منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  الاسلام السياسي كيف بدأ والى اين المسار؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الاسلام السياسي كيف بدأ والى اين المسار؟ Empty
مُساهمةموضوع: الاسلام السياسي كيف بدأ والى اين المسار؟    الاسلام السياسي كيف بدأ والى اين المسار؟ Emptyالخميس 10 نوفمبر 2022, 8:57 am

الاسلام السياسي كيف بدأ والى اين المسار؟


بالنظر لاهمية المنطقة العربية من الناحية الاستراتيجية وللحفاظ على مصادر الطاقة الاحفورية وضمان امن اسرائيل .  . ولادراك القوى الامبريالية بقيادة الولايات المتحدة بكون غالبية الانظمة العربية فاسدة ومتهرئة وآيلة للسقوط ، وخشية استبدالها بانظمة تقدمية ، عمل المخطط الامريكي على تنفيذ خطة استباقية باحلال الاسلام السياسي بشقيه السني “حركة الاخوان المسلمين والجماعات الراديكالية المنبثقة عنها ، والاخرى التي توصف بالمعتدلة” .

والشيعي “المتمثل بالفصائل التابعة لولي الفقيه في المنطقة” . مستغلة مشروع تصدير الثورة الاسلامية . 

وهذا المخطط لم يأت من فراغ فقد

اهتمت مراكز الفكر وصناع القرار الامريكيين منذ سنوات عديدة بالاسلام السياسي على انه البديل المؤهل لاستلام الحكم في المنطقة العربية .

ففي كتابه ( لعبة الشيطان ) دور الولايات المتحدة في نشأت التطرف الاسلامي . عرض الكاتب والصحفي الفرنسي روبرت دريفوس كثير من الخفايا عن التحالفات السرية التي عقدتها امريكا في تشجيع الحركات الاسلامية المتطرفة ، وتأجيج الصراعات الطائفية في المنطقة العربية .

وكانت  البداية في العراق،  فاحتلال العراق من قبل الولايات المتحدة عام 2003 لم يكن لضرب نظام الحكم فيه فقط ، بل لاعادة رسم خارطة الشرق الاوسط السياسية من جديد لضمان المصالح الامريكية والغربية .

فاقدمت الولايات المتحدة على نشر الفوضى بالعراق من خلال افتعال الصراع الطائفي ، الذي اعتبر الشرارة التي اشعلت المنطقة العربية كلها بعد ماوصف بالربيع العربي . وتعزز ذلك بوصول باراك اوباما الى البيت الابيض وزيارته لمصر وللازهر على وجه الخصوص .

وتم صعود الاخوان في مصر فاسقطهم الشعب فى 30 يونيو مما اغضب الادارة الامريكية لفشل مشروعهم في اعادة رسم الخارطة الجيوسياسية في المنطقة .

وفي تونس جرت محاولات عديدة لسيطرة حزب النهصة الإخواني دون جدوى والى يومنا الحاضر .

وجرت محاولات غير ناجحة لسيطرة الاسلام السياسي على انظمة الحكم في السعودية والبحرين والامارات والكويت . 

ولكنها نجحت في نشر الفوضى في سوريا وليبيا واليمن لنفس الغرض .

وفي العراق انتشرت ميليشيات  مؤيدة للولي الفقيه على مرأى ومسمع من القوات الامريكية المتواجدة في كثير من القواعد رغم ادعائها الانسحاب من العراق .

ومازالت الاحزاب الاسلامية الموالية لايران في العراق تمسك بزمام السلطة ، وهناك دولة عميقة تضمن بقاء الحكم بيديها بغض النظر عن نتائج الانتخابات .

ترجع علاقة الولايات المتحدة الامريكية القوية بالاسلام السياسي الى عام 1979 ، من خلال تشجيع  الحركات الاسلامية في افغانستان بطريقة مباشرة او غير مباشرة في مواجهة الاتحاد السوفيتي آنذاك ، وتمويل الجهاديون في افغانستان في الثمانينيات .

ثم مساندتهم في التسعينيات في الجزائر والبوسنة ، والشيشان ومصر ، ومن ثم بعد احداث 11 ايلول/سبتمبر 2001 في العراق وسوريا ثم ليبيا واخيرا تونس .

المد الاسلامي السياسي بشقيه ، اتخذ الشكل الطائفي لتبرير الحروب الاهلية التي اندلعت بعد شيطنة الربيع العربي ، واحتواء ايران عن طريق تمكينها للتدخل في كثير من دول المنطقة ، خصوصًا بعد الاتفاق النووي الإيراني . 

وانشاء حزب الله في لبنان عام 1982 الذي يمثل المشروع الثوري الإيراني ، في سياق الدولة اللبنانية التي كانت تحت حراب التدخل السوري .

وكان غرض الولايات المتحدة وحلفائها الغربيون من كل ذلك تنفيذ استراتيجية فرق تسد في المنطقة لعرقلة أي نهضة عربية باتجاه الديمقراطية الحقيقية  والعدالة الاجتماعية.

كانت الطائفية السياسية فعالة في اغلب الدول العربية . مما سهلت تدخل اللاعبين الاقليميين فيها .

ان السماح لايران بالانتشار خارج حدودها ناتج أساسًا عن إعادة تشكيل ميزان القوى الإقليمي للحد من الفكر التقدمي العربي المناهض للامبريالية .

سمح الغربيون للاخوان المسلمين والحركات الجهادية الانتشار عبر الحدود السياسية لدول المنطقة ، مما سهل للقاعدة ثم تنظيم الدولة السيطرة على مساحات شاسعة من الاراضي العراقية والسورية .

المطامع الدولية هي السبب الرئيسي لكل هذه الفوضى .

والطائفية بعيدة كل البعد عن هذه الصراعات ، رغم انها تمظهرت بالمظهر الطائفي في العلن .

ان الاسلام السياسي بشقيه السني والشيعي قد فشل في تحقيق الاهداف المرسومة له ،  اللهم الا بخراب الدول والمجتمعات .

والآن جاءت الحرب في اوكرانيا لتغير قواعد اللعبة ، وسينظر الى المنطقة العربية والشرق اوسطية من منظار مدى توفير الطاقة والاصطفافات مع او ضد روسيا .

وبوادر الاستقرار او تأزيم الاوضاع ستبدأ من ايران هذه المرة .

وما الاسلام السياسي بشقيه السني والشيعي الا ادوات بيد الولايات المتحدة والغرب لتنفيذ مخططاتهم في الهيمنة على العالم من خلال سيطرتهم على المنطقة العربية والشرق الاوسط .

وهناك بوادر لتغييرات سياسية كبيرة ، وخطط جديدة للسيطرة على المنطقة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الاسلام السياسي كيف بدأ والى اين المسار؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاسلام السياسي كيف بدأ والى اين المسار؟    الاسلام السياسي كيف بدأ والى اين المسار؟ Emptyالأربعاء 28 فبراير 2024, 9:10 pm

مصطلح الإسلام السياسي: الحقيقة والتلبيس وتأسيس برنارد لويس (1)


 الاسلام السياسي كيف بدأ والى اين المسار؟ %D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A-1708779808

انحسار تنظيم أو حزب سياسي لا يعني بالضرورة هزيمة الفكرة أو المشروع الفكري والسياسي الذي يمثله

لا غرابة أن يصبح مصطلح " الإسلام السياسي" من المصطلحات كثيرة التداول،  شائعة الاستخدام، في الأدب السياسي  الغربي المعاصر- خاصة-  لأن اشتغال الدين – أي دين- بالسياسة وشؤون الحياة المختلفة؛ يعد خروجا به عن طبيعته الروحية  المفترضة – في نظرهم- قياسا إلى الدين الذي استقر في أذهانهم، وهو الدين المسيحي،  لكن  ما يلفت النظر  هنا أن المصطلح تسرب إلى البيئة الإسلامية،  في العقود الأخيرة،  وأضحى عنوانا على كل جهد يسعى لاستيعاب الإسلام عقيدة وشريعة وفكرا شاملا  متكاملا لكل مجالات الحياة، بمعنى أن تقديم الإسلام على ذلك النحو؛ يعد حرصا من دعاته لحرف  فكر الإسلام عن طبيعته الأصلية، المتصلة بكونه دينا روحيا، كالمسيحية، بحيث  لا علاقة له بقضايا السياسة والتربية والاجتماع والثقافة  والاقتصاد والإعلام ومجالات الحياة العامة، ولذلك يحلو لبعضهم التعبير عن مصطلح الإسلام السياسي بـ" الإسلاموية".
إن هذا التوصيف يتساوق في دلالاته تلك، مع هدف المحاولة العلمانية الرامية إلى تصوير أن كل من يسعى لإحياء روح الإسلام وفاعليته وشموله لمختلف جوانب الحياة؛ واقع في "خطيئة الإسلام السياسي"، أي تحريف الإسلام، وصرفه عن طبيعته الروحية المحضة! وبلغ الأمر ببعضهم ليصل الأمر بهم حد  تصويره المعادل للإرهاب والعنف والتشدد.
 
اقتباس :
إن تسويق مصطلح الإسلام السياسي على أساس أنه المعادل للإرهاب والعنف والتشدد ليس بأكثر من اعتساف كبير، وشطط بعيد، وتزييف موغل للوعي الإسلامي، كما أن تسويقه بوصفه رمزا لإسلام من نوع خاص، يولي اهتمامه بالجانب السياسي وبقية جوانب الحياة، وكأن ذلك انحراف بصحيح الإسلام؛ أمر لا ينبغي أن ينطلي على مسلم واع، خاصة بعد أن نقف -لاحقا- على معرفة أول من صك هذا المصطلح وأهدافه.
هذا رغم أن المصطلح بدا حتى لبعض الإسلاميين،  في  بعض المراحل، مخفف الحمولة، حيث ما زاد عن أن برأ ساحة الإسلاميين " الحركيين" عن الجماعات  الدينية المسلحة باسم "الجهاد" داخل المجتمع الإسلامي، وكأنه شهادة لهم بالبراءة، لكنه سرعان ما تحول  إلى وصم  عام وشامل لهم بتهمة العنف نفسها، ولذلك فقد غدا من المألوف أن تسمع تهمة الوصم بالعنف، وهذه تتبع كل من يعمل للإسلام، وفق ذلك المنهج الشامل، الذي لا يستبعد السياسة ولا التربية الاجتماع ولا الاقتصاد ولا الثقافة ولا الإعلام، من قاموس اهتماماته ومنهجه الإصلاحي، بل لقد طال ذلك الوصف السلبي، حتى بعض الحركات الإسلامية السياسية "الوسطية"، كحزب النهضة التونسي، أو حزب العدالة والتنمية المغربي، التي سعت -ولا سيما الأولى منهما، تحت الضغط العلماني العنيف في بلديهما- للتخلي عن بعض المسلمات في العمل الإسلامي، وتعلن -بالمقابل- بعض الآراء والمواقف  التي غدت  محل مؤاخذة،  لدى قطاع  من الإسلاميين، بمن فيهم بعض نظرائهم  الحركيين الآخرين، داخل مجتمعاتهم ذاتها، أو خارجها، لكن بعض جماعات الغلو العلمانية، يمينية  ويسارية،  لم تبرح تصمهم  بتهمة  العنف والإرهاب والداعشية.. إلخ.
كما ولم تسلم من الوصم بذلك المصطلح السلبي لـ" الإسلام السياسي"، حتى بعض حركات التحرر "الوطني"، ذات الصبغة الإسلامية البارزة، كحركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين، اللتين يتصديان ببسالة وتفرد لمواجهة المشروع الصهيوني في بلدهم!
إن تسويق مصطلح الإسلام السياسي على أساس أنه المعادل للإرهاب والعنف والتشدد ليس بأكثر من اعتساف كبير، وشطط بعيد، وتزييف موغل للوعي الإسلامي، كما أن تسويقه بوصفه رمزا لإسلام من نوع خاص، يولي اهتمامه بالجانب السياسي وبقية جوانب الحياة، وكأن ذلك انحراف بصحيح الإسلام؛ أمر لا ينبغي أن ينطلي على مسلم واع، خاصة بعد أن نقف -لاحقا- على معرفة أول من صك هذا المصطلح وأهدافه.
اقتباس :
"ليس هناك إسلام تقدمي وآخر رجعي، وليس هناك إسلام ثوري وآخر استسلامي، وليس هناك إسلام سياسي وآخر اجتماعي، أو إسلام للسلاطين وآخر للجماهير. هناك إسلام واحد، كتاب واحد، أنزله الله على رسوله، وبلغه رسوله إلى الناس. وبعد البلاغ صارت "الأمانة" في أعناق الناس ومن مسؤولياتهم"
وحاصل القول هنا: إن أمة الإسلام لا تعرف عبر تاريخها المديد الإسلام إلا دينا شاملا متكاملا متوازنا، لا يستثني جانبا، ولا يطغى فيه جانب على آخر، إلا بقدر ما يحمل من أهمية ومنطق ومكانة.
يقول الأستاذ فهمي هويدي: "ليس هناك إسلام تقدمي وآخر رجعي، وليس هناك إسلام ثوري وآخر استسلامي، وليس هناك إسلام سياسي وآخر اجتماعي، أو إسلام للسلاطين وآخر للجماهير. هناك إسلام واحد، كتاب واحد، أنزله الله على رسوله، وبلغه رسوله إلى الناس. وبعد البلاغ صارت "الأمانة" في أعناق الناس ومن مسؤولياتهم"، فإذا تعددت الاجتهادات يمينا ويسارا، وإذا تراوحت الاجتهادات صعودا وهبوطا، وإذا أحسن البعض فهم الإسلام أو أساء؛ فذلك شأن المسلمين أولا وأخيرا، وينبغي ألا يحمل بأي حال على الإسلام".(فهمي هويدي، القرآن والسلطان، ص 7)
ويقول الدكتور يوسف القرضاوي في  سياق استنكاره لهذا المصطلح: "يريدون أن يعيدوها جذعة، وقد فرغنا منها، منذ  نصف قرن، حتى وصف بعض هؤلاء العبيد المساكين الإسلام، الذي لم يعرف المسلمون غيره طوال عصوره – قبل عصر الاستعمار- الإسلام، كما عرفه الفقهاء والأصوليون والمفسرون والمحدثون والمتكلمون، من كل المذاهب، والذي شرحوه وفصلوه من كتاب الطهارة إلى كتاب الجهاد، إسلام العقيدة والشريعة، إسلام القرآن والسنة، سماه "الإسلام السياسي"، يريد أن يكره الناس في هذا الإسلام بهذا العنوان، نظرا لكراهية الناس للسياسة في أوطاننا، وما جرت عليهم من كوارث، وما ذاقوا على يديها من ويلات". (القرضاوي، شمول الإسلام، ص 67)
وقال في سياق مشابه: "إن الإسلام الحق – كما شرعه الله- لا يمكن إلا أن يكون سياسيا، وإذا جردت الإسلام من السياسة فقد جعلته دينا آخر، يمكن أن يكون بوذية أو نصرانية، أو غير ذلك، أما أن يكون هو الإسلام فلا" (يوسف القرضاوي، الدين والسياسة: تأصيل ورد شبهات، ص 77) وعزى ذلك لسببين: الأول: كون الإسلام- بطبيعته- يوجه الحياة، والآخر: كون شخصية المسلم شخصية سياسية (القرضاوي، الدين والسياسية، ص 78-86).
 
اقتباس :
من المفارقة الكبيرة أن تنطلي هذه الحقيقة على مثقفين وباحثين ينتمون إلى البيئة الاجتماعية والثقافية الإسلامية، فيتسابقون إلى استعمال هذا المصطلح وتبادله، كما لو كان موضوعيا وبريئا، مع أنه مصطلح تجزيئي وغاز، من خارج البيئة الفكرية الإسلامية، ويحمل تحريفا لطبيعة الإسلام وروحه ومنهجه.
برنارد لويس أول من صك مصطلح الإسلام السياسي: مفارقات التصنيف 
وإذا كانت أمة الإسلام لا تعرف الإسلام إلا دينا شاملا متكاملا متوازنا، لا يستثني جانبا، ولا يطغى  فيه جانب على آخر، إلا بقدر ما يحمل من أهمية ومنطق ومكانة – كما سبقت الإشارة-؛ فإن من المحزن، بل من المفارقة الكبيرة أن تنطلي هذه الحقيقة على مثقفين وباحثين ينتمون إلى البيئة الاجتماعية والثقافية الإسلامية، فيتسابقون إلى استعمال هذا المصطلح وتبادله، كما لو كان موضوعيا وبريئا، مع أنه مصطلح تجزيئي وغاز، من خارج البيئة الفكرية الإسلامية، ويحمل تحريفا لطبيعة الإسلام وروحه ومنهجه.
أما مكمن المفارقة الأكبر، فهو أن  يعترف  بحقيقة شمول الإسلام، وعدم فصله بين الدين والسياسة – بالخصوص-  أول من صك  مصطلح " الإسلام السياسي"، وروج له لك منذ  السبعينات من القرن  العشرين الميلادي المنصرم؛ وهو المستشرق البريطاني الأصل، ذا الأصول اليهودية الإشكينازية: برنارد لويس، المولود  في لندن سنة 1916م، والمتوفى  في نيوجرسي بأميركا سنة 2018م، أي عن عمر تجاوز 101، وهو  الموصوف بـ" بطريرك الاستشراق"، ذلك  أنه وجه معظم دراساته نحو النيل من الإسلام وحضارته ورموزه، والسعي نحو تقسيم العالم الإسلامي، إلى فرق وطوائف وإثنيات متناحرة، مع الحرص على الإعلاء من شأن الفرق المارقة والمتمردين من أبناء الإسلام، بدءا من دراسته العلمية الأولى عن "الحشاشين" و"الإسماعيلية" و"العرب في التاريخ" و"الإسلام والغرب" و"تشكيل الشرق الأوسط الحديث" و"الإسلام في التاريخ"، و"يهود الإسلام"، و"مستقبل الشرق الأوسط"  و"ما الخطأ؟" وحتى "أزمة الإسلام"، علاوة على أنه غادر مسار التعليم الأكاديمي منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية، ليصبح ضابطا في الاستخبارات العسكرية البريطانية، حتى إذا ما انتهت الحرب عاد إلى موقعه في الجامعة، مع بقاء صلاته بالمؤسسة الاستخبارية البريطانية (صحيفة الشرق الأوسط، برنارد لويس: بطريرك الاستشراق. (تقرير: إميل أمين)، 11/6/2018م، العدد (14440)
ولك أن تستنتج -عزيزي القارئ-  كون أول من صك مصطلح الإسلام السياسي" هو برنارد لويس من خلال كتاب له بهذا العنوان هو (اللغة السياسية في الإسلام أو لغة الإسلام السياسي)، وقد صدر مترجما تحت  هذا العنوان الأخير، ناهيك عن تناوله لهذه المسألة، على نحو مباشر، في عدد من كتبه الأخرى- كما سترى- في مناقشتنا التالية، لكنني أشعر -منذ الآن- أنك لن تطيق الصبر حتى نهاية هذه النصوص، إذ  قد تقطع قراءتك لنصوصه المتواردة فيما سيأتي، لتصرخ في وجه كاتب هذه السطور منفعلا: هذه قراءة أصولي – إسلاموي – سياسوي، لا يختلف عن قراءة ذوي الإسلام السياسي في شيء، فكيف تزعم أنه أول من صك المصطلح، وأنه بذلك الدهاء والمكر ضد الإسلام، على حين أن حديثه عن الإسلام على هذا النحو! وهنا أستميحك أن أرجئ الجواب عن ذلك إلى ما بعد استعراض هذه النصوص، التزاما بالموضوعية  المأمولة في  المناقشات العلمية ذات المنحى المنهجي.






مصطلح الإسلام السياسي: الحقيقة والتلبيس وتأسيس برنارد لويس (2)
 الاسلام السياسي كيف بدأ والى اين المسار؟ 94f6a1f0-d7ca-4953-bb43-bd8c0372d52f



برنارد لويس

  • الدين بين الانشطارية في المسيحية والواحدية في الإسلام:

سبقت الإشارة في الجزء الأول من هذه التناولة إلى أن أول من صك مصطلح "الإسلام السياسي" هو المستشرق البريطاني الشهير برنارد لويس. وفي هذا الجزء سنستعرض جانبا من نصوصه بهذا الشأن.
يقر برنارد لويس ابتداء: بأن الإسلام ارتبط "في عقول المسلمين وذاكرتهم، منذ حياة مؤسسه، وفي الكتب المقدّسة -بعدئذ- بممارسة السلطة السياسية والعسكرية. عرف الإسلام القديم فصلا ما بين أمور  الدنيا وأمور الآخرة، بين التدين والاعتبارات الدنيوية، ولم يميز مؤسسات مستقلة ذات هرمية، وقوانين خاصة بها لتنظيم المسائل الدينية" (برنارد لويس، أزمة الإسلام- الحرب الأقدس والإرهاب المدنّس، ص 54)، وبذلك فقد  " أصبح المسلمون في حياة محمد (ص)  مجتمعا سياسيا ودينيا معا، والنبي رئيس الدولة، بصفته هذه حكم أرضا وشعبا، أمام العدالة،  وجمع النصوص، وقاد الجيوش وشن الحروب، وأرسى الإسلام"( لويس، أزمة الإسلام، ص 45، وانظر هذا المعنى في :برنارد لويس، لغة الإسلام السياسي، ص 13، ولويس، أين الخطأ؟ التأثير الغربي واستجابة المسلمين، ص 144)، أما تعاليم المسيحية فقد كانت وحدها هي من تفصل الدين عن السياسة، فتدعو إلى " تسليم ما لقيصر لقيصر، وما لله لله" وفق ما ورد في إنجيل متّى، الإصحاح 22الآية 2، مؤكّداً أن " ليس في السياسة الإسلامية الشاملة – كما فهمها المسلمون- قيصر، وإنما الله فحسب، هو الملك المطلق، ومصدر الشريعة" (لويس، أزمة الإسلام، ص 46).
اقتباس :
ينفي لويس عن الإسلام الثيوقراطية قائلا: من الواضح أن الإسلام ليس ثيوقراطيا، وما كان بوسعه أن يكون إلا منذ عهد قريب، فالإسلام يخلو من الكنيسة ومن طبقة الكهنوت، من زاوية اللاهوت، وذلك لانعدام وجود إدارة كهنوتية أو أية وساطة بين الله والفرد المؤمن
ويمضي لويس في هذا قائلا: " قدم الإسلام -على ما يربو على الألف سنة- المنظومة الشاملة المقبولة الوحيدة، من القواعد والمبادئ التي تنظم الحياة العامة والاجتماعية، حتى في عهود ذروة النفوذ الأوروبي في البلدان، التي حكمت فيها القوة الإمبريالية الأوروبية، أو فرضت إيمانها عليها، وفي عهود استقلال تلك البلدان، ظلت الأفكار والمواقف الإسلامية عميقة، واسعته. ثمة علامات عدة اليوم على أن تلك الأفكار والمواقف -ربما- كانت في طريقها إلى العودة مجددا، ولو بصيغ معدلة، لاستعادة سابق هيمنتها"(لويس، أزمة الإسلام، ص 49).
وينفي عن الإسلام الثيوقراطية قائلا: "من الواضح أن الإسلام ليس ثيوقراطيا، وما كان بوسعه أن يكون إلا منذ عهد قريب، فالإسلام يخلو من الكنيسة ومن طبقة الكهنوت، من زاوية اللاهوت، وذلك لانعدام وجود إدارة كهنوتية أو أية وساطة بين الله والفرد المؤمن، كما يخلو منهما من زاوية المؤسسة، لانعدام وجود المطارنة، وغياب أية هيئة كهنوتية هرمية البنية" ( لويس، لغة الإسلام السياسي، ص54)، " ففي الإسلام التقليدي ليس هناك أي فصل بين الكنيسة والدولة، في حين أن الفصل بين هاتين السلطتين في المسيحية  يعود إلى تعاليم مؤسسها الذي  أمر أتباعه ان يعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله، فخلال تاريخ المسيحية، كان هناك سلطتان تتجسدان في هذه الحياة الدنيا بمصطلحي وsacerdotium  و regnum، ألا وهما  الكنيسة والدولة، كما نقول  في المصطلحات الحديثة. إن هاتين السلطتين قد تكونان مقرونتين بعضهما ببعض، وقد تكونان مفصولتين، قد تكونان على توافق، وقد تكونان على تنافر، فهذه السلطة قد تحكم، وتلك قد تحكم أيضا، والأخرى قد تحتج أيضا، كما يعلموننا من جديد في هذه الأيام، ولكن كان هناك على الدوام سلطتان: سلطة روحية وسلطة زمنية، ولكل منهما قوانينها وتشريعاتها الخاصة بها، كما أن لكل منهما بنيتها وتسلسلها الهرمي. وأما في الإسلام التقليدي، أي في الإسلام الذي لم يتمظهر بالمظهر الغربي، فلم تكن هناك سلطتان، بل سلطة واحدة، ولذلك فإن مسألة العزل لم تكن مطروحة بتاتا" (لويس، لغة الإسلام السياسي، ص13).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 الاسلام السياسي كيف بدأ والى اين المسار؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: الاسلام السياسي كيف بدأ والى اين المسار؟    الاسلام السياسي كيف بدأ والى اين المسار؟ Emptyالخميس 04 يوليو 2024, 9:14 am

الإسلام السياسي وحرب غزة.. التأثيرات الإقليمية وتحولات المستقبل
النظر إلى وضع المقاومة الفلسطينية في غزة من منظور "الإسلام السياسي" يعد زاوية مثيرة للاهتمام في التحليل، ولكن بشرط واحد، هو التعامل مع مفهوم "الإسلام السياسي" – الذي قد يشكل مصدرًا لسوء فهم خطير – بأكبر قدر من الحذر، سواء تعلق الأمر بالمنتديات العربية أو بالعالم الغربي.
ففي فرنسا حيث أعيش، كما هو الحال في وسائل الإعلام الغربية والإسرائيلية المهيمنة (وهي نفس الشيء تقريبًا)، لم يعد "الإسلام السياسي" مصطلحًا صالحًا لتحديد جزء معين من المشهد السياسي الفلسطيني أو العربي، بل أصبح – بشكل حصري – عبارة سلبية وتجريمية، لا تساعد بأي حال من الأحوال على أخذ فكرة عن التنوع أو حتى خصوصية موضوعه.
إنها تسمية يمكن أن تطلق على أي مواطن مسلم لا يقبل التنكر لانتمائه الديني، ويتبنى موقفًا يميل إلى المعارضة، وهي اليوم تسمية تمييزية تستهدف الغالبية العظمى من المسلمين في فرنسا، ويُوصم بها بانتظام مثقفون ونشطاء حقوق الإنسان من أمثال المحامي رفيق شكات ومؤسس "التجمع المناهض للإسلاموفوبيا في فرنسا" المنحل مروان محمد.
أما المواطنون المسلمون الوحيدون الذين تعتبرهم "محاكم الإعلام" موالين للجمهورية، فهم تقريبًا أولئك الذين تخلوا عن عقيدتهم، أو من هم على استعداد لانتقاد 95% من إخوانهم في الدين.
إضافة إلى ذلك، يؤدي كل موقف يميل لصالح الحقوق الفلسطينية إلى التهمة السيئة السمعة: "معاداة السامية"، مع أن فرنسا منقسمة منذ عقود بشأن معاداة السامية؛ بسبب قضية دريفوس الشهيرة (وهو ضابط يهودي اتُهم خطأً بالخيانة في نهاية القرن 19)، والمفارقة هي أن هذا اليمين الذي غذى أشد الاتهامات العنصرية في ذلك الوقت، والذي يدعي اليوم أنه المدافع عن اليهود، أصبح يتهم اليسار الذي دافع عن دريفوس، بأنه غيّر موقفه.
وما كشفته مأساة غزة من الانجراف في الغرب يشبه بشكل غريب ما أصبح متعارفًا عليه في إسرائيل منذ وصول حلفاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من المستوطنين إلى السلطة، ويبدو أنّ واجهة الصهيونية "المقبولة سياسيًا"، والتي طالما أخفت سياسة استعمارية مبتذلة تحت ستار "العلمانية والديمقراطية"، قد أفسحت المجال لمعجم وخطاب الأصولية الدينية "الأكثر تعنتًا"، لتفتح بذلك باب المواجهة مع الآخر.
ولذلك، لا تعترف إسرائيل بوجود نزاع على الأرض مع الفلسطينيين، بل تعتبر نفسها "شعب الأنوار" الذي يقاتل "شعب الظلمات".
وكانت أوروبا والولايات المتحدة قد قامتا ببناء واجهة "مقبولة سياسيًا" هي الأخرى في أعقاب الحرب العالمية الثانية والحقبة الاستعمارية، ونجحت لبعض الوقت في إخفاء خطابها الحربي والاستعماري تحت غطاء من النزعة العالمية والإنسانية واحترام القانون الدولي، ولكن هذه الواجهة بدأت تتحطم هي الأخرى لتفسح المجال لخطاب عنصري وطائفي يتكشّف يومًا بعد يوم وبشكل علني، مع الدعم أحادي الجانب لأسوأ ما تفعله إسرائيل.
أما بالنسبة للمنتديات السياسية العربية والإسلامية في الشرق الأوسط والمغرب العربي، فتعود صعوبة التفكير فيما يتعلق بالإسلام السياسي بشكل خاص إلى عدم دقة هذا المفهوم، لأن الإسلام السياسي حاضر اليوم في سجلات متنوعة في جميع المجالات السياسية العربية.
أما إذا كان الأمر مجرد تقييم لتطور توازن القوى بين المعارضين والأنظمة الاستبدادية، فيمكننا القول إن وضع الأنظمة لم يتم تعزيزه بأي حال من الأحوال. وسيكون من الصعب الدفاع عن موقف القادة الذين يشاركون (مثل الغربيين والإسرائيليين) في "الحرب على الإسلام السياسي" ويرتبطون بعلاقات مع إسرائيل، لأن حالة التنصل الشعبي من الموجة الإسرائيلية الجديدة من الجرائم عميقة جدًا.


وحتى لو أدت إستراتيجية حماس إلى تقويض شعبيتها، وهو ما لم يظهر عليه دليل حتى الآن، فمن الصعب تصور جيل سياسي يعتمد رفض ما كان يشكل قوته، ولا نعني هنا عضوية حماس في دائرة الإسلام السياسي، بل مرونتها والروح القتالية في مقاومة الاحتلال، وهي أمور تشاطرها فيها كافة أطياف القوى الفلسطينية، حتى إن وزيرًا أردنيًا قال مؤخرًا: إن "حماس فكرة، ولا يمكن تدمير فكرة بالقنابل".
ويمكننا، مع الحذر الشديد، ودون الحكم مسبقًا على التطورات الداخلية في كافة تشكيلات المشهد السياسي العربي، أن نستنتج أن القوى التي تحمل اسم "الإسلام السياسي"، لم تمت في المشهد الإقليمي والدولي في الشرق الأوسط والمغرب العربي، وهي مرتبطة بشكل وثيق بمقاومة الشعب الفلسطيني وبالعداء المنهجي والانتقادات الموجهة للغرب وحلفائه من العرب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
الاسلام السياسي كيف بدأ والى اين المسار؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: موسوعة البحوث والدراسات :: بحوث دينيه-
انتقل الى: