منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 أوسلو التي أضاعت كل شيء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أوسلو التي أضاعت كل شيء Empty
مُساهمةموضوع: أوسلو التي أضاعت كل شيء   أوسلو التي أضاعت كل شيء Emptyالسبت 11 نوفمبر 2023, 10:27 am

بين حُوّارة وقُصرة .. مَوتٌ يُلاحِقُنا




فلسطيني يتفقد سياراته في حوارة بعد حرقها على يد المستوطنيين. تصوير نضال اشتيةصورة لمواطن يتفقد سيارته بعد حرقها على يد مستوطنين في حوارة. تصوير نضال اشتية
في سابقةٍ استعماريةٍ دَمّرت جرّافاتُ جَيش الاحتلال أحد المخابز في بلدة حُوّارة، مساء الخميس، 12 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بعد أن داهم غُلاة المُستعمرين البلدة بالترافق مع حملة أطلقوها على وسائل التواصل الاجتماعي لحرق المحل والتحريض عليه، مُطالبين بذات الوقت بإبادة ومحو بلدة حوّارة بالكامل.


ليست الحادثة الأولى في بلدة حوّارة جنوب نابلس، ذلك أن القرية شهدت في الأسابيع والأشهر الماضية عدّة هجمات من غُلاة الاستعمار المُتطرفين فأُحرقت البيوت والمنشآت، وتمت مداهمة المحلات وأطلقت النيران على الأهالي والشّبان، غير أن حادثة تجريف المخبز وترديمه وتحطيم ما فيه كانت سابقة مُرعبة، ومما يؤسف له أن هذا الاعتداء لن يكون الأخيرة على بلدة حوّارة في ظل الصمت الرسمي من السلطة الفلسطينية، والانحياز الأمريكي الظالم لصالح كفّة الاحتلال، وإغماض العالم لعيونه عمّا يُرتكب بحق الفلسطينيين من جرائم بشعة قتلاً وعدواناً وتخريبًا ومصادرة للأراضي.


تبدأ هذه المستعمرة بنواة صغيرة تعتمد على تربية الأغنام أو الأبقار، وسرعان ما تتوسع بلا حدود أو ضوابط، وبقوة السلاح تسيطر هذه البؤرة على التلال والسهول بذريعة إيجاد مراعٍ لقطعان الماشية الخاصة بهم.
غير بَعيدٍ عن حُوّراة، كانت قرية قُصرة جنوب شرق نابلس أيضاً تودّع بألمٍ شهداء قتلهم مُسلحون من عصابات المُستعمرين الذين هاجموا القرية عصر يوم الأربعاء 11 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث تقدم هؤلاء المسلحون نحو القرية، وبدأوا بمهاجمة المنازل مُحاولين إشعال النيران فيها، فتدافع شَباب القرية لصدهم ومنعهم، فوجدوا رصاص الموت ينتظرهم.


القتل المَحمي والمُغطّى


في منتصف تسعينيات القرن الماضي أقام عَقيدٌ مُتقاعد من جيش الاحتلال، في مستعمرة ايتمار المقامة في جنوب نابلس بين قرى يانون- بيت فوريك - عورتا ، وسرعان ما أنشأ مزرعة نموذجية سمّاها: تلال العالم، أو التلال الأبدية "جفعات عولم"، ثُمّ بدأ هذا المُستعمر بتجميع الفتية من الجنائيين وذوي الجُنح للعمل لديه في هذه المزرعة، ثم انضم إليه المتشددون دينياً من ذوي النّزعات الدّموية. ومع الوقت بدأ اسم العقيد أفري ران يتردد في الإعلام كمؤسس لظاهرة فتية التلال، وأحد روّاد استيطان التلال، ليقف بعدها أمام وسائل الإعلام الصهيونية مُنصّبًا نفسه امبراطور التلال، داعيًا دولته لتلحق به بالخدمات وأن لا تتأخر عن مدّها لحيث يصل "حذاءه"، وبذلك شَرَّعَ هذا المُتطرف أبواب التّغول الاستعماري في جنوب نابلس.


خلال سنوات من بدء مشروع مزرعة (أفري ران) كانت عشرات البؤر الاستعمارية قد تشكلت في منطقة جنوب شرق نابلس على امتداد الجغرافيا الواسعة من جنوب قرية قريوت حتى شمال قرية عورتا، وبدأ فتية التلال يكتبون بالرصاص والعدوان فصولًا جديدة من الحياة في هذه المنطقة، فظهرت بؤرة عديعاد، وجفعات أرنون (التلة 777)، والبؤرة جدعونيم، والتلة 836، والبؤرة كيدا. ثم انفرط العقد مع انتهاء الانتفاضة الثانية، حيث بدأت موجة الاستعمار المسعورة من العام 2007 حتى هذا العام، وصار لهؤلاء المستعمرين الكلمة على الأرض، كلمة تُحْمى بالنار والرصاص.





لقد خَطَّ (أفري ران) وفتية التلال نهجًا استعماريًا مُرعبًا في جنوب نابلس، وبدأت سياسة المرحلة تقوم على الاعتداء اليومي على الأهالي، عبر مهاجمة البيوت، وإطلاق النار على رُعاة الأغنام، ومهاجمة المُزراعين أثناء العمل في الأرض أو أثناء قطف الزيتون، فقتل محمد سليمان زلموط من بيت فوريك وهو يقطف الزيتون في العام 1998م، وقتل محمد حمدان من عقربا وهو يرعى أغنامه في الجبال، وانقلبت الحياة تدريجيًا إلى جحيم في محيط البؤر الاستعمارية الجديدة، وصار المُستعمر حُرَّ التصرف في التلال لأن قوة من الجيش تدعمه وتحميه وتوفر له طريقَ النّجاة دائمًا بعد كُلِّ اعتداء.


ثم بدأت تنتشر في محيط بؤر التلال ظاهرة الاستعمار الرعوي، وهدفت هذه الظاهرة الجديدة لاستعمار الأرض المفتوحة والتلال الرعوية والسيطرة عليها وعلى كل ما تحويه من خيرات ومقدرات، حيث تبدأ هذه المستعمرة بنواة صغيرة تعتمد على تربية الأغنام أو الأبقار، وسرعان ما تتوسع بلا حدود أو ضوابط، وبقوة السلاح تسيطر هذه البؤرة على التلال والسهول بذريعة إيجاد مراعٍ لقطعان الماشية الخاصة بهم. وكان جيش الاحتلال طوال الوقت شريكًا للمُستعمرين بإنشاء هذه البؤر وحمايتها.





وفي جنوب نابلس أيضًا وبالقرب من بلدة حوارة تلقف المتطرفون المتدينون وحاخاماتهم الفرصة وهذا التحول الرهيب في الضفة الغربية في ظل ملاحقة الفعل المُقاوم وتمسك السلطة الفلسطينية بمسار التسوية واتفاق أوسلو، فأنتجوا لنا عصابات منظمة من ذوي الميول المتطرفة والأشد عنفًا، فظهرت عصابات تدفيع الثمن، وقد بدأ نشاطها يأخذ شكل الفعل المنظم عام 2008 انطلاقًا من الاجتماع الذي عُقد في مستعمرة يتسهار بالقرب من بلدة حوّارة، إذ بدأ الصهاينة الأشد تطرفًا مهاجمة القرى والبلدات الفلسطينية، واعتدوا على الممتلكات وأحرقوا السيارات والحقوا الأضرار بدور العبادة (مساجد وكنائس)، وقاموا بتقطيع الأشجار وإتلاف المحاصيل وخطّوا الشعارات العنصرية والمسيئة؛ انتقامًا من العرب، ورفضًا لسياسة حكومتهم، ودفعًا لها لتغيير مواقفها من البؤر والمستعمرات غير القانونية حسب القانون الإسرائيلي، وقد صدرت فتاوى من كبار الحاخامات الصهاينة في ذلك الاجتماع تشجّعُ هؤلاء المتطرفين على قتل العرب وذبحهم، مع عدم التفريق بين الأطفال والكبار، وأن هذا الفعل هو واجب ديني على اليهود.


خلال هذه السنوات ومع توسع العنف الاستعماري ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم ومنشآتهم التزمت دولة الاحتلال الصمت، ووفرت الغطاء لهؤلاء المُتطرفين، بل إن القضاء الصهيوني لم يُدنهم على جرائمهم التي رصدت وتم توثيقها، وقد شاهدنا مؤخرًا الحكم على براءة المستعمر الذي قتل الشاب قصي معطان من قرية برقة قضاء رام الله بتاريخ 4\8\2023م.


هذا هو الواقع الذي نعيشه في الضفة الغربية عمومًا، وفي المناطق المحاذية للمستعمرات الصهيونية، وليس في جنوب نابلس فحسب، فالطرقات التي يسيطر عليها جيش الاحتلال ويضبطها عبر عشرات الحواجز تقيّد حركتنا وتشلّها وتجعل من كل مدينة وقرية تجمعًا مَعزولًا عن مُحيطه، لتنطلق عصابات تدفيع الثمن وفتية التلال من المستعمرات ومن البؤر الناشئة لمهاجمة أطراف القرى والبلدات دون رادع أو خوفٍ من عقاب.


صرنا نسمع عن القتل والاعتداء اليومي من المُستمعرين في التجمعات الفلسطينية مثل: مسافر يطا، والتجمعات البدوية، وقرى سلفيت، والأغوار الفلسطينية، وعلى الطرقات الالتفافية، وصار الموت شبحاً عاصِفًا يُطارد بقاءنا في البلاد ويتربّص بنا بكل الدروب، فلا حِساب ولا عقاب للقاتل، وقد قيل قديمًا: من أمن العِقاب أساءَ الأدب.


أوسلو التي أضاعت كل شيء


تقول قيادة السلطة الفلسطينية بأنها تلتزم بالشرعية الدولية، وتتمسك بخيار السلام الذي اختارته منذ العام 1993، وتؤكد على لسان الرئيس محمود عباس بأن خيارها هو النضال السلمي لأجل إقامة الدولة.


أوسلو لم تُبقِ لنا مقاومة نَحتمي بها، ولا أقامت لنا دولة!، بل ضَيعتنا ومزقتنا وأعادتنا مائة عامٍ للوراء. 
على الأرض هناك طريق آخر، وخيار مختلف للشريك المُفترض في عملية السلام التي تسعى لها السلطة الفلسطينية، حيث اختارت دولة الاحتلال طريقَ مُلاحقتنا وتضييق الخناق علينا في المناطق التي صُنّفت بأنها مناطق "ج" حسب اتفاق أوسلو، وخلال الثلاثين عامًا التي مضت من الاتفاقية صار وجود الاحتلال في هذه المناطق أمرًا واقعًا، ووجودنا طارئ غير قابل للاستدامة، ذلك أنّ هناك اتفاقية مُلزمة لنا من طرف واحد، فيما تنصلت دولة الاحتلال من كل استحقاقاتها بهذه الاتفاقية.


وتلخيصًا لما وصل إليه الحال بعد اتفاق أوسلو؛ يمكنني القول بأن أوسلو لم تُبقِ لنا مقاومة نَحتمي بها، ولا أقامت لنا دولة! بل ضَيعتنا ومزقتنا وأعادتنا مائة عامٍ للوراء، فعدنا للحال الذي كُنا عليه قبل تشكل الحدود السياسية لفلسطين أيام الاحتلال البريطاني.


نحن اليوم مواطنون عُزّل نعيش في تجمعات متناثرة لا تواصل جُغرافي طبيعي بينها، وذلك لسببين، الأول هو سياسة السلطة الفلسطينية التي لاحقت أية بوادرٍ لفعلٍ مُقاوم قيّدت الناس وحدّت من فاعليتهم، والسبب الثاني هو سياسة الدولة الاستعمارية التي عملت مؤسساتها وفق تكامل الأدوار لأجل السيطرة على الأرض؛ مُدركة بأن الفلسطيني بات أعزلًا وضعيفًا منزوع القدرة على المواجهة.


وكي لا أكون متجنيًا فإن أمامنا نموذج حُوارة - قُصرة؛ يُمكننا أن نُعيد مشاهدته بدل المرة ألف، غير أنّه من المُهم التنويه لمن يريد مُشاهدة نموذج قُصره - حُوّاره أن يبحث عن طريق بديلٍ ليتمكن من المشاهدة بعينه لأن جيش الاحتلال أقفل حاجز زعترة باتجاه بلدة حوارة وتركه للمستعمرين فحسب، وأنّ علينا البحث عن طرق بديلة للتنقل، وفي هذه الطرق البديلة مِنَ المُهم أن ننتبه لعدم إزعاج المُستعمرين كي لا يتم إطلاقُ النار علينا وقتلنا، كما حدث مع أهالي قرية قُصرة، ظهر يوم الخميس 12 أكتوبر/تشرين الأول 2023، على مدخل قرية الساوية إذ قَتَلَ الاحتلال أبًا وابنه، فأضافهم لشهداء القرية الذين قُتلوا في اليوم السابق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أوسلو التي أضاعت كل شيء Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوسلو التي أضاعت كل شيء   أوسلو التي أضاعت كل شيء Emptyالأربعاء 13 مارس 2024, 9:40 pm

أوسلو التي أضاعت كل شيء %D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%B2-%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D9%83-1694278560

رابين (وسط) ترأس جلسة للحكومة الإسرائيلية بشأن اتفاقية أوسلو حضرها وزير الخارجية وقتها بيريز (يسار) ورئيس الأركان باراك

بعد 3 عقود على الاتفاقية.. وثائق سرية تكشف موقف قادة إسرائيل من أوسلو

بمناسبة ذكرى مرور 30 سنة على توقيع اتفاقية أوسلو التي توافق يوم 13 سبتمبر/أيلول الحالي، نشر أرشيف الدولة الإسرائيلي محضر جلسة الحكومة برئاسة إسحاق رابين، التي عقدت يوم 30 أغسطس/آب 1993، وتم خلالها المصادقة على الاتفاقية التي وُقعت مع منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات.
ورفعت السرية عن أجزاء من بروتوكول الجلسة الحكومية، في حين تم حجب أجزاء من النص بسبب "أمن الدولة"، إذ سيتم نشر بعضها خلال 20 سنة (أي بعد 50 سنة من تاريخ الاتفاقية)، وأجزاء أخرى خلال 60 سنة (أي بعد 90 سنة من تاريخ الاتفاقية).

استبعاد المؤسسة العسكرية

كشف بروتوكول الجلسة عن دعم 16 وزيرا الاتفاقية، في حين امتنع اثنان من الوزراء عن التصويت، وذلك قبل أسبوعين من توقيعها، وتمحورت مناقشات الوزراء حول تفاصيل الاتفاقية وصياغة مختلف بنودها والمخاوف من عدم التزام الجانب الفلسطيني.
واستعرض الوزراء وقادة المنظومة الأمنية والجيش سيناريوهات مختلفة في حال لم تقدم الاتفاقية أجوبة للمطالب الإسرائيلية، في حين رافقت المناقشات مخاوف من قيام معسكر اليمين الإسرائيلي -الذي عارض الاتفاقية- بإجراءات وخطوات وأعمال وصفوها بـ"غير مشروعة".
ويستدل من مناقشات الجلسة أن الحكومة لم تُشرك المؤسسة العسكرية والجيش في جميع الخطوات والتفاصيل التي مهدت إلى "إعلان المبادئ" والتوقيع على اتفاقية أوسلو، وهو ما عبر عنه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي حينئذ إيهود باراك، الذي حذر من سيناريو مستقبلي بتصاعد المقاومة وتعاظم قوة حماس في الضفة، وعجز المنظومة الأمنية عن توفير الحماية للمستوطنين.

رابين غير واثق

أوضح رئيس الوزراء وقتها إسحاق رابين خلال الجلسة أن "هذا ليس اتفاقا سهلا"، وتنبأ بالاتفاقات والسيناريوهات ومستقبل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في بداية كلامه، وقال بطريقة مبتذلة "كل اتفاقية حكم ذاتي كانت معقدة بسبب الظروف، ليس في صياغتها، ولكن في كيفية ترجمتها على أرض الواقع، في واقع معقد".
وأضاف "لو أجرينا المفاوضات مع أنفسنا، أنا متأكد من أن الصياغة كانت ستكون كذلك، لربما كان الوضع أفضل بكثير، لكن هناك عبارات وصياغات بالاتفاقية غير مقبولة، أتكلم بحذر، يجب علينا أن نرى جميع المكونات المختلفة في رؤية أكثر شمولا بكثير".
كان واضحا أن رابين لا يثق بالجانب الفلسطيني، وشكك في قدرته على الالتزام بالاتفاقية، مستبعدا أن يتنازل الطرف الآخر عن الكفاح المسلح، ومع ذلك قام بالخطوة، معتبرا أن إسرائيل تقدم تنازلات بموجب الاتفاقية أكثر مما تحصل عليه من الجانب الفلسطيني.
وتساءل رابين "ما البدائل المتاحة لنا؟ الذهاب مع السوريين؟ وهو المسار الذي لم يتقرر بعد في هذه المرحلة، ربما يتم ذلك في المستقبل. وهناك القضية الفلسطينية، التي من الواضح أن توقيع الاتفاقية معهم ترتيب مؤقت، رغم أن الاتفاقية غير بسيطة وغير مريحة بالنسبة لإسرائيل".
في مرحلة ما من المناقشة، حاول رابين أن يوضح بالتفصيل مدى تعقيد الوضع الجديد بقوله "أيها الوزراء، العمل معقد للغاية. الواقع ليست له حلول سلسة، لأن الحكم الذاتي فكرة معقدة، تم اختراعها عندما لم يكن هناك أي استيطان يهودي تقريبا بالضفة، الاستيطان، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان الفلسطينيين، أدى إلى تعقيد الحياة".

بيريز والمشروع الاستيطاني

في المقابل، من أجل تبرير ضرورة وأهمية مثل هذه الاتفاقية لإسرائيل، حذر وزير الخارجية وقتها شيمون بيريز من احتمال سيطرة إيران على الضفة، قائلا "يجب أن أقول إن هناك احتمالا بأن ينهار عمل منظمة التحرير الفلسطينية برمته، وستكون الضفة إيرانية بسيطرة تامة من قبل حماس".
وأضاف بيريز "علينا أن نكون حذرين أيضا. أنا ببساطة لا أرى بديلا في الشارع العربي، مع كل عيوبه، أفضل من الائتلاف الحالي الموجود" في إشارة إلى منظمة التحرير الفلسطينية، متابعا "لنفرض أن منظمة التحرير انهارت واختفت.. مع من ستتحدث إسرائيل؟ وعلى ماذا سنفاوض الجانب الفلسطيني؟ أصلا، مع من ستتفاوض إسرائيل؟".
أظهر بيريز خلال جلسة الحكومة دعمه للمشروع الاستيطاني، إذ عارض إخلاء المستوطنات من الضفة أو قطاع غزة، مشددا على ضرورة بقاء المشروع الاستيطاني وعارض تقليصه أو إخلاء أي مستوطنات.
وقال "إننا في الاتفاقية لم نتنازل عن أي أرض من أرض إسرائيل، لقد حافظنا على القدس عاصمة موحدة لإسرائيل، لم نخل المستوطنات، كما أننا ضمنا الأمن القومي لإسرائيل".

درعي والخطر الأمني

وإذا كان رئيس الوزراء رابين -الذي قاد هذه الخطوة- لم يتمكن من إخفاء الشكوك لديه، فإن الأمر بالنسبة للمشاركين الآخرين في الجلسة الحكومية كان أكثر وضوحا وتفصيلا، فوزير الداخلية أرييه درعي، الذي امتنع عن التصويت، أوضح للحاضرين أنه "من الصعب جدا بالنسبة لي أن أتحدث. كنت بحاجة إلى قوات أمنية خاصة للحراسة ولحضور جلسة الحكومة".
وأضاف درعي -وهو من قيادات حزب "شاس" الحريدي- "آمل أن يفهم الوزراء ذلك. أعتقد أنه في أوساط الجمهور الذي نمثله، وهو يميني تماما، بالنسبة له فإن أرض إسرائيل ونابلس والخليل وغيرها من الأماكن ذات أهمية عاطفية بالنسبة له، ويصعب على الجمهور تقبل أوسلو والتنازل عن الأراضي".
لكن في ما يتعلق بالمسألة الأمنية على وجه التحديد، بدا درعي مختلفا، فقال "أوافق على أن المشكلة الفلسطينية هي مشكلة سياسية صعبة للغاية، لكنني لم أفهم لماذا تشكل خطرا أمنيا على دولة إسرائيل. الخطر الأمني ​​هو سوريا، وليس الدولة الفلسطينية".
وتابع درعي "نضع أكثر من 100 ألف مستوطن يهودي في الضفة، ننكر حقيقة أننا اليوم لا نعرف كيف نعطي إجابة لسلامة هؤلاء اليهود. وبصرف النظر عن المشكلة العاطفية المتمثلة في التخلي عن الأرض، هناك مشكلة وجودية محورها الجانب التوراتي".

معارضة باراك

في الجانب الأمني، بدا رئيس الأركان باراك أكثر وضوحا حين استبعد أن توفّر اتفاقية أوسلو الأمن لإسرائيل، وحذر من إمكانية عجز الجيش الإسرائيلي عن توفير الأمن والأمان للمستوطنين.
وقال باراك إنه "من الانطباع الأولي فقط، ألاحظ مشاكل خطيرة للغاية في تنفيذ العنصر الأمني ​​ضمن هذا الاتفاق، سواء في… مرحلة غزة أو أريحا أو في المرحلة الأبعد أو المستقبل البعيد".
وقلل من سيناريو التعاون الوثيق بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والمنظمات الأمنية والشرطة الفلسطينية، إذ توقع رئيس الأركان تعاونا محدودا في المجال الأمني مع الجانب الفلسطيني.
وقدّر باراك أن الاتفاقية ستؤدي إلى ظهور فصائل وعناصر فلسطينية أكثر تطرفا ستسعى لإحباط الاتفاقية، كما أكد أن الجيش سيجد صعوبات في توفير الأمن والحراسة للمستوطنين خلال تنقلهم بالضفة.
وهنا بدأ باراك يتحدث عن خيارات وسيناريوهات أخرى، وكلها ممنوعة من النشر لمدة 60 عاما أخرى، ثم اختتم قائلا "هذه ليست مشكلة بسيطة، كلما تعمقنا فيها وبحثنا عن جوانبها المختلفة، نرى أن الشكل الحالي للاتفاقية لا يمكن أن ينفذ، لأن صياغة البنود هو الركيزة الأساسية لقدرتنا الحالية على محاربة الإرهاب في الضفة الغربية وغزة".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أوسلو التي أضاعت كل شيء Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوسلو التي أضاعت كل شيء   أوسلو التي أضاعت كل شيء Emptyالأربعاء 13 مارس 2024, 9:45 pm

أوسلو التي أضاعت كل شيء RTX13K52

عرفات (يمين) ورابين وبينهما كلينتون عند توقيع اتفاق أوسلو للسلام بواشنطن في 13 سبتمبر/أيلول 1993 



30 عاما على توقيعه.. هكذا "اغتال" اتفاق أوسلو حلم الفلسطينيين بدولة

يبدو أن "اتفاق المبادئ" (أوسلو) ظل على مبادئه حتى الآن، لكن فلسطينيا فقط، إذ لا شيء يلوح في الأفق بعد ثلث قرن من الاتفاق يلبي آمال الفلسطينيين. أما إسرائيليا فلا ثابت بقي على حاله وفرضت الوقائع على الأرض، ولم تشر المعطيات إلا لتنام كبير في سيطرة دولة الاحتلال على حساب جغرافيا الفلسطينيين وديموغرافيتهم أيضا.
ويوم 13 سبتمبر/أيلول 1993 حين ذهب الفلسطينيون والإسرائيليون لاتفاق أوسلو، كانت الأنظار تصب نحو إنهاء شامل للصراع بينهم (وفق قرارات مجلس الأمن رقمي 242 و338) بما يضمن حقوقهم المشروعة. وأفضى الاتفاق لحل مرحلي انتقالي مدته 5 سنوات تقوم على أساسه سلطة حكم ذاتي تنتهي لدولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو/حزيران، في اعتقاد الفلسطينيين.

اقرأ أيضا

list of 4 itemslist 1 of 4

بطاقات الامتياز الإسرائيلية.. هندسة المجتمع الفلسطيني بين الطبقية والطاعة

list 2 of 4

نائب قائد أركان كتائب القسام: إسرائيل أنهت أوسلو والأيام المقبلة حبلى بالأحداث

list 3 of 4

من بذرة دولة إلى بلدية كبيرة.. الواقع الفلسطيني بعد 29 عاما على أوسلو

list 4 of 4

سلمان أبو ستة: 11 حربا غير عسكرية شنتها إسرائيل على فلسطين وأوسلو جريمة أكبر وأخطر من وعد بلفور

end of list
وعلى الأرض واصلت إسرائيل فرض متغيراتها عبر الاستيطان، وعزل وتقسيم الضفة، وتهويد القدس والتقسيم الزماني للأقصى، والتي تعامل معها الفلسطيني كسياسة أمر واقع حالت دون دولته المرجوة.
وتمادت إسرائيل، فلم تعد ترفض حلا للدولتين بل أغلقت الباب على "دولة ثنائية القومية" كما رآها ساسة فلسطينيون وجعلوها طرحا في ظل تنكر إسرائيلي لكل شيء.







تنكّر حقوق الفلسطينيين

يقول واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إن "اتفاق المبادئ" كان يخلص لدولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس، إضافة لعودة اللاجئين والحق بتقرير المصير.
وتابع أن رفض الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (أبو عمار) لكامب ديفيد-2 عام 2002، والذي يمس بتلك الحقوق المشروعة، عرَّضه للمحاصرة والاستشهاد، حسب قوله.
لكن حكومات الاحتلال المتعاقبة وآخرها حكومة اليمين "الفاشية" -يقول أبو يوسف- تنكرت لحقوق الشعب الفلسطيني، وفرضت وقائعها على الأرض لا سيما الاستيطان والعزل وقطع التواصل الجغرافي، مما حال دون قيام دولة مستقلة متواصلة.

"يهودية الدولة"

وأضاف أبو واصل أنها بدعواتها المتكررة لـ "يهودية الدولة" لم تعد إسرائيل متنكرة فحسب لدولة فلسطينية أو حتى "دولة بقوميتين" بل أصبحت ترسخ لذلك بإجراءاتها المختلفة.
وفسر تناقض إسرائيل برفضها دولة فلسطينية وذهابها بالوقت نفسه إلى أوسلو لنيتها المضي قدما بتثبيت الوقائع على الأرض، مستندة إلى عدم رد الفعل الموازي والمكافئ لغطرسة الاحتلال، وصمت دولي ودعم أميركي غير محدود يفلتها من العقاب على جرائمها.
وقسمت أوسلو الضفة الغربية (5800 كيلومتر مربع) من فلسطين التاريخية (27 ألف كيلومتر مربع) إلى 3 مناطق: أ، ب (21% و18% منها)، ج، تقدر بـ 61% من الضفة وتخضع أمنيا وإداريا للاحتلال، وعبرها تعمل إسرائيل لتهويد الضفة.
ورغم ذلك لم يعدم الفلسطينيون، برأي أبو يوسف، السبل والأمل لإقامة دولتهم بثوابتها المعهودة من عودة اللاجئين والقدس عاصمة، والحق بتقرير المصير وتحرير الأسرى.
وأكد أن الرهان قائم على كفاح وتضحيات الفلسطينيين منذ عقود، وأن المطلوب معاقبة إسرائيل ومقاضاتها دوليا، وإلا ستمضي بالتعايش مع بيانات الشجب والاستنكار والتهرب من استحقاقات دولية تضمن حقوق الفلسطينيين.







بيع الوهم

وقال المحلل السياسي والمختص الفلسطيني بالشأن الإسرائيلي عادل شديد إن اتفاق أوسلو لم يتطرق أصلا للدولة الفلسطينية، بل على العكس فقد منع قيامها، واكتفى بإعلان مبادئ تقام بموجبه سلطة حكم ذاتي تنقل إليها مجموعة من الصلاحيات الأمنية والمدنية على جزء من الأرض وجزء من الشعب موجود بالضفة وغزة، على حد قوله.
ورأي شديد -في حديثه مع الجزيرة نت- أن الإيجابية الوحيدة لأوسلو تتمثل في أنه تعاطى مع الضفة والقطاع كوحدة جغرافية وسكانية واحدة، لكنه لم يتطرق لمستقبلها، ولهذا أرجأت أبرز القضايا المرتبطة بجوهر الصراع وهي القدس واللاجئين والماء والحدود، إلى المرحلة النهائية التي لا أفق للوصول إلى نهايتها.
وأضاف "هكذا بيع الوهم للعرب والفلسطينيين، وأصبح الحديث عن الاستقلال وانسحاب الاحتلال وعن كيان للفلسطينيين أبعد مما كان عليه قبل أوسلو".
وأكد شديد أنه لا يوجد في العقل الإسرائيلي دولة سوى إسرائيل مستقلة وذات سيادة على أجوائها وحدودها وثرواتها ما بين النهر والبحر، وأن إسرائيل لم تفكر يوما بغير "يهودية الدولة" وليس وصول اليمين الإسرائيلي للحكم وتسارع الاستيطان وتقسيم الضفة إلا مؤشرات للدولة اليهودية الواحدة، حسب شديد.
والأخطر -يضيف شديد- أنه وبعد تمرير مشروع قانون القومية للشعب اليهودي، جرى تمرير رزمة أخرى من القوانين لاسيما المتعلقة بالبناء واللغة والمناهج والقضاء، والتي تؤكد حالة التمييز والتمتع بكافة الحقوق السياسية والمدنية "وأن غير الإسرائيليين ليس لهم سوى حقوق فردية".







أمل مفقود

عمليا، لا أمل بدولة فلسطينية أمام المعطيات الإسرائيلية على الأرض، فالاستيطان يشكل 9.6% من الضفة، إذ يستعمر أكثر من 750 ألف مستوطن حوالي 360 مستوطنة وبؤرة استيطانية بالضفة وشرقي القدس.
كما تشكل الشوارع الالتفافية الاستيطانية 3% منها، و3% أيضا معسكرات لجيش الاحتلال، فضلا أكثر من 760 حاجزا إسرائيليا تتنوع بين (حاجز عسكري وترابي وإسمنتي وبوابات حديدية) وغيرها، وكلها تقطع أواصر الضفة لـ 7 كنتونات ومعازل رئيسية ضخمة.
وإضافة لسيطرتها الكاملة على الأغوار الفلسطينية، وهي الحدود الشرقية للضفة، تبلع إسرائيل أكثر من 83% من مياه الفلسطينيين.
ويخلص وزير هيئة الجدار والاستيطان السابق وليد عساف لكون قيام الدولة الفلسطينية ذات وحدة جغرافية تتلاشى لصالح الحكم الذاتي المقطع والمجزأ (حكم الكنتونات) ورغم ذلك تخطط إسرائيل للسيطرة عليها لتفتتيها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75802
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أوسلو التي أضاعت كل شيء Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوسلو التي أضاعت كل شيء   أوسلو التي أضاعت كل شيء Emptyالأربعاء 13 مارس 2024, 9:48 pm

أوسلو التي أضاعت كل شيء 2013-09-13T1LO-1694503322

اتفاق أوسلو وقّع في 13 سبتمبر/أيلول 1993 في حديقة البيت الأبيض بحضور عرفات (يمين)، ورابين، ورعاية كلينتون



خبير في القانون الدولي للجزيرة نت: أوسلو انتهت وإسرائيل تفرضها بالأمر الواقع
بعد 3 عقود على توقيع اتفاق "إعلان المبادئ الفلسطيني الإسرائيلي" المعروف "باتفاق أوسلو"؛ تحاور الجزيرة نت الخبير في القانون الدولي معتز قفيشة حول قيمة الاتفاق في القانون الدولي، وكيف خالفه؟ وهل الاتفاق قائم قانونيا؟ وأي مستقبل للسلطة الناشئة بموجبه في ظل غياب أفق سياسي يقود إلى دولة فلسطينية مستقلة؟
والدكتور قفيشة مؤسس والعميد السابق لكلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة الخليل، وشغل سابقا مناصب في الأمم المتحدة، منها نائب مدير منطقة الشرق الأوسط في مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في بيروت، وعمل مستشارا لمنظمة التحرير وعدد من المنظمات الدولية.
ووُقع اتفاق أوسلو في 13 سبتمبر/أيلول 1993 من قبل ممثلين عن منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، بحضور الرئيس الأميركي بيل كلينتون بحديقة البيت الأبيض بواشنطن.
أوسلو التي أضاعت كل شيء 100210-2-1694270506معتز قفيشة: أي بنود تعطي شرعية للاحتلال أو حقوقا دائمة في الأرض المحتلة تعد باطلة (الجزيرة)
  •  بعد 3 عقود على توقيع اتفاقية أوسلو، ما قيمته في القانون الدولي؟



في القانون الدولي اتفاق أوسلو هو اتفاق بين دولة الاحتلال وممثلي شعب يعيش تحت الاحتلال تمثله منظمة التحرير الفلسطينية، وينص على تأسيس سلطة "حكم ذاتي"، لكن لفترة مؤقتة تقود إلى إقامة دولة فلسطينية. لكن هل أحكام الاتفاق صحيحة أو غير صحيحة وفقا لأحكام القانون الدولي؟ هذا يتوقف على التفاصيل.
في الاتفاق، هناك أحكام تعارض القواعد الأساسية في القانون الدولي، نسميها "القواعد الآمرة في القانون الدولي"؛ مثل الحقوق الأساسية للشعب الذي يعيش تحت الاحتلال، والتنازل عن أراض وثروات طبيعية مثل المياه وتضييق الصلاحيات الفلسطينية في بحر غزة، هذه موجودة في الاتفاق وهي غير صحيحة وفقا لأحكام القانون الدولي، فاتفاقية القانون البحري تعطي الفلسطينيين 360 كيلومترا في عمق البحر، أما أوسلو ففي أحسن الأحوال لو طبقت كانت ستعطيهم 20 ميلا؛ يعني تقريبا 10% مما يوفره القانون الدولي.
من المخالفات أيضا، سحب الصلاحية من المحاكم الفلسطينية في محاكمة الأجانب والإسرائيليين في الأراضي الفلسطينية، وهذه مخالفة لقواعد أعلى وأسمى، خاصة اتفاقيات حقوق الإنسان واتفاقية جنيف الرابعة التي تعطي حقوقا للشعب تحت الاحتلال.
أي بنود تمنح شرعية للاحتلال أو حقوقا دائمة في الأرض المحتلة تعد باطلة، والاتفاق تضمن مجموعة من المخالفات للقانون الدولي؛ ومنها سيطرة إسرائيل على الموارد الطبيعية وإعادة بيعها للفلسطينيين.


  • ما فرص نجاح أي تحرك قانوني فلسطيني لمحاسبة إسرائيل على اختراق الاتفاقية؟



الموضوع ليس قانونيا؛ فالقانون موجود وواضح لكن ما إمكانية تطبيقه؟ نحتاج إلى جهود دولية، وهذا يتطلب إرادة سياسية.
على الصعيد القانوني البحت، يمكن أن تنجح المساعي في المحكمة الجنائية الدولية في إصدار قرارات اعتقال بحق مسؤولين عن المخالفات في الأراضي الفلسطينية، كالمسؤولين عن بناء المستوطنات أو تدمير البيوت أو القصف، لكن من الناحية الواقعية أي تحركات لن يكتب لها النجاح التام إلا بوجود إرادة دولية، وهي حاليا غير متوفرة.
  • إسرائيل أعادت احتلال مناطق "أ" التي تديرها السلطة الفلسطينية، هل يمكن محاسبة إسرائيل على احتلالها؟



كل احتلال غير قانوني بما في ذلك الاقتحامات وبناء المستوطنات في الضفة بما فيها القدس الشرقية، واتفاق أوسلو لا يعطي شرعية لهذه الأفعال.
كما أن الاتفاق انتقالي ومؤقت يفترض أنه انتهى في مايو/أيار 1999؛ وبالتالي فإن النظام القائم وكل ما يقيد الحقوق الفلسطينية يصبح غير قانوني ومخالفا للقانون الدولي.
بالنسبة للسؤال عن إمكانية محاسبة إسرائيل، فالأراضي الفلسطينية أصلا مناطق محتلة وفق القانون الدولي، وحسب اتفاق أوسلو فإنها تدار من قبل السلطة الفلسطينية، أما إعادة الاحتلال أو التنسيق الأمني وغير ذلك من المصطلحات الشائعة، فكلها سياسية وليست قانونية.
  • ماذا عن الوضع القانوني لأسرى ما قبل اتفاق أوسلو وعددهم حاليا 22 أسيرا؟



حسب القانون الدولي، يجب إطلاق سراح كل الأسرى فور توقف الأعمال العسكرية، وليس فور التوصل لاتفاقية سلام؛ وهذا يعني إطلاق سراحهم في أي مرحلة هدوء بوصفهم أشخاصا يقومون بعمل وطني وليس جريمة، بل إن مقاومة الاحتلال من الأعمال المشروعة.



  • ما جدوى التوجه الفلسطيني إلى المحكمة الجنائية الدولية؟



منذ عام 2015 والمحكمة تحقق لكنها لم تصدر حتى الآن أي قرار بإلقاء القبض على أي مسؤول عن الجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية، لكن في أي لحظة يمكن للمدعي العام أن يصدر أوامر قبض بحق مسؤولين إسرائيليين سواء كانوا سياسيين أو عسكريين أو غيرهم.
هنا يجب أن نستحضر دور التمويل والضغط السياسي، فحتى الآن المدعي العام للمحكمة كريم خان متردد ولم يقم بالتحقيق في قضايا أخرى مثل أفغانستان والعراق لأسباب سياسية، وعوامل أخرى منها تمويل المحكمة والضغط السياسي من قبل الدول الأطراف في المحكمة.
  • كيف تفسر سرعة تحرك المحكمة في الحرب الروسية الأوكرانية؟



في القضية الأوكرانية وفرت الدول الأعضاء في المحكمة للمدعي العام عددا كبيرا من الموظفين والمختصين، لكن في فلسطين لم يحدث هذا لعدة أسباب؛ منها اعتراض بعض الدول على توجه الفلسطينيين إلى المحكمة، وعدم اعتراف بعض الدول الكبرى بالمحكمة أصلا أو لقلة الإمكانات، أو لأن بعض الدول تنظر إلى القضية الفلسطينية على أنها قضية سياسية تحل بالمفاوضات وليست قانونية مثل الدول الأوروبية.


  • بعد أوسلو بات للفلسطينيين 3 هياكل سياسية: دولة فلسطين المعترف بها، ومنظمة التحرير، والسلطة الفلسطينية. من المخول بتمثيل فلسطين في التواصل مع المنظمات الدولية؟



دولة فلسطين بالتأكيد، وإن كانت غير كاملة العضوية، وحسب القانون الدولي فإن فلسطين دولة حاليا معترف بها من قبل أغلب دول العالم؛ نحو 140 دولة. ولمنظمة التحرير أيضا وضع في القانون الدولي وتعد الأكثر تمثيلا للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات. أما السلطة ومع أنها نشأت قبل الدولة فهي تمثل حكومة الدولة، لكن على أرض الواقع هناك تداخل في الصلاحيات ولا يوجد حد فاصل بينها.
  • أعلن المجلس المركزي الفلسطيني (أحد مؤسسات منظمة التحرير) عدة مرات قرارات بتعليق الاتفاقيات مع إسرائيل، ما قيمة ذلك قانونيا؟ وهل تستطيع منظمة التحرير تعليق اتفاقية أوسلو؟



لا قيمة قانونية للإعلان، إنما قيمته سياسية وإعلامية ومعنوية، لأن تنفيذ القرارات من ناحية واقعية غير موجود، كما أن الاتفاقية ذاتها محددة المدة وانتهت، لكن استمرار الوضع الحالي هو بحكم الأمر الواقع وليس بحكم القانون.




  • أين أصاب الفلسطينيون وأين أخفقوا في توقيعهم على اتفاق أوسلو؟



جاء الاتفاق في مرحلة تاريخية لم تكن فيها بدائل أخرى عند ياسر عرفات، فكانت نهاية حرب باردة وسقوط الاتحاد السوفياتي وتراجع الدعم الدولي والعربي، فكان الاتفاق الخيار الأمثل لمنظمة التحرير.
أما البديل، فكان استمرار الانتفاضة والتضحيات، وكأن القيادة الفلسطينية وصلت إلى قناعة بأن الشعب الفلسطيني بحاجة لاستراحة محارب.
المشكلة في استمرار الاتفاق بحكم الأمر الواقع من دون أفق للتغيير، كما أن إسرائيل استفادت من اتفاق أوسلو في تكريس الاستيطان، وتسعى لإبقاء الوضع القائم كما هو، حيث تهيمن سلطة فلسطينية على السكان في الأمور الحياتية التي لا تريد القيام بها، في وضع يشبه احتلالات أخرى في العالم؛ مثل العراق والهند وجنوب أفريقيا وغيرها.
إن إسرائيل تريد أن تستفيد من استمرار الوضع القائم في السيطرة العسكرية ونهب الأرض والثروات والموارد الطبيعية والإمكانيات، من دون أن تنشغل باحتياجات السكان.
  • إلى أي مدى وفر الاتفاق للقيادة الفلسطينية جغرافيا بديلة للمحيط العربي وهي الضفة وغزة؟



نعم، الجغرافيا بمعنى أن يكون موطئ قدم للمنظمة والقيادات الفلسطينية التي كان أغلبها في الخارج ولا يوجد مكان للعمل، لا لبنان ولا تونس ولا السودان ولا غيرها. رجوعهم إلى هنا كان بالنسبة للقادة مكسبا كبيرا، لكنهم استغلوا وجودهم في المناطق الفلسطينية لتكريس مصالحهم الشخصية.
في المقابل، صار لأول مرة في التاريخ كيان وحكومة فلسطينية على أرض فلسطين، وإن كان بسيادة محدودة على مناطق (أ)، مع اعتراف دولي واسع.
بالعودة إلى كلام قريع فهو صحيح، لكن المشكلة تكمن في أن يكون الواقع هو الحل النهائي والوضع الدائم الذي تريده إسرائيل. السلطة تحاول مقاومة التوجه الإسرائيلي لكنها تقتصر على المقاومة الشعبية، ولا تُفعل كل الإمكانات التي يتيحها القانون الدولي.
هناك غياب للأفق السياسي، لأن إسرائيل مشروع دولي غربي بشكل رئيسي، وهم معنيون بأن يظل موجودا وقويا، ولا أحد يقبل بأي خطر وجودي على إسرائيل، خاصة وأن اللوبي (التجمع) الصهيوني متعمق في الدول المؤثرة عالميا.
 


  • القيادة الفلسطينية ما زالت تتمسك بالمفاوضات على أساس قرارات الشرعية الدولية، ما جدوى ذلك؟



المشكلة أن المنظمة دائما وفي كل الأوقات تريد المفاوضات، لكن إسرائيل لا تريدها، بل تريد أن تبقي السلطة والشعب الفلسطيني دائما تابعين لها، وأن يبقى النظام الذي أنشئ بعد أوسلو هو النظام الدائم.
سياسة إسرائيل الإستراتيجية أن تبقى مسيطرة على كل فلسطين التاريخية وتتعامل مع السلطة بتكتيكات حسب حجم الضغط الممارس عليها إن كان ميدانيا أو سياسيا؛ وبالتالي فإن إسرائيل مرتاحة للوضع القائم بل وتكرسه، وكل ما يجري على الأرض حاليا لا يؤثر عليها وجوديا ولا على اقتصادها، والوضع الأمني يدفعها كثيرا للتراجع.
  • وماذا عن مصير السلطة ومستقبلها؟



المستقبل في المدى المنظور -على الأقل- لن يختلف عن الواقع الحالي، بل سيستمر تكريس الوضع القائم مع بقاء السلطة من دون تغيير في دورها ووظيفتها، لأنها غير معنية بمقاومة أو مواجهة مباشرة مع إسرائيل.
وإسرائيل -في المقابل- معنية بأن تبقى السلطة موجودة، وكذلك الأميركيون والأوروبيون يرون في السلطة الخيار الأفضل، مقابل خيارات بديلة مثل حماس أو انتفاضة كبيرة، أو مواجهة مسلحة.
إسرائيل تعنيها الحياة اليومية للسكان وضبط الوضع الأمني، مع محاولة السيطرة على التصعيد، وفي المقابل سنواصل سماع التصريحات الرافضة للوضع الحالي ودعوة إسرائيل لوقف انتهاكاتها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
أوسلو التي أضاعت كل شيء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: إسرائيل جذور التسمية وخديعة المؤرخون الجدد-
انتقل الى: