مقاطعة ماذا؟ ولماذا؟

مقاطعة ماذا؟ ولماذا؟

الأمة الإسلامية مستهدفة، وهذا ليس من وحي نظرية المؤامرة التي صدعوا رؤوسنا بنسبتها إلينا

نحن الدعاة وطلبة العلم الشرعي ، فنحن مستهدفون كما تقول لنا صواريخ الدمار التي تنزل على

رؤوس الغزيين كل لحظة، نحن مستهدفون بالترحيل لصناعة موجة نزوح ولجوء جديدين موديل

٢٠٢٣، نحن مستهدفون لأنهم أقنعوا شبابنا وصبايانا أن لا يأكلوا إلا ما يحضّره لهم مطبخ العم سام

ووكلاؤه في المشرِقَيْن.

نحن مستهدفون ، فقد استهدفوا لجان التأليف وصياغة المناهج ليحل محلها مناهج تعلّمنا أن نفكر

بعقول غيرنا وأن نتثقف بثقافة المنتصر علينا في المدنيّة التي أحد أهم نتاجاتها صواريخ الدمار

الشامل التي محت عن الوجود نصف بيوت غزة مع ساكنيها ومن يجاورونهم.

لقد زرعوا في عقلنا الباطن أن طعام أمهاتنا تقليدي وأننا يجب أن نأكل من خارج الصندوق بدل أن

نفكر خارج الصندوق ، إذاً فالمقاطعة المطلوبة اليوم ليست مجرد ترك شراء البضائع التي يساهم

دخلها في تسليح عدونا لقتلنا، ولكن المطلوب مع ذلك هو مقاطعة العقول العقيمة التي لا ترى في

الترويج لبضائع خصمنا بأسا وتعدّ التعامل معها حرية شخصية ، لأن هذه العقول المتصحرة أخطر

علينا من عقول أعدائنا ، ولإثبات هذه الحقيقة يأتي الجواب على سؤال : لماذا نقاطع :

لا بد أن ندرك الحقيقة الكبرى التي لفتَنا إليها حبيبنا المصطفى صل الله عليه وسلم حين قال “إن الله

ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن” ، وهذا يلقي على عاتق الدولة والسلطة التنفيذية تحديدا

مسؤولية توجيه الأمة ابتداء ثم إلزامها بألا تكون عنصر دعم لمشروعات عدوها الفكرية والمادية ،

فتقطع بوجوب المقاطعة وتجفيف وريد الحياة في جسد العدو بتدبيرات سياسة واقتصادية ، وهذا

يتطلب (بقجة) واحدة متكاملة من القرارات السيادية التي أعادت طرحها على الطاولة معركة طوفان

الأقصى ، نريدها مجموعة سلوكيات راشدة واحدة مترابطة قائمة على:

أ. إغلاق السفارات الصهيونية في عواصم العرب وإنهاء المعاهدات والاتفاقات الثنائية ومقاطعة

رسمية ملزمة للمنتجات المتعاونة مع المحتل بعدم السماح باستيرادها أصلا أو ترخيص فروع أو

وكالات لها في بلاد العروبة والإسلام .

ب) تحريم مجاملة العدو أو مهادنته أو التهاون مع جرائمه لأن المجاملة له والتهاون معه شراكة له

في جرائمه .
للإجابة المباشرة على سؤال : لماذا المقاطعة ،

لماذا المقاطعة، فإليكموها بنقاط حددة:

١) لأن تسويق البضائع التي يتعامل منتجوها أو مصدروها مع عدونا تمد هذا العدو بأسباب الحياة

وتسمح له بارتكاب المزيد من الجرائم وتجعل يده الاقتصادية عليا ، بينما تعجز أمتنا سياسيا وأمنيا

تبعا لتخلفها الاقتصادي وتبعيتها التسويقية .
٢) التعامل المادي مع عدونا نوع من أنواع الولاء ، والولاء نصرة ، والنصرة لا تكون إلا بين

الإخوان ، أما لغيرهم فهي محرمة :”والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في

الأرض وفساد كبير”
٣) الإصرار على الخضوع لمنتجات العدو هو خضوع للشهوة ، والمسلم لا يكون عبدا لشهوته التي

نهي عن إشباعها دون حساب العواقب ، ومبدأ الخضوع للشهوة يدل على ضعف في الإرادة واستعداد

لتقديم ثمن باهظ لمقارفتها ، وهذا هو عمر الفاروق رضي الله عنه ينهر أحد مرافقيه الذي استوقفه

لشراء بعض ما يشتهي فيقول له Sad

عجبا لكم أكلما اشتهيتم اشتريتم ؟)
٤) الإصرار على استهلاك منتجات العدو أو من يواليه علامة على عدم الثقة بالنفس وكأن المنتج

المحلي يجب أن يبقى في عيون الناس معيبا لا ينافس ولا يراد له أن ينافس ، فبدل الدعوة إلى

النهوض بصناعات الأمة واقتصادها يهربون إلى حضن الأغيار ليكفيهم ما يريدون .
٥) إن حربنا اليوم اقتصادية بامتياز ، فمن كان له السبق الاقتصادي كان له الظهور السياسي

والسيادي ، والتعامل مع بضاعة العدو شكل من أشكال الخضوع للأجنبي وإخراج للعملة الصعبة من

البلد هي من أبسط صور الخضوع الاقتصادي .
٦) فتح المجال أمام أبناء الجيل لاستهلاك بضائع العدو وعدم تربيتهم على الأنفة والانتصار لكبرياء

أمتهم تفريط بتربية الجيل واستنساخ للتفريط الذي مارسه الجيل السابق في سبل مواجهة العدو

المختلفة . ومن أعراض هذا التفريط تعويدهم على رخاء العيش بمقاسات الأجنبي حتى يصبح جزءا

مقبولا في واقعهم .
٧) الخطر الصحي ، فعدونا لا يؤتمن ، وبعض منتجاتهم لا تسوق في بلد المنشأ بل ترسل إلينا

للتربح على حساب وجودنا أو لاتخاذنا فئران تجارب أو لكليهما .
يا أمتي إنها حرب حقيقية لا هي ببجي ولا خيال علمي ، إنها الواقع الذي أوقعنا يوم لم نكن أهلا

لخوض غماره ، فهل سنكمل طريق الخيبة أم سنصغي لنداء أحرار غزة فنكون جزءا من مشروعهم

النهضوي التحرري ، إن شاء الله ، ولا نقول (لا سمح الله).