منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  فلسطين.. أحداث ومعارك ساخنة وقعت في رمضان (تسلسل زمني)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

   فلسطين.. أحداث ومعارك ساخنة وقعت في رمضان (تسلسل زمني) Empty
مُساهمةموضوع: فلسطين.. أحداث ومعارك ساخنة وقعت في رمضان (تسلسل زمني)      فلسطين.. أحداث ومعارك ساخنة وقعت في رمضان (تسلسل زمني) Emptyالثلاثاء 19 أبريل 2022, 6:56 pm

فلسطين.. أحداث ومعارك ساخنة وقعت في رمضان (تسلسل زمني)

جذوة المقاومة المشتعلة في فلسطين تزداد في شهر رمضان 

فور انتهاء صلاة الجمعة، فجر 14 رمضان 1443 هجريا، الموافق 15 أبريل/نيسان 2022، باغتت قوات إسرائيلية المصلين في المبنى القبلي المسقوف من المسجد الأقصى بوابل من الرصاص والقنابل الغازية والصوتية.

استمر الهجوم عدة ساعات وانتهى باعتقال وإصابة أكثر من 500 مصل، في مشهد يعيد للأذهان التوتر الذي شهده المسجد خلال شهر رمضان السابق، والذي تدحرج إلى مواجهة عسكرية في قطاع غزة، بدأت في 28 رمضان 1442، الموافق العاشر من مايو/أيار 2021، واستمرت 10 أيام.

في عودة سريعة إلى الماضي القريب والبعيد، فإن فلسطين عاشت أحداثا كبرى وهامة في هذا الشهر الكريم، نعرض في ما يلي أبرزها، ونبدأ بالأحداث الكبرى ثم العمليات التي نفذها شخص أو مجموعة أشخاص.

معركة عين جالوت
ـ 26 رمضان 658 ـ 4 سبتمبر/أيلول 1260: وقعت المعركة في منطقة عين جالوت، نسبة لاسم قرية بين مدينتي بيسان ونابلس، شمالي فلسطين، وقادها سلطان مصر المملوكي سيف الدين قُطز، وفيها تم القضاء على خطر المغول الذي استمر 40 عاما، وأوغل دمارا في العراق بعد إسقاط الخلافة العباسية، وحاول السيطرة على مصر والعالم الإسلامي.

معركة حِطّين
ـ 26 رمضان 583 – 5 ديسمبر/كانون الأول 1187: حطين اسم منطقة في الشمال الفلسطيني بين طبريا والناصرة، وفيها اشتبك المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي، مع الصليبيين، وانتهت المعركة بانتصار المسلمين وانتهاء الاحتلال الصليبي في القدس بعد 88 عاما من الفساد، وقتل معظم سكانها، وتحويل أجزاء من المسجد الأقصى إلى كنيس وإسطبل للخيول.

مجزرة اللد
ـ 5 رمضان 1367 -11 يوليو/تموز 1948: ارتكبت القوات الإسرائيلية المجزرة في المدينة الواقعة وسط فلسطين التاريخية، وذلك لإخماد ثورة السكان بعد النكبة التي حلت بهم وإقامة إسرائيل على أنقاض قراهم ومدنهم بعد تهجيرها في مايو/أيار من العام نفسه.

ـ نفذ المجزرة وحدة إسرائيلية بقيادة موشيه ديان، تحت وابل من القذائف المدفعية والنيران، بعد انسحاب قوات عربية من المدينة، ولم يشفع للسكان اللجوء لأحد المساجد، فقُتل 176 منهم داخله.

حرب أكتوبر
ـ 10 رمضان 1393 – أكتوبر/تشرين الأول 1973: وقعت حرب العاشر من رمضان أو حرب 6 أكتوبر/تشرين الأول، حسب التسمية العربية، أو "حرب يوم كيبور" أو "عيد الغفران"، وفق التسمية الإسرائيلية، عندما قامت قوات مصرية وسورية بشن هجوم مشترك مفاجئ ضد القوات الإسرائيلية في سيناء والجولان.

ـ تمكنت القوات المصرية من اجتياز قناة السويس، وتجاوز خط "بارليف" وهو عبارة عن تحصينات أقامتها إسرائيل بعد احتلالها سيناء عام 1967.

ـ توقف إطلاق النار يوم 24 أكتوبر/تشرين الأول، ثم بدأت مفاوضات لفض الاشتباك، الذي بدأ فعليا مطلع عام 1974.

مواجهات بالأقصى
ـ 1 رمضان 1409 – 7 أبريل/نيسان 1989: انطلق المصلون بعد صلاة الجمعة في مسيرة داخل ساحات المسجد الأقصى، ورددوا هتافات تؤكد هوية المسجد وإسلاميته، وأحرقوا العلم الإسرائيلي، فبادرتهم القوات الإسرائيلية بوابل من الرصاص والقنابل الغازية فأصيب 9 من المصلين واعتقل 40، ومنع سكان الضفة الغربية من الصلاة في المسجد في أيام الجمعة المتبقية من الشهر.

ـ 10 أبريل/نيسان 1989: قتَل مستوطن إسرائيلي شابا فلسطينيا بالقدس، في حين نفذ عضو الكنيست الإسرائيلي غيئولى كوهين ورئيس بلدية القدس تيدي كوليك اقتحاما استفزازيا للمسجد يوم 11 من الشهر نفسه.

ـ رمضان 1413 ـ فبراير/شباط 1993: نصبت مجموعة الشهيد عماد عقل مع رفيقيه الأسيرين المحررين محمد دخان ورائد الحلاق كمينا لدوريتين إسرائيليتين قرب مقبرة الشهداء شرق مخيم جباليا للاجئين شمال قطع غزة، فقتلوا 3 جنود وأصابوا 4 آخرين.

مجزرة المسجد الإبراهيمي
ـ 15 رمضان 1415 – 25 فبراير/شباط 1994: في الركعة الثانية من فجر الجمعة 15 رمضان، نفذ المستوطن الإسرائيلي باروخ غولدشتاين مجزرة بحق المصلين في المسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل، فاستشهد 29 منهم، وأصيب العشرات، وقتل المنفذ، ثم اندلعت في الضفة الغربية وقطاع غزة.

"أيام الغضب"
ـ 2 رمضان 1425 – 16 أكتوبر/تشرين الأول 2004: نهاية معركة "أيام الغضب" -حسب التسمية الفلسطينية- مع قوات الاحتلال التي شنت عملية عسكرية بريّة شمالي قطاع غزة في الفترة ما بين 29 سبتمبر/أيلول (15 شعبان) وحتى 16 أكتوبر/تشرين الأول (2 رمضان) وانسحبت من دون تحقيق هدف وقف إطلاق القذائف على المستوطنات.

"الجرف الصامد"
ـ 11 رمضان 1435 – 8 يوليو/تموز 2014: شنت إسرائيل حربا على قطاع غزة أطلقت عليها "الجرف الصامد" وسمتها الفصائل "العصف المأكول"، استمرت 50 يوما وأسفرت عن استشهاد 1742 فلسطينيا، بينهم 530 طفلا و302 امرأة، وفق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.

ـ تم تدمير 62 مسجدا بالكامل و109 مساجد جزئيا، وكنيسة واحدة جزئيا، و10 مقابر إسلامية ومقبرة مسيحية واحدة، ونحو 13 ألف منزل.

ـ قُتل 64 جنديا إسرائيليا و6 مدنيين بينهم امرأة، وجرح نحو 720 آخرين، وأسر حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عددا من الجنود الإسرائيليين.

ـ خلال الحرب نفذت حماس عدة عمليات خلف خطوط الجيش الإسرائيلي، وضربت مدنا إسرائيلية برشقات صاروخية.

"سيف القدس"
ـ 28 رمضان 1442 ـ 10 مايو/أيار2021: كتائب القسام تطلق عملية "سيف القدس" وتوجه ضربات صاروخية لمدن القدس وتل أبيب، ردا على الانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح في القدس، ودعوات استيطانية لتنفيذ اقتحام جماعي للأقصى.

ـ استشهد نحو 260 فلسطينيا في القصف الإسرائيلي على غزة.

اقتحام الفجر
ـ 14 رمضان 1443 ـ 15 أبريل/نيسان 2022: في أثناء صلاة الفجر باغتت قوات إسرائيلية المصلين في المبنى القبلي المسقوف من المسجد الأقصى بوابل من الرصاص والقنابل الغازية والصوتية، وأصابت العشرات واعتقلت المئات.

عمليات متفرقة
في ما يلي أبرز العمليات التي نفذها شخص أو مجموعة أشخاص منذ عام 2001:

ـ 16 رمضان 1422 ـ 1 ديسمبر/كانون الأول 2001: نفذ الفلسطينيان أسامة محمد عيد بحر ونبيل محمود جميل حلبية عمليتي تفجير في القدس، مما أسفر عن مقتل 11 إسرائيليا وإصابة 190 آخرين.

ـ 17 رمضان 1422 ـ 2 ديسمبر/كانون الأول 2001: فجر الفلسطيني ماهر حبيشة، من مدينة نابلس، نفسه في حافلة إسرائيلية بمدينة حيفا فقتل 16 إسرائيليا على الأقل وجرح 55 آخرين.

ـ 10 رمضان 1423 – 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2002: 3 فلسطينيين ينتمون إلى سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي -أكرم الهنيني وذياب المحتسب وولاء سرور- ينفذون عملية مشتركة في مدينة الخليل أدت إلى مقتل 12 ضابطا وجنديا.

ـ 16 رمضان 1423 – 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2002: الفلسطيني نائل أبو هليل (23 عاما) يفجر نفسه في حافلة إسرائيلية بالقدس، ويقتل 12 إسرائيليا ويصيب 47 آخرين، وكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس تعلن مسؤوليتها عن العملية.

ـ 4 رمضان 1425 ـ 18 أكتوبر/تشرين الأول 2004: الاستشهاديان عبد العزيز الجزار وعبد الستار الجعفري ينفذان عملية عند معبر صوفا جنوبي غزة، أصابت 6 من جنود الاحتلال بجراح متفاوتة.

ـ 21 رمضان 1431- 31 أغسطس/آب 2010: مقتل 4 مستوطنين، في عملية إطلاق نار تجاه مركبتهم على مدخل مستوطنة "كريات أربع"، شرقي مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.

ـ رمضان 1436 ـ يونيو/حزيران 2015: وقعت عملية إطلاق نار قرب مستوطنة "دوليف" بمحيط رام الله على سيارة للمستوطنين من مسافة صفر، فقتل مستوطن وأصيب آخر، وفي رمضان من العام ذاته نفذ فلسطيني من الخليل عملية طعن قرب باب العامود بالقدس المحتلة استهدفت شرطيين إسرائيليين.

عملية ثلاثية
ـ 13 رمضان 1437 – 8 يونيو/حزيران 2016: نفذت المقاومة 10 عمليات فدائية تنوعت بين إطلاق النار والطعن، فقتلت 6 إسرائيليين وجرحت 15 آخرين، أخطرها حين دخل محمد وخليل مخامرة -وهما ابنا عم من بلدة يطا بالضفة الغربية- إلى مجمع "سارونا" التجاري قرب مقر وزارة الحرب بتل أبيب، وأطلقا النار على المستوطنين، فقتلا 4 وأصابا 40.

ـ 21 رمضان 1438 – 16 يونيو/حزيران 2017: نفذ 3 فلسطينيين من رام الله، وهم عادل عنكوش وأسامة عطاء وبراء صالح، هجوما جماعيا بإطلاق النار والطعن بالسكاكين في القدس ضد جنود الاحتلال، مما أسفر عن مقتل مجندة وإصابة آخرين.

ـ 26 رمضان 1438- 21 يونيو/حزيران 2017: مقتل 3 مستوطنين من سكان مستوطنة حلميش، وسط الضفة الغربية، في عملية طعن نفذها الشاب الفلسطيني، عمر العبد، من بلدة كوبر شمالي رام الله.

ـ هاجم 3 فلسطينيين من عائلة جبارين -والثلاثة أسماؤهم محمد من مدينة أم الفحم داخل فلسطين المحتلة- قوات الأمن الإسرائيلية في المسجد الأقصى، فقتلوا إسرائيليين اثنين، واستشهد الثلاثة.

رعد حازم
ـ 6 رمضان 1443 ـ 7 أبريل/نيسان 2022: خرج الشاب رعد حازم (29 عاما) من منزله بمخيم جنين (شمال الضفة الغربية) حتى وصل إلى شارع ديزنغوف، المسمى على اسم مؤسس تل أبيب مائير ديزنغوف، والموسوم تاريخيا بأشهر العمليات الفدائية التي قتل فيها ما لا يقل عن 40 إسرائيليا.

ـ فتح حازم نيران سلاحه على الموجودين في الشارع ليترك خلفه 5 من القتلى و6 جرحى.

ـ بهدوء تام، انسحب رعد وجلس على كرسي قبل أن يختفي عن الأنظار، لتبدأ قوات الاحتلال الإسرائيلي البحث عن منفذ العملية التي وقعت في أحد أكثر الشوارع حساسية وأهمية في إسرائيل.

ـ بينما كانت تل أبيب -التي يطلق عليها سكانها المدينة التي لا تنام- تغلق حاناتها ومطاعهما ومراقصها بعد العملية، تنفيذا لتعليمات الأمن وتحسبا لظهور المسلح الشبح مرة أخرى، كان رعد حازم يتخطى كافة الإجراءات الأمنية متجها إلى مدينة يافا.

ـ 8 ساعات استغرقت علمية البحث عن المسلح الشبح، بحثت خلالها قوات الاحتلال في أزقة تل أبيب، وحتى لحظة استشهاده في مدينة يافا قرابة السادسة من فجر السابع من رمضان الذي صادف الجمعة الأولى من الشهر الكريم، والموافق الثامن من أبريل/نيسان 2022.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

   فلسطين.. أحداث ومعارك ساخنة وقعت في رمضان (تسلسل زمني) Empty
مُساهمةموضوع: رد: فلسطين.. أحداث ومعارك ساخنة وقعت في رمضان (تسلسل زمني)      فلسطين.. أحداث ومعارك ساخنة وقعت في رمضان (تسلسل زمني) Emptyالثلاثاء 19 أبريل 2022, 6:57 pm

   فلسطين.. أحداث ومعارك ساخنة وقعت في رمضان (تسلسل زمني) D8d6dbca-5f93-4980-92dc-21dd1b7ec178



حروب إسرائيل.. من الليطاني إلى غزة
حروب ضد الفلسطينيين
في مواجهة المقاومة اللبنانية

بعد حرب 1973 ظنّت إسرائيل أن هذه آخر حروبها، وقد صدقت في ذلك بمعنى ما، إذ أن الحرب الرابعة كانت حقا آخر حروب الجيش الإسرائيلي مع الجيوش العربية النظامية، بيد أنها لم تكن آخر الحروب الإسرائيلية.

هكذا، فبعد أن صمتت الجبهات الرسمية دخلت إسرائيل في سلسلة من الحروب ضد المقاومة الفلسطينية في لبنان، في عام 1978 و1982، وفي الضفة وغزة المحتلتين عام 2002 و2003 ، وفي غزة عام 2008 و20012 و2014، وضد المقاومة اللبنانية عام 1993 و1996 و2006، هذا إلى جانب الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى (1987-1993) والثانية (2000-2004) والمواجهات العسكرية المتفرقة بين القوات الإسرائيلية وفصائل المقاومة في لبنان وفلسطين.

يتبيّن من ذلك أن إسرائيل، التي قامت بوسائل القوة والعدوان، هي أكثر دولة خاضت حروبا في تاريخها، منذ قيامها (1948)، مع 14 حربا بمعدل واحدة كل خمسة أعوام تقريبا، أربع منها مع الجيوش العربية النظامية، وعشر ضد المقاومتين الفلسطينية واللبنانية (سبع للأولى وثلاث للثانية). وفيما كان الفارق الزمني للحروب مع الجيوش العربية النظامية يستغرق عشرة أعوام تقريبا، بات في عهد الحروب غير النظامية، أو الحروب ضد المقاومة، يستغرق ثلاثة إلى أربعة أعوام.

"
كانت حملة الليطاني في مارس/آذار 1978، هي أولى حروب إسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية. وقد شنّنت إسرائيل هذه الحرب بذريعة عملية الشهيد كمال عدوان، التي قادتها الفدائية دلال المغربي "
كما يتبيّن من ذلك أن إسرائيل أخفقت في مسألتين أساسيتين، أولاهما، ادعاءها أنها قامت كملاذ آمن لليهود، فإذا بها أكثر مكان تواجه فيه حياتهم تهديدا، بسبب السياسات العدوانية والاحتلالية التي تنتهجها حكومات إسرائيل، وإذا بها، أيضا، بمثابة دولة عسكرية تطلب دعم العالم لضمان أمنها واستقرارها وتفوّقها. وثانيتهما، ادعاءها أنها دولة رادعة، وأن جيشها لا يقهر، الأمر الذي ينفيه واقع خوضها كل هذه الحروب، وأنها لم تعد تلك الدولة التي يعتمد عليها كقاعدة لحماية المصالح الأميركية في المشرق العربي، بعد أن جاءت صواريخ "باتريوت" لحمايتها من الصواريخ العراقية (2001)، وبعد انسحابها الأحادي من جنوب لبنان (2000) وقطاع غزة (2005).

صحيح أن المقاومة لم تستطع تحرير فلسطين، أو تحقيق هزيمة لإسرائيل، بالمعنى التاريخي والوجودي، إلا أنها استطاعت لجم إسرائيل، والتوضيح لها أن ثمة حدودا لعنجهيتها، وقدراتها العسكرية.

حروب ضد الفلسطينيين
كانت حملة الليطاني (نهر في جنوبي لبنان) في مارس/آذار 1978، هي أولى حروب إسرائيل ضد المقاومة الفلسطينية. وقد شنّت إسرائيل هذه الحرب بذريعة عملية الشهيد كمال عدوان، التي قادتها دلال المغربي الفدائية من "فتح".

وقد استطاعت إسرائيل في هذه الحرب إزاحة قواعد الفدائيين إلى شمال نهر الليطاني، بعمق 10 كلم عن الحدود، وإقامة ما سمي في حينه منطقة آمنة تحت إدارة "جيش لبنان الجنوبي". وقد استغرقت هذه الحرب سبعة أيام، ونجم عنها مصرع حوالي 1160 من اللبنانيين والفلسطينيين، وتشريد عشرات ألوف اللبنانيين من قراهم وبلداتهم، في حين لقي عشرون من الجنود الإسرائيليين مصرعهم في هذه الحرب، وهذا مفهوم بسبب استخدام إسرائيل لسلاح الطيران والمدفعية والصواريخ، وتجنبها الاشتباك المباشر.

وكان الغزو الإسرائيلي للبنان (1982)، أو ما أسمته إسرائيل حرب "سلامة الجليل"، هو الحرب الثانية ضد المقاومة الفلسطينية المسلحة، وآخر الحروب الإسرائيلية الفلسطينية في بلد عربي. إذ تمكنت القوات الإسرائيلية من الوصول إلى بيروت ومحاصرتها لثلاثة أشهر، مع قصف جوي ومدفعي وبحري مستمر، ما اضطر قيادة منظمة التحرير للموافقة على عرض الخروج الآمن لقوات المقاومة في إطار صفقة رعتها الإدارة الأميركية وقتها.

وقد نجم عن هذه الحرب مصرع نحو 14 ألفا من اللبنانيين والفلسطينيين مقابل أربعمائة من الإسرائيليين. (أليكس فيشمان: "كم عدد شهداء جيش الدفاع الإسرائيلي في حرب لبنان؟"، يديعوت أحرونوت، 14/4/2000).

إبان الانتفاضة الثانية (2000-2004)، التي غلب عليها طابع الصراع العسكري، شنت إسرائيل حملتين عسكريتين على المقاومة الفلسطينية المسلحة المتمثلة بكتائب شهداء الأقصى وكتائب العودة التابعتين لحركة فتح، وكتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس، وغيرها.

الحملة الأولى تحت اسم "السور الواقي" (مارس/آذار 2002)، والثانية باسم "الطريق الحازم"، وقد نجم عنهما معاودة احتلال مناطق السلطة الفلسطينية، وتقويض البنى التحتية لفصائل المقاومة، ومحاصرة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات في مقره في رام الله، إلى حين رحيله للعلاج في فرنسا حيث توفي هناك (أواخر عام 2004).

ويمكن اعتبار الانتفاضة الثانية الذروة في المواجهات العسكرية الفلسطينية الإسرائيلية، إذ نجم عنها مصرع حوالي 1060 إسرائيليا، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ الصراع الإسرائيلي مع الفلسطينيين مقابل حوالي خمسة آلاف شهيد فلسطيني.

"
يمكن اعتبار الانتفاضة الثانية الذروة في المواجهات العسكرية الفلسطينية  الإسرائيلية، إذ نجم عنها مصرع حوالي 1060 إسرائيليا، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ الصراع مقابل حوالي خمسة آلاف شهيد فلسطيني
"
وفي هذه المواجهات تحولت المقاومة الفلسطينية، من قواعد حرب الشعب طويلة الأمد، التي تستخدم إستراتيجية حرب الضعيف ضد القوي، والتي تحرص ما أمكن على تحييد القوة العاتية للعدو التي يتفوق فيها، وتشتغل على استنزافه وإرهاقه، وخلق التناقضات في صفوفه، ورفع كلفة احتلاله، إلى مربع المواجهات المسلحة، بخاصة وفق نمط العمليات التفجيرية، والقصف الصاروخي، ما سهّل على إسرائيل تجريد كل قوتها ليس فقط لضرب المقاومة المسلحة، وإنما أيضا لشل قدرة الشعب على المقاومة.

 
وهكذا، وبدلا من أن تستنزف المقاومة الفلسطينية المسلحة عدوها، قام هو باستنزافها، وإنهاكها وشل حركتها، والتشكيك بمقاصدها على الصعيد الدولي.
وطبعا فقد اختلفت هذه الانتفاضة عن الانتفاضة الأولى (1987 – 1993)، التي طغى عليها طابع الانتفاضة الشعبية (وإن اشتملت على عمليات مسلحة، في الأراضي المحتلة عام 1967)، ونجم عنها مصرع حوالي 1600 من الفلسطينيين، مقابل 183 إسرائيليا فقط.

مع ذلك فإن هذه الانتفاضة حققت مكاسب كبيرة، إذ أسهمت بخلخلة أمن إسرائيل، وأثارت تناقضاتها الداخلية، وقوّضت صورتها الخارجية، ووضعت قضية فلسطين على الخارطة الدولية وجلبت التعاطف الدولي معه.

الحرب الخامسة هي حملة "الرصاص المصبوب" التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة (أواخر 2008 إلى أوائل 2009)، في إطار سعيها لإضعاف حكم حماس، ومحاولة تحرير الأسير جلعاد شاليط، الذي كانت هذه الحركة أسرته في عملية سابقة، وفي مسعى للقضاء على القدرة الصاروخية التي راكمتها.

وقد نجم عن هذه العملية التي اتسمت بالوحشية مصرع 1391 فلسطينيا، منهم 344 قاصرا و110 من النساء، في المقابل لقي تسعة إسرائيليين مصرعهم في هذه الحرب منهم ستة عسكريين.

أما الحرب السادسة، فقد اسمتها إسرائيل "عمود السحاب" (نوفمبر/تشرين الثاني 2012)، واستمرت أسبوعا كاملا، وقد نجم عنها مصرع 191 فلسطينيا وأصيب 1526 بجراح، غالبيتهم من الأطفال والنساء والمسنين، مقابل مصرع ستة إسرائيليين.

وها نحن إزاء الحرب السابعة التي تشنها إسرائيل بوحشية ضد الفلسطينيين، وهي الثالثة من نوعها التي تشنها ضد قطاع غزة، وحركة حماس، في محاولة منها لتطويع الفلسطينيين، وتدمير قدرات حماس الصاروخية، وإضعاف طاقتها على المقاومة.

وفي الواقع فإن حركة "حماس" بدت هذه المرة مهيأة بشكل أفضل لحرب كهذه، كما ظهرت في أيامها الأولى، بل استطاعت توجيه مئات الصواريخ إلى مناطق حيفا وتل أبيب والقدس، في سابقة غير معهودة. وفيما لم يعرف بعد حجم الخسائر الإسرائيلية، وفيما صدت "القبة الحديدية" نسبة كبيرة من الصواريخ الحمساوية، فقد أدت وحشية إسرائيل وقصفها العشوائي إلى مصرع أكثر من مائة من الفلسطينيين وتدمير مئات البيوت بشكل كلي أو جزئي.

في مواجهة المقاومة اللبنانية
شنت إسرائيل أول حرب ضد المقاومة اللبنانية باسم "تصفية الحساب" (يوليو/تموز 1993)، وشملت قصفا جويا وبريا لمناطق جنوب لبنان والبقاع والشمال وضواحي بيروت، ودامت سبعة أيام، في محاولة منها لتحجيم قدرات حزب الله.

وقد أدت هذه الحرب إلى مصرع أكثر من 120 لبنانيا وتهجير عشرات الألوف إضافة إلى الخسائر المادية، في حين لقي 26 جنديا إسرائيليا مصرعهم. وانتهت هذه العملية بوساطة أميركية، وعرف الاتفاق الشفهي باتفاق "يوليو/تموز" الذي نص على منع استخدام صواريخ كاتيوشا داخل الأراضي الإسرائيلية من قبل حزب الله.

أما الحرب الثانية التي شنتها إسرائيل على لبنان فكانت باسم "عناقيد الغضب" (أبريل/ نيسان 1996) واستمرت لأسبوعين، واستخدمت فيها جميع قطاعات الجيش البرية والبحرية والجوية. وقد ارتكبت إسرائيل في هذه الحرب مجزرة "قانا"، التي قتل فيها حوالي مائة شخص وجرح أكثر من 150 آخرين. وكان إجمالي ضحايا هذه الحرب 175 شهيدا وثلاثمائة جريح، ونزوح عشرات الألوف، إضافة الى أضرار مادية كبيرة في المنشآت.

جدير بالذكر أن هاتين الحربين شنتهما إسرائيل قبل انسحابها من جنوبي لبنان وبقاعه الغربي، بشكل أحادي (مايو/أيار 2000)، تحت ضغط المقاومة، وفي محاولة منها للتخلص من العبء الأمني والسياسي والاقتصادي والأخلاقي الناجم عن احتلال جزء من أراضي لبنان، وكاستجابة للضغط الداخلي من أجل الخروج من هذا البلد.

وعدا عن هاتين الحربين فإن فترة الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان شهدت عمليات مقاومة، نجم عنها استشهاد 1276 شهيدا من حزب الله (بحسب مصادر هذا الحزب). وبحسب بعض المصادر فإن شهداء لبنان بين 1983 – 2000 بلغ حوالي 1752 شهيدا (حيدر الحسيني، "المستقبل" 25/5/2000)، أو 1900 (عبير جابر، السفير، 29/5/2001 )، في حين قتل من الإسرائيليين على يد المقاومة اللبنانية حوالي 860 ضابطا وجنديا، في قرابة عقدين.

"
لا يمكن نقل تجربة حزب الله لفلسطين، ففي لبنان ثمة دولة ذات سيادة، وعمق ومدى إستراتيجي مفتوح، عكس الوضع المغلق للأراضي المحتلة، كذلك فإن مكانة الأراضي الفلسطينية غير اللبنانية، بالنسبة للإسرائيليين
"
أما بعد ذلك فقد أدى انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان إلى سحب ورقة المقاومة من حزب الله، حيث توقفت عملياته، منذ ذلك الحين إلى لحظة خطف الجنديين الإسرائيليين (2006) الذي استدرج بدوره حربا مدمرة شنتها إسرائيل ضد لبنان، حيث دمرت مساحات واسعة من الضاحية الجنوبية لبيروت وبعض بلدات وقرى جنوب لبنان. كما استهدفت الجسور والطرق وشبكات الكهرباء والهاتف والبنى التحتية.

وقد رد حزب الله على ذلك بقصف صاروخي لمنشآت ومواقع عسكرية ومدنية إسرائيلية وصل مداها للمرة الأولى إلى مدينة حيفا. وقد نجم عن هذه الحرب العدوانية، التي استمرت أربعة أسابيع، مصرع 1300 من اللبنانيين وجرح نحو أربعة آلاف منهم معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى نزوح نحو مليون شخص عن منازلهم وقراهم.

بالمقارنة بين تجربتي المقاومة الفلسطينية واللبنانية، إزاء الحروب مع إسرائيل، يمكن ملاحظة أن الوضع الفلسطيني أضعف، بالقياس لوضع حزب الله في لبنان (محليا وإقليميا)، ناهيك عن أن التجربتين مختلفتان، كما أن حزب الله يتمتع بوضعية دولة داخل دولة، وله دولة إقليمية كبرى تسنده وتتبناه، سياسيا وعسكريا وماليا بشكل كامل لاعتبارات باتت معروفة.

وعلى أية حال فلا يمكن نقل تجربة حزب الله إلى فلسطين، ففي لبنان ثمة دولة ذات سيادة، وعمق ومدى إستراتيجي مفتوح، عكس الوضع المغلق للأراضي المحتلة، كذلك فإن مكانة الأراضي الفلسطينية هي غير الأراضي اللبنانية، بالنسبة للإسرائيليين.

وعلى أية حال فإن الفلسطينيين رغم صعوبة أوضاعهم وضعف إمكاناتهم أثبتوا أنهم لوحدهم يستطيعون خلخلة أمن إسرائيل ورفع كلفة الاحتلال، وكشف هذه الدولة العنصرية والإرهابية والاستعمارية على حقيقتها، ولكن مشكلتهم تكمن في أن هزيمتها تحتاج لواقع عربي ودولي آخر، كما يحتاج منهم إدارة أفضل لأحوالهم وتطوير بناهم. حمى الله غزة وأهلها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

   فلسطين.. أحداث ومعارك ساخنة وقعت في رمضان (تسلسل زمني) Empty
مُساهمةموضوع: رد: فلسطين.. أحداث ومعارك ساخنة وقعت في رمضان (تسلسل زمني)      فلسطين.. أحداث ومعارك ساخنة وقعت في رمضان (تسلسل زمني) Emptyالثلاثاء 19 أبريل 2022, 6:58 pm

حروب إسرائيل في لبنان: المضامين والأجندات والأهداف

هذه الحرب الإسرائيلية العدوانية التدميرية التي شنتها دولة "إسرائيل" على لبنان ابتداء من 12 يوليو/تموز 2006 ليست ردة فعل أو عملية انتقامية أو ردعية أو غير ذلك من المزاعم الإسرائيلية.. وإنما هي حرب مخططة مبيتة كانت تنتظر اللحظة المناسبة فقط, كما وثقت جملة من المصادر الإسرائيلية والأميركية وغيرها.

كما أنها ليست حربا طارئة أو مرحلية أو انتقامية لمرة واحدة وانتهت الحكاية, وإنما هي بالأساس وفي الجوهر حرب استمرارية للحروب الإسرائيلية السابقة التي استهدفت لبنان وشعبها ومقاومتها على مدى الستين عاما الماضية, وهي حرب مبيتة تستند إلى مشاريع ومخططات وأهداف وأطماع صهيونية تاريخية وإستراتيجية معا.

ولذلك نوثق أن هذه الحرب الإسرائيلية التدميرية الشاملة ضد لبنان ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في سياق حروبها, طالما أن "إسرائيل" أخفقت فيها بتوجيه ضربة قاضية لحزب الله وطالما أن إستراتيجية الهيمنة الصهيونية على المنطقة قائمة.


"
وفقا لجملة لا حصر لها من الوثائق, فإن الأطماع الصهيونية في الأراضي العربية وفي المياه العربية وفي الهيمنة الإستراتيجية على المنطقة برمتها قائمة منذ نشأة الحركة الصهيونية حتى يومنا هذا
"
إستراتيجية الهيمنة الصهيونية
ولذلك من المفيد في هذا السياق هنا أن نقف بالعناوين المكثفة أمام أهم أدبياتهم.

فوفقا لجملة لا حصر لها من الوثائق, نجد أن تلك الإطماع الصهيونية في الأراضي العربية وفي المياه العربية وفي الهيمنة الإستراتيجية على المنطقة برمتها قائمة منذ نشأة الحركة الصهيونية حتى يومنا هذا, فمنذ البدايات كان بن غوريون أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني قد أشار في تقرير قدمه أمام المجلس العالمي لعمال صهيون عام 1937 إلى الأهداف الإستراتيجية الصهيونية بعيدة المدى في المنطقة.

وعززت وثيقة بالغة الخطورة أطلق عليها اسم الخطة الإستراتيجية للجيش الإسرائيلي لعام 1956-1957 النزعة الإستراتيجية الصهيونية الموثقة بأقوال بن غوريون وغيره أعلاه.

وقد نقل الوثيقة إلى اللغة الإنجليزية السياسي الهندي ر.ك. كرانجيا ونشرها في كتابه "خنجر إسرائيل" الطبعة الأولى 1958 ص45 وما جاء على لسان قادة الجيش الإسرائيلي فيها ".. لذا يجب أن نضع نصب أعيننا في كل الخطط التي نرسمها الهدف المزدوج التالي:

1- الاستيلاء على الأراضي ذات الأهمية الجوهرية لنا في زمن الحرب وذلك كهدف أدنى.

2- الاستيلاء على الأراضي الكفيلة بأن تسد كل احتياجاتنا وذلك كهدف أقصى.

وأوضحت الوثيقة/الخطة "أن الهدف الإقليمي الأدنى لإسرائيل هو احتلال المناطق المجاورة لقناة السويس ونهر الليطاني والخليج الفارسي لأنها تنطوي على أهمية حيوية -المصدر السابق نفسه ص 81"-.

وجاء في تقرير إسرائيلي آخر: لقد اعتبر الصهاينة أرض إسرائيل المعلنة تلك الممتدة من الليطاني وحتى سيناء ومن الجولان حتى البحر -عن نشرة كيفونيم العبرية- 16/2/1985.

الملفات العربية الكبرى في دائرة الاستهداف
وانتقالا من تلك الأدبيات والخلفيات والأطماع والأهداف الإستراتيجية الصهيونية -وهناك غيرها الكثير والكثير- إلى المشهد الراهن وفي هذا السياق الإستراتيجي الإسرائيلي ذاته ركزت المؤسسة الإسرائيلية العسكرية والأمنية والسياسية على نحو خاص على دول الدائرة العربية الثانية المحيطة بـ"إسرائيل" ودأبت على مدى الزمن الماضي من عمر الصراع على استثمار كافة الطاقات والإمكانات واللحظات المناسبة من أجل ضرب وتفكيك وتطويع هذه الدول التي اصطلح على تسميتها مؤخرا بـ"الملفات العربية الكبرى".

ويشرح هذا المصطلح بصورة مكثفة جدا الخلفيات والأجندات الحقيقية التي تقف وراء كافة الأحداث الجارية المتسارعة على جبهات فلسطين ولبنان وسوريا والعراق بدءا من الملف الفلسطيني أولا مرورا بالملف العراقي ثانيا وصولا إلى الملف السوري-اللبناني ثالثا وصولا إلى كل التطورات المذهلة المتلاحقة تباعا على الصعيدين الإقليمي والأممي وصولا إلى الحرب الإسرائيلية العدوانية الجارية على لبنان رابعا.

القصة في خلفياتها الإستراتيجية أيضا على تماس مباشر بالمشروع الاستعماري الأميركي الجديد الذي روج له وعرف بمشروع "إعادة تشكيل الشرق الأوسط", والقصة كلها من بداياتها إلى ذروتها الراهنة في هذا المشروع هي قصة "إسرائيل" التي تحتل قمة الأجندة السياسية الأميركية في المنطقة العربية والشرق أوسطية.


"
الأحداث في عالمنا العربي تسير وفق أجندة ومخططات ووثائق مشروع "إعادة تشكيل الشرق الأوسط" أو "الشرق الأوسط الجديد", وتتحدث الوثائق التآمرية عن خرائط أميركية إسرائيلية لتفكيك المنطقة العربية في إطار المشروع الأميركي الكبير الجديد المتجدد
"
خرائط الطرق العربية
واستتباعا فإننا نعتقد بقناعة راسخة جدا في ضوء كل ذلك بنظرية المؤامرة الاستعمارية على الوطن والأمة وأن كل الأحداث في عالمنا العربي تسير وفق أجندة ومخططات ووثائق مشروع "إعادة تشكيل الشرق الأوسط " أو "الشرق الأوسط الجديد" ولكن لصالح إسرائيل دائما.

وتتحدث الوثائق التآمرية من ضمن ما تتحدث عنه عن خرائط أميركية-إسرائيلية لتفكيك المنطقة العربية في إطار المشروع الأميركي الكبير الجديد المتجدد.

فهناك أولا "خريطة الطريق الفلسطينية" على سبيل المثال التي تهدف إلى الإجهاز على القضية والحقوق الفلسطينية وإعادة تشكيل المشهد الفلسطيني وفق رؤية الرئيس بوش التي هي في الجوهر أيضا لب الأجندة الإسرائيلية وبالتالي تطويب فلسطين للدولة العبرية إلى الأبد, وهناك خريطة الطريق العراقية, فالسورية/اللبنانية.

لبنان في الإستراتيجية الصهيونية
واستتباعا ولأن الإستراتيجية الصهيونية استهدفت الأوطان والعواصم العربية، امتدت الأطماع الصهيونية لتشمل الأراضي ومصادر المياه العربية والهيمنة الإستراتيجية على المنطقة كلها، فقد احتل لبنان مكانة متقدمة في الإستراتيجية والأطماع الصهيونية التاريخية.

وهنا في هذه المسألة لا بأس أن نتساءل مع الدكتور أحمد صدقي الدجاني -رحمه الله- الذي تساءل يوما: "من أين نبدأ القصة.. متى وضعت الحركة الصهيونية جنوب لبنان هدفا لغزوها ولأطماعها التوسعية؟ وكيف انتقلت إلى التخطيط ثم اجتياح الجنوب؟ ثم متى بدأت تعاني؟ وكيف اضطرت للقيام بانسحاب أول؟ وكيف عمدت إلى اقتراف جرائم حرب بشعة يحفظها كتاب احتلالها؟ وأخيرا كيف اضطرت للانسحاب من الجنوب بمهانة وانهزمت؟ -صحيفة الدستور الأردنية 3/6/2000-".

ويعود بنا الدكتور الدجاني إلى البدايات الأولى القديمة للأطماع الصهيونية في لبنان حيث يكشف الحقائق قائلا:

"تكشف لنا مذكرة بعث بها لورد بلفور إلى لويد جورج رئيس وزراء بريطانيا في 26/6/1919 عن العامل الصهيوني في رسم الحدود، وقد جاء فيها الشيء الرئيسي الذي يجب أن يؤخذ في الاعتبار في تحديد هذه الحدود وهو جعل السياسية الصهيونية ممكنة من خلال إعطاء مجال للتطورات الاقتصادية في فلسطين، ولذا يجب أن تعطي الحدود الشمالية لفلسطين سيطرة كاملة على مصادرة المياه، ويوم ذاك أجمع المسؤولون الإنجليز، في فلسطين، وهم من الصهاينة أو من الموالين للصهيونية على أن ترسم الحدود في مناطق تمكن من الحصول على مياه الليطاني ومياه نهر الأردن معا".

وقد ثبتت الخطة الإستراتيجية للجيش الإسرائيلي المعدة منذ مطلع الخمسينيات -حسب كتاب خنجر إسرائيل- أهداف العمليات الهجومية الإسرائيلية في القطاع الشمالي لفلسطين بالنص التالي:

"إن سلامة مناطقنا الحيوية في الشمال يجب حمايتها عن طريق إنشاء خط دفاعي على طول نهر الليطاني، ولذا يتم إقامة حاجز وقائي يحمي الجليل وحيفا.

إن احتلال الجليل حتى الليطاني سيسهل الدفاع عن الحكومة وسيفصل لبنان عن سوريا. (ر.ك. كرانجيا -مصدر سبق ذكره ص95).


"
الأطماع الصهيونية الإقليمية الجغرافية والاقتصادية قائمة وموثقة على خلاف كافة الادعاءات الرسمية الإسرائيلية القائلة بأن الاجتياحات العسكرية للبنان جاءت رداً على ما أسمته "الإرهاب الفلسطيني" أو "إرهاب حزب الله" وحماية للمستعمرات اليهودية الشمالية
"
تكامل الأهداف العسكرية والإستراتيجية
وهكذا يتبين أمامنا تكامل الأهداف العسكرية الإستراتيجية الإسرائيلية مع الأطماع الاقتصادية والمائية الإسرائيلية في لبنان التي صاغتها "إسرائيل" على مدى السنوات الماضية وعرفت بـ"خريطة الطريق الإسرائيلية الخاصة بلبنان".

فالأطماع الصهيونية الإقليمية الجغرافية والاقتصادية إذن قائمة موثقة، على خلاف كافة الادعاءات الرسمية الإسرائيلية القائلة بأن الاجتياحات العسكرية للبنان جاءت ردا على ما أسمته "الإرهاب الفلسطيني" أو "إرهاب حزب الله" و"حماية المستعمرات اليهودية الشمالية".

على أرضية تلك الإستراتيجية والأطماع والأهداف الصهيونية الموثقة في الأدبيات الصهيونية كان من الطبيعي أن يتعرض الوطن اللبناني -لاعتبارات كثيرة جغرافية وسكانية وعسكرية واقتصادية ومائية وسياسية-، إلى سلسلة طويلة لا حصر لها من الحروب والعمليات والاجتياحات العسكرية, وبالتالي أن يتعرض أهل لبنان إلى معاناة هائلة شاملة لم تترك مجالا من مجالات الحياة إلا ومسته.

خريطة العمليات الحربية والسياسية الإسرائيلية الراهنة
استنادا إلى هذه الخلفيات فقط يمكننا أن نقرأ عمليا الأهداف المبيتة وراء خريطة العمليات الحربية الإسرائيلية الراهنة المستمرة منذ 12 يوليو/تموز 2006 والتي كما هو واضح تشمل كل لبنان بدولته وشعبه ومؤسساته وبنيته التحتية.. إذ أخرجت دولة الاحتلال من أدراجها الخطط الحربية المعدة للعدوان على لبنان.

ولكن على نحو أوضح من كافة الحروب السابقة فإن خريطة العمليات الحربية الإسرائيلية ضد لبنان انطوت هذه المرة على جملة أهداف إستراتيجية تتعلق بإعادة ترتيب خطوط الخريطة العسكرية الإسرائيلية أولا ثم بإعادة ترتيب خريطة الأوضاع اللبنانية الداخلية ثانيا كمقدمة لإعادة ترتيب المشهد السياسي الإستراتيجي الشرق أوسطي الذي تحدثت عنه وزيرة الخارجية الأميركية رايس حينما أعلنت "أن آلام المخاض ستؤدي إلى ولادة شرق أوسط جديد".

ولكن يمكن أن نثبت هنا أن خريطة العمليات الحربية الإسرائيلية لم تسر وفق الرياح الإسرائيلية وعلى هواها ما أدى إلى محاولات أميركية-إسرائيلية مشتركة إلى حصد الأهداف السياسية والإستراتيجية المبيتة عبر السياسة والدبلوماسية وعبر ما عرف بـ"رزمة الصفقة".


"
في سياق قراءتنا الإستراتيجية لتداعيات الحرب الإسرائيلية العدوانية السادسة فإن على الجميع عربيا الاستعداد لحرب أميركية/إسرائيلية عدوانية أخرى في الأفق المنظور, إذ لن تطول الأمور
"
الاستعداد للجولة الحربية القادمة
ولذلك وبعد أن خرجت "إسرائيل" خالية الوفاض من حربها على لبنان وحزب الله وبعد أن أجمعت شتى المصادر والتحليلات والتقديرات العسكرية على أن "إسرائيل" منيت بهزيمة حارقة في لبنان أمام حزب الله بالنظر إلى إخفاقها الكامل في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية على حد سواء ونظرا لإصابتها بإصابات إستراتيجية مؤلمة لم ترد في كل حساباتها وتقديراتها الحربية, فقد كان وما زال من أخطر استخلاصاتهم هناك "إن على إسرائيل أن تعد العدة لجولة حربية أخرى مع حزب الله.

في هذا الإطار حصرا لم يطلق رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ذلك التصريح أمام الكنيست الإسرائيلي غداة القرار الدولي بوقف العمليات الحربية والذي توعد فيه بجولة أخرى أمام حزب الله جزافا.. هكذا حيث أعلن أولمرت بمنتهى الوضوح :"يجب أن نضمن أن الأمور ستكون في المرة القادمة أفضل بكثير".

ومن أجل أن تكون الأمور بالنسبة لهم أفضل فـ"إن على إسرائيل" أن تستعد للمواجهة القادمة التي حددها الجنرال احتياط يسرائيل طال وعليها أن تضع الأمن على رأس سلم أولوياتها حتى قبل التعليم والرفاه.. وعلى الجيش الإسرائيلي أن يجد حلولا للصواريخ المضادة للدبابات وللكاتيوشا وللاستخبارات.. هآرتس 17/8/2006″.

ولذلك نقول في الخلاصة المكثفة وفي سياق قراءتنا الإستراتيجية لتداعيات هذه الحرب الإسرائيلية العدوانية السادسة أن على الجميع عربيا الاستعداد لحرب أميركية/إسرائيلية عدوانية أخرى في الأفق المنظور, إذ لن تطول الأمور.. فهناك في فلسطين جبهة مشتعلة ومرشحة لمزيد من التصعيد نظرا لمخططات الاحتلال الإبادية للحقوق الفلسطينية التي لم تكتمل, وهناك في لبنان هزيمة حارقة تكبدها الجيش الذي لا يقهر وتمزقت صورته الردعية بصورة مذهلة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
فلسطين.. أحداث ومعارك ساخنة وقعت في رمضان (تسلسل زمني)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث عسكريه :: القوات المسلحة العربية-
انتقل الى: