|
| المؤتمر الصهيوني | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: المؤتمر الصهيوني الإثنين 30 مايو 2022, 11:50 am | |
| المؤتمر الصهيوني
هو المؤسسة العليا للمنظمة الصهيونية العالمية* وينتخب أعضاء المنظمة من دافعي <<الشيكل>> من سن 18 وما فوق مندوبي المؤتمر. ولا ينتخب مندوبا للمؤتمر إلا من يتمتع بحق التصويت وعمره 21 سنة فأكثر. من مهام المؤتمر الرئيسة تلقي تقارير إدارة المنظمة الصهيونية ومؤسسات الحركة الصهيونية, ومناقشة المقترحات المختلفة التي ترفع إلى المؤتمر وإصدار القرار المناسب بشأنها, وتعيين السياسة المالية للمنظمة الصهيونية, ومناقشة تقارير المراقب واتخاذ قرار فيها, وانتخاب رئيس المنظمة الإدارة وأعضائها ومراقب الوكالة اليهودية*. قبل قيام (إسرائيل) كانت المؤتمرات الصهيونية تعقد في مدن مختلفة من أوربا. ومنذ سنة 1951 فصاعدا أصبحت تعقد في القدس* وفي البداية كان المؤتمر الصهيوني ينعقد مرة في السنة فأصبح يقعد مرة كل سنتين, ومؤخرا مرة كل ثلاث سنوات. ابتدع هرتزل منذ بداية نشاطه الصهيوني فكرة عقد مؤتمر صهيوني مستهدفا من ذلك إنشاء <<جمعية وطنية يهودية>> على نمط المجالس التشريعية. يحدد دستور المنظمة الصهيونية عدد مندوبي المؤتمر بـ 500 مندوب يتم انتخابهم على النحو التالي: 38% في الولايات المتحدة و 33% في سائر البلاد التي يقيم فيها صهيونيين. ويتطلب انتخاب المندوبين للمؤتمر الصهيوني مصادقة محكمة المؤتمر التي تنظر في الطريقة التي جرت بموجبها الانتخابات في كل منطقة. بعد الانتهاء من الإجراءات التي تسبق المؤتمر, كانتخاب المندوبين في مختلف أنحاء العالم والمصادقة النهائية عليهم من قبل محكمة المؤتمر, تحدد الإدارة الصهيونية جدول أعمال المؤتمر وتخطر به جميع فروع الحركة الصهيونية. ويحق للمؤتمر تغيير جدول الأعمال. للمؤتمر رئاسة خاصة به. ويفتتحه عادة رئيس المنظمة الصهيونية. وهو يترأس المؤتمر إلى حين تشكيل رئاسته التي تنتخب وقفا لنسب الكتل المختلفة الممثلة في المؤتمر. ويحق لاثني عشر مندوبا على الأقل تشكيل كتلة يعترف بها المؤتمر. وتقدم محكمة المؤتمر في الجلسة الثانية تقريرا عن الانتخابات وعن تركيب المؤتمر. وبعد تشكيل لجان المؤتمر يقدم رؤساء الدوائر تقاريرهم إلى اللجان المتخصصة عن نشاطات دوائرهم ويقترحون برامجهم للمستقبل. وبعد انتهاء أعمال اللجان تستأنف المناقشات في المؤتمر الملتئم للاستماع إلى تقارير ترفعها اللجان. ثم يصدر المؤتمر القرارات وينتخب مؤسسات المنظمة الصهيونية العالمية. أما اللجان التي درجت المؤتمرات الصهيونية على تشكيلها فهي: اللجنة الدائمة التي تتولى إعداد انتخاب مؤسسات الحركة الصهيونية, ولجنة التنظيم, واللجنة السياسية, ولجنة الاستيطان, ولجنة المال والميزانية, ولجنة الهجرة والاستيعاب, ولجنة الإعلام, ولجنة التربية والثقافة في المنفى. ويحق للمؤتمر تعيين لجان أخرى إذا اقتضت الحاجة ذلك. و بالإمكان تقسيم المراحل التي مرت بها المؤتمرات الصهيونية إلى أربع هي: ـ عهد هرتزل: كان المؤتمر في عهد هرتزل (1860 ـ1904) منصة برلمانية تناقش من فوقها المشكلات الأساسية المتعلقة بإنشاء ما كان يسمى بـ <<المنظمة القومية>> ليهود العالم وإقامة المؤسسات الأولى. وكانت المؤتمرات الصهيونية خلال هذه المرحلة تتصرف إلى مناقشات عقائدية ومداولات حول شؤون المنظمة وإطارها والنظام الداخلي وتعيين الإدارة وبلورة صورة المنظمة الصهيونية. وكانت هذه المؤتمرات تناقش أيضا الشؤون المتعلقة بفلسطين والشؤون التربوية للتجمعات اليهودية في العالم. وانصب الاهتمام خلال تلك المرحلة بصورة خاصة على النشاطات الخارجية والتصريحات السياسية, وعقدت فيها المؤتمرات الستة الأولى. ـ الصهيونية العالمية: بعد وفاة هرتزل أخذت الحركة الصهيونية تركز على النشاط العملي في فلسطين, وعلى مجال التربية اليهودية في مختلف البلاد التي يقيم فيها اليهود. وبذلك غير المؤتمر طابعه فاتجهت مداولاته وقراراته نحو الشؤون الداخلية, وعكست مواضيعه الشؤون العملية والواقعية. وكانت المناقشات تدور في المؤتمرات بين أنصار الصهيونية السياسية والصهيونية العملية. وقد أدت هذه المناقشات إلى نشوء صهيونية <<اندماجية>> تدمج بين الصهيونية السياسية والعملية. وتنتمي إلى هذه المرحلة المؤتمرات الخمسة التالية (من 7 إلى 11). ـ من وعد بلفور إلى قيام (إسرائيل): بدأت المرحلة الثالثة من تاريخ المؤتمرات الصهيونية سنة 1917 مع صدور وعد بلفور* الذي جعل من الحركة الصهيونية عنصرا سياسيا ذا طابع دولي. وبالتالي تغير الهيكل التنظيمي للمنظمة الصهيونية وأصبح المؤتمر منصة برلمانية بكل معنى الكلمة. وخلال هذه المرحلة فوضت إلى المؤتمر الصهيوني صلاحية إقرار الموازنة الصهيونية ابتداء من سنة 1921. وقد بلغت آنذاك 250 ألف جنيه إسترليني. ومنذ المؤتمر الصهيوني الثاني عشر نشطت الأحزاب الصهيونية بصورة بارزة في جميع المؤتمرات التي عقدت بعد ذلك. وقد عقد ضمن هذه المرحلة أحد عشر مؤتمرا (من 12 إلى 22). ـ منذ قيام (إسرائيل): بدأت المرحلة الرابعة من تاريخ المؤتمرات الصهيونية منذ قيام (إسرائيل) في سنة 1948 فأخذت الحركة الصهيونية تنشط في ظروف جديدة. ففي المؤتمر الثالث والعشرين تمثلت التغييرات بإعادة صياغة البرنامج الصهيوني ووضع <<برنامج القدس>> بدل <<برنامج بازل>>*. وتقرر في هذا المؤتمر أن تمنح (إسرائيل) المنظمة الصهيونية ونشاطاتها مكانة رسمية. وقد وافقت الحكومة الإسرائيلية والكنيست* على ذلك. وفي سنة 1962 أقرت الكنيست <<قانون المكانة المنظمة الصهيونية العالمية ـ الوكالة اليهودية>>. وفي المؤتمر السابع والعشرين الذي عقد في القدس سنة 1968 أقر <<برنامج القدس>> الجديد. وعقدت حتى نهاية سنة 1978 سبعة مؤتمرات ابتداء من المؤتمر الثالث والعشرين وحتى المؤتمر التاسع والعشرين. ـ المؤتمر الصهيوني الأول (1897): عقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل في سويسرا بين 29 و31/8/1897 بحضور 204 مندوبين يمثل جزء منهم 117 جمعية صهيونية مختلفة. وجاء نحو 70 من أولئك المندوبين من روسيا وحدها, وحضر المؤتمر مندوبون من أمريكا والدول الإسكندنافية, وحتى من الجزائر. وكان من المقرر أن يعقد هذا المؤتمر في ميونيخ إلا أن الجالية اليهودية هناك عارضت ذلك. افتتح هرتزل المؤتمر الصهيوني الأول بخطاب قصير أكد فيه أن الهدف من المؤتمر هو <<وضع الحجر الأساسي للبيت الذي سيسكنه الشعب اليهودي قبل العودة إلى بلاد اليهود>>. وقد حدد هرتزل أيضا مضمون المؤتمر على أنه <<الجمعية القومية اليهودية>>. أقر المؤتمر أهداف الصهيونية المعروفة منذ ذلك الوقت باسم <<برنامج بازل>> الذي حسم موقف الصهيونية العالمية التي تولت مئذئذ الإشراف على الأجهزة الصهيونية. وكانت إقامة المنظمة الصهيونية العالمية فاتحة عهد جديد من النشاط الصهيوني يستهدف تحقيق مخططات الحركة. ووضع المؤتمر الأول برنامجا سارت عليه سائر المؤتمرات التي عقدت بعد ذلك, وناقش تقارير حول أوضاع الجاليات اليهودية في العالم ومحاضر عن فلسطين والنشاط الاستيطاني فيها, وعن المسائل التربوية. وقد انتخب المؤتمر تيودور هرتزل رئيسا له ورئيسا للمنظمة الصهيونية العالمية. وانتخب كذلك لجنة تنفيذية موسعة مكونة من 15 عضوا وأخرى مصغرة مكونة من 5 أعضاء. ـ المؤتمر الصهيوني الثاني (1898): عقد المؤتمر الصهيوني الثاني في بازل بسويسرا بين 28 و31/8/1898 بحضور 349 مندوبا يمثلون 913 مجموعة صهيونية. وقد بحث في كيفية نشر الفكرة الصهيونية بين الجاليات اليهودية, وأسفر عن إنشاء <<صندوق الاستيطان اليهودي>> الجهاز المالي للمنظمة الصهيونية العالمية. تركزت الخلافات التي نشبت في المؤتمر الصهيوني الثاني بين <<الصهيونية السياسية>> و<<الصهيونية العملية>> إلا أن قرار إنشاء <<صندوق الاستيطان اليهودي>> أدى إلى تضيق شقة الخلاف بين المعسكرين المتنازعين. ـ المؤتمر الصهيوني الثالث (1899): عقد المؤتمر الصهيوني الثالث في بازل بسويسرا بين 15و 18/8/1899 بحضور 153 مندوبا, وتركزت مناقشاته حول تفسير <<مشروع بازل>>. استهل هرتزل المؤتمر بتقرير حول اجتماعاته مع الإمبراطور وليام الثاني إمبراطور ألمانيا في اسطنبول بتاريخ 18/10/1898 وفي القدس أيضا. استمر الخلاف المؤتمر بين هرتزل ومناوئيه الذين عارضوا اقتراحه منح أسهم <<صندوق الاستيطان>> إلى سبعة من أصداقائه الصهيونيين لكي يضمن لخطه السياسي السيطرة على المؤسسة المالية للمنظمة الصهيونية. وعندما حاولت المعارضة منعه من ذلك هدد بالاستقالة فكان له ما أراد. ووافق المؤتمر أيضا على أن يحصر صندوق الاستيطان نشاطه الاستيطاني في فلسطين وسورية. 4) المؤتمر الصهيوني الرابع (1900): عقد المؤتمر الصهيوني الرابع في لندن بين 13 و16 /8/1900 بحضور 498 مندوبا. وأما السبب لعقد هذا المؤتمر في لندن فقد عبر عنه هرتزل بقوله إن إنكلترا هي <<التي ستفهم أمانينا>>. وقد ناقش المؤتمر مسألة الطرد الجماعي ليهود رومانيا ورأى هرتزل في اضطهادهم برهانا على الحاجة الملحة إلى <<الحل الصهيوني>>. كما ناقش المؤتمر ضائقة العمال في فلسطين وقلة الأشغال فيها ونزوح اليهود عنها. وأعيد في هذا المؤتمر طرح اقتراح تأسيس شركة <<كيرين كايمييت * ليسرائيل>> (الصندوق القومي اليهودي) فاتخذ المؤتمر قرارا <<أوليا>> بإقامة هذه الشركة. لقد شهد المؤتمر الرابع مجابهة بين الصهيونيين المتدنيين والعلمانيين حول توسيع مجال النشاط الثقافي من قبل المنظمة الصهيونية, الأمر الذي لاقى معارضة شديدة من قبل المتدنيين. وحسما لهذ المجابهة اقترح هرتزل شطب هذا الموضوع من جدول الأعمال فأقر المؤتمر اقتراحه بأغلبية ضئيلة. استهل هرتزل المؤتمر بعرض أكبر إنجاز له في ذلك الحين, وهو مقابلة السلطان العثماني عبد الحميد* كما قدم تقريرا عن النشاطات الأولية لصندوق الاستيطان اليهودي. بيد أن هذه النشاطات أثارت معارضة بعض الوفود, ولا سيما الطلاب الجامعيين في أوربا الغربية الذين عقدوا مؤتمرا في ميونيخ مستقل داخل المنظمة الصهيونية أطلقوا عليه اسم <<الكتلة الصهيونية الديمقراطية>> بزعامة موتسكين وبوبر. وقد طالب التنظيم الجديد بالتشديد على <<الثقافة اليهودية>> لا على النشاطات السياسية العقيمة. وقد استرضاهم هرتزل, واتخذ المؤتمر قرارا أوضح فيه أنه يرى في تعبير <<الثقافة>> التربية القومية لليهود, ويعتبر هذا العمل مادة مهمة في البرنامج الصهيوني ويفرضها كواجب على كل صهيوني. 6) المؤتمر الصهيوني السادس (1903): عقد في بازل بين 23 و28 /8/1903 بحضور 592 مندوبا. افتتح هرتزل المؤتمر بعد أن كانت الحكومة البريطانية قد أبلغت رسيما المنظمة الصهيونية عن استعدادها للسماح بتوطين اليهود في أوغندا (ر:الاستيطان, مشاريع ـ الصهيونية خارج فلسطين). وقد دافع هرتزل عن <<مشروع أوغندا>> بحرارة واعتبره <<ملجأ ليليا لوقت الشدة>> ـ إلا أن المشروع لاقى معارضة شديدة وأثار نقاشا حادا بين أعضاء المؤتمر. وقد اتهم المعارضون هرتزل بالخيانة. ثم أيد المشروع 295 مندوبا ضد 178. وقرر المؤتمر أن يوفد إلى أوغنذا بعثة استقصاء.وكان المؤتمر قد شهد ضغطا متزايدا للحل المشكلة اليهودية, ولا سيما بعد صدمة مذبحة كيشينيف (في روسيا) في ربيع السنة نفسها. وقد دفع هذا الوضع إلى المناداة بحلول مؤقتة مثل <<مشروع العريش>> و <<مشروع أوغندا>>. 7) المؤتمر الصهيوني السابع (1905): عقد في بازل (27/7 ـ 2/8/1905) بحضور 497 مندوبا. وهو أول مؤتمر يعقد بعد وفاة هرتزل. وانتخب المؤتمر دافيد ولفسون (1856 ـ 1914) أول رئيس للمنظمة الصهيونية العالمية. وعلى أثر ذلك تقرر نقل مقر الحركة الصهيونية من فيينا إلى كولون بألمانيا حيث يقيم ولفسون. ومن أبرز أعمال هذا المؤتمر اعتبارا <<برنامج بازل>>ساري المفعول, ورفض <<مشروع أوغندا>> بأكثرية كبيرة بعد أن وجدت لجنة الاستقصاء أن أوغندا غير ملائمة للاستيطان الجماعي اليهودي. وقد انسحب مؤيدو مشروع أوغندا بزعامة يسرائيل زانغويل من المؤتمر وأسسو <<الجمعية الإقليمية اليهودية>>. وقرر المؤتمر أنه لا ينبغي الانصراف إلى أي عمل استيطاني خارج حدود فلسطين, واعتمد أسلوب <<العمل المنهجي>> لذلك, خارج حدود شركة <<كيرين كايميت>> من شراء الأراضي في فلسطين ما دام ذلك لا يتم على <<أساس قانوني مضمون>>. Cool المؤتمر الصهيوني الثامن (1907): عقد في لاهاي في هولندا بين 14و 21/8/1907 بحضور 329 مندوبا نصفهم تقريبا من روسيا. وحضره لأول مرة أربعة مندوبين عن اليهود في فلسطين. وكان الغرض من عقد المؤتمر التاسع في لاهاي شد الانتباه العالمي للنشاط الصهيوني بسبب انعقاد مؤتمر السلام الدولي الثاني في تلك المدينة, وهو المؤتمر الذي دعا إليه نيقولا الثاني قيصر ورسيا بعد نجاح مؤتمر لاهاي الأول عام 1899. طالب حاييم وايزمن في هذا المؤتمر بدمج الصهيونية السياسية مع العمل الصهيوني الاستيطاني في فلسطين. وقد تمخض المؤتمر عن فض النزاع بين الصهيونيين العمليين والسياسيين باتخاذ قرار يفرض عدم تأخير النشاط الاستيطاني في فلسطين بعد الحصول على <<الميثاق>>. وبعد أن تبنى المؤتمر موقف وايزمن بوجوب القيام بنشاط عملي في فلسطين قرر تأسيس <<المكتب الفلسطيني>> في يافا سنة 1908 لتوجيه <<أعمال الاستيطان الزراعية من قبل المنظمة الصهيونية العالمية وترأس هذا المكتب آرثور روبين. وكان من بين القرارات التي اتخذها المؤتمر اعترافه مبدئيا باللغة العبرية لغة رسمية للحركة الصهيونية>>. 9) المؤتمر الصهيوني التاسع (1909): عقد في مدينة هامبورغ بألمانيا بين 26و 30/12/1909 بحضور 364 مندوبا. واشترك فيه لأول مرة ممثلو الأحزاب الصهيونية العمالية في فلسطين. أعرب دافيد ولفسون رئيس المنظمة الصهيونية العالمية وماكس نورداو من أنصار خطة هرتزل عن الأمل في تغيير موقف الحكومة العثمانية من الصهيونية بعد ثورة حزب تركيا الفتاة. شهد المؤتمر معارضة شديدة لزعامة ولفسون من قبل الصهيونية العمليين بزعامة أوسشكين ووايزمن وسوكولوف, وتبعهم ممثلو العمال في فلسطين, وكان محور هذه المعارضة الأسلوب <<التجاري>> للنشاط الاستيطاني الذي قوم كل مشروع بجداوه الاقتصادية. وجاء قرار المؤتمر <<بإقامة مستوطنات تعاونية>> في فلسطين تنازلا كبيرا للصهيونيين العمليين وممثلي بوعالي تسيون (عمال صهيون) وعمال فلسطين. ورغم أن المؤتمر أعاد انتخاب ولفسون رئيسا للمنظمة الصهيونية فإن الخلافات بينه وبين مناوئيه لم تنته بنهاية المؤتمر. 10) المؤتمر الصهيوني العاشر (1911): عقد في بازل بسويسرا بين 15,9/8/1911 بحضور 387 مندوبا, وقد اكتسب هذا المؤتمر اسم <<مؤتمر الصلح>> لأنه أنهى الخلافات بين الصهيونيين العمليين والسياسيين وحقق الانتصار الكامل <<للصهيونية المركبة>>. انتخب هذا المؤتمر أوتووابرغ أستاذ النبات في جامعة ستراسبورغ رئيسا للمنظمة وانتخب معه 4 أعضاء آخرين من اللجنة التنفيذية كلهم من <<العمليين>>.وبذلك سيطر <<العمليون>> على رئاسة المنظمة. وناقش هذا المؤتمر <<النشاطات العملية>> في فلسطين ومشكلة العرب والحاجة إلى شرح معنى الصهيونية لهم. 11) المؤتمر الصهيوني الحادي عشر (1913): عقد في فيينا بين 2و9/9/1913 بحضور 539 مندوبا.وهو آخر مؤتمر صهيوني عقد قبل نشوب الحرب العالمية الأولى. وقد أكمل <<العمليون>> فيه الدورة وسيطروا على المؤسسات المالية للحركة أيضا. وجاء غياب ماكس نورداو عن المؤتمر احتجاجا صامتا على التخلي عن خط هرتزل. وأقر المؤتمر بحماسة كبيرة اقتراحا يطالب الإدارة الصهيونية باتخاذ الخطوات الضرورية لإقامة جامعة عبرية في القدس. وتبنى حاييم وايزمن هذا المشروع وعمل بدأب على تنفيذه. واستمع المؤتمر إلى تقرير روبين المكتب الفلسطيني عن النشاطات الاستيطانية في فلسطين. 12) المؤتمر الصهيوني الثاني عشر (1921): عقد في كارلسباد في تشيكوسلوفاكيا بين 1و4/9/1921. وهو أول مؤتمر عقد بعد الحرب العالمية الأولى, ووعد بلفور, واحتلال بريطانيا لفلسطين وطرد الأتراك منها, و الاضطرابات ضد اليهود في أوربا الشرقية. وتركز النقاش في هذا المؤتمر على إقامة مشروعات ذات <<صبغة قومية>> وتوسيع الاستيطان في فلسطين. وصادق المؤتمر على إقامة <<كيرين هايسود>>* (الصندوق التأسيسي) وشراء أراضي مرج ابن عامر* وإقامة المستعمرات فيها. وقدم حاييم وايزمن الذي كان ترأس المنظمة الصهيونية العالمية منذ عام 1920 تقريرا عن النشاطات السياسية للمنظمة خلال الحرب, ودعا يهودا العالم إلى المساهمة في بناء فلسطين. 13) المؤتمر الصهيوني الثالث عشر (1923): عقد في كارلسباد أيضا بين 6و18/8/1923. وطرح فيه حاييم وايزمن اقتراحا بتوسيع الوكالة اليهودية, وضم غير صهيونيين إليها. ولكن هذا الاقتراح أثار معارضة شديدة من قبل الذين رأوا في ذلك تهديدا للقاعدة الديمقراطية للمنظمة الصهيونية العالمية, فرفض المؤتمر هذا الاقتراح خوفا من تشويه الطابع الديموغرافي الشعبي للحركة الصهيونية بضم متبرعين وأصحاب رؤوس أموال. وقرر المؤتمر المصادقة على إنشاء الجامعة العبرية في القدس, ناقش إمكانات توفير المصادر المالية للمشروعات الصهيونية في فلسطين. 14) المؤتمر الصهيوني الرابع عشر(1925): انعقد في فيينا بين 18و31/8/1925. وتأثر بالحركة العمرانية بين السكان اليهود في فلسطين, وكانت قد نجمت عن الهجرة الرابعة ( معظمها من بولونيا) فنشط بناء المنازل وشراء الأراضي (ر:الهجرة الصهيونية إلى فلسطين).وشجع المؤتمر الشركات الخاصة على المساهمة في حل مشكلات استيطان فلسطين. وشهد المؤتمر ذروة الانتقادات لأساليب الاستيطان العمالي. وشارك دافيد بن غوريون في هذا النقاش مستعرضا نشاطات العمال اليهود في فلسطين. واستقال روبين من رئاسة دائرة الاستيطان في الوكالة اليهودية بعد أن قضى في هذا المنصب 18 سنة. وعين المؤتمر كيش مديرا للدائرة السياسية التابعة للوكالة اليهودية التي كان مقرها القدس. 15) المؤتمر الصهيوني الخامس عشر (1927): انعقد في بازل بين 30/8 و11/9/1927. وكانت أبرز قضية عالجها الأزمة الاقتصادية والبطالة في فلسطين. فقد أدى الجوع والفقر إلى هجرة يهودية من فلسطين, كما تقلصت الهجرة إليها. وقدم وايزمن اقتراحا للتغلب على هذه الأزمة. وألقى روبين محاضرة عن الطلائعية ومعنى الصهيونية. وانتخب المؤتمر اللجنة التنفيذية للمنظمة الصهيونية دون أن تضم ممثلا عن العمال. 16) المؤتمر الصهيوني السابع عشر(1931): انعقد في بازل بين 30/6و 15/7/1930 في ظل الأحداث الدامية التي كانت قد انفجرت في فلسطين في 29 /8/1929(ر:ثورة 1929) وبعد أيام قليلة من الإعلان عن توسيع الوكالة اليهودية. وعلى أثر هذه الأحداث صدر <<الكتاب الأبيض>> البريطاني الذي يقيد الهجرة وقد استقال وايزمن من رئاسة المنظمة الصهيونية احتجاجا على السياسية البريطانية الجديدة التي اعتبرتها الحركة الصهيونية معادية لها. وخلالها المؤتمر قدمت بعض الوفود احتجاجا على سياسة وايزمن داعية إلى المزيد من التعاون مع الحكومة البريطانية. وطالبت المعارضة بقيادة التصحيحيين الذين يتزعمهم فلاديمير جابوتنسكي بتحديد صيغة جديدة لـ<<الهدف النهائي>> للصهيونية, وهو استيطان الأكثرية هذه الصيغة مزق جابوتنسكي بطاقة العضوية صارخا <<هذا ليس مؤتمرا صهيونيا>> وانسحب التصحيحيون من المؤتمر بصورة تظاهرية وقد شكلوا فيما بعد المنظمة الصهيونية الجديدة*. وعندما أصر وايزمن على استقالته انتخب المؤتمر ناحوم سوكولوف رئيسا للمنظمة الصهيونية.كما انتخب لجنة تنفيذية جديدة ازدادت فيها قوة الأحزاب العمالية بانتخاب حاييم أرلوزورف رئيسا للدائرة السياسية التي استمرت في انتهاج خط وايزمن. 18) المؤتمر الصهيوني الثامن عشر(1933): انعقد في براغ بين 21/8و4/9/1933 في ظل ثلاثة أحداث رئيسية, الأول شبخ تسلم النازية للسلطة في ألمانيا وتفاقم اضطهاد اليهود الألمان, والثاني التضخم المالي في فلسطين, والثالث اغتيال أرولوزوروف. وبلغ الخلاف بين التصحيح والعمال ذروته بسبب اتهام العمال للتصحيحين بأن سياستهم التحريضية أدت إلى اغتيال أرولوزورف. وقرر المؤتمر تشكيل لجنة تحقيق في هذه القضية, وجدد انتخاب سوكولوف رئيسا للمنظمة الصهيونية. وانتخب لجنة تنفيذية جديدة ازداد فيها تمثيل الأحزاب العمالية فضمت بن غوريون وموشيه شرتوك (شاريت) الذي خلف أرولوزوروف في رئاسة الدائرة السياسية. 19) المؤتمر الصهيوني التاسع عشر(1935): انعقد في لوزان بين 24/8 و20/9/1935.وقد تميز هذا المؤتمر بالمحاضرات العلمية الشاملة التي ألقاها عدد من زعماء الحركة الصهيونية. واستطاعت الحركة العمالية تشكيل ائتلاف واسع أعاد الزعامة لوايزمن الذي انتخب رئيسا للجنة التنفيذية, كما انتخب سوكولوف رئيس شرف للمنظمة الصهيونية العمالية والوكالة اليهودية الموسعة. وقد برز من غوريون في هذا المؤتمر فأعيد انتخابه في اللجنة التنفيذية( وقد توفي سوكولوف بعد سنة من ذلك). 20) المؤتمر الصهيوني العشرون (1937): انعقد في زوريخ بين 3و16 /8/1937.ومن أبرز القضايا التي واجهها ـ منذ مشروع أوغندا ـ <<تقرير اللجنة الملكية عن فلسطين>> (لجنة بيل)* التي عينت على أثر الثورة العربية سنة 1936 (ر:ثورة 1936 ـ 1939). فقد فجر هذا التقرير الذي اقترح تقسيم فلسطين وإقامة دولة يهودية في جزء منها خلافا حادا بين الأحزاب الصهيونية إذ أيد الاقتراح حزب ماباي* بزعامة بن غوريون وعارضه كاتسنلسون. وفي النهاية قرر المؤتمر أن يأخذ علما بنتائج لجنة بيل. وجاء في القرار أنه فهم لدى صدور وعد بلفور أن <<الوطن القومي اليهودي>> سيقام <<على فلسطين بأسرها, بما فيها شرقي الأردن>>. وفي الوقت ذاته فوض المؤتمر اللجنة التنفيذية بالتفاوض مع الحكومة البريطانية حول إمكان ضمان الوصول إلى تقسيم أفضل من ذلك الذي اقترحته لجنة بيل, على أن تقدم اللجنة نتائج مساعيها إلى المؤتمر قبل اتخاذ القرار الأخير. 21) المؤتمر الصهيوني الواحد والعشرون (1939): انعقد في جنيف بين 16و 26/8/1939 قبيل نشوب الحرب العالمية الثانية. وفي هذه الأثناء تراجعت الحكومة البريطانية عن مشروع التقسيم وعقدت مؤتمرا حضره ممثلون عن العرب واليهود (ر:لندن, مؤتمر 1939) ونشر على أثره الكتاب الأبيض الذي يقيد الهجرة اليهودية في فلسطين(ر:ماكدونالد, كتاب ـ الأبيض). وقد اعتبرت الصهيونية هذه القيود معادية لها, كما عارضتها الوفود اليهودية بشدة وأعلنت عن <<استعداد السكان اليهود في فلسطين لمقاومة هذه القيود>>. وأعلن كاتسنلسون عن <<برنامج الهجرة غير الشرعية>> داعيا الحركة الصهيونية إلى المساهمة في توسيع نطاق الهجرة في ضوء الوضع السياسي الذي يهدد أوربا (ر:الهجرة الصهيونية إلى فلسطين). وانتخب المؤتمر اللجنة التنفيذية نفسها بزعامة وايزمن. وأعرب أوسيتسكين رئيس المؤتمر عن القلق على مصير يهود بولونيا. 22) المؤتمر الصهيوني الثاني والعشرون (1946): انعقد في بازل بين 9و 24/12/1946 بعد الحرب العالمية الثانية وحملة النازية على اليهود (ر:النازية والصهيونية). وناقش المؤتمر قضايا الهجرة غير الشرعية <<والنضال السياسي والعسكري>> ضد السلطات البريطانية في فلسطين بسبب موقف لندن من تقرير لجنة التحقيق الأنكلو ـ أمريكية* (1946) والقيود التي فرضتها تلك السلطات على الهجرة اليهودية. عاد التصحيحيون إلى المنظمة الصهيونية بعد أن كانوا قد انسحبوا منها خلال المؤتمر السابع عشر (1931), وحضر ممثلوهم المؤتمر الثاني والعشرين. وأقر هذا المؤتمر مشروع بلتمور* (1942) وإنشاء دولة يهودية في فلسطين كبرنامج للحركة الصهيونية. ورفض المؤتمر مشروع موريسون* ـ غريدي الخاص بتقسيم فلسطين إلى أربع مقاطعات: عربية ويهودية ومقاطعة القدس ومقاطعة النقب. وأصر وايزمن على إقامة دولة يهودية في فلسطين وشدد على تعاطف الرئيس الأمريكي ترومان والرأي العام الأمريكي مع الصهيونية. وأقر المؤتمر برنامج المنظمة الصهيونية السياسي الذي ينص على <<إنشاء كومنويلث يهودي يكون جزءا من تركيبة العالم الديمقراطي>>. كما أقر اقتراحا برفض حضور مؤتمر لندن الذي دعت إليه بريطانيا (ر:لندن, مؤتمر 1946) واستقال وايزمن الذي عارض هذا القرار وأيد حضور مؤتمر لندن. ولم يتمكن المؤتمر من انتخاب رئيس جديد للمنظمة الصهيونية العالمية. المؤتمر الصهيوني الثالث والعشرين (1951): عقد لأول مرة في القدس بعد إقامة (إسرائيل) بين 14 و30/8/1951. ولم يستطع وايزمن حضور المؤتمر بعد انتخابه رئيسا (لإسرائيل) فبعث برسالة إلى الوفود وصف فيها الوضع الجديد بقوله إن <<إن ثمة رمزا عميقا لحقيقة أن المؤتمر الصهيوني لم يعقد في أرضنا القديمة إلا بعد أن عادت لنا>>. وافتتح المؤتمر بالقرب من قبر هرتزل في القدس. ولخص بيرل لوكر رئيس اللجنة التنفيذية مسيرة الحركة الصهيونية<< من بازل إلى القدس>>. وكانت أبرز مشكلة عالجها هذا المؤتمر هي <<وضع الحركة الصهيونية بعد إقامة دولة يهودية>>. وقرر أن برنامج بازل لم يعد ملائما لمتطلبات الوضع الجديد وأقر بدلا منه <<برنامج القدس>> الذي كانت أهم فقرة فيه <<إن مهمة الصهيونية هي تعزيز دولة إسرائيل, وجميع المنفيين في أرض إسرائيل, والعمل من أجل وحدة الشعب اليهودي>>. وقد ضم الائتلاف الذي تشكل بعد المؤتمر جميع الكتل الحزبية ما عدا الصهيونيين التصحيحين ـ حيروت*. وانتخب المؤتمر رئيسيين للجنة التنفيذية: ناحوم غولدمان في نيويورك وبيرل لوكر في القدس. وطالب أحد قراراته بـ <<اعتراف الدولة الرسمي بمكانة المنظمة الصهيونية>>. وقد نفذت الحكومة الإسرائيلية هذا القرار بعد المؤتمر بقانون أقرته الكنيست في 24/11/1952 في ظل الوضع الأمني المضطرب (لدولة إسرائيل) وتزويد مصر بالأسلحة من الكتلة السوفيتية. وقد ناقش هذا المؤتمر مشكلات الهجرة والاستيطان وتنظيم جمع الأموال, وقرر في النهاية تركيز جميع نشاطات جمع الأموال والتبرعات في أيدي <<كيرين هيسود>> (الصندوق التأسيس) و <<الجباية الإسرائيلية الموحدة>>, وانتخب ناحوم غولدمان ليشغل منصب رئيس المنظمة الصهيونية العالمية الذي بقي شاغرا منذ سنة 1946. 25) المؤتمر الصهيوني الخامس والعشرون (1960): انعقد في القدس بين 27/12/1960.وكانت أبرز القضايا التي بحثها العلاقة بين الحكومة والمنظمة الصهيونية العالمية ومكانتها الرسمية في ضوء الانتقادات الشديدة التي وجهها بن غوريون إلى المنظمة وبحث كذلك مشكلات الهجرة واستيعاب المهاجرين والثقافة والتعليم اليهوديين في الشتات. وأعادت انتخاب غوريون رئيسا لمنظمة الصهيونية واللجنة التنفيذية. وبعد المؤتمر انتخب موشيه شاريت لفرع اللجنة التنفيذية في القدس بدلا من لوكر الذي استقال من منصبه. 26) المؤتمر الصهيوني السادس والعشرون(1964 ـ1965): انعقد في القدس بين 30/12/1964و 10/1/1965. وتمثل الموضوع الرئيس الذي ناقشه هذا المؤتمر بالشعار الذي طرحه غولدمان في خطابه الافتتاحي:<<مواجهة الشتات>>. وقد شعر غولدمان بأنه بعد إقامة (إسرائيل) أصبح من الضروري اعتبار أهداف الصهيونية << المحافظة على حياة الشعب اليهودي في الشتات ومساعدة الدولة له>>. وتطرق النقاش إلى العلاقات بين (الدولة) والمنظمة الصهيونية والالتزامات نحو الهجرة. وقرر المؤتمر أن المهمة الأولى للحركة الصهيونية يجب أن يكون <<تعميق الوعي الصهيوني ونشره كنهج حياة استنادا إلى الاعتراف بتميز الشعب اليهودي واستمرارية تاريخه, ووحدة الشعب على الرغم من تشتته, والالتزام المتبادل بين جميع فئاته, ومسؤوليتهم المشتركة عن المصير التاريخي, والاعتراف برسالة دولة إسرائيل الحاسمة من أجل ضمان مستقبلة>>. وأعاد انتخاب غولدمان رئيسا للمنظمة الصهيونية. 27) المؤتمر الصهيوني السابع والعشرون (1968): انعقد في القدس بين 19,9 /6/1969. وهو أول مؤتمر يعقد في هذه المدينة بعد احتلال البلدة القديمة في أعقاب حرب 1967*.وقد اشتركت فيه لأول مرة وفود عن الشبيبة والطلبة وأعضاء <<حركة الهجرة>>. وكان محور مناقشاته مشكلة الهجرة وقرار الحكومة الإسرائيلية بإنشاء وزارة لاستيعاب المهاجرين. وقد صادق على هذا القرار في النهاية وأكد أهمية التعاون بين (إسرائيل) والحركة الصهيونية. كما وافق على إعادة صياغة برنامج القدس الذي أقر في المؤتمر الثالث والعشرين (1951). وأصبحت الصيغة الجديدة لأهداف الصهيونية في برنامج القدس على النحو التالي: أهداف الصهيونية هي: 1ـ وحدة الشعب اليهودي ومركزية دولة إسرائيل في حياته. 2ـ تجميع الشعب اليهودي في وطنه التاريخي أرض إسرائيل بالهجرة إليها من جميع البلاد. 3ـ تدعيم دولة إسرائيل القائمة على نبوءة الأنبياء في العدل والسلام. 4ـ المحافظة على هوية الشعب بتطوير التربية اليهودية والعبرية وبث القيم الروحية والتربوية اليهودية. 5ـ الدفاع عن حقوق اليهود في جميع الأماكن التي يقيمون فيها. واتخذ المؤتمر بنتيجة ضغط <<الاتحاد العالمي للطلبة اليهود>> قررا ينص على إجراء انتخابات مباشرة للممثلين في المؤتمر الصهيوني بعد أن كان ذلك يتم نتيجة اتفاقيات وتسويات بين مختلف الأحزاب والفئات الصهيونية تعين على أثرها نسبة ممثلي كل منها في المؤتمر. وخلال هذا المؤتمر استقال غولدمان من رئاسة المنظمة الصهيونية العالمية ولم ينتخب حلف له. وانتخب المؤتمر آرييه بينكوس رئيسا للجنة التنفيذية لشغور المنصب بعد وفاة شاريت. 28) المؤتمر الصهيوني الثامن والعشرون(1927): انعقد في القدس بين 18 و28/1/1972 وكان أول مؤتمر يعقد منذ سنة 1946 بعد إجراء انتخابات مباشرة داخل الحركة الصهيونية تنفيذا لقرار المؤتمر السابق. كانت أبرز القضايا التي بحثها المؤتمر مشكلة <<من هو اليهودي>> و<<الولاء المزدوج>> (ر:الجنسية, قانون),والعلاقات بين (إسرائيل) ويهود العالم, ومشكلات الهجرة والاستيعاب وإقامة المستعمرات الصهيونية في المناطق العربية المحتلة. وتمخض هذا المؤتمر عن تأسيس الاتحادات الصهيونية خارج (إسرائيل) ودعمها, والمصادقة على توسيع الوكالة اليهودية التي أصبحت تضم ممثلين عن جميع الفئات تقريبا, وبلورة النشاط الصهيوني بشأن حمل يهود الاتحاد السوفيتي على الهجرة إلى (إسرائيل). واختتم المؤتمر أعماله بإعادة انتخاب لويس آرييه بينكوس رئيسا للإدارة الصهيونية, وانتخاب الإدارة السابقة نفسها مع تغيير طفيف, فقد أصبح عدد أعضائها 20 عضوا منهم 12 في القدس والباقون في نيويورك. وانتخب المؤتمر اللجنة التنفيذية الصهيونية المكونة من 110 أعضاء و220 نائبا لهم ومنح بينكوس صلاحيات رئيس المنظمة الصهيونية, ولم ينتخب رئيسا أصلا لها بسبب عدم توفر شخصية ملائمة لهذا المنصب. 29) المؤتمر الصهيوني التاسع والعشرون (1978): ترافق انعقاد المؤتمر الصهيوني التاسع والعشرين في القدس بين 20/2 و1/3/1978 مع انقضاء ثمانين عاما على عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل سنة 1897 وثلاثين عاما على قيام (إسرائيل) سنة 1948.كما أنه عقد بعد <<انقلاب السياسي>> الذي حدث في (إسرائيل) في 7/5/1977 وتسلم تكتل اليمين (ليكود*) بنتيجة زمام السلطة على أثر انتخاب الكنيست التاسعة, وغدا التجمع العمالي (المعراخ*) في صفوف المعارضة للمرة الأولى منذ قيام (إسرائيل). والأهم من ذلك أنه عقد بعد مرور بضعة أشهر على زيارة أنور السادات فظهرت انعكاسات هذه الزيارة على قراراته السياسية. شارك في المؤتمر الصهيوني التاسع والعشرين 560 مندوبا لهم حق التصويت الكامل, وتمثلت فيه للمرة الأولى إلى جانب الأحزاب التقليدية الكتل التالية: داش (26 مندوبا) وحركة حقوق المواطن (مندوبان) وشلي (4مندوبين) وحركة حقوق المواطن (مندوبان) وشلي (4 مندوبين) وقائمة فلاتو شارون (مندوبان) و <<إرتسا>> ـ منظمة الإصلاحيين في الولايات المتحدة ـ (9مندوبين) و <<تسيونا>> ـ يهود شمال إفريقيا في فرنسا ـ (3مندوبين). وقد شارك 60% من المندوبين للمرة الأولى, كما ازدادت نسبة الشباب ممن هم دون الخامسة والثلاثين بين أعضاء المؤتمر فبلغت 40%. وقد تضمن جدول أعمال المؤتمر المواضيع الأساسية التالية: الهجرة والاستيعاب, والاستيطان, وبنية المجتمع الإسرائيلي, واليهود الذين يعيشون في البلاد الفقيرة. وكانت قراراته تقليدية أبرزها <<ضرورة اعتماد الاستيطان خلال الفترة المقبلة على تعزيز المستعمرات القائمة, وإعطاء الأولوية للمناطق الفقيرة في عدد السكان الحيوية لأمن الدولة>>. كما أنه أقر مبدأ المساواة بالنسبة إلى مشاريع التربية اليهودية للمنظمة الصهيونية. |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: المؤتمر الصهيوني الإثنين 30 مايو 2022, 11:52 am | |
| المنظمة الصهيونية العالمية
عبر الفكر السياسي الصهيوني عن نفسه بشكل عملي بظهور حركة <<أحباء صهيون>>* مع بداية الثمانيات من القرن الثامن عشر. ولعل أبرز ما استهدفته هذه الحركة دعم الاستيطان الصهيوني في فلسطين عن طريق تشجيع الهجرة الصهيونية إلى الأراضي المقدسة وتقديم المساعدة المالية والمعنوية للمهاجرين. وكانت حصيلة ذلك كله إقامة المستعمرات الصهيونية الأولى في فلسطين (بتاح تكفا*, ريشون لتسيون*, ورشبينا, زخرون يعقوب, الجديرة). ولقد فتحت حركة أحباء صهيون في العقد الأخير من القرن التاسع عشر الطريق أمام اتجاه سياسي صهيوني أكثر بلورة وتطورا عرف فيما بعد بـ <<صهيونية هرتزل>> نسبة إلى ثيودور هرتزل (1860 ـ1904). وقد تميزت الصهيونية الهرتزلية عن غيرها بكونها تيارا يؤكد أن الخلاص القومي <<لليهود>> لا يمكن تحقيقه عبر عملية متقطعة لإقامة المستعمرات وإنما عبر عمل سياسي كامل محمي على الصعيد العالمي. وقد نجحت جهود هرتزل ـ رغم فشله في تحقيق كثير من الأهداف الأساسية أو الفرعية التي رسمها لنفسه ـ في عقد المؤتمر الصهيوني* الأول الذي افتتح أعماله في مدينة بال (بازل) بسويسرا 29/8/1897. ولقد أسفر ذلك المؤتمر عن تحقيق أمرين رئيسيين هما: ـ وضع البرنامج الصهيوني المعروف ببرنامج بال (بازل)*. ـ إقامة المنظمة الصهيونية العالمية لتنفيذ البرنامج الموضوع الذي نص على :أن هدف الصهيونية هو إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين يضمنه القانون العام>>. ولإنجاز الهدف الصهيوني الرئيس ووضعه موضع التنفيذ الفعلي كان لا بد من جعل المنظمة الصهيونية العالمية منظمة فاعلة. وقد تم للصهيونيين ذلك عبر حرصهم على جعل المنظمة مؤسسة لها أجهزة مركزية تمثلت في رئيس المنظمة, ونائب الرئيس, ومكتب التوجيه المركزي, واللجنة التنفيذية, والمجلس العام (شبه التنفيذي شبه التشريعي), والمؤتمر الصهيوني, وهو <<السلطة العليا التشريعية في الحركة الصهيونية>>, كما جرى تأسيس الأجهزة المحلية في المنظمة على أساس ترك <<تقرير شكلها النهائي وشكل العضوية فيها لكل بلد على حدة>>. وبالفعل نمت المنظمة الصهيونية على نحو سريع. فما كاد المؤتمر الصهيوني السادس ينعقد في عام 1903 حتى بلغ عدد الأعضاء المشاركين فيه 600 عضو وازداد عدد الجمعيات الصهيونية إلى 1,572 جمعية متوزعة على بلاد مختلفة. كما نجحت المنظمة في تأسيس <<الصندوق القومي اليهودي>> (الكيرين كايميت)* عام 1901 بهدف استملاك الأراضي في فلسطين لتكون <<ملكا للشعب اليهودي لا يمكن التفريط به>>. بل إن المنظمة نجحت في نهاية عام 1901 في إنشاء بنك صهيون عرف باسم << صندوق الائتمان اليهودي للاستعمار>> الذي تفرعت عنه بنوك أخرى هدفها جميعا تمويل النشاطات والمشاريع الصهيونية. وفي الوقت ذاته حرص هرتزل, رئيس المنظمة الصهيونية العالمية, على تكثيف جهوده الدبلوماسية للحصول على <<براءة>> تستطيع المنظمة بموجبها ضمان أي كيان صهيوني يقام في فلسطين علاوة على تسريع النشاطات الصهيونية الهادفة إلى إقامة مثل ذلك الكيان. وعلى الرغم من أن محادثات هرتزل مع كل من ألمانيا وتركيا ومصر وبريطانيا وروسيا والنمسا فشلت في تأمين <<البراءة>> المطلوبة فقد نجحت جهوده في جعل <<المسألة اليهودية>> قضية عالمية, تماما مثلما نجحت في حصوله ـ بمحادثاته المختلفة ـ على نوع من الاعتراف الضمني بالمنظمة الصهيونية العالمية, إلى جانب نجاحها في حل الكثير من المشكلات التنظيمية التي واجهت المنظمة. غير أن المرحلة الهرتزلية في المنظمة لم تكن خلوا من المشكلات الداخلية التي كانت تهدد وجود المنظمة ووحدتها أكثر من مرة. فبالإضافة إلى التيار المعادي للصهيونية الذي ظهر منذ اللحظات الأولى لتأسيس المنظمة بدأ يتشكل منذ المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 نوع آخر من المعارضة سرعان ما تمثل في <<الصهيونية العملية>> مقابل<<الصهيونية السياسية>> التي كان يتزعمها هرتزل ذاته. ومن الجدير بالذكر في هذا النطاق أن الخلاف بين هذين الفريقين لم يكن خلافا بقدر ما كان خلافا في التركيز على بند دون آخر من بنود <<البرنامج الصهيوني>>. وذلك أن <<العمليين>> ركزوا على البند الخاص بتشجيع حركة الاستيطان في حين ركز <<السياسيون>> على البند الخاص بالحصول على <<براءة>> من الدول المعنية لضمان شرعية واستمرار أي كيان صهيوني يقام على فلسطين. كما شهدت المنظمة بروز <<الجناح الديمقراطي الصهيوني>> ـ بقيادة حاييم وايزمن, وليوموتزكن, وفكتور جاكوبسن, ومارتن بوبور وغيرهم ـ الذي انتقد القيادة الهرتزلية <<غير الديمقراطية>> لأنها لم تظهر حرصا كافيا على <<بعث الثقافة اليهودية>> بشكل كاف. غير أن أخطر ما واجهه هرتزل على هذا الصعيد تجلى في المعارضة التي قادها مناحيم اوسيخن من خلال <<اللجنة الروسية>> وعبر مؤتمر المعارضة في مدينة كاركوف بروسيا في تشرين الأول 1903. وقد تبنى مؤتمر كاركوف إنذارا نهائيا إلى هرتزل يطالبه فيه بتغير أسلوبه في إدارة شؤون المنظمة, كما يطالبه بإلغاء مشروع أوغندا في إفريقيا الشرقية نهائيا <<لصالح المشاريع الخاصة بالاستيطان في فلسطين أو سورية>>, وبالتخلي عن طريقته الدكتاتورية في تصريف الأمور. وقد استمرت هذه الخلافات بين جزر ومد حتى وفاة هرتزل في منتصف عام 1904. تميزت الفترة التي تبدأ بغياب هرتزل وتنتهي باندلاع نار الحرب العالمية الأولى بالتطورات التالية: ـ ازدياد نفوذ <<الصهيونيين العمليين>> حتى تحققت لهم السيطرة الكاملة على مقدرات المنظمة في المؤتمر الصهيوني العاشر المنعقد في عام 1911. وقد ترأس المنظمة منذئذ أوتو وابورغ زعيم تيار <<الصهيونية العملية>>. ـ وضع مشروع إقامة الوطن القومي اليهودي في أوغندا جانبا, وعلى نحو نهائي, بدءا من المؤتمر الصهيوني السابع المنعقد عام 1905, الأمر الذي أدى إلى انسحاب مؤيدي المشروع من المنظمة وتأسيس <<المنظمة الدولية الإقليمية>> بقيادة <<إسرائيل زانغويل>>. ـ ازدياد النشاط الصهيوني في فلسطين عبر الأجهزة المختلفة لإرساء قواعد <<الوطن القومي اليهودي>>. وقد أدت الجهود والمشاريع الصهيونية إلى هجرة 40 ألف يهودي إلى فلسطين في الفترة الممتدة بين 1904 و1914, في حين لم يتجاوز عددهم في الفترة الأطول بين 1882و 1904 خمسة وعشرين ألفا (ر: الهجرة الصهيونية إلى فلسطين). تركت الحرب العالمية الأولى آثارا بعيدة المدى في المنظمة الصهيونية العالمية. فمن جهة وقعت أجهزة المنظمة في حال من الفوضى الإدارية وانقطعت مكاتبها المركزية عن الأجهزة والوحدات المحلية والأعضاء, ومن جهة ثانية تعرضت الأجهزة الصهيونية في فلسطين ذاتها, إلى حل كثير من تلك الأجهزة وهجرة كثير من الصهيونيين إلى خارج فلسطين. ومن جهة ثالثة برز نجم حاييم وايزمن في لندن كزعيم <<الأمر الواقع>> للحركة الصهيونية, وأما الأهداف السياسية للحركة الصهيونية فقد تحددت في أربعة هي: ـ ضرورة انتصار الحلفاء. ـ تسهيل ذلك الانتداب دخول مليون يهودي, أو أكثر, إلى فلسطين. ـ انتهاء الانتداب بعد أن يكون اليهود قد سيطروا على مقدرات فلسطين. وقد حرص وايزمن ومؤيدوه على بناء جسور متينة مع الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية. وأسفرت هذه الجهود عن عقد مؤتمر صهيوني طارئ في نيويورك في 30/8/1914 تشكلت فيه <<اللجنة التنفيذية المؤقتة للشؤون الصهيونية العامة>> برئاسة القاضي لويس براندايس زعيم الصهيونيين الأمريكيين. وقد نجحت الجهود الصهيونية بجناحها البريطاني والأمريكي وأنصارها في تقريب وجهات نظر الحكومتين البريطانية والأمريكية فيما يتعلق بقضية فلسطين, وكانت حصيلة ذلك كله صدور وعد بلفور * في 2/11/1917. وما كادت الحرب العالمية الأولى تضع أوزارها حتى أعيد تنظيم المنظمة الصهيونية العالمية, بل جرى تطويرها, ولا سيما في مجال استكمال الجهاز المالي, بتأسيس <<الصندوق التأسيسي لفلسطين>> (الكيرين هايسود)* المختص بنشاطات الهجرة و الاستيطان. وأما <<اللجنة الصهيونية>> في فلسطين فسرعان ما تحولت إلى<<حكومة طور التكوين>> التي أشرفت على كافة شؤون يهود فلسطين, وعلى إعادة تنظيم وتطوير الجهود الخاصة ببناء وطن قومي يهودي عبر دوائر السياسة والدعاية والإغاثة الزراعة والاستيطان والإحصاء والتجارة والصناعة والهجرة والتعليم والمالية والعمل وسواها. ولقد جاء انعقاد المؤتمر الصهيوني الثاني عشر في أيلول 1921 تتويجا لعملية إعادة التنظيم, وتكريسا لعودة السلطة التشريعية في المنظمة بعد انقطاع دام من1 عام 1913. ومنذئذ ترأس حاييم وايزمن المنظمة واستحدث منصب رئيس اللجنة التنفيذية التي انقسمت إلى لجنتين: لجنة فلسطين التنفيذية, لجنة لندن التنفيذية, ومن الجدير بالذكر أن اختيار أعضاء اللجنة التنفيذية تم على أسس ائتلافية تمثلت فيها الأحزاب الصهيونية المختلفة وفقا لقواها العددية. انصرفت جهود القيادة الصهيونية بعد ذلك إلى استكمال إنجاز الأهداف الصهيونية المعلنة عشية الحرب. وما إن انتهت الحرب بانتصار الحلفاء في 11/11/1918 حتى سعت القيادة الصهيونية إلى وضع فلسطين تحت الانتداب البريطاني شرط أن يتضمن صك الانتداب جميع الوعود المعطاة لليهود في تصريح بلفور. وقد كان لهم ذلك مع المصادقة النهائية على قيام الانتداب البريطاني في فلسطين في 24/7/1922 (ر:الانتداب على فلسطين, صك). ولأن صك الانتداب نص على قيام <<وكالة يهودية على أسس مناسبة لتكون هيئة عامة تقدم النصح وتتعاون مع حكومة فلسطين (البريطانية) في المسائل الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من الأمور التي يمكن أن يؤثر في إقامة الوطن القومي اليهودي في فلسطين>> حرص وايزمن على تأسيس <<الوكالة اليهودية الموسعة>> التي ضمت اليهود غير الصهيونيين بعد أن تأكد من أن تلك <<الوكالة>> ستكون لقمة سائغة بيد المنظمة الصهيونية العالمية ذاتها. وقد تم إنجاز ذلك الهدف في الثلث الأخير من عام 1929. وفي السنوات العشر التي تلت عقدت خمسة مؤتمرات صهيونية. وأما عدد أعضاء المنظمة فازداد من 220 و393 عضوا في عام 1929 إلى 280 و1,406 عضوا في عام 1939 على الرغم من انشقاق جماعة فلاديمير جابوتنسكي (التصحيحين) وتأسيسهم المنظمة الصهيونية الجديدة* عام 1935 احتجاجا على عدم إتباع المنظمة الأم سياسة متطرفة ضد بريطانيا. ضعضع نشوب الحرب العالمية الثانية في عام 1939 أوضاع المنظمة الصهيونية. ولكنها نجحت مع ذلك في تنفيذ برامجها بصورة فعالة. فاللجنة التنفيذية الصهيونية كانت بعكس سالفتها خلال الحرب الأولى قادرة على معالجة الشؤون الصهيونية والاستفادة الكاملة بشكل خاص من جهود يهود الولايات المتحدة و إمكاناتهم. ولقد نجحت المنظمة الصهيونية ـ بفضل الدعم والتشجيع البريطاني والأمريكي رغم النضالات الفلسطينية ـ في زيادة عدد اليهود في فلسطين من 80 ألفا ـ أي ما يعادل 11,1% من مجموع السكان ـ في عام 1922 إلى 650 ألفا ـ أي ما يعادل 33,3% من مجموع السكان ـ في عام 1984. بل إن المنظمة الصهيونية, بعد أن أدركت الثقل المتزايد للولايات المتحدة على الصعيد الدولي نتيجة للحرب ودورها فيها, نقلت مركز ثقلها من لندن إلى واشنطن. وعقدت مؤتمرا استثنائيا لها في بلتمور في 8/5/1942 صدر عنه برنامج بلتمور* الصهيوني الشهير. وقد تأكدت بنود البرنامج بعد ذلك في الاجتماع الصهيوني العالمي الاستثنائي في لندن في 1/8/1945, وفي المؤتمر الصهيوني الثاني والعشرين في 9/12/1946, وهو المؤتمر الصهيوني الأخير قبل قيام (إسرائيل). وقد أمكن فيه إعادة تنظيم وتطوير المنظمة الصهيونية العالمية وأجهزتها. ومع اتساع التطورات السياسية في الأمم المتحدة وفلسطين بعد عام 1947 قامت المنظمة الصهيونية بتأسيس <<مجلس وطني>> كان برلمانا للدولة الصهيونية القادمة, و<<إدارة وطنية>> كانت حكومة للدولة المرتقبة. وبالفعل قام دافيد بن غوريون رئيس كل من اللجنة التنفيذية الصهيونية واللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية والإدارة الوطنية (في ظل عدم انتخاب رئيس للمنظمة الصهيونية العالمية بعد استقالة وايزمن قبل المؤتمر الثاني والعشرين) قام في 14/5/1948 بإعلان قيام (دولة إسرائيل). وقد تم تشكيل الحكومة المؤقتة للدولة الجديدة من بين أعضاء اللجنة التنفيذية للوكالة اليهودية. وفي حين ترأس حاييم ايزمن (رئيس المنظمة الصهيونية العالمية لأكثر من عشرين عاما) الدولة ترأس بن غوريون الحكومة الإسرائيلية الأولى. كان لقيام (إسرائيل) أثره الحاسم في دفع العلاقات بين المنظمة الصهيونية العالمية من جهة والكيان الصهيوني الجديد من جهة ثانية إلى أزمة طويلة متصاعدة لم تنكسر حدتها حتى عام 1968. وقد بدأت مطالع تلك الأزمة مع اقتراب نجاح الصهيونية في إنجاز إقامة <<الدولة اليهودية>>. ففي نهاية المؤتمر الصهيوني الثاني والعشرين المنعقد أواخر عام 1946 استقال وايزمن من رئاسة المنظمة بسبب فشل مشروعه الخاص بضرورة اشتراك المنظمة في مؤتمر لندن الذي دعت إليه بريطانيا في 9 أيلول من ذلك العام (ر: لندن , مؤتمر 1946). وقد كانت تلك التطورات بسبب الموقف المتصلب الذي اتخذه بن غوريون, فعجز المؤتمر عن انتخاب رئيس للمنظمة والوكالة وفشل في انتخاب لجنة تنفيذية لأي منهما. وقد فوض المؤتمر <<المجلس الصهيوني العام>> بتجاوز ذلك العجز والعمل على انتخاب لجنة تنفيذية للمنظمة وللوكالة. وفي الواقع أصبح ذلك <<المجلس>> المرجع النهائي في كافة شؤون المنظمة والوكالة, بل كان هو الذي أعلن تشكيل <<المجلس الوطني>> (مجلس الدولة المؤقت لاحقا) و <<الإدارة الوطنية>> (الحكومة الإسرائيلية المؤقتة لاحقا). وقد استبق المجلس الأمور فحدد في دورة انعقاده الثالثة (6ـ12/4/1948) وظائف المنظمة بعد قيام الحكومة المؤقتة. ولكن إصرار معظم أعضاء الحكومة المؤقتة (8من أصل 13) على استمرار مناصبهم في اللجنة التنفيذية جعل الصهيونيين الأمريكيين أنفسهم يصرون على <<مبدأ الفصل>> بين الحكومة وقيادة المنظمة. وقد تم لهم ذلك بعد صراع عنيف في أيلول 1948, ومع انعقاد الدورة الرابعة للمجلس الصهيوني العام الذي انتخب بدوره لجنة تنفيذية صهيونية موزعة على مركزين أولهما في (إسرائيل) والآخر في نيويورك. ولكن سرعان ما استقال أباهليل سلفر رئيس فرع اللجنة في نيويورك عام 1949 نتيجة الضغط الإسرائيلي المتزايد الرامي إلى تحجيم المنظمة ودورها عن طريق تجاهل الصهيونيين وقصر معظم التعامل على المنظمات اليهودية (غير الصهيونية). وكان حلول ناحوم غولدمان رئيس المؤتمر اليهودي العالمي* محل سلفر إيذانا بخسارة المنظمة واحدة من معاركها المتصلة مع (إسرائيل). سارعت (إسرائيل) بعد ذلك إلى الإعلان أمام الكنيست* في 15/5/1950 بلسان بن غوريون, ومن موقع القوة الجديد الذي اكتسبه, عن قيام <<لجنة التنسيق>> بين الحكومة الإسرائيلية واللجنة التنفيذية الصهيونية. وقد تألفت <<لجنة التنسيق>> تلك من أربعة وزراء وأربعة أعضاء من اللجنة التنفيذية علاوة على ممثل للصندوق القومي اليهودي. وأما مواضيع التنسيق بين الطرفين فتحددت مؤقتا حتى انعقاد المؤتمر الصهيوني التالي. ثم أصدرت الكنيست الإسرائيلية بتاريخ 7/7/1950 ما يسمى قانون العودة* الذي أكد ما سبق أن جاء في بيان إعلان قيام (إسرائيل) في 14/5/1948 من حق كل شخص يهودي في الاستيطان داخل (إسرائيل).وقد كانت السمة المشتركة لكل هذه التحركات ترجيح كفة (إسرائيل) من حيث الصلاحيات والمسؤوليات على كفة المنظمة الصهيونية. فتح المؤتمر الصهيوني الثالث والعشرون الأبواب واسعة أمام الإخلال المتزايد بعلاقات (إسرائيل) بالمنظمة. والواقع أن سبب تأخير انعقاد المؤتمر من أواخر عام 1948 إلى آب 1951 لم يكن بمعزل عن الصراع بين (إسرائيل) والمنظمة على الصلاحيات والمهام. وإذا كانت الفترة التي سبقت ذلك المؤتمر (1948ـ1951) فترة الإعداد الحازم لضمان هيمنة (الدولة) فالفترة التي أعقبته (1951 ـ1954) كانت مخصصة لتثبيت تلك الهيمنة. ففي ذلك المؤتمر تم إقرار <<برنامج القدس>> الذي جاء بعد أن استنفذ برنامج بازل أغراضه بإنشاء الدولة الصهيونية في فلسطين. وأما المهام ـ لا الأهداف ـ التي حددتها المنظمة الصهيونية لنفسها فهي: <<توطيد دعائم دولة إسرائيل, وتجميع المنفيين في أرض إسرائيل, وتنمية وحدة الشعب اليهودي>>. ومما تجدر ملاحظته هنا أن ذلك البرنامج <<الذي أدخل في دستور المنظمة الجديد عام 1960) دعم خط (إسرائيل) مقابل خط المنظمة بجعل أولى المهام الواردة حلا وسطا بين المعتدلين الذين بحثوا تكتيكيا عن <<مهام>> والمتشددين الذين أصروا دون مراعاة لأي تكتيك على إعلان <<أهداف>> الصهيونية لا مهامها فحسب. كما أن المؤتمر الصهيوني الثالث والعشرين تجنب الاعتراف بكون المنظمة تمثل جميع اليهود في العالم وفي <<شتى>> الشؤون عندما تحدث فقط عن <<بعض>> الشؤون التي تمثل فيها المنظمة الصهيونية اليهود. ويتبدى كذلك الانتصار الأولي لمدرسة بن غوريون في صراعها مع قيادة المنظمة في جعل تجميع المنفيين في (أرض إسرائيل) مهمة رئيسية ثانية من مهام المنظمة, وذلك أن أبرز مطالب بن غوريون المستمرة جعل الهجرة إلى (إسرائيل) الدليل الحاسم على صهيونية أي زعيم أو فرد من أبناء <<الشعب اليهودي>>. غير أن ذلك الانتصار الأولي المعسكر بن غوريون تحقق في ظل خلاف مستحكم بينه وبين معسكر ناحوم غولدمان بوصفه رئيس اللجنة التنفيذية الصهيونية ـ فرع نيويورك الذي طالما تحدث باسم الصهيونية الأمريكية. فمنذئذ بدأ غولدمان يتحدث لا عن مبدأ <<فصل الصلاحيات>> الذي أصر عليه الصهيونيون الأمريكيون عشية قيام (إسرائيل) بل عن مبدأ <<المشاركة بين دولة إسرائيل والشعب اليهودي. وقد أشار غولدمان إلى أهمية دور المنظمة في رسم وتبنى الخطوط السياسية الأساسية للدولة, علاوة على ضرورة اعتراف (إسرائيل) بالمنظمة كممثلة <<للشعب اليهودي في معاملاته مع إسرائيل>>. بل إن حدة الصراع بين المعسكرين (وكانت قد أدت إلى التجميد الفعلي لعمل لجنة التنسيق) عادت فأدت إلى إضعاف جديد للمنظمة. وقد تجلى ذلك كأوضح ما يكون فيما أصبح يعرف باسم <<القانون التشريعي>> الذي صدر عن الكنيست في 24/11/1952 وسرى مفعوله بدءا من 2/12/1952. فرغم اعتراف المنظمة بأن <<الفرع الإسرائيلي من الشعب اليهودي هو الشريك الأكبر قدرا>> حسب تعبير غولدمان نفسه فقط جاء القانون التشريعي ـ على عكس قرارات المؤتمر الصهيوني الثالث والعشرين ـ يؤكد أن المنظمة هي <<وكالة محولة السلطات>> لا منظمة تمثل <<الشعب اليهودي>>. ومما لا شك فيه أن أية مراجعة متأنية لذلك القانون التشريعي تؤكد حقيقة تكريس المنظمة كمنظمة تابعة (لإسرائيل) لا دور لها أكثر من كونها امتدادا للدولة في الخارج وأداة موظفة في خدمتها. وقد تأكد هذا التكريس على نحو أكثر إلزاما في <<الميثاق>> الموقع بين حكومة (إسرائيل) واللجنة التنفيذية الصهيونية عام 1954. فبعد أن حدد الميثاق وظائف اللجنة التنفيذية الصهيونية في أول بند من بنوده أتبع ذلك ببند جديد يقول: <<كل نشاط يجري تنفيذه في إسرائيل بواسطة اللجنة التنفيذية, أو بالأصالة عنها على سبيل تأدية الوظائف المدرجة أعلاه, أو جزء منها, سوف ينفذ وفقا لقوانين إسرائيل, وتمشيا مع الأنظمة والتعليمات الإدارية التي يسري مفعولها من وقت إلى آخر, والتي تتحكم بنشاطات السلطات الحكومية ذات الوظائف المغطية للنشاط المعني أو الذي هي متأثرة به>>. على أن الأزمة المستفحلة بين (إسرائيل) والمنظمة الصهيونية لم تنته رغم رجحان كفة (الدولة) على كفة المنظمة. فمع انتخاب غولدمان رئيسا للمنظمة في نهاية دورة انعقاد المؤتمر الصهيوني الرابع والعشرين في عام 1956 (بعد أن كان ذلك المنصب شاغرا منذ استقالة وايزمن في العام 1946) عاد الصراع بين (الدولة) والمنظمة. وقد انعكست الخلافات في المؤتمرين الصهيونيين الخامس والعشرين والسادس والعشرين في عامي 1961 و 1965 على التوالي. ولم تخف حدة الصراع حتى انتهاء أعمال المؤتمر الصهيوني السابع والعشرين في حزيران 1968. وفي جميع هذه المؤتمرات أطلت المفاهيم المتصارعة لدى المعسكرين بأشكال جديدة. فمن جهة أكدت المنظمة ضرورة تجديد حيويتها المفقودة منذ تأسيس الدولة مشددة على أهمية استمرار وازدهار <<يهود المنفى>> ليشكوا <<الدرع الواقي لإسرائيل والمعين المغذي لها في الخارج>>, ضمن هدف شامل عنوانه <<تأمين بقاء الشعب اليهودي>>, ومن جهة ثانية أصرت (إسرائيل) على أن القضية الأساسية ليهود العالم (وللمنظمة بالتالي) هي تقوية (إسرائيل) بالهجرة إليها لا بتهجير الأموال إليها فحسب, وعلى أساس <<مركزية إسرائيل>> في كل الأمور, لأن ذلك هو الكفيل بضمان <<بقاء الشعب اليهودي في العالم أجمع>>. وبعبارة أخرى فإنه حين رأت المنظمة (إسرائيل) وسيلة لضمان استمرار إسرائيل التي تشكل غاية كل جهد صهيوني>>. ومن جديد نجحت (إسرائيل) في تحقيق انتصار إضافي على المنظمة في المؤتمر الصهيوني السابع والعشرين عام 1968. ففي ذلك المؤتمر صدر <<برنامج أورشليم>> الذي تحدث هذه المرة, خلافا لبرنامج القدس عام 1951, على أهداف الصهيونية لا عن مهامها فحسب. وقد نص ذلك البرنامج على أن: <<أهداف الصهيونية هي وحدة الشعب اليهودي, ومركزية أرض إسرائيل, جمع الشعب اليهودي في وطنه التاريخي عن طريق الهجرة من كل البقاع, وتقوية دولة إسرائيل القائمة على مثل الأنبياء في العدالة والسلام والمحافظة على أصالة الشعب اليهودي بتنمية التعليم اليهودي واللغة العبرية وبث القيم الروحية والثقافة اليهودي>>. وعلاوة على ما في نصوص ذلك البرنامج من تعبيرات واضحة تؤكد الغلبة الحاسمة (لإسرائيل) على المنظمة تجدر الإشارة إلى <<ترحيب>> المؤتمر الصهيوني بسلب (إسرائيل) واحدا من أهم اختصاصات المنظمة, ألا وهو استيعاب المهاجرين اليهود باستحداث وزارة الاستيعاب في (إسرائيل). كما أقر ذلك المؤتمر تحويل المنظمات إلى <<حركة عامة>> تفسح المجال أمام انضمام الفئات والجماعات التي لا تنتمي إلى أحزاب صهيونية. وتبني المؤتمر كذلك قرار بتأسيس <<حركة الهجرة>> لإنجاز هجرة اليهود إلى<<الوطن التاريخي>>. ولعل أبرز التطورات في ذلك المؤتمر تخلي غولدمان عن رئاسة المنظمة ورفضه ترشيح نفسه من جديد لذلك المنصب. وشكل انسحاب غولدمان سقوط آخر قلعة أساسية من قلاع المقاومة في المنظمة الصهيونية أمام الزحف <<الإسرائيلي>> الكاسح. تسارعت الأمور بعد ذلك على نحو أكد <<مركزية دولة إسرائيل في حياة الشعب اليهودي عامة, وفي حياة كل يهودي خاصة>>, حسبما جاء في قرارات المؤتمر الصهيوني الثامن والعشرين (كانون الثاني 1972). وعلى الرغم من بعض الانتقادات التي كان يوجهها آرييه بنكوس خليفة غولدمان إلى (إسرائيل) فإنها بقيت أشبه ما تكون بالصيحات الخافتة التي يبديها المنهزم أمام الغالب. وإذا كان بنكوس (توفي عام 1973) قد عجز عن تحسين موقع المنظمة إزاء (إسرائيل) فإن بنحاس سابير خليفة بنكوس لم يكن راغبا أساسا في إعادة التوازن في العلاقات بين (إسرائيل) والمنظمة. وما ينطبق على سابير (توفي عام 1975) ينطبق على خلفيته يوسف الموجي الذي أصبح رئيسا للمنظمة في مطلع عام 1976.وباختصار يمكن القول إنه منذ سقوط غولدمات بدت المنظمة الصهيونية العالمية راضية تماما عن دورها كتابع (لإسرائيل) مهمته تقديم المساعدات المالية والبشرية والإعلامية والسياسية عبر أجهزته وأجهزة الوكالة اليهودية الموسعة الجديدة (1972) دون أن يطمح ذلك التابع إلى موقع الند المشارك (لإسرائيل) في المسؤولية. |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: المؤتمر الصهيوني الإثنين 30 مايو 2022, 11:52 am | |
| المنظمة الصهيونية الجديدة
إثر موافقة اللجنة التنفيذية للمنظمة الصهيونية العالمية* على الكتاب الأبيض الصادر ونستون تشرشل وزير المستعمرات البريطاني عام 1922 والقاضي بإخراج الأردن من إطار <<الوطن القومي اليهودي>> أعلن فلاديمير جابوتنسكي انسحابه من تلك اللجنة وتأسيس <<الاتحاد الصهيوني التصحيحي>> عام 1925. ثم تفاقم الخلاف إثر قرار المؤتمر الصهيوني * السادس عشر (زوربخ/ سويسرا 1929) إنشاء <<الوكالة اليهودية* الموسعة>> التي ضمت في قيادتها عددا من اليهود البارزين غير الصهيونيين. فقد رأى الصهيونيون التصحيحيون في الوكالة الموسعة تمييعا للعضوية في المنظمة الصهيونية العالمية. قبيل المؤتمر الصهيوني التاسع عشر (لوسيرن / سويسرا 1935). وقد شهدت السنوات اللاحقة تحول المنظمة الصهيونية الجديدة إلى مواقع أكثر تطرفا في القضايا الرئيسة النظرية والعملية المطروحة صهيونيا: ـ فعلى الصعيد النظري طالب الصهيونيون التصحيحيون بأن يسري وعد بلفور* على فلسطين وشرقي الأردن ويتحول الوطن القومي اليهودي إلى دولة يهودية ذات غالبية يهودية بأسرع ما يمكن. وطالبوا بتأسيس جيش يهودي مستقل وتشكيل وحدات يهودية ضمن قوات الأمن في فلسطين. ودعوا إلى أن يكون تدريب الشباب اليهود على <<الدفاع>> جزءا أساسيا من برامج التعليم, وإلى تنظيم الهجرة الصهيونية على نطاق جماعي. وعلى هذا الأساس رأى التصحيحيون أن الاستيطان الزراعي وحده غير كاف لتحقيق هذه الغاية لأنه بطيء. ودعوا إلى التركيز على التطوير الصناعي, وإلى استيطان تقوم به الطبقة الوسطى بمبادرة فردية ورأسمال خاص. ـ وعلى الصعيد العملي تبنت المنظمة الصهيونية الجديدة دعوة جابوتنسكي للإبقاء على الفرقة اليهودية التي شكلتها بريطانيا لمحاربة العثمانيين أثناء الحرب العالمية الأولى وتوسعها. وعندما أصرت قيادة المنظمة الصهيونية العالمية على اعتماد الهاغاناه* نواة عسكرية سرية تتحول مستقبلا إلى جيش صهيوني رسمي, أنشئ التصحيحيون عن الهاغاناه وشكلوا منظمة <<الإرغون تسفاي لئومي>>* أي (المنظمة العسكرية القومية) في عام 1931 بقيادة مناحيم بيغن. وعلى الرغم من مناشدة جابوتنسكي أنصاره, قبيل وفاته عام 1940, مهادنة بريطانيا أثناء الحرب العالمية الثانية فقد ظل بعضهم يحارب العرب والبريطانيين على حد سواء, بعد أن انشقوا عن الإرغون في منتصف عام 1940 مكونين المنظمة الإرهابية الجديدة <<لحمة حيروت إسرائيل>> أي (المحاربون في سبيل حرية إسرائيل) التي اشتهرت لاحقا باسم قائدها أبراهام شتيرن. ومن الجدير بالذكر هنا أن أنصار جابوتنسكي المنضوين تحت جناح الإرغون سرعان ما تخلوا عن قراهم السابق بمهادنة بريطانيا وعادوا إلى مقاتلتها أوائل عام 1943 (ر:ليحي, منظمة). انتشرت الحركة التصحيحية في يهود وسط أوربا و شرقيها, ولاسيما في بولونيا ودول البلطيق. وتفرع منها وارتبط بها عدد من المنظمات أبرزها <<بيتار>> أو <<منظمة الشباب التصحيحين) التي تأسست عام 1923 وأصبحت في عام 1938 تضم نحو مائة ألف عضو من 26 دولة, و<<اتحاد النساء التصحيحيات>> الذي تأسس عام 1930, و<<بريت هاحايل>> أي (اتحاد المحاربين اليهود) الذي تأسس عام 1932 وكانت له فروع في ثماني دول أوربية وفي الأرجنتين وأصبح يضم عام 1938 نحو 25 ألف عضو, و <<الاتحاد القومي للعمل>> الذي انشق عن الهستدروت* في فلسطين عام 1934. وهذا بالإضافة إلى منظمات أخرى للطلاب والرياضيين وغيرهم. أنشأت الحركة التصحيحية جهازها المالي الخاص الذي عرض باسم <<صندوق تل جاي>>. وكانت تصدر صحيفتين أسبوعيتين إحداهما باللغة الروسية في باريس والأخرى بلغة اليديش صدرت أول الأمر في باريس ثم أصبحت تصدر في لندن. ومنذ إعلان برنامج بلتمور* الصهيوني عام 1942 ازداد التقارب في الموقف السياسي بين المنظمة الصهيونية العالمية والخارجين عليها من التصحيحين. وفي شهر أيلول 1945 بدأ التعاون العسكري بين منظمات الهاغاناه و الإرغون وشيترن, ونما في السنوات الثلاث اللاحقة حتى عادت المنظمة الصهيونية الجديدة بأطرافها كلها ـ رغم تصادم بعضها مع القيادة الرسمية الصهيونية عام 1948 ـ إلى حظيرة المنظمة الصهيونية العالمية الأم. |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: المؤتمر الصهيوني الإثنين 30 مايو 2022, 11:54 am | |
| الاستيطان (مشاريع ـ الصهيونية خارج فلسطين)
عند التعرض لبحث مشاريع الاستيطان اليهودية خارج فلسطين لا بد من الإشارة إلى أن تلك المشاريع اقترحتها هيئات وجهات مختلفة, فمشروعا الاستيطان في الأرجنيتين وكندا قامت بوضعهما الجمعية اليهودية للاستيطان التي أسسها البارون دو هرش. بينما تقدم تيودور هرتزل والمنظمة الصهيونية بمشورع شرقي افريقيا (المعروف أيضاً مشروع أوغندا) ومشروع سيناء (العريش). أما مشروع ليبيا فقد قامت بطرحه المنظمة اليهودية للأراضي وهي منظمة انشقت عن التيار الرئيس للحركة الصهيونية تحت قيادة إسرائيل زانغويل عام 1950. 1) الارجنتين : يرتبط الاستيطان اليهودي في الأرجنتين ارتباطاً وثيقاً باسم البارون موريس دو هرش مؤسس الجمعية اليهودية للاستيطان في لندن 1981. وقد انشئت مستعمرة مويزفيل في إقليم <<سانتا في>>الزراعي الخصيب في العقد الأخير من القرن الماضيو بالإضافة إلى العديد من المستوطنات الأخرى. ثم امتدت هذه الشبكة من المستوطنات مع حلول سنة 1941 إلى مقاطعات <<لابامبا>> و <<انتري ريوس>> و <<بونس إيريس>> وكانت غالبية المهاجرين إليها من يهود أوروبا الشرقية. ولا بد من التذكير بان هرتزل اختار الأرجنيتن في كتابه <<دولة اليهود>> لتكون أحد الموقعين المحتملين لإقامة الدولة اليهودية, أما الوقع الآخر فقد كان فلسطين. شملت خطة العمل الأساسية للجمعية اليهودية للاستيطان مفاوضة الحكومة الأرجنتينة لاستعمار ما يقارب 3.75 مليون هكتار من الأراضي من جهة, ومفاوضة روسيا القيصرية من جهة أخرى للسماح بهجرة ثلاثة ملايين يهودي إلى الأرجنتين على امتداد خمسة وعشرين عاماً. إلا أن هذه الخطة لم تنجح تماماً, فلم يتم الحصول على أكثر من 600.000 هكتار من أراضي الأرجنتين. وقد بلغ عدد اليهود في مستعمرات الأرجنتين الزراعية في عشرينات هذا القرن حوالي 20.000 يهودي. وهو أعلى رقم اجتمع في المستوطنات الزراعية, لأن المدن الكبيرة استقطبت المزارعين اليهود في البلدان الأخرى. وهكذا فشلت مشاريع الاستيطان الزراعية. وعلى الرغم من أن منظمة غير صهيونية هي التي أسست مستوطنات الأرجنتين وأمدتها بالعون فقد مال يهود هذه المستوطنات بولائهم السياسي والأيديولوجي سريعاً نحو الحركة الصهيونية العالمية ويهود الأرجنتين, وعددهم اليوم نحو مليون, يشكلون قوة سياسية ضاغطة لها تأثيرها في السياسية الخارجية للحكومة الأرجنتينية. 2) الولايات المتحدة والبرازيل وكندا : كان الاستيطان اليهودي في كندا يجري تحت رعاية الجمعية اليهودية للاستيطان أيضاًَ. وبالرغم من أن نشاطها الأساسي كان يتوجه نحو استقطاب هجرة اليهود الروس والبولونيين إلى الأرجنتين فإنها أولت بعض الاهتمام للمشاريع الاستيطانية في أماكن أخرى. فقد حصلت الجمعية على بعض الأراضي في الولايات المتحدة, وتم تنظيم بعض المستوطنات في ولايات نيويورك ونيوجرسي وبنسلفانيا. واشترت المجعية عام 1904 أراضي في مقاطعة <<ريوغراندي دوسول>> البرازيلية حيث تم تأسيس مستوطنة في ضاحية <<كواترو ايراماموس>> مساحتها 93 ألف هكتار. لكن هذه المشاريع لم تتحول إلى مستوطنات فعلية, مما لأدى إلى صرف النظر عنها. أما في كندا فقد بدا الوضع مشجعاً, إذ أسست الجمعية عام 1892 <<مستوطنة هرش>> في مقاطعة ساسكا تشوان. وتم تأسيس مستوطنات أخرى في مقاطعة <<مانيتوبا>> كما تم تأسيس فرع كندي للجمعية للإشراف على العدد المتزايد من مشايع الاستيطان هناك. وغدا فرع الجمعية الكندي, مع حلول عام 1910, مسؤولاً عن خمسة مشاريع استيطانية يهودية رئيسة. وقد بلغت الحركة الاستيطانية أشدها في ذلك الزمن. لكن الحكومة الكندية رفضت فيما بعد أن تبيع مساحات واسعة من الأراضي. وهكذا منعت انتشار المستوطنات اليهودية في تلك البلاد. 3) مشروع العريش : كان مشروع العريش للاستيطان في شبه جزيرة سيناء من أوائل مشاريع الاستيطان الصهيونية. وكان مشروعاً محبباً إلى هرتزل. وقد تولى الزعيم الصهيوني الألماني دافس تريتش دراسة هذا المشروع دراسة مستفيضة لأن تصوره <<لفلسطين الكبرى>> اليهودية كان يشمل فلسطين نفسها وسيناء وقبرص. اعتقد هرتزل أن نجاح مشروع العريش يعتمد على دعم وزارة المستعمرات البريطانية, ويعتمد كذلك على امدادات مائية من نهر النيل. وقد سعى هرتزل لوضع هذا المشروع تحت حماية البريطانيين ورعايتهم على أنه مشروع استيطاني مستقل مستغلاً وجود اللورد كرومر حاكم مصر الفعلي في ذلك الوقت. وقد زارت سيناء عام 1902 لجنة صهيونية عالية المستوى تضم خبراء في الاستيطان وبعض المهندسين في لندن, ومع اللورد كرومر في مصر. انتعشت آمال الصهيونيين من النتائج الإيجابية التي توصلت إليها تلك اللجنة. لكن هذه المفاوضات لم تصل في نهاية الأمر إلى غايتها المنشودة, فقد رفضت الحكومة المصرية تقديم الامدادات المائية من نهر النيل لشعور اللورد كرومر بأن المشروع قد يؤدي إلى خلق متاعب سياسية لبريطانيا في مصر وللامبراطورية العثمانية في فلسطين. 4) مشروع اوغندا : في عام 1903, وبعد فشل مشروع الاستيطان اليهودي في العريش, عقد جوزيف تشمبرلن وزير المستعمرات البريطاني محادثات مع تيودور هرتزل حول امكانية الاستيطان اليهودي في بعض أجزاء الامبراطورية البريطانية المترامية الأطراف في إفريقيا, على الأخص في منطقتي كينيا وأوغندا. وكان هرتزل يرغب في الحصول على عرض محدد, وعلى ترخيص رسمي بالاستيطان من الحكومة البريطانية إلى المنظمة الصهيونية تواكبه تعهدات باستقلال يهودي ذاتي في الشؤون الداخلية. أما فيما يتعلق بالحدود النهائية لهذا الإقليم فقد اقترح أن تحددها لجنة مشتركة من الصهيونيين ومن خبراء المستعمرات البريطانية. وقد وجد البريطانيون في هذا المشروع الاستيطاني فرصة مؤاتية لاستقطاب ذوي المهارات ورأس المال إلى امبراطوريتهم الافريقية, وربما لتحويل هجرة اليهود الروس من بريطانيا إلى إفريقيا أيضاً. أما فيما يتعلق بهرتزل فإن <<مشروع أوغندا>> , كما أصبح يعرف, كان يمثل تأكيداً لبرنامج بازل (بال) وانتصاراً لدبلوماسيته التي كانت تتجه نحو الحصول على براءات للاستيطان. لذا فإن عرضاً بريطانياً من هذا القبيل كان من شأنه ان يمنح هرتزل كسباً مادياً هاماً يستخدمه في المؤتمر الصهيوني السادس. أدى مشروع أوغندا إلى انقسامات خطيرة في صفوف اليهود عندما عرض على المؤتمر الصهيوني السادس, فقد دار الصراع بين انصار هرتزل (والمشروع) من جهة والفئة التي عرفت باسم صهونيي صهيون من جهة أخرى, وأصر هؤلاء على الالتزام بالاستيطان الصهوني في فلسطين. وجرى طرح حل وسط يقضي باعتماد أوغندا مؤقتاً لتلبية الحاجات اليهودية الآتية, ومرحلة على طريق الهدف النهائي, أي فلسطين. لكن هذا الحل لم يلق تجاوباً من صهيونيي صهيون الذين خرجوا من قاعة المؤتمر ووجهوا إنذاراَ نهائياً إلى هرتزل بالتخلي عن مشروع أوغندا. وبعد ذلك التاريخ بعام واحد سحبت الحكومة البريطانية عرضها هذا, ومات تيودور هرتزل, فانتهى أمر هذا المشروع الاستيطاني, بالرغم من أن إسرائيل زانغويل والمنظمة اليهودية للأراضي ثابرا على العمل لإحياء ذلك المشروع دون جدوى. 5) أنغولا وأستراليا والمكسيك وليبيا والعراق: بعد موت تيودور هرتزل, وخلال انعقاد المؤتمر الصهيوني السابع عام 1905, انشقت عن الحركة الصهيونية الأساسية زمرة من المندوبين الصهيونيين بقيادة إسرائيل زانغويل وأسست المنظمة اليهودية للأراضي كمنظمة مستقلة. وكان مبعث هذا الانشقاق في الدرجة الأولى الخلاف في الرأي حول المكان الذي قد تنشأ فيه المستعمرات اليهودية الكبيرة. فبينما ركز الصهيونيين جهودهم على فلسطين كان أعضاء المنظمة اليهودية للأراضي, أو <<أصحاب الأرض>> كما جرت تسميتهم, يرغبون في إقامة المستعمرات في أي مكان بشرط ألا تكون الأرض كبيرة كفاية. وقد قال زانغزيل ذات مرة :<<لا توجد بقعة من الأرض لم تفكر فيها المنظمة اليهودية للأراضي>>. تابع <<أصحاب الارض>> في البداية المفاوضات التي كان هرتزل قد أجراها مع وزارة المستعمرات البريطانية حول مشروع اوغندا, لكن هذه المفاوضات لم تتقدم بشكل ملموس. وحاول <<أصحاب الأرض>> الحصول على براءة للاستيطان في بقاع كبيرة من أنغولا عام 1907, وفي أماكن أخرى كأستراليا والمكسيك, وفي الشرق الأوسط حيث ركزوا جهودهم على الحصول على اراض ملائمة من الحكومة العثمانية في ليبيا عام 1908, وفي العراق عام 1909. ويرتبط مشروع الاستيطان في ليبيا باسم ناحوم سلاوش أحد أتباع هرتزل الأوائل, واحد مؤسسي الاتحاد السويسري الصهيوني الذي انضم فيما بعد إلى جماعة زانغويل,أي <<أصحاب الأرض>>. وكان سلاوش استاذاً للأدب العبري في جامعة السوربون الفرنسية وخبيراً في شؤون يهود إفريقيا الشمالية. وقد أمضى بعض الوقت في ليبيا بين عام 1906 وعام 1908 لدراسة الأوضاع هناك بغية تأسيس مشروع يهودي كبير للاستيطان فيها. وأصبح التقرير السري الذي قدمه سلاوش أساساً لمبادرة قاه بها <<أصحاب الأرض>>. ويروي ناحوم سلاوش في كتابه <<رحلات في شمال إفريقيا>> أن بعثة من <<أصحاب الأرض>> تضم خبراء في الزراعة والهندسة بقيادته هو استقبلت بحفاوة من قبل السلطات العثمانية في ليبيا عام 1908. وقد أجرت البعثة مفاوضات حول مشروع لإقامة <<مستعمرة يهودية قومية تتمتع بالاستقلال الذاتي>> في ليبيا. لكن هذه المفاوضات لم تؤد إلى نتائج ملموسة. وهكذا تداعت مشاريع الاستيطان اليهودي خارج فلسطين واحداً بعد الآخر واتجهت الحركة الصهيونية كما خططت منذ البداية إلى فلسطين حيث استعمرتها تدريجياً وأقامت فيها (الدولة) التي أقر إنشاءها مؤتمر بازل (بال). |
| | | ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75457 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: المؤتمر الصهيوني الإثنين 30 مايو 2022, 11:54 am | |
| الباخرة (ستروما)
استغلت الوكالة اليهودية ظروف الاضطهاد النازي لليهود أثناء الحرب العالمية الثانية فدفعت بالآلاف منهم إلى الهجرة بصورة غير شرعية إلى فلسطين متجاوز بذلك الصيغ التي تفاهمت مع إنكلترا حولها (ر: الهجرة الصهيونية إلى فلسطين). في تشرين الأول سنة 1941 غادرت الباخرة ستروما stroma التي استأجرتها الوكالة اليهودية ميناء كونستانزا في ورمانيا حاملة 769 يهوديا في طريقهم إلى فلسطين. وعندما وصلت الباخرة إلى استانبول أبلغت السلطات البريطانية تركيا أنها لن تسمح لهؤلاء المهاجرين بدخول فلسطين. وبعد اتصالات استمرت عشرة أسابيع وافقت السلطات البريطانية على قبول الأطفال فقط. وكانت السلطات التركية في غضون ذلك قد أمرت الباخرة بمغادرة استانبول باتجاه البحر الأسود. وفي 24/2/1942 حدث في الباخرة انفجار غرقت على أثره ولم ينج من ركابها إلا واحد هو ديفيد ستولير الذي كان ضابطا من ضباط الهاغاناه. سارعت الوكالة اليهودية إلى الزعم بأن الحادث من أعمال الانتحار الجماعي احتجاجا على منع السلطات البريطانية ركاب الباخرة اليهود من دخول فلسطين. وقد تلقت الأوساط اليهودية في فلسطين النبأ بالهياج والسخط الشديدين. وارتفعت الأصوات مطالبة معاقبة المندوب السامي البريطاني <<لارتكابه جريمة قتل اللاجئين اليهود وإغراقهم>>, وبفتح أبواب فلسطين أمام <<ضحايا الاضطهاد النازي>>. ودان بعض الزعماء الصهيونيين المتطرفين ما وصفوه بسياسة الوكالة اليهودية المحابية للإنكليز. أما الحكومة البريطانية فقد ألقت اللوم على تركيا وأعربت عن أسفها العميق للحادث. |
| | | | المؤتمر الصهيوني | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |