منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 سمير توما.. طبيب فلسطيني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

سمير توما.. طبيب فلسطيني Empty
مُساهمةموضوع: سمير توما.. طبيب فلسطيني   سمير توما.. طبيب فلسطيني Emptyالإثنين 03 أكتوبر 2022, 9:56 am

سمير توما.. طبيب فلسطيني أنقذ يهودية كُتبت شهادة وفاتها وشاعر تبارى مع محمود درويش


سمير توما.. طبيب فلسطيني IMG-20220808-WA0151-730x438


يحترف بعض المتعلمين والمثقفين والمهنيين لغة الأرقام، وبعضهم الآخر يجيد لغة الحروف، لكن هناك من يجمع بين اللغتين، بين العلم والثقافة، أمثال الدكتور سمير نايف توما، أبو عماد (85)، ابن كفر ياسيف، قضاء عكا داخل أراضي الـ48، المغترب في تكساس، وهو بروفيسور في الطب وشاعر، ويعتبر واحداً من أبرز وأهم خمسة أطباء كلى في العالم، وهناك جائزة عالمية تحمل اسمه تمنح لتقدير الأطباء المتمّيزين في مجال طب الكلى.
أثناء زيارة للوطن التقته “القدس العربي”، وباركت له صدور ديوانه الشعري ” قصائد من بلاد المهجر”، ثم حدثنا عن توليفة الحروف والأرقام، وعن الوطن والغربة، وما بينهما. رافقناه في رحلة إلى كفر ياسيف وحيفا والقدس وصفد وهيوستن وغيرها. متى زرت الوطن آخر مرة؟
” كنت دائم الزيارة للوطن أكثر من مرة في العام، لكن جائحة كورونا حرمتنا منه مدة عامين، وأنا سعيد أنني هنا اليوم. ما يدفعني للعودة مرة ومرتين في السنة هو الانتماء، فما الحب إلا للحب الأول، وكفر ياسيف جزء من دمي ومركب مركزي في كينونتي، وهل أنسى جذوري! وقد عبرّت عن ذلك في قصائدي”.

زميلك ابن عرابة البطوف البروفيسور حاتم كناعنة مقيم هو الآخر في الولايات المتحدة منذ تخرج فيها طبيباً، لكنه لا يفوت فرصة كل سنة للعودة للبلاد، خاصة في مواسم البطيخ والصبر والتين، وأنت؟

“طبعا هذه الفواكه لها دلالة رمزية وطنية علاوة على كونها صاحبة مذاق لذيذ، واختيار العودة للبلاد في الصيف يأخذ بالحسبان هذه البركات التي تعيدنا لأيام الزمن الجميل”.
سمير توما.. طبيب فلسطيني IMG-20220808-WA0021

تقول إنك تعود مرتين في السنة. عمّ تبحث هنا، وهو مفقود هناك؟

“هي الحياة الاجتماعية،الحب والحنان والدفء الاجتماعي. في أمريكا ممكن أن تقيم في بيت ولا تعرف من هو جارك ست سنوات. هنا نجد تكافلاً في الفرح والكره، وتوجد حياة اجتماعية جميلة”.

في هذه المسافة الزمنية، بعد أربعة عقود ونيف من الغربة، هل تجد أن مجتمع فلسطينيي الداخل تغيّر؟

“هنا ما زالت الحياة الاجتماعية مختلفة، لكن ألاحظ بدء تراجع في الحفاظ على عادات وتقاليد تراثية طيبة، أشعر بذلك لدى الأجيال الناشئة، ولكن ما زلت أقول في سري وما الحب إلا للحب الأول وهذا ينطبق على المكان والإنسان أيضا”.

متى سافرت؟ وكيف بدأت قصة الغربة؟

“سافرت في أكتوبر 1975 ضمن بعثة تعليمية لجامعة حيفا إلى جامعة “اليو سي” في لوس أنجلوس لأكمل بعض البحوث، لكن شاءت الظروف أن أبقى هناك. الإمكانيات هنا في البحث العلمي والمعرفي ومجالات التقدم والنجاحات هناك، فبقيت”.

ولدت في عائلة عصامية فقيرة في كفر ياسيف قبيل النكبة، لكنك شققت طريقك بنجاح كبير..

“ولدت في يدي قلم وبجعبتي ثقافة، وهذا بفضل أخوال أبي وأقرباء أمي ممن تخرجوا في الجامعة الأمريكية في بيروت قبل 1948. ولدت في عائلة، ومنهم محامون وأطباء، تعتمد على الثقافة لا على الزراعة. ومن أخوالي الأستاذ حبيب خوري، كان مفتش اللغة العربية في فترة الاستعمار البريطاني، وقد كتب كتاباً وهو ابن تسعين سنة في النحو والصرف، وعرف بخبرته الواسعة بلغة الضاد. وقد علّم أبناء الملك عبد الله نايف وطلال في القدس. وخالي أيضاً الأستاذ جريس خوري كان معلم العربية في الكلية العربية في القدس في ذات الفترة. شقيقي الأكبر جورج هو أيضاً أستاذ ورئيس جمعية “إبداع” رابطة الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في الجليل”.
وأنهى البروفيسور توما دراسته في ابتدائية القرية كفر ياسيف، وفي ثانويتها البارزة “يني ني”، وقد ترك بعض معلميها أثراً عليه، ومنهم أستاذ العربية الراحل مطانس مطانس “الذي حثنّي على كتابة الشعر، وكنا نتبارى في الشعر مع الطالب محمود درويش، الذي زاملناه ودرسنا معه، وكان الأستاذ مطانس يراهن على أن أكون أنا أيضاً شاعراً محترفاً، لكنني ذهبت للعلم، وقد صدقت نبوءته مع محمود درويش. وقد تخرجت من الثانوية، وكنت الطالب المتفوق والأول بين الخريجين عام 1958”.
سمير توما.. طبيب فلسطيني IMG-20220808-WA0029

لماذا اخترت أن تكون طبيباً؟

“هذا يأتي معك بالفطرة.عندما كنت في الصف السابع طلب معلم العربية إبراهيم بولس منا أن تكتب موضوع إنشاء عن أمنيتك في الحياة، فكتبت أنني أحلم أن أكون طبيباً أشفي المرضى وأكتشف سرّ الأمراض والعلاجات الجديدة، فكتب لي المعلم ملاحظة: “حقق الله الآمال”، وفعلاً تحققت والحمد لله، فقد صرت طبيباً، وعملت في الأبحاث التي تساعد الملايين في العالم، ولخدمة البشرية، خاصة بما يتعلق بالكلى”.

ماذا تذكر من محمود درويش؟

“كان مهتماً جداً في الشعر، وكان شقيقه البكر الراحل أحمد درويش من أبناء صفي، وهو الآخر مال للأدب. محمود كان تلميذاً أنيقاً مميزاً في كل المواضيع، لكنه انحاز مبكراً للأدب، وقرر أن يحترف الشعر. لكننا لم نتوقع أن يصبح شاعر العرب. الله وفقه، علاوة على أنه وهب نفسه لتطوير كتابة القصيدة. افترقت طريقنا بعد إنهاء الثانوية، والتقيته مرة واحدة في حيفا عندما عاد للبلاد في زيارة قصيرة”.
من كفر ياسيف التحق توما بالجامعة العبرية في القدس عام 1960، لكنه لم يتمكن من التعلم في كلية الطب لأنه تعلم خلال الثانوية في الفرع الأدبي لعدم وجود فرع علمي وقتها في كفر ياسيف، فتعلم علوم الأحياء في السنة الأولى في الجامعة، ولاحقاً التحق بكلية الطب وبفضل علاماته العالية أعفوه من تعلم السنة الأولى ودخل مباشرة في السنة الدراسية الثانية.

كيف تدبرت أمورك في الجامعة؟

“أنا إنسان عصامي، فقد عملت خلال تعلمي في الجامعة لتأمين نفقاتي. كنت مساعد ممرض في مستشفى، والعمل شرف وكرامة، ولاحقاً حصلت على منح مالية بفضل علاماتي العالية، وقد كانت مبالغ كبيرة ساهمت في توفير معيشتي وادخرّتها في البنك واستثمرتها في برامج مصرفية مختلفة، ومع الوقت تراكم المبلغ، وفور تخرجي من الجامعة اقتنيت سيارة مما ادخّرته وفوجئ والدي بذلك”.
وبعد التخرج في 1967 عمل توما طبيباً متجولاً يزور البيوت في منطقة صفد، وما لبث أن عمل في مستشفى صفد طيلة سنة، وخلال أيامه الأولى هناك تمكن من إنعاش سيدة يهودية فارقت الحياة: “كانت هناك سيدة يهودية قد زارت المستشفى، وشكت أوجاعاً في الصدر، ولاحقاً تبين أنها مصابة بجلطة قلبية. بعد ساعة استدعتني الممرضة وهي تقول إن السيدة قد ماتت، فتوجهت للقسم مع الطبيب المسؤول الذي كتب شهادة وفاة، وأبلغ زوجها بالوفاة، ودعاني لكتابة تقرير بذلك، لكنني قررّت محاولة إنعاشها فسخر مني، وفعلاً بدأت بإنعاشها، وقمت بالنفخ في فمها، وتدليك القلب، وبدأت باسترجاع بعض ملامح الحياة، فأعطيتها صدمة كهربائية، وكان جهاز الصدمات الكهربائية قد وصل البلاد حديثاً، وبعد نصف ساعة عادت للحياة بفضل التصميم على محاولة إنعاشها، وفي المساء استيقظت، وتحدثت بلغة أمها الأصلية، وهي “لغة إيديش”، فالإنسان عندما يستيقظ من “الكوما” يتحدث بلغة أمه، فقامت ضجة كبيرة داخل المستشفى. وعندما استدعيت الطبيب المسؤول ظن أنني أمازحه، وعندما حضر وشاهد ما حصل بكى متأثراً وعانقني، وفي اليوم التالي كتبت الصحافة العبرية أن طبيباً عربياً يعيد للحياة سيدة يهودية في الستين من عمرها. ولاحقاً صار زوجها يبعث لي سنة وراء سنة، حتى غادرت للولايات المتحدة، شجرة الميلاد من غابات صفد إلى بيتي في حيفا لتذكيري بذلك، وتكريماً لي”.
سمير توما.. طبيب فلسطيني IMG-20220808-WA0152

رام الله وجنين

عمل توما في مستشفى حيفا في قسم الكلى، وقدّم مساعدات مجانية لمرضى الكلى ممن قدِموا من الضفة الغربية، ولما زادت أعدادهم “بادرت لفتح مركز لطب الكلى في مستشفى رام الله، الحديث ومركز مماثل في المستشفى الإنجيلي في جنين، لأخفّف على المرضى من أبناء شعبي، وكنت مستشاراً للمستشفى الطلياني في حيفا والمستشفى الإنكليزي في الناصرة، وكل ذلك طواعية وتطوعاً”.

إلى البندقية أولاً

سافر دكتور توما عام 1974 إلى الولايات المتحدة، بعدما جرت منافسة لاختيار أصغر وأنجح باحث في علم الكلى في البلاد، “وكنت قد فزت فيها، ونلت الجائزة بفضل دراساتي العلمية وسافرت، رغم احتجاج بعض الأوساط العنصرية اليهودية على سفري وتمثيلي للجمعية الإسرائيلية في المؤتمر الدولي لطب الكلى لكوني عربياً، لكن مدير القسم شجعني وساندني وسافرت لمؤتمر دولي لعلماء الكلى استضافته مدينة البندقية حول أمراض الكلى، وهناك التقيت مدير قسم الكلى في جامعة جنوب كاليفورنيا فأقنعني بالاستكمال في أمريكا لسنة واحدة، وفعلاً سافرت، وفي أحد المؤتمرات العلمية في واشنطن أعجب رئيس قسم جامعة هيوسطن بأبحاثي فأقنعني بمزاملته، وهكذا ذهبت لتبادل الخبرات والتعلم فبقيت عقوداً هناك”.

الغربة في الولايات المتحدة

أنت الآن متقاعد.. كيف التقاعد في الولايات المتحدة؟
“رغم التقاعد لكنني لا أجد وقت فراغ، فعندي الكثير من النشاطات، خاصة أن هناك نحو 100 ألف عربي في هيوسطن، وهذه جالية كبيرة، وحرصاً على الثقافة العربية أسّسنا في تسعينيات القرن الماضي المركز الثقافي العربي في هيوسطن بتبرعات الناس، وفيه ندوات ثقافية وسياسية وفنية ومدرسة عربية ومعارض، علاوة على تكريم شخصيات عربية سنوياً. وفي عام 1979 شاركت في تأسيس الجمعية الطبية العربية الأمريكية، ولاحقاً صارت على مستوى كل الولايات المتحدة”.

أنت طبيب وشاعر.. عندما يتوجه أحدهم لك بالقول “الشاعر سمير توما” هل تفاجأ؟

“طيلة سنوات كثيرة أخفيت نتاجاتي الشعرية وأنا أعمل في الطب، وفقط بعدما تقاعدت جمعت قصائدي في ديوان “قصائد من بلاد المهجر” الصادر قبل شهور، ولدي دفتر قديم كتبت فيه قصائدي بخط يدي”.
سمير توما.. طبيب فلسطيني 20220808_172807-1

من أبناء كفر ياسيف الأفذاذ

في العام 2009 انتخب الدكتور سمير توما بأغلبية مطلقة لرئاسة الجالية العربية الأمريكية في مدينة هيوسطن من ولاية تكساس بفضل نشاطاته وفعالياته. وفي عام 1974 حصل على جائزة الباحث الشاب من الجمعية الدولية لأمراض الكلى ولاحقاً جاءت “جائزة توما للابتكار في مجال طب الكلى” في الولايات المتحدة عقب الطلب المتزايد في العالم لإيجاد طرق ناجعة أكثر لتحسين جودة العناية والرعاية الطبية. الغاية من هذه الجائزة أيضاً تحفيز أطباء الكلى الشباب الممارسين في العالم كي يكونوا مبدعين. وتكريما لمساهماته العلمية تم إطلاق جائزة تحمل اسمه، وعن ذلك يقول: “هذا أقصى ما يحلم به عالم، أن تمنح جائزة عالمية على اسمه”.
ومن اللّافت أنّه تم إدراج اسم الدكتور سمير توما في قائمة مشاهير الشخصيات العلمية والطبيّة في أمريكا، وهو عضو في أكاديمية نيويورك للعلوم، وفي الجمعية الدولية لطب الكلى، وفي الجمعية الأمريكية لدراسة الكلى، وفي المؤسسة الوطنيّة للكلى، وفي العديد من المنظمات والجمعيات الأخرى، علاوة على أنّه كان عضواً في نادي الدائرة الداخلية لمجلس الشّيوخ.
ويقول بعض معارفه، أمثال الأستاذ عبد الخالق أسدي، عن الطبيب الشاعر خلال تكريمه في الآونة الأخيرة في بلدته كفر ياسيف، بمناسبة صدور ديوانه: “خلاصة القول إنّ الدكتور سمير توما يعتبر من أبناء كفر ياسيف البررة الّذين رفعوا اسم هذه البلدة عاليًا بإنجازاته العلميّة الطبيّة، والذي يشكّل فخرًا لأهلها، وذخرًا علميًا لشعبه ومجتمعه الإنساني، لا سيّما أن كفر ياسيف عوّدتنا على إنجاب الأفذاذ من رجال الفكر والعلم والمعرفة في كلّ الميادين عبر العهود الغابرة والحاضرة، لتواصل مسيرتها الثقافيّة العلمية الحضارية في كلّ زمان ومكان”.
للبروفيسور سمير توما زوجة مقدسية، ولهما صبي وثلاث بنات، الابن يعمل في العقارات، وبروفيسورة بعلم النفس، وصحفية ومحامية، وهم يرافقونه في زيارات الوطن التي لا تطفئ الحنين إليه بل “توقد نار الشوق” كلما غادرته، وهناك في غربته يحاول إطفاء هذا الحنين بسماع الموسيقى العربية، خاصة فيروز.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
سمير توما.. طبيب فلسطيني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: شخصيات من فلسطين-
انتقل الى: