معركة الشجاعية

[rtl]بعد 8 أعوامٍ من التضليل… إسرائيل تنشر تفاصيل أشرس معركة خاضها الاحتلال: حيّ الشجاعيّة بغزّة.. شهادةٌ صادِمةٌ لقائد (غولاني) عن الليلة السوداء.. المُقاومة قتلت ثمانية جنود وأسرت تاسع[/rtl]

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

يوم الـ 27 من شهر تموز (يوليو) من العام 2014، هو باعترافٍ إسرائيليٍّ، يوم أسود في تاريخ جيش الاحتلال: القوّات البريّة في الجيش حاولت اقتحام حيّ (الشجاعية) في غزّة، فكانت عناصر المُقاومة الفلسطينيّة بالانتظار، اليوم بعد مرور 8 أعوامٍ على المعركة التي وُصِفَت إسرائيليًا بالأشرس منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، سمحت الرقابة العسكريّة بنشر توثيقٍ للمعركة، التي انتهت بثمانية قتلى إسرائيليين، وآخر تمّ أسره، فيما قام العاشر قبل حوالي السنة ونصف السنة بإحراق نفسه بسبب آثار الصدمة النفسيّة التي كانت من نصيبه في المعركة.

وفي التفاصيل، في خطوةٍ لافتةٍ وغيرُ مسبوقةٍ، وبعد مرور 8 أعوام من الكذب والتعتيم والتستّر والتضليل، سمحت الرقابة العسكريّة الإسرائيليّة بنشر وقائع معركة الشجاعية في غزة خلال العدوان الإسرائيليّ عام 2014، في عملية (الرصاص المسبوك)، وتحديدًا في الـ27 من شهر تموز (يوليو)، والتي أكّدت بشكلٍ غيرُ قابلٍ للتأويل بأنّ جيش الاحتلال هُزِم بالمعركة رغم عدم تكافؤ القوّة أمام مقاتلي كتائب عزّ الدّين القسّام، الجناح العسكريّ لحركة (حماس).

وفي هذا السياق، نشرت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ تصريحات تنشر لأوّل مرّةٍ على لسان العقيد ايريز الكاباتس في جيش الاحتلال الإسرائيليّ، والذي كان قائد كتيبة 13 في لواء غولاني، وهو مَنْ أوعز بدخول القوة الإسرائيليّة إلى فخّ الموت في حي الشجاعية في الحرب على غزة عام 2014.

يُشار إلى أنّ المحلل العسكريّ الإسرائيليّ البارز، يوسي ميلمان، أشاد بالروح القتاليّة لعناصر (كتائب عزّ الدين القسام)، مشددًا على أنّ معركة الشجاعية هي أشرس معركة خاضها الجيش الإسرائيليّ منذ عام 2006، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّ معركة (الشجاعية) دللت على أنّ مقاتلي (كتائب القسام) لم يرتدعوا عن مواجهة الجيش الإسرائيليّ حتى مع إدراكهم حجم التفوق العسكريّ والتكنولوجيّ، الذي يحظى به الجيش الإسرائيليّ، على حدّ تعبيره.

وقال العقيد الكاباتس، قائد كتيبة 13 في غولاني، وهي من أهّم الوحدات النخبوية-المُختارة في جيش الاحتلال، قال للتلفزيون العبريّ: “لا تزال تدوي في رأسي أصوات الحرب، ولا زلت أتخيّل ساحة المعركة أمامي طوال الوقت، لا زلت أسمع الصراخ والنداءات والانفجارات”.

وساق قائلاً: “أنا ببساطة أرى المعركة أمام عينيْ مباشرة وعيناي مفتوحتان، يمكنني سماع الانفجارات، والصواريخ المضادة، ونيران المدافع الرشاشة أسمعها طوال الوقت – لا أنام جيدًا في الليل”.

وأردف، “يومها عبرنا السياج الحدودي، وفي غضون ثوان قليلة أصيب ضابط تحت إمرتي بجروحٍ خطيرةٍ، لدينا طاقم دبابة آخر انقلبت دبابته، وتمّ إطلاق النار علينا من جميع الاتجاهات باستخدام الهاون، والصواريخ المضادة، وأسلحة القناصة، أقل من 20 دقيقة أول شيء أراه أمام عيني هو عربة مدرعة محترقة سرت باتجاهها وعند مدخلها أرى صورة لا أرغب في أنْ يراها أحد، لجنود محترقين، هذه صورة عالقة في رأسي حتى يومنا هذا”.

ووصفت القناة الليلة التي عاشتها الكتيبة في حي الشجاعية بغزة بالليلة السوداء معتبرةً تلك المعركة من أصعب معارك الحرب.

وقتل في تلك المعركة 8 جنود إسرائيليين، وتمكنت فصائل المقاومة من أسر الجنديّ أورون شاؤول، الذي ما زال مُحتجزًا لدى حركة (حماس)، كما أنّ أحد جنود الكتيبة، إيتسيك سعديان، قام بإحراق نفسه خلال العام الماضي، بعد إصابته بالصدمة النفسيّة، وما زال حتى اليوم يُعالج في المستشفيات وحالته الجسديّة والنفسيّة ما زالت خطيرة، وفق ما أكّده الإعلام العبريّ.

وأحرق سعديان نفسه احتجاجًا على تهميشه وعدم الموافقة على رفع نسبة العجز التي يعاني منها منذ مشاركته في معركة الشجاعية الشهيرة إبان العدوان الإسرائيليّ على غزة عام 2014.

وذكرت صحيفة “يديعوت احرونوت”، العبرية أنّ الجندي يعاني منذ المعركة من أزمة نفسية خطيرة للغاية، (Post-Traumatic Stress Disorder)، ويعيش على الأدوية المهدئة، كحال العشرات من الجنود ممن اشتركوا في تلك المعارك.

وبينّت الصحيفة أن الجندي سعديان، المصنف كمعاق نفسيًا منذ معركة الشجاعية، أحرق نفسه في مكاتب التأهيل التابعة لوزارة الأمن في مدينة (بيتاح تكفا)، القريبة من تل أبيب.

[rtl]



[/rtl]