاني "الشاب" أول واقعة اغتيال يقوم بها جنود الدولة في حق سلطانها وقائدها الأعلى، ولذا كان لها ما بعدها من أثر في هزائم العثمانيين وضعفهم أمام أعدائهم فيما بعد، وكذلك في عزم السلاطين الراغبين في الإصلاح على التخلُّص منهم، حتى تحقَّق ذلك بالفعل بعد قرنين.
_______________________________________________
[list="box-sizing: border-box;"][*]سيد محمد السيد: تاريخ الدولة العثمانية ص355.
[*]خليل إينالجيك: تاريخ الدولة العثمانية من النشوء إلى الانحدار ص70.
[*]يلماز أوزتونا: تاريخ الدولة العثمانية 1/454.
[*]İsmail Hakkı Uzunçarşılı, Osmanlı tarihi, 3/128.
[*]الدولة العثمانية المجهولة ص289.
[*]أوزتونا: السابق 1/456.
[*]UzunÇarşılı, aynı eser.
[*]أوزتونا: السابق 1/457.
[*]UzunÇarşılı, aynı eser.
[/list]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

كنج عثمان.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: كنج عثمان..   كنج عثمان.. Emptyالثلاثاء 19 أبريل 2022, 6:26 pm

الدوشيرمة.. هل انتزع العثمانيون أبناء المسيحيين وجنَّدوهم قسرا في جيوشهم؟
منذ بدايات القرن الرابع عشر الميلادي وحتى الربع الأول من القرن العشرين وثمة علاقة من الصدام والتعقيد والتشابك بين الدولة العثمانية التي ظهرت في غرب الأناضول وبين الدولة البيزنطية الرومانية الشرقية المقدسة التي كانت حامية وقلعة الأرثوذكسية في العالم، لكن في بداية القرن الخامس عشر الميلادي، ضُربت الدولة العثمانية بهجوم كاسح من السلطان المغولي تيمورلنك أدى إلى هزيمة العثمانيين وأسر السلطان بايزيد الأول وقتله، ثم ترتب على ذلك فتور وضعف شديد في إمداد الجيش العثماني بالعناصر الجديدة.
 
لقد كانت التحديات التي تواجه الدولة العثمانية في هذه المرحلة الأولى من تاريخها قبل فتح القسطنطينية كبيرة، ومثلها مثل باقي دول العالم الوسيط كان الجيش هو عمود استمرار الدولة أو نهايتها، لا سيما في دولة نشأت على حدود العالم البيزنطي العدو الأقدم للمسلمين منذ عصر النبوة، ولهذا السبب كان تحدي وجود البيزنطيين من الغرب، والمغول ثم الصفويين والمماليك من الشرق والجنوب، قد أدى إلى البحث عن حلول لمشكلة نقص أعداد الجيش العثماني، وفي وقت كان للفقهاء فيه دور مهم في تأطير الرؤية للدولة والبيروقراطية، فقد أفتى بعض فقهاء الحنفية البارزين في الأناضول بالاستفادة من أسرى الحرب، ووافقوا على ما سُمي بقانون "بنجيك قانوني" أي قانون الخُمس، الذي يبدو أنه صدر عام 1363م، وكان ينص على أن تحصل الدولة على خُمس أسرى الحرب مقابل الضريبة المستحقة عليهم.
 
ومن المعلوم أن توسُّع الدولة العثمانية لم يقتصر على الأناضول فقط، بل كان منذ ما قبل فتح القسطنطينية قد اتسع إلى البلقان "الرومللي"، ونقل العثمانيون عاصمتهم القديمة من بورصة إلى أدرنة التي تقع اليوم في غرب تركيا قُرب الحدود اليونانية، ومن ثم كانت الحروب ضد الدولة البيزنطية بالإضافة إلى مواجهة ملوك وأمراء وإمبراطوريات البلقان مثل الألبان واليونان والصرب والمجر والكروات وغيرهم لا تنقطع، وقد أدت إلى وجود وفرة من الأسرى الذين رأى العثمانيون إمكانية الاستفادة منهم في الجيش والقصر العثماني على السواء، ثم تطور الأمر إلى الاستفادة من الرعايا المسيحيين في الدولة العثمانية.
 
وقد صاحب هذه العملية إجراءات متنوعة من التجميع والتسكين، ثم التلاؤم والاندماج مع الثقافة الإسلامية العثمانية التركية، ثم أخيرا عملية الانضمام إلى وحدات الجيش العثماني "أوجاقات" مثل الانكشارية وأعجمي أوغلانلاري وغيرها من المعسكرات التي كانت عماد الجيش العثماني في عمليات الفتوحات على الجبهات الأوروبية المختلفة.
 
لكن نشأ من وراء هذا القرار أقوال وتفسيرات كثيرة للعديد من المؤرخين الأوروبيين الذين رأوا أن هذا القانون كان بمنزلة إجبار وإهانة للأقليات المسيحية أو أسرى الحرب الذين وقعوا تحت يد الدولة العثمانية، فهل تعرَّض المسيحيون فعلا للتجنيد الإجباري في الدولة العثمانية؟ وهل انتزعت دولة العثمانيين أبناءهم قسرا من ذويهم بلا رحمة؟ وكيف سارت طريقة أو آلية "الدوشيرمة" التي اعتُبرت العمود الفقري لنظام تجنيد غير المسلمين الجديد؟
 

"بنجيك قانوني"!

كنج عثمان.. %D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%A9-2022-02-14T122422.068
من المعروف أن الأسرى في الإسلام يُعَدُّون من جملة الغنائم، وخُمس هذه الغنائم يُعَدُّ من حصة ولي الأمر أو الدولة بحسب نص القرآن الكريم والأحاديث النبوية، والدولة تستطيع أن تتحكم في هذه الحصة حسب ما تراه للصالح العام، وهذه الحصة بنص القرآن الكريم هي "الخُمس"، وكان يُطلق على الخُمس في الأناضول بالفارسية "بنج يك"، ثم تحوَّر إلى "بنجيك"، وحسب الفقه الإسلامي فإن الدولة لها الحق في معاملة أسرى الحرب ضمن عدة خيارات، منها: قتلهم اتباعا لقوانين الحرب كما فعل النبي ﷺ مع يهود بني قريظة، أو استخدامهم عبيدا في خدمة المسلمين، أو عقد الذمة معهم، أو حتى إطلاق سراحهم مقابل فدية معينة، وكلها أمور يرى أهميتها ولي الأمر وكبار القُضاة من المسؤولين عن شؤون الرعية، وقد رأينا أن السلطان مراد الأول (1326-1389م)، بالتشاور وبإفتاء من الفقيه الكبير في الأناضول والدولة العثمانية آنذاك "رستم القرماني" وبمعية وإشراف الصدر الأعظم "جاندارلي قره خليل باشا"، وافق على إدخال حصة الدولة من الأسرى المسيحيين في الجيش العثماني، ثم جعل ذلك قانونا أُطلق عليه "بنجيك" أي الخُمس، وضُمِّن في هذا القانون استحصال رسوم قدرها الخُمس من غير القادرين على الخدمة العسكرية، أما الذين أُخذوا من الأسرى للخدمة العسكرية فقد أُطلق عليهم "بنجيك أوغلانلاري" أي "أبناء الخُمس"[1].
 
نظَّمت الدولة العثمانية هذا القانون بتعيين موظفين عسكريين ومدنيين لجمع وتدريب وتربية هؤلاء الشباب الأسرى، ولم تُعاملهم معاملة العبيد، بل كانت عملية انتقالهم إلى الجيش في قسم "أعجمي أوغلانلاري"، كما كانوا يُهيَّؤون بإيداعهم إلى الأُسَر التركية المسلمة، فيظلون معهم فيتخلَّقون بأخلاق الإسلام والثقافة العثمانية التركية، ثم يُرسَلون إلى المؤسسات العسكرية لتلقي التدريبات اللازمة، ومن هؤلاء بمرور الزمن شُكِّلت نواة القوة الضاربة في الجيش العثماني وهي "الانكشارية".
 
ولأن فرقة الانكشارية كانت تُعتبر نخبة الجيش العثماني وقوته العظمى، فقد أولى لها السلاطين العثمانيون رعاية خاصة من النواحي العسكرية والمادية، وأصبح الجندي والضابط الانكشاري بمرور الزمن صاحب مقام عظيم في الدولة العثمانية، حتى إن الانكشارية في أوقات كثيرة كانوا يُعتبرون أقوى من السلاطين العثمانيين، وكم رأينا قوتهم هذه في خلع العديد من السلاطين وتعيين آخرين مكانهم، ولأن الدولة العثمانية في القرن السادس عشر وحتى الربع الأخير من القرن السابع عشر كانت تُعَدُّ أقوى دولة في العالم من النواحي العسكرية والاقتصادية والمادية، فإن "الانكشارية" كانوا بمنزلة قوات المارينز أو القوات الخاصة الأميركية اليوم، ولهذا السبب حلم شباب المسلمين بل وغير المسلمين من رعايا الدولة العثمانية بالانضمام إلى هذه الفرقة، نظرا إلى المزايا الهائلة التي كان يتمتع بها الانكشاري في بنية الدولة العثمانية من الناحية المالية والنفوذ العسكري، وربما الإداري فيما بعد.
 

المسيحيون يطالبون بالتجنيد!

كنج عثمان.. %D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D8%B1%D8%A8%D8%B9-10
ولهذه الأسباب طالب رعايا الدولة العثمانية من المسيحيين البلغار والألبان والأرمن وغيرهم بالانضمام إلى الجيش العثماني بكامل رغبتهم ورضاهم، ولهذا السبب وافقت الدولة العثمانية ضمن شروط معينة على تطوير قانون الخُمس "بنجيك" لتكييفه مع هذه الطلبات الجديدة للانضمام إلى الجيش، ووضعت شروطا صارمة لهؤلاء المنضمين الجدد من الجنود المسيحيين، فكان يُسمح بانخراط شاب بعمر 14-18 سنة من كل 40 أسرة من هذه الأُسَر للانضمام إلى الجيش أو لتعيينهم في وظيفة مهمة في القصر العثماني، وكانت عملية الاختيار تتم على فترات متباعدة تبلغ ما بين 3-5 سنوات، وكان يُطلَق على هذه العملية اسم "دوشيرمه" (Devşirme) وتعني في اللغة التركية التجميع والانتقاء، وهذا ينفي الادعاءات التي كتبها بعض المؤرخين الأوروبيين عن انتزاع أطفال غير المسلمين من أمهاتهم وضمهم للجيش العثماني بقوة، لا سيما في أوقات قوة وازدهار الدولة العثمانية[2].
 
كانت الحاجة إلى تجميع أعداد من الجنود المسيحيين من رعايا الدولة العثمانية تتم بناء على نقص أعدادهم في الكلية الحربية في "أوجاقات" الجيش في غاليبولي وإسطنبول، وهذه الحاجة كان يدركها رئيس الانكشارية الذي كان يُبلغ بها "الديوان" العثماني، وهي المؤسسة الإدارية للدولة التي كان على رأسها "الصدر الأعظم"، وحين تصدر الأوامر كان ولاة الألوية يبلغون قُضاة المناطق للإشراف على عملية التجميع، وكان رئيس التجميع يُسمى "دوشيرمه أغاسي"؛ فكان يحمل في يديه الفرمان ورسالة رئيس الانكشارية التي تُبيِّن مقدار ما يطلبه الجيش من أعداد، وشروط هؤلاء المجموعين من الناحية الأدبية والأخلاقية والجسمانية، فعلى سبيل المثال كان الاختيار يتم لغير المتزوجين، وللأُسَر التي لديها أكثر من ولد ذكر، والتي لم يكن لديها إلا ولد واحد فقط كانت تُستبعد من عملية الاختيار، ثم اختيار أبناء "الأصلاء" والمعروفين من أهل البلد بالنجابة والقوة والأصل، ثم يُقيَّد المختارون في دفتر خاص، فيُكتب فيه اسمه كاملا، وأوصافه التامة، وقريته التي ينحدر منها، ثم يُنقَلون إلى العاصمة إسطنبول بعد فحصهم للمرة الثانية، فيُعطون مبلغا تحت اسم "قول آقجاسي" و"خلعة بهاء" لمصاريف السفر وشراء الملابس المناسبة. وتحت إلحاح أهل البوسنة المسلمين الذين أُطلق عليهم آنذاك "أبناء بوطور" شملهم قانون "الدوشيرمة" للخدمة في القصر العثماني وفي أعمال الحدائق والبستنة.
 
كان هؤلاء القادمون الجدد يُرسَلون إلى العائلات التركية في القرى المختلفة في الأناضول والرومللي، وبالتعاون التام مع الدولة، فكانوا يتعلَّمون الإسلام واللغة التركية، ويصبحون بمرور الوقت مسلمين، ثم يُنقَلون إلى مؤسسة التدريب في الجيش التي كانت تُسمى "أعجمي أوغلانلاري أوجاغي" أو "أوجاق العجمية"، ثم حين يُتمون تدريباتهم العسكرية التي كانت تستمر ما بين سبعة إلى ثمانية أعوام في "أوجاق العجمية" كانوا يُرسَلون إلى "أوجاق الانكشارية" أو إلى أحد أوجاقات الجيش الأخرى التي كانت تُسمى "أوجاقات القبوقولية"، ثم تتم من هذه الأوجاقات أو المعسكرات عملية التخرج التي كان يُطلق عليها "بدركاه" -بالجيم الفارسية- أي الخروج إلى الباب أو التخرج، وعندئذ تُزاد لهم الرواتب، وقد استمر "أوجاق العجمية" يقوم بهذه الوظيفة حتى عام 1826م[3].
 

ما بين الازدهار والانحطاط!

كنج عثمان.. %D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%A9-2022-02-14T121649.010
ولقد أصبح الآلاف من هؤلاء المتخرجين في هذه الأوجاقات من ذوي الأصول المسيحية الذين دخلوا طواعية إلى الجيش ثم إلى الإسلام من أعلام الدولة العثمانية في المجالات العسكرية والسياسية، فاستطاع معظمهم الصعود إلى مراتب عالية، مثل منصب "الصدر الأعظم" وهو رئيس الوزراء، ومناصب ولاة وباشوات وقادة الجيش بأفرعه المختلفة، لذا كان إسراع المسيحيين من رعايا الدولة العثمانية من البلغار والألبان والصرب وغيرهم للانضمام إلى الجيش العثماني مقصودا منهم للوصول إلى هذه الامتيازات والمناصب العليا، ونستطيع أن نستذكر منهم خسرو باشا الذي ترقى في هذه المؤسسة حتى أصبح واليا "بكلر بكي" على ديار بكر، ثم واليا على مصر، كما ارتقى المعمار المشهور "سنان" من هذه المؤسسة حتى أصبح رئيس المعماريين في الدولة العثمانية[4].
 
ويعترف المؤرخ الأميركي ويل ديورانت بالأدوار المهمة والمناصب القيادية والثقة المتبادلة بين هؤلاء الجنود المسيحيين الذين تحوَّلوا طواعية إلى الإسلام، وأصبحوا على رأس الجيوش العثمانية وفي القلب منها الانكشارية، ممن جُمعوا عن طريق "الدوشيرمة" وبين السلاطين العثمانيين، ففي معرض حديثه عن تمرد الأمير إسكندر الألباني ضد الدولة العثمانية يقول ديورانت: "كان المجندون الذين تحوَّلوا إلى الإسلام من أبناء المسيحيين يُشكِّلون غالبية الهيئة الإدارية في الحكومة التركية المركزية. وكان حقا علينا أن نتوقع أن يخشى السلطان المسلم إحاطته برجال يحبون "الزعيم الوطني الألباني" إسكندر برج، ويحنون إلى دين آبائهم، والأمر على النقيض من ذلك، فإن سليمان (القانوني) آثر هؤلاء المتحوِّلين عن دينهم، لأن في الإمكان تدريبهم منذ نعومة أظفارهم على مهام محددة في الإدارة. والأرجح أن بيروقراطية الدولة العثمانية كانت أقدر ما وجد من نوعها في النصف الأول من القرن السادس عشر"[5].
 
ومع هذه الأدوار المهمة واللافتة التي أدَّاها المتخرجون في أوجاقات العجمية من ذوي الأصول المسيحية من رعايا العثمانيين، ففي عصور تأخُّر الدولة العثمانية قد وقعت الكثير من الأخطاء الكبيرة في تطبيق قوانين نظام "الدوشيرمة" أو التجميع، بل وقعت مظالم حقيقية، وقد لفت العديد من المؤرخين والباحثين في عصر الدولة العثمانية أنظارنا إلى هذا الأمر من خلال المصادر المختلفة، على رأسها ما يمكن قراءته في مصادر "سياست نامه"، وهي سجلات الوقائع السياسية في تلك العصور، فإن الموظف المسؤول عن عملية التجميع في تلك الفترة كان يُطلق عليه اسم "زاغارجي" أو "السكبان"، وهما صنف من رجالات الانكشارية، فحين ضعفت رقابة الدولة والقضاء على آليات وضوابط تطبيق الدوشيرمة، وابتُعد عن القوانين والشروط الواجب توافرها في مَن كان يُختار من أبناء المسيحيين، وقعت المظالم التي كان منها اختيار الابن الوحيد للأُسَر المسيحية مقابل رشوة الموظف المسؤول عن هذه العملية، وهذا -كما رأينا- كان ممنوعا في العصور السابقة بنص القانون وفرمان السلطان، وكان ذلك الموظف الانكشاري يُعلِّق الرجل الذي يعترض على هذا الظلم في عملية الاختيار من قدميه، والمرأة المعترضة من شعرها، وحين تلوث هذا الرافد المهم للجيش العثماني ومن ثم قوته الضاربة "الانكشارية"، وانتشرت هذه المظالم، فسد نظام الانكشارية، ومن ثم مؤسسات الدولة الأخرى[6].
 
وهكذا كان للعلاقة بين الاجتهاد في الفقه الحنفي الذي أجاز بعض فقهائه زمن السلطان العثماني مراد الأول الاستفادة من أبناء المسيحيين في الجيوش العثمانية دوره في تطور وخروج قانون الدوشيرمة واستمراره لمدة ثلاثمئة عام تقريبا، وقد نجحت هذه الآلية في إمداد الدولة العثمانية برافد لا ينقطع من الجنود الأقوياء والأصحاء الذين سعوا بدورهم بل وبدفع الرشا في أحيان كثيرة إلى الانضمام إلى الجيش العثماني ومؤسسته الضاربة "الانكشارية" لبلوغ أعلى المقامات وأرفع المنازل، وهو ما حدث بالفعل!
———————————————————————–

المصادر

[list="box-sizing: border-box; color: rgb(0, 0, 0); font-family: Al-Jazeera, \"Helvetica Neue", Helvetica, Arial, sans-serif; background-color: rgb(255, 255, 255);"][*]آق قوندوز: الدولة العثمانية المجهولة ص72.
[*] ABDÜLKADİR ÖZCAN, DEVŞİRME
[*] İsmail Hakkı Uzunçarşılı, Kapukulu Ocaklar 1,5 vd.
[*]آق قوندوز: السابق ص74، 75.
[*] ديورانت: قصة الحضارة 26/112.
[*] Yavuz ERCAN, Devşirme Sorunu, s679 – 726.
[/list]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
كنج عثمان..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عثمان بن عفان
» ” الدكتور عثمان حسين طه “
» زوجات عثمان بن عفان
» محمد إسعاف عثمان النشاشيبي
» الدكتور سفيان عبد الرحمن عثمان تايه

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: شخصيات :: شخصيات تاريخيه-
انتقل الى: