المؤتمر الصهيوني
هو المؤسسة العليا للمنظمة الصهيونية العالمية*. وينتخب أعضاء المنظمة من دافعي “الشيكل” من سن 18 وما فوق مندوبي المؤتمر. ولا ينتخب
مندوباً للمؤتمر الا من يتمتع بحق التصويت وعمره 21 سنة فأكثر.
من مهام المؤتمر الرئيسة تلقي تقارير ادارة المنظمة الصهيونية ومؤسسات الحركة الصهيونية. ومناقشة المقترحات المختلفة التي ترفع إلى المؤتمر
وإصدار القرار المناسب بشأنها، وتعيين السياسة المالية للمنظمة الصهيونية، ومناقشة تقارير المراقب واتخذ قرار فيها، وانتخاب رئيس المنظمة
ورئيس الإدارة وأعضائها ومراقب الوكالة اليهودية*.
قبل قيام (إسرائيل) كانت المؤتمرات الصهيونية تعقد في مدن مختلفة من أوروبا. ومنذ سنة 1951 فصاعدا أصبحت تعقد في القدس*. وفي البداية كان
المؤتمر الصهيوني ينعقد مرة في السنة فأصبح يعقد كل سنتين، ومؤخراً مرة كل ثلاث سنوات. ابتدع هرتزل منذ بداية نشاطه الصهيوني فكرة عقد
مؤتمر صهيوني مستهدفاً من ذلك إنشاء “جمعية وطنية يهودية” على نمط المجالس الشرعية.
يحدد دستور المنظمة الصهيونية عدد مندوبي المؤتمر بـ500 مندوب يتم انتخابهم على النحو التالي: 38% في (إسرائيل) و29% في الولايات المتحدة
و33% في سائر البلاد التي يقيم فيها صهيونيون. ويتطلب انتخاب المندوبين للمؤتمر الصهيوني مصادقة محكمة المؤتمر التي تنظر في الطريقة التي
جرت بموجبها الانتخابات في كل منطقة.
بعد الانتهاء من الاجراءات التي تسبق المؤتمر، كانتخاب المندوبين في مختلف أنحاء العالم والمصادقة النهائية عليهم من قبل محكمة المؤتمر، تحدد
الإدارة الصهيونية جدول أعمال المؤتمر وتخطر به جميع فروع الحركة الصهيونية. ويحق للمؤتمر تغيير جدول الأعمال.
للمؤتمر رئاسة خاصة به. ويفتتحه عادة رئيس المنظمة الصهيونية. وهو يترأس المؤتمر إلى حين تشكيل رئاسته التي تنتخب وفقاً لنسب الكتل
المختلفة الممثلة في المؤتمر. ويحق لاثني عشر مندوبا على الأقل تشكيل كتلة يعترف بها المؤتمر. وتقدم محكمة المؤتمر في الجلسة الثانية تقريراً عن
الانتخابات وعن تركيب المؤتمر. وبعد تشكيل لجان المؤتمر يقدم برؤساء الدوائر تقاريرهم إلى اللجان المتخصصة عن نشاطات دوائرهم ويقترحون
برامجهم للمستقبل. وبعد انتهاء أعمال اللجان تستأنف المناقشات في المؤتمر الملتئم للاستماع إلى تقارير ترقعها اللجان. ثم يصدر المؤتمر القرارات
وينتخب مؤسسات المنظمة الصهيونية العالمية.
أما اللجان التي درجت المؤتمرات الصهيونية على تشكيلها فهي: اللجنة الدائمة التي تتولى اعداد انتخاب مؤسسات الحركة الصهيونية، ولجنة التنظيم،
واللجنة السياسية، ولجنة الاستيطان، ولجنة المال والميزانية، ولجنة الهجرة والاستيعاب، ولجنة الاعلام، ولجنة التربية والثقافة في المنفى. ويحق
للمؤتمر تعيين لجان أخرى اذا اقتضت الحاجة ذلك.
وبالامكان تقسيم المراحل التي مرت بها المؤتمرات الصهيونية إلى أربع هي:
– عهد هرتزل: كان المؤتمر في عهد هرتزل (1860- 1904) منصبه برلمانية تناقش من فوقها المشكلات الأساسية المتعلقة بانشاء ما كان يسمى بـ
“المنظمة القومية” ليهود العالم وأقامة المؤسسات الأولى. وكانت المؤتمرات الصهيونية خلال هذه المرحلة تنصرف إلى مناقشات عقائدية ومداولات
حول شؤون المنظمة واطارها والنظام الداخلي وتعيين الادارة وبلورة صورة المنظمة الصهيونية. وكانت هذه المؤتمرات تناقش أيضا الشؤون
المتعلقة بفلسطين والشؤون التربوية للتجمعات اليهودية في العالم. وانصب الاهتمام خلال تلك المرحلة بصورة خاصة على النشاطات الخارجية
والتصريحات السياسية، وعقدت فيها المؤتمرات الستة الأولى.
– الصهيونية العالمية: بعد وفاة هرتزل أخذت الحركة الصهيونية تركز على النشاط العملي في فلسطين. وعلى مجال التربية اليهودية في مختلف البلاد
التي يقيم فيها اليهود. وبذلك غير المؤتمر طابعه فاتجهت مداولاته وقراراته نحو الشؤون الداخلية، وعكست مواضيعه الشؤون العملية والواقعية.
وكانت المناقشات تبدو في المؤتمرات بين أنصار الصهيونية السياسية والصهيونية العملية. وقد أدت هذه المناقشات إلى نشوء الصهيونية “اندماجية”
تدمج بين الصهيونية السياسية والعملية. وتنتمي إلى هذه المرحلة المؤتمرات الخمسة التالية ( من 7 إلى 11).
– من وعد بلفور إلى قيام (إسرائيل): بدأت المرحلة الثالثة من تاريخ المؤتمرات الصهيونية سنة 1917 مع صدور وعد بلفور* الذي جعل من الحركة
الصهيونية عنصراً سياسياً ذا طابع دولي. وبالتالي تغيير الهيكل التنظيمي للمنظمة الصهيونية وأصبح المؤتمر منصة برلمانية بكل معنى الكلمة.
وخلال هذه المرحلة فوضت إلى المؤتمر الصهيوني صلاحية اقرار الموازنة الصهيونية ابتداء من سنة 1921. وقد بلغت آنذاك 250 ألف جنيه
استرليني. ومنذ المؤتمر الصهيوني الثاني عشر نشطت الأحزاب الصهيونية بصورة بارزة في جميع المؤتمرات التي عقدت بعد ذلك. وقد عقد ضمن
هذه المرحلة أحد عشر مؤتمر (من 12 إلى22).
– منذ قيام (إسرائيل): بدأت المرحلة الرابعة من تاريخ المؤتمرات الصهيونية منذ قيام (إسرائيل) في سنة 1948 فأخذت الحركة الصهيونية تنشط في
ظروف جديدة. ففي المؤتمر الثالث والعشرين تمثلت التغييرات باعادة صياغة البرنامج الصهيوني ووضع “برنامج القدس” بدل “برنامج بازل”.
وتقرر في هذا المؤتمر أن تمنح (إسرائيل) المنظمة الصهيونية ونشاطاتها مكانة رسمية. وقد وافقت الحكومة الإسرائيلية والكنيست* على ذلك. وفي
سنة 1962 أقرت الكنيست “قانون مكانة المنظمة الصهيونية العالمية- الوكالة اليهودية”.
وفي المؤتمر السابع والعشرين الذي عقد في القدس سنة 1968 أقره “برنامج القدس” الجديد. وعقدت حتى نهاية سنة 1978 سبعة مؤتمرات ابتداء من
المؤتمر الثالث والعشرين حتى المؤتمر التاسع والعشرين.
1) المؤتمر الصهيوني الأول (1897): عقد المؤتمر الصهيوني الأول في مدينة بازل في سويسرا بين 29 و31/8/1897 بحضور 204 مندوبين
يمثل منهم 117 جمعية صهيونية مختلفة. وجاء نحو 70 من أولئك المندوبين من روسيا وحدها، وحضر المؤتمر مندوبون من أمريكا والدول
الاسكندفانية، وحتى من الجزائر. وكان من المقرر أن يعقد هذا المؤتمر في ميونخ إلا أن الجالية اليهودية هناك عارضت ذلك.
افتتح هرتزل المؤتمر الصهيوني الأول بخطاب قصير أكد فيه أن الهدف من المؤتمر هو “وضع الحجر الأساسي للبيت الذي يسكنه الشعب اليهودي
في المستقبل “معلناً أن الصهيونية” هي “عودة إلى اليهودية قبل العودة إلى بلاد اليهود”. وقد حدد هرتزل أيضا مضمون المؤتمر على أنه” الجمعية
القومية اليهودية”.
أقر المؤتمر أهداف الصهيونية المعروفة منذ ذلك الوقت باسم “برنامج بازل” الذي حسم موقف الصهيونيين من موقع دولتهم المزمع انشاؤها وقرر أن
الدولة اليهودية يجب أن تقام في فلسطين فقط.
وكان المؤتمر الصهيوني الأول نقطة تحول مهمة في تاريخ الحركة الصهيونية، خصوصاً بعد ما استطاع مؤسسوه جمع معظم صهيونيي العالم تحت
سقف واحد ضمن اطار المنظمة الصهيونية العالمية التي تولت عندئذ الاشراف على الأجهزة الصهيونية. وكانت اقامة المنظمة الصهيونية العالمية
فاتحة عهد جديد من النشاط الصهيوني يستهدف تحقيق مخططات الحركة.
ووضع المؤتمر الأول برنامجا سارت عليه سائر المؤتمرات التي عقدت بعد ذلك، وناقش تقرير حول أوضاع الجاليات اليهودية في العالم ومحاضر
عن فلسطين والنشاط الاستيطاني فيها،وعن المسائل التربوية. وقد انتخب المؤتمر تيودور هرتزل رئيساً له ورئيساً للمنظمة الصهيونية العالمية.
وانتخب كذلك لجنة تنفيذية موسعة مكونة من 15 عضواً وأخرى مصغرة مكونة من 5 أعضاء.
2) المؤتمر الصهيوني الثاني (1898): عقد المؤتمر الصهيوني الثاني في بازل بسويسرا بين 28 و31/8/1898 بحضور 349 مندوباً يمثلون 913
مجموعة صهيونية. وقد بحث في كيفية نشر الفكرة الصهيونية بين الجاليات اليهودية، وأسفر عن انشاء “صندوق الاستيطان اليهودي” الجهاز المالي
للمنظمة الصهيونية العالمية.
خاطب هرتزل المؤتمر داعياً إلى “غزو الجاليات” اليهودية بالفكرة الصهيونية. وقد طالبت في هذا المؤتمر جماعة الصهيونيين الاشتراكيين تمثيل
البروليتاريا اليهودية في قيادة المنظمة الصهيونية العالمية.
تركزت الخلافات التي نشبت في المؤتمر الصهيوني الثاني بين “الصهيونية السياسية” و”الصهيونية العالمية”، إلا أن قرار انشاء “صندوق
الاستيطان اليهودي” أدى إلى تضييق شقة الخلاف بين العسكريين المتنازعين.
3) المؤتمر الصهيوني الثالث (1899): عقد المؤتمر الصهيوني الثالث في بازل بسويسرا بين 15 و18/8/1899 بحضور 153 مندوباً، وتركزت
مناقشاته حول تفسير “مشروع بازل”.
استهل هرتزل المؤتمر بتقرير حول اجتماعاته مع الأمبراطور وليام الثاني امبراطور ألمانيا في اسطنبول بتاريخ 18/10/1898 وفي القدس أيضاً.
استمر الخلاف خلال المؤتمر بين هرتزل ومناوئيه الذين عارضوا اقتراحه منح أسهم “صندوق الاستيطان” إلى سبعة من أصدقائه الصهيونيين لكي
يضمن لخطه السياسي السيطرة على المؤسسة المالية للمنظمة الصهيونية. وعندما حاولت المعارضة منعه من ذلك هدد بالاستقالة فكان له ما أراد.
ووافق المؤتمر أيضاً على أن يحصر صندوق الاستيطان نشاطه الاستيطاني في فلسطين وسورية.
4) المؤتمر الصهيوني الرابع (1900): عقد المؤتمر الصهيوني الرابع في لندن بين 13 و16/8/1900 بحضور 498 مندوباً. وأما السبب لعقد هذا
المؤتمر في لندن فقد عبر عنه هرتزل بقوله ان انكلترا هي “التي ستفهم أمانينا”. وقد ناقش المؤتمر مسألة الطرد الجماعي ليهود رومانيا ورأى
هرتزل في اضطهادهم برهاناً على الحاجة الملحة إلى “الحل الصهيوني”. كما ناقش المؤتمر ضائقة العمال في فلسطين وقلة الأشغال فيها ونزوح
اليهود عنها. وأعيد في هذا المؤتمر طرح اقتراح تأسيس شركة “كيرين كايميت* ليسرائيل” (الصندوق القومي اليهودي) فاتخذ المؤتمر قراراً “أولياً”
باقامة هذه الشركة.
لقد شهد المؤتمر الرابع مجابهة بين الصهيونيين المتدينين والعلمانين حول توسيع مجال النشاط الثقافي من قبل المنظمة الصهيونية، الأمر الذي لاقى
معارضة شديدة من قبل المتدينين. وحسماً لهذه المجابهة اقترح هرتزل شطب هذا الموضوع من جدول الأعمال فأقر المؤتمر اقتراحه بأغلبية ضئيلة.
5) المؤتمر الصهيوني الخامس (1901): عقد المؤتمر الصهيوني الخامس في بازل بين 26 و30/12/1901 بحضور 358 مندوباً.
استهل هرتزل المؤتمر بعرض أكبر انجاز له في ذلك الحين. وهو مقابلة السلطان العثماني عبد الحميد* – كما قدم تقريراً عن النشاطات الأولية
لصندوق الاستيطان اليهودي. بيد أن هذه النشاطات أثارت معارضة بعض الوفود، ولا سيما الطلاب الجامعين في أوروبا الغربية الذين عقدوا مؤتمراً
في ميونخ قبل انعقاد المؤتمر الصهيوني الخامس وأعلنوا عن تشكيل تنظيم مستقل داخل المنظمة الصهيونية أطلقوا عليه اسم “الكتلة الصهيونية
الديمقراطية” بزعامة موتسكين وبوبر. وقد طالب التنظيم الجديد بالتشديد على “الثقافة اليهودية” لا على النشاطات السياسية العقيمة. وقد استرضاهم
هرتزل، واتخذ المؤتمر قراراً أوضح فيه أن يرى في تعبير “الثقافة” التربية القومية لليهود، ويعتبر هذا العمل مادة مهمة في البرنامج الصهيوني
ويفرضها كواجب على كل صهيوني.
6) المؤتمر الصهيوني السادس (1903): عقد في بازل بين 23 و28/8/1903 بحضور 592 مندوباً.
افتتح هرتزل المؤتمر بعد أن كانت الحكومة البريطانية قد أبلغت رسمياً للمنظمة الصهيونية عن استعدادها للسماح توطين اليهود في أوغندا (رَ:
الاستيطان، مشاريع – الصهيونية خارج فلسطين). وقد دافع هرتزل عن “مشروع أوغندا” بحرارة واعتبره “ملجأ ليلياً لوقت الشدة” – إلا أن
المشروع لاقى معارضة شدسيدة وأثار نقاشاً حاداً بين أعضاء المؤتمر. وقد اتهم المعارضون هرتزل بالخيانة. ثم أيد المشروع 295 مندوباً ضد
178. وقرر المؤتمر أن يوفد إلى أوغندا بعثة استقصاء. وكان المؤتمر قد شهد ضغطاً متزايداً لحل المشكلة اليهودية، ولا سيما بعد صدمة مذبحة
كيشينيف (في روسيا) في ربيع السنة نفسها. وقد دفع هذا الوضع إلى المناداة بحلول مؤقتة مثل “مشروع العريش” و”مشروع أوغندا”.
7) المؤتمر الصهيوني السابع (1905): عقد في بازل (27/7/ -2/8/1905) بحضور 497 مندوباً. وهو أول مؤتمر يعقد بعد وفاة هرتزل. وانتخب
المؤتمر دافيد ولفسون(1856-1914) أول رئيس للمنظمة الصهيونية العالمية. وعلى أثر ذلك تقرر نقل مقر الحركة الصهيونية من فيينا إلى كولون
بألمانيا حيث يقيم ولفسون.
ومن أبرز أعمال هذا المؤتمر اعتبار “برنامج بازل” ساري المفعول،ورفض”مشروع أوغندا” بأكثرية كبيرة بعد أن وجدت لجنة الاستقصاء أن
أوغندا غير ملائمة للاستيطان الجماعي اليهودي. وقد انسحب مؤيدوو مشروع أوغندا بزعامة يسرائيل زانغويل من المؤتمر وأسسوا “الجمعية
الاقليمية اليهودية”. وقرر المؤتمر أنه لا ينبغي الانصراف إلى أي عمل استيطاني خارج حدود فلسطين، واعتمد أسلوب “العمل المنهجي” لذلك. كما
قرر منع شركة “كيرين كايميت” من شراء الأراضي في فلسطين ما دام ذلك لا يتم على “أساس بانوني مضمون”.
المؤتمر الصهيوني الثامن (1907): عقد في لاهاي في هولندا بين 14و2/8/1907 بحضور 329 مندوباً نصفهم تقريباً من روسيا. وحضره
لأول مرة أربعة مندوبين عن اليهود في فلسطين. وكان الغرض من عقد المؤتمر التاسع في لاهاي شد الانتباه العالمي للنشاط الصهيوني بسبب انعقاد
مؤتمر السلام الدولي الثاني في تلك المدينة، وهو المؤتمر الذي دعا إليه نيقولا الثاني قيصر روسيا بعد نجاح مؤتمر لاهاي الأول عام 1899.
طالب حاييم وايزمان في هذا المؤتمر بدمج الصهيونية السياسية مع العمل الصهيوني الاستيطاني في فلسطين. وقد تمخض المؤتمر عن فض النزاع
بين الصهيونيين العملين والسياسيين باتخاذ قرار يفرض عدم تأخير النشاط الاستيطاني في فلسطين بعد الحصول على “الميثاق”. وبعد أن تبنى
المؤتمر موقف وايزمان بوجوب القيام بنشاط عملي في فلسطين وقرر تأسيس “المكتب الفلسطيني” في يافا سنة 1908 لتوجيه “أعمال الاستيطان
الزراعية من قبل المنظمة الصهيونية العالمية يترأس هذا المكتب آرثور روبين”. وكان من بين القرارات التي اتخذها المؤتمر اعترافه مبدئياً باللغة
العربية لغة رسمية للحركة الصهيونية.
9) المؤتمر الصهيوني التاسع (1909): عقد في مدينة هامبورغ بألمانيا بين 26 و30/12/1909 بحضور 364 مندوباً. واشترك فيه لأول مرة
ممثلو الأحزاب الصهيونية العمالية في فلسطين.
أعرب دافيد ولفسون رئيس المنظمة الصهيونية العالمية وماكس نورداو من أنصار خطة هرتزل عن الأمل في تغيير موقف الحكومة العثمانية من
الصهيونية بعد ثورة حزب تركيا الفتاة.
شهد المؤتمر معارضة شديدة لزعامة ولفسون من قبل الصهيونيين العمليين بزعامة أوششكين ووايزمان وسوكولف، وتبعهم ممثلو العمال في
فلسطين، وكان محور هذه المعارضة الأسلوب “التجاري” للنشاط الاستيطاني الذي قوم كل مشروع بجداره الاقتصادية. وجاء قرار المؤتمر “باقامة
مستوطنات تعاونية” في فلسطين تنازلاً كبيراً للصهيونيين العمليين وممثلي بوعالي تسيون (عمال صهيون) وعمال فلسطين. ورغم أن المؤتمر أعاد
انتخاب ولفسون رئيساً للمنظمة الصهيونية فان الخلافات بينه وبين مناوئيه لم تنته بنهاية المؤتمر.
10) المؤتمر الصهيوني العاشر (1911): عقد في بازل بسويسرا بين 9و15/8/1911 بحضور 387 مندوباً. وقد اكتسب هذا المؤتمر اسم “مؤتمر
الصلح” لأنه أنهى الخلافات بين الصهيونيين العمليين والسياسيين وحقق الانتصار الكامل “للصهيونية المركبة”.
انتخب هذا المؤتمر أوتووابرغ أستاذ النبات في جامعة ستراسبورغ رئيساً للمنظمة وانتخب معه 4 أعضاء آخرين من اللجنة التنفيذية كلهم من “
العمليين”. وبذلك سيطر “العمليون” على رئاسة المنظمة. وناقش هذا المؤتمر “النشاطات العملية” في فلسطين ومشكلة العرب والحاجة إلى شرح
معنى الصهيونية لهم.
11) المؤتمر الصهيوني الحادي عشر (1913): عقد في فيينا بين 2 و9/9/1913 بحضور 539 مندوباً. وهو آخر مؤتمر صهيوني عقد قبل نمشوب
الحرب العالمية الأولى. وقد أكمل “العمليون” فيه الدورة وسيطروا على المؤسسات المالية للحركة أيضاً. وجاء غياب ماكس نورداو عن المؤتمر
احتجاجاً صامتاً على التخلي عن خط هرتزل. وأقر المؤتمر بحماسة كبيرة اقتراحاً يطالب الإدارة الصهيونية باتخاذ الخطوات الضرورية لإقامة
جامعة عبرية في القدس. وتبنى حاييم وايزمان هذا المشروع وعمل بدأب على تنفيذه. واستمع المؤتمر إلى تقرير وبين رئيس المكتب الفلسطيني عن
النشاطات الاستيطانية في فلسطين.
12) المؤتمر الصهيوني الثاني عشر (1921): عقد في كارليساد في تشيكوسلوفاكيا بين 1 و4/9/1921. وهو أول مؤتمر عقد بعد الحرب العالمية
الأولى، ووعد بلفور، واحتلال بريطانيا لفلسطين وطرد الأتراك منها، والاضطرابات ضد اليهود في أوروبا الشرقية. وتركز النقاش في هذا المؤتمر
على اقامة مشروعات ذات “صيغة قومية” وتوسيع الاستيطان في فلسطين. وصادق المؤتمر على إقامة “كيرين هايسود”* (الصندوق التأسيسي)
وشراء أراضي مرج ابن عامر* واقامة المستعمرات فيها. وقدم حاييم وايزمان الذي كان ترأس المنظمة الصهيونية العالمية منذ عام 1920 تقريراً
عن النشاطات السياسية للمنظمة خلال الحرب، ودعا يهود العالم إلى المساهمة في بناء فلسطين.
13) المؤتمر الصهيوني الثالث عشر (1923): عقد في كارلساد أيضاً بين 6 و18/8/1923. وطرح فيه حاييم وايزمان اقتراحاً بتوسيع الوكالة
اليهودية، وضم غير صهيونيين إليها. ولكن هذا الاقتراح أثار معارضة شديدة من قبل الذين رأوا في ذلك تهديداً للقاعدة الديمقراطية للمنظمة
الصهيونية العالمية، فرفض المؤتمر هذا الاقتراح خوفاً من تشويه الطابع الديموغرافي الشعبي للحركة الصهيونية يضم متبرعين وأصحاب رؤوس
أموال. وقرر المؤتمر المصادقة على إنشاء الجامعة العربية في القدس، وناقش امكانات توفير المصادر المالية للمشروعات الصهيونية في فلسطين.
14) المؤتمر الصهيوني الرابع عشر (1925): انعقد في فيينا بين 18 و31/8/1935. وتأثر بالحركة العمرانية بين السكان اليهود في فلسطين، وكانت
قد نجمت عن الهجرة الرابعة (معظمها من بولونيا) فنشط بناء المنازل وشراء الأراضي (رَ: الهجرة الصهيونية إلى فلسطين). وشجع المؤتمر
الشركات الخاصة على المساهمة في حل مشكلات استيطان فلسطين. وشهد المؤتمر ذروة الانتقادات لأساليب الاستيطان العمالي. وشارك دافيد بن
غوريون في هذا النقاش مستعرضاً نشاطات العمال اليهود في فلسطين.واستقال روبين من رئاسة دائرة الاستيطان في الوكالة اليهودية بعد أن قضى
في هذا المنصب 18 سنة. وعين المؤتمر كيش مديراً للدائرة السياسية التابعة للوكالة اليهودية التي كان مقرها القدس.
15) المؤتمر الصهيوني الخامس عشر (1927): انعقد في بازل بين 30/8 و11/9/1927. وكانت أبرز قضية عالجها الأزمة الاقتصادية والبطالة في
فلسطين. فقد أدى الجوع والفقر إلى هجرة يهودية من فلسطين، كما تقلصت الهجرة إليها. وقدم وايزمان اقتراحاً للتغلب على هذه الأزمة. وألقى روبين
محاضرة عن الطلائعية ومعنى الصهيونية. وانتخب المؤتمر اللجنة التنفيذية للمنطقة الصهيونية دون أن تضم ممثلاً عن العمال.
16) المؤتمر الصهيوني السادس عشر (1929): انعقد في زوريخ بين 28/7 و10/8/1929. وافتتحه سوكلوف بمحاضرة عن هرتزل لمناسبة
مرور 25 سنة على وفاته. وخلافاً للمؤتمر السابق انعقد هذا المؤتمر في فترة من الشفاء الاقتصادي وتحسن أوضاع العمالة في فلسطين واستئناف
الهجرة اليهودية إليها. ووافق على المشروع الذي تقدم به وايزمان لتوسيع الوكالة اليهودية بانضمام غير الصهيونيين إليها. ولدى انتهاء الجلسات
جرى احتفال باتنعقاد أول اجتماع للوكالة اليهودية الموسعة. وانتهى المؤتمر بانتخاب لجنة تنفيذية جديدة انضم إليها ممثلان عن المزارحي* واثنان
عن الحركة العمالية.
17) المؤتمر الصهيوني السابع عشر (1931): انعقد في بازل بين 30/6 و15/7/1930 في ظل الأحداث الدامية التي كانت قد انفجرت في فلسطين
في 29/8/1929 (رَ: ثورة 1929) بعد أيام قليلة من الاعلان عن توسيع الوكالة اليهودية. وعلى أثر هذه الأحداث صدر “الكتاب الأبيض” البريطاني
الذي يقيد الهجرة. وقد استقال وايزمان من رئاسة المنظمة الصهيونية احتجاجاً على السياسة البريطانية الجديدة التي اعتبرتها الحركة الصهيونية
معادية لها.
وخلال المؤتمر قدمت بعض الوفود احتجاجاً على سياسة وايزمان داعية إلى المزيد من التعاون مع الحركة البريطانية. وطالبت المعارضة بقيادة
التصحيحين الذين يتزعمهم فلاديمير جابوتنسكي بتحديد صيغة جديدة لـ “الهدف النهائي” للصهيونية، وهو استيطان أكثرية يهودية وإقامة دولة يهودية
في فلسطين. وعندما رفضت الأكثرية هذه الصيغة مزق جابوتنسكي بطاقة العضوية صارخاً “هذا ليس مؤتمراً صهيونياً” وانسحب التصحيحيون
من المؤتمر بصورة تظاهرية وقد شكلوا فيما بعد المنظمة الصهيونية الجديدة*.
وعندما أصر وايزمان على استقالته انتخب المؤتمر ناحوم سوكولوف رئيساً للمنظمة الصهيونية. كما انتخب لجنة تنفيذية جديدة وازادت فيها قوة
الأحزاب العمالية بانتخاب حاييم أرولوزورف رئيساً للدائرة السياسية التي استمرت في انتهاج خط وايزمان.
18) المؤتمر الصهيوني الثامن عشر (1933): انعقد في براغ بين 21/8 و4/9/1933 في ظل قلاثة أحداث رئيسة، الأول شبح تسلم النازية للسلطة
في ألمانيا وتفاقم اضطهاد اليهود الألمان، والثاني التضخك المالي في فلسطين، والثالث اغتيال أرولو زوروف. وبلغ الخلاف بين التصحيحيين
والعمال ذروته بسبب اتهام العمال للتصحيحيين بأن سياستهم التحريضية أدت إلى اغتيال أرولو زوروف. وقرر المؤتمر تشكيل لجنة تحقيق في هذه
القضية، وحدة انتخاب سوكلوف رئيساً للمنظمة الصهيونية. وانتخب لجنة تنفيذية جديدة ازداد فيها تمثيل الأحزاب العمالية فضمت بن غوريون
وموشيه شرتوك (شاريت) التي خلف أرولو زوروف في رئاسة الدائرة السياسية.
19) المؤتمر الصهيوني التاسع عشر (1935): انعقد في لوزان بين 24/8 و20/9/1935 وقد تميز هذا المؤتمر بالمحاضرات العلمية الشاملة التي
ألقاها عدد من زعماء الحركة الصهيونية. واستطاعت الحركة العمالية تشكيل ائتلاف واسع أعاد الزعامة لوايزمان الذي انتخب رئيساً للجنة التنفيذية،
كما انتخب سوكولف رئيس شرف للمنظمة الصهيونية العمالية والوكالة اليهودية الموسعة. وقد برز بن غوريون في هذا المؤتمر فأعيد انتخابه في
اللجنة التنفيذية (وقد توفي سوكلوف بعد سنة من ذلك).
20) المؤتمر الصهيوني العشرون (1927): انعقد في زوريخ بين 3 و16/8/1937. ومن أبرز القضايا التي واجهها – منذ مشروع أوغندا – “تقرير
اللجنة الملكية عن فلسطين” (لجنة بيل)* التي عينت على أثر الثورة العربية سنة 1926 (رَ: ثورة 1936-1939). فقد فجر هذا التقرير الذي اقترح
تقسيم فلسطين وإقامة دولة يهودية في جزء منها خلافاً حاداً بين الأحزاب الصهيونية اذ أيد الاقتراح حزب ماباي* بزعامة بن غوريون وعارضه
كاتسلتسون. وفي النهاية قرر المؤتمر أن يأخذ علماً بنتائج لجنة بيل. وجاء في القرار أنه فهم لدى صدور وعد بلفور أن “الوطن القومي اليهودي”
سيقام “على فلسطين بأسرها، بما فيها شرقي الأردن”. وفي الوقت ذاته فوض المؤتمر اللجنة التنفيذية بالتفاوض مع الحكومة البريطانية حول إمكان
ضمان الوصول إلى تقسيم أفضل من ذلك الذي اقترحه لجنة بيل، على أن تقدم اللجنة نتائج مساعيها إلى المؤتمر قبل اتخاذ القرار الأخير.
21) المؤتمر الصهيوني الواحد والعشرون (1929): انعقد في جنيف بين 16 و26/8/1929 قبيل نشوب الحرب العالمية الثانية. وفي هذه الأثناء
تراجعت الحكومة البريطانية عن مشروع التقسيم وعقدت مؤتمراً حضره ممثلون عن العرب واليهود (رَ: لندن، مؤتمر 1929) ونشر على أثره
الكتاب الأبيض الذي يقيد الهجرة اليهودية وشراء الأراضي في فلسطين (رَ: ماكدونالد، كتاب – الأبيض). وقد اعتبرت الصهيونية هذه القيود معادية
لها، كما عارضتها الوفود اليهودية بشدة وأعلنت عن “استعداد السكان اليهود في فلسطين لمقاومة هذه القيود”. وأعلن كاتسلسون عن “برنامج الهجرة
غير الشرعية” داعياً الحركة الصهيونية إلى المساهمة في توسيع نطاق الهجرة في ضوء الوضع السياسي الذي يهدد أوروبا (رَ: الهجرة الصهيونية
إلى فلسطين). وانتخب المؤتمر اللجنة التنفيذية نفسها بزعامة وايزمان. وأعرب اوسيتسكين رئيس المؤتمر عن القلق على مصير يهود بولونيا.
22) المؤتمر الصهيوني الثاني والعشرون (1946): انعقد في بازل بين 9 و24/12/1946 بعد الحرب العالمية الثانية وحملة النازية على اليهود (رَ:
النازية والصهيونية). وناقش المؤتمر قضايا الهجرة غير الشرعية “والنضال السياسي والعسكري” ضد السلطات البريطانية في فلسطين بسبب
موقف لندن من تقرير لجنة التحقيق الأنكلو-أمريكية* (1946) والقيود التي فرضتها تلك السلطات على الهجرة اليهودية.
عاد التصحيحيون إلى المنظمة الصهيونية بعد أن كانوا قد انسحبوا منها خلال المؤتمر السابع عشر (1931)، وحضر ممثلوهم المؤتمر الثاني
والعشرين. وأقر هذا المؤتمر مشروع بلتمور* (1942) وانشاء دولة يهودية في فلسطين كبرنامج للحركة الصهيونية.
ورفض المؤتمر مشروع موريسون* – غريدي الخاص بتقسيم فلسطين إلى أربع مقاطعات. عربية ويهودية ومقاطعة القدس ومقاطعة النقب. وأصر
وايزمان على اقامة دولة يهودية في فلسطين وشدد على تعاطف الرئيس الأمريكي ترومان والرأي العام الأمريكي مع الصهيونية. وأقر المؤتمر
برنامج المنظمة الصهيونية السياسي الذي ينص على “إنشاء كومنويلث يهودي يكون جزءا من تركيبة العالم الديمقراطي”. كما أقر اقتراحاً برفض
حضور مؤتمر لندن الذي دعت إليه بريطانيا (رَ: لندن، مؤتمر 1946). واستقال وايزمان الذي عارض هذا القرار وأيد حضور مؤتمر لندن. ولم
يتمكن المؤتمر من انتخاب رئيس جديد للمنظمة الصهيونية العالمية.
23) المؤتمر الصهيوني الثالث والعشرون (1951): عقد لأول مرة في القدس بعد إقامة (إسرائيل) بين 14 و30/8/1951. ولم يستطع وايزمان
حضور المؤتمر بعد انتخابه رئيساً (لإسرائيل) فبعث برسالة إلى الوفود وصف فيها الوضع الجديد بقوله إن “ثمة رمزاً عميقاً لحقيقة أن المؤتمر
الصهيوني لم يعقد في أرضنا القديمة إلا بعد أن عادت لنا”. وافتتح المؤتمر بالقرب من قبر هرتزل في القدس. ولخص بيرل لوكر رئيس اللجنة
التنفيذية مسيرة الحركة الصهيونية “من بازل إلى القدس”.
كانت أبرز مشكلة عالجها هذا المؤتمر هي “وضع الحركة الصهيونية بعد إقامة دولة يهودية”. وقرر أن برنامج بازل لم يعد ملائماً لمتطلبات الوضع
الجديد وأقر بدلاً منه “برنامج القدس” الذي كانت أهم فقرة فيه “إن مهمة الصهيونية هي تعزيز دولة إسرائيل، وجمع المنفيين في أرض إسرائيل،
والعمل من أجل وحدة الشعب اليهودي”.
وقد ضم الائتلاف الذي تشكل بعد المؤتمر جميع الكتل الحزبية ما عدا الصهيونيين التصحيحيين – حيروت*. وانتخب المؤتمر رئيسين للجنة التنفيذية:
ناحوم غولدمان في نيويورك وبييل لوكر في القدس. وطالب أحد قراراته بـ”اعتراف الدولة الرسمي بمكانة المنظمة الصهيونية”. وقد نفذت الحكومة
الإسرائيلية هذا القرار بعد المؤتمر بقانون أقرته الكنيست في 24/11/1952 وسمي “قانون وضع المنظمة الصهيونية العالمية – الوكالة اليهودية
لفلسطين”.
24) المؤتمر الصهيوني الرابع والعشرين (1956): انعقد في القدس بين 24/4 و7/5/1956 في ظل الوضع الأمني المضطرب (لدولة إسرائيل)
وتزويد مصر بالأسلحة من الكتلة السوفييتية. وقد ناقش هذا المؤتمر مشكلات الهجرة والاستنيطان وتنظيم جمع الأموال، وقرر في النهاية تركيز
جميع نشاطات جمع الأموال والتبرعات في أيدي “كيرين هيسود” (الصندوق التأسيس) و”الجباية الإسرائيلية الموحدة”، وانتخب ناحوم غولدمان
ليشغل منصب رئيس المنظمة الصهيونية العالمية الذي بقي شاغر منذ سنة 1946.
25) المؤتمر الصهيوني الخامس والعشرون (1960): انعقد في القدس بين 27/1/1960 و11/1/1961.وكانت أبرز القضايا التي بحثها العلاقة بين
الحكومة الإسرائيلية والمنظمة الصهيونية العالمية ومكانتها الرسمية في ضوء الانتقادات الشديدة التي واجهها بن غوريون إلى المنظمة وبحث
مشكلات الهجرة واستيعاب المهاجرين “والثقافة والتعليم اليهوديين في الشتات”. وأعاد انتخاب غولدمان – رئيساً للمنظمة الصهيونية واللجنة التنفيذية.
وبعد المؤتمر انتخب موشيه شاريت رئيساً لفرع اللجنة التنفيذية في القدس بدلاً من لوكر الذي استقال من منصبه.
26) المؤتمر الصهيوني السادس والعشرون (1964-1965): انعقد في القدس بين 30/12/1964 و10/1/1965. وتمثل الموضوع الرئيس الذي
ناقشه هذا المؤتمر بالشعار الذي طرحه غولدمات في خطابه الافتتاحي: “مواجهة الشتات”. وقد شعر غولدمان بأنه بعد إقامة (إسرائيل) أصبح من
الضروري اعتبار أهداف الصهيونية “المحافظة على حياة الشعب اليهودي في الشتات ومساعدة الدولة له”. وتطرق النقاش إلى العلاقات بين (الدولة)
والمنظمة الصهيونية والالتزامات نحو الهجرة. وقرر المؤتمر أن المهمة الأولى للحركة الصهيونية يجب أن تكون” تعميق الوعي الصهيوني ونشره
كنهج حياة استناداً إلى الاعتراف يتميز الشعب اليهودي واستمرارية تاريخه، ووحدة الشعب على الرغم من تشتته، والالتزام المتبادل بين جميع فئاته،
ومسؤوليتهم المشتركة عن المصير التاريخي، والاعتراف برسالة دولة إسرائيل الحاسمة من أجل ضمان مستقبله”. وأعاد المؤتمر انتخاب غولدمان
رئيساً للمنظمة الصهيونية.
27) المؤتمر الصهيوني السابع والعشرون (1968): انعقد في القدس بين 9 و19/6/1968. وهو أول مؤتمر يعقد في هذه المدينة بعد احتلال البلدة
القديمة في أعقاب حرب 1967*. وقد اشتركت فيه لأول مرة وفود عن الشبيبة والطلبة وأعضاء “حركة الهجرة”. وكان محور مناقشاته مشكلة
الهجرة وقرار الحكومة الإسرائيلية بإنشاء وزارة لاستيعاب المهاجرين. وقد صادق على هذا القرار في النهاية وأكد أهمية التعاون بين (إسرائيل)
والحركة الصهيونية. كما وافق على إعادة صياغة برنامج القدس الذي أقر في المؤتمر الثالث والعشرين (1951). وأصبحت الصيغة الجديدة لأهداف
الصهيونية في برنامج القدس على النحو التالي:
“أهداف الصهيونية هي:
(1) وحدة الشعب اليهودي ومركزية دولة إسرائيل في حياته.
(2) تجميع الشعب اليهودي في وطنه التاريخي أرض إسرائيل بالهجرة إليها من جميع البلاد.
(3) تدعيم دولة إسرائيل القائمة على نبوءة الأنبياء في العدل والسلام.
(4) المحافظة على هوية الشعب بتطوير التربية اليهودية والعبرية وبث القيم الروحية والتربوية اليهودية.
(5) الدفاع عن حقوق اليهود في جميع الأماكن التي يقيمون فيها”.
واتخذ المؤتمر بنتيجة ضغط “الاتحاد العالمي للطلبة اليهود” قراراً بعض على إجراء انتخابات مباشرة للممثلين في المؤتمر الصهيوني بعد أن كان
ذلك يتم نتيجة اتفاقيات وتسويات بين مختلف الأحزاب والفئات الصهيونية تعين على أثرها نسبة ممثلي كل منها في المؤتمر.
وخلال هذا المؤتمر استقال غولدمان من رئاسة المنظمة الصهيونية العالمية ولم ينتخب خلف له. وانتخب المؤتمر آرييه بينكوس رئيساً للجنة التنفيذية
لشغور المنصب بعد وفاة شاريت.
28) المؤتمر الصهيوني الثامن والعشرون (1972): انعقد في القدس بين 18 و28/1/1972 وكان أول مؤتمر يعقد منذ سنة 1946 بعد اجراء
انتخابات مباشرة داخل الحركة الصهيونية تنفيذاً لقرار المؤتمر السابق.
كانت أبرز القضايا التي بحثها المؤتمر مشكلة “من هو اليهودي”، و”الولاء المزدوج” (رَ: الجنسية، قانون)، والعلاقات بين (إسرائيل) ويهود العالم،
ومشكلات الهجرة والاستيعاب وإقامة المستعمرات الصهيونية في االمناطق العربية المحتلة.
وتمخض هذا المؤتمر عن تأسيس الاتحادات الصهيونية خارج (إسرائيل) ودعمها، والمصادقة على توسيع الوكالة اليهودية التي أصبحت تضم ممثلين
عن جميع الفئات تقريباً، وبلورة النشاط الصهيوني بشأن حمل يهود الاتحاد السوفييتي على الهجرة إلى (إسرائيل).
واختتم المؤتمر أعماله بإعادة انتخاب لويس آرييه بينكوس رئيساً للإدارة الصهيونية، وانتخاب الادارة السابقة نفسها مع تغيير طفيف، فقد أصبح عدد
أعضائها 20 عضواً منهم 12 في القدس والباقون في نيويورك، وانتخب المؤتمر اللجنة التنفيذية الصهيونية المكونة من 110 أعضاء و220 نائباً لهم
ومنح بينكوس صلاحيات رئيس المظمة الصهيونية، ولم ينتخب رئيساً أصيلاً لها بسبب عدم توفر شخصية ملائمة لهذا المنصب.
29) المؤتمر الصهيوني التاسع والعشرون (1978): ترافق انعقاد المؤتمر الصهيوني التاسع والعشرين في القدس بين 20/2 و1/3/1978 مع
انقضاء ثمانين عاماً على عقد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل سنة 1897 وثلاثين عاماً على قيام (إسرائيل) سنة 1948. كما أنه عقد بعد “
الانقلاب السياسي” الذي حدث في (إسرائيل) في 7/5/1977 وتسلم تكتل اليمين (ليكود*) بنتيجته زمام السلطة على أثر انتخاب الكنيست التاسعة،
وغداً التجمع العمال (المعراخ*) في صفوف المعارضة للمرة الأولى منذ قيام (إسرائيل). والأهم من ذلك أنه عقد بعد مرور بضعة أشهر على زيارة
أنور السادات للقدس فظهرت انعكاسات هذه الزيارة على قراراته السياسية.
شارك في المؤتمر الصهيوني التاسع والعشرين 560 مندوباً لهم حق التصويت الكامل، وتمثلت فيه للمرة الأولى إلى جانب الأحزاب النقليدية الكتل
التالية: داش (26 مندوباً) وحركة حقوق المواطن (مندوبان) وشلي(4 مندوبين) وقائمة فلاتوشاريون (مندوبان) و”الاتسا”- منظمة الاصلاحيين في
الولايات المتحدة – (9 مندوبين) و”تسيونا” – يهود شمال افريقيا في فرنسا (3 مندوبين). وقد شارك 60% من المندوبين للمرة الأولى، كما ازدادت
نسبة الشباب ممن هم دون الخامسة والثلاثين بين أعضاء المؤتمر فبلغت 40%.
وقد تضمن جدول أعمال المؤتمر المواضيع الأساسية التالية: الهجرة والاستيعاب، والاستيطان، وبنية المجتمع الإسرائيلي، واليهود الذي يعيشون في
البلاد الفقيرة. وكانت قراراته تقليدية أبرزها “ضرورة اعتماد الاستيطان خلال الفترة المقبلة على تعزيز المستعمرات القائمة، واعطاء الاولوية
للمناطق الفقيرة في عدد السكان والحيوية لأمن الدولة”. كما أنه أقر مبدأ المساواة بالنسبة إلى مشاريع التربية اليهودية للمنظمة الصهيونية.
المراجع:
صبري جريس: تاريخ الصهيونية، ج1، بيروت 1977.
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت.
مؤسسة الدراسات الفلسطينية: محاضر المؤتمر الصهيوني السابع والعشرين، بيروت.
مؤسسة الدراسات الفلسطينية: محاضر المؤتمر الصهيوني الثامن والعشرين، بيروت.
مؤسسة الدراسات الفلسطينية: المؤرتمر الصهيوني التاسع والعشرون: عرض لبحوثه ومقرارارته ،بيروت.
أسعد عبد الرحمن: المنظمة الصهيونية العالمية، بيروت 1967.
المؤتمر الطلابي الأول: رَ: الاتحاد العام لطلبة فلسطين