حدث فى مثل هذا اليوم : 18 مايو 1291 .. فتح عكا على أيدي السلطان الأشرف صلاح الدين خليل بعد حصار دام أربعة وأربعون يوماً وبعد أن إحتلها الصليبيون مائة عام ..
قصة معركة : بنى الصليبيون ما يعرف ب "أبراج عكا" وهي أبراج قوية متينة ساهمت في حمايتهم إلا أنها بدأت تصاب بأضرار بالغة نتيجة لدكها المستمر بالمناجيق وتنقيبها عن طريق المهندسين المسلمين ، فانهار بعضها مما مكن المسلمبن من القيام بهجوم مركز على باب القديس أنطوان إلا أن فرسان المعبد إستماتوا في الدفاع عنه ، ورغم ذلك تمكن المسلمين من الاستيلاء عليه وراحت قواتهم تتدفق على شوارع المدينة حيث دار قتال عنيف بينهم و بين الصليبيين وقتل مقدم فرسان المعبد "وليم اوف بوجي" ..
في فجر يوم الجمعة 18 مايو 1291 ( 17 جمادى الأولى سنة 690 هـ ) سمع صليبيو عكا دقات طبول المسلمين ، وبدء المسلمين بالزحف الشامل على عكا بامتداد الأسوار ، تحت هدير دقات الطبول التي حُملت على ثلاثمائة جمل لإنزال الرعب في صدور الصليبيين داخل عكا ..
رفعت الصناجق الإسلامية على أسوار عكا وأيقن الملك هنري الثاني ( ملك بيت المقدس ) أنه لا طاقة للصليبيين بجيش الأشرف وأن عكا ستسقط في يد الأشرف لا محال فأبحر عائداً إلى قبرص وقد تعرض الملك هنري فيما بعد للاتهام بالتخاذل و الجبن ..
سادت عكا حالة من الفوضى العارمة والرعب الهائل ، و اندفع سكانها المذعورن إلى الشواطئ بحثاٌ عن مراكب تنقلهم بعيداً عنها ، ولا يدري أحد بالتحديد كم منهم قتل على الأرض أو كم منهم ابتلعه البحر ، و قد تمكن بعض الأثرياء من النبلاء من الفرار من عكا في مراكب الكاتلاني "روجر فلور"، أحد فرسان المعبد ، مقابل أموال دفعوها له وقد تمكن "روجر دو فلور" ( Roger de Flor ) من إستغلال الموقف فابتز الأثرياء والنبيلات وكون ثروة طائلة ..
قبل أن يحل الليل كانت مدينة عكا قد صارت في يد المسلمين ، فيما عدا حصن فرسان المعبد الذي كان مشيداً على ساحل البحر في الجهة الشمالية الغربية من المدينة إلا أنه بعد أسبوع من فتح عكا تفاوض السلطان خليل مع "بيتر دو سيفري" (Peter de Severy) رئيس حصن فرسان المعبد ، وتم الاتفاق على تسليم الحصن مقابل السماح بإبحار كل من في الحصن إلى قبرص ..
وصلت أنباء انتصار جيش المسلمون وتحريره عكا إلى دمشق و القاهرة ففرح الناس وزينت المدن ، ودخل السلطان خليل دمشق ومعه الأسرى الصليبيين مقيدين بالسلاسل وقوبل جيش المسلمين بالإحتفالات ورفع رايات النصر و زينت دمشق وعمت البهجة بين الناس ، وبعد أن دخل القاهرة وتزينت وفرشت فيه الشقق الحرير تحت حافر فرسه ، زار السلطان خليل قبر أبيه الملك المنصور الذي حالت وفاته دون تحقيق حلم تحرير عكا وعهد به إلى إبنه خليل ، ثم أمر الأشرف بإطلاق سراح كل الأسرى الصليبيين ..
وهكذا تم تحقيق حلم تحرير عكا و التي إحتلها الصليبيون عام 1191، ولم يتمكن صلاح الدين الأيوبي من تحريرها منهم ، وتحولت إلى أهم مراكزهم على ساحل الشام ، وصارت تمثل تهديداً كبيراً للمسلمين ، حيث إعتبروها نقطة إنطلاق نحو تحقيق حلمهم الأكبر و هو الإستيلاء على بيت المقدس ..