“عرين الأسود”.. احفظوا هذا الاسم جيّدًا.. عُنوان المُقاومة الجديد ومُدُنها الأبرز نابلس والقدس وجنين؟ لماذا خطَرُها لا يَقِلُّ عن خطَرِ الصّواريخ والمُسيّرات؟ وما هو مِيثاقها الجديد؟ وماذا يعني بقاء مُنفّذ هُجوم شُعفاط حُرًّا حتّى الآن؟
الخطر الأكبر الذي باتَ يُشَكّل خطرًا وجوديًّا حقيقيًّا لدولة الاحتِلال الإسرائيلي ويُعَجّل من انهيارها، لم يعد الصّواريخ والمُسيّرات الانتحاريّة فقط، وإنّما خلايا المُقاومة الشبابيّة النّاشطة في الضفّة الغربيّة وثلاث مُدُن رئيسيّة على وجْه الخُصوص وهي: نابلس، جنين، والقدس، لأنّها باتت في اشتباكٍ مُتصاعدٍ يرفع من كُلفَة الاحتِلال ماديًّا وبشَريًّا لأوّل مرّة مُنذ 22 عامًا.
الجيش الإسرائيلي الذي لا يُهزَم أغلق مدينة القدس ومُخيّم شُعفاط، وحاصر أكثر من 150 ألف فِلسطيني، وحشَد المِئات من جُنوده طِوال الأيّام الخمسة الماضية بحثًا عن الشّاب عديّ التميمي (22 عامًا) الذي نفّذ عمليّة إطلاق النّار على حاجِزٍ للجيش الإسرائيلي، أمام حاجِز شُعفاط بالقدس المُحتلّة، واغتال مُجنّدة، وأصاب ثلاثة جُنود إسرائيليين أحدهم إصابته خطيرة.
ما يُقلِق الجِنرالات الإسرائيليين المُزيّنة صُدورهم بالأوسمة والنّياشين، وعلى رأسهم بيني غانتس وزير الحرب، أنّ الشّاب التميمي الذي ما زالَ حُرًّا طليقًا، نزل من سيّارته بهُدوءِ الواثِق الشُّجاع، وأطلق ثماني رصاصات على الجُنود الذين يحرسون الحاجِز، ثمّ عاد إلى سيّارته، دُونَ أن يُطلِق عليه جُنود الحاجِز النّار من بنادقهم الرشّاشة الأمريكيّة الصُّنْع، بل إنّهم هربوا من المكان، ونحن ننقل هُنا عن الصّحف العبريّة، وتقارير التّحقيقات الأوّليّة.
الشّاب التميمي الذي وُلِدَ وترعرع في مُخيّم شُعفاط للاجئين يلقى مُساعدةً كبيرةً من أهالي المِنطقة الذين شكّلوا حاضنةً شعبيّةً وطنيّةً دافئةً له، ولكُلّ زُملائه الذين يستعدّون لشَنِّ هجماتٍ مُماثلةٍ في المُستقبل القريب في إطار الانتفاضة المُسلّحة التي تسود الضفّة الغربيّة حاليًّا.
الجِنرال غانتس اعترف اليوم في تصريحاتٍ صِحافيّة أن مدينتيّ نابلس وجنين تُشَكِّلان تحدّيًا خطيرًا مُعقّدًا للجيش الإسرائيلي، بسبب الدّعم الشّعبي الكبير الذي يحظى به الشّباب النّشطاء فيهما في إشارةٍ إلى الخلايا المُسلّحة في المدينتين، وخاصَّةً جماعة “عرين الأسود” التي تأسّست في مدينة نابلس القديمة ومُخيّم بلاطة للاجئين كرَدٍّ على المجزرة التي ارتكبتها قوّات إسرائيليّة لتصفية ثلاثة شُبّان استَشهدوا بإطلاق 500 رصاصة على سيّارتهم، وكانَ يُمكن اعتِقالهم أحياءً وذلك في شهر شباط (فبراير) الماضي.
ما يُميّز هذه المجموعة الجديدة عن جميع الفصائل الفِلسطينيّة الأُخرى، جديدها وقديمها، أنّ كوادرها، وخاصَّةً في مدينة نابلس حاضِنتها الأُولى، مُعظمهم تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا، وقالت في بيانها الرّسمي الأوّل إنّها “لا تتْبَع لأيّ فصيل، ولا تُسَاق لمصالح حزبيّة لا هُنا ولا هُناك وليس لها أيُّ خِلافٍ مع أيّ فصيل بِما في ذلك الأجهزة الأمنيّة”.
شِعارُ هذه الجماعة “ارتِداءُ اللّثام حتّى الشّهادة، فليَسْقُط غُصن الزّيتون، ولتحيا البُندقيّة، والقِتال حتّى الشّهادة”، ويرفضون أن تُلَفّ جثامين شُهدائهم بأعلام الفصائل، والعلم الفِلسطيني فقط.
هذه الأدبيّات والشّعارات غير المسبوقة جعلت من هذه الجماعة التي تتكاثر خلاياها بسُرعةٍ غير عاديّة، صُداعًا مُزْمِنًا للأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة، خاصَّةً أنّ كوادرها الشابّة ناشِطَةٌ جدًّا على وسائل التّواصل الاجتماعي، وخاصَّةً “التيك توك” الصينيّة المُلكيّة التي لا تخضع لأمريكا واختِراقات اللوبيّات اليهوديّة الصّهيونيّة، مِثْل الوسائل الأُخرى المُماثلة.
جديد “عرين الأسود” للإسرائيليين ولرئيس وزرائهم يائير لابيد هو التّهديد بجَرّ الاحتِلال إلى “مَذْبَحٍ انتخابيّ” إذا تجرّأت قوّاته على اقتِحام منطقة قبْر يوسف شرق نابلس “جبل النّار”، وتحذير جُنود الاحتِلال ومُستوطنيه بأنّ السّاعات القادمة تحمل لهم “ألمًا كبيرًا”، و”حسْرةً طالما زرعتموها في أحشائنا فذُوقوا زرعكم، فقد اقتربت المعركة الكُبرى”.
جماعة “عرين الأسود” قد تُساهم بإسقاط حُكومة “لابيد غانتس” وإسقاط حُكومة نِتنياهو التي يُمكن أن تكون بديلًا لها، والأهم من كُلّ ذلك إسقاط دولة الاحتِلال.
المُقاومة في الأراضي المُحتلّة عائدةٌ بقوّةٍ، مُعتَمِدةً على نفسها، ولا تتطلّع إلى مُساعدة أحد من الحُكومات العربيّة، مُطبّعةً كانت أو غير مُطبّعة، ومُحصّنة من اختِراقاتها وأموالها، ولهذا ستُغيّر كُلّ المُعادلات على أرض المِنطقة، وليسَ في الأراضي الفِلسطينيّة المُحتلّة فقط.. والقادم أعظم بكثير.
"عرين الأسود" أصبحت ذات تأثير أكبر من جميع الفصائل
قالت القناة 13 العبرية، صباح اليوم السبت، إن مجموعة "عرين الأسود" في نابلس ، أصبحت ذات تأثير أكبر من جميع الفصائل الفلسطينية المعروفة.
ووفق القناة العبرية، فإن مجموعة "عرين الأسود" المسلحة في نابلس، أصبحت تُهدّد أمن إسرائيل واستقرار السلطة الفلسطينية أكثر من جميع الفصائل.
وأضافت، "أصبحت جماعة "عرين الأسود" من نابلس، في الأيام الأخيرة "منظمة إرهابية" لا تنجح فقط في خلق سلسلة مستمرة من الهجمات القاتلة، بل تشجع وتدفع نحو العنف في جميع المناطق، في الضفة الغربية وحتى في القدس ". وفق قولها
وتابعت القناة 13 العبرية، "في أقل من عام، تحولوا من منظمة ثانوية، تكاد لا تذكر إلى منظمة تؤثر اليوم على الأرض أكثر من جميع المنظمات المعروفة، وتهدد أمن الإسرائيليين واستقرار السلطة الفلسطينية".
وكانت مجموعة عرين الأسود، قد قالت مساء أمس الجمعة، إنها أفشلت مخططاً يوم أمس كان يهدف إلى إبادة كافة عناصرها.
وبينت المجموعة أن عناصرها كشفوا المخطط بعد تأكدهم من اقتحام أكثر من 40 سيارة قوات خاصة ومستعربين في محيط كل منطقة اعتقد الاحتلال أن عناصر "العرين" سينطلقون منها.