القمة تراهن على تطوير الاستثمار في أفريقيا
انطلقت في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، اليوم الثلاثاء، أعمال الاجتماعات الـ 15 لمجموعة "بريكس"، وسط توقعات بنظر الأعضاء في طلبات انضمام من جانب أكثر من 20 دولة، وبحث مشاريع لتعزيز الاستثمار في أفريقيا.
وقال رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا في كلمة الافتتاح، إن اقتصادات مجموعة "بريكس" تمكنت من رسم خطوط عريضة لتطوير علاقاتها المستقبلية، سعياً لازدهار شعوبها.
وذكر رامافوزا أن تحقيق الرفاهية الاقتصادية لشعوب الدول الأعضاء "يمثل الهدف الأكبر لهذا التكتل، عبر توسيع رقعة الاستثمارات في اقتصاداتنا.. هناك نمو في استثمارات الأعضاء داخل دول التكتل".
ويسعى أعضاء المجموعة المؤلفة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا إلى تقوية التكتل ضمن جهود تأسيس نظام اقتصادي عالمي جديد، وزيادة الخطر على مجموعة السبع.
وأكد رامافوزا أن دول القارة الأفريقية مطالبة فوراً بالتوقف عن تصدير الثروات إلى الخارج بحالتها الخام، مضيفاً: "المطلوب هو تصدير المنتجات النهائية للأسواق العالمية".
وزاد: "الطاقة المتجددة، والبنى التحتية، والاتصالات، والرقمنة والتكنولوجيا، والإنشاءات، والنقل، تُعتبر مشاريع ذات قيمة مضافة مرتفعة في أفريقيا".
وقبيل انطلاق قمة "بريكس" أشاد الرئيس الصيني شي جين بينغ، بعلاقات بلاده مع جنوب أفريقيا، وتعهد بدفعها إلى "مستوى جديد"، وذلك خلال لقائه رامابوزا في العاصمة بريتوريا.
وقال شي: "اليوم وبينما نقف عند نقطة انطلاق تاريخية جديدة، فإن تعميق التعاون وتعزيز التنسيق يشكلان التطلعات المشتركة لبلدينا والمهام الجليلة الملقاة على عاتقنا".
وأضاف أن "مفتاح العلاقات الجيدة بين الصين وجنوب أفريقيا وصداقتهما العميقة، يكمن في حقيقة أن البلدين يتقاسمان السراء والضراء على مسارات التنمية الخاصة بكل منهما".
وأكد شي أنه "مستعد للعمل مع رامافوزا، لدفع الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين وجنوب أفريقيا إلى مستوى جديد".
بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصريحات مسجلة أمام قمة "بريكس"، إن المجموعة تسير في طريقها لتلبية تطلعات معظم سكان العالم.
وأضاف: "نحن نتعاون على أساس مبادئ المساواة ودعم الشراكة واحترام مصالح بعضنا البعض، وهذا هو جوهر المسار الاستراتيجي لمجموعتنا و(هو مسار) موجه نحو المستقبل، وهو المسار الذي يلبي تطلعات القسم الأكبر من المجتمع العالمي.. ما يسمى الأغلبية العالمية".
وأكد أنّ العقوبات تعوق إمدادات الغذاء الروسية ومدفوعاتها المصرفية، مشدداً على أنّ التخلي عن الدولار كعملة عالمية عملية لا رجعة فيها.
ويمثل أعضاء مجموعة "بريكس" أكثر من 40% من سكان العالم. ومن المتوقع أن تناقش القمة إضافة أعضاء جدد، لكن بوتين لم يتطرق إلى هذه المسألة.
وسيتصدر ذلك جدول أعمال اجتماع القمة الرئيسي، التي ستعقد في منطقة ساندتون المالية في جوهانسبورغ يوم الأربعاء. وتقدمت أكثر من 20 دولة بطلبات للانضمام إلى الكتلة، وفقاً لمسؤولين من جنوب أفريقيا، بينها السعودية وإيران والإمارات.
وسيتعين على دول مجموعة بريكس الخمس الاتفاق على معايير الأعضاء الجدد قبل قبول أي دولة، ولكن ينظر إلى توسيع عضويات بريكس باعتبارها سياسة تفضلها الصين وروسيا وسط تدهور علاقاتهما مع الغرب.
أسست البرازيل وروسيا والهند والصين مجموعة بريكس عام 2009، وانضمت إليها جنوب أفريقيا عام 2010.
اقتصاد دولي
مجموعة "بريكس" تتوسع: شكوك حول نظام اقتصادي عالمي مواز
ويعد الاستثمار في أفريقيا وتطويرها أحد المحاور الرئيسة التي يناقشها أعضاء التكتل في الدورة الحالية، إذ تنعقد الاجتماعات تحت شعار "بريكس وأفريقيا"، بحسب ما أعلنته وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور.
و"بريكس" تكتل خرج إلى العلن عام 2006، وعقد أول اجتماعاته في العام 2009 ويضم دول الصين والبرازيل وروسيا والهند وجنوب أفريقيا، وتعتبر نفسها بديلاً عن الهيمنة الاقتصادية الغربية.
قمة بريكس تختتم أعمالها في جوهانسبرغ بدعوة 6 دول لعضويتها
اختتمت مجموعة بريكس التي تضم كل من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا قمتها التي عقدتها على مدار 3 أيام في جوهانسبرغ بالموافقة على توسعة غير مسبوقة والتأكيد على السعي لنظام عالمي متعدد والتخلص من هيمنة الدولار.
وأعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، اليوم الخميس، أن مجموعة بريكس -التي تضم 5 دول تعد صاحبة أسرع نمو اقتصادي في العالم- قررت رسميا دعوة كلّ من الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والسعودية والإمارات، للانضمام إلى المجموعة الطامحة لتصبح قوة اقتصادية عالمية.
وأوضح رامافوزا أن انضمام هذه الدول سيكون بداية من الأول من يناير/كانون الثاني 2024، لتلتحق بذلك بمجموعة الدول الناشئة الساعية إلى تعزيز نفوذها في العالم.
وفي مؤتمر صحفي مشترك اليوم بين قادة جنوب أفريقيا والبرازيل والهند والصين وروسيا، أكد رامافوزا الاتفاق على اعتماد بيان جوهانسبرغ في ختام القمة، مشددا على ضرورة حل النزاعات بالطرق السلمية.
وتصدّر النقاش بشأن توسعة عضوية المجموعة، جدول أعمال القمة التي انطلقت الثلاثاء الماضي واختتمت اليوم الخميس.
ورغم إبداء الدول الأعضاء في بريكس دعمها سابقا لتوسعة التكتل، فقد كانت هناك انقسامات بين القادة بشأن العدد وسرعة الانضمام؛ لكن رامافوزا قال إن المجموعة التي تتخذ قراراتها بالإجماع، اتفقت على "المبادئ التوجيهية لعملية توسيع بريكس ومعاييرها وإجراءاتها".
دور وتفعيل
من جانبه، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة عبر الفيديو، إن الاستمرار في توسيع بريكس من شأنه تفعيل دور التكتل على الصعيد الدولي، ورأى أن مسألة اعتماد عملة موحدة لا تزال معقدة، وبحاجة لمزيد من النقاشات.
ومن جهته، قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إن توسيع بريكس يعزز المجموعة، ويعطي زخما للعمل المشترك.
أما رئيس البرازيل لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، فأكد أن اهتمام الدول الأخرى بالانضمام لمجموعة بريكس، أظهر مدى أهميتها في مساعي إقامة نظام اقتصادي عالمي جديد.
وأضاف في مؤتمر صحفي عُقد في جوهانسبرغ، "سنظل منفتحين لضم مرشحين جدد".
من جانبه، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي تعد بلاده الأقوى في مجموعة الدول غير الغربية التي تمثل ربع اقتصاد العالم، إن "توسيع العضوية هذا حدث تاريخي".
وأضاف أن "التوسع يعد أيضا نقطة انطلاق جديدة للتعاون بالنسبة لبريكس. فهو سيمنح آلية تعاون بريكس قوة جديدة وسيعزز قوة الدفع باتجاه السلام والتنمية في العالم".
وسعت الصين، أبرز دول المجموعة وثاني أكبر اقتصاد في العالم، إلى توسيع "بريكس" في خضم منافسة محمومة مع الولايات المتحدة.
قمة وأهداف
ووفق تصريحات من قادة بريكس فقد تقدم ما يقرب من 20 دولة بطلب رسمي للانضمام إلى المجموعة، التي تمثل ربع الاقتصاد العالمي، وأكثر من 3 مليارات نسمة.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي حضر القمة نيابة عن الرئيس فلاديمير بوتين، إن بريكس مجموعة ريادية وسوف تعزز العدالة الدولية اعتمادا على ميثاق الأمم المتحدة، مضيفا أنه تم قبول عضوية 6 دول من أصل 23 طلبت الانضمام للمجموعة.
واستضافت جنوب أفريقيا في الفترة من 22 إلى 24 أغسطس/آب الجاري القمة الـ15 لمجموعة دول بريكس، في مسعى لترسيخ دورها في النظام الاقتصادي العالمي، حيث ناقشت جملة من الملفات بحضور أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة، بالإضافة إلى قادة دول المجموعة.
ورغم بعض الخلافات، أعرب زعماء بريكس عن اعتقاد مشترك بأن النظام الدولي يخضع لهيمنة الدول والمؤسسات الغربية ولا يخدم مصالح الدول النامية، كما أكدوا على ضرورة إرساء نظام عالمي متعدد وإنهاء هيمنة الدولار.
وفي هذا السياق، رأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن إصلاح "البنية المالية التي عفا عليها الزمن والمختلة وغير العادلة" في العالم أمر ضروري لكنه "لن يحدث بين عشية وضحاها".
وأكد غوتيريش للمجتمعين في جوهانسبرغ اليوم أنه "لكي تظل المؤسسات المتعددة الأطراف عالمية حقا، يتعين إصلاحها لتعكس القوة والوقائع الاقتصادية الحالية.. وفي غياب مثل هذا الإصلاح، يصبح التفتت أمرا لا مفر منه".
ومنذ تأسيسها في 2009، تسعى مجموعة دول بريكس للتحول إلى قوة اقتصادية عالمية، على غرار دول مجموعة السبع الصناعية.
وتتشارك المجموعة -التي تضم قوى متفاوتة الحجم الاقتصادي ومتباينة النظام السياسي- التوجه حيال بديل لنظام عالمي تهيمن عليه القوى الغربية، يخدم مصالح الدول النامية بشكل أفضل.
بالمقابل، استبعد مسؤولون أميركيون تحوّل بريكس إلى منافس "جيوسياسي" للولايات المتحدة، واصفين التكتل بأنه "مجموعة بلدان شديدة التنوّع"، فيها أصدقاء وخصوم.